نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

15/6/2023


ألقى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف كلمة في مجلس الامن عن أهمية الدعوة إلى نشر السلام والمحبة بين الشعوب.

وشدد على ضرورة عدم التقاعس في التصدي لخطاب الكراهية واستغلال الأديان والمذاهب في إشعال الحروب بين الشعوب، وبث الخوف والرعب في قلوب الآمنين.

وأشار في هذه الجلسة التي أقيمت حول “قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام واستدامته” إلى ضرورة إحياء ثقافة الحوار والتعارف بين أتباع الأديان، وترسيخ مبدأ السلام والتعايش السلمي، والعمل على تنظيم تجمع لقادة الأديان ورموزها للتشاور حول هذه الأزمات وتحديد المسؤولية المشتركة في مواجهتها، وبخاصةٍ قضية التغير المناخي وتزايد وتيرة الحروب والصراعات.

وأضاف قائلا: “ما قصدت في كلمتي هذه أن أحدثكم عن الإسلام، ولكن قصدت دعوتكم لإطفاء الحروب العبثية التي اندلعت في العقود الأخيرة، ولا زالت تندلع في منطقتنا وفي عالمنا اليوم. أتحدث عن حرب العراق، وحرب أفغانستان وما خلفته من مآسٍ وآلام وأحزان، طوال عشرين عاما. أتحدث عن سوريا وليبيا واليمن وتدمير حضاراتها العميقة…

وفرار أبنائهم ونسائهم وأطفالهم، من هول حروب لا حول لهم فيها ولا قوة. أتحدث عن مقدساتي ومقدساتكم في فلسطين، وما يكابده الشعب الفلسطيني من غطرسة القوة، وقسوة المستبد، وإني لآسى كثيرا لصمت المجتمع الدولي عن حقوق هذا الشعب الأبي”.

وقال إن مسؤولية المجتمع الدولي إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس اليوم قبل الغد، وألا تبقى قرارات الأمم المتحدة دون أن تتحول لواقع.

ودعا الشيخ الطيب إلى المحافظة على الأسرة فلا بديل لحضن الوالدين في تربية الأطفال.
وحيّا “صوت الحكمة” في كلمة السيد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وإيمانه الواضح بأهمية دور الأديان وقيم الأخوة الإنسانية في تحقيق السلام العالمي.وبدأ مجلس الأمن يوم الأربعاء لأول مرة، جلسة رفيعة المستوى حول “قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام واستدامته”.

وقد استمع مجلس الأمن أولا إلى كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول ثقافة التسامح ورفض خطاب الكراهية.

وقال الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، في كلمته الافتتاحية لجلسة مجلس الأمن إن كل دين عظيم يستدعي بالضرورة إلى الأخوة الإنسانية والاحترام المتبادل والتفاهم.

وهذه القيم العالمية هي جوهر ميثاق الأمم المتحدة وهي في صميم عمل المنظمة الدولية من أجل السلام والعدالة وحقوق الإنسان.

وقال الأمين العام “إن حفظ السلام ومنع الحرب سبب وجود هذا المجلس، لكن التهديدات التي يتعرض لها السلام العالمي تأتي على أشكال عديدة – من التنافس على السلطة والموارد، إلى انتهاكات حقوق الإنسان والحكم الضعيف، إلى الفقر المدقع وعدم المساواة والتهميش الذي يولد اليأس.

لكن القاسم المشترك بين بداية الصراع وتصعيده هو كراهية الآخر. الكراهية تغذي أسوأ دوافع البشرية، إنها حافز للاستقطاب والتطرف، وقناة للجرائم الفظيعة كما أنها تساهم في دورات مروعة من العنف يمكن أن تستمر لعقود فتشوه النسيج الاجتماعي وتقوض دعائم الاستقرار”.

وقال غوتيريش إن العالم يشهد تصاعدًا كبيرًا في كراهية الأجانب والعنصرية والتعصب وكراهية النساء العنيفة والكراهية ضد المسلمين ومعاداة السامية الشديدة والهجمات على الأقليات المسيحية.

وتمثل حركات تفوق العرق الأبيض للنازيين الجدد اليوم أكبر تهديد للأمن الداخلي في العديد من البلدان، من البوسنة والهرسك إلى ليبيا وما وراءها، في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى، وفي ميانمار، يتم استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتحقير وتشويه صورة أقلية الروهينجا، والتحريض على الهجمات والعنف.

وفي العراق، أدى انتشار خطاب الكراهية الذي يستهدف الأيزيديين في سنجار إلى إثارة مخاوف المجتمع من أنه سيكون مرة أخرى هدفًا لجرائم فظيعة.
ووضع الأمين العام مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها لوأد خطاب الكراهية والتعصب وشيطنة الآخر:

أولاً، يجب أن نسيطر على الكراهية التي تنتشر عبر الإنترنت. “لقد أطلقت موجزًا للسياسة العامة لتعزيز تكامل المعلومات على المنصات الرقمية ويقترح مدونة لقواعد السلوك لمساعدة الدول الأعضاء والمنصات الرقمية وأصحاب المصلحة الآخرين على جعل الفضاء الرقمي أكثر شمولاً وأمانًا للجميع – مع الدفاع عن الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في الوصول إلى المعلومات”.

وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل الآن على وضع ميثاق رقمي عالمي من أجل مستقبل رقمي مفتوح وحر وشامل وآمن للجميع، يرتكز بقوة على حقوق الإنسان وعدم التمييز.

ثانيًا، يجب أن نتحرك نحو مجتمعات متعددة الأعراق والأديان بشكل متزايد، يجب أن نستثمر في التماسك الاجتماعي، يجب أن نتأكد من أن كل مجتمع يشعر بالاحترام في هويته الفريدة، بينما يشعر بأنه جزء كامل من المجتمع ككل، يجب أن نعترف بالتنوع باعتباره ثروة لأي مجتمع – وليس كتهديد.

وهذا يتطلب ضمان جودة التعليم للجميع، في كل مكان، بما في ذلك النساء والفتيات وهذا يتطلب دعم أنظمة التعليم التي تغرس احترام العلم وتحتفي بالإنسانية بكل تنوعها وهذا يتطلب زيادة التمويل للتعليم وبناء السلام والتضامن العالمي.
وأخيرًا وبشكل أساسي، يجب علينا تعزيز قيم التعاطف والاحترام والأخوة الإنسانية وتأمين مساحات مدنية حرة وآمنة.

وهذا أفضل ترياق لدينا لوأد الفتنة والانقسام وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات من جانبنا جميعًا عبر المنظمات الدولية والحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص ويتطلب تدخل القادة الدينيين في كل مكان.

من واجب الزعماء الدينيين منع استغلال الكراهية بين أتباعهم.
وأكد غوتيريش أن “إعلان الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معًا” – الذي شارك في تأليفه قداسة البابا فرنسيس وفضيلة إمام الأزهر أحمد الطيب – يعتبر نموذجًا للرحمة والتضامن الإنساني ويحث القادة الدينيين والسياسيين على إنهاء الحروب والصراعات والتدهور البيئي وهو يدعو المؤمنين إلى الاعتراف واحترام بعضهم البعض، والتكاتف والعمل معًا من أجل خير البشرية.