نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تاريخ النشر:14.05.2020

نشرت "أوراسيا إكسبرت"، نص لقاء مع أستاذة الفلسفة والدراسات النسوية في جامعة ميشيغان الأمريكية، اليزابيت أندرسون، حول عواقب وباء كورونا على بنية النظام العالمي.

وجاء في اللقاء:

ما الذي أظهرته جائحة الفيروس التاجي؟

لقد أظهر هذا الوباء الحاجة الملحة للتعاون العالمي لحل المشكلة التي تواجه العالم كله، وأظهر في الوقت نفسه كيف يمكن تدمير هذا التعاون بسهولة وانكفاء الدول إلى حدودها، واختبائها وراء وهم الأمن والاكتفاء الذاتي.

كيف ستغير جائحة الفيروس التاجي العالم والنظرة إليه؟

لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل. ومع ذلك، يمكنني القول إن الخيار الذي سيكون علينا مواجهته واضح: إما تعزيز التعاون العالمي، أو إتاحة الفرصة لكل دولة لحل هذه المشكلة بشكل مستقل بلا مساعدة أو تنسيق مع دول أخرى. الخيار الثاني، يعني تدهور وضع الناس ككل بشكل كبير، وازدياد التفاوت العالمي.

يقوم العلماء بتكثيف أنشطتهم ويتعاونون على نطاق عالمي، لكن الدول والمنظمات متعددة الجنسيات غير قادرة على التعامل مع هذه المشكلة العالمية. لم يتحسن الوضع بسبب أن العديد من نماذج التنظيم والتعاون متعدد الجنسيات، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية، وضعت قواعد التعاون الدولي لمصلحة الأغنياء وليس الفقراء، والدائنين وليس المدينين، والشركات وليس العمال.

فلا عجب أن يبتعد الناس عن العولمة عندما يرون أن قواعد اللعبة صممت ضدهم.

ومع ذلك، فإن التخلي (عن العولمة) سيجعل حياة هؤلاء الناس أنفسهم أسوأ. السبيل الوحيد للخروج من هذه المعضلة هو إعادة صياغة قواعد لعبة العولمة بحيث يتم تقاسم منافع التجارة وأشكال التعاون الدولي الأخرى، مثل توزيع أعباء التخفيف من تغير المناخ بشكل منصف.