نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


م. زياد عبد التواب

التجـربـة الهنـدية

الأربعاء 14 سبتمبر 2022

يعرف المتخصصون فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مدى الإسهام الذى تقدمه دولة الهند لهذه الصناعة ليس فقط على المستوى المحلى داخلها ولكن أيضًا على المستوى العالمى, حيث يقدر أن عدد المبرمجين الأكفاء من الهنود سيصل إلى نحو 5.8 مليون مبرمج بحلول العام المقبل وهو ما يجعلها من أعلى الدول من حيث الأعداد، ربما لا ينافسها إلا الصين التى يقدر عدد المبرمجين بها بنحو 7 ملايين مبرمج مع معدل نمو سنوى لأعدادهم لا يقل عن 7%, حيث إن 10% من إجمالى خريجى الجامعات بها يتخصصون فى هذا المجال.


الأرقام تتدنى كثيرًا إذا قارناها بالولايات المتحدة الأمريكية حيث تصل أعداد المبرمجين إلى نحو 4.5 مليون وتتناقص كثيرًا عند النظر إلى دولة مثل ألمانيا - 900 ألف - أو دولة مثل انجلترا - 850 ألفًا - وهكذا وبالرغم من أن الأرقام تبدو مبشرة حينما نعرف أن إجمالى المبرمجين حول العالم يصلون إلى نحو 27.5 مليون مبرمج إلا أن الرقم المجرد لا يعطى دلالة كبيرة مقارنة بالدلالة التى يوضحها حجم تلك الصناعة فى كل بلد من تلك البلدان, ففى الهند على سبيل المثال يبلغ حجم تلك الصناعة 180 مليار دولار هذا العام مع توقع بتخطيها حاجز الـ350 مليار دولار بحلول عام 2025, فيما تبلع تلك القيمة نحو 297 مليار دولار فى الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة نحو10% من إجمالى الدخل القومى، ومقارنة الأرقام فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والهند تظهر وتوضح أن الأرقام المجردة لأعداد المبرمجين ليست هى ولا يمكن اعتبارها المؤشر الوحيد لنمو تلك الصناعة.

من المؤشرات الأخرى التى آراها مهمة أيضًا هو عدد شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمية التى يديرها متخصصون هنود أو من ذوى أصول هندية, وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن التجربة الهندية فى إنتاج الكوادر ليست هى الملمح الوحيد الجدير بالاتباع, بل يجب أيضًا أن يتم النظر إلى أسلوب الإدارة التى سمحت بتخريج تلك الكوادر التى أصبحت قادرة على قيادة هذه الشركات الكبرى والتى منها أكبر شركة لأشهر محركات البحث وأكبر شركة فى إصدار نظم التشغيل للأجهزة وإحدى شركات تطبيقات التواصل الاجتماعى وغيرها من شركات أمن المعلومات وتطبيقات الوسائط المتعددة.

https://daily.rosaelyoussef.com/4088...AF%D9%8A%D8%A9