كندا - علي حويلي الحياة - 17/02/06//



سجلت «الجمعية الدنماركية للمعلوماتية» مئات المواقع التي استهدفها «هاكرز» الانترنت من المسلمين واستبدلوا صفحات الاستقبال فيها بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وأعلام اسلامية وبشعارات تندد بصحف الدنمارك وحكومتها. كما رصد احد المسؤولين عن شبكة الانترنت في الدنمارك اكثر من 718 هجوماً، شنت كلها بالتضافر مع مسيرات الغضب ضد الرسوم المسيئة الى النبي (صلعم)، على مواقع مختارة في شبكة الويب. ولاحظ ان عدد الهجمات يزداد عموماً، بعد انتهاء صلاة الجمعة. وقد عمد ناشطون الكترونيون الى اختراق المواقع التي يعتبرونها معادية للاسلام، سواء أكانت دنماركية أم غيرها، لفترات وجيزة ليستبدلوها بمواقع اسلامية تتضمن رسائل ذات مضمون تفاوت بين تمجيد الاسلام وراياته وشعاراته والتحذير من غضب اهله، و... الاساءة الى الشعب الدنماركي!


نماذج من الهجمات على الويب

بدت هجمات هؤلاء الهاكرز، المحتجين على الاساءة الى نبي الاسلام (صلعم) وكأنها تتبع نموذجاً مُحدّداً. فما إن يحتل «المجاهدون» (بحسب الألقاب التي خلعها بعض هؤلاء على انفسهم) موقعاً لمن يرون انهم من «الاعداء»، حتى يملأوه بسلسلة من الرسائل المذيلة بأسمائهم «الحركية» المستوحاة من الالقاب الشائعة في الاوساط المتشددة الاسلامية. ويُسمون هذا الامر «غزوة». ومن نماذجها :

*»غزوة» موقع صحيفة «جولاند بوستن» jp.dk. وسيطر الهاكرز على الموقع لوقت وجيز، بثوا خلاله فيديو كليب يُظهر مؤلف الكاريكاتور الدنماركي على شكل خنزير متوحش، مع تعليق يقول: «الله اكبر... هكذا هو الشعب الدنماركي على حقيقته».

* استخدم مقتحمو موقع «يوغرام» jogram.dk لهجة اكثر اعتدالاً، وتوجهوا بالحديث الى الشعب الدنماركي بالقول (باللغة الانكليزية) «الله اكبر... نحن ننظر الى الشعب الدنماركي كواحد من الشعوب المسالمة في العالم... الا ان ما نشر في الصحف وعلى الانترنت ليس مقبولاً ولا علاقة له بحرية التعبير... لقد صدمنا بالعمق ونذكّر بأن المسلمين يشكلون اكثر من بليون ونصف البليون في العالم».

* دخل أحد الهاكرز الى موقع «ستريملايند ديزاين» streamlined design وثبّت عليه علم المملكة العربية السعودية والى جانبه صورة كبيرة لجامع مكة المكرمة. واكتفى المهاجم بالاشارة الى جنسيته السعودية متلافياً ذكر اسمه او لقبه. ولم يُحدث تخريباً.

* عمد مقتحمو موقعي «باتريشينانحلو.كوم» patriciangelo.com و «زيغدريم.كوم» zgdream.com الى تثبيت اغنيات حماسية للمجاهدين تمجد افعالهم، وتحض على نصرة الاسلام.

* اكتفى مقتحمو المواقع الاخرى بتثبيت صور لأعلام دنماركية وإنكليزية وفرنسية تشتعل فيها النيران، مع تذييلها بتواقيع من وحي بعض الالقاب المتداولة في الشرق الاوسط مثال: «صقر العرب» و «عبدالله المطري» و «ابو حفص المجاهد».

ويشار الى ان الموقع الالكتروني لصحيفة «فرانس سوار» الفرنسية تعرض ايضاً في 2 شباط (فبراير) الجاري لـ «غزوة» استغرقت تسع دقائق من جانب شخص جزائري يدعى محمود الرمتاوي. ووضع عليه تحذيراً شديد اللهجة لكل من تسول له نفسه المس بالاسلام او بالنبي محمد (صلعم).

نشرت جريدة «جولاند بوستن» الدنماركية على موقعها الالكتروني رسالة اعتذار الى المسلمين كتبت باللغة العربية. ولكنها اكدت في الوقت نفسه ان قناعتها بنشر الرسوم الكاريكاتورية لم تتغير.

وجرى تحويل هذه الرسالة الى صحف جزائرية وأجنبية بواسطة السفارة الدنماركية في الجزائر. ومما جاء فيها: «نحن نعتذر عن الاساءة التي سببها نشر الكاريكاتور للمسلمين في شتى انحاء العالم. ونحن لم نكن للحظة معادين للمسلمين الذين يعيشون بيننا او بعيداً منا». ووقعت باسم رئيس تحرير الجريدة كارستن جيست، الذي انهى رسالته بالقول: «اسمحوا لي ان اعبر عن ادانتي لأي محاولة قد تصيب الاديان والقيم والشعوب بأي اذى آملاً ان ينتهي سوء التفاهم ويتوقف الهيجان».