يلاحظ في هذه الأيام ظاهرة تكاثر عمليات السرقة في مجتمنا، وما يلفت النظر في هذه الحالات ان عددا كبيرا من الاحداث هم من يرتكبون هذه الجرائم.

«القبس» ارتأت حيال هذه القضية أهمية كبيرة لتسليط الضوء عليها لما تشكله من خطر كبير على مستقبل الابناء الذين هم عماد المستقبل، خصوصا ان بعض السرقات تتم إما بدافع الانتقام او الحرمان او للحصول على المخدرات، والاهم انها تحصل لا لشيء مما ذكرناه وإنما لأنها صارت عادة او هواية عند البعض، او لبعض الامور الخاصة بالاسرة كانفصال الزوجين عن بعضهما.

ان السرقة بدافع الانتقام تتم فعلا في مجتمعنا حيث يقوم احد الابناء بجريمته لمجرد الانتقام سواء من مجتمعه او اسرته او والديه على وجه الخصوص، والمتابع لهذا النوع من السرقة يجد السارق قد شعر بالفخر فعلا عندما اكتشف امره وعلائم السرور والبهجة بادية على محياه، وتكون اسعد لحظات حياته عند القاء القبض عليه امام والديه وافراد عائلته.

اما السرقة بدافع الحرمان فهي قليلة في دولة الكويت، وذلك لوفرة العيش وكثرة مصادر الدخل والايادي البيضاء، ومع هذا وذاك تجد هذه الفئة مستمرة في نهجها او تراها تستخدم الاسلوب او الطريقة نفسها وتجدها مرتكزة على فئة معينة بالاضافة الى الوافدين الذين عادة يحصلون على اجور متدنية.

والسرقة التي تكون عادة هواية لدى الافراد فانها تتم من دون دراية السارق بخطورة هذه الفعلة، كالذي يقتل من غير سبب، او الذي اصابه مرض انفصام الشخصية، ويحصل ذلك لسبب خارج عن نطاق سيطرة المتهم الفعلية أو الفكرية.

اما اسوأ السرقات فهي التي تكون بسبب الحصول على المخدرات، حيث يصل الامر بالبعض عندما لا يستطيع سرقة ما يسد حاجته من المخدرات الى عرض زوجته او اخته او والدته «للبيع» مقابل اشباع غرائزه، مما يتسبب بوضع يؤثر سلبا على مجتمع الكويت المحافظ ويهدد مستقبله.

«القبس» حاورت بعض الحالات للوقوف عليها ومعالجتها فكانت الاولى لحدث يدعى «م»:

> كيف بدأت لديك الفكرة بالسرقة وكيف اجتمعت مع اصدقائك على السرقة؟

- في بداية الامر طردت من منزل والدي بعدما ضبطني وأنا اسرق.

> ولماذا سرقت؟

- لان والدي لا يصرف علي ابدا وانا شاب احب ان البس مثلما يلبس اصدقائي.

> بعد ان طردك والدك الى أين ذهبت؟

- ذهبت الى منزل صديقي ومكثت عنده يوما، وبعدها طردني والد صديقي، كما ان صديقي تشاجر مع والده بسببي وخرجنا معا من المنزل ومكثنا في احدى صالات البلياردو وتعرفنا على اصدقائنا وبدأنا نسرق من المحلات.

اما الحالة الثانية فهي للحدث «ح» الذي قال عن بداية سرقاته:

لقد بدأت سرقاتي عندما انفصل والدي عن والدتي وأصبح كل واحد منهما لا يريدني ان اعيش معه فأين اذهب واين اسكن ومن اين اعيش واكل؟ وبعدها قمت بالتسكع في الطرقات والنوادي الى ان اجتمعت مع اصدقاء علموني على السرقة وباشرنا عملياتنا مع بعض.

والحالة الثالثة كانت للحدث «خ» الذي قال:

لم ينقصني اي شيء ولكن سرقت لان اصدقائي يسرقون وانني لا اتقاسم معهم المسروقات.

والحالة الرابعة للحدث «م» التي تحدث فيها عن اسباب ودوافع السرقة لديه قائلا: لقد قمت بارتكاب السرقات بسبب والدي وكان هدفي ان ادمر والدي لانه انسان لا يستحق الشكر، وذلك بسبب بخله، وهو تاجر كبير.

اما احد المتهمين الذي تم القاء القبض عليه في سرقة السيارات عن طريق الكسر، فقال: المخدرات هي السبب في ارتكابي للسرقة.

وفي الختام لا بد من وقفة جادة لمعالجة هذه الظاهرة وذلك بتضافر الجهود وتكاتف الايدي سواء من الجهات الرسمية او الهيئات المختصة.

وفي الختام لا ننسى أن للأسرة دورا كبيرا في تنشئة الفرد التنشئة الصحيحة المبنية على الخلق القويم والسلوك السليم.