نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


راشد العودة الفضلي


23 أبريل 2024


رسائل كثيرة تردنا باستمرار عبر تطبيق (whats app) منها رسالة محولة مؤلمة ومثيرة للأسى تتعلق بقضايا المحاكم الأسرية والأحوال الشخصية، أنقلها هنا مع بعض التصرف المناسب؛

لعلنا نتعاون ونكثف جهودنا لمعالجة هذه الظواهرالأسرية الموجعة ونحافظ على استمرار واستقرار الحياة الزوجية وسلامة أفراد العائلة وكيان المجتمع.

مشاهدات في أروقة المحاكم:بنات في سن الشباب يتجولن بين مكاتب القضاة، هذه تستلم النفقة، وأخرى تحمل ملف المطالبات، وأخرى تطلب حضانة أطفالها، وثالثة تطالب بحبس طليقها لامتناعه عن النفقة، وأمهات يركضن خلف بناتهن للتفريق بينهن وبين أزواجهن، وعدد كبير من النساء تحمل وجوههن ملامح الأسى والنقمة على الرجال،

وأطفال صغار تبدو عليهم علامات الخوف والذلة والشقاء.
كيف تتجرأ إحداهن على تحريض ابنتها أو ابنها على الانفصال، ولماذا تنقاد بعض الزوجات لإفساد شياطين الإنس المخببين والمخببات وحركات النسوية الخبيثة، وأين ذهبت حكمة الرجال وقوامتهم؟!.

رجال يتجرعون مرارة القهر ومفارقة أزواجهم وأولادهم، واستغاثات لعدم القدرة على تحمل التكاليف، وفتاة تسعى للطلاق، وتقف أمام زوجها دون حياء وربما كان أبوها وأمها بجانبها أو تجالس أحد المحامين ممن يوهمونها بأحقيتها في الطلاق والاستفادة من النفقة، وشابة تحمل صغيرها الرضيع غادية ورائحة على قاعات المحكمة، وأزواج مضى على زواجهم سنين طويلة وبينهم بنون وبنات، يتقابلون في المحاكم لإتمام إجراءات الطلاق أو الخلع، وخاصة إذا أقدم زوجها على استخدام حقة في الزواج من غيرها!

ناهيكم عن استنزاف الأموال الطائلة من طرف المحامين سعيا في الحصول على أحكام ينتقم بها أحدهما من الآخر ليتجرع الأولاد عواقب طلاق الأبوين.
لماذا سمحنا لهذه الظواهر المؤلمة القاسية أن تقتحم حياتنا الأسرية الهادئة المطمئنة، وأين كبار الأسرة العقلاء عن حل تلك الخلافات قبل تفاقمها؟!.

لم يعد خافيا علينا أن نسب الطلاق بلغت معدلات كبيرة وخطيرة تهدد بتصدع المجتمع وشتات الأسر وشيوع الرذيلة والانحرافات السلوكية والعياذ بالله.نناشد كل زوج وزوجة وكذلك الدعاة والمصلحين والقضاة، بأن يتقوا الله ويجعلوا مراقبته وحسابه نصب أعينهم ويحكموا شرعه القويم بأمانة تامة، ويتعاونوا بكل مسؤولية وعزيمة للتصدي لهذه الظواهر الخطيرة ورأب الصدع بكل وسيلة ممكنة،

وإيقاف استقبال القضايا الأسرية في المحاكم قبل التأكد التام من استنفاد جميع محاولات الإصلاح والحرص على أمن وسلامة الأسرة من التعرض لمنازعات المحاكم، وكذلك نهيب بالمحامين والقضاة الموقرين بأن يجعلوا التوفيق والإصلاح بين المتخاصمين هدفهم الأول مهما بلغت درجة الخلاف بين الزوجين، وأن يحذروا من المشاركة في جريمة انهيار البنيان الأسري،

فقد وصلت الأوضاع في المحاكم إلى درجة مريرة نعاني من نتائجها كثيرا، ونخشى أن تتطور الأوضاع إلى حد يصعب السيطرة عليه، حفظ الله مجتمعنا من ويلات وعواقب الطلاق والتصدع الأسري.
اللهم أجرنا من الشقاق والطلاق ومنكرات الأخلاق، وأصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام.

https://al-sharq.com/opinion/23/04/2...B1%D9%8A%D8%A9