منقول بقلم الاخ العزيز ساقي العطاشى

"""كفى يا manaar .. أتنتقص الزهراء ع في منتداكم !
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
اتصل بي احد الاخوة الاعزاء تكاد انفاسه تتقطع من الغيظ قائلا : شوف هالمنتدى ( ...... ) اشلون يطعنون بالزهراء ( ع ) ، قلت : ليست بالمرة الاولى و ليست الأخيرة
لا يا فلان هذوله شيعة !! هذول يقولون عنها .. و سكت كانه غص بعبرة ثم تابع هذول يقولون عنها : كائن خرافي !!
من صجك ؟!!! .. قال : اي و الله يا فلان ..
وين ؟ .. قال : منتدى " منار " دش المنتدى الديني .. تكفى علشان الزهراء عليها السلام رد عليهم .. برد قلبي من هذوله .....!
و للاسف ..
كان كما قال الأخ ولا اعلم كيف تذكرت ذلك الناصبي الذي تجرأ على الزهراء سلام الله عليها في احدى المنتديات و انا اقرا ذلك الموضوع و تشابه الموقفين موقف الدكتور و موقف الناصبي !!!
فقد تطاول هذا الدكتور كما تطاول الناصبي على الزهراء سلام الله عليها و قال :" لقد حولوا تلك الثائرة من اجل الاسلام الى كائن خرافي ملائكي نوراني !!!! و لا نعلم ماذا يفعل بقول خير الخلائق صلى الله عليه و آله : فاطمة ابنتي حوراء انسية " .. فما معنى "( حوراء )" يا دكتور ؟

و لا تقل ايها الدكتور ان الرواية من خرافات المنبر الصفوي فقد رواها الصدوق بسند صحيح من رواية طويلة عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال : حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن عبد السلام بن صالح الهروي عن الامام الرضا عليه السلام و في آخرها "( وقال النبي ( ص ) : لما عرج بى الى السماء اخذ بيدى جبرائيل عليه السلام فادخلني الجنة فناولني من رطبها فاكلته فتحول ذلك نطفه في صلبى فلما هبطت الأرض واقعت خديجه فحملت بفاطمة عليها السلام ففاطمة حوراء انسية فكلما اشتقت الى رائحه الجنة شممت رائحه ابنتى فاطمه عليها السلام )" .
و رواه ايضا في معاني الأخبار ص 396 : عن محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن فضال ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن سدير الصيرفي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : خلق نور فاطمة عليها السلام قبل أن تخلق الارض والسماء . فقال بعض الناس : يا نبي الله فليست هي إنسية ؟ فقال صلى الله عليه وآله : فاطمة حوراء إنسية قال : يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية ؟ قال : خلقها الله عزوجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الارواح فلما خلق الله عزوجل آدم عرضت على آدم .. الى اخر الرواية
فهذه الرواية و ان كان في بعض الفاظها التي لم نذكرها بعض الركاكة و لكن صدرها صحيحة المعنى لأن الرواية الأولى تعضدها و تتفق في امر واحد و هو : فاطمة حوراء انسية " ..
و هناك روايات اخر اعرضنا عنها خوفا من الاطالة

و ليس قول رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ": ( فاطمة ابنتي حوراء انسية )" مقتصرة على كتبنا و انما يرويه السنة أيضا و ان حاولوا طمس هذه الحقيقة بمزاعم عديدة !

فقد جمع ابن الجوزي الحنبلي في موضوعاته ( 1 / 410 ) مجموع طرق هذا الحديث عن عمر - طريقين - و ابن عباس - طريقين - و عائشة – 4 طرق - و تخلص منها بضعف اسانيدها و لكنه نسي ان الطريق الاول لعائشة أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان أنبأنا إبراهيم بن محمد المزكى حدثنا عبدالله بن أحمد بن عاصم أنبأنا أحمد بن الا حجم المروزى حدثنا أبو معاذ النحوي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت " قلت يا رسول الله مالك إذا قبلت فاطمه جعلت لسانك في فمها كأنك تريد أن تلعقها عسلا ؟ قال : يا عائشة إنه لما أسرى بى إلى السماء اخلني [ أدخلني ] جبريل الجنة فناولني تفاحة فأكلتها فصارت نطفة في صلبى فلما نزلت من السماء واقعت خديجة ، ففاطمة من تلك النطفة كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها " الذي تخلص منه بادعائه بان احمد بن الاحجم "قد كذبه علماء النقل "!!
فسبحان الله على هذا الادعاء الذي لم ينقله غيره و لم يعرفه الذهبي و ابن حجر الا عنه !! فممن نقل هذا القول و هو المتاخر عنه و جاء في القرن الخامس !! علما بان ابي الشيخ الانصاري مؤلف كتاب طبقات المحدثين باصبهان و الواردين اليها ذكر الا حجم و لم يدعي مثل ادعاء هذا الجاهل !!!

و اما استدراك هذا الابن الجوزي على جميع الطرق بقوله البارد :" هذا حديث موضوع لا يشك المبتدئ في العلم في وضعه فكيف بالمتبحر . ولقد كان الذى وضعه أجهل الجهال بالنقل والتاريخ ، فإن فاطمة ولدت قبل النبوة بخمس سنين ، وقد تلقفه منه جماعة أجهل منه فتعددت طرقه ، وذكره الاسراء كان أشد لفضيحته فإن الاسراء كان قبل الهجرة بسنة بعد موت خديجة ، فلما هاجر أقام بالمدينة عشر سنين ، فعلى قول من وضع هذا الحديث يكون لفاطمة يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وأشهر ، وأين الحسن والحسين وهما يرويان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان لفاطمة من العمر ليلة المعراج سبع عشرة سنة ، فسبحان من فضح هذا الجاهل الواضع ، على يد نفسه ..
فنقول :
بل سبحان الله كيف يفضح هذا الابن الجوزي نفسه و يثبت جهله بالقرآن و الروايات و التاريخ !!
فقد جهل هذا الرجل البغيض الظلوم ان الاسراء كان مرتين بل جعلها احد علماء قومه ثلاث اسراءات ، و جهل ايضا ان علماء قومه اختلفوا في تاريخ الاسراء !!

و اما عدد الاسراءات ..
فقد قال ابن كثير : ثم قد اختلف العلماء في أن الاسراء والمعراج هل كانا في ليلة واحدة أو كل في ليلة على حدة ؟ فمنهم من يزعم أن الاسراء في اليقظة ، والمعراج في المنام . وقد حكى المهلب بن أبي صفرة في شرحه البخاري عن طائفة أنهم ذهبوا إلى أن الاسراء مرتين ، مرة بروحه مناما ، ومرة ببدنه وروحه يقظة وقد حكاه الحافظ أبو القاسم السهيلي عن شيخه أبي بكر بن العربي الفقيه . قال السهيلي : وهذا القول يجمع الاحاديث فإن في حديث شريك عن أنس وذلك فيما يرى قلبه وتنام عيناه ولا ينام قلبه ، وقال في آخره : ثم استيقظت فإذا أنا في الحجر وهذا منام . ودل غيره على اليقظة ، ومنهم من يدعي تعدد الاسراء في اليقظة أيضا حتى قال بعضهم : إنها أربع إسراءات ، وزعم بعضهم أن بعضها كان بالمدينة وقد حاول الشيخ شهاب الدين أبو شامة رحمه الله أن يوفق بين اختلاف ما وقع في روايات حديث الاسراء بالجمع المتعدد فجعل ثلاث إسراءات ، مرة من مكة إلى البيت المقدس فقط على البراق ، ومرة من مكة إلى السماء على البراق أيضا لحديث حذيفة ، ومرة من مكة إلى بيت المقدس ثم إلى السموات . البداية والنهاية ( 3 / 142 )
فكيف جهل هذا البغيض هذه الاقوال لعلمائه المبني على الروايات الصحيحة عندهم ؟!
بل كيف جهل قول الله تعالى :" و لقد رآه نزلة أخرى "؟ كما سيأتي و هو اثبات ان النبي ( ص ) اسري به مرة اخرى !

و اما تاريخ الاسراء ومتى كان ..؟
فقد قال القرطبي : المسألة الثانية - في تاريخ الاسراء ، وقد اختلف العلماء في ذلك أيضا ، واختلف في ذلك على ابن شهاب ، فروى عنه موسى بن عقبة أنه أسرى به إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسنة . وروى عنه يونس عن عروة عن عائشة قالت : توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة . قال ابن شهاب : وذلك بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أعوام . وروى عن الوقاصى قال : أسرى به بعد مبعثه بخمس سنين . قال ابن شهاب : وفرض الصيام بالمدينة قبل بدر ، وفرضت الزكاة والحج بالمدينة ، وحرمت الخمر بعد أحد . وقال ابن إسحاق : أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى وهو بيت المقدس ، وقد فشا الاسلام بمكة في القبائل . وروى عنه يونس بن بكير قال : صلت خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلم . وسيأتى .
قال أبو عمر : وهذا يدلك على أن الاسراء كان قبل الهجرة بأعوام ، لان خديجة قد توفيت قبل الهجرة بخمس سنين وقيل بثلاث وقيل بأربع . وقول ابن إسحاق مخالف لقول ابن شهاب ، على أن ابن شهاب قد اختلف عنه كما تقدم . وقال الحربى : أسرى به ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة . وقال أبو بكر محمد بن على ابن القاسم الذهبي في تاريخه : أسرى به من مكة إلى بيت المقدس ، وعرج به إلى السماء بعد مبعثه بثمانية عشر شهرا . قال أبو عمر : لا أعلم أحدا من أهل السير قال ما حكاه الذهبي ، ولم يسند قول إلى أحد ممن يضاف إليه هذا العلم منهم ، ولا رفعه إلى من يحتج به عليهم .
تفسير القرطبي ( 10 / 210 )

و مما تقدم ..
يتبين ان تعليل هذا الجاهل للقرآن و الحديث و التاريخ لهذا الحديث بان الاسراء كان قبل الهجرة بسنة واحدة تعليل بارد لأختلاف بنو قومه بتاريخ الاسراء و ان الاسراء لم يكن مرة واحدة بل مرتان على الاقل كما نقول نحن الشيعة ..
فقد قال العلامة الطباطبائي قدس الله سره في الميزان ( 13 / 30 ) :" ثم اختلفوا في السنة التى اسرى به صلى الله عليه وآله وسلم فيها فقيل : في السنة الثانية من البعثة كما عن ابن عباس ، وقيل في السنة الثالثة منها كما في الخرائج عن على عليه السلام . وقيل في السنة الخامسة أو السادسة ، وقيل بعد البعثة بعشر سنين وثلاثة اشهر ، وقيل في السنة الثانية عشرة منها ، وقيل : قبل الهجرة بسنة وخمسة اشهر ، وقيل : قبلها بسنة وثلاثة اشهر ، وقيل : قبلها بستة اشهر .
ولا يهمنا الغور في البحث عن ذلك ولا عن الشهر واليوم الذى وقع فيه الاسراء ولا مستند يصح التعويل عليه لكن ينبغى ان يتنبه ان من الروايات المأثورة عن ائمة اهل البيت عليه السلام ما يصرح بوقوع الاسراء مرتين وهو المستفاد من آيات سورة النجم حيث يقول سبحانه : ( ولقد رآه نزلة اخرى ) الايات على ما سيوافيك ان شاء الله من تفسيره . وعلى هذا فمن الجائز ان يكون ما وصفه صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الروايات من عجيب ما شاهده راجعا إلى ما شاهده في الاسراء الاول وبعض ما وصفه في بعض آخر راجعا إلى الاسراء الثاني ، وبعضه مما شاهده في الاسراءين معا .ا.هـ

و اما قول هذا الابن الجوزي الجاهل بالتاريخ :" فإن فاطمة ولدت قبل النبوة بخمس سنين " فيرده قول بان حجر العسقلاني : واختلف في سنة مولدها فروى الواقدي عن طريق أبي جعفر الباقر قال قال العباس ولدت فاطمة والكعبة تبنى والنبي صلى الله عليه وسلم بن خمس وثلاثين سنة وبهذا جزم المدائني ونقل أبو عمر عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين وتزوجها على أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر وقيل غير ذلك وانقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من فاطمة " الاصابة (8 / 263 )
و اما ..
الثابت من كتبنا بانها ولدت سلام الله عليها بعد البعثة بسنتين او بخمس على اختلاف الروايات ..فشبهة ان الاسراء كان بعد ولادتها يبطلها الاختلاف في مولدها المبارك وتعدد الاسراء على الاقل مرتان كما دلت الآية المباركة "[ و لقد رآه نزلة أخرى ]" وبقية ما قدمناه حول هذا الامر و ايضا الاختلاف في تاريخ الاسراء المذكور في القرآن ,,

و النتيجة : صحة حديث " فاطمة حوراء انسية " بعد رد شبهات المبطلين و كيد المغرضين و الحمد لله رب العالمين ..

ختاما نقول لاصحاب المنتدى : انتم مسئولون امام الله عندما تنتقص الزهراء عليها السلام و يحط من قدرها في منتداكم .. فانتبهوا يا من تدعون انكم لها شيعة !!

و لناعودة لاحقا ..
و السلام .."""

السلام على الصديقة الطاهرة المعصومة النورانية الملائكية وعلى ابيها وبعلها والسر المستودع فيها