Jul 14, 2022

د. خالد عايد الجنفاوي


أعترف أنني أهتم كثيرًا في التمعّن بكلام وتصرفات الآخرين بهدف معرفة شخصياتهم الحقيقية، وأحرص بشدة على عدم تفويت، أو تجاهل، أبسط العلامات الدالة على الشخصية الحقيقية للإنسان الذي أتعامل معه في حياتي الخاصة، وفي العالم الخارجي، وبحسب البيئة التي ينتمي اليها، وبقصد معرفة كيف لي أن أتعامل معه بشكل مناسب.

ومن بعض الشخصيات الإنسانية التي تثير اهتمامي، الشخصية المخادعة والبيئة الاستبدادية التي تصنعها، لا سيما تلك التي تنبت و”تزدهر” في البيئات الاستبدادية المطلقة، وبخاصة ذلك النوع من الأفراد الذين يبدو ان ترسّخت المراوغة والكذب في قرارة انفسهم بسبب تعوّدهم على طبع المخادعة، والمراوغة، والغش، والكذب في حياتهم، الخاصة والعامة.

ومن بعض علامات كون أحدهم مخادعًا وكاذبًا في باطنه وظاهره، وكونه منتجًا لبيئة الاستبداد ما يلي:

-يؤدي العيش في البيئة الاستبدادية الى زرع الخداع والمراوغة والكذب والجُبن والاستعبادية في شخصية من يخنع ويخضع لقيم ومبادئ البيئة الاستبدادية.

– يؤدي العيش في البيئة الاستبدادية الى ترسيخ ثقافة التربية الاسرية الاستبدادية والسلبية مما يؤدي أغلب الوقت الى خلق شخصيات إنسانية ترتكز في سلوكياتها، الخاصة والعامة، على الكذب والخداع، والغيرة المرضية، والكراهية الشديدة للإنسان الحر والصادق والأمين.

– البيئات الاستبدادية التي تصنع الانسان المخادع والكاذب: القبلية، والطائفية، والفئوية الاقصائية، والطبقية الاستعلائية، والأنظمة الاستبدادية، والثقافات الاستبدادية، وبيئة التديّن المزيّف.

– يميل المُخادع الكاذب الى تمثيل أدوار لا تتوافق مع شخصيته الحقيقية، ويكشف تكلّفه وتصنّعه، وتمثيله وإفراطه الملاحظ التصنّع والتكلّف في كلامه، وتصرفاته، وكأنه يحرص بشدة على إخفاء نواياه الحقيقية تجاه الطرف الآخر.

-يظهر في كلام وتصرفات المخادع في البيئة الاستبدادية ميل ملاحظ نحو إضفاء سمات الملائكية، وطيبة القلب، وبراءة النيّة على شخصيته، حتى أنك تبدأ تشك في ما إذا كنت تتعامل مع كائن بشري خطّاء، أو مخلوق سماوي ملائكي.

-ذاكرة المخادع الكاذب قصيرة الأمد، فهو يخادعك ويكذب عليك ألف مرة في الدقيقة، لكنه يتصرّف في الدقيقة التالية وكأنه لم يرك في حياته، ويعيد استعمال أسلوب المخادعة والكذب نفسه معك.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi