يوليو 28, 2018

د. خالد عايد الجنفاوي

سيحذر العقلاء والناس الاسوياء من صولة اللئيم إذا شبع، وذلك لأنّه دنيء النفس ولن يمنعه من الانغماس فيما هو قبيح سوى تجنب شره قدر المستطاع وربما معاملته بالمثل، فأسوأ شيء حول اجتماع الشبع والبطر واللؤم يتمثل في ترسخها في نفس شحيحة وفقاً لطبيعتها الاصلية،

وبخاصة تلك التي ستوجد في شخصية انسانية تبدو لئيمة بالفطرة ويرفض صاحبها وباختياره الاستفادة من مقومات الاستقامة الاخلاقية التي يتيحها له مجتمعه.

وبالطبع، ستوجد أدلة وبراهين وأسباب مختلفة تفسر السطوة والطغيان والتعجرف المفاجئ للئيم عندما يشبع ويبطر ويبدأ يتنمر على الأسوياء والصالحين، ومن بعض أسباب عنجهية وتغطرس اللئيم ما يلي:

يشعر اللئيم بالدونية وبالنقص الشديد تجاه من يعتبرهم أفضل منه، وسيعمل قدر ما يستطيع لتعويض نقصه بإيذاء الآخرين أو على الاقل التنقيص من قيمتهم الاخلاقية.

من شبّ على اللُّؤْم شاب على دناءة النفس.

سيسعى اللئيم لتشويه سمعة من أحسن إليه في السابق، وبخاصة من كان له يد في انتشاله من الفقر المدقع إلى الغنى المُوسِر.

سيتضايق اللئيم عندما يلاحظ زيادة بركة مال وصحة وطمأنينة المستقيمين أخلاقياً، وذلك بسبب افتقاده المتواصل للبركة وللطمأنينة النفسية.

اللؤم مُتوارِثٌ أحياناً، فكما يتوارث البعض أملاك العائلة وسماتها الطيبة، ربما سيرث بعضهم الآخر تركة بعض تفاحها الفاسد.

أفضل الطرق للتعامل مع اللئيم البطران هي العمل على إفقاره، وربما جعله مُعدماً كما كان في السابق، فلن يتعظ هذا النوع الفاسد من الاشخاص سوى بإرجاعهم لحالتهم الاصلية، والله أعلم.

من سيزرع اللؤم ونكران الجميل في قلوب وعقول أبنائه سيحصد عقوقهم ولؤمهم معه.

يُفترض بالانسان السوي والعاقل العمل على تفادى التواصل أو مخالطة اللئيم قدر المستطاع، وإذا تعذّر ذلك، فسيجدر بالسوي الحذر منه طوال الوقت.

يعاني اللئيم البطران من متلازمة النرجسية المرضية والمخلوطة بكراهية النفس والآخرين، وبمعنى آخر: لا طب فيه.

إذا أنتَ أكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ، وَإنْ أنتَ أكرَمتَ اللّئيمَ تفشخرا وهايَطَ وانقلب عليك!

علامات اللئيم: الجُبنُ والنميمة والطّعنُ في سمعة الاسوياء خلف ظهورهم، فهو يحكي لك وسيحكي عنك لاحقاً.

كاتب كويتي



http://al-seyassah.com/%D8%A7%D8%AA%...4%D8%A8%D8%B9/