نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

رشاد كامل


أسرار 50 سنة صحافة!

الأربعاء 14 سبتمبر 2022

عندما أهدانى الزميل والصديق الرائع الأستاذ «محسن حسنين» كتابه «أسرار 50 سنة صحافة» الصادر حديثا لم أصدق أن معرفتى به تعود إلى خريف سنة 1973عندما التحقت بكلية الإعلام - كانت معهدا وقتها - كان محسن فى السنة الثالثة، ولما كان عدد الطلاب قليلا فسرعان ما نتعرف على بعض، وتتحول الزمالة إلى صداقة.

محسن فى كتابه يتذكر ويذكرنى بأجمل سنوات العمر ومتعة الدراسة على يد أساتذة ونجوم الصحافة والسياسة وعلى رأسهم أستاذنا الجليل «جلال الدين الحمامصى».

الذى أسس جريدة «صوت الجامعة» وكنا نحن الطلبة من يحررها بالأخبار والتحقيقات ونقوم بتوزيعها بأنفسنا على طلبة وطالبات الجامعة مقابل قرشين صاغ للنسخة الواحدة، وكان توزيع «صوت الجامعة» إجباريا ونأخذ عليه درجات تضاف إلى درجات المادة!

ذكرنى محسن حسنين بكل ذلك وهو يستعرض ويروى فى كتابه الممتع ويحكى عن أول حملة صحفية له عقب تعيينه فى جريدة الجمهورية زمن الأستاذ الكبير «محسن محمد» وكانت ضد تجار الحبوب المخدرة.

ويكشف كذلك فى مذكراته كيف أن محسن محمد كان من الذين شجعوه وحموه من عواجيز الفرح بالجريدة وكيف طلبه ذات يوم وأعطاه مجموعة كبيرة من مجلة الأهرام الاقتصادى ليذاكرها جيدا دون أن يخبر أحدا، ومن هنا ظهرت أول صفحة اقتصادية فى تاريخ الصحافة المصرية، وكانت تعليمات محسن محمد واضحة أن نكتب الاقتصاد بلغة سهلة يفهمها كل الناس، غير المتخصص قبل المتخصص!

وفيما بعد فقد قام بتأسيس أول صفحة اقتصادية يومية فى تاريخ الصحافة القطرية فى جريدة «الشرق» وبعيدًا عن تجارب الصحافة العربية تبقى «مجلة أكتوبر» هى المحطة الأهم فى مشوار محسن حسنين حيث رحب به رئيس التحرير الصحفى الكبير «أنيس منصور»، وقام محسن بإجراء حوارات مهمة مع كل وزراء الاقتصاد السابقين تحت عنوان «من الذى رفع سعر الدولار؟».

أما الخبطة التى لا ينساها فهى الخبطة الصحفية المثيرة مع ملك تجارة العملة فى الثمانينيات «سامى على حسن» الذى وصل به الأمر أنه كان يقرض البنوك وشركات القطاع العام.

ويقول محسن حسنين: عرض علىّ «سامى على حسن» عمل كتاب عن قصة حياته من البداية وحتى أصبح ملكا لتجارة العملة، وأنه سيتكفل بكل تكاليف طباعة الكتاب مقابل أجر خمسة آلاف جنيه فى يدى، وكان المبلغ يمثل ثروة ومع ذلك رفضت العرض السخى!

وفى حوار محسن حسنين مع د. فتحى سرور سأله عن سبب اختياره هو دون غيره رئيسا لمجلس الشعب على مدى 18 عاما متصلة قائلا: أما آن للمحارب أن يستريح؟

وكانت اجابة د.سرور: لماذا استريح ولن استريح طالما فى صدره نفس وأنه يعمل ليل نهار!

ويحكى فى فصول عديدة مواقف مع أنيس منصور وغيره من الأسماء اللامعة إلى أن ينتهى به المطاف رئيسا لتحرير مجلة أكتوبر فى أعقاب 25 يناير 2011 حيث جرى تغيير رؤساء التحرير بعد فترة وقام زملاؤه فى مجلة أكتوبر بانتخابه رئيسا للتحرير، فى واحدة من أصعب وأعقد الفترات السياسية والصحفية التى مرت بها مصر.

ويحكى عن أكثر الأزمات التى سببتها أغلفة مجلة أكتوبر سواء لجماعة الإخوان أو السفارة الأمريكية، وكذلك الممارسات الخاطئة والفادحة التى قام بها الإخوان عندما حكموا البلد وكواليس تلك الفترة!

كتاب محسن حسنين ممتع ومهم، من شاهده أتيح له أن يكون فى قلب الأحداث، ويا عزيزى وزميلى محسن أهنئك على كتابك وفى انتظار كتبك الأخرى.