الهيئة الرقابية الصحية ترفض ترخيص تجارب على البشر لوضع غرسات بحجم العملة المعدنية في الأدمغة

بهدف السماح للعقل البشري بالتحكم في الأجهزة الإلكترونية المعقدة ومساعدة الأشخاص المصابين بالشلل.


السبت 2023/03/04

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نكسة كبيرة لطموحه

واشنطن – اسدلت ادارة الغذاء والدواء الأميركية الستار على طموح جامح وخطط لشركة نيورالينك المملوكة من الملياردير الأميركي إيلون ماسك لوضع غرسات بحجم العملة المعدنية في أدمغة البشر.

وكانت الشركة تنوي بدء تجارب على البشر في غضون أشهر بهدف السماح للعقل البشري بالتحكم في الأجهزة الإلكترونية المعقدة، ومساعدة الأشخاص المصابين بالشلل باستعادة الوظيفة الحركية واستعادة الرؤية لفاقدي الإبصار وعلاج أمراض الدماغ الأخرى، في تجارب تحيطها الشكوك، قبل ان ينهي رفض ادارة الغذاء والدواء الاميركية هذا الطموح.

وعندما تقدمت "نيورالينك" بطلب من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في أوائل العام 2022، لإجراء اختبارات على البشر، رفضت هيئة الرقابة الاقتراح، وقالت إن هناك "العشرات من المشكلات التي يجب على الشركة معالجتها" بحسب إفادة موظفين حاليين وسابقين في الشركة الناشئة، رفضوا الكشف عن أسمائهم، وفقا لصحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية.

وتضمنت المخاوف التي أثارتها الإدارة الأمريكية، هو أن غرسات "نيورالينك" تعمل ببطاريات الليثيوم المدمجة، واحتمالية أن تسبب ضررا بأنسجة الدماغ.

عبّرت الهيئة الأمريكية كذلك عن مخاوف من أن الأسلاك الدقيقة التي تستخدمها "نيورالينك" في جهازها، قد تمزق الأوعية الدموية، وتزيد من خطر التهاب الدماغ وإعاقة وظائفه.

كما أشار الموظفون في الشركة إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أثارت مخاوف، بشأن ما إذا كان يمكن إزالة غرسات "نيورالينك"، دون التسبب في إحداثها تلف بالدماغ.

وأفاد موظفون حاليون وسابقون في شركة نيورالينك بأن الشركة تأخرت مراراً عن المواعيد النهائية الداخلية للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لبدء التجارب البشرية، مما دفع ماسك إلى أن يتحدث مع شركة منافسة هي Synchron في وقت سابق من هذا العام بشأن استثمار محتمل بعد أن أعرب عن إحباطه لموظفي نيورالينك بشأن تقدمهم البطيء.

وليس جديداً على الملياردير أن يعلن عن توقعات تتسم بالمجازفة، فسبق له أن فعل ذلك بموضوع القيادة الذاتية لسيارات "تيسلا" الكهربائية.

وفي تموز/يوليو 2019، توقّع أن تتمكّن "نيورالينك" من إجراء أول اختباراتها على الأفراد عام 2020

حتى اليوم، زُرعت النماذج وهي بحجم مماثل لقطعة نقود، في جماجم حيوانات فقط.

وأصبح عدد كبير من القردة قادراً على "اللعب" بألعاب الفيديو أو "النقر" على الشاشات، من خلال تتبّع حركة المؤشر على الشاشة بأعينها.



وهذا النجاج ليس الا الجزء الناصع من الصورة اذ رفعت" لجنة الأطباء الأميركية للطب المسؤول" دعوى قضائية ضد جامعة كاليفورنيا، التي دخلت في شراكة مع نيورالينك، للحصول على تفاصيل التجربة. وأظهرت السجلات العامة، التي تم الحصول عليها، وجود ما تم وصفه بـ"تجارب قذرة" على حيوانات تسببت لها في التهابات مزمنة ونوبات صرع وشلل ونزيف داخلي وتدهور في الصحة النفسية قبل أن يتم قتلها في النهاية.

وفي إحدى التجارب، قام الباحثون في نيورالينك بملء الثقوب في جماجم القرود بمادة لاصقة غير معتمدة، والتي تسربت إلى أدمغة الحيوانات. وأظهرت السجلات أن المادة اللاصقة في أحد القرود تسببت في نزيف بالمخ وقيء وشملت الآثار الجانبية الأخرى ظهور تقرحات مفتوحة في المريء.

وفي حادثة منفصلة، خضعت أنثى القرد "أنيمال"، التي تبلغ من العمر 10 سنوات، لعملية جراحية لمدة ست ساعات تم فيها حفر ثقوب في جمجمتها وزرع أقطاب كهربائية في دماغها. وتُظهر السجلات أن الغرسات أصيبت بالعدوى على الفور تقريباً و"تآكل الجلد"، وكانت القردة "تحك الغرسة اليسرى".

وحاول الباحثون تنظيف الجرح والشريحة، لكن لم يتمكنوا من إزالتها بالكامل، مما أودى بحياة "أنيمال" بعد أسبوع خلال إجراء جراحي آخر.

ولا يزال الخبراء متشككين بشأن هذه الشريحة، لا سيما بشأن ادعاءات ماسك الأكثر غرابة مثل السماح للناس بقراءة أفكار الآخرين وحفظ الذكريات وإعادة عرضها واستدعاء سياراتهم عبر الأفكار - والتي تبدو أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى العلم الفعلي.