آخـــر الــمــواضــيــع

سبائك الذهب تباع مثل حلوى الشارع في دولة آسيوية! بقلم فيثاغورس :: رئيس هيئة الأركان الأمريكية السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء في العراق وسوريا بقلم صاحب اللواء :: إيران تعتزم إنشاء أكبر مكتبة في المنطقة بقلم صاحب اللواء :: الحشد يعثر على نفق سري يحتوي على احزمة وعبوات ناسفة بقلم لطيفة :: ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة للأمريكيين بقلم لطيفة :: تطور اللغة الفارسية عبر العصور بقلم كاكاو :: بعد قصفه لإسرائيل .. “البرلمان الكندي” يدرج بالإجماع “الحرس الثوري” على قائمة المنظمات الإرهابية ! بقلم قبازرد :: انتعاش أهوار زجري بعد 33 عاماً.. وخبراء: فرصة استثمارية للسياحة البيئية والتراثية بقلم راعي الغرشا :: إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت الزيتون لصحتك بقلم راعي الغرشا :: مستشفى الكويت في مدينة رفح يوجه نداء استغاثة: الوقود ينفد وكارثة حقيقية ستقع بقلم الفتى الذهبي ::
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سبع سنوات على غياب شاعر المدينة العربية ولحظتها الراهنة

  1. Top | #1

    سبع سنوات على غياب شاعر المدينة العربية ولحظتها الراهنة

    نزار قباني.. شاعرا وملحنا معا


    بيروت ـ جهاد فاضل

    سواء كان عدد القصائد التي غنّاها المطربون العرب للشاعر الكبير الراحل نزار قباني 18 قصيدة، بحسب ما ذكره كمال النجمي، أو 23 قصيدة، كما يقول فكتور سحاب، فلا شك ان العدد قليل. ذلك ان للشاعر قصائد كثيرة ودواوين كثيرة يمكن ان يستلّ منها المطربون والملحنون نصوصا شعرية ليس هناك ما هو أفضل منها للغناء، ثم ان نزار قباني عُرف بشعره العاطفي والغنائي أصلا. وفي هذا الشعر يخاطب الشاعر وجدانا عصريا، ويستخدم لغة من وحي حياتنا المعاصرة ومن وحي المشاكل التي تنشأ في اجواء المدينة العربية الخارجة من العصور الوسطى الى أنوار الحضارة الحديثة، فهو شاعر المدينة العربية، كما هو شاعر لحظتها الراهنة، لذلك كان ينبغي ان يحظى شعره الغزلي باهتمام أكبر، وان يعامله مغنّو هذا الزمان بعناية شبيهة بالعناية التي عاملت بها أم كلثوم وعبدالوهاب شعر أحمد شوقي وشعر أحمد رامي.


    ويبدو، استنادا إلى السيرة الغنائية لشعر نزار، ان هذا الشعر مرّ بمرحلتين على افواه المغنّين العرب. في المرحلة الأولى تعاطى مع هذا الشعر كبار الملحنين والمغنين مثل محمد عبدالوهاب الذي يبدو انه أول من اكتشفه عندما لّحن له قصيدته «أيظن» وغناها أيضا، كما غنّتها نجاة الصغيرة، ولم يكن اهتمام عبدالوهاب بشعر نزار بالاهتمام المفاجئ أو المثير للدهشة، ذلك انه مطرب وملحن مثقف عايش شوقي وتثقف على يديه، وغنّى الكثير من شعره. وقد توالى اهتمام كبار المغنين العرب بشعر نزار، فنجد على سبيل المثال ام كلثوم تغني له في تلك المرحلة من تلحين عبدالوهاب «أصبح عندي الآن بندقية»، ومن تلحين رياض السنباطي «رسالة إلى جمال عبدالناصر» وهو لحن قد لا يضعه الكثيرون في مستوى روائع السنباطي، ولكنه لحن وضعه موسيقي كبير، وغنته مطربة عظيمة ونظمه شاعر كبير أيضا. وفي هذه المرحلة أيضا غنى مطربون آخرون من شعر نزار منهم فايزة أحمد: رسالة من امرأة «لا تدخلي»، وفيروز: «لاتسألوني ما اسمه حبيبي»، ولا ننسى عبدالحليم حافظ الذي غنى له قصيدتين من أروع شعره، هما «رسالة من تحت الماء»، و«قارئة الفنجان»، وقد لحنهما محمد الموجي، وظفرتا بشهرة واسعة.

    ولكن المرحلة الثانية التي بدأت بماجدة الرومي «بيروت»، و«كلمات» ثم بكاظم الساهر، لا تعتبر في نظر الكثيرين، بأهمية المرحلة الأولى، فألحان هذه المرحلة لم تكن برصانة ونجاح المرحلة الأولى، وأصوات هذه المرحلة عليها ملاحظات كثيرة، والقصائد التي لُحّنت وغُنّيت لنزار في هذه المرحلة، كان يمكن ان تستوفي كل شروط نجاحها لو عُهد بها الى ملحنين ومغنين آخرين، وتكفي الاشارة هنا الى صوت كاظم الساهر وكيف تعامل مع قصائد: «اني خيّرتك فاختاري»، و«علمني حبُّك»، و«زيديني عشقا»، فالمطرب القادم في الأصل من عالم اللاثقافة، وغير القادر على اداء التعبير بالفصحى، واتقان مخارج الحروف، لم يتمكن من نقل صورة هذه القصائد، وتمثلها بالأصل، ومنحها ما تستحقه من الشدو الأصيل، واذا كان نزار قباني شكا في الأصل من عدم تمثل وفهم الكثيرين من المغنين الذين غنّوا له، كلماته وصوره وأخيلته، فلا شك انه شكا أكثر قبل رحيله، من «الموجة الأخيرة» من هؤلاء المغنين، وبخاصة من أداء كاظم الساهر الذي يشبه غناؤه لشعر نزار، غناء راعي غنم في الصحراء اذا ما تصدى لغناء ما يُسمى الآن بـ«الأغنية الشبابية»..

    كان نزار يشكو من «المطرب الأمي»، ويعدد اوجه القصور في الحان واصوات عدد ممن غنوا له. وقد روى لي مرة انه عرض على محمد عبدالوهاب ان يتعاونا في انتاج اغنية حديثة لا يستلزم اداؤها أكثر من دقيقتين اثنتين او ثلاث دقائق على ابعد حد. كانت الفكرة جريئة وجديدة، ويبدو ان عبدالوهاب خاف من هذه التجربة رغم وجود نزعة تجديد ومغامرة كامنة فيه. فقنع نزار بتجربته السابقة مع عبدالوهاب التي انتجت خمسة الحان. وهناك من يتحدث عن لحن سادس شارك فيه عبدالوهاب مع آخرين ذات ليلة في منزل احد اصدقائه في لبنان. ولكن هذا اللحن الذي انجزه ملحن آخر بعد ذلك، لا ينسب صراحة او رسميا لعبد الوهاب.

    مرحلتان اذاً في السيرة الغنائية لنزار قباني، بينهما كما اشرنا تفاوت وتباين في الاهمية. في البداية التفت الى هذا الشعر فنانون خالدون، ملحنون ومغنون. وفي السنوات الاخيرة عرف شعر نزار هبوطا على يد كاظم الساهر، وسواه ايضا. ولكن كاظم الساهر تعامل بخفة مع هذا الشعر لدرجة انه تسبب بالاذى له. لقد ظن الساهر وهو يؤدي اشعار نزار، ان هذه الاشعار موجهة الى طبقات دنيا في المجتمع، وانها خلاصة اباحة وعربدة وفوضى على كل صعيد. في حين انها تصوير نابض لحياة جديدة مطلة على التحرر، ولكنها لا تدعو الى التحلل. وايا كان الامر، فإن شعر الفصحى لا يجوز ان يعرف طريقه الى افواه مطربين لا يؤدونه شكلا ومضمونا الا بعسر وتعسف شديدين.

    على ان الخوف، كل الخوف الآن، من تعثر سبيل شعر نزار، وشعر سواه من شعراء الفصحى المجددين وغير المجددين، الى عالم الغناء العربي. فهذا العالم تسوده الفوضى الآن، وما يطلق عليه «الاغنية الشبابية» ليس من طبيعتها، ولا من مبتغاها، ان تتعامل مع الشعر الفصيح، سواء كان لنزار او لسواه. لذلك يبدو ان هذا النوع من الشعر يواجه مأزقا الان: فبدلا من الاهتمام «بالمعنى»، يجري بالاهتمام «باللامعنى»، اي بتلك النصوص الخاوية والقادمة من اجواء لا تدل على معنى ولا تفصح عن شيء. وفي هذه الاجواء لا فصحى ابدا ولا عامية بمعناها الراقي، بل عامية رثة مبتذلة قد تكون اغاني نانسي عجرم او هيفاء وهبي افضل نموذج لها. وهذا ان دل على شيء، فعلى انحسار نفوذ نزار وصحبه، لصالح مؤلف استهلاكي وملحن استهلاكي، وجمهور في صالة مشتاق الى غناء بالجسد، لا الى غناء بالصوت. اي الى غناء لا صلة له حتى بالماضي القريب للغناء العربي.

    ولكن الكثيرين لا يتصورون ان البضاعة الرديئة قادرة على طرد البضاعة الجيدة من السوق الى الابد، فلا بد ان يلاحظ هؤلاء ان ما يجري في عالم الغناء العربي اليوم يفتقر الى المشروعية وانه لا يمت بصلة الى تاريخ الغناء العربي. فإذا توفر ملحنون كبار ومطربون من نوع يختلف عما هو سائد، فلا بد ان يكون شعر نزار قباني ممرا الزاميا نظرا لاستيفائه شروطا لا تتوافر في شعر سواه.

    من هذه الشروط ان شعر نزار يتضمن تصويرا فذا للحياة الشبابية العصرية بمعناها غير المبتذل. فشعره الغزلي يخاطب «لحظة» شبيهة «باللحظة» التي خاطب بها شعر ابي نواس الحاضرة العباسية بغداد. وشعر نزار يتضمن اشتباكا بين اذواق وقابليات وعقول اجيال جديدة، وكثيرا ما يتضمن قصصا او حوارات ابدية ازلية بين الرجل والمرأة. وفي كل ذلك ما يجعله شعرا قادرا ان يدخل الى الوجدان والقلب بلا مشقة. فهو يصلح اذاً ان يكون نقطة انطلاق لاغنية ناجحة ولكن اين الملحن العبقري، والمطرب العظيم، اللذان يحولان مثل هذا النص، او مثل هذا الحلم الى حقيقة؟

    ثم ان في شعر نزار خاصية لحظها محمد عبدالوهاب مرة في شعر الاخطل الصغير، وتنطبق تمام الانطباق على شعر نزار هي خاصية الشعر الذي كأنه خرج ملحنا من لدن مؤلفه.

    سئل محمد عبدالوهاب مرة: كيف لحنت» جفنه علم الغزل»، و«الصبا والشباب» و«يا ورد مين يشتريك» للاخطل الصغير؟ فاجاب: «لم ابذل جهدا يذكر في تلحين هذه القصائد الخالدة، لسبب بسيط هو انها كانت تأتيني من الشاعر ملحنة بالفطرة».

    ان جواب عبدالوهاب ينطبق تمام الانطباق على شعر نزار، ولد مدلولات كثيرة.. ثمة شعر ولد للغناء، وآخر لم يولد له حتى ولو مارس نفوذهم عليه كبار الملحنين ولكن المشكلة في الغناء العربي اليوم ان البحث ليس عن النصوص الجيدة فاذا توافر عبدالوهاب او ام كلثوم في الماضي القريب، فاين نظراؤهما اليوم؟ واين السنباطي والقصبجي وزكريا احمد وصولا الى الموجي وبليغ حمدي؟

    ان اشعار نزار قباني لا تحتاج الا الى قليل من التدبر على ايدي ملحنين كبار لتستوي الحانا جميلة. فمن يقرأ مثلا هذه الابيات:

    ان كنت حبيبي ساعدني كي ارحل عنك

    او كنت طبيبي ساعدني كي اشفى منك

    لو اني اعرف ان البحر عميق جدا ما أبحرت

    لو اني اعرف ان الحب خطير جدا ما أحببت

    لو اني اعرف خاتمتي ما كنت بدأت.

    أو:

    اشتقت اليك فعلمني ألا أشتاق

    علمني كيف اقص جذور هواك من الاعماق

    علمني كيف تموت الدمعةفي الاحداق

    علمني كيف يموت الحب وتنتحر الاشواق

    يا من صورت لي الدنيا كقصيدة شعر

    وزرعت جراحك في صدري واخذت الصبر

    ان كنت اعز عليك فخذ بيدي

    فانا مفتون من رأسي حتى قدمي

    لو اني اعرف..

    شاعر.. وملحن معا

    من يقرأ عشرات القصائد العاطفية التي تحتويها دواوينه، يجد ان نزار كان شاعرا وملحنا معا فالملحن ليس بحاجة الا الى بذل بعض الجهد، واختيار هذه الالات الموسيقية او تلك، لكي يكتمل اللحن الذي بدأه الشاعر نفسه وهو يكتب قصيدته. فالنصوص الجيدة اذن جاهزة، ولكن اين الملحنون الكبار والمغنون الكبار؟

    ان الاغنية العظيمة هي حصيلة لقاء بين شاعر وملحن ومغنٍ، فالنص واللحن والصوت عناصر ثلاثة واجبة الوجود لكفالة او لولادة اغنية رائعة. وفي حالتنا الراهنة، يشكل شعر نزار منجم ذهب للملحنين والمغنين الباحثين عن وسيلة لطرد النصوص الهابطة من السوق، وكذلك لطرد الغناء الذي يعتمد على الجسد.. ولكن اين هم هؤلاء الملحنون والمغنون الذين نتحدث عنهم؟ وهل هناك من يفكر بنصوص تختلف عما تؤديه نانسي عجرم وهيفاء وهبي في الوقت الراهن؟

  2. Top | #2
    موقع نزار القباني على النت

    http://nizar.ezawajcom.com/

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
منتدى منار هو منتدى أمريكي يشارك فيه عرب وعجم من كل مكان