الفصل الاول
بقلم: محمد كاظم الجادري
( املاها وهو مقال من مناصبه في الجزائر وكانت احدى اسباب اغتياله وتصفيته في الكويت من قبل المخابرات العراقية ) انشر هذه المذكرات لما تحتويه من فوائد, واسرار تاريخية حول ارهاب, ومؤامرات البعث الاسود من جرائم قتل, وتعذيب, وتهجير جماعي قل نظيرهما في الحكومات, و الانظمة السالفه, و على لسان احد اقرب الناس انذاك من الرئيس المقبور احمد حسن البكر واحد رموز وقادة ,ومؤسسين هذا الحزب الاسود. املا في استفادة الشعب العراقي وغيره من هذا الحقبة التاريخية الهامة من تاريخ العراق. ...... ( محمد كاظم الجادري ) ..... ابوميثم الحياوي المقدمه :- 1/ اب / 1971 عبدالله طاهر التكريتي تعرفت على المرحوم حردان الحاج عبد الغفور التكريتي في المدرسة الابتدائية الوحيدة التي كانت في تكريت حتى مدينة سامراء الاثرية الشهيرة لقد كان المرحوم الطفل الاذكى بين كل اولاد الصف وكنا نهابه لبطشه وقوته …
واذكر انني كنت منذ الطفولة من اصدقائه والمقربين اليه فقد كانت المدرسة مقسمة بين حردان الحاج كما كنا نسميه – والمرحوم عبد الله السوفي وكان كل واحد منا يجمع (( زلمته )) ويريد ان يفرض سيطرته على المدرسة كلها وكانت علاقات حردان غير طيبة مع المعلمين وقد تلقيت مرة صفعة شديدة منه عقب مبارات بكرةالقدم اجرينها مع جماعة عبد الله جعلتني انسحب لمدة شهر كامل من(( زلامة)) حردان وانخرط في جماعة عبد الله ولكن الخوف ظل يلازمني طوال ذلك الى ان ((تبت )) الى حردان ودخلت مرة اخرى تحت (( بيرقه )).
لا اريد هنا التحدث عن تلك الفترة ولا عن الفترة التي تلتها في المدرسة الثانوية في سامراء ثم دخولنا الكلية في بغداد انما فقط اريد ان اكشف عن الصداقة المتينة التي كانت تربطني منذ الطفولة بالمرحوم حردان الحاج عبد الغفور والتي امتدت الى زمان رئاسته للاركان في عهد عبد السلام عارف ورئاسته للاركان في سنة 68 ثم توزيره بعد ذلك … وقد تنقلت في عدة مناصب هامة سنة 63 احلت بعدها الى التقاعد بعد الاطاحة بالبعث على يد عبد السلام عارف في 18 / تشرين الثاني 1963 . من ذلك اليوم عرفت ان مصيري يرتبط – شئت ام ابيت – بمصير المرحوم حردان الحاج عبد الغفور التكريتي فتوثقت صداقتي معه عندما كان انسانا عاديا خلال الفترة بين 63 الى 68 وفي الايام العصيبة التي عشناها بعد الاطاحة بالبعث كان المرحوم ياخذني الى بيت (( ابو هيثم )) احمد حسن البكر الواقع في محلة علي الصالح في بغداد وكان احمد حسن البكر يتظاهر اذ ذاك بانه بياع الحليب حيث كان قد اشترى بقرة – (( هايشة )) حسب التعبير العراقي الدارج – واعلن انه اعتزل السياسة نهائيا بعد قضاء 9 اشهر في رئاسة الوزراة العراقية في حكومة عبد السلام عارف . ولكن (( هايشه )) لم تكن الا تغطية للاجتماعات السرية التي كانت تتم في بيته ويتدارس فيها الامور ))
وفي احدى الاجتماعات التي حضرتها بدوري تقرر : - تنظيم اكبر عدد ممكن من الشباب العراقي واللبناني لانه كان قد حصل على (( مال )) من بيع احدى ممتلكاته كما تقرر اجراء اتصالات مع السياسين السابقين لاجل تدبير انقلاب عسكري ضد عبد الرحمن الذي قال عنه ابو هيثم انه (( اجبن )) رئيس يراه العراق في تاريخه . في غضون الايام الاولى من سنة 1965 ارسل صدام الى لبنان ليقوم بتنظيم الشباب اللبناني وليجري اتصالات مع بعض الدول بشان الانقلاب كما كلف بالتنسيق مع عفلق الذي كان انذاك يقيم في فرنسا وياتي الى بيروت بجواز سوري مزور باسم (( انطوان طعمة )) ولقد عرفت خلال اتصالاتي بابو هيثم الكثير من صفاته وعقده النفسية وترجع معرفتي به الى ايام المرحوم (( مولود مخلص التكريتي )) الذي كان يخطط لعشائر تكريت الاربعة الرئيسية لكي تصل الى مستوى السيطرة على العراق كله وكان لذلك ينظم شباب تكريت الذين كانوا يتلقون دروسهم في بغداد ينظمهم في الاحزاب السياسية بمختلف اتجاهاتها السياسية : اثنان في الحزب الشيوعي … اربعة في حزب البعث خمسة في الحزب الوطني الدمقراطي .. الخ ليضمن لنا الوصول الى الحكم عن اي طريق يحتمل . وفي الواقع فان الرئيس لم يكن ذكيا الى درجة ان يولي المرحوم مولود مخلص اهتماما كثيرا به ولكنه كان خبيثا الى درجة كبيرة ولانني لا اكتب مذكراتي الخاصة فانني لا اكشف عن مدى خباثة ابو هيثم وساكشفها في مذكراتي انشاء الله .
اما هذه المذكرات فهي تعتبر بحق تحليلا صادقا عن جزء متقلب من تاريخ العراق الدامي وانا وان كنت اختلف مع المرحوم صاحب المذكرات في بعض وجهات نظره ولكنني لن اغير فيها لان ضمير الذي ظل مستقظا رغم الركام الكبير الذي يتحمله ويحملني على ان لا اخون كلمة واحدة من المذكرات التي لم اكن اعزم على نشرها بعد ان عرفت السلطات العراقية بها فاخذت تلاحقني وذلك حفظا على عائلتي التي تتالف من زوجتي وابنتي (( هدى )) و (( ابتسام )) وابني الصغير (( شاكر )) غير ان اقدام السلطات العراقية باغتيال اخي (( محمد طاهر التكريتي )) واعتقال رفاقي والملازم اول اسماعيل عبد الجبار غزاوي والعقيد هادي خماس والعقيد عبد العزيز احمد هو الذي دفعني الى نشرها رغم انني اعرض حياتي وحياة عائلتي لخطر جدي بذلك كما عرض المرحوم حياته للخطر وقدمها هدية متواضعة للشعب العراقي الذي لا اضن انه يكن كثيرا من العداء للمرحوم وقصة هذا المذكرات تبتدا من اليوم الذي وصل فيه المرحوم الى الجزائر العاصمه بعد اعفائه من مناصبه وترحيله الى هناك بعد رجوعه من جولة استجمامية في اسبانيا ..
فقد بدا المرحوم يكتبها فور وصوله الى الجزائر ويسجل رؤوس نقاط المواضيع وعندما التحقت به بعد ابعادي من العراق واعفائي من جميع مناصبي بسبب صداقتي الخاصة معه اخذ المرحوم يملي علي بعضها ويكتب هو القسم الاخر … انني في هذه المذكرات وان كنت اخون صداقتي الشخصية مع كبار قيادة البعث ولكنني حقا لا اخون ضميري الذي يعرفني ان السكوت على الجريمة جريمة كبرى لا يغفرها التاريخ . وطبعا ان هذا القسم هو جزء من ثلث المذكرات التي ستنشر تباعا وهي عبارة عن مجموعات احداث جرى تسجيلها بصورة متفرقة . (( 1 / اب / 1971 عبد الله طاهر التكريتي )) . حردان عبد الغفار التكريتي :-
المفضلات