نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



لقد أثار وجود تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى بما فيها القاعدة في أفغانستان بعد إعادة طالبان سيطرتها على البلاد منذ آب/أغسطس 2021، قلقا بالغا على صعيد العالم والدول المجاورة لأفغانستان.وكان وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان قد قال مؤخرا أن مقاتلي داعش قد انتقلوا من الدول الأخرى إلى أفغانستان.وقال أمير عبداللهيان لوكالة أنباء “إيسنا” الايرانية إن قيادات تنظيم داعش ومقاتليه انتقلوا خلال الأشهر الأخيرة من العراق وسوريا ومناطق من ليبيا إلى داخل أفغانستان معتبرا أن ذلك يمثل أحد التحديات التي تمر بها سلطة طالبان في أفغانستان.

وفيما أشار إلى وجود حدود مشتركة بين ايران وأفغانستان بطول 900 كيلومتر قال وزير خارجية ايران أن “أي تدهور أمني داخل أفغانستان يترك أثرا مباشرا على مناطقنا الحدودية.”وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها وزير الخارجية الايرانية بشكل صريح عن وجود داعش في أفغانستان ويعتبره تحديا لأمن الدول بما في ذلك أمن الدول الجارة لأفغانستان.

وجاءت هذه التصريحات بينما كانت السلطات الباكستانية وهي الجارة الأخرى لافغانستان، قد أعربت في وقت سابق عن قلقها من انتقال أعضاء تحريك طالبان باكستان إلى أفغانستان وزار ممثل باكستان الخاص، كابل لإجراء محادثات مع سلطات طالبان بهذا الخصوص. طالبان، مستمرة في إنكار وجود داعش في أفغانستانأما طالبان وتعقيبا على تصريحات وزير الخارجية الايراني، التزمت سياسة الجحود وأنكرت تواجد داعش في أفغانستان.

وقالت وزارة خارجية طالبان في بيان: “إن وزير خارجية ايران قال لوسائل الإعلام أن قيادات داعش انتقلت من العراق وسوريا وليبيا إلى أفغانستان، الأمر الذي لا أساس وله ونرفضه.

”وأضافت أنه إن كانت ايران تملك معلومات عن انتقال داعش إلى أفغانستان، فلتتشاركها معنا حتى تتخذ قوات الأمن الأفغانية الإجراءات اللازمة.وزعمت أن “الإمارة الاسلامية في أفغانستان كافحت داعش بشكل جاد ومنتظم سواء إبان الاحتلال أو ما بعده، وكانت نتيجته أن فقدت تلك المجموعة قدراتها التخريبية”.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وبينما تدعي طالبان أن داعش في أفغانستان “فقد قدراته التخريبية” تبنى داعش قبل أكثر من شهر، مسؤولية هجومين داميين ضد طالبان في بدخشان.ولقي في هذين الهجومين اللذين نُفذا خلال يومين متتالين، نثار أحمد أحمدي مساعد والي طالبان في بدخشان وصفي الله صميم، القيادي السابق لطالبان في ولاية بغلان.

كما تبنى داعش مسؤولية مقتل والي طالبان في بلخ وهجومين آخرين نُفذا مقابل مبنى وزارة خارجية طالبان في كابل.وإضافة إلى ذلك، فقد أعلن داعش خلال العامين الأخيرين، مسؤوليته عن عدة هجمات دامية استهدفت مراكز التعليم والمساجد والمراسم الدينية للشيعة في أفغانستان.

تاريخ تواجد داعش وهجماته في أفغانستانوكان أول تقرير عن انتشار تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان، قد نُشر عام 2014، وبعده تصاعد القلق وازدادت التقارير بهذا الشأن.ومنذ عام 2017 فصاعدا، تزايدت الهجمات الدامية لتنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان، بحيث أن هذا التنظيم تبنى مسؤولية الكثير منها.

ونُفذت معظم هجمات هذه المجموعة الإرهابية ضد الشيعة في أفغانستان؛ بما فيها مهاجمة المساجد ومراسم العزاء ومراكز التعليم وحفلات الزفاف والمرضى والنساء في مستشفيات التوليد والأطفال حديثي الولادة وعشرات الهجمات الأخرى وهي مثال على جرائم ضد الشيعة الأفغان والتي تبنتها هذه المجموعة الإرهابية.

وأثار تصاعد الهجمات التي تستهدف الشيعة خلال هذه السنوات، تكهنات من أن داعش يمثل مشروعا أمنيا، ومجموعة داخل نظام حكم أفغانستان تعمل كـ “طابور خامس” لخدمة مجموعة طالبان.

وبعد إعادة هيمنتها على أفغانستان، زعمت طالبان أن “الحرب قد انتهت” وتم إرساء “الأمن الشامل”. لكن الأمر لم يدم طويلا حتى استأنف داعش هجماته الدامية ضد الشيعة الأفغان، ومن ثم تحولت سلطات وأعضاء طالبان إلى هدف لهجمات داعش.وخلال هذه الفترة، ورغم المواجهات التي خاضتها طالبان مع أفراد داعش حتى في العاصمة الأفغانية، لكنها أنكرت في بياناتها الرسمية، وجود هذا التنظيم واعتبرت أن قدراته قد تضاءلت.ويرى متخصصو الشأن الأفغاني أن طالبان لا تريد من خلال تأكيد وجود داعش في أفغانستان، إلقاء ظلال من الشك على مزاعمها القائلة ب “انتهاء الحرب” واستتباب “الأمن الشامل” في البلاد.

ويقول هؤلاء الخبراء أن مجمل مكاسب طالبان خلال السنوات العشرين من الحرب ضد القوات الأجنبية وقوات أمن الحكومة الأفغانية السابقة، تُختزل في هذين الادعائين، وإن تم التشكيك
بهما، فان “شرعية طالبان ستتلاشى حتى في أذهان مناصريها.”

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وأبلغ خبير سياسي أراد عدم الافصاح عن هويته في حديثه مع مراسل شفقنا أن أفغانستان تحت سلطة طالبان “هي كالقنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أي لحظة.

”واستند إلى تقارير مجلس الأمن الدولي ليقول أن أكثر من 20 مجموعة إرهابية تتمتع في الوقت الحاضر بـ”حرية العمل والنشاط” في أفغانستان موضحا أن “ذلك يتهدد العالم والجيران والمنطقة ككل.”وأوضح أنه في حالة انفجار هذه القنبلة الموقوتة فان “أي بلد لن يكون في مأمن وسينتشر التدهور الأمني في أرجاء العالم.

”*شفقنا أفغانستان