في وثيقة اطلقها عبر الانترنت الى شعوب اوقيانيا البابا يدين الاستغلال الجنسي الذي مارسه بعض الكهنة

مدينة الفاتيكان ـ أ ف ب:

طلب البابا يوحنا بولس الثاني الصفح الخميس من السكان الاصليين الاستراليين وكافة الشعوب الاصلية في اوقيانيا على اعمال العنف التي ارتكبت بحقهم في الماضي ومن ضحايا الاستغلال الجنسي الذي مارسه بعض رجال الكنيسة.

وقال الحبر الاعظم في وثيقة من 133 صفحة تستعيد خلاصة سينودس 1998 المخصص لاوقيانيا «ان الكنيسة تعرب عن اسفها العميق وتطلب الصفح عن كافة المرات التي شارك ابناؤها او بناتها او ما زالوا يشاركون في تلك المظالم».
وخلافا للعادة السائدة بخصوص نشر الوثائق السينودية تعذر على البابا التوجه الى اوقيانيا بسبب سنه ووضعه الصحي. وقد استعان بالتكنولوجيا الحديثة عبر الضغط بشكل رمزي على زر الارسال في كمبيوتر لارسال ارشاده البابوي عبر البريد الالكتروني الى كافة المؤتمرات الاسقفية في المنطقة.

ويدين النص بعنوان «ايكليزيا ان اوسيانيا» (الكنيسة في اوقيانيا) الاستغلال الجنسي الذي ارتكبه كهنة او رجال دين في بعض انحاء اوقيانا والذي «الحق بضحاياه عذابات مريرة وجروحا معنوية».
وذكر البابا بأن رجال الدين طلبوا عام 1998 «الصفح دون تحفظ من الضحايا لما قاسوه من العذاب والمعاناة» واضاف انه «في الكنيسة، يتعارض الاستغلال الجنسي في الصميم وتعاليم وشهادات يسوع المسيح».

وذكر البابا يوحنا بولس الثاني «الاخطاء القبيحة» التي ارتكبت بحق السكان الاصليين في اوقياينا التي تمت بتغطية، لا بل بموافقة الكنيسة الكاثوليكية بعد وصول بعثاتها الاولى عام 1827 وطلب الصفح باسم ال آبا السينوديين من تلك الشعوب «على مشاركة افراد من الكنيسة في اعمال السوء تلك على الاخص حالات اختطاف الاولاد بالقوة من كنف عائلاتهم» ويبلغ عددهم عشرات الالاف.
وتشير الوثيقة الى ان هوية سكان استراليا الاصليين وثقافتهم باتت اليوم «تتعرض لتهديدات جدية» وتعلن ان «الكنيسة ستدعم قضية كل الشعوب الاصلية التي تسعى الى الحصول على اعتراف عادل ومتوازن بهويتها وحقوقها».

كما اعرب السينودس في دعمه «تطلعات الشعوب الاصلية الراغبة في العثور على حل عادل لقضية الاستيلاء على اراضيها المعقدة».
اما بخصوص ظاهرة الاستغلال الجنسي الذي ارتكبه رجال الكنيسة فأكد الحبر الاعظم في وثيقته انها «كانت مسألة مأساوية للكنيسة وباتت عائقا امام التبشير بالانجيل».
واصر البابا على التوضيح بأن «الكنيسة في اوقيانيا تبحث عن وسائل مفتوحة وعادلة للاجابة على الشكاوى في هذا الاطار وتتعهد بصورة قاطعة بابداء التعاطف وتقديم المساعدة الفعلية للضحايا وعائلاتهم والمجتمع برمته والمذنبين انفسهم».

ويشجع الارشاد البابوي الكاثوليك في اوقيانيا على اعتبار توحيد الكنيسة «اولوية كبرى» ومواصلة الحوار ما بين الاديان في قارة تتسم بوجود الديانات التوحيدية الكبرى.
وتدعو الوثيقة المنظمات الكاثوليكية الى الالتزام في العمق من ا جل العدالة الاجتماعية وتدين على الاخص «ظاهرة فتاكة» في اوقيانيا وهي «نشر العاب القمار وخاصة في الكازينوهات التي تخدع بوعود زائفة بحل المشاكل المالية بصورة سريعة ومدهشة لا تؤدي الا الى جر الناس الى مصاعب اكبر مما هم فيه».

وتبنى البابا يوحنا بولس الثاني النداء الذي اطلقه اساقفة السينودس لحماية الموارد الطبيعية والبيئة في اوقيانيا «بمواجهة التوجهات السياسية المؤذية التي تتبعها بعض الدول الصناعية والنفوذ المتزايد للشركات المتعددة الجنسيات».