نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

شفقنا – يصادف يوم 8 آب/أغسطس، الذكرى الخامسة والعشرين للمذبحة التي طالت الشيعة الهزارة وقتل الدبلوماسيين الايرانيين بمدينة مزار شريف شمالي أفغانستان على يد طالبان، اليوم الذي اعتبر “أحد الأيام السوداء في التاريخ”.

وبعد أن سيطرت مجموعة طالبان على مدينة مزار شريف يوم 8 آب/أغسطس 1998، أقدمت على تنفيذ “مجزرة” ضد الشيعة الهزارة في هذه المدينة وهاجمت القنصلية الايرانية فيها.

وأفاد تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش نُشر يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1998 حول هذه الكارثة أن طالبان “قتلت مئات الرجال والأطفال الهزارة” حينما داهمت البيوت بيتا بيتا.وحسب هذا التقرير فقد استمرت قوات طالبان على مدى ثلاثة أيام في “قتل” المدنيين بمدينة مزار شريف والذين كان معظمهم من الشيعة الهزارة.

ويقول شهود عيان أن طالبان وفي اليوم الأول من دخولها المدينة، ألقت القبض على مئات المدنيين الهزارة وقتلتهم رميا بالرصاص.
وذكر شهود العيان أن المجزرة التي نفذتها طالبان ضد

المدنيين، كانت مروعة لدرجة أن الجثث كانت ملقية في الشوارع الواحدة على الأخرى، فيما كانت العربات تنقل الجثث إلى خارج المدينة لعدة أيام.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وأورد التقرير أن القيادي في طالبان الملا نيازي قال في كلمة له أن الشيعة الهزارة “ليسوا مسلمين بل كفارا” واصدر فتوى بجواز قتل الهزارة.وقال “مشروع العدالة في أفغانستان” أن طالبان قتلت في تلك الأيام في مزار شريف 2000 مدني على أقل تقدير.“التصفية العرقية والإبادة الجماعية والإبادة الطائفية”ووصف المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية لإنقاذ أفغانستان في بيان أصدره في الذكرى الـ25 لقتل أهالي مزار شريف على يد طالبان، وصف هذا الحادث بـ “التصفية العرقية والإبادة الجماعية والإبادة الطائفية”.وأضاف المجلس أن طالبان وبعد سيطرتها على مدينة مزار شريف عام 1998 “أجهزت على الأهالي المدنيين بالمدينة ونفذت مجزرة ضدهم بمن فيه النساء والأطفال.”

وأوضح أن مجموعة طالبان نفذت في ذلك الحين “أسوأ جريمة ضد الإنسانية وأكثرها قسوة ضد المدنيين لا سيما الهزارة والشيعة.

إذ أن أحد كبار قيادي طالبان في ذلك الوقت، اعتبر الهزارة بانهم غير مسلمين وأفتى بجواز قتلهم ما يمثل مصداقا صارخا للتصفية العرقية والإبادة الجماعية والإبادة الطائفية.”
ورأى المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية لإنقاذ أفغانستان في بيانه أن طالبان تجترح اليوم وبعد مضي 25 عاما على تلك المجزرة، جرائم مماثلة. إن طالبان تقوم في ولايات الشمال وكابل ومناطق من ولايات الجنوب والولايات الوسطى بأفغانستان، باطلاق النار على المواطنين “أمام مرأى أسرهم”.

وانتقد المجلس المكون من القادة السياسيين وكبار مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقة، سياسات الدول الغربية تجاه طالبان وقال إن “الصفقات السرية” تعطي زخما أكبر لطالبان الإرهابية.قتل الدبلوماسيين الايرانين في مزار شريفوفي يوم 8 آب/أغسطس 1998 وبالتزامن مع دخول طالبان مدينة مزار شريف وقتل الشيعة الهزارة فيها، هاجمت قوات طالبان القنصلية العامة الايرانية بالمدينة أيضا. وأسفر الهجوم عن مقتل ثمانية دبلوماسيين وصحفي ايراني واحد.وحمّلت الحكومة الايرانية آنذاك، طالبان مسؤولية هذه المجزرة، غير أن هذه المجموعة لم تتبن لحد الان مسؤولية الهجوم واعتبرته من فعل مجموعات “غير منضبطة”.أما وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، فقد قال في تغريدة يوم 8 آب/أغسطس “إن طالبان هاجمت قنصلية

الجمهورية الاسلامية الايرانية في 8 آب/أغسطس 1998 واقترفت جريمة.”

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


كما اعتبرت وزارة الخارجية الايرانية في بيان صدر بهذه المناسبة ذلك الهجوم بانه “هجوم إرهابي” وشددت على ضرورة “اتضاح ملابسات الحادث بوصف ذلك مطلبا جازما وباتا.

وفي بيان أصدرته بالمناسبة، اعتبرت القنصلية العامة الايرانية في مزار شريف ذلك الهجوم بانه “يذكّر بأحد أكثر الأيام مرارة بالنسبة للجهاز الدبلوماسي للجمهورية الاسلامية الايرانية.

” ووصفت الهجوم بـ “العمل الإرهابي” ودعت إلى اتضاح ملابسات الحادث “باعتبار ذلك مطلبا باتا وقطعيا للحكومة والشعب الايرانيين.

أما المواطنون الأفغان فيحذرون من خلال التذكير بهذه الجرائم النكراء، دول العالم من أن هكذا جرائم قد تُرتكب في أي لحظة وأي وقت على يد طالبان وأن العالم لا بد أن يتحمل مسؤوليته للحد من تكرارها من خلال وضع نهاية لسلطة طالبان في أفغانستان.

*شفقنا أفغانستان