الإثنين 14 أغسطس، 2023


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

(نجم الدين نجيب)

رغم نفي وزارة الخارجية الأمريكيّة، طوال شهري يونيو/ حزيران و يوليو/ تموز الماضيين، ولاكثر من 3 مرات، تورط امريكا في عملية الاطاحة برئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، فجرت صحيفة “إنترسيبت”
الامريكية يوم الخميس الماضي، قنبلة من العيار الثقيل، عندما كشفت عن رسالة سرية هددت فيها امريكا باكستان بالعزلة، في حال بقي عمران خان في السلطة.

وبحسب الرسالة السرية التي سربها أحد أفراد الجيش الباكستاني، فقد شجعت وزارة الخارجية الأمريكية الحكومة الباكستانية في اجتماع عقد في 7 مارس 2022 على إقالة عمران خان كرئيس للوزراء بسبب حياده بشأن الحرب في أوكرانيا، وإن الاجتماع كان بين مساعد وزير الخارجية لمكتب شؤون جنوب ووسط آسيا دونالد لو، وأسعد مجيد خان، الذي كان في ذلك الوقت سفير باكستان في واشنطن.

ووفقا للصحيفة، فإنه بعد شهر واحد من الاجتماع مع المسؤولين الأمريكيين الموثق في وثيقة الحكومة الباكستانية المسربة، تم إجراء تصويت بحجب الثقة في البرلمان، مما أدى إلى تنحية خان من السلطة، مشيرة إلى أن هناك اعتقاد أن التصويت تم تنظيمه بدعم من الجيش الباكستاني القوي، موضحة أنه منذ ذلك الوقت، انخرط خان وأنصاره في صراع مع الجيش وحلفائه المدنيين، الذين يزعم خان أنهم دبروا إزاحته من السلطة بناء على طلب الولايات المتحدة.

اللافت ان امريكا لم تكتف بتنحية خان عن السلطة، بل هي تعمل وبكل ثقلها على إبعاده عن المشهد السياسي في باكستان، ومنعه من المشاركة في الانتخابات القادمة المتوقعة في وقت لاحق من العام الجاري، بعد ان اتهمته ببيع هدايا للدولة غير مخصصة للبيع، وحكمت عليه بالسجن 3 سنوات ومنعه من مزاولة العمل السياسي.

هنا نطرح سؤال في غاية الاهمية، اذا كانت امريكا تتدخل بهذا الشكل السافر والعلني والبلطجي في شؤون دول اسلامية كبرى تمتلك ترسانة نووية مثل باكستان، تُرى كيف حال الدول الاسلامية والعربية الاخرى التي لا تملك ما تملكه باكستان؟،

فهل بامكان تلك الدول ان تتخذ موقفا ازاء اي قضية في العالم، لا يتوافق مع المصلحة الامريكية؟،

تُرى كيف سيكون عليه حال العالم، اذا لم تقف قوة او قوى دولية او منظمات عالمية في وجه امريكا وتمنعها من التدخل في شؤون دول العالم؟!!.

كان عمران خان مصيبا عندما خاطب الاتحاد الاوروبي، عندما اتهمه الاخير بانه ضد اوكرانيا، قائلا : “هل نحن عبيدكم؟

وأننا سنفعل ما تطلبوا منا؟ “. نحن أصدقاء لروسيا، كما أننا أصدقاء للولايات المتحدة. نحن أصدقاء للصين وأوروبا.

نحن لسنا جزء من أي تحالف”.

الا ان خان في الاخير دفع ضريبة موقفه من الغطرسة الامريكية والهيمنة الغربية على القرار الدولي، فالغرب وامريكا، يتصرفان وفق مبدأ “من ليس معنا فهو ضدنا”، ولا بد ان يتم محاربته وازالته، ولكن مثل هذه السياسة وان كانت تثمر عل المدى القريب، الا انها ستفشل على المدى البعيد، فالشعوب لم ولن تنسى قادتها الذين قالوا للغرب لا ، حفاظا على مصالحهم ومصالح دولهم، وان مثل هذا اليوم ليس ببعيد، بعد ان بدأت تتشكل تكتلات وتحالفات دولية في العالم، من اجل وضع حد للاستفراد الغربي بالقرار الدولي.