نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

دعا ولي العهد لمكافحة فساد الأسرة الحاكمة أولا ، والغاء الاحكام القضائية على المغردين الهاربين خارج البلاد


سمو ولي العهد… إنني ناصحٌ ولستُ صاحبَ حاجة


أحمد عبد العزيز الجارالله - السياسة

Aug 13, 2022



لنقولها صريحة “الشق عود”، والجميع يعرف كيف عاشت الكويت طوال السنوات الماضية في ظل حكومات متقاعسة، استباح فيها وزراء المال العام، وخالفوا الدستور والقانون في التعيينات وإرساء المناقصات، بل هناك من هم أكبر من الوزراء اعتدوا على المال السيادي، ما أشاع الفساد في مختلف مؤسسات الدولة، فيما لم تكن السلطة التشريعية أفضل حالاً.

لقد كانت تتصارع الحكومات العميقة، أو بالأحرى مافيات المصالح بعضها بعضاً، وهو ما أدى إلى تراجع اقتصادي مرعب، وغياب المشاريع الإنمائية أو تسعيرها بأعلى من كلفتها، فيما أنزل من ليسوا أهلاً في مناصب ووظائف اغتصبت من أصحاب الحق والخبرة.

كل ذلك نتيجة التحزب وإعلاء الحساسيات الطائفية والقبلية، إلى درجة بات الكويتي يرى أننا في زمن الطوائف والقبائل، فيما اعتقدت الغالبية أن العلاج بات شبه مستحيل.

هذا الوضع لم يختلف كثيراً عما كانت عليه الدولة الأموية قبل تولي الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز الحكم، الذي فرضت عليه الخلافة ولم يكن ساعياً إليها، لذا فثمة اليوم بارقة أمل في الكويت، بعد الخطاب التاريخي لصاحب السمو الأمير، الذي ألقاه سمو ولي العهد، المكلف أصلاً من رئيس الدولة بصلاحيات عدة، خصوصاً ما ورد في الجزء الثاني من الخطاب الذي يرسم خارطة طريق إلى المستقبل.

سيدي سمو ولي العهد..

أنا مواطن ناصح، أخاف على بلدي من جور الفاسدين والمفسدين، فلا أوارب حين أقول: إن حال الكويت اليوم لا تختلف عما كانت عليه دولة بني أمية، بل أكثر من ذلك، ففي بلادنا هناك الكثير من “عين عذاري” التي تسقي البعيد وتزيد ظمأ القريب، ولنا في صندوق التنمية، مثال على ذلك، فهو يقرض الدول، ويقيم فيها المشاريع الكثيرة، بينما لا يوظف في الداخل أي استثمارات، ولا شك تعرفون سموكم أن تلك الصناديق والمشاريع والقروض يجري التلاعب فيها، بينما لدينا ما يزيد على 180 ألف مواطن يعانون الأمرّين بسبب تعثرهم في القروض.

ولأن الذكرى تنفع المؤمنين، فإن العودة إلى ما تمتع به عمر بن عبدالعزيز من مناقب تفيد زمننا هذا، إذ يروى أن زوجته فاطمة بنت عبدالملك، دخلت عليه عقب توليه الخلافة فوجدته يبكي، فقالت له: “ألشيء حدث”؟ قال: “لقد توليت أمر أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ففكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع والعاري المجهول، والمقهور والمظلوم والغريب والأسير، والشيخ الكبير، وعرفت أن ربي سائلي عنهم جميعاً، فخشيت فبكيت”.

وفي أولى خطبه قال: “أُوصيكم بتقوى الله؛ فإن تقوى الله خَلَفٌ من كل شيء، من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له”، ثم رفع صوته: “أطيعوني ما أطعت الله، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم”.

بدأ عمر سيرة العدل بزوجته، فأخذ حُليها ووضعه في بيت مال المسلمين، وأشهر سيف العدل في وجوه بني أُمية، فأخذ ما في أيديهم من أموالٍ نالوها بغير حق.
سيدي سمو ولي العهد..

لم يسبق للكويت أن شهدت مثل العدد الكبير من الهاربين إلى الخارج، أو القابعين في السجون بسبب تغريدات ومنشورات بسيطة على وسائل التواصل الاجتماعي، والكثير منها إذا أعيد النظر فيه لاكتشف حجم الظلم الواقع على هؤلاء.
سيدي..

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “الدين النصيحة”، ولما سئل: “لمن يا رسول الله”؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”، وأنا مواطن ناصح لست صاحب حاجة، لذا، إذا كان في خلافة عمر بن عبدالعزيز كثُر الخير وقلّ الشر وانتشر الأمن والأمان، وفاض المال، فلا شك أن العزيمة على الإصلاح في الكويت موجودة، وإنكم أهل له

https://www.seyassah.com/%d8%b3%d9%8...%d9%8e-%d8%ad/