08 مارس، 2019


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

بشرى بايبانو مغربية تسلّقت أعلى قمم العالم

ترى بشرى بايبانو نفسها "امرأة عادية استطاعت تحقيق أحلامها"، وتفخر بكونها "الوحيدة في المغرب، بين النساء كما الرجال، التي استطاعت تسلق القمم السبع الأعلى في العالم".

وتعبر بشرى (50 عاما) عن إيمانها بـ"القدرة على تحقيق الأهداف بفضل المثابرة".

وتعمل هذه المغامرة التي تستعد للاحتفال بعيد ميلادها الخمسين مهندسة معلوماتية في إحدى الوزارات.

تمكنّت بشرة بايبانو في 16 كانون الأول/ديسمبر من بلوغ قمة جبل فينسون في انتركتيكا (القطب الجنوبي) حيث تتدنى الحرارة إلى 40 درجة تحت الصفر. فاستكملت بذلك ما يسميه هواة تسلق الجبال "تحدي القمم السبع" وهو إنجاز كبير.

وتوضح بايبانو التي تزن 54 كيلوغراما ويبلغ طولها مترا و52 سنتيمترا "استطعت تحقيق ما لم يحققه رجال أقوى مني بدنيا". وتعتز بكونها أضحت "واحدة من بين 400 شخص" في العالم رفعوا تحدي الوصول للقمم الأعلى في القارات السبع.

وتشمل هذه القمم هرم كارستنز في أوقيانيا بجنوبي المحيط الهادئ (4884 مترا) وجبل فينسون في أنتركتيكا (4897 مترا) والبروز في أوروبا (5642 مترا) وكيلمنجارو في إفريقيا (5895 مترا) وماكنلي في أميركا الشمالية (6194 مترا)، وأكونكاغوا في أميركا الجنوبية (6962 مترا) ثم إيفرست في آسيا (8848 مترا).

"امرأة حرة"

وتسلّقت بشرى هذه القمم السبع في غضون ثماني سنوات اعتبارا من العام 2011 حتى نهاية 2018، بما يمثل في المجموع "43000 كيلومتر عن سطح البحر، ومليوني درهم (حوالى 180 ألف يورو) مصاريف الرحلات". وهي تملك شهادة رسمية بكل عملية تسلق ولا تزال تنتظر وصول شهادة جبل فيسنون لتستكمل مجموعتها.

وتزين الألقاب التي راكمتها غرفة الجلوس في بيتها في مدينة سلا المحاذية للعاصمة الرباط.

وتؤكد بنبرتها الواثقة الهادئة "يمنحني ذلك شعورا بالافتخار كوني مغربية وامرأة (...). هذا دليل على أن النساء بمقدورهن تحقيق مثل هذه الإنجازات". لكنها تفضل أن تقدّم نفسها على أنها "امرأة حرة"، وليس بالضرورة "مناضلة نسائية" في مجتمع تسوده ثقافة محافظة.

في غيابها، يتولى زوجها الحسين، الموظف هو الآخر، رعاية ابنتهما البالغة 14 عاما، كما يشرف على إدارة صفحتها على موقع "فيسبوك".

وتأمل بشرى، الناشطة في هيئات رياضية وجمعيات عدة، في أن "تكون مثالا للثقة في الذات والإيمان بالأحلام بالنسبة للفتيات الشابات على الخصوص".

وتأسف لأنّ "الكثير من الفتيات لا ينهين دراستهن" في المغرب، "علما أنهن يملكن القدرة على ذلك لو تتاح لهن الفرصة".

وتمثل ممارسة رياضات التحدي، الذكورية في الغالب، الوسيلة الفضلى "للتغلب على الخوف"، في رأي بشرى التي تعتبر الجبل بمثابة "مدرسة عظيمة". وترى أن بلوغ القمم يتطلب التحلي بقيم "الشجاعة والتفاؤل والمثابرة والإقدام والإصرار والتواضع".

وتضيف المغامِرة التي تحبّ السفر وحيدة وملاقاة الناس "جلت العالم وتسلقت العديد من القمم، تعلمت أشياء كثيرة أريد تقاسمها". ولا تتردد بشرى في لقاء الطلبة للحديث عن إنجازاتها. وقد نظمت السنة الماضية رحلة شارك فيها ثلاثون شابة يتحدرن من وسط قروي، نحو قمة جبل توبقال الأعلى في المغرب (4167 متر) في منطقة مراكش (جنوب). ولاحظت أنهن "كنّ مترددات في البداية قبل أن يصرن فخورات" بعد الرحلة.

تجربة 20 سنة

وتتذكر بشرى كيف اكتشفت متعة ارتياد الجبال في سن الخامسة عشرة خلال مشاركتها في مخيم في عطلة دراسية، بينما لم تكن ممارسة الرياضة ولا ارتياد الطبيعة سائدين في وسطها العائلي حيث ترعرعت في كنف أب ميكانيكي وأم ربة بيت.

وكان جبل توبقال أول قمة تتسلقها في سن السادسة والعشرين في تجربة ألهبت حماسها للتدرب على تسلق الجبال في منطقة شاموني حيث قمة مون بلان الشهيرة في فرنسا.

وتمكنت من الوصول الى ممولين لمغامراتها الأخيرة، على الرغم من أن "تسلق الجبال ليس من الرياضات التي لها قيمة مادية في المغرب". فحصلت على 60 ألف يورو لتسلق جبل فينسون و80 ألف يورو لرحلتها نحو إيفرست.

وتناضل لكي تصبح السياحة الجبلية قطاعا منظما في المغرب، مستثمرة في ذلك تجربة 20 سنة قضتها بين المسالك النائية في مرتفعات بلادها. وتأمل على الخصوص أن يتم إيلاء اهتمام أكبر بالمنتزه الوطني لتوبقال، الأشهر على الصعيد الدولي، وتحسين شروط النظافة في المواقع الطبيعية و"تقوية الأمن" فيها.

وتعرب عن تأثرها الشديد لمقتل سائحتين اسكندنافيتين شابتين كانتا في طريقهما نحو قمة جبل توبقال منتصف كانون الأول/ديسمبر من طرف متطرفين مغاربة، قائلة "هذا العمل الإرهابي لا يمثل بلدنا حيث السلم والتسامح".