( في ذكراها الأربعين)

السبت 17 سبتمبر، 2022

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


خاص شفقنا العراق ــ تبقى مجزرة صبرا وشاتيلا جرح نازف وندبة شائنة في تاريخ الإنسانية تضاف إلى سجل الإجرام والإرهاب الذي اعتاد عليه كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ إنشائه في ظل عجز وصمت المجتمع الدولي عن مساءلة ومحاسبة مرتكبيها مكتفيا بعبارات وبيانات الشجب والاستنكار كما يفعل عادة.

الفلسطينيون واللبنانيون يستذكرون اليوم ببالغ الألم والأسى الذكرى الأربعين لإحدى أكثر المجازر وحشية ودموية في تاريخ الشعب الفلسطيني حينما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 مخيم صبرا وشاتيلا قرب العاصمة اللبنانية بيروت وذبحت وقتلت الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين على مدى ثلاثة أيام متواصلة وسط صمت دولي مطبق.

بدأت فصول المجزرة الوحشية يومي الـ 13 والـ 14 من أيلول عام 1982 عندما تقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى داخل مدينة بيروت تحت غطاء جوي كثيف ونشرت عشرات الدبابات على أطراف مخيم شاتيلا وحي صبرا الملاصق له ثم أحكمت سيطرتها عليه وفي مساء اليوم التالي أمر وزير حرب كيان الاحتلال آنذاك آرئيل شارون بتطويق المخيم استعداداً لارتكاب واحدة من أبشع المجازر فيه.

بقيت جرائم القتل متواصلة لمدة ثلاثة أيام ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وعملاؤها من ميليشيا “القوات اللبنانية” وما يسمى “جيش لبنان الجنوبي” بحق الفلسطينيين واللبنانيين ولم تسمح بدخول المخيم إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من أيلول مخلفة وراءها الأشلاء والجثث المشوهة في الشوارع وداخل المنازل المدمرة وموقعة أكثر من ثلاثة آلاف ضحية جلها من الأطفال والنساء وكبار السن.

عدد الشهداء الذين راحوا ضحية هذه المجزرة غير واضح حتى الآن حيث تشير التقديرات إلى سقوط بين 5000 و7000 شهيد وتبقى صور الأطفال الذين لم يتجاوزوا الثالثة والرابعة من عمرهم وهم في ثياب النوم وأغطيتهم مصبوغة بدمائهم والعائلات التي قتلتها قوات الاحتلال وهم نائمون شاهدا حيا لن يزول ودليلا على بشاعة تلك الجريمة حيث دفن البعض منهم في مقابر جماعية وآخرون دفنت أجسادهم تحت ركام منازلهم.

ورغم فظاعة المجزرة الوحشية اقتصرت التحقيقات الدولية الشكلية على هذه الجريمة عبر تشكيل لجنة “ماكبرايد” غير الرسمية للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي خلال غزوها لبنان حيث أصدرت تقريرها عام 1993 وخصصت فصلاً منه لمجزرة صبرا وشاتيلا وأكدت فيه أن كيان الاحتلال يتحمل المسؤولية كاملة عن المجزرة وأنه ساهم في التخطيط والتحضير للمذابح وتسهيل عمليات القتل من الناحية الفعلية.

مجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن أولى المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين ولن تكون آخرها فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة وتلتها مجزرة مخيم جنين وقانا ومجازر غزة وغيرها ورغم بشاعة ما جرى من قتل وتدمير في مجزرة صبرا وشاتيلا والصمت الدولي المخزي إلا أن أبناء الشعب الفلسطيني مستمرون في صمودهم وتضحياتهم في مواجهة المحتل الغاصب حتى زواله.

https://iraq.shafaqna.com/AR/335769/...%d9%81-%d9%81/