أسامة العيسة من القدس


في يوم 24 آب (أغسطس) الماضي، استيقظ عبد المعز الجعبة (43) عاما، وغسل وجهه على عجل، وتوجه من مدينة الخليل، في جنوب الضفة الغربية، إلى بلدة أبو ديس الواقعة شرق مدينة القدس.

ومن أبو ديس تسلل إلى مدينة القدس، وأول شيء فعله ابتياع سكين كبيرة (سكين جزارين)، وقصد البلدة القديمة، وجلس في مقهى بالقرب من باب العمود، ثم أدى الصلاة في مسجد قريب.

وبعد أن خرج من المسجد تعمق في البلدة القديمة، باحثا عن هدفه، وبالقرب من باب الخليل رأى شابين من اليهود المتدينين، فاستل سكينه وطعن الاثنين، وأدى ذلك إلى مقتل شاؤول ميت (21) عاما وهو يهودي بريطاني قدم إلى القدس والتحق بالمعهد اليهودي في البلدة القديمة وأصيب زميله بجراح.

وفر عبد المعز من المكان، حتى تمكن جهاز الأمن العام (الشاباك)، والجيش والشرطة الإسرائيليين، من اعتقاله يوم السبت الماضي وكشف عن ذلك اليوم.

واستعانت الأجهزة الإسرائيلية الأمنية للوصول إلى عبد المعز، بما صورته الكاميرات المنتشرة في البلدة القديمة بالقدس، حتى تم تحديد هويته واعتقاله.

أما ما هي الأسباب التي دفعت عبد المعز المتزوج ولديه ولدان لتنفيذ عملية القتل، رغم المخاطر باعتقاله؟ فهي كما قال للمحققين تتلخص في انزعاجه من قيام مستوطنين برمي رأس خنزير في مسجد حسن بيك في يافا في شهر آب (أغسطس) الماضي.

وحسب ما نشرته صحيفة هارتس على موقعها الالكتروني، مساء اليوم، فان عبد المعز لم يتحمل إلقاء رأس الخنزير في المسجد والذي أثار غضبا لدى الفلسطينيين، فقرر الانتقام على طريقته، وإذا قتل فان ذلك لن يزعجه لأنه سيستشهد في رحاب القدس وبالقرب من المسجد الأقصى المبارك دفاعا عن الإسلام-كما قال.

وأشار قائد شرطة القدس الى ان المعلومات المتوفرة بان عبد المعز لا ينتمي إلى أي تنظيم فلسطيني، وانه خطط ونفذ عمليته بدوافع ذاتية.

ويذكر بان الشرطة الإسرائيلية، اعتقلت بعد أسابيع من إلقاء رأس الخنزير في مسجد حسن بيك زوجين إسرائيليين اعترفا بإلقاء رأس الخنزير في المسجد.