د. بلقيس دنيازاد عياشي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مترجم من صحيفة الغارديان

أرسلت امرأة رسالة إلى خبيرة الشؤون الأسرية في صحيفة «الغارديان» تقول فيها:

أنا امرأة عزباء، أبلغ من العمر 48 عاماً، أعيش حياة رغيدة ومستقلة، علاقتي مع عائلتي جيدة جداً، ولدي مجموعة جيدة من الأصدقاء والعديد من الهوايات، لقد عانيت من قبل من صعوبات مع الصحة العقلية، لكني الآن أفضل حالاً من أي وقت مضى.

أجلس في كثير من الأوقات لوحدي، وأتأمل الدنيا، وأتساءل: لماذا إيجاد رجل مناسب ليكون زوجاً لي أمر صعب جداً هذه الأيام؟ لقد تعبت وأنا أبحث عن هذا الرجل المناسب، ولكن من دون جدوى، فهذا الأمر هو الوحيد الذي لا أستطيع تحقيق النجاح فيه.

لقد وصلت إلى النقطة التي أشعر فيها باليأس، أريد استكشاف طرق للشعور بالسعادة وأنا عزباء، لإخماد هذه الرغبة في العثور على زوج لي، تفكيري الدائم أصبح ينحصر في أنني سأموت وحيدة من دون أن أجرب شعور العيش مع شخص يحبني وأحبه.

أريد أن أعرف هل من الممكن تحقيق شيء مثل هذا؟ أي العيش في سعادة وأنا عزباء طوال حياتي، أو هناك طريقة أخرى يمكنني من خلالها إيجاد زوج مناسب والعثور على حياة أفضل؟

رد الخبيرة:

في الواقع، لقد دفعتني رسالتك إلى تذكر حياتي السابقة، أجد نفسي أحياناً أصف سنوات العشرينيات والثلاثينيات من عمري بأنها سنوات «العزوبية» التي يكون فيها المرء في غالب الوقت وحيداً، ومع ذلك فقد كانت فيها أيضاً الكثير من الرومانسية.

ما أريد قوله لكِ هو أن عليكِ النظر إلى حياتكِ هذه التي تعيشينها الآن، لديكِ الكثير من الأشياء الرائعة في حياتكِ، أصدقاء جيدون، وعائلة مقرّبة، وهوايات، وحياة مهنية جيدة، إذن، فكري في الأمر وانسي قليلاً مشروع إيجاد رجل مناسب لتعيشي معه، وتوقفي عن التفكير في الزوج باعتباره طموحاً متميزاً في قائمة المهام التي تريدين تحقيقها، وبدلاً من ذلك حاولي الاستمتاع بالحياة التي لديك الآن.

ليس هناك شك في أنكِ ستصادفين الرجل المناسب اليوم أو غداً أو في أي وقت آخر، وقد يكون لقاؤكما في محطة للحافلات أو في حفل عشاء أو في عطلة نهاية أسبوع وأنت تتجولين في الحديقة سيراً على الأقدام.

أن يأتي رجل مناسب ورفيق جديد في الحياة هو أمر مفروغ منه، سواء كان ذلك بعد أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات، ولكن كيف تقضين الوقت الفاصل بين العثور عليه والعيش حياة عزوبية ممتعة؟ هذا هو الأمر الأكثر أهمية بكثير.

إن تحقيق الإنجاز في عملنا والرضا بحياتنا هما أعظم استثمار يمكننا أن نجلبه إلى حياتنا، وإن تقليل توقع أي اتحاد يجعل من السهل تكوين شيء ذي قيمة وإثراء عندما يحين الوقت.

أريد أن أقول لكِ أنا كخبيرة وفي السنة التاسعة والثلاثين من عمري، كنت أبحث كثيراً مثلكِ، وبعد أن فشلت في العثور على رجل ليعيش معي، ويكون أباً لأطفالي الذين كنت أحلم بولادتهم، قررت الاستفادة مما كان لدي، وهو الاستقلالية، وأصبحت أتجول في بقاع مختلفة في العالم وأعيش حياتي واستمتع بها، إلى أن التقيت في البرازيل بالرجل المناسب وتزوجته وأنجبت منه طفلين لأعيش في سعادة غامرة، وأتمنى أن يحدث معك الأمر نفسه.


https://alqabas.com/article/5851521 :إقرأ المزيد