نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



الدكتور محسن القزويني - راي اليوم


ادبيات الطف تجاوزت حدود الزمان والمكان واصبحت تسمع صداها في غزة و تشاهدها على الجدران وفوق ابواب بيوت الشهداء وعلى السن المجاهدين المقاومين للاحتلال الصهيوني .

اصبحت عبارات ( هيهات منا الذلة- ما رايت الا جميلا – اذا كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى) انشودة خالدة يرددها كل المقاتلين على مدى الدهر ، ولم يكن عجيبا ان نسمع من يرددها اليوم في غزة ، التي اصبحت تقاتل العدو الاسرائيلي على رغم قلة العدد وخذلان الناصر ،تقاتل بالدم القاني الذي لا زال ينزف من شرايين الاطفال والنساء والشيوخ لتفضح دولة السلام و التقدم والازدهار التي خدعت بها اسرائيل العالم باسره ولم يكن احد بقادر على ازالة هذا القناع الجميل عن الوجه الاسرائيلي سوى اطفال غزة ونساؤها الذين صمدوا بوجه الاحتلال بايد خالية، لكن بعزيمه قوية وبدماء ساخنة لم تجف بعد.

من يستمع الى اقوال عوائل الشهداء وهم يقدمون ابناءهم قرابين على مذبح الحرية يشعر بان كربلاء قد عادت بعد 1400 عام لتروي الارض بدماء الشهداء الابرار ولتعيد الى الذاكرة مقولة قالها الاقدمون: كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء.

احداث ماساوية كثيرة حدثت في التاريخ لكن ليست بحجم احداث غزة، واحداث كثيرة حدثت في غزه لكن ليست بحجم ما حدث بعد السابع من اكتوبر من عامي 2023 فقد انتصر الدم الفلسطيني على العنجهية الاسرائيلية وتموجت قطرات الدم من غزة لتتحول الى بحيرة واسعة اكتسحت قارات العالم وصبغت الارض بلون العلم الفلسطيني الذي اصبح معلما من معالم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، تشاهده في المسيرات المليونية التي اجتاحت عواصم العالم وفي واجهة المحلات التجاريه وعلى اسطح المنازل لتؤكد للمحللين السياسيين ؛ان الدم الفلسطيني استطاع ان يفعل ما لم تستطع ان تفعله المحافل الدولية والاقليمية كالجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ، وان اسرائيل سوف لا يقوم لها قائمه بعد اليوم ، وان القضيه الفلسطينيه اصبحت القضية الاولى في الصحف والاذاعات والتعليقات والتصريحات.

فما اشبه اليوم بالبارحة؛ لقد اصبح شباب غزة يتسابقون للمنية واصبح الاباء يقدمون ابنائهم للمعركة واصبحت الامهات تزف قوافل الشهداء بايات الجهاد واصبح للرضيع الفلسطيني المضمخ بالدم مكانا في الحدث الفلسطيني اليومي.

اما اسرائيل فقد اصبحت تتهاوى وتخسر في كل يوم جزءا من رصيدها العالمي حتى عند من كان يمدها بالسلاح والعتاد ، واصبح نتنياهو منبوذا لدى المجتمع الدولي وحتى الاسرائيلي ، اما في غزة فكانت نتائج المعركة لصالح المقاومة التي لازالت تطلق صواريخها على العدو رغم الاجتياح والحصار ، و التي اصبحت هي التي تفرض شروط اطلاق النار لانها اصبحت اكثر عزيمة واصرارا على قتال العدو حتى انتصار الدم عن السيف.

كاتب عراقي

https://www.raialyoum.com/%d8%a7%d9%...a%d8%b2%d8%a9/