الأحد، 04 يونيو 2023


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

محمود تيمور


طوال عقود مديدة قدمت مصر ادباء وشعراء عظام صنعوا العديد من الإبداعات والفنون في الشعر والأدب والمسرح ومن بين هولاء تحل اليوم ذكري ميلاد محمود تيمور وهو أديب وكاتب من الطراز الرفيع ولد في أحد أحياء مصر القديمة في 4 من يونيو 1894.


ونشأ في رحاب أسرة تجمع بين الثراء والأرستقراطية، وبين العلم والأدب على الطريقة العربية المأثورة؛ فوالده أحمد تيمور باشا الذي كرَّس حياته لخدمة اللغة العربية ومعارفها، وعمته الأديبة عائشة التيمورية، وأخوه الشاعر الفذ محمد تيمور وكان يكبره بعامين وتوفي قبل بلوغه الثلاثين، وهذا المزيج الخصب أَوْجَد بيئة خصبة أنجبت لنا ذلك الاديب العبقري الذي أضفى على الساحة الأدبية مزيجًا فريدًا من دماء التجديد.

آلام محمود تيمور:

فقدُهُ لأخيه محمد، صبغت حياته بحالة من الحزن والتشاؤم والإحباط، لم يستطع الخروج منها إلا بصعوبة بالغة، وكان على موعد مع مأساة ثالثة أشد وطأة على نفسه ووجدانه، زلزلت حياته، وفجعته في ولده الذي اختطفه الموت وهو ما زال في العشرين من عمره؛ وقد تركت تلك المأساة في نفسه مرارة لا تنتهي، وحزنًا لا ينقضي، وكان ملاذه الوحيد وسلواه في كل تلك المحن والأحداث هو الكتابة، يَهرع إليها ليخفف أحزانه، ويضمد جراحه، ويتناسى آلامه. وقد انعكس ذلك في غزارة إنتاجه وكثرة مؤلفاته.



مرضه:

تحولت حياة الأديب محمود تيمور رأسا على عقب عندما اصيب بمرض التيفود، وكان وقتها يدرس ويتعلم بمدرسة الزراعة العليا، ولكن بعد أن اشتد عليه المرض وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، أجبر على عدم الذهاب للمدرسة ولزم الفراش ثلاثة أشهر.


لم يستسلم تيمور ولكن المرض جعله اداة نافعة واستغل ونومه فى الفراش بالقراءة والإطلاع والتأمل، وعندما سافر إلى سويسرا لاستكمال رحلة علاجه اكتشف فى نفسه انه يميل إلى الأدب فاستكمل أيضا رحلته فى البحث عن المتعة فى القراءة ودراسة الأدب الأوروبى فدرس هناك الأدب الفرنسى والأدب الروسى، إلى جانب إطلاعه فى الأدب العربى، ليخرج بعد ذلك بسلسلة من أعماله الأدبية.

بدايته الأدبية:

حرص محمود تيمور على حضور الندوات الأدبية والتي كانت تقام في منزل والده، وكانت هذه الندوات تضم العديد من الأدباء، والعلماء، والشعراء، مثل الشيخ محمد عبده، والشيخ الشنقيطي، والشاعر محمود سامي البارودي، وغيرهم الكثير من رجالات الأدب، والعلماء، والشعراء.


أما عن بداية محمود تيمور الأدبية فكانت عام 1925م وذلك عندما نشر مجموعته القصصية الأولى والتي كانت بعنوان (الشيخ جمعة) والتي كان قد كتبها باللهجة العامية ثم بعد ذلك قام بتعديلها إلى اللغة الفصحى لأنها الأكثر انتشاراً، كما قام بتعديل بعض عناوين القصص فيها مثل قصة (أبو علي عامل الأرتيست) والتي عدّل عنوانها إلى (أبو علي الفنان)، أما مجموعته القصصية الثاني فكانت عام 1926م وكانت بعنوان (عم متولي)، ثم تلتها (سيد عبيط)، ثم (حواء الخالدة)، والعديد من مؤلفات محمود تيمور والتي بلغت الستين كتاباً، منها القصة، والرواية، والقصص المسرحية، والدراسات اللغوية، وغيرها الكثير من الفنون التي برع فيها الكاتب محمود تيمور، وقد تمت ترجمة أعمال الكاتب محمود تيمور إلى عدة لغات أجنبية مثل الإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والألمانية.

الوفاة:

توفي في 25 أغسطس 1973، لوزان، سويسرا

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم