04/04/2019

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


طوكيو (أ ف ب) - أوقفت النيابة العامة اليابانية كارلوس غصن الخميس مجدداً على خلفية شبهات بارتكاب مخالفات مالية، في إجراء اعتبره الرئيس السابق لتحالف رينو-نيسان "اعتباطياً ومشيناً".

أوقف عناصر من الضابطة العدلية في طوكيو صباح الخميس غصن الرئيس السابق لمجموعة نيسان البالغ 65 عاما الذي أفرج عنه قبل أقلّ من شهر مقابل كفالة مالية بعدما أمضى أكثر من 100 يوم موقوفاً.

وإعادة توقيف غصن التي عدتها شبكة التلفزيون العمومية "أن أتش كي" إجراء "نادراً للغاية" أتت غداة إعلان الرئيس السابق لمجموعة نيسان،، عزمه عقد مؤتمر صحافي في 11 نيسان/أبريل الجاري.

وقال محققون إنّ توقيف غصن مرتبط بتحويلات مالية تناهز 15 مليون دولار بين نهاية العام 2015 ومنتصف العام 2018، متهمين غصن باستخدام 5 مليون دولار منها لأغراض شخصية.

وأوضحوا في بيان أنّ "المشتبه به ... كان مسؤولا عن الإشراف على كامل عمليات نيسان وممارسة واجبه بأمانة حتى لا يتسبب بخسائر لنيسان لكنّه خان الأمانة لتحقيق مكاسب شخصية".

وبرّر نائب كبير المحققين شين كوكيموتو توقيف غصن بأن المحققين أرادوا تجنب المجازفة بحصول "إتلاف للأدلة".

وبعيد توقيفه سارع غصن إلى إصدار بيان تلقّته وكالة فرانس برس قال فيه "إن لم يكن هدفهم كسري فلماذا جاؤوا لاعتقالي مع أنّني لم أعرقل بتاتاً العملية (القضائية) الجارية؟ لن يتم تحطيمي".

وأضاف "أنا بريء من كلّ الاتهامات الموجّهة إليّ والتي لا أساس لها ومن الوقائع المنسوبة إليّ".

نفى غصن كافة الاتهامات الموجهة إليه واستخدم تويتر لأول مرة الاربعاء لإعلان عزمه "قول الحقيقة" في مؤتمر صحافي في 11 نيسان/ابريل، وهو ما بات تحقيقه متعذراً على الأرجح.

وجاء في تغريدة أطلقها بعيد ظهر الأربعاء "أنا استعد لقول حقيقة ما يجري. مؤتمر صحافي الخميس 11 نيسان/أبريل".

ويمكن للمحققين احتجاز غصن لمدة 22 يوما اثناء تحقيقهم في الاتهامات الجديدة، كما بوسعهم إعادة توقيفه مجددا بعد هذه المدة أو إبقائه في الحبس الاحترازي.

بدروه، قال محاميه جونيشيرو هيروناكا المعروف بحدة ذكائه للصحافيين إنّ توقيف غصن مجددا "يخالف روح القانون" و"لا يجب التساهل معه في بلد متحضر".

وأضاف أنه توقع أن يعيد المحققون توقيف موكله، لذا أعد مقطع فيديو سينشره قريباً، دون أن يوضح محتواه أو موعد نشره.

وفي غضب واضح، تعهد هيروناكا بمواجهة محاولات المحققين تمديد توقيف موكله، مشيرا إلى أنّ التوقيف "ليس ضروريا" ويهدف فقط لممارسة مزيد من الضغوط على موكله.

وكشف أن المحققين صادروا وثائق ومفكرات تعود إلى غصن بالإضافة إلى جواز سفر وهاتف زوجة غصن كارول.

وبخصوص استخدام موكله تويتر، قال المحامي "حسب فهمي هو ليس ممنوعا من استخدام الانترنت".

- المحققون يحجبون الرؤية -

وصل المحقّقون قبيل السادسة صباحاً (الأربعاء 21,00 ت غ) إلى مقرّ الإقامة المؤقّت لغصن في وسط طوكيو ليخرجوا منه بعد حوالي الساعة.

وأثناء وجود المحقّقين داخل مقر إقامة غصن رفعت ستارة رمادية اللون حول المبنى لحجب الرؤية عمّا يدور خلفها.

وبحسب مراسلي شبكة "أن أتش كي" التي أفردت تغطية مباشرة لهذا الحدث فقد اقتاد المحقّقون معهم غصن لدى مغادرتهم، وشوهدت سيارة تخرج من المكان وقد غطت ستارة مقعدها الخلفي حيث يرجّح أنّ غصن كان جالساً.

وبعد مغادرة سيارة المحقّقين شاهد مراسل وكالة فرانس برس حراساً وشرطياً أمام مدخل المبنى، في حين تجمّع عشرات الصحافيين على مقربة منه.

شهدت اليابان، أرض الزلازل، في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 زلزالاً من نوع آخر هزّ عالم المال والأعمال إثر توقيف محقّقي النيابة العامة غصن داخل طائرته الخاصة في مطار طوكيو ووضعه قيد الحبس الاحتياطي.

وأمضى غصن أكثر من مئة يوم في مركز التوقيف قبل أن يُطلق سراحه في 6 آذار/مارس بكفالة مالية قدرها تسعة ملايين دولار.

وسارعت نيسان لإقالته من رئاسة مجلس إدارتها، ومن المتوقع ان تقيله أيضا من عضوية مجلس الإدارة خلال اجتماع للمساهمين من المقرر عقده الإثنين المقبل.

وكانت وسائل إعلام يابانية أفادت الأربعاء أنّ النيابة العامة تنظر في احتمال توجيه اتهام رابع لغصن بخيانة الأمانة يتعلّق بتحويل 32 مليون دولار على الأقلّ من حسابات نيسان إلى أحد موزّعي الشركة في سلطنة عمان.

ويعتقد المحقّقون أنّ قسماً من هذه الأموال ذهب لشراء يخت فخم استخدمه غصن وعائلته، بحسب مصدر قريب من الملف.

- "بريء ومستعد للقتال" -

ووُجّهت إلى غصن حتى اليوم ثلاث تهم، اثنتان منها تتعلقان بعدم تصريحه عن كامل راتبه وإخفاء ذلك عن المساهمين في مستندات رسمية. ويبلغ إجمالي المبلغ غير المصرّح عنه تسعة مليارات ين (81 مليون دولار) على امتداد ثماني سنوات.

والتهمة الثالثة الموجّهة إليه تتعلق بتغطية خسائر استثمار خاص من حساب نيسان وقيامه بتحويلات مالية من أموال الشركة لحساب كفيل سعودي. وينفي غصن كل هذه الاتهامات.

وفي مقابلة مع التلفزيون الفرنسي ستبث في وقت لاحق الخميس، قال غصن إنّه "بريء ومستعد للقتال"، لكنه أشار إلى أنّ "الأمر صعب".

وقال "الكثير من الكذب يقال وهذا الكذب يأتي تباعا".

وطالب غصن الذي يحمل الجنسية الفرنسية والبرازيلية واللبنانية من الحكومة الفرنسية "الدفاع" عنه وعن "حقوقه كمواطن" فرنسي.

بدوره، أكّد وزير المالية الفرنسي برونو لومير أن غصن "يجب أن يستفيد من فرضية البراءة والحماية القنصلية" في مقابلة مع قناة "بي اف ام" الإخبارية.

ويأتي توقيف غصن بعد أن أحالت شركة رينو للسيارات "عناصر جديدة" إلى السلطات المعنية، ظهرت بعد تحقيق داخلي أجرته.

وقال متحدث باسم رينو أن التحقيق الداخلي للشركة كشف "أدلة كبيرة لسلوك غير اخلاقي صارخ"، وأشار إلى أن تركيز الشركة منصب على "مواجهة الضعف في الحوكمة الذي أتاح هكذا سوء سلوك".

© 2019 AFP