حياة «الزعيم» شهدت مغامرات سياسية من بينها توزيع منشورات بالشوارع



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

عصام إمام (يسار) والمؤلف عبدالحميد كمال.



  • خالد محمود - القاهرة



27 مايو 2022


قدمت احتفالية بمسيرة الفنان عادل إمام في القاهرة السبت الماضي، إطلالة بانورامية على محطات حياة (الزعيم) المختلفة وقدمت إضاءات لكواليس جديدة، تضمنت حكايات عن مواقف وفاء لزملاء دراسته، وإشارات لمواقفه السياسية وانتماءاته الفكرية كحبه للزعيم الراحل جمال عبدالناصر وانحيازه للمهمشين، كما تطرقت أيضاً إلى كواليس أدواره وإفيهاته، وأبرز محطاته الشخصية والفنية.

جاءت الاحتفالية في إطار ندوة أقامها مركز «عدالة ومساواة» بمناسبة صدور كتاب «صاحب السعادة»، للكاتب والسياسي والبرلماني عبدالحميد كمال، عن دار سنابل للكتاب، تزامناً مع عيد ميلاد عادل إمام الـ82، وبحضور شقيقه المنتج عصام إمام.

وقال الكاتب عبدالحميد كمال في مستهل الندوة إن «الكتاب استغرق تسعة أشهر وذلك لأهمية حياة شخص بقامة عادل إمام، وقد شملت الفصول فضلاً عن مسيرة الفنان منذ نشأته، تكوينه الإنساني والاجتماعي، وميوله الفكرية والثقافية والفنية، واهتمامه بقضايا الناس».

وكشف عبدالحميد كمال كواليس إنسانية حول شخصية «زكي جمعة» التي ذكرها عادل إمام في مسرحية «مدرسة المشاغبين» حين قال «التعليم باظ يا جدعان. فين أيام رفاعة الطهطاوي، وقاسم أمين، وزكي جمعة، مين زكي جمعة ده»، وتابع كمال أن «زكي جمعة هذا شخصية حقيقية، حيث كان رئيس فريق التمثيل في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، ودرس مع عادل إمام، وقد قصد الزعيم إبراز اسمه كنوع من إلقاء الضوء عليه، وقد ذهب إليه الفنان الكوميدي الكبير بعد أن نال نصيباً من الشهرة، واحتفى به وسط زملائه، كما احتفى أيضاً بكل زملائه ممن التقاهم لاحقاً، ومن هؤلاء زميل المدرج رجل الدين المسيحي البارز الأنبا بسنت، حيث أصر عادل إمام حين التقاه بعد غيبة طويلة في حفل عام، أن يضرب موعداً معه لتجديد التواصل بينهما».

وواصل كمال أن «الجوانب الإنسانية في شخصية عادل إمام تتجلى أيضاً في شكل علاقته بدائرته العائلية الصغرى والكبرى، والاهتمام بتفاصيل حياتهم، كما تتجلى أيضاً في علاقته برفقته وزملائه داخل وخارج الوسط الفني».

التكوين الوطني

وحول تكوين عادل إمام الوطني والسياسي قال كمال إن «الزعيم انحاز في مطلع حياته لقيم وأفكار العدل والدفاع عن المهمشين، ومال في بدايات الشباب لصفوف اليسار، وانضم لمنظمة تدعى (العمال والفلاحين)، كما روى هو بنفسه، وقام بتوزيع منشورات سياسية في هذه الفترة، ومن المواقف الطريفة التي رواها أن الشاب الذي كان يوزع معه منشورات تم اعتقاله، ولما اكتشف ذلك بعد أن عاد إلى منزله، قرر أن يسلم نفسه للسلطات رغبة منه في التضامن، وإحساساً منه بالذنب، لكن زملاءه رفضوا مبادرته واقنعوه بأن مثل هذه الخطوة ستضر زميله أكثر، فضلاً عن أنها ستضره هو».

وتابع كمال أن «الزعيم عادل إمام كان له علاقة خاصة برئيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، وأحد قادة ثورة يوليو 1952، خالد محيي الدين، وأيضاً بأمين التجمع الدكتور رفعت السعيد، وكان لا يتأخر عن حضور احتفال تأسيس التجمع السنوي، كما أنه مثّل لقطات من فيلم (السفارة في العمارة) في مقر التجمع». وأضاف كمال أن «عادل إمام كان يعشق بشكل خاص الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ويعتبر نفسه مدافعاً عن إنجازاته الوطنية والاجتماعية»، وأنه «كما روى، حين قالت له زوجته هالة الشلقامي إنها تنتمي لعائلة أرستقراطية، في إشارة منها لعائلتها المعروفة التي كان أفرادها من قادة (الأحرار الدستوريين)، رد عليها ضاحكاً أنه ينتمي إلى عائلة أقوى وهي الرجل الذي أطاح بهؤلاء في 1952، ويقصد به جمال عبدالناصر».

علاقة مع عرفات

وروى كمال أيضاً أن «عادل إمام ربطته علاقة خاصة جداً بالزعيم ياسر عرفات والقضية الفلسطينية، ومن أطرف المواقف التي مرت به في هذا الإطار، أنه عندما كان يتناول الغذاء مرة مع ياسر عرفات، رن التليفون الأرضي وكان إمام الأقرب له فطلب منه عرفات أن يرد، وكانت الصدمة أن المتحدث على الطرف الآخر هو الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والذي أصيب لحظتها بالصدمة».

وحول موقف عادل إمام من التطرف والإرهاب، قال كمال إن «الزعيم كان يعتبر أن مواجهة التشدد والتطرف قضيته الخاصة، وعندما حاولت جماعات التطرف فرض رؤيتها في مدينة أسيوط في نهاية الثمانينات، قرر عادل إمام الذهاب إلى قلب الصعيد ومواجهة خفافيش الظلام بنفسه، وبحضوره وفنه هناك، وقد تمسك عادل إمام بموقفه الصدامي، رغم كل نصائح الأجهزة الأمنية، لإيمانه أنه يخوض معركة حياته».

وعن «إفيهات» عادل إمام وانتشارها بين الجمهور قال كمال «إن إفيهات عادل إمام تحولت إلى قول سائر بين الناس، ومن أبرزها، إفيه «مين زكي جمعة»، و«متعوّدة دايماً»، و«بلد شهادات»، وهي إفيهات بعضها كان تلقائياً وخروجاً عن النص وبعضها مكتوب».




عادل إمام كان له علاقة خصوصاً برئيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، وأحد قادة ثورة يوليو 1952، خالد محيي الدين، وأيضاً بأمين التجمع الدكتور رفعت السعيد، وكان لا يتأخر عن حضور احتفال تأسيس التجمع السنوي، كما أنه مثل لقطات من فيلم (السفارة في العمارة) في مقر التجمع.