الإثنين 24 أبريل، 2023


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



شفقنا -تعرض الشيعة الأفغان هذه السنة لقيود شديدة للاحتفال بعيد الفطر السعيد “وانتهكت” مجموعة طالبان، حرياتهم الدينية على نطاق واسع.

وحسبما أعلنت المحكمة العليا لطالبان، فان يوم الأحد 23 نيسان/ابريل، كان اليوم الثالث للعيد في أفغانستان، بينما كان اليوم الثاني للعيد بالنسبة للشيعة.

وبناء على قوانين أفغانستان، فان عطلة عيد الفطر في البلاد هي ثلاثة أيام، ويحتفل به الناس لثلاثة أيام. وإضافة إلى ذلك فان عددا من أبناء الشعب الأفغاني يتوجهون خلال إجازة العيد إلى المناطق السياحية والجبلية الخضراء، ليمضوا أيام عيدهم في الطبيعة.

لكن هذا العام، وبسبب منع طالبان، النساء من التنزه والرحلات في أيام العيد وكذلك ممارسة الضغوط على الشيعة، لم تكن للعيد نكهته كما كانت في الأعوام السابقة، وبالتالي توجه عدد أقل من المواطنين إلى الطبيعة للنزهة.

الاضطهاد والإجبار على نطاق واسع لإفطار رمضان

وكانت المحكمة العليا لطالبان قد أعلنت يوم الجمعة بانه غرة شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر السعيد، بيد أن الشيعة في أفغانستان، وبسبب أن رؤية هلال شهر شوال، لم تثبت لدى مراجع الدين، اعتبروا الجمعة، بانه المكمل لشهر رمضان وصاموه.



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ونُشرت في هذا اليوم تقارير عن تعرض الشيعة بمدينة نيلي مركز ولاية دايكندي بوسط البلاد للاضطهاد والقمع وإرغامهم على إلافطار هذا اليوم. لكن التقارير التي تلقاها مراسل “شفقنا” من المصادر الشعبية في مختلف مناطق ولاية دايكندي أشارت الى التعامل بعنف مع الشيعة وإجبارهم على إفطار يوم الجمعة وإلى أن ذلك حصل في مناطق مختلفة من الولاية.

وقال أحد أهالي مدينة كيتي بولاية دايكندي لمراسل “شفقنا” إن مقاتلي مجموعة طالبان المسلحين، أقاموا في أحد أسواق المدينة نقاط تفتيش وكانوا يسألون الأهالي المحليين والمسافرين عما إذا كانوا صياما أم يحتلفون بالعيد.

وأضاف أن هؤلاء المقاتلين المسلحين، كانوا يقدمون في نقاط التفتيش، التمور للأهالي الصائمين ويرغمونهم على كسر صيامهم بالتمر.

وتحدثت المصادر الشعبية من عدة مدن أخرى بولاية دايكندي، عن التعامل غير الصائب وإرغام الناس على كسر الصيام.


منع إقامة صلاة العيد

وأكدت مصادر شعبية مختلفة لمراسل “شفقنا” أن الشيعة لم يتمكنوا هذا العام وبسبب ضغوطات طالبان، من إقامة صلاة العيد في يوم السبت.

وأفادت هذه المصادر أن مجموعة طالبان، منعت الشيعة في ولاية غزني من إقامة صلاة عيد الفطر، واعتدت بالضرب على أحد علماء الدين الشيعة على خلفية إصراره على إقامة صلاة العيد.



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وفضلا عن ذلك، أكدت مصادر مختلفة لمراسل “شفقنا” أن مجموعة طالبان أرغمت في يوم الجمعة علماء الدين الشيعة وعددا من المواطنين الشيعة على إقامة صلاة العيد مع هذه المجموعة رغم أن هؤلاء المواطنين كانوا صياما.

وأضافت المصادر أن أفراد طالبان، اقتادوا بعد تأدية صلاة العيد، علماء الدين الشيعة هؤلاء إلى مقارهم ومكاتبهم وأرغموهم على الإفطار وكسر صيامهم.

وأكد إمام جماعة مسجد سلطانية، أحد أشهر مساجد الشيعة بولاية بلخ شمالي البلاد، أن مجموعة طالبان أرغمت في يوم الجمعة عددا من الشيعة ليقيموا صلاة العيد معها.

وأوضح أن عددا من أفراد طالبان، استجوبوا عددا من علماء الدين الشيعة بسبب عدم إقامتهم صلاة العيد في يوم الجمعة، واعتدوا على أحدهم بالضرب.

ولكي تعرض مجموعة طالبان ما تسميه “سيادتها الموحدة” على البلاد، انتهكت الحريات الدينية للشيعة وأرغمتهم على كسر الصوم والمشاركة في صلاة العيد.

غير أن المواطنين الأفغان، يقولون أن تعامل طالبان لا يفضي إلى الوحدة والانسجام في المجتمع فحسب، بل يسهم في الإضرار أيما إضرار بالأخوة والوحدة بين أتباع المذاهب المختلفة في أفغانستان.

ففي السنوات الماضية، كان الشيعة والسنة في أفغانستان، يحتفلون بعيد الفطر كل حسب قواعده المذهبية، وكان المسؤولون السياسيون والدينيون من كلا الطرفين، يشاركون في صلوات عيد الفطر والمراسم الدينية لأحدهما الاخر سعيا لإظهار التماسك والتضامن والأخوة.

*شفقنا أفغانستان