الإثنين 23 يناير 2023


عن الأمراض الرقمية وشهوة وجهات النظر

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كتاب "مدينة المليار رأي" للكاتب محمد عبد الرحمن

إيلاف من القاهرة: صدر حديثاً كتاب "مدينة المليار رأي" للكاتب محمد عبد الرحمن، عن دار "دوّن" للنشر والتوزيع، وذلك بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، المقرر انعقادها في الفترة من 25 يناير الحالي وحتى 6 فبراير المقبل.

يتناول الكتاب في كل فصل سلوكيات تحوَّلت لأمراض رقمية، مثل الاجتزاء، والتوهم، والانتحال، والفراغ، والماضوية، والانسلاخ، نتجت من تحكم خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي التي ابتكرها إنسان مثلنا، لكنها تفلت من بين يديه وتصبح هي المتحكم في من يمسكون تلك الشاشات بل وفي صناعها إذا لزم الأمر.

الظاهرة عالمية لكن المؤلف يسعى لرصد آثارها مصرياً وعربياً، وتحاول فصول هذا الكتاب استعراض أكثرها انتشاراً؛ فهي أمراض اجتماعية لا عضوية، لذلك لا تهتم هذه الصفحات بما يصيب جسد الإنسان من آلام ومتغيرات بسبب كثرة استخدام الهاتف المحمول، بل بما يصيب الأفراد ومن ثمَّ المجتمعات من تشوهات نفسية ومجتمعية بسبب الإفراط في الاستسلام لمنصات السوشيال ميديا.

فصول الكتاب

في كل فصل يتوقف الكاتب محمد عبد الرحمن أمام "مرض رقمي" سببته منصات التواصل، يحلل ملامحه الحالية وجذوره فيما قبل عصر الإنترنت، وكيف ساهمت المنصات المختلفة في انتشاره وكأننا في جائحة ممتدة، لكنها جائحة متعددة الفيروسات بحيث لو أفلت الإنسان من الأول داهمه الثاني ولاحقه الثالث وهكذا إلى ما لا نهاية.

يجد القارئ في فصول هذا الكتاب تفسيراً لمواقف وشخصيات قابلته رقمياَ وعانى منها دون أن يعرف سببا أصليا لتلك المعاناة، أو لعل القارئ نفسه لا يرضى عن سلوكياته هو شخصياً عبر تلك المنصات ولا يعرف من أين يتوقف، ففي الكتاب أيضا علامات تشير إلى بداية طريق التغيير للأفضل.

صحفي وناقد فني

يُذكر أن محمد عبد الرحمن كاتب صحفي وناقد فني، له العديد من المقالات في تحليل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الرأي العام. تولى رئاسة تحرير عدد من البرامج التليفزيونية والمواقع الإلكترونية. وقدم العديد من الورش والدورات في الصحافة الرقمية، فضلاً عن دراسته للنقد الفني.

صدر له "الكتاب صفر" عن كواليس العمل الصحفي في فبراير 2018، وكتاب "فلسفة البلوك" في يونيو 2021، والذي تناول خلاله تحليل سلوكيات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والتغيرات التي لم تكن لتحدث إلا في ظل اندماج الفضاء الإلكتروني مع الحياة الواقعية.