الحرة / ترجمات - واشنطن

21 يناير 2023




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

لا يعرف سوى عدد قليل من الأشخاص مواقع هذه الكنوز


سلط تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على محاولات لـ"صائدي كنوز"، للوصول لـ"كنز الخلافة" المخبأ في أماكن سرية يعتقد أنها تضم كميات هائلة من السبائك والدولار والمجوهرات سرقها تنظيم داعش خلال فترة احتلاله لأجزاء من العراق.

تقول الصحيفة إن أحدى هذه المحاولات نفذها ضابط سابق في الجيش العراقي شارك في المعارك ضد داعش يدعى أياد بالتعاون مع أحد عناصر التنظيم السابقين.

وتضيف الصحيفة أن أياد تلقى قبل ثلاث سنوات مكالمة هاتفية من شخص كان قبل فترة وجيزة عدوه اللدود، وهو راعي أغنام تعاون مع التنظيم في مدينة البعاج في الموصل، التي كانت في يوم ما أحد أبرز معاقل التنظيم المتطرف.

وفقا للصحيفة فقد كان الراعي يقف على واحد من أكبر أسرار التنظيم، ويتمثل في المكان السري الذي خبأت فيه المجموعة الإرهابية الثروات التي نهبتها خلال فترة سيطرتها.

كان الراعي على علم بموقع معين دفن فيه عناصر داعش ما لا يقل عن ثلاثة ملايين دولار، واشترط أن يتقاسم المبلغ مع أياد في حال نجحت المحاولة.

وتكشف الصحيفة أن الراعي اختار أياد، لأنه شعر أن الضابط السابق في الجيش لديه صلات وعلاقات تمكنه من إتمام المهمة بنجاح.

يقول أياد للصحيفة "في تلك اللحظة ارتكبت خطأ كبيرا، عندما اتصلت بابن عمي وكان يعمل في جهاز المخابرات، وبإمكانه الوصول إلى المكان بسهولة أكثر مني.. طلبت منه العثور على الأموال وقال إنه سيفعل".

خلال السنوات التي تلت هزيمة التنظيم في العراق وسوريا، عثر على مجموعة كبيرة من الكنوز في صحارى البلدين ووسط أنقاض المدن التي دمرت خلال المعارك.

من مناطق الجزيرة في أعالي الفرات إلى الآبار في محافظة الأنبار ومجاري الصرف الصحي في مدينة الموصل القديمة وتحت منازل غير معروفة حتى الآن في جميع أنحاء نينوى، بدأ كنز "الخلافة" في الظهور، وفقا للصحيفة.

لا يعرف سوى عدد قليل من الأشخاص مواقع هذه الكنوز، التي يسيل لها لعاب الباحثين عن الثروة.

تنقل الصحيفة عن عضو سابق في تنظيم داعش موجود حاليا في سوريا القول إن "هذا الأمر ليس خرافة.. هناك عدد قليل من الناس الذين بقوا على قيد الحياة يعرفون مكان بعض هذه المخزونات."

في بعض الحالات، أجرى معتقلو تنظيم داعش صفقات خاسرة مع سجانيهم من أجل تهريبهم مقابل معلومات عن تلك المواقع.

وفي حالات أخرى، تشير الصحيفة إلى أن ميليشيات ووحدات من الجيش وأفراد عشائر وجواسيس انخرطوا في منافسة استمرت لسنوات بالقرب من مخبأ مشتبه به، مع عدم رغبة أي منهم في تقاسم الغنيمة، وجميعهم مستعدون للانتظار من أجل الانقضاض.

وتبين الصحيفة أن عناصر داعش السابقون، مثل الراعي، أصبحوا اليوم أهدافا ثمينة.

يقول أياد عن الراعي، الذي أبلغه بوجود مكان تحت الأرض، "لقد كان يعمل مع داعش فقط لأنه كان مضطرا للقبول بالأمر الواقع وأيضا الحصول على مكاسب".

أخذ ابن عم أياد رجلين معه إلى مدينة البعاج في أواخر عام 2019 واتبع التوجيهات تماما كما تم نقلها إليه.

يقول أياد "أخبرته أن يمشي حتى يصل لنهاية مجرى للري، ثم يستدير يمينا بضعة أمتار ويبدأ الحفر.

"وجد بعدها برميل بلاستيكي أزرق واتصل بي وسألني ماذا أفعل؟ فأخبرته أنه يمكن أن يكون مفخخا، لذلك قام بقطع البرميل وكان المال كله موجود هناك وملفوف بأكياس بإحكام".

من بين جميع مواقع الكنوز المحتملة في العراق، كما يقول ضباط الشرطة وسجناء تنظيم داعش وضباط المخابرات، فإن المدينة القديمة في الموصل تضم أكبر قدر من هذه المخابئ ولا تزال المفاجآت تخرج من بين الأنقاض، بحسب الصحيفة.

قبل عامين، عثر ضابط كبير في الشرطة العراقية على حقيبة تحتوي على 1.5 مليون دولار من منزل مدمر.

قال الضابط، وهو من قدامى المحاربين الذين شاركوا في القتال ضد داعش في الموصل، "لقد أحصيتها وقررت أن أعطيها للحكومة، لإن هذا كان من واجبي".

وأضاف للصحيفة: "هل تعلم ماذا قالوا لي؟ أين البقية؟ بدلا من أن يشكروني كنت محط شك وتعرضت لمشاكل.. تمنيت لو لم أعطيهم إياها وفي المرة القادمة لن أفعل ذلك".

إلى الغرب، باتجاه الحدود السورية، كانت الميليشيات الشيعية تبحث أيضا عن الكنوز، وفقا للصحيفة.

وأشار محتجزون لدى تلك الميليشيات إلى أن بعض المبالغ النقدية والسبائك الكبيرة دفنت في ثلاجات تحت الأرض بالقرب من بلدة القائم الحدودية السورية.

وقال أحد أعضاء الميليشيا للصحيفة: "لا يمكننا العثور عليها.. لكنها في مكان ما هناك".

إلى الجنوب من القائم، تم وضع مخزون مؤكد من الذهب والأموال يبلغ إجماليه حوالي 16 مليون دولار دون أن يمسه أحد تحت بئر منذ دفنه في أواخر عام 2018.

تبين الصحيفة أن المليشيات الشيعية ورجال القبائل وعناصر داعش والمسؤولون العراقيون على علم بموقعه، لكن لا يجرؤ أحد على استخراجه دون علم الجماعات الأخرى، خوفا من إثارة غضب الأطراف الأخرى.

عندما عاد ابن عم أياد من رحلة البحث عن الكنز في البعاج، كانت لديه بعض الأخبار السيئة.

يقول أياد: "أخبرني أنه لا يوجد شيء في البرميل، وأن المهمة فشلت، لكني لم أصدقه".

ويضيف أن "زوجتي أخبرتني لاحقا أنها رأت الأموال في منزلهم وكان هناك نحو 3 ملايين دولار.. اشترى أربع فيلات جديدة بعد ذلك. وما زال يقول لي إنهم لم يجدوا شيئا".

ويتابع أياد: "أمر مؤسف جدا أني وثقت به.. أعلم أن هناك الكثير من الكنوز، ولكن هذا هو الكنز الوحيد الذي أعرفه".


الحرة / ترجمات - واشنطن