من الغريب أن نجد بعض أبناء الحركات الإسلامية أو الإتجاه الإسلامى يضعون علماء الحوزة العلمية فوق النقد والتمحيص ، ففى الوقت الذى يبذلون المال والوقت لتسقيط عالم فاضل كسماحة السيد فضل الله الذى نال حظه من النقد والبحث ، نجد هؤلاء يتغاضون عن علماء لم يكن لهم فضل فى دين أو دنيا على المسلمين غير التنظيرات الفقهية وإثارة العداوة فى الواقع الإسلامى .
إن المسلمين الذين يقرأوون التاريخ الإسلامى ، يكتشفون أن نماذج من أمثال التبريزى والخرسانى تتكرر عبر هذا التاريخ المقروء ، فأشخاص مثل أبى موسى الأشعرى كان من صحابة رسول الله ولكن كان أحمقا متظاهرا بالقداسة ، وقد إعتزل الكوفة أيام الإمام أمير المؤمنين على بن أبى طالب ، ليسكن خارج الكوفة بدعوى أنه ( لا يتدخل فى السياسة أو لا يدخل فى الفتنة فى مصطلح تلك الأيام ) كما يكرر المقولة نفسها الشيخان التبريزى والخرسانى دوما عندما يتم سؤالهم عن شأن يمس أمن المسلمين ومستقبلهم.
الغريب أن الأشعرى وافق على التدخل فى السياسة عندما طلبه الخوارج الموجودين فى جيش الإمام على ، وافق على التدخل عندما وجد نفسه محطا للأنظار ومطلبا لهؤلاء الخوارج للتحكيم بين الإمام على ومعاوية ....
فبدلا من الإعتذار والإصرار على موقف الحياد ، هرول مستجيبا ليصبح نجم الساحة وبطلها الموعود ...وعوضا عن إصلاح الوضع القائم فقد زاده سوءا بغباءه وتضخم ذاته وهو ما إستغله عمرو بن العاص لتحقيق مكاسب لجيش معاوية ولإلحاق الهزيمة السياسية والمعنوية بالإمام على .
الأمر متشابه كثيرا لدى الشيخين ، فبعد فراغ الساحة المرجعية فى إيران من مراجعها الكبار الراحلين ، أصبحا ألعوبة فى يد من يدير صراع المرجعية لصالح قم المقدسة ، فبعدما كانا صفرين على الشمال، فى معادلات الساحة السياسية والدينية، ولم يكن لهما تاريخ لنصرة الثورة الإسلامية ، بل إكتفيا بالبحث والدرس فى الوقت الذى كان طلبة الحوزة العلمية يقتلون فى مدارسهم وتجرى دمائهم الطاهرة لمحاربة طاغوت الشاه أصبحا هاذين المتقدسين يفتيان ويصدران أحكامهما على المجاهدين ومن حملوا أكفهم وأرواحهم على أيديهم لنصرة دين الله بدعوى دفع الفتنة وحفظ عقائد الناس !
فعجبا من المتقاعس المتخاذل كيف يحكم على البطل المجاهد !!
لهذه الأبحاث صلات كثيرة وتطبيقات متنوعة ............
شاكر الموسوى الحسينى
المفضلات