السلام عليكم
هناك فرقٌ بين النقاشات الفكرية الهادفة التي تبتغي الوصول إلى نتائج قد تعود بالخير على الأمة، فتقرِّب وجهات النظر وتزيل الحساسيات الطائفية و المذهبية، وتفتح آفاق الحوار والجدال بالتي هي أحسن،بحثاً عن الحقيقة أو عما هو أقرب إليها. وبين المماحكات الفارغة والنقاشات العقيمة المملؤة بالسباب و الشتائم والإتهامات الباطلة التي تسعِّر الخلافات المذهبية و الطائفية، وتصرف الأمة عن الإهتمام بقضاياها الحقيقية الملحة، في حروبٍ إلهائية،هدفها صرف الإنتباه عن القضايا المصيرية، كما أشار إليه وفصَّله الدكتور علي شريعتي في كتابه "النباهة والإستحمار"...هذا فضلاً عن كونها وسيلةً لإثارة الفتنة بين المسلمين ، وبث الفرقة والنزاع في صفوفهم، لتذهب ريحهم، وتنكسر شوكتهم، فيفشلوا و يتخلفوا ،حين تأكلهم الأحقاد و الضغائن،و تطحنهم النزاعات و الصراعات الهامشية،فيرجعون ضلالاً...يلعن بعضهم بعضاً، ويسب بعضهم بعضاً، ويكفر أو يضلل بعضهم بعضاً، و يستبيح بعضهم دماء بعضهم الآخر...في حين لا يفرِّق عدوهم بينهم في القتل و السجن والتدمير والتشريد و السيطرة....
المهم هو أن نعرف متى وكيف نناقش، ونتحاور في هذه القضايا أو غيرها.
المهم ان تكون لدينا القدرة على تحديد أولوياتنا بحسب مصلحة الأمة كلها.
المهم أن نستطيع أن نميز بين المهم والأهم.
لقد قالها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حين تناهى إليه أن الروم قد يغزون الشام التي كانت تحت حكم معاوية :
و الله لو فعلها بنو الأصفر لكنت أنا و معاوية عليهم(مضمون الحديث)
فأين نحن اليوم من أمريكا وإسرائيل و كل أعداء الإسلام ؟؟؟!!!
أين نحن اليوم من فلسطين الأسيرة؟؟؟!!! من المذابح اليومية المتنقلة فيها؟؟؟!!!
أين نحن اليوم من العراق الجريح النازف المحاصر؟؟؟!!! أين نحن من شعبه الذي يقتل يوميا بأيدي الأمريكيين وأعوانهم من مصاصي دماء الشعوب، و أتباعهم وعملائهم وضحايا خبثهم من التكفيريين و الذباحين المتخلفين و مثير الفتن؟؟؟!!!
أين نحن من كل قضايا الأمة المصيرية؟؟؟!!!
المفضلات