15 سبتمبر 2020

(تصوير: بسام زيدان)

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

عبدالرزاق المحسن وخالد الحطاب - في الوقت الذي يحتاج فيه المواطنون والمقيمون التريض والخروج إلى الأجواء المفتوحة في المماشي في ظل انتشار «كورونا»، الذي اضطر معه الكثيرون إلى البقاء في البيوت لأوقات طويلة، لم تعد أماكن التريض في المناطق السكنية آمنة بما يكفي بسبب انتشار الكلاب الضالة التي تهدد سلامة الأهالي.

وكشفت جولة القبس في عدد من المناطق عن انتشار الكلاب الضالة بكثرة، خصوصاً في محيط المماشي والساحات المفتوحة، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل حول دور الجهات الحكومية المختصة بمكافحتها، لاسيما الفرق التابعة للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، فالحملات التي تنفذها تلك الفرق شبه موسمية وليست مكثفة، قياساً بأعداد الكلاب الضالة وتزايدها وانتشارها مؤخراً.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

كلب ضال ينطلق مثيراً الذعر في إحدى المناطق

اشتكى المواطنون من أن هذه الحملات لا تشمل جميع المناطق السكنية، مؤكدين أنهم اشتكوا غير مرة من الكلاب الضالة التي تكتسح الشوارع والمماشي وتهدد سلامة المتريضين، من دون أي تجاوب من قبل الجهات المعنية، لافتين إلى أن هذه الحيوانات تعيق ممارسة المشي، وتشكل خطراً على كبار السن والأطفال، والمارة عموماً.

وبعد انتشار تلك الظاهرة، هناك أكثر من تساؤل يتداول عن كيفية التعامل مع الكلاب الضالة والخطط المرصودة لها، خصوصاً أن بعض الحالات التي تعاملت معها فرق الهيئة كان فيها نوع من القسوة على الحيوان، وهو الأمر الذي أثار موجة استنكار ضد الطريقة التي جرى التعامل بها قبل فترة من خلال القتل بالتخدير والسم، مع السماح بتداول وبيع المواد السامة التي تدهن بالأطعمة وتوضع قرب حاويات القمامة وأماكن تجمعها.

تكاثر الكلاب ورغم تصريح مسؤولي هيئة الزراعة عن إطلاق حملة لـ«خصي» ذكور الكلاب قبل نحو عام، للحد من تكاثرها، التي يتجاوز عددها أكثر من 20 ألف كلب، فإن المواطنين لم يلمسوا على أرض الواقع نتائج تلك الحملة، التي لم يعلن عنها في وسائل الإعلام، او حتى الاعلان عن نتائجها.

فالكلاب الضالة باتت تنتشر في المناطق السكنية، ومناطق أخرى كالعبدلي والوفرة وكبد ومزارع الصليبية وغيرها، وان الخطر الاكبر يكمن في خطورة بعض انواعها، خصوصاً على مرتادي المماشي في مثل هذه الايام، التي تشهد انخفاضا في درجات الحرارة مساء، مما يغري بالخروج لممارسة رياضة المشي.

والمستغرب عدم توفير أي مأوى رئيسي من قبل هيئة الزراعة، بحيث يستوعب الكلاب الضالة التي يجري اصطيادها من قبل الفرق المعنية، مع توفير الطعام والخدمات البيطرية لها، فضلاً عن التعاون مع المتطوعين من هواة تربية الكلاب، والاستعاضة بذلك عن الإخصاء أو التسميم في التعامل معها. ظاهرة مقلقة وفي سياق متصل، أشارت مصادر مطلعة في هيئة الزراعة الى انها تعمل على مكافحة ظاهرة الكلاب الضالة، حيث تتلقى الهيئة يوميا من 20 الى 30 بلاغا بخصوص تواجدها. وأضافت المصادر لـ القبس ان فرق الهيئة تكافح الكلاب الضالة في أكثر من منطقة ووفق الامكانات المتاحة لها، مبينة ان من اسباب انتشارها في المناطق السكنية هو توافر الطعام في القمامة بالقرب من المنازل، والانقاض في المناطق الحديثة.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وتابعت المصادر ان بعض الافراد يقومون بإيواء بعض انواع الكلاب المستوردة من الخارج، ثم يهملونها بعد فترة، وهناك كلاب تهرب لتسرح وتمرح في الشوارع وتزعج سكان المناطق، اضافة الى تشكيلها خطرا على صحة وسلامة المواطنين، لا سيما اذا كانت مسعورة، ولم تتلق التحصينات المناسبة.

سعار .. وخطر على الصغار

شملت جولة القبس اليرموك والخالدية والشامية وكيفان ومنطقتي جابر الأحمد وشمال غرب الصليبخات الجديدتين، ورصدت قطعاناً من الكلاب الضالة التي تجوب الشوارع ليلاً، وأكد مواطنون أنها تشكّل خطراً كبيراً على رواد المماشي، علاوة على الجمعيات التعاونية وأفرعها.

وذكر المواطنون أن مشهد مطاردة الكلاب للأطفال والكبار يتكرر يومياً، لا سيما في الشوارع الداخلية، علاوة على مطاردتها للمركبات، حيث إن الكثير من هذه الحيوانات لا تشعر بالخوف من البشر، بل لديها رغبة في الهجوم، وهو ما يدل على أنها ربما تعاني أو لديها حالة سعار، حيث كانت هناك حوادث عض متكررة ونهش وتم التحذير منها.

وأشار مواطنون يقطنون في مدينة جابر الأحمد إلى أن كلباً ضالاً نهش طفلاً مؤخراً، وكاد يموت لولا العناية الإلهية وتدخل أحد سكان المنطقة حينها وفك رأسه من تحت ناب الكلاب المهاجمة له، ونقل إلى المستشفى وأجريت له عملية جراحية وهو بخير الآن مع بقاء الأثر على رأسه.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أين نمشي

أكد رواد المماشي أن الكلاب الضالة تنتشر كثيراً ليلاً مع تحسن الطقس وانخفاض درجات الحرارة، ما يحرمهم من متعة التريض والتواجد في الأماكن المفتوحة، لافتين إلى تكرار الحوادث الناجمة عن مهاجمة الكلاب للصغار وكبار السن.

وتساءل مواطنون: أين سنمشي إذا كانت هذه الحيوانات الشرسة تنتشر في محيط المماشي؟

كلاب الحدائق

أكد مواطنون أن الحدائق الخارجية للمنازل، لا سيما في المناطق الجديدة أو التي يكثر فيها البناء أو المباني تحت الإنشاء، لا يمكن الجلوس فيها أو ترك الأطفال بمفردهم فيها، نظراً لتكرار حوادث هجوم الكلاب على الصغار.

خطر وفزع

ترك الكلاب الضالة في المناطق السكنية من دون اتخاذ الإجراءات الصحية معها سواء تعقيمها أو نقلها إلى ملاجئ مختصة بها من أكبرالمخاطر التي تهدد سلامة الأهالي.

هذا ما أكده مواطنون في منطقة اليرموك لـ القبس، مشيرين إلى أنهم تقدموا بشكاوى وبلاغات إلى الجهات المعنية عن انتشار الكلاب بصورة مفزعة بلا تحرك حقيقي من فرق المكافحة المختصة.

(تصوير: سيد سليم)


للمزيد: https://alqabas.com/article/5800900