الأطباء يحذرون من سرطان الرئة لدى غير المدخنين



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


السبت 10 سبتمبر 2022

يؤدي تلوث الهواء والجزيئات المرتبطة بتغير المناخ إلى ظهور سرطان الرئة لدى غير المدخنين، وفقا لبحث قدم اليوم السبت في المؤتمر الذي تعقده الجمعية الأوروبية لطب الأورام (ESMO) في باريس.

وكشفت الدراسة، التي أجراها علماء في معهد فرانسيس كريك وجامعة كوليدج لندن، أن الجسيمات الموجودة في نظام العادم بالمركبات ودخان الوقود الأحفوري تعزز تغييرات سرطانية في خلايا الجهاز التنفسي وتولد المزيد من حالات سرطانات الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة (NSCLC) بين الأشخاص الذين لم يدخنوا قط.

وأكدت الدراسة، وفقا لطبيب الأورام منسق البحث تشارلز سوانتون، وجود جين “EGFR” المتحور في نصف الأشخاص المصابين بسرطان الرئة على الأقل الذين لم يدخنوا طوال حياتهم، حيث إن الخلايا ذات الطفرات في جينات “EFGR” و”KRAS” يمكن أن تصبح سرطانية عند تعرضها لملوثات الهواء.

وكشفت الأبحاث التي أجريت على عينة تضم نصف مليون شخص يعيشون في إنجلترا وكوريا الجنوبية وتايوان أن التعرض لتركيزات متزايدة من الجسيمات المحمولة جوا (PM2.5) مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.

وأقر سوانتون بأن خطر الإصابة بسرطان الرئة بسبب التلوث أقل من خطر الإصابة بسرطان الرئة بسبب استهلاك التبغ، لكنه ذكر أنه في جميع أنحاء العالم، يتعرض عدد أكبر من الناس لمستويات خطيرة من تلوث الهواء مقارنة بالمواد الكيميائية السامة التي تسببها السيجارة.

وقال: “ليس لدينا سيطرة على ما نستنشقه، ولكن لدينا القدرة على اتخاذ القرار بشأن عادة التدخين”.

وأكد البحث أيضا أن تلوث الهواء يؤثر على إطلاق بروتين “إنترلوكين”، مما يؤدي إلى توسع الخلايا التي تعاني من طفرات “EGFR”.

وفيما يتعلق بالطفرات وتطور الأورام، سلط البحث الضوء على أن الطفرات في جينات “EGFR” و”KRAS” موجودة أيضا في أنسجة الرئة الطبيعية (بين 18 و30%) وربما يكون ذلك نتيجة للشيخوخة.

ومع ذلك، عندما تتعرض هذه الطفرات للتلوث، يُلاحظ عدد أكبر من السرطانات مقارنة بالخلايا، مما يشير إلى أن التلوث البيئي يعزز ظهور السرطان في الخلايا التي بها طفرات جينية.

وبالنسبة لمعدي الدراسة، ستكون الخطوة التالية هي اكتشاف سبب تحول بعض الخلايا ذات الطفرات إلى خلايا سرطانية عند تعرضها للملوثات، في حين إن بعضها الآخر لا يفعل ذلك. وبالنظر إلى المستقبل، يخطط الباحثون للعمل على الكشف المبكر عن الأمراض السرطانية ومحاولة إيقافها بالأدوية.

وخلصت الدراسة إلى أنه نظرا لأن استهلاك الوقود الأحفوري يسير جنبا إلى جنب مع التلوث وانبعاثات الكربون، فإن على المتخصصين في علم الأورام واجب الوضع لأسباب بيئية وصحية.

https://www.hespress.com/%d8%a3%d8%b...5-1045562.html