القبس - 20/7/2003

ثار الشاعر الراحل نزار قباني في الثمانينات على أحد الصحافيين العرب كان قد «تجرأ» ونشر له صورة تجمعه مع صدام حسين في أثناء حضوره احدى مهرجانات المربد، ولأن الصحافي استغرب تلك الثورة الغاضبة من نزار الذي بدا في الصورة سعيدا ومبتسما وهو يصافح صدام، فقد ذكر الشاعر ان هذه الصورة بالذات كانت قد نشرت قبل ذلك في احدى الصحف العراقية المحلية ولم يعترض نزار حينها، فلماذا يعترض الآن، فأجابه نزار ان نشر تلك الصورة مطلوب عراقيا، ولكنه مزعج عربيا، وأضاف نزار موجها كلامه للصحافي اللامع: أنت تنسى المعادلات ولا تجيد الحسابات.

نعود الى هذه الحكاية الآن، بعد ان انتشرت عبر مواقع الانترنت العربية أخيرا رسالة من نزار قباني الى صدام حسين مكتوبة بخط يده المميز، ويبدو ان هذه الرسالة وجدت طريقها الى النشر بعد ان صار ارشيف القصر الجمهوري العراقي مشاعا بين أيدي الناس.

يقول نزار في بعض رسالته تلك:

«لقد جئت الى بغداد مكسورا..

فاذا بصدام حسين يلصق أجزائي..

وجئت كافرا بممارسات العرب..

فاذا بصدام حسين

يرد الي ايماني ويشد أعصابي

وهكذا أعود من بغداد وأنا ممتلئ.. بالشمس والعافية

فشكرا لصدام حسين الذي قطر

في عيني اللون الأخضر!»

ولأننا لا نريد الاسترسال كثيرا في ذكر مساوئ موتانا من الشعراء العرب.

نختم ببيت شعر شهير لنزار قباني يقول فيه:

لا يبوس اليدين شعري وأحرى

بالسلاطين ان يبوسوا يديه!