استمرار تسجيل المرشحين الإيرانيين بدخول السباق وزير إصلاحي سابق للتعليم
قوبل ترشيح اكبر هاشمي رفسنجاني لرئاسة ايران لفترة ثالثة غير مسبوقة بردود فعل متباينة امس، لكن الاغلبية حسب استطلاعات الرأي تتفق على ان رجل الدين المحافظ المعتدل، هو المفضل بقوة للفوز في انتخابات 17 يونيو (حزيران).
ووضع رافسنجاني، 70 عاما، حدا لعدة اسابيع من الغموض في وقت متأخر مساء اول من امس بإعلانه ترشيح نفسه للمنصب الذي سبق ان شغله لفترتين من 1989 الى 1997 لكي «ينقذ الدولة الاسلامية (كما يقول مناصروه) من قبضة المتطرفين، ويعزز الثقة الدولية بالحكومة».
وخرجت صحيفة «فارهانج اشتي» الاصلاحية وفي صدر صفحتها الاولى عنوان «عودة الرئيس» بينما كان عنوان صحيفة «دنيا الاقتصاد» الليبرالية «نهاية كل الشكوك.. هاشمي رفسنجاني عاد». ووضعت استطلاعات الرأي غير الرسمية رفسنجاني الذي قام بعدة محاولات طوال حياته السياسية لتحسين علاقات ايران مع الولايات المتحدة في الصدارة بفارق كبير عن اقرب منافسيه.
وقال رفسنجاني للصحافيين «وفقا للاستطلاعات والدراسات التي تلقيتها فان الاغلبية من الصفوة والشعب تريد مني خوض السباق. لكن يجب ان ننتظر لنرى ما ستكون عليه النتائج».
لكن استطلاعات الرأي كانت ايضا تميل لصالح رفسنجاني قبل انتخابات عام 2000 التي اضطر فيها لسحب ترشيحه بعدما مني بهزيمة مخزية في الانتخابات البرلمانية بحصوله على عدد ضئيل من الاصوات.
وقال محللون ان رفسنجاني كان يواجه في عام 2000 حركة اصلاحية ذات شعبية واسعة، أما الان فان التجربة الاصلاحية، التي استمرت ثماني سنوات بزعامة الرئيس محمد خاتمي المنتهية مدته ولا يحق له الترشيح لفترة ثالثة متصلة، يعتقد انها فشلت.
وقال المحلل السياسي محمود علي نجاد «في ذلك الوقت (عام 2000) كان الاصلاحيون يتمتعون بشعبية كبيرة وكان الشعب يثق بهم فعلا». ولكن البديل الرئيسي لرفسنجاني هذه المرة يمثله المعارضون المتشددون الذين لديهم وجهة نظر اكثر عداء نحو الغرب ونحو الحريات الاجتماعية والتحرير الاقتصادي.
وقال علي نجاد ان «الاختيارات هذه المرة محدودة أكثر بكثير وهو ما يصب في مصلحة رفسنجاني... الشعب لا يحبه حقيقة لكنهم يعتقدون انه الشخص الافضل لتولي هذا المهمة». لكن الطريق الى انتخابات 17 يونيو لن يكون على الارجح معبّداً امام رفسنجاني. فخصومه السياسيون يقفون بالمرصاد على أتم استعداد لفضح ما يخفيه في زعمهم من أمور تتعلق بالفساد وانتهاكات حقوق الانسان منذ كان رئيسا. ويصب المنتقدون سخريتهم ايضا على تلميحات رفسنجاني الى قدرته على إصلاح علاقات ايران مع واشنطن.
وقال علي اكبر محتشمي بور، الذي يدير حملة احد المرشحين المنافسين وهو رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي، «لو كانت لدى رفسنجاني القدرة على الوفاق السياسي لكان قد فعل ذلك وقتها (عندما كان رئيسا) وليس الان وهو يصل الى الخامسة والسبعين».
ويأتي في المركز التالي في استطلاعات الرأي محمد باقر قليباف، 43 عاما، القائد السابق للشرطة الذي اكتسب تأييدا مبكرا بفضل شبابه النسبي وسمعته كمعتدل يميل الى التحديث. وقد استمر تسجيل المرشحين لليوم الثاني امس. ودخل السباق مصطفى معين وزير التعليم السابق وهو اصلاحي فصيح اللسان يتعهد باطلاق سراح المعتقلين السياسيين والتركيز على حماية حقوق الانسان اذا انتخب.
ويقول المحللون انه سيتعين على معين أن يناضل لاجتياز التمحيص الشديد من جانب مجلس صيانة الدستور المتشدد وهو هيئة من 12 من رجال الدين والقضاة تملك رفض أي شخص لا يصلح في نظرها للترشيح.
المفضلات