نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الجمعة 18/8/2023


يمكن اختصار قصة تطبيق التواصل الاجتماعي “ثريدز” في هذه العبارة:

سقوط واختفاء سريع جدا بعد انطلاقة صاروخية، في غضون شهر واحد.
لكن في القصة الكثير من التفاصيل المثيرة.كانت شركة “ميتا” المالكة لمنصات “فيسبوك” و”إنستغرام” قد أعلنت في 5 يوليو الماضي إطلاق منصة “ثريدز”، التي قيل عنها إنها قاتلة التطبيق المنافس “تويتر”، الذي تغير اسمه مؤخرا ليصبح “إكس”.

وحقق “ثريدز” في الأيام الأولى أرقاما هائلة، وتظهر الأرقام التالية كيف استطاع التطبيق الجديد أن يستحوذ على اهتمام الملايين حول العالم.الانهيار السريعلكن بنفس السرعة، بدأت ملامح الانهيار بعد أسبوع واحد فقط على إطلاق المنصة.

ففي 15 يوليو الماضي، ذكرت تقارير لشركات تراقب قواعد مستخدمي مواقع الإنترنت أن عدد المستخدمين النشطين لـ”ثريدز” انخفض بنسبة 20 بالمئة.قالت أيضا إن الوقت الذي أنفقه المستخدمون على المنصة انخفض بنسبة 50 بالمئة، من 20 إلى 10 دقائق فقط.في بداية أغسطس الجاري، انخفضت نسبة المستخدمين النشطين يوميا بنسبة 82 بالمئة.

انحدر عدد مستخدمي التطبيق إلى 8 ملايين يوميا في أغسطس، بعد وصل في ذروته في يوليو الماضي إلى 44 مليونا.

“ثريدز”.. الدخول سهل والخروج تضحية بانستغرام!ويقول موقع “siliconrepublic” المعني بالشؤون التقنية، إن “ثريدز” المرتبط بقاعدة مستخدمي “إنستغرام” قد بدا ناجحا في البداية، بل إنه اعتُبر من أفضل عمليات إطلاق التطبيقات في عالم الإنترنت.ويضيف أن الأمر الذي عزز ذلك هو أن عدد المشتركين في “إكس” (تويتر سابقا) أخذ في الانخفاض.

ويخلص الموقع إلى أن الضجيج الذي أثير حول المنصة الجديدة انتهى، كما انهارت قاعدة مستخدميها.ويذكر الموقع عددا من الأسباب وراء الانهيار السريع، أبرزها:قلة المزاياظهور “ثريدز” لم يكن بحد ذاته مفاجأة، خاصة مع إعلان “ميتا” عن نيتها إطلاق منصة في وقت سابق من هذا العام، لكن يبدو أن الإطلاق جاء قبل الوقت المناسب.

يقول الموقع إن “ميتا” حاولت الاستفادة من الفوضى التي تحيط بـ”إكس” من أجل جذب مستخدميه، لكن هذا الاستعجال أتى على حساب التطبيق الذي كان يخلو من كثير من المزايا.يلفت إلى أنه بات واضحا أن “ثريدز” بحاجة إلى كثير من العمل حتى يصبح قابلا للمقارنة مع “إكس”.

محتوى مملكانت الانتقادات التي تلاحق موقع “إكس” أنه أصبح مساحة تعج بخطاب الكراهية، وروج “ثريدز” لنفسه بأنه بديل لتلك الساحة التي تثير الأعصاب، وقال المسؤولون عنه إنه مناسب لأولئك الذين يريدون أن يناقشوا بعضهم بعضا بشكل أقل حدة.

وذكر “ثريدز” أن السياسة والأخبار الجادة ستشق طريقها إليه، إلا أنه لن يشجع هذه الاتجاهات.

لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيا لجذب الجمهور، إذ رأى كثيرون أن خيوط “ثريدز” غير متميزة عن غيرها، فبدت مملة وغير جذابة.

ولم تنجح المنصة في تحديد ما ترغب أن تكون عليه وسط بيئة شديدة التنافس، وبالتالي لم تقدم محتوى جذابا.

الفشل في التوسعرغم انطلاقة “ثريدز” السريعة، فإنه تجاهل قارة أوروبا وحرم نفسه من مئات الملايين من المستخدمين، ويعود الأمر إلى عقبات قانونية تحول دون الإطلاق السريع في القارة.

وتواجه شركة “ميتا” المالكة للمنصة، وغيرها من الشركات التابعة لها، قضايا في الاتحاد الأوروبي تتعلق بانتهاك الخصوصية والممارسات الإعلانية.وليس من الواضح ما إذا كان “ثريدز” سيعمل داخل الاتحاد الأوروبي، لكن يبدو أن المآزق القانونية ستضغط على “ميتا” في المستقبل القريب.