نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الأربعاء 3 يوليو 2019


العراق - الكوثر: قال الرئيس العراقي برهم صالح إن العراق متمسك بعلاقاته الوثيقة بجيرانه الخليجيين، ويسعى ليكون عنصر تفاهم في المنطقة، رافضًا أي حرب جديدة، وداعيًا إلى حل ازمة المنطقة بالتفاوض.

قال ذلك خلال لقائه بصحيفة ايلاف الالكترونية حيث تمنى الرئيس العراقي ألا تندلع الحرب في المنطقة قائلا: "هذه المنطقة عانت ما عانته من الحروب.

ونحن لا نريد حربًا جديدة. لم ننتهِ بعد من الحرب الأخيرة ضد داعش. يعني، هذه المنطقة ليست بحاجة إلى حرب جديدة. آخر ما نكون بحاجة إليه هو حرب جديدة. في النهاية هناك مشكلة في المنطقة وهذه المشكلة يجب أن تحل بالحوار، والتفاوض.

إيران دولة مهمة في المنطقة، لا يمكن تجاهل أهميتها ولا دورها. العراق في قلب هذه المنطقة، وتمتد حدوده مع إيران 1400 كلم. الوشائج والأواصر التي تربطنا بالشعب الإيراني وثيقة، ولا نريدها أن تعصف بالاستقرار في العراق، ولا في المنطقة".

كما لفت صالح الى أن علاقات بلاده بعمقها العربي وثيقة، "وهذه العلاقات بأشقائنا وأخواننا في الخليج ( الفارسي) تملي علينا أن نحرص أكثر على نشر الاستقرار الاقليمي، وعلى عدم إتاحة الفرصة لزعزعة الأمن. لكن، يجب أن نقر بوجود مشكلة حقيقية، وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم، إنما متراكمة منذ أعوام، بل عقود. فالمنطقة بحاجة إلى منظومة إقليمية جديدة، إلى منظومة أمن، إلى منظومة تعاون اقتصادي، إلى منظومة احترام لحقوق المواطنين ولسيادة الدول، ضمنها مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. لقد تصدعت هذه المنظومة في الشرق الأوسط، وأحد الأسباب السياسية لتصدع المنظومة الإقليمية هو غياب العراق أو تغييبه في خلال العقود الأربعة الماضية".

ويطالب الرئيس بدور محوري للعراق ويقول "آن الأوان للعراق أن يعود محورًا أساسيًا في المنطقة. تشترك دول جوار العراق، بما فيها تركيا وإيران والعمق العربي، في مصلحتين أساسيتين: أولًا، ألا يعود العراق إلى ماضي الاحتراب والفوضى، فقد اثبتت الحوادث أن هذا الماضي لم يمثّل مشكلة للعراقيين وحدهم، بل لسكان المنطقة كلهم؛ وثانيًا، حقيقة التصدي للتطرف والإرهاب، اللذين يتطلبان سياسة حكيمة لاجتثاثهما. فنهاية داعش العسكرية لا تكفي. أمامنا جهد طويل للتعاطي مع مخلفات داعش، ومع بؤر التطرف الموجودة في سوريا وغيرها. ولا يمكن التعاطي مع هذا باجتزاء وانتقائية، أقولها بكل صراحة، مع كل هذه التحديات، أن نغرق في حرب جديدة معناه أن يعود داعش ومعه التطرف والفوضى... ويقينًا، هذا ليس في مصلحة أي من دول المنطقة، ولا في مصلحة الخليج (الفارسي)، ولا في مصلحة إيران، ولا في مصلحة العراق، ولا في مصلحة أوروبا، ولا في مصلحة أميركا".

وبشأن مكافحة التطرف والارهاب يقول صالح : "اقول لك بكل صراحة، غياب العدالة والفساد والبطالة جزء أساسي من المنظومة التي تؤدي إلى ظهور التطرف وإيجاد مراتع خصبة للمتطرفين للعب بمستقبل بلادنا. لذلك، اقول حقيقة وقد يكون هذا كلامًا عامًا، لكن برأي هو في صميم الوضع... لنتعلم من تجارب العالم. فأوروبا مرت بظروف أسوأ كثيرًا من ظروف الشرق الأوسط. في القرن العشرين، مرت بحربين عالميتين.

وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، اندلعت حروب قومية وطائفية ودينية وغير ذلك. لكن أوروبا تجاوزت مشكلاتها بإحداث شبكة مصالح اقتصادية تربط بين شعوبها وتربط بين دولها، وأنشأت منظومة مصالح متبادلة منعت المتطرفين من اللعب بمقدرات البلاد. أما نحن، ففي أوج صراعاتنا، لم نشهد حروبًا عالمية، لكن مع ما أنعمه الله علينا من موارد طبيعية وكفاءة بشرية وخيرات كثيرة، هذه المنطقة بحاجة إلى تجاوز الماضي والتركيز على ما هو مطلوب: استحداث فرص عمل للشباب، وتعزيز التعليم وتطويره، واحترام كرامة الانسان في بلادنا، وإذا لم نفعل ذلك تبقى منطقتنا مرهونة بسلسلة من العناوين المسيئة: تطرف. إرهاب. فوضى. حرب... وهذا يكفي".

قال لي: "أتكلم بصفتي رئيسًا للعراق، أعبر في الوقت نفسه عن حالة إنسانية وجدانية. في خلال أربعين عامًا، لم ينعم العراقيون بالاستقرار، لا في أموالهم ولا في أرواحهم. جرت كل حروب المنطقة وصراعاتها على أرضنا، وعلى حسابنا. كفى! لا نريد التورط في حرب أخرى، ولا نريد أن تتورط المنطقة في حرب أخرى".

واضاف : "العراق بموقعه الجغرافي وعلاقاته بجواره الاسلامي في تركيا وإيران، وبعمقيه العربي والخليجي، يستطيع أن يكون محورًا لتفاهم إقليمي، يبدأ من المصلحة المشتركة في تعزيز استقرار العراق، والانطلاق إلى منظومة تعمل على استئصال الفكر المتطرف والمنحرف، وخلق فرص عمل لشبابنا وتطوير اقتصادياتنا من خلال مدّ شبكة مصالح اقتصادية تربط بين شعوب هذه المنطقة ودولها".