نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


(نجم الدين نجيب)

شفقنا- وكالات الانباء العالمية تناقلت خبرا، نعتقد جازمين انه نزل كالصاعقة على اسرائيل وامريكا، وهو خبر اكتشاف منجمين لـ”الليثيوم” يحتويان على 8.5 مليون طن،

ويعتبر هذا المخزون أضخم مخزون في العالم بعد تشيلي، ويمثل 10 بالمئة من الاحتياطات العالمية لهذه المادة الاستراتيجية،

وهو ما سيعزز من مكانة ايران الدولية والاقليمية.
تكمن اهمية هذا الاكتشاف الذي سيجعل من إيران دولة رئيسية في الصناعات المستقبلية للعالم، في ان مادة اللثيوم تستخدم في صناعة السيارات الكهربائية وبطارياتها، وأجهزة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة والألواح الشمسية المولدة للطاقة،

اي انها مادة لا غنى عنها في مستقبل البشرية، التي تعمل على استخدام الطاقة النظيفة من اجل انقاذ الارض من تفاقم ازمة المناخ.
المعروف ان اكبر منجم لليثيوم في العالم يقع في تشيلي، ويحتوي على 9.2 مليون طن من الليثيوم، الا ان الخبراء يؤكدون على ان هناك احتمال لوجود نحو 20 مليون طن من صخور الليثيوم في المنجمين الايرانيين،

اي انه ستكون لايران حصة الاسد من هذه المادة، التي لم يكتشف منها حتى الان سوى 89 مليون طن في كل أنحاء العالم، وتعتبر أستراليا وتشيلي والأرجنتين والصين من أبرز الدول المنتجة لهذا المعدن الثمين.

ان مثل هذه المعادن الاستراتيجية التي تستخدم في الصناعات ذات التكنولوجيات عالية التطور والتكنولوجيات المتفوقة مثل الصناعات الجوفضائية والصناعات الالكترونية، ستغني ايران التي تتعرض للحظر، في الكثير من المجالات، بل ستجعل الدول الاخرى، خاصة تلك التي تشارك في حصارها الان، بحاجة اليها، من اجل صنع الرقائق والقطع المحاسباتية في الحواسيب العملاقة والصناعات ذات الحرارة العالية.

يبدو ان كل ما قيل عن خصائص الليثيوم وخاصة اذا ما تم استخدامه الى جانب الالمنيوم في صنع الطائرات بسبب خفة وزنه وصلابته ومقاومته العالية، وما سيحدثه ذلك من تحول هائل يؤدي الى ازدهار اقتصادي لا حدود له في ايران، اثار حفيظة اسرائيل التي تتربص بايران الدوائر، فقد افردت الخبيرة الإسرائيلية في الجغرافيا السياسية، عنات هوخبرغ ماروم، مقالا مطولا في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، للحديث عن هذا الموضوع، اكدت فيه إن اكتشاف خزان الليثيوم الإيراني يمكن أن يؤدي إلى تغيير ميزان القوى الإقليمي ومنح طهران وضعا جيوسياسيا واقتصاديا غير مسبوق.

وشددت على ان إسرائيل ستراقب باهتمام كيف ستحاول طهران الاستفادة من هذا الاكتشاف لصالحها، معتبرة هذا الاكتشاف يشكل مصدر قلق كبير لاسرائيل، الى جانب قوتها العسكرية، وتجديد علاقاتها مع دول عربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ومناوراتها العسكرية البحرية، بما في ذلك مع الهند وباكستان.

المعروف ان اسرائيل من اشد المتحمسين على ابقاء الحظر الامريكي المفروض على ايران، وتعمل بكل ما تملك من نفوذ على تشديده، ولا تتحمل اي خبر يمكن ان يستشف منه اضعاف لهذا الحظر المفروض على ايران، لذلك نرى الخبيرة الاسرائيلية، تكتب عن الاكتشاف قائلة:

”هذا لا يقتصر فقط على كونه يحوي 10% من احتياطيات العالم من الذهب الأبيض، والتي تقدر حالياً بنحو 89 مليون طن، ولكن الاكتشاف يمكن أن ينقذ الاقتصاد الإيراني ويبطل ظاهريا فعالية العقوبات المفروضة عليها، هو جوكر رابح”.

من المؤكد ان هذا الاكتشاف سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد الايراني، الا ان الشيء المهم الذي فات الخبيرة الاسرائيلية، وهو شيء اهم من اكتشاف الليثيوم،

وهذا الشيء هو وجود ارادة وطنية صلبة في ايران،

تعمل على الحفاظ على استقلال البلد اقتصاديا، كما حافظت عليه سياسيا وعسكريا، فوجود الارادة،

هو الشرط الاساس وراء كل نهضة اقتصادية، في حال وجود مادة الليثيوم او لا،

فالارادات هي التي تصنع الانتصارات، وبدونها تتحول الثروات والنعم الى نقم على الشعوب والدول.