في حوارات غير منشورة كانت تنتظر استكمالها والاتفاق على التوقيت... رفيق الحريري: استبعد محاولة لاغتيالي فهذا القرار كبير وخطير ومكلف


لندن - غسان شربل الحياة - 11/02/06//


على رغم محاولة اغتيال الوزير مروان حماده لم يكن الرئيس رفيق الحريري يتوقع أن يكون الهدف المقبل «لأن أي قرار باغتيالي هو قرار كبير وخطير ومكلف لا يمكن أن يتخذه شخص عاقل». وقال: «أما محاولات اغتيالي سياسياً فلم تتوقف ولن تتوقف وهي تستهدف ابقاء البلد مريضاً الى ما لا نهاية. لا مصلحة لهم في موت المريض ولا يقبلون بشفائه». وسألته «الحياة» ان كانت الموافقة على التمديد للرئيس اميل لحود تشبه تجرع كأس السم، فرد سائلاً: «من تجرع السم أنا أم البلد؟».

ما تنشره «الحياة» بدءاً من اليوم وعشية الذكرى الأولى لاستشهاد الحريري هو حصيلة لقاءات متباعدة

معه بدأت في سردينيا في صيف 1999 وكان آخرها في بيروت قبل أسابيع من اغتياله. وتقضي الأمانة الاشارة الى أن الحريري كان اشترط استكمال هذه الحوارات في خلوة في قصره الجبلي في فقرا وموافقته المسبقة على توقيت النشر. شاءت الأقدار أو يد الجريمة أن يغيب الحريري قبل استكمال الحوارات التي ننشرها بدءاً من اليوم في الذكرى الأولى لاستشهاده.

في اللقاء الأخير كان الحريري حاسماً في التعبير عن قرار اتخذه: «لن أكون رئيساً للحكومة في عهد لحود... كلام نهائي ولا عودة عنه. سأقول لك كلاماً أوضح. لا في عهد لحود ولا في أي عهد يشبه عهد لحود... أي عهد يأتي بالطريقة نفسها وبالهدف نفسه وبالحسابات نفسها».

ورداً على سؤال ان كان يمكن الاستنتاج انه لن يكون بعد اليوم رئيساً للحكومة، قال: «لا أعرف ان كان استنتاجك دقيقاً ولأي فترة من الوقت».

نفى الحريري أن تكون له أي بصمات على قرار مجلس الأمن الرقم 1559، معتبراً أنه كان يمكن تفادي القرار حتى آخر لحظة. وسئل ان كانت الدول الغربية اتخذت قراراً بتغيير النظام في سورية، فرد أن الأمر يتوقف على سلوك النظام. وقال إنه لم يستطع التفاهم مع الرئيس لحود «لأن مشروع لحود، ومنذ البداية، كان موجهاً ضد البرنامج الذي على أساسه توليت رئاسة الوزراء». وأكد أن اللقاء الأخير بينه وبين لحود «كان لطيفاً للغاية».

تحدث الحريري في هذه الحوارات عن علاقته بلحود والعلاقات مع سورية. كما تحدث عن علاقته بالرئيس الراحل حافظ الأسد، مشيراً الى أنه التقاه أكثر من خمسين مرة. وحكى عن علاقته بالملك الراحل فهد بن عبدالعزيز وبعض الذكريات في مجلسه.

روى الحريري أيضاً قصة نشأته وطريقه الى النجاح والثروة والمبادئ التي انطلق منها في عمله السياسي. وقال: «أحياناً أكاد لا أصدق أن رفيق الحريري الذي انطلق من الصفر تمكن من الوصول الى ما يتخطى أحلامه».