الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٩


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


لم يكن الهجوم على القنصلية الايرانية في كربلاء المقدسة مجرد فورة غضب، بل كشف الكثير من الحقائق وأجاب على العديد من التساؤلات التي رافقت التظاهرات السلمية والمطلبية المشروعة للشعب العراقي منذ انطلاقها في الأول من أكتوبر/ تشرين الاول الماضي.

العالم - كشكول

بداية لا نريد التشكيك في أحقية مطالب المتظاهرين ولا بالنوايا الحسنة والخالصة للشباب الذين يتطلعون الى عراق أفضل، لكن السيناريو الذي أُعدّ للاعتداء على القنصلية الايرانية يكشف مستوى التخطيط الذي يحاول حرف هذه التظاهرات عن مسارها وتوجيه بوصلتها نحو اهداف تخدم اهداف واشنطن وحلفائها في المنطقة.

أولا - التوقيت : عملية الاعتداء تزامنت بالضبط مع الذكرى السنوية الأربعين لاقتحام السفارة الامريكية -وكر التجسس- في طهران على يد طلبة الجامعات السائرين على نهج الامام الخميني في ذروة الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979 حيث يحتفل الشعب الإيراني سنويا بهذه الذكرى التي اطلق عليها اسم مقارعة الاستكبار وكأن الادارة الامريكية ارادت الثأر من تلك الخطوة الثورية التي أطاحت بهيبة الولايات المتحدة في ذروة قوتها وعنفوانها في اليوم ذاته.

ثانيا – بهجة ترامب : غرد الرئيس الامريكي دونالد ترامب بصوت عال على التويتر من خلال إعادة نشر فيديو الاعتداء على القنصلية على حسابه ما يثبت دعمه الفاضح لهذه الخطوة التي تتنافى مع الأعراف الدولية ومعاهدة فيينا لحماية البعثات الدبلوماسية مما لايدع مجالا للشك بان هذه الخطوة حظيت بتأييد واشنطن.

ثالثا – الجماعة التي قامت بالاعتداء على القنصلية والتي لا يتجاوز عددها العشرات تنتمي الى فئة معروفة بافكارها الدينية المنحرفة وارتباطها مع دوائر القرار الغربي والبريطاني والامريكي وقد وصلت الى كربلاء المقدسة من محافظة بابل والمناطق المجاورة لغرض تنفيذ هذا السيناريو فحسب.

وهذا ما أكده الامين العام لحركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، في تغريدته التي قال فيها ان "قيام عناصر محلية بحرق جدار القنصلية الإيرانية مع اعادة التغريدة التي قام بها الرئيس الامريكي ترامب مع تعاطف وزير الخارجية الاسرائيلي هو دليل على ما قلناه ليلة امس من الدور الاسرائيلي الامريكي الخليجي في التحريض ضد ايران من خلال اطلاق الهتافات المناوئة والدعوات الى مقاطعة البضائع الايرانية".

لا يخفى على أحد ان العلاقات الايرانية العراقية التي بلغت مستوى غير مسبوق من التشابك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي تثير غضب واشنطن واذنابها ومنذ سنوات كانت هذه العلاقات هدفا استراتيجيا للعقوبات الامريكية لكن محاولات واشنطن في فك الارتباط بين البلدين الجارين باءت بالفشل والان تحاول ركوب الموجة لتحقيق هذا الغرض وعليه فان سيناريو الاعتداء على القنصلية الايرانية اسقط ورقة التوت للتدخل الأمريكي في هذه التظاهرات والشعب العراقي يعي ذلك جيدا.

نويد بهروز - العالم