نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

شفقنا-خاص- المراقب لاداء الدول الاعضاء في الاتفاق النووي، من غير امريكا، يخرج بنتيجة مفادها، ان هذه الدول، وخاصة الدول الاوروبية، ليس فقط لم تف بإلتزاماتها في الاتفاق النووي، من باب تحالفها مع امريكا، ومن باب الحفظ على مصالحها الاقتصادية فحسب، بل ان هذه الدول اثبتت انها ليست مؤثرة في العلاقات الدولية كما هي امريكا.

بل ان اداء هذه الدول ، وخاصة الاوروبية، اثبت ايضا انها ان لم تكن تابعة للقرار الامريكي، فانها لا تملك القدرة على التمرد على هذا القرار، لضعف اقتصادياتها، ولضعف دولها بشكل عام، امام قوة الاقتصاد الامريكي، و الدولة الامريكية.

لم يمر وقت طويل على انسحاب امريكا من الاتفاق النووي عام 2018، حتى اخذت الشركات الفرنسية والبريطانية والالمانية والاوروبية الهرب من ايران، خوفا من العقوبات الامريكية، ولم تتمكن الحكومات الاوروبية، من توفير الحماية لشركاتها العاملة في ايران، من العقوبات الامريكية.

هذه الحقيقة المرة التي لمسها العالم، اكدت وللاسف الشديد ، ان العالم وبعد سقوط جدار برلين وتفتت الاتحاد السوفيتي السابق، مازال يئنتحت ضغط القطبية الاحادية التي تحكم العالم، الامر الذي جعل امريكا تتمادى في سياستها، دون ان تواجه اي قوة دولية حقيقية، يمكن ان تضع امام شعوب العالم الاخرى، خيارا اخر غير الخيار الامريكي، وهو خيار مُر وغير مستساغ بشكل عام.

القوى الاوروبية “الكبرى”!! الثلاث، فرنسا والمانيا وبريطانيا، لم تتمكن من ان تجعل من نفسها خيارا امام ايران، بدلا من الخيار الامريكي فحسب، بل طعنت ايران من الخلف ، عندما تملصت من التزاماتها، ولم تعوض ايران عن انسحاب امريكا من الاتفاق النووي، بل وذهبت الى ابعد من ذلك عندما حملت اليوم ، مع مجيء ادارة بايدن في امريكا، لواء الضغط على ايران عوضا عن امريكا، فاليوم تهدد الترويكا الاوروبية، فرنسا والمانيا وبريطانيا، ايران بانها ستستصدر قرارا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد ايران، لتقليصها التزاماتها في الاتفاق النووي، بينما العالم اجمع يعلم ان ايران لم تقلص التزاماتها الا ردا على انسحاب امريكا وعدم التزام اوروبا بتعهداتها، فالعلة هو انسحاب امريكا وخيانة اوروبا، وما تقليص ايران التزاماتها الا معلول لتلك العلة،.

اليوم وبعد اكثر من عشرة اعوام من المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 وبين ايران، وبعد التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015، وبعد خروج امريكا من الاتفاق عام 2018، وبعد عامين من الحصار الظالم والشامل والاقسى في التاريخ على الشعب الايراني، والذي شمل الماء والغذاء، من قبل امريكا، بينما القوى “الكبرى” الاخرى تتفرج على معاناة الشعب الايراني، الذي اثبتت جميع تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التزام ايران بالاتفاق النووي رغم انسحاب امريكا منه ورغم عدم التزام اوروبا على ما وقعت عليه، تُرى الا يحق لايران اليوم ان تتجاهل كل هذه “القوى الكبرى”!! المزيفة، والتي لا تقدم ولا تؤخر ، وتتفاوض بشكل مباشر مع امريكا وحدها ، بشأن الاتفاق النووي؟!!.

انتهى



https://ar.shafaqna.com/AR/237910/