"هنا لندن".. عبارة لن تسمع مرة أخرى

خالد الأحمد - وطن

29 سبتمبر، 2022


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وطن – قررت شبكة “بـي بي سي bbc” البريطانية إغلاق إذاعتها العربية بعد ظ¨ظ¤ عاما من انطلاقها، وتعد “بي بي سي العربية” أكبر وأقدم خدمة إعلامية تطلقها الشبكة بلغة غير الإنجليزية، وقد واصلت تطورها منذ انطلاقها في 3 يناير 1938، حتى صارت في مقدمة المحطات الإعلامية بالعالم.

إلغاء 382 وظيفة

وأعلنت الهيئة في بيان لها أنه سيتم إلغاء 382 وظيفة بموجب المخطط المدروس، وإغلاق راديو “بـي بي سي عربي” وراديو “بي بي سي الفارسي”.

وقالت “إن التضخم المرتفع والتكاليف المرتفعة وتسوية رسوم الترخيص النقدية الثابتة أدت إلى خيارات صعبة عبر هيئة الإذاعة البريطانية”.

وأضافت أن خدمات “بـي بي سي” الدولية بحاجة إلى توفير 28.5 مليون جنيه إسترليني كجزء من المدخرات السنوية الأوسع البالغة 500 مليون جنيه إسترليني كجزء من محاولتها لجعل الشركة رائدة رقمية”.

إلا أن المحطة أعلنت استمرار “World Service English” في العمل عالميًا كإذاعة إذاعية على مدار 24 ساعة، مع جدول زمني جديد وبرامج وبودكاست، وفقا لصحيفة “إندبندنت” البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن “فيليبا تشايلدز من Bectu: “هيئة الإذاعة البريطانية كان يجب أن تتكيف لمواجهة تحديات المشهد الإعلامي المتغير، والعمال هم الذين تضرروا من القرارات السياسية الحكومية السيئة”.

وتابعت أنه “بالإضافة إلى التداعيات المحتملة على سمعة BBC عالميًا ، ستؤثر هذه التغيرات بشكل مباشر على الأشخاص الموهوبين والمتفانين الذين يعملون بجد لتقديم خدمات إخبارية مهمة للأمة وخارجها.”

وقت مليء بالتحديات

وقالت تشايلدز:

“هذا وقت مليء بالتحديات وسنواصل المشاركة الكاملة مع الخدمة العالمية بشأن هذه المقترحات لفعل كل ما في وسعنا لدعمهم.”

وبدورها قالت “ليليان لاندور”، مديرة خدمة بـي بي سي العالمية:

“لم يكن دور بـي بي سي أكثر أهمية في جميع أنحاء العالم من أي وقت مضى كما هي اليوم.

مضيفة أن الشبكة حظيت بثقة مئات الملايين من الأشخاص للحصول على أخبار عادلة ونزيهة ، خاصة في البلدان التي تعاني من نقص في المعروض.

وختمت “تتغير الطريقة التي يصل بها الجمهور إلى الأخبار والمحتوى ويتزايد التحدي المتمثل في الوصول إلى الناس في جميع أنحاء العالم وإشراكهم بجودة الصحافة الموثوقة”.

اندماج وتخفيض في الوظائف

تأتي خطط الخدمة العالمية بعد أشهر فقط من إعلان “بي بي سي” أنه سيكون هناك تخفيض في الوظائف مع اندماج قناتها الإخبارية والأخبار العالمية.

وبحسب تقرير لموقع “بي بي سي” بدأ القسم العربي في الشبكة بإذاعته العريقة منذ 84 عاما، وملأت أصوات مذيعيه الأثير وانتشرت شهرة برامجه الإخبارية والثقافية والترفيهية في أصقاع عالمنا العربي.

سيدة المشهد

وأشار التقرير إلى أن الإذاعة كانت آنذاك سيدة المشهد بعد أن ولجت كل مكان، أما الصحف فلنُخب المدن.. ثم دخلت الشاشات إلى البيوت محليةً محدودة قبل أن تنتقل إلى مرحلة الانتشار عبر الفضاء الشاسع والزمن المتسع.

وبحسب المصدر لم تقتصر “بي بي سي عربي” على الصوت بل تعاملت مع الكلمة المكتوبة أيضا، ذلك عبر مجلاتها الشهيرة: “المستمع العربي” و”هنا لندن” و”المشاهد السياسي”.


مذيعو بي بي سي الأوائل

وعرفت إذاعة “بي بي سي عربي” نخبة من كبار المذيعين العرب الكبار عبر 8 عقود من مسيرتها ومنهم “أحمد كمال سرور”، أول مذيع يقرأ نشرة في “بي بي سي العربية” في عام 1938.

و”حسن الكرمي” الذي التحق بالقسم العربي في الشبكة مراقباً للغة حتى عام 1968.

كما أعد وقدم برنامجه المعروف “قول على قول” والذي استمر في تقديمه ثلاثين عاماً متتالية.

و”عيسى صباغ“، من أوائل المذيعين في بي بي سي العربية، و”ماجد سرحان” الذي عرفته أجيال من مستمعي الشبكة مذيعا للأخبار ومقدما للبرامج الإخبارية طوال ما يقرب من ثلاثين سنة.

و”سامي حداد” وكان أحد مقدمي البرامج الإخبارية و”جميل عازر” الذي عمل كمترجم أخبار ومقدم برامج إخبارية في “بي بي سي العربية” بين عامي 1965 و1975. وعمل في المؤسسة الى عام 1994 قبل أن ينتقل إلى قناة الجزيرة.

و”مديحة المدفعي“مذيعة الأخبار في اوائل الستينيات، و”افتيم قريطم” الذي قدم البرامج الرياضية في “بي سي عربي” طوال 45 عاماً إلى جانب الكثير من البرامج السياسية والنشرات الإخبارية.