آخـــر الــمــواضــيــع

رسالة شكر من غزة لطلاب جامعة كولومبيا الأمريكية بقلم كناري :: لحظة استهداف السفينة الاسرائيلية "cyclades" ... فيديو بقلم معشي الذيب :: "لاأخلاقي ومثير للاشمئزاز".. ناشطة تقاطع كلمة وزير الدفاع الاميركي بقلم مسافر :: شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتفض الاعتصام الداعم لغزة بقلم ريما :: وزير الخارجية الأميركي من السعودية : إيران هي التهديد الأكبر لكل دولة في المنطقة بقلم yasmeen :: العميد حاجي زاده يكشف كواليس عملية الوعد الصادق بقلم قمبيز :: العتبة العلوية تستعد لإقامة مؤتمر الغدير الدولي الأول بقلم قمبيز :: الجدّ الشاب.. سبعيني صيني يكشف سر شبابه الدائم (صور) بقلم بهلول :: الشرطة الأمريكية تنزع حجاب متظاهرة في جامعة أريزونا بقلم أمان أمان :: بكاء ناشطة أمريكية في غزة من هول المقابر الجماعية بمستشفى ناصر بقلم أمان أمان ::
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 35

الموضوع: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

  1. Top | #16

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 16

    الجمعة وأئمة الجمعة
    تعتبر حركة الجمعة اهم حركة في مسيرة مرجعيّة الأمام الصدر بل اهم حركة في تاريخ العراق بل في تاريخ الشيعة وذلك لعدة عوامل أو اسباب:
    اولاً: لم يتجرأ عالم من علماء الشيعة على مرور التاريخ ان يفتي بوجوبها او يعتني بها ويرى اهميتها إلاّ بشكل غير معتد به كما قام به الشيخ الخالصي حيث صلّى الجمعة في اماكن عديدة ومنها الكوفة ولكن لم تكن على مستوى عموم العراق، وقد لاقى الشيخ الخالصي ألواناً من المعارضة بسبب آراءه، وكذلك فان اقامته للجمعة لم تكن من الشهرة والاستجابة من الجماهير على ما رأيناه في عهد شهيدنا، وإن كانت خطوة الخالصي خطوة جريئة في وقتها، ولكن مفعو لها انتهى بعد وقت بخلاف ماهي عليه في وقت شهيدنا وبعد شهادته واثرها الكبير في الجماهير وصداها الدولي.
    ثانياً: تجمع الجماهير بأعداد خيالية حتى رأى البعض ان الأرقام التي كانت تحدد لعدد الحضور في عدد من الجمعات مبالغ فيها، ولكن بمراجعة بعض الصور الفوتغرافية وافلام الفيديو تشاهد الأعداد الغفيرة، بحيث ان صلاة الجمعة في مدينة الثورة كانت تصل في بعض الاحيان الى خمسمائة ألف مصلّي والصلاة المليونية التي اقامها شهيدنا بمناسبة الذكرى السنوية لاقامة الجمعة خير شاهد على ما أقول.
    ثالثاً: ان معظم الحضور من الشباب ولم تكن نسبة الشيبة تتعدى نسبة اثنان بالمئة وهذا هو حال مقلّدي الأمام الصدر إذ ان حركته المباركة كانت تستقطب الشباب.
    ولا حاجة لذكر دور الشباب في تغيير معالم المجتمع بل والتاريخ وهذا ما حدث في عراق آل محمد(عليهم السلام).
    رابعاً: اختيار ائمة الجمعة من الشباب في الأعم الأغلب، وشباب الصدر قد كانوا على قدر المسؤولية بحق على الرغم من المستويات العلمية المتفاوتة، ولم تكن الجمع بحاجة في ذلك الوقت الى فضلاء الحوزة بقدر ما تحتاج الى الشباب الناشيء وذلك لما للشباب من الجرأة والتأثير في القواعد الجماهيرية التي هي أيضاً من الشباب.
    خامساً: طابع الحماسة والثورية في معظم خطب الجمعة، وكذلك ما كان يبديه ائمة الجمعة من شجاعة كبيرة }لا توجد عند شيوخ الحوزة{ وقد حدثت احداث مهمة سوف اذكر منها ما تسعفني الذاكرة في ذكره في حينه.
    وكان لقوة القلب هذه دور رئيسي في غرس الشجاعة في نفوس الشعب أو قل ابراز هذه الشجاعة اذ ان الشعب العراقي معروف بشجاعته عبر التاريخ ولكنه كان يحتاج الى من يمدّ له يدّ العون، وكذلك فأن الشعب شجاع مادام قائده شجاعاً. والعكس بالعكس طبعاً.
    سادساً: تثقيف الجماهير بالثقافة الاسلامية التي كانت تغذيها خطب الجمعة، والتي كانت في وقت ما مركزية كما سوف اذكر، ومع مرور الزمن اصبح الشعب العراقي اثقف الشعوب الاسلامية، في العقائد والفقه والتاريخ وغير هذه العلوم، ولا ينافسه شعب في ذلك اطلاقاً في الوقت الحالي على الأقل.
    سابعاً: ابراز النساء الى ساحة المنازلة بعد أن كنّ يقبعن في الجهل حيث اكدّ شهيدنا على ضرورة حضور النساء الى صلاة الجمعة فكانت الاعداد تتزايد باستمرار مما ادى الى تثقيف اهم طبقات المجتمع اذ في اكثر المناطق كان ائمة الجمع يلقون دروساً اما قبل أو بعد الصلاة وقد حضت النساء بحصة من هذه الدورس، وقد تنامت ظاهرة الحجاب بحيث ان المرأة السافرة كالنقطة السوداء في الثوب الأبيض، وهذه المخالفة لا توجد حالياً إلاّ في بعض الاماكن في بغداد وبشكل ليس بالكثير فحتى في اماكن عرفت بوجود اماكن مبتذلة ومسارح وصالات للعرض السينمائي، توجد نسبة اعلى من المحجبات بين النساء بحيث كما قلت ان المرأة السافرة صارت هي الملفتة للنظر وليس المحجبة كما هو في العقود السابقة ومقتصر ذلك على اماكن قليلة كما ذكرت كبعض المناطق في المنصور والكرادة.
    ثامناً: كانت الجماهير بعد انتهاء كل صلاة جمعة تبقى في شوق عارم للجمعة الآتية وكانوا يحضرون الى المسجد الذي تقام به قبل وقت طويل لكي يستطيعوا ان يحصّلوا على مكان قريب من امام الجمعة قدر الامكان.
    تاسعاً: ا لهتافات التي كان يرددها الحضور مع امام الجمعة والتي كانت تبعث الحماس والثورية مرّة، وأخرى الخشوع والتذلل لجبار السموات والارض، والمشاركة في الدعاء بصوت واحد أرهب النظام حتى صار يؤكد على منع ا لهتافات.
    عاشراً: المطالبة من على المنابر بحقوق الشعب واطلاق سراح المعتقلين من المؤمنين، والتنديد بمنع بعض المدن من اقامة الصلاة.
    احد عشر: حضور اعداد غفيرة من الاطفال من السن السادسة فما هو اكبر حتى انك تجد العشرات من الاطفال ممن يحفظ الكثير من الاحكام الشرعية وعلى مستوى بحيث انهم يقولون هذا حرام وهذا واجب في حال وجود مخالفة أو ما يستدعي الوجوب.
    اثنى عشر: توحيد الصلاة في مرات عديدة مع أبناء السنة وهذا ما حدث في اكثر من محافظة وقد تفاعل أبناء السنة مع أخوانهم من الشيعة بشكل كبير ومؤثر، وفي اكثر من جمعة كان الخطيب السني يخطب والشيعي يصلي. ومن أهم الأماكن التي حدث فيها التوحد في مسجد Aابي حنيفة@ ومرقده في الأعظمية.
    ويمكن ذكر نقاط وفوائد عديدة للجمعة لا مجال لحصرها في هذه العُجالة وفي هذا المختصر.
    المهم انه في تاريخ 23جمادى الآخرة 1418هـ افتى سماحة الامام الشهيد بوجوب اقامة صلاة الجمعة وذلك بعد ان أشار الى كافة وكلاءه بنشر اهمية صلاة الجمعة بين الجماهير، وان ابناء العامة يقيمونها فلماذا لا نقيمها، وبعد ذلك راجعه بعض الطلبة فنفى بشدة انه ينوي اقامتها واقتصر على عدد من الخواص في بادىء الامر.
    وبعد اقامة اول صلاة جمعة في العراق جاء مدير امن النجف الى مكتب الامام الصدر مستوضحاً عن الصلاة ودوافعها فبيّن له الامام الصدر انه لا دوافع وراءها وانها مجرّد فريضة معطّلة واننا نريد اقامتها كما يقيمها ابناء السنة.
    وبعد ذلك اوعز(رض) الى وكلاءه وائمة الجمعة عدم نشر اهمية صلاة الجمعة وذلك بعد أول صلاة جمعة أقيمت بشكل يلفت نظر النظام حتى تثبت فلم يجد النظام مسوغاً لمنعها.
    مشاهد من صلاة الجمعة
    وفي أول جمعة كانت المشاهد التي كنت اراها واسمع تأثيرها مؤثرة جداً فمن النادر ان تجدّ بين الحشود التي تجمعت بعشرات الآلاف احداً إلاّ وهو باكي العين أو دامع من الفرح بهذا النصر الا لهي وكنت ارى ان الشوارع قد نظفت وفرشت، وهناك اعداد من الشباب تعلو أصواتهم بالصلوات وهناك عدد آخر يستقبل المصلّين بالصلوات، وكانت المنازل القريبة من المسجد قد وضعت الكثير من الأواني لمياه الشرب وآخرون قد مدّوا الأنابيب البلاستيكية الى خارج البيت لكي يتوضأ من يريد الوضوء.
    وقد ازدحمت الشوارع بمختلف انواع السيارات التي كانت قد امتلئت بالشباب وهم ذاهبون الى صلاة الجمعة حتى سيارات الحمل الكبيرة اذ ان الحافلات المخصصة لنقل الركاب لم تكن تستطيع استيعاب الجماهير الغفيرة، وهناك اعداد كبيرة أيضاً ذهبت مشياً على الاقدام وقطعت كيلو مترات عديدة، وكان من بين هؤلاء العديد من الذين لا يستيطعون الخروج من مناز لهم بسبب طلب اجهزة النظام لهم لهروبهم من خدمة النظام في الجيش ولكنهم خرجوا لاقامة صلاة الجمعة.
    ومع افتتاح المؤذن بايات من القرآن الكريم وخصوصاً سورة الجمعة علت الاصوات بالبكاء والدعاء، وعند الاذان كان ملاحظاً حشرجة صوت المؤذن لانه قد اختنق بعبرته، وكانت الجموع تنتظر لحظة فأخرى أن يعلو الخطيب المنبر بانتظار اول كلمة حق منذ شهادة أمير المؤمنين(ع) والى هذا اليوم، وما ان اعتلا الخطيب المنبر حتى عادت الجماهير الى بكاءها وتضرعها.
    وكنت من بين الجموع لا أُصدّق ما تراه عيناي، هل حقاً أقيمت الجمعة؟.
    هل حقاً علا صوت الشيعة بعد سكوت طويل؟.
    وشرع الخطيب بخطبته بعد الحمد والثناء والقى كلمة للامام زين العابدين(ع) وبعد انتهاء الصلاة صافح المصلّون بعضهم بعضاً وتعانق آخرون والفرحة مشرقة من اعينهم وعلى شفاههم.
    بعد اقامة اول جمعة استدعت اجهزة النظام ائمة الجمعة او بعضهم وكان الموقف حرجاً اذ ان هذا الحدث هو اول مواجهة بين النظام والجماهير وائمة الجمعة وكانت اجهزة النظام الامنية والحزبية في حالة استنفار ولكنهم لم يجرأوا على مضايقة أحد منهم لأنهم لا يعرفون الى الان ماهو الحدث الذي سوف يعقب الصلاة وبعد تفرق المصلّين عادوا الى ثكناتهم ينتظرون الاوامر وكان التحقيق مع ائمة الجمعة حول بعض الأسئلة الروتينية، وقد سألوهم عن الدعاء للنظام وراسه فلم يكن الجواب حاضراً عند ائمة الجمعة في تلك الحال، وكان الامام الصدر قد منع بشكل قطعي ذكر النظام.
    وبعد ذلك أصدر السيد فتواه بتحريم الدعاء لغير المعصوم في صلاة الجمعة حتى لمحمد الصدر لكي لا يبقي للنظام عذراً.

    الجمعة في بغداد
    اقيمت صلاة الجمعة في بغداد في مناطق عديدة منها:
    1ـ الثورة: وهي اكبرها واهمها. 2ـ الكاظمية. 3 ـ الأمين. 4ـ الشعلة
    5ـ البياع. 6ـ المعامل. 7ـ الزعفرانية. 8ـ الشعب. 9ـ العبيدي.
    10ـ المحمودية. 11ـ الراشدية. أقيمت فيها ولكن منعت من قبل النظام.
    12ـ قرية الذهب الأبيض. وقد منعت في هذه المنطقة لانها تعتبر من المناطق الغنية حيث ان سكانها من اصحاب المواشي وكان لحسين الصدر فيها علاقات ومطامع فحال دون اقامة الصلاة فيها.
    وكانت اهم المناطق التي اقيمت فيها الصلاة في العراق بعد صلاة الكوفة بأمامة الامام الصدر، هي صلاة مدينة الثورة حيث تسكن غالبية الشيعة في العراق، وقد كانت هذه المدينة ولسنوات طوال محور التركيز من قبل النظام بعد احداث السبعينات حيث كانت هذه المدينة السند القوي للسيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) ومنها خرجت انتفاضات وتظاهرات عديدة وقدمت من الشهداء ما لا يسمح المجال لذكرهم.
    وفي الثمانينات شوهت صورة هذه المدينة بالمرة، وأصبح الطابع العام لها هو التفسخ والاتجاه نحو الملذات الشخصية، وأغلب المشاكل في بغداد كانت فيها، ولم يكن التوجه نحو الدين بنسبة معتدّ بها، وفي انتفاضة شهر شعبان خرجت جماهير الثورة بانتفاضة عارمة ولكنها اخمدت نتيجة وحشية النظام وخذلان الغير الذين وقفوا يتفرجون على معاناة الثورة كما تفرجوا على معاناة باقي ارجاء العراق.
    وبعد ان سطع نجم الامام الصدر التف شباب الثورة حول مرجعيته الخالدة، وظهر هذا الولاء بشكل واضح في أول صلاة جمعة تقام فيها، فزحفت مئات الآلاف منهم لاجابة النداء المقدس وكانت الاعداد تتزايد رجالاً ونساء.
    وكما قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر Aالثورة تنطلق من الثورة@ فقد تحققت هذه المقولة بعد استشهاده بسبعة عشر عاماً، وثارت الثورة ليس بوجه النظام فحسب بل بوجه كل التوقعات الباطلة التي كانت تدور حول مستقبل هذه المدينة وبوجه الساكتين والذين حاولوا ان يجعلوا الثورة ذيلاً من الذيول، إذ ركزت الجهات الأخرى بشدة لاستيعاب هذه المدينة بواسطة عدد ممن يعملون لهم، وكانت الثورة فرس الرهان التي كانوا يعقدون الآمال عليها في المستقبل.
    ولكن ما حدث هو ان الثورة تركت كل المغريات وسارت وراء مرجعها المظلوم لتسطر من جديد امجادها بدماء ابناءها.
    احداث الثورة
    لا يكفي في هذه العجالة ان استوعب احداث هذه المدينة خلال فترة زعامة الامام الصدر ولكني اذكر نزراً يسيراً منها مراعاة للاختصار ومن اهمها ما حدث سنة 1996وما عرف بأحداث اليماني.
    كان في الثورة رجل دين معروف هو الشيخ عبد الزهرة البديري، قد درس المقدمات الحوزوية في سامراء وهو يصلّي في مسجد (سيدي شباب اهل الجنّة) الكائن في الثورة ـ الكيارة قطاع ـ 23 وابتدأ نشاطه الفعلي سنة 1992 ـ 91م وتجمع حوله المئات من الشباب من مختلف مناطق بغداد وبعد مدة ظهر له بعض الأنصار يدّعون بأن الشيخ هو اليماني الذي تبشر به الروايات والذي يسبق ظهور الامام(ع)، وكان قائد هذه الدعوة هو الشيخ المعروف بأبي مهيمن والذي أسمى نفسه(شعيب بن صالح)، وكان الشيخ البديري في بادىء الامر يلمّح لهذا الادعاء ولكن بطرق غير واضحة كأن يقول: انه رأى في المنام انه قائد بين يدي الامام(ع)، او انه يقتل الآخرين، ولم يفصح عن اصل الدعوى صراحة إلاّ بين عدد من خواصه، وعندما انتشرت هذه الدعوة تأثر بها عدد كبير من الناس.
    وكان أبو مهيمن يوزّع المناصب في جيش الامام المزعوم، فهذا حامل الراية وذاك الساقي وهكذا.
    وقد احتج البعض على هذه الحركة المشبوهة فهددوه بالقتل فأصبحت هذه الحركة قوة لا يستهان بها.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  2. Top | #17

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 17

    بعد وفاة السيد السبزواري عرض عليه احد اتباعه بطبع رسالة عملية بأسمه، فقال: الساحة غير محتاجة اليّ الآن ولكن عندما تقل العلماء فسوف اطبع رسالتي. وكانوا يخاطبونه ـ بآية الله العظمى المرجع الديني الكبير عبد الزهرة البديري وكانت عند هذه الحركة أوامر بالاستعداد للصيحة في كل يوم 23من شهر رمضان فكانوا يجمعون الخبز اليابس وغيره من الأغذية.
    قامت الحرب بينهم وبين عدد من الطلبة في الحوزة في مدينة الثورة فهاجمهم طلبة الحوزة من على المنابر فاهدروا دم احد الطلبة من مقلّدي الامام الصدر.
    حاصره بعض الطلبة ممن له علاقة مسبقة معه حول إدعاء كونه اليماني فأنكر بشدة، فهدده بأن هذه الدعوى سوف تصل الى النجف وسوف تصدر فيك فتوى بتفسيقك وطلب منه أن يرتقي المنبر ويكذّب هذا الادعاء ويتبرأ منه.
    ولما جاء الموعد ارتقى المنبر وتبرأ من كونه مجتهداً فحسب ولم يذكر دعوى اليماني.
    كانت عندهم شعائر غريبة، وكان ابو مهيمن مساعد الشيخ مقدّساً يقبّلون يديه ورجليه ويجلسون بين يديه ساعات عديدة ولا يحق لاحد الاعتراض على اي امر مهما كان.
    اعتقلهم النظام فحكم على البعض بالسجن وهرب آخرون وأما الشيخ البديري وأبو مهيمن فقد سلم النظام الى ذويهم اوراقاً فيها اخبار باعدامهم ولكن لم يسلّموا جثتيهما الى الآن.
    وانتهت هذه الحركة بصورة تامة في الثورة.
    من الحوادث المهمة حادثة مسجد الرشاد أو (الحسن المجتبى) الذي استولى عليه الوهابيون وقد سبقتها حادثة مشابهة وقعت في مدينة الكمالية ومسجدها مسجد الامام علي(ع).
    وذلك ان احد الاشخاص من الشيعة بنى مسجداً اسماه مسجد الامام علي(ع) وبسبب الاهمال الذي كان هو الاصل في عقد الثمانينات فقد استحوذ عملاء الوهابية على المسجد وفي هذه السنة 1996عندما بدأت الوهابية بالتحرك في العراق اخذ خطيب هذه الحركة بمهاجمة الشيعة وعقائدهم وتكفيرهم من على منبر هذا المسجد.
    فراجع عدد من طلبة الكمالية وشبابها مرجعهم الامام الصدر وذلك في الشهر السادس لنفس السنة فأمر باسترجاع المسجد والصلاة فيه ولو بالقوة فاتجه العشرات من شباب الكمالية والفضيلية وأعانهم عدد كبير من أهالي الثورة وأصبحت الصلاة في هذا المسجد يحضرها المئات، وحصلت مصادمات انتهت بأعتقال الشباب، ومنع الآخرين من الدخول الى المسجد وأعانهم الخطيب وثلته القذرة على ذلك، وقد سبقت هذه الحادثة ما وقع في الثورة بخصوص مسجد الحسن المجتبى(ع) بأيام قليلة.
    مسجد الحسن المجتبى(ع)
    هذا المسجد الذي سيطر عليه واحتله الوهابيون ومن قبلهم ابناء العامة قبل وقت طويل لا يقل عن عشرين عاماً. وغيّروا اسمه الى مسجد الرشاد وهو يقع في الثورة/ داخل.
    وحينها لم يتحرك احد بخصوصه لا من الحوزة ولا من غيرها. وعندما بزغت شـمس الامام محمد الصدر في سماء العراق توجه اليه ثلة من شباب هذه المدينة فحدثوه بقصة هذا المسجد فأجاب(رض) لا للوهابية ولا لغيرهم مسجد، والصلاة في هذا المسجد من اكبر المستحبات وعندما وصل هذه الاستفتاء الى مدينة الثورة ضجت بأهلها وتوجهت المئات للصلاة فيه وذلك يوم 22/6/1996م فأصبح المسجد لا يسع المصلّين حتى مع ساحته.
    ولم تكن الفتوى التي اصدرها الامام الصدر قد تجاوب معها مقلدوه فقط بل كافة مقلدي باقي المراجع ولكن حدث شق لهذا الصف وذلك بسبب المدعو (علي الفريجي)الذي قام بتزوير استفتاء على لسان السيد الخامنئي وتزوير ختمه وتوقيعه يقول فيه مامؤداه (التزموا البيوت فهذه فتنة حتى تنقضي وان علينا توحيد الصفوف بين السنة والشيعة).
    فانسحب عدد وان كان قليلاً من المواجهة مع الوهابيين.
    استمرت الصلاة في هذا المسجد لمدة ثلاثة ايام وكان الطلبة من مقلدي الامام الصدر يتناوبون امامة الجماعة فيه والحشود تزداد وهكذا الى يوم
    26/6/1996حيث تم اعتقال حوالي مائة مصلّي بما فيهم خمسة شيوخ من طلبة الحوزة، ولكن بقي منهم في مديرية امن صدام ثلاثة شيوخ وأربعون من باقي المصلّين، وقد سلّطوا عليهم الوان العذاب التي تشتهر بها المنطقة عموماً وأخيراً القوا عليهم كتاباً موقعاً من صدام يأمر فيه بحجزهم لمدة سنة ولكن حجزهم في (أبي غريب) استمر لمدة سنتين وخمسة اشهر.
    الجمعة في الثورة
    المعروف عن شباب الثورة انهم يمتازون بشجاعة فائقة وعندما أقيمت صلاة الجمعة زادتهم بشجاعة، وقد كان ائمة الجمعة في هذه المدينة مستبسلين وصامدين امام النظام بشكل لم يسبق له مثيل.
    وكانت نسبة التقليد للامام الصدر لا تقل عن خمس وتسعون بالمئة والغالبية من الشباب كباقي المناطق.
    وقد حققت الجمعة انجازات كبيرة منها:
    1 ـ كان عدد الحضور من النساء لا يقل عن خمس وعشرين ألف امرأة وكانت هذه النخبة من النساء رائدات العمل الاسلامي في الثورة من جانب التوعية واعطاء النموذج السليم للمرأة المسلمة.
    2 ـ تحول تسجيلات سابقة للغناء الى تسجيلات اسلامية صرفة.
    3 ـ اقامة الشعائر الاسلامية كمناسبات الوفيات، وخصوصاً في شهرم محرم، وكذلك في شهر رمضان وكانت هذه المجالس تعقد في الساحات وسط الاجراءات القمعية التي لم تستطع الحؤول دون اقامتها، وقد حدثت مصادمات كثيرة مع قوات الطوارىء والحزب العفلقي ولكن المجالس استمرت رغم انوفهم.
    4 ـ كانت نسبة الحجاب في الثورة قبل صلاة الجمعة حوالي عشرون بالمئة وبعد الصلاة تصاعدت الى مالا يقل عن ثمان وتسعون بالمئة.
    5 ـ كانت المدرسات والمعلّمات في المدارس الحكومية يلقين المحاضرات الاسلامية بصورة مكثّفة.
    6 ـ اصبح من النادر ان يركب الفرد في سيارة فيستمع الى غناء بل تجد اصوات المسجل تصدع اما بالقرآن أو بالحسينيات.
    واما السافرات فلم يكن احد من السائقين يسمح لهن بالركوب إلاّ من شذ وهم قلّة جداً.
    وكانت خطب الجمع تتسم بطابع التحدي للنظام منذ الاسابيع الأولى ولم يترك ائمة الجمعة أمراً أو قضية أو مشكلة اجتماعية إلاّ وتناولوها بشكل جرىء وحدث في احدى الجُمع ان كانت سيطرات النظام تمنع الناس من التوافد الى (جامع المحسن) حيث تقام الصلاة وكان امام المسجد واقفاً وراء المنصّة يشاهد ما يجري فقال: ان هؤلاء الذين يمنعون الناس من الحضور الى الصلاة الأجدر بهم ان يبحثوا عن نساءهم في ملاهي الدعارة.
    وامثال هذه الكثير الكثير وكان ائمة الجمعة في الثورة يعتقلون اسبوعياً قبل الجمعة بيوم ويطلقون قبل الصلاة بساعات بعد التهديد والوعيد الذي لم يغيّر من حا لهم شيئاً.
    وكان يحضر الى صلاة الجمعة عدد من مسؤولي النظام لمراقبة الاوضاع منهم ضابط التوجيه السياسي ومدير امن بغداد ومدير امن صدام.
    وبعد مرور سنة على اقامة صلاة الجمعة وتوجه أغلب اهل العراق الى الكوفة للأقتداء بالامام الصدر. قلّت نسبة الحضور في المناطق الاخرى نتيجة لذلك. فظن النظام ان هذه فرصة مناسبة لمنع صلاة الجمعة في الثورة فنزلت قوات الطوارئ بالشوارع المحيطة بجامع المحسن(ع) محاولة منع الناس من التوجه الى الصلاة فلم يتمكنوا من ذلك وبعد الصلاة ثار المصلّون بهتافات الامام الصدر المشهودة وهم غاضبون من هذه المحاولة فهدأ الموقف امام الجمعة.
    الثورة بعد الشهادة
    كان خبر الشهادة قد وصل الى الثورة في نفس الليلة ولكنه اقتصر على فئة معيّنة وفي الصباح كان الخبر الشائع بأن السيد قد جرح، وعند الساعة العاشرة اتجه الناس الى جامع المحسن(ع) فتجمعت اعداد هائلة داخل وخارج المسجد وأخذوا بالدعاء والتضرع الى الله بشفاءه وكان بينهم من يعرف بخبر الشهادة فبدأ بتسريب الخبر اليهم فهاجت الجماهير وخرجوا الى الشوارع وهم يهتفون عاش عاش عاش الصدر الاسلام يبقى منتصر وغيرها من هتافات الامام الصدر. وكانت بالقرب منهم مفارز تابعة للشرطة حاولوا ان يهدأوهم فهجموا عليهم وأحرقوا سياراتهم.
    وكان بالقرب من المكان احد مرتزقة الحزب العفلقي معه مدفع رشاش فأخذ يطلق على الجماهير الثائرة فسقط عدد من الشهداء ولكن الناس تكاثروا عليه فقتلوه شر قتله تحت الاقدام.
    فطوقت قوات الطوارئ والحرس الخاص وفدائيو صدام المنطقة وأخذوا يطلقون الرصاص على الجماهير الثائرة فسقط العشرات من الشهداء والجرحى، واستمر اطلاق النار بعد ذلك لمدة ثلاث ساعات في سائر انحاء المدينة وحضر الى المدينة كل من قصي نجل الطاغية وعزت ابراهيم الدوري.
    واستمر الغضب الجماهيري يغلي وانقض شباب الصدر في تلك الليلة وما بعدها على ازلام النظام فقتلوا منهم المئات. ولاحقوهم في كل مكان فأقفلت الفرق والشعب الحزبية فهاجموهم في البيوت ومات عدد منهم خوفاً.
    واستمرت اقامة صلاة الجمعة في الثورة في مسجد الحكمة ولكنها صلاة الغضب حيث ان الجماهير تهتف باسم الصدر قبل وبعد الصلاة وهكذا الى يوم الحادثة الدموية حيث اشيع بأن النظام عازم على منع اقامة الصلاة بصورة نهائية وذلك بعد اربعينية الامام الصدر فحمل الشباب ما يستطيعون من اسلحة وقنابل يدوية وكانت النساء قد خرجن الى الشوارع تحث الرجال على الانتقام لدم الامام الصدر بأهازيج عديدة. وقد خُبأت الأسلحة تحت العباءة أ و لفت في سجادة الصلاة. وكانت جماهير المصلّين من سائر انحاء بغداد قد توجهوا الى الثورة ليعلنوا استعدادهم للموت من اجل اقامة الصلاة وكان الموقع الذي يقع فيه المسجد (القطاع) قد طوق بالكامل من قبل قوات النظام وتجمع الشباب هناك قبل الصلاة بساعات وازلام النظام يهددون ولكنهم يرتعدون خوفاً، والشباب متحمسون ومتهيأون الى ان اقترب الاذان فزحفت الجماهير تجاه المسجد فشرع كلاب النظام باطلاق النار تحت الارجل فهجموا عليهم وأخرج الشباب الاسلحة وهم متفرقون بين الازقة واسقطوا العشرات من البعثيين والحرس الخاص، واستمرت المعركة قرابة ست ساعات وعزز النظام من قواته فحملوا قتلاهم واقتادوا الجرحى والمعتقلين الى المستشفى المعروف بـ (الكندي) والسجون، وما أن حل الظلام حتى انقض الصدريون على اوكار البعثيين وبيوتهم بكافة الاسلحة المتوفرة فقتلوا مجموعة كبيرة منهم.
    وفي اليوم التالي بدأت الاعتقالات فشملت المئات من شباب بغداد والذين مازال معظمهم في سجون الطاغية واعتقل كذلك عدد من الطلبة وائمة الجمعة.
    ولكن الثورة لم تهدأ الى هذه الساعة ومازالت دماء آل الصدر تغلي في عروق هذا الشعب ولن تبرد ابداً. وأيضاً خذلوا من قِبَل ما يسمى بالمعارضة الاسلامية واي خذلان حيث ان الشعب كان ينتظر ولكنه الانتظار الطويل الذي أستمر منذ انتفاضة شعبان ولكن بدون جدوى.
    وقد كان المرجو على الاقل ان يمدوهم بالسلاح فقط فلم يروا شيئاً بل الادهى من ذلك ان العمليات الجهادية التي قام بها الصدريون نسبتها المعارضة لنفسها كما فعلت مثلاً منظمة العمل الأسلامية حينما ادعت بأن عمليات انتفاضة الكوت قام بها عدد من اعضاء هذه المنظمة وهكذا عمليات بغداد والثورة والكمالية والفضيلة وحي العامل والمعامل والشعب ادعاها ما يسمّى بالمجلس الأعلى أو (القراركاه) وغيرها كذباً وزوراً ولكن ا لهدف الذي اراده هؤلاء لم يتحقق وهو القضاء على الامام الصدر وقاعدته وثورته، والشعب اصبح يعي وعياً تاماً وعرف العدو حق المعرفة فالويل لمن عادى الصدر ويحدّث نفسه بأن تطأ قدمه ارض العراق.

    الجمعة في محافظة العمارة
    اُقيمت صلاة الجمعة في هذه المحافظة بعد ان افتى شهيدنا بوجوبها مباشرة وعيّن فيها اماماً للجمعة ـ الشيخ حسين المحمداوي وكانت الصلاة في مركز المحافظة في حيّ(المغربة) في ـ مسجد الامام الحسين(ع) كان عدد الحضور لا يقل عن ستين ألف مصلّي وقد اكتظت بهم الشوارع المحيطة بالمسجد وكان عدد النساء لا يقل عن ستمائة امرأة ومن كافة الأعمار والمستويات وكان الغالب على النساء ارتداء الخمار الذي انتشر في أغلب محافظات الجنوب والوسط.
    وقد افتتح امام الجمعة دورات فقهيّة واخلاقية خاصة بالنساء وأول دورة كانت في كراس(فقه الدماء الثلاثة) المقتبس من الرسالة العملية للامام الصدر واقام امام الجمعة مسابقة في هذا الباب من ابواب الفقه وخصص جوائز مع شهادات تقديرية.
    كما انه قد طلب من المصلّين ممن يمتلكون قدرات ثقافية بكتابة بحوث اسلامية عامة وشاملة في الاصول والفروع وقد شارك فيها عدد معتدّ به من الشباب كما قام بتوزيع الرسالة المختصرة (الصراط القويم) تأليف الامام الصدر على النساء.
    كانت طبيعة خطب الجمعة ـ كما في غيرها من المحافظات الثورية والحماسة والتأكيد على عامل موحد هو عامل رفع حاجز الخوف والتنديد بالكثير من الممارسات الاجتماعية المنحرفة وطرح المشاكل الرئيسية بصورة واضحة وعندما استفحلت ظاهرة الحجاب في المحافظة بنسبة لا تقل عن ثمان وتسعون بالمئة وجه المجرم ـ عزيز صالح النومان توبيخاً لرئيسة اتحاد النساء في المحافظة وكان كلامه منصباً على الحجاب في الدوائر والمؤسسات والمدارس الحكومية وعلى النسبة الغالبة والمتزايدة في النساء اللواتي يحضرن الى صلاة الجمعة فقامت هذه المرأة بعقد الندوات والاجتماعات بالأمهات والطالبات وبذل كل ما تستطيع من أجل تثقيف النساء ثقافة بعثية معادية للاسلام ولكن لم تثمر محاولاتها شيئاً يذكر.
    فعلم بهذه المؤامرة امام الجمعة فبادر في خطبته فقال: اذا كانت هذه المرأة من واجبها مهاجمة الحجاب فمن الاولى ان تهاجم السفور في شارع التربية (وهو شارع معروف في العمارة) واذا كانت تتحرج من اجتماع النساء بالرجال (تقصد في صلاة الجمعة في الساحة) فمن الاولى ان تتحرج من الأجتماع مع الرجال في منتزه السندباد (وهو متنـزه في العمارة) فاشجبوها بالصلاة على محمد وآل محمد.
    وكان يوجد مستشفى خاص بالمصابين بالجذام وهم أحد عشر رجلاً وأمرأة فقام المحافظ بهدم المستشفى وبنى لهؤلاء المرضى غرفاً من الطين في مكان بعيد عن السكن فقام أمام الجمعة بزيارتهم وحمل معه مواداً غذائية وملابس وادوية وبعض الاطباء فرأوا ان حا لهم أسوأ حال صحياً ومعنوياً.
    فبادر في الجمعة التالية وطالب بشدة بتحسين اوضاعهم وحمّل مسؤولية ما حل بهم على المسؤولين.
    فحدثت ضجة في محافظة العمارة اذ هاجم الشيخ كلاً من مدير الصحة والبلدية والكهرباء وناشد مجتمع العمارة بمساعدة هؤلاء المساكين.
    وفي اليوم التالي قام المحافظ بمحاولة لتحويل الانظار عنه بمعاقبة أولئك المسؤولين الذين ذكرهم الشيخ فقام بتعبيد الطريق المؤدّي الى مكانهم وايصال بعض الخدمات اليهم كما ان مصلّي الجمعة قاموا بزيارتهم مع حمل المساعدات الممكنة لهم.
    عندما أمر شهيدنا بالمسير الى كربلاء المقدسة في شهر شعبان استجاب اهل العمارة لنداءه المقدس وزحفوا الى كربلاء وعندما حصل المنع توجهوا الى مكتب الامام الصدر وهتفوا هناك (ابحر بينه يا صدر الشيعة)، فقال الامام الصدر في حقهم: أسأل الله ان يعطيهم في الدارين بكل ما تقرّ به العين. كان امام الجمعة الشيخ المحمداوي يعتقل في كل اسبوع اكثر من مرة وكانوا يحققون ويدققون معه في كل كلمة يقو لها ويطلبون منه تفسير كلامه في انه هل يقصد النظام؟ اذ يرون أنه لا يعني غيرهم بكلماته، وطلبوا منه التقليل من لهجة الحماسة والشدة في خطبه فلم يستجب لهم.
    افتتح مكتب للامام الصدر في العمارة باشراف الشيخ المحمداوي في شهر شعبان1419وكان عمل المكتب كالتالي:
    1 ـ فتح دورات فقهيّة.
    2 ـ بيع الكتب الاسلامية بسعر التكلفة.
    3 ـ التصرف بمجهول المالك وفق المصلحة.
    4 ـ استلام الحقوق الشرعية واعطاء وصولات بختم المكتب.
    5 ـ الاعلان عن الفتاوى المهمة والمستحدثات للامام الصدر(رض).
    وان يكون المكتب هو المركز الاسلامي الاول في المحافظة سواء لطلبة الحوزة أو الوكلاء أو العوام. اذ ان شهيدنا خوّل وأعطى للمكتب صلاحية عليا وكان هناك مشروع افتتاح محكمة شرعية على غرار محكمة النجف الاشرف ولكن الشهادة حالت دون هذا الأمر.
    أغلق المكتب بعد حوالي اسبوعين من افتتاحه واعتقل الشيخ المحمداوي مدير المكتب وامام الجمعة وابلغوه ان المكتب يتعارض مع سياسة النظام.
    اقيمت صلاة الجمعة في محافظة العمارة في كل من:
    1ـ مركز المحافظة. 2ـ قضاء المجر الكبير. 3ـ قضاء كميت. 4ـ قضاء الميمونة. 5ـ قضاء علي الغربي. 6ـ قضاء علي الشرجي ولكنها في هذا القضاء اُقيمت لجمعة واحدة ثم مُنعت من قبل النظام.
    وبعد الشهادة اعتقل امام الجمعة الشيخ المحمداوي وصلى مكانه السيد هادي الشوكي الذي لم يكن مرغوباً به في العمارة وكانت خطبته تقليدية وأمر المصلّين بعدم حمل السلاح وطالب با لهدوء وفي ثالث جمعة بعد الشهادة لم يصل الجمعة بل الظهرين.
    فضربه المصلّون بترب الصلاة وهتفوا (كل العمارة تنادي مانريد سيد هادي) وكان أزلام النظام قد قطعوا الجسر ولم يسمحوا لهم بالعبور لاداء الصلاة فعبروا سباحة وتوجهوا الى المسجد.
    واقيمت صلاة الجمعة ثلاثة أسابيع بعد الشهادة وقاموا بعد ذلك باغلاق المسجد الذي كانت تقام فيه الجمعة وحوّلوه الى مسجد آخر وفي الجمعة الرابعة توجه المصلّون الى المسجد لاقامة الصلاة فمنعوهم وحاصروهم على جسر(اليوغسلافي) وما حوله فهتفوا (مداس السيد يسوه العوجه وما بيهه) ففتحوا النار على الجماهير وكانت قوات النظام متكونة بالدرجة الرئيسية من منظمة (منافقي خلق) واعضاء الحزب العفلقي والأمن فاستشهد قرابة خمسة وثلاثين شاباً واعتقل عدد منهم وجرح آخرون فبادرت اجهزة النظام بعد ذلك بهدم حوالي خمسة عشر بيتاً فتم انهاء صلاة الجمعة في العمارة.
    كان في العمارة ثلاثة محاور تعادي الامام الصدر وصلاة الجمعة.
    المحور الاول: وكلاء الحوزة التقليدية ومن سار ورائهم من الملالي وعلى رأس هؤلاء الشيخ عبد الغفار الانصاري.
    المحور الثاني: اصحاب التناقضات وهم فئة تحركهم اصابع خفية من النجف وكانوا يعقدون الجلسات في سائر انحاء المحافظة لزرع الشبهات ضد الامام الصدر وحركته واستنساخ منشورات تهاجم الامام الصدر وقد ألَّفوا كتاب (الصدر في الميزان) يشتمل على تناقضات مزعومة في الرسالة العملية للامام الصدر فردّ عليه الامام الصدر بكتاب (الافحام).
    يتبع في الحلقة القادمة...

  3. Top | #18

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 18

    وكان على رأس هذه المجموعة الشيخ محمد مجبل الساعدي الذي فرَّ الى
    هولندا.
    المحور الثالث: النظام بشكل واضح كما ذكرت.


    الجمعة في الناصرية
    أُقيمت صلاة الجمعة في هذه المحافظة أيضاً منذ اول جمعة بعد افتاء شهيدنا بوجوبها وتناوب على امامة الجمعة فيها اكثر من امام جمعة وكان الحضور فيها فعالاً وقوياً وكبيراً اذ كانت عشرات الآلاف تحضر فيها وكانت تقام في مسجد الامام الجواد(ع) في مركز المحافظة وكانت الشوارع تقطع كالمعتاد وتغص بالمصلّين وقد نصبوا خياماً كبيرة لاستيعاب اعداد النساء اللواتي شاركن وببطولة فائقة.
    وكانت خطب الجمعة في هذه المحافظة لا تقل عن غيرها شجاعة ووضوحاً وقد تناول ائمة الجمعة فيها العديد من المواضيع، وكان لصلاة الجمعة الكثير من المنجزات منها:
    1 ـ مهاجمة النظام بشكل واضح لا يحتاج الى تأويل.
    2 ـ شجب الافعال غير الاخلاقية ومن اهمها ما حدث في مستشفى ظهر فيه فساد اخلاقي فذكره امام الجمعة بصراحة.
    3 ـ طرح مسألة اخذ الاموال غصباً من قبل اجهزة النظام من الناس.
    4 ـ مهاجمة مهرجان بابل المشهور بمجونه وشتم امام الجمعة القائمين به والمشاركين فيه.
    5 ـ مهاجمة اللجنة الاولمبية (التي يديرها عدي نجل الطاغية) والتي تعد مصدراً للفساد في العراق.
    6 ـ تنامي ظاهرة الحجاب الى درجة أن الكثير من نساء الصابئة تحجبن نظراً لان السفور اصبح شذوذاً غير مقبول في مجتمع الناصرية خصوصاً والعراق عموماً.
    7 ـ اسلام فئة من طائفة الصابئة وهذا من منجزات صلاة الجمعة في محافظة الناصرية الفيحاء.
    8 ـ مهاجمة حانات الخمور.
    9 ـ تحجيم التسجيلات الغنائية وذلك بضغط من امام الجمعة ومقلّدي الامام الصدر بعد ان حرّم كل اشكال التعامل مع هؤلاء وغيرهم.
    10 ـ كانت الناصرية كباقي محافظات الجنوب تعاني من القطع المتواصل للكهرباء وعدم العدل في توزيع اوقات القطع فتحدث امام الجمعة بصراحة عن هذا الامر.
    11 ـ بعد ان اصدر الامام الصدر(رض) السنينة العشائرية اكد عليها امام الجمعة واتصل بكبار رؤوساء العشائر في المحافظة وأخيراً ذهب بهم الى النجف والتقوا بالامام الصدر وأعلنوا ولاءهم له والتزامهم بأوامر السنينة العشائرية التي اصدرها وكذلك في باقي الأقضية.
    12 ـ اقامت محافظة الناصرية ثلاثة احتفالات اسلامية وقد بذل امام الجمعة والطلبة الصدريون مجهوداً جباراً لكي تكون هذه الاحتفالات بمثابة الوجه الناصع والحقيقي لحوزة الأمام الصدر وكان اهم هذه الاحتفالات مناسبة مولد سيد الشهداء(ع)، وأُقيم الأحتفال يوم الجمعة وقد حضر فيه السيد مؤمل الصدر(رض) ممثلاً عن المرجع الأعلى والحوزة في النجف وقد حضر اغلب ائمة الجمعة في باقي الاقضية في محافظة الناصرية وحضر معهم عشرات الآلاف من شتى انحاء المحافظة اذ كانت تلك الجمعة مركزية في مكان واحد وهو مركز المحافظة.
    وقد القيت في الاحتفال كلمات في المناسبة الشريفة اضافة الى خطبتي صلاة الجمعة المقدسة.
    كما ان الشعراء قد القوا قصائد شعرية تمجّد الاسلام وتشيد بزعيم الحوزة الأعظم الامام الصدر وقد كانت هذه القصائد تحوي جرأة على مسّ النظام بشكل واضح.
    وكان احد اهم مميزات هذا الاحتفال حضور ـ الشيخ عبد السلام امام جماعة مسجد(فالح باشا الكبير) وهو احد خطباء اخواننا من ابناء السنّة، وقد القى الشيخ عبد السلام كلمة هامة في توحيد الصفوف واشاد بصلاة الجمعة التي يقيمها الشيعة بعد مقاطعة طويلة.
    وهذا الشيخ قد حضر الاحتفالات الثلاثة وصلّى خلف امام الجمعة المرات الثلاث وقد اعتقل الشيخ من قبل اجهزة النظام واعتدوا عليه في مديرية امن الناصرية وكان محور التحقيق معه عن السبب في حضور الصلاة مع الشيعة وعدم أخذه الموافقة من الجهات المختصة ولكنه اجاب: اسلامنا واحد وكتابنا واحد وقد دعوني الى الحضور في الاحتفالات فحضرت إذ لا خلاف بيننا.
    وكانت نسبة التقليد في الناصرية على ثلاث درجات.
    الغالبية العظمى وهم من الشباب الذين يقلدون الامام الصدر والباقي وهم القلّة موزّعة على أكثر من متصدي.
    وقد كان اعضاء حزب البعث الكافر والأمن يستفزون الناس ويسيئون اليهم باكبر قدر يستطيعونه وقد أقام احدهم بحفلة غنائية وذلك رداً على (نشر استفتاء للأمام الصدر بحرمة الحفلات والمشاركة فيها أو الاستماع) فهاجمها مجموعة من الشباب بقنبلة يدوية فجرح فيها العديد منهم ونتيجة لهذه الحادثة ارتدع الكثير عن اقامة مثل هذه الحفلات إلاّ في الخفاء.
    كانت المساجد والحسينيات تكتظ بالآلاف من الشباب ايام المناسبات في محرّم أو شهر رمضان للاستماع الى المحاضرات والمواعظ واصبحت ظاهرة التسيب اللاأخلاقي شاذة ونادرة اذ في السنوات العشرين السابقة كان الغالب على الشباب هو الانخراط وراء الموديلات والتسيب اما في }عقد الصدر(رض) { عقد التسعينات فان المظهر الطبيعي هو التدين، والشذوذ هو عدم التدين ومحافظة الناصرية بشبابها من السبّاقّات في هذا المجال وهذا حال العراق بكافة مناطقه وسطاً وجنوباً.
    احداث ومواقف الناصرية
    بعد ان شهدت الناصرية هذه التطورات والتوجه الجماهيري نحو الاسلام قامت اجهزة النظام باعتقال امام الجمعة قبل يوم الجمعة وكان الخبر قد انتشر في المحافظة وفي يوم الجمعة تجمع الناس عند المسجد التي تقام فيه الصلاة وعلت الأصوات بهتافات الامام الصدر
    كلا كلا أمريكا × كلا كلا اسرائيل
    كلا كلا للباطل × كلا كلا يا شيطان
    نعم نعم للحوزة × نعم نعم للجمعة... وغيرها
    وكانوا اثناء هذه ا لهتافات واقفين ووجوههم تجاه مديرية أمن الناصرية وعلا صوت أحد المصلّين قائلاً
    (أرجموا قائد القوات المسلحة الشيطانية بالصلاة على محمد وآل محمد) فلبّته اصوات المصلّين وقد ارتجت المحافظة من هديره، وقد رفعوا ايديهم تجاه المديرية، بعد ذلك توجه المصلّون الى القبلة رافعين ايديهم بالدعاء وبصوت واحد قرأوا: ـ أمّن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. وفي اثناء هذا الوقت اقبلت قوات الامن فأحاطت بالمصلّين وقد شهروا اسلحتهم، وفي وسط هذا التفاعل وتأزم الحدث قام احد الطلبة المعروفين ووقف امام منصّة خطيب الجمعة فقال: خلال ربع ساعة اذا لم يطلق سراح امام الجمعة فسوف أذهب الى مديرية الامن لأعرف الخبر، ـ وبعد انتهاء الربع ساعة قام وقال: انا سوف أذهب الى المديرية وأرى ما حدث اما انتم فتفرقوا. فجاءوا بسيارة ركب فيها عدد آخر من طلبة المحافظة فأحاطت الجماهير بسيارته فوقف ازلام النظام ليقطعوا الشارع على المصلّين، ولكن الزحف استمر فاطلقوا النار في ا لهواء وطالبوا بالرجوع فلم يتراجعوا وفي هذه الاثناء تجرأ احد ضباط الأمن وضرب احدى النساء فتقدم احد المصلّين فرفع صخرة بكلتا يديه وضرب بها مقدمة سيارة كان يجلس فيها احد ضباط الامن فهشّم الزجاجة الامامية وجرح الضابط في وجهه فرماه احد حراس هذا الضابط فأصابه في فخذه وأعتقلوه، ولما لم يرجع المصلّون قاموا باطلاق النار عليهم فسقط اربعة شهداء وأكثر من تسعة جرحى.
    وتقدمت الجموع حتى وصلوا الى الساحة المواجهة لمديرية الأمن فحاصرتهم قوات فوج طوارىء الأمن، وقوات فوج طوارىء المحافظة، وأعضاء الحزب العفلقي، وأنهالوا عليهم ضرباً ورمياً فجرح عدد من الشباب.
    وكانت السيارة التي تقل الطلبة قد توجهت الى المديرية فاعتقلوهم ورحلوهم الى مديرية الأمن العامة في بغداد، وفي اليوم التالي جاء بعض اهل الناصرية وأبلغوا الامام الصدر بالحادث فقال: عفارم عفارم عفارم أهل الناصرية( )، وأمر اهل الناصرية با لهدوء حتى يأتيهم أمره فطالب(رض) بعد ذلك بمطالبه المشهورة باطلاق سراح المعتقلين.
    * * *
    من الاحداث المهمّة في الناصرية انه قد بُني مسجد كبير في ناحية الغراف وكان المسجد حديثاً في بناءه ويتسع لأكثر من خمسة آلاف مصلّي وكان بالقرب من هذا المسجد مسجد آخر يصلّي فيه الوهابيون فطمع الوهابيون بالاستيلاء على هذا المسجد بمساعدة اجهزة الامن فكان ائمة الجمعة من كافة ارجاء المحافظة يأتون الى هذا المسجد لالقاء المحاضرات الاسلامية في ايام الاسبوع عدا يوم الجمعة فتحرك الوهابيون وبدأوا بأول خطوة وهي اعطاء أموال الى ضباط الأمن في هذه الناحية فأمر الامن المؤذن بأن لا يذكر الشهادة الثالثة بالولاية لامير المؤمنين(ع) وفي ذلك اليوم كان احد ائمة الجمعة موجوداً في المسجد وعندما أذن المؤذن ووصل الى الشهادة الثالثة خفف صوته بحيث لا يُسمع في خارج المسجد فاستغرب أمام الجمعة فأعلموه بضغط الأمن فأمر المؤذن بالتنحّي وأذن بنفسه وشدد في ذكر الشهادة الثالثة.
    وبعد ذلك كان الوهابيون يأتون مجموعة بعد مجموعة ويقيمون الصلاة جماعة منفصلين عن الجماعة في المسجد وذلك تمهيداً للاستحواذ عليه فأرسل امام جمعة (الغراف) تهديداً عبر مكبرات الصوت انه اذا دخل الى المسجد وهابي واحد فسوف يحشد محافظة الناصرية جميعاً فيه فارتدع الوهابيون وقد اعتقل امام الجمعة هذا بعد أن طرد أحد مخبري الأمن من المسجد لمدة سبعة أيام.
    وكان احد ائمة الجمعة في الناصرية قد استدعي من قبل مديرية الأمن في منطقته وقال له مدير الأمن: شيخنا هذه ورقة اكتب فيها اسمك ومواليدك وسكنك مع صورة لك. فأخذ امام الجمعة الورقة وجمعها بيده ورمى بها بوجهه وقال: لم تبعثني وزارة الاوقاف بل بعثني محمد الصدر فاذا اردت معلومات فاذهب الى محمد الصدر.
    فأعتقلوه وبقي في السجن قرابة اسبوعين.


    صلاة الجمعة في كربلاء المقدسة
    كانت حركة شهيدنا ضعيفة نسبيّاً في كربلاء المقدسة وذلك لعدة عوامل او اسباب من أهمها:
    1 ـ كثرة الحركات والاتجاهات الدينية التي عصفت بهذة المدينة والتي مازالت بقية منها متغلغلة فيها كالبابية والبهائية والشيخيّة والكشفية ... وغيرها.
    2 ـ تواجد جنسيات مختلفة فيها ومنذ عصور قديمة بحيث اثّرت في كربلاء ثقافياً واجتماعياً بحيث تجد ان مركز المحافظة في الغالب يتكلّمون باللغة الفارسيّة في الاسواق بصورة طبيعية وكان هؤلاء حاملي لواء الحرب ضد شهيدنا كما سوف ترى.
    3 ـ تركيز النظام على هذه المدينة المقدسة وتشويه معالمها الدينية والاخلاقية.
    4 ـ قلّة سكان هذه المدينة بالقياس الى باقي المحافظات مما ادى الى شكل من اشكال التكتل والتعصب وخصوصاً للمراجع غير العرب وهذا يؤثّر بشكل واضح على حركة الامام الصدر.
    ولكن اهم هذه العوامل ما ذكرته في النقطة الثانية حيث ان الاجانب الذين قطنوا كربلاء كانوا ينظرون الى انفسهم على انهم شعب الله المختار والباقي همج رعاع وهذه النظرة موجودة في مدن أخرى مثل النجف والكاظمية حيث ان اهل الجنوب يعتبرون من الطبقة المتدنية في نظر هؤلاء وهم (المعدان) كما هو المشهور فأصبح الحكيم والخوئي والشيرازي مرجعاً لهؤلاء ومحمد الصدر مرجعاً لاهل الجنوب حسب تصورات هؤلاء.
    كما ان المرجعيات الأخرى ساهمت بشكل فعال في الحد من حركة شهيدنا في بادىء الامر بواسطة وكلائها هناك كما سوف اذكر.
    كانت نسبة مقلدي الامام الصدر خمس وتسعون بالمئة من الشباب و خمس بالمئة من كبار السن وكما قلت فان قلّة مؤمنة من الكربلائيين ناصروا شهيدنا واما الكثير منهم من اطراف كربلاء وهم بالأصل من جنوب العراق إلاّ انهم سكنوا كربلاء بسبب ظروف الحربين وكان الكربلائيون الاصليون (كما يسمونهم) من العرب ولم تكن فيهم اصول اخرى فلا عجب ان يناصروا شهيدنا وكانوا ينظرون الى أخوانهم من باقي المحافظات بمنظار اسلامي يفتقده الغير أكيداً وكان هؤلاء الكربلائيون يعقدون الجلسات والمناظرات والحلقات العلمية لنصرة الامام الصدر، وكان للنسوة دور لا ينسى حيث واكبن صلاة الجمعة وواظبن عليها وشجعن الأخوة والابناء على الحضور.
    * * *
    اقيمت صلاة الجمعة في جامع المتقين(في حي الحر) وكان المفترض أن تقام في جامع المخيّم حسب ما أعلن في وقت سابق ولكنها نقلت الى الأول في وقت متأخر مما حصل ارباك بالنسبة للمصلّين فكان عدد الحضور قليلاً بسبب تشتتهم بين المسجدين ولسبب مجهول لم يحضر امام الجمعة وهذا في أول صلاة جمعة فتقدم احد الطلبة فخطب الخطبتين وقام آخر فصلّى بالناس وفي الجمعة التالية عُيّن السيد مصطفى الصدر اماماً للجمعة في كربلاء وبقي حوالي ثلاثة اشهر وقد اقام الصلاة في مسجد ابي ذر الغفاري (في العباسية) وبعده صلّى الشيخ علي النعماني في شوال 1418وبعده الشيخ كاظم العبادي الى يوم الشهادة حيث كانت صلاة الشيخين في مسجد المخيّم. وكان الحضور الى الصلاة في معظمهم من الشباب وكان أغلبهم من ا لهاربين من الجيش ومطاردين من قبل اجهزة النظام ولم تكن جمعة كربلاء اقل انجازات من غيرها من المحافظات إلاّ أنها وقفت موقفاً مشهوداً سوف يُخلد في التاريخ وذلك في حادثة مقتل الشيخ الغروي(قدس).
    في الليلة التي جرت فيها حادثة اغتيال الشيخ الغروي كان الخبر قد بدأ يتسرّب من المستشفى الذي وضعوا جثمان الشيخ فيه وقد حاولت اجهزة النظام التعتيم على الحادثة ولكنها تحسباً لحدوث هيجان جماهيري في كربلاء المقدسة وضعت سيطرات في الطرق المؤدية الى المستشفى وفي صباح يوم الجمعة تحقق صدق الخبر عند الناس وعند امام الجمعة فأرتقى المنبر وألقى خطبة تأريخية أبّن فيها الشيخ الشهيد وذكر في خطبته مقاطع خطيرة من اهمها (انهم قتلوا الغروي اليوم وغداً يقتلون الامام الصدر وبعدها انا وأنتم) فضج المصلّون بالبكاء وا لهب في ضمائرهم الصدرية الحماس وبعد ان انتهت الصلاة أمر امام الجمعة كافة المصلّين بالتوجه الى المستشفى لانتزاع جثمان الشيخ وتشييعه فأتجهت الجماهير الغاضبة الى المستشفى وهم يهتفون، فتعرضت لهم السيطرات وحاولوا التمويه على الجماهير فلم يفلحوا فأتجهت الجماهير بعد ذلك الى ضريح سيد الشهداء(ع) وعلت ا لهتافات المنددة بالنظام المجرم فهاجمتهم كلاب النظام باطلاق الرصاص فأصيب عدد منهم بجروح واعتقل حوالي مائة وخمسون مصلّي وأعتقل امام الجمعة فوراً ولكن النظام اضطر الى اطلاق سراحه بعد ان اصبحت كربلاء تغلي غضباً.
    ومما تجب الاشارة اليه انه لم يشارك في هذه التظاهرة احد سوى مقلدي الامام الصدر واما غيرهم فقد خبأوا رؤوسهم وعلى رأسهم وكلاء الحوزة التقليدية الساكتة ولا عجب ان يصدق عليها انها ساكتة فعلاً.
    الحوادث المهمة في مدينة الحسين(ع)
    عندما طالب الامام الصدر بأطلاق سراح المعتقلين من ائمة الجمعة وطلبة الحوزة والمؤمنين وأمر ائمة الجمعة بالمطالبة وذلك في الجمعة السوداء التي شهدت استشهاد ًاسد العراقً وقف امام جمعة كربلاء متوسطاً جماهير المصلّين وكان المسجد مطوّقاً بطوق عسكري متكون من (منافقي خلق وفدائيي المجرم عدي والحزب والامن وطوارىء الامن) وكذلك فقد اعطيت أوامر لكتيبة مدفعية بتوجيه مدفعيتها تجاه كربلاء وبالذات المسجد الذي تقام فيه الجمعة وبأنتظار الأوامر وموقعها في طريق المسيب والرزازة فقال امام الجمعة بعد الحمد والثناء والصلاة على النبي وآله عليهم الصلاة والسلام ـ باسم الاسلام وأسم المسلمين جميعاً واسم الحوزة المجاهدة الناطقة وباسم الامام الصدر وباسم جميع كربلاء نطالب باطلاق سراح جميع المعتقلين من ائمة الجمعة والمؤمنين وكما قال الامام الصدر انه لا داعي لاعتقا لهم وفي اطلاق سراحهم الخير الكثير لهداية الأمة ثم قال رددوا معي ثلاثاً: نريد نريد نريد ـ فوراً فوراً فوراً ـ يالله يالله يالله. واهتزت كربلاء المقدسة لهدير الجماهير وظلت تكرر ا لهتاف مرات عديدة.
    وبعد استشهاد الامام الصدر ومنع صلاة الجمعة اصبح مقلدوا الامام الصدر يمرون امام مسجد المخيّم وهم يفتخرون بانهم من على ارض هذا المسجد عبّروا ذات يوم عن تنديدهم بالنظام الكافر بعد طول سبات.
    وبعد الشهادة فرضت اجهزة النظام على امام الجمعة وغيره من طلبة الامام الصدر الاقامة الجبرية وبعدها بقليل اعتقلوهم لمدة شهرين فتدخلت العشائر واطلق سراحهم بعد ان اجبر امام الجمعة على توقيع تعهد بالأعدام في حال صلّى في أي مكان أو القى أي كلمة أو خطبة وعظية.
    فتصدى السيد بحر العلوم للأمر وأمر احد طلبته بالصلاة في كربلاء فأساء هذا الأخير التصرف مما ادى الى حدوث بلبلة في كربلاء ودعا الناس الى تقليد بحر العلوم وكانت اعداد المصلّين قد بلغت الآلاف ولكن الناس لم تستمع الى نداء هذا الشيخ وبقيت وفية لمرجعها الاعظم(رض) ومنعت الصلاة بعد ذلك بصورة رسمية.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  4. Top | #19

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 19

    مكتب الأمام الصدر في كربلاء
    لم يبدأ المكتب في كربلاء بصورته الرسمية بل بدأ على شكل مكتبة لبيع الكتب في مسجد(أبي ذر الغفاري) وكان المسؤول عنه احد الطلبة ومعه بعض المساعدين وذلك بالتنسيق مع امام الجمعة ومكتب الامام الشهيد في النجف الاشرف.
    وبعد مرور وقت مناسب اعلن انه افتتح مكتب الامام الصدر بصورة علنية وعلقت لافتة على الباب (مكتب سماحة ولي امر المسلمين في كربلاء) وكان المكتب يحتوي على ثلاثة أقسام:
    الاول: قسم المكتبة وتحتوي على الكتب واشرطة التسجيل الخاصة بخطبه(قدس) واللقاءات.
    القسم الثاني: خاص بالاستفتاءات وفق فتاوى الامام(رض).
    القسم الثالث: استلام الحقوق الشرعية وتسليم الوصولات بالمبالغ الواصلة.
    وبعد ان انتقلت صلاة الجمعة الى مسجد المخيّم نُقل المكتب اليه ايضاً، وكان المكتب يتصدى لهجمات وكلاء الحوزة الساكتة ورفع الشبهات التي الصقوها بشهيدنا، وقد حدثت مناظرات ومناقشات مع باقي الاطراف في هذا المكتب اثبت فيه المشرفون على المكتب وطلبة الصدر جدارة في الرد والأفحام وكانت نشاطات المكتب كثيرة ومهمة منها اجتماعية وعلمية وانسانية وتطوير الوعي الجماهيري. كما قام المكتب بالاتصال بعدد من الاطباء والصيادلة وبعض اصحاب الاعمال الحرّة وذلك لمساعدة الفقراء الذين لا يستطيعون دفع اجور الأطباء أو الادوية أو بعض الحاجيات الضرورية المنزلية.
    كما قام المكتب بجمع اموال على شكل تبرعات من المصلّين لمساعدة الشباب الذين لايملكون ما يتزوجون به.
    وقد بادر المكتب الى اقامة دورات دراسية داخل المسجد وتدريس العلوم الحوزوية، وكان الترتيب بحسب المستوى الدراسي الاكاديمي.
    وقد قام المكتب بمسابقات يشترك فيها الجميع وهي عبارة عن اسئلة تخص القضايا الدينية والثقافية العامة. وكانت الجائزة مجموعة من مؤلفات الامام الصدر مع شريطي تسجيل لخطب الامام الصدر.
    حاولت اجهزة النظام غلق المكتب لمرات عديدة فلم تفلح واتخذت اساليبها القذرة مراراً وتكراراً وفي احدى المرات دخل المكتب امين سر الحزب البعثي في الوسط المدعو(أبو نيزك) فأخذ يتصفح المكتب فأخذ كتاب(ولاية الفقيه) وهو بحث مستل من كتاب ماوراء الفقه.
    فقال: ماذا تعني كلمة ولاية الفقيه. وكان مسؤول المكتب موجوداً فأجابه: انها مسألة خلافية بين الفقهاء فنظر أليه وخرج.
    أعداء الصدر في كربلاء
    كغيرها من مناطق العالم الاسلامي الشيعي، كان في كربلاء أوكار عديدة لضرب حركة المستضعفين بقيادة الامام الصدر وكان قادتهم متصلين ومنتمين الى الحوزة الساكتة ووكلائها وعلى رأسهم:
    1 ـ الشيخ علي أبو حسان: وهو وكيل السيستاني وأمام للجماعة في حسينية بلد في كربلاء، وكان يتبنى التقية المكثفة وانه احد طلبة السيد محمد باقر الصدر(قدس) حسب دعواه، وهذا من المفارقات ان يكون تلميذاً للصدر ووكيلاً للحوزة التي قتلت الصدر(وهذا من العجائب التي رأيتها في أكثر من حوزة فأن طلبة السيد محمد باقر الصدر يتهمون الحوزة الأخرى بدم السيد الشهيد وهم الآن أتباع مطيعون لهذه الحوزة وهذا هو (المضحك المبكي) وكان له دور مهم في الدعاية الاعلامية ضد شهيدنا.
    2 ـ الشيخ زهير: وكان هذا الشاب شديد العداء لشهيدنا ويسبه سباً مقذعاً وغير مؤدب أقله ان محمد الصدر عميل وغير عادل وانه ينفذ مخططاً للنظام.
    3 ـ الشيخ علي أيوب: وهو من أهالي البصرة ويسكن كربلاء وكان ذيلاً مشهوراً لحسن الكوفي كما سوف اتعرض له في احداث مدرسة اليزدي الكبرى.
    4 ـ السيد أحمد الصافي: وهو من اساتذة الحوزة وقد خذل هو وأتباعه شهيدنا في كربلاء وكان يدعو الى الحوزة الساكتة ومن ضمنها بشير الباكستاني.
    5 ـ الشيخ عبد المهدي: وهو احد طلبة النجف وامام جماعة في مسجد البلوش في شارع الامام علي(ع) في كربلاء وكان هذا الشيخ يعقد المجالس للطعن في مرجعية الامام الصدر(رض) وكان قد تصدر لائحة المعترضين على شهيدنا في حادثة المدارس في النجف وملخص هذه الحادثة: ان شهيدنا قد أمر بأن كل من يمتلك بيتاً في النجف ويسكن في المدارس فعليه اخلاء غرفته لغرض اسكان احد الطلبة الجدد ومن لا يسكن في النجف فعليه تقديم تزكية الى المكتب لابقاءه في الغرفة فكان هذا الشيخ من المعترضين على هذا الأمر وأعلن الاضراب عن الدرس لأكثر من اسبوع احتجاجاً على قرار السيد وقد علّق شهيدنا قائلاً:
    (فليضربوا ضد الدولة لماذا ضدي)
    وقد تشكلت في كربلاء لجنة لأشخاص مرتبطين بمكتب السيستاني وهم من العوام وكانت مهمتهم توزيع الاموال التي تصل اليهم من المكتب وكانت الاموال توزع على المقرّبين والذين يقدمون عملاً جيداً لصالحهم أو ضد الامام الصدر وأصبحت هذه الثلّة تمتلك العقارات والمزارع والسيارات بشكل ملفت للنظر وصرفوا الاموال على ملذاتهم الشخصية حتى ان احدهم تمتع بنساء لفترات معيّنة بمبلغ وصل الى ثمانية ملايين دينار عراقي وكانت هذه اللجنة تقوم من باب الظاهر بزيارة العوائل الفقيرة وهنا أذكر رواية مؤكدة انهم زاروا احدى العوائل الفقيرة وكانت ابنتهم تحتاج الى عملية جراحية بصورة مستعجلة وعندما دخلوا الى منز لهم رأوا صورة الامام الصدر معلّقة على الجدار فاعتذروا بانهم لا يستطيعون توفير المبلغ المطلوب واعطوهم مبلغاً يكفي ليوم واحد للطعام لا غير.
    وكان رئيس هذه اللجنة هو المدعو: (أكرم ابو مصطفى).
    المهم ان حركة الامام الصدر استقطبت الشباب الفقراء المستضعفين اما العوائل الغنية والأسر العلمية في كربلاء فهم قد استصحبوا الحالة السابقة واعانوا الظلمة ضد سيد العراق(رض)


    الجمعة في البصرة
    أقيمت الصلاة في هذه المحافظة في أول أفتاء الامام الصدر بالوجوب في كل من: 1ـ الحيانية 2ـ الجمهورية وبعد ذلك توسعت وشـملت المناطق التالية .
    التنومة لجمعة واحدة فقط وبعد ذلك أقفلت لتنظيم الأماكن الاخرى. فأقيمت في: (محلة أبو الحسن) في البصرة القديمة وفي الأبلة وفي القبلة.
    واستمرت أخيراً الى يوم الاستشهاد وفي كل من:
    1ـ العشار 2ـ الأبلة 3ـ الحيانية 4ـ القرنه 5ـ الدير 6ـ المدينة
    7ـ أبوالخصيب.
    شن وكلاء ومقلدوا الحوزة الساكتة حملة ضد هذه الصلاة في البصرة وقد ذكرتهم في فصل (أسماء ومواقف) في نهاية هذا الكتاب.
    ولم تقل أنجازات البصرة من غيرها بل قد تعد من الاوائل فيما حققته من أنجازات كالأعداد ا لهائلة التي كانت تحضر الى مساجد الصلاة وغيرها مما ذكرته في المحافظات السابقة.
    وكانت خطب الجمعة تكتسب جرأة عالية ومنها:
    1 ـ المطالبة بتغيير المنهج الدراسي الاكاديمي وإدخال مناهج أسلامية.
    2 ـ المطالبة بتغيير الدستور المؤقت في العراق الى دستور أسلامي دائم.
    3 ـ مطالبة نساء موظفي الدولة بالالتزام بالحجاب الاسلامي.
    4 ـ إنتقاد التقارير التي كان يرفعها المنافقون ضد أبناء الشعب.
    5 ـ مطالبة أعضاء الحزب العفلقي بأن يكونوا كالحر بن يزيد الرياحي قبل فوات الأوان.
    أهم الأحداث في البصرة
    أمر الامام الصدر(رض) أئمة الجمعة بوجوب أرتداء السواد وأغلاق المحلات في يوم شهادة أمير المؤمنين(ع)، ولكن أمرهم بكتمان الأمر الى يوم قريب من الجمعة حتى لا تتخذ الدولة أجراءات مضادة.
    وفي يوم الجمعة طلب أمام الجمعة في أحدى جمع البصرة. أن يتوجه المصلون يوم السبت الى مسجد أمير المؤمنين(ع) (الخطوة).
    وفي يوم السبت عند الساعة العاشرة صباحاً، وكانت السماء ممطرة، ومع ذلك توجه المصلون بحشود عظيمه الى هذا المسجد وكان الزائرون رجالاً ونساءً. وأمتلأت الشوارع بهم وعلت الاصوات بالصلوات، وعند المسجد بدأت أصوات البكاء وأشتد اللطم.
    وفي هذا الوقت طوق المكان من قبل قوات الطوارئ، وكان العقيد ضاري مسؤول الشعبة السياسية في أمن البصرة يقود قوات الطوارئ وغيرها. وبدأ أزلام النظام بمحاولة منع الشباب، ولكنهم أصروا على أداء الزيارة كاملة في هذا المسجد. فأعتقلوا حوالي تسعة من الزائرين، ولكن لم تتأثر الحشود بذلك، وعندها تجمع أئمة الجمعة، وألتف حو لهم الزوار وسط ا لهتافات، فأتفق المشايخ على أن يبعثوا برسالة الى العقيد بأنهم لن يتحركوا من مكانهم ما لم يتم أطلاق سراح المعتقلين، فذهب أحد أئمة الجمعة الى العقيد وقال له هذا الأخير: فرقوا هذا التجمع فقال الشيخ وهو المالكي: نعم ولكن بشرط اطلاق سراح المعتقلين. فوافق العقيد فقال له الشيخ: أمسك شاربك ففعل هذا الأخير. فقال الشيخ: أذا لم يطلق سراحهم الى صلاة المغرب فسوف نفعل شيئاً في البصرة. ففرقهم أئمة الجمعة وبالفعل تم أطلاق سراح المعتقلين بعد وقت قصير.
    * * *
    وفي العيد الذي أعقب شهر رمضان الذي جرت فيه الحادثة السابقة وهو العيد الأخير للأمام الصدر(رض) 1419هـ
    توجهت جماهير البصرة الى مكتب الامام الصدر في البصرة ًالتحسينيةً وكانت أعداد الجماهير بعشرات الآلاف، وكانت على شكل تظاهرات والجماهير تحمل لافتات عهد وبيعة للامام الصدر، وكانت ا لهتافات فيها تحدياً واضحاً للنظام، وقد علت أصوات صريحةً تطالب بالثأر لدم السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس). وكانت الجماهير قد توجهت أيضاً الى أربعة أماكن 1 ـجامع الفقير 2 ـ جامع الجمهورية الكبير 3 ـ حسينية الغدير بالأضافة الى المكتب.
    فحدثت حالة أستنفار في البصرة، فدخل مدير أمن البصرة القديمة الى المكتب فطلب مقابلة الشيخ السيلاوي وسط الحشود. فمنعه ملا عادل التميمي مسؤول الحقوق الشرعية في مكتب الامام الصدر من الدخول لمقابلة الشيخ. وبعد مضي وقت سمحوا له بمقابلة الشيخ، فطلب منه بصيغة توسل أن يقلل من هذه الجموع فامتنع فقال له: أذن فليدخلوا الى المسجد، ويهتفون ويسكت من في الخارج فأني في ورطة أمام مدير أمن البصرة. فوافق الشيخ بعد ذلك، ولكن الجماهير رفضت تلبية هذا الطلب وبقيت تهتف متحدية النظام وهم يرفعون لافتات العهد التي قد كتبت بالدماء فخرج أليهم أمام الجمعة وهدأهم بنفسه.
    * * *
    أعتقل أحد أئمة الجمعة يوم الخميس صباحاً بتهمة محاولة أغتيال الشيخ محمد رضا الخفاجي(راجع فصل اسماء ومواقف. )
    الذي تطاول على الامام الصدر فأطلقوا عليه النار وكاد يقتل. المهم أنهم اعتقلوا أحد أئمة الجمعة لتكون هذه التهمة ذريعة لمنع وإغلاق جمعته.
    فتحرك الشيوخ الثلاثة السيلاوي والجيزاني والمالكي لغرض إطلاق سراحه. وعند مديرية أمن البصرة القديمة ـ تجمعت حشود من شباب البصرة امتلأت المساجد بالشباب بعد أن لم يحضر الشيوخ الى مساجدهم فأصروا على إطلاق سراح الشيخ المعتقل. وخرج الصدريون من المساجد وتجمعوا أمام مديرية الأمن. فعلت الأصوات: أذا لم يطلق سراح الشيخ عند الساعة الثانية عشر فسوف يحدث ما لا يحمد عقباه.
    فجاء الأمر بعد منتصف الليل من وزير داخلية النظام بإطلاق سراحه فوراً.
    انتفاضة البصرة
    في يوم الأربعاء 17 / 3 / 1999 م ـ 29 / ذي القعدة / 1419 في الساعة الحادية عشر ليلاً خرجت البصرة بانتفاضة جماهيرية شـملت:
    1 ـ الحيانية 2 ـ خمسة ميل 3 ـ الجمهورية 4 ـ القبلة 5 ـ الامن الداخلي 6 ـ أبو الخصيب 7 ـ الكرمة 8 ـ القرنة.
    وكانت أهم المراكز التي هاجمها الثوار الصدريون، الشعب والفرق الحزبية ودوائر الأمن والوحدات العسكرية.
    أستمرت الأنتفاضة وسيطرة الثوار الى الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس.
    وكان السلاح قليلاً جداً بحيث أن كل مجموعة لا تمتلك أكثر من بندقيتين أو ثلاث وباقي أفراد المجموعة عزل وأنما يذهبون معهم أذ لعلهم يحصلون على سلاح ممن يمكن قتله من أزلام النظام.
    وقد قتل المئات من أزلام النظام وبقيت جثثهم تملأ الشوارع، وكان سبب أنسحاب الثوار وعدم أستمرار المقاومة هو عدم توفر السلاح والعتاد الكافي. وكانوا قبل ذلك قد أتفقوا مع بعض قادة فيلق بدر ولكن لم يصل منهم احد ولم يمدوا الثوار بالسلاح أو العتاد الذي يكفي لأستمرار الانتفاضة.
    وفي الصباح تم تطويق المدن الثائرة بالمدرعات وقوات الطوارئ والفدائيين.
    وحدثت عمليات أستشهادية كثيرة بعد دخول الجيش.
    وبدأ النظام حملة أعتقالات شـملت مقلدي الامام الصدر فقط.
    ومن كان منهم غير مشارك في الانتفاضة فأن أجهزة الأمن تأخذ منه تعهداً بأن لا يصلي الجمعة وأن لا يقتني كتبه ولا يسمع خطب الامام الشهيد.
    وقاموا بتهديم العشرات من منازل الصدريين مع نهب الأموال والآثاث.
    وأعتقلوا العشرات من العوائل نساءً وأطفالاً وشيوخاً والى حال كتابة هذه الكلمات، وهذه العوائل أسر الثوار.

    حوادث في الانتفاضة
    قام مفوض شرطة من مقلدي الامام الشهيد بأحتلال ـ مديرية شرطة مدينة المدن‏التي كان موظفاً فيها . وألقاء باقي الشرطة في السجن وأطلاق سراح المعتقلين كافة.
    * * *
    وقامت مجموعة من الشرطة من مقلدي الامام الشهيد ، ومعهم مجموعة من الثوار الآخرين بنصب سيطرة في بداية شارع الأمن الداخلي، فقتلوا عدداً كبيراً من ضباط الأمن وأعضاء كبار في الحزب العفلقي.
    * * *
    كان أحد المنتسبين للفدائيين ومن مقلدي الامام الصدر قد خرج مع الثوار فأصيب وأعتقلوه، وبعد مدة أخبروا أهله بأنهم سوف يطلقون سراحه، وذلك في شارع التربية أمام الناس، فتجمع الناس هناك وجاء أهله. فأخرجه الجلاوزة وهو يهتف بأسم الامام الحسين(ع) وبأسم الصدر، فقطعوا رأسه بالسيف أمام أهله وأمام المجتمع.
    * * *
    اعتقل الثوار قائم مقام ابو الخصيب وقتلوه، بعد أن نصبوا له كميناً على الطريق.
    * * *
    كان أحد مقلدي الأمام الشهيد سائق عربة يجرها حصان قام بعملية أستشهادية، وذلك بعد الانتفاضة، أذ جاء بعربته ووقف أمام فرقة الحزب في‏الحيانية، وأخذ يصيح بأعلى صوته، يالثارات الصدر، فتجمعوا عليه فألقى عليهم قنبلتين يدويتين، فقتل منهم مجموعة، واستشهد بعد ذلك.
    * * *
    وفي شارع السيد في الحيانية توجد سيطرة للبعثيين، فهاجمهم أثنان من شباب الصدر فقتلوا مجموعة من البعثيين واستشهدا بعد ذلك. وهذه الحادثة بعد الانتفاضة.
    * * *
    عندما هاجم الثوار الصدريون فرقة ًأبو الخصيبً.سقط من البعثيين عدد من القتلى والجرحى وبقي عدد منهم يقاوم، فأنسحب الثوار الى مكان غير بعيد عن الفرقة فأتصل البعثيون بالمستشفى لغرض نقل الجرحى، فأرسلت المستشفى سيارة إسعاف، فنصب الثوار كميناً لها وأستولوا عليها، وبعد أن ركب فيها عدد من الثوار توجهوا بها الى الفرقة، فظن البعثيون أن فيها ممرضين، وما أن توسطت السيارة في الفرقه، حتى نزل منها الثوار وأجهزوا على المتبقين منهم.
    * * *
    وحسب المعلومات الأكيدة والموثقة فأن الأنتفاضة قادها بعض أئمة الجمعة في البصرة، وهم:
    الشيخ عدنان السيلاوي أمام جمعة القرنة ومسؤول مكتب الامام الصدر في البصرة.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  5. Top | #20

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 20

    مقتل الشيخين
    مقتل البروجردي
    في يوم الثلاثاء الموافق 23ذي الحجة 1419هـ بعد الغروب بنحو نصف ساعة قتل الشيخ مرتضى البروجردي،
    وتفصيل الحادثة كما رواها لي اكثر من واحد من الطلبة الثقاة كالاتي: قال لي أحدهم كنت اسير وراء الشيخ البروجردي بحوالي خمسة امتار وكان معه مجموعة من حاشيته وبعض الطلبة. فجاء شاب طويل نسبياً يلبس ثوباً عربياً أبيض مائل الى الازرق الفاتح وكان شعره طويلاً ولحيته حليقة وكان خلفي فأسرع في مشيته حتى اخترق مجموعة رجال الدين الذين يحيطون بالشيخ البروجردي فسلم عليهم ومضى الى ان تقدم عن الشيخ قرابة مترين وذلك مقابلاً لمسجد مدرسة اليزدي الكبرى فاستدار وشهر مسدساً كان في جيبه الأيمن فاطلق اطلاقات عديدة استقرّت واحدة في رأس الشيخ والآخريات في صدره وبطنه فسقط الشيخ قرب باب المدرسة ففر القاتل هارباً الى داخل الحويش وكان من حول الشيخ قد هربوا لحظة اطلاق الرصاصة الأولى.
    فخرج عدد من طلبة مدرسة اليزدي وأرداوا حمل الشيخ ولكنه تلفظ انفاسه الأخيرة بين ايديهم.
    وكان البروجردي قد تعرّض من قبل ذلك لمحاولتين.
    الأولى: قرب منزله الذي يقع قريباً من مدرسة اليزدي الكبرى وذلك انه كان يخرج لأداء صلاة الفجر في الحرم الشريف فكمن له عدد من الاشخاص فلما خرج من منزله خرجوا له وضربوه حتى اسقطوه ارضاً وأطلقت رصاصة وحسب الظاهر انها اصابت احدهم اذ وجدت دماء في مكان الحادث وكان اول من عرف بالحادث هو الشيخ الغروي وذلك انه كان عائداً من الحرم بعد صلاة الفجر فمر بالشارع الذي يقطن فيه الشيخ البروجردي فوجد عمامة الشيخ ملقاة على الاض فاخذها وذهب الى منزل البروجردي.
    وبعد ذلك انتقل الشيخ الى منزل ولده الشيخ مهدي وهو يقع في حي العمارة وفي احد الايام القوا عليه قنبلة يدوية اصابته بجروح في فخذه.
    ان لمقتل الشيخ البروجردي ابعاداً خفية الى الآن على الاقل وإلاّ فان الشيخ من طلبة الخوئي ومن اتباع المدرسة التقليدية شكلاً ومضموناً ولم يكن يشغل حيزاً يذكر في ساحة العراق أو غيرها بل لم يعرف له مقلّد واحد حسب علمي في النجف أو غيرها ولم يكن الشيخ ممن يخوضون في الأمور السياسية أو الاجتماعية وقد كان في بادىء امره يحسب على مرجعية السيستاني ومعلوم ان محمد رضا نجل السيستاني متزوج من ابنة البروجردي.
    وكانت الرواتب الشهرية البسيطة التي يوزعها البروجردي على الطلبة تأتي من عند السيستاني ولكن في السنة التي سبقت مقتله كان من يسأله عن التقليد يشير الى نفسه.
    فحدثت مشكلة بينه وبين مكتب السيستاني وقد جاء محمد رضا السيستاني الى مكتب البروجردي وحدثت مشاجرة وعلت الاصوات ولم أعرف الى الآن اسباب هذه المشاجرة والله العالم.
    ومما يلفت النظر أيضاً ان مقتل الشيخ حدث بعد اربعة ايام من اول صلاة صلّاها الامام الصدر في مسجد الكوفة بتاريخ 19ذي الحجة 1419هـ.
    ومما يدل على ان الحادث كان مدبّراً انني شاهدت بنفسي وجود الكثير من رجال الامن وسياراتهم بعد الحادثة بوقت قليل وكذلك فان المسرحية التي ظهرت من على شاشة التلفزيون وظهر فيها محمد الكربلائي وجماعته على ماذكرت مما يخالف ما حدث فعلاً حسب الشهود الموجودين وقت الحادثة.
    واحتمل ان مقتل الشيخ البروجردي كان يهدف الى امر وهو ارسال رسالة دموية الى السيد محمد الصدر في ان النظام جاد تجاهه.
    ومما يؤكد ان قتل الشيخ تهديد واضح للامام الصدر ان الحادثة وقعت بعد الصلاة الأولى للامام الصدر في مسجد الكوفة.
    واما اختيار الشيخ البروجردي فلأنه يمثل احد المجتهدين الذين يقرّ الامام الصدر باجتهاده وعلميته البارزة والامام الصدر كما هو معروف عنه لا يقر إلاّ باجتهاد ثلاثة من علماء النجف وهم بالاضافة الى البرجرودي كل من الشيخ الغروي والشيخ الفياض.
    وكذلك فهو على الرغم من اجتهاده وعلميته البارزة فانه غير مشهور على مستوى التقليد ولم يعرف عنه مقلّد واحد كما ذكرت فتوجيه ضربة اليه هو بمثابة التدرج الى ماهو اهم على الساحة كما سوف ترى بأنهم انتقلوا الى الشيخ الغروي الذي يتملك قاعدة بسيطة في العراق ولكنها على أية حال افضل من شعبية البروجردي.
    وكان الشيخ البروجردي قد افتى بالاحتياط الوجوبي بحضور صلاة الجمعة مما شكل في وقته دعماً لصلاة الجمعة وخروجاً عن خط السيستاني الذي جاهد بكل ما يمتلك من اعلام واموال للقضاء على هذه الفريضة المقدسة.
    مقتل الغروي
    بعد شهرين من اغتيال الشيخ البروجردي وصل الدور الى عالم من اكبر علماء النجف وهو الشيخ الغروي وذلك بحادثة دموية بشعة.
    وذلك ان الشيخ(قدس) كان يزور كربلاء في كل ليلة جمعة ويعود بعد صلاة العشاء وفي هذا اليوم كان بانتظاره الجلاوزة حيث تم قطع الطريق بعد مرور سيارته وبعد ان تمت تصفيته باطلاق العشرات من الاطلاقات النارية على وجهه وكل جسده تم فتح الطريق.
    ونقل جثمانه الى كربلاء وكان اليوم التالي هو الجمعة فحدثت تظاهرة بعد صلاة الجمعة في كربلاء وعندما أتى الخبر الى الامام الصدر تأذى بسببه كثيراً الى درجة انه لم يستطع اكمال خطبته لألم شديد في رأسه.
    والشيخ الغروي كان كالشيخ البروجردي ليس من اصحاب السياسة ولم ينقل عنه تصريح واحد مخالف للمسلك التقليدي إلاّ انه يختلف عن البروجردي بأمور:
    1 ـ انه كان يقول حضرت بحث الخوئي اربعين سنة لم اقل يوماً بأعلميته وهذا فيه ما فيه.
    2 ـ حصول اكثر من مصادمة مع محمد تقي الخوئي بسبب موقفه منهم الى درجة انه أعتدى عليه بالضرب في احدى المرات.
    3 ـ مؤيداً لمرجعية السيد السبزواري مع انه كان يرى انه أعلم من الخوئي والسبزواري ومعلوم أن السبزواري مخالف تماماً للمسلك التقليدي بنسبة مهمة.
    4 ـ كانت له نسبة من التقليد وشهرة في داخل العراق وخارجه بخلاف الشيخ البروجردي.
    5 ـ كان الشيخ الغروي مستقلاً يرى انه احق من غيره بالمرجعية بينما الشيخ البروجردي كان تابعاً للخوئي ثم للسيستاني وان كان قد انفصل في السنة الأخيرة من حياته.
    تحليل:
    كان من المفترض ان تقوم الحكومة العراقية بتوجيه الاتهام المباشر الى السيد جعفر الصدر وذلك بعد خروجه الى ايران والى السيد مصطفى الصدر وذلك من خلال توجيه بعض الاشخاص وعرضهم في الاعلام على انهم عصابة اخذت الاوامر بقتل الشيخين من هذين السيدين والفتوى من الامام الصدر وعندما وصل الأمر الى الامام الصدر احبط هذه المحاولة من خلال شريط تسجيل بيّن فيه ان هذه المؤامرة قد كشفت وانه مقصود بها.
    والظاهر ان النظام كان يهيء الارضية المناسبة لاغتيال الامام الصدر بأغتيال الشيخين وذلك كما ذكرت فان قتل البروجردي الذي لا يمتلك قاعدة تمهيد لاغتيال الشيخ الغروي الذي يمتلك قاعدة وان كانت ضعيفة وقليلة.
    وقتلهما معاً تمهيد لاغتيال الامام الصدر القائد المطلق في العراق.
    ففي حال عدم حدوث اي رد فعل من الحوزة او من خارجها واعني الجماهير فان الأذهان تكون مهيأة لاستبقال نبأ أغتيال الامام الصدر ولن يكون مفاجأة وكان هذا ما حدث فبالاضافة الى تأكيد الامام الصدر نفسه امام عدد من خواصه انه بالتأكيد سوف يقتل فان الاحداث كانت تسير بشكل سريع والمواجهة تحتدم يوماً فيوم وكان الشارع يتوقع أحد امرين اما ان يقضي الامام الصدر على النظام أو يقوم النظام بقتل الامام الصدر.
    ولكن حساب النظام لم يكن في محله فما حدث بعد اغتيال الامام الصدر من انتفاضات وتمسك شديد بخطه لم يجد له النظام اي علاج الى هذا الوقت.
    واما على صعيد الحوزة في النجف فلم تصدر أي بادرة باستثناء غلق المكاتب لثلاثة أيام أو أكثر وفتحها بعد ذلك بقليل إلاّ ما كان من الامام الصدر الذي قال ما قال في خطبته بعد مقتل الشيخ الغروي.
    وقام مقلدوا الامام الصدر وائمة الجمعة في العراق كافة بأقامة مجالس التعزية والفاتحة لمدة ثلاثة ايام متتالية وقد حصل المنع في بعض المحافظات على اقامة مجالس التعزية هذه.
    ويبدو ان الوقت الذي اختير لاغتيال الشيخ الغروي كان مقصوداً اذ في قمة مباريات كأس العالم لكرة القدم سنة 1998م حيث أغلب سكان العالم مشغولون بمتابعة المباريات ونسيان أي حدث بسهولة مهما كان مهماً وقد جاءت الحادثة قبل مباراة ايران مع امريكا بثلاثة ايام فبعد الحادثة تليت بيانات استنكار عديدة ولكن في يوم الاحد عندما فازت ايران على امريكا خرجت الجماهير الاسلامية فرحة بهذا الانتصار!!
    اما دم الغروي فقد ذهب بين اقدام اللاعبين في ملاعب فرنسا.










    فتنة السالكين
    كما علمنا مما سبق فان شهيدنا قد تتلمذ بالعرفان أو سلك على يد الحاج عبد الزهرة الكرعاوي(قدس) وكان طابع العرفان والاخلاق هو السائد على مجمل سيرة شهيدنا ولما تصدى للمرجعيّة وقيادة المسلمين كان له في بداية تصديه بعض من المريدين كما يعبرون اي طلبة سلكوا على يديه ولا يخفى ان الكثير من كبار العرفاء قد شطحوا ولو نسبياً وبعضهم قد انحرف كلياً كما حدث مع الحلاج. المهم ان بعضاً من هؤلاء الطلبة لم يطق ماعند شهيدنا من العرفان ومما لا يعلمه إلاّ الله، فأطلق كلمته المشهورة مخاطباً الامام الصدر(تزول الجبال ولا يزول اعتقادي في انك المهدي المنتظر) فناقشه شهيدنا في المسألة وقال له: هل يوجد احتمال ولو ضئيل بأني لست المهدي(ع)، فاذا وجد هذا الاحتمال الضئيل بطل استدلالك.
    وقد تم نشر هذه المقولة بلسان الشهيد الصدر عبر شريط تسجيل وذلك حسب الظاهر بعد ان لم يجد شهيدنا بداً من النشر وبعد ان توسعت رقعة هذا الادعاء وكان هناك عدد آخر من السالكين المنحرفين يعتقدون بهذا الاعتقاد ونشروا بين الناس هذه الفكرة فاضطر شهيدنا في احدى خطبه التي سبقت الشهادة بأسابيع الى اعلان هذا الادعاء والبراءة ممن يدّعيه وكان صاحب هذه المقولة هو الشيخ منتظر الخفاجي من أهالي مدينة قلعة سكر التابعة لمحافظة الناصرية.
    ونشر البعض الآخر ادعاءً جديداً وهو ان الامام الصدر هو النفس الزكية التي تقتل بين الركن والمقام وكان صاحب هذ الادعاء هو ـ السيد سعد النوري ومن رافقه فنشروا هذا الامر الآخير في محافظة البصرة على وجه الخصوص وقد انتشر الامر في هذه المحافظة وكان هذا السيد يقف امام صورة الامام الصدر ويقول: متى تقتل ونرتاح بخروج الامام(ع).
    وكانوا قد اشاعوا بين الناس ان الامام الصدر سوف يصلّي الجمعة في مسجد الكوفة (وذلك قبل تصدي السيد الشهيد للصلاة في مسجد الكوفة) وانه اذا صلّى فانه لن يستمر أكثر من اربع وأربعين جمعة ثم يقتل بعد ذلك فيظهر الامام(ع) وعلى العموم فهذه المعلومة الآخيرة على خطورتها لم يعلم الى الآن مصدرها ولكن المتيقن ان السالكين المنحرفين قد اشاعوها وكون السيد سوف يصلّي في مسجد الكوفة فهذه ليست من انباء الغيب بل كان هناك همس وحديث حول نية السيد بالصلاة في الكوفة.
    واما العدد المنحصر بأربع وأربعين فحتى على فرض وجود نصّ (وهو مالم اعثر عليه أو اسمع به) فان نشر هذا الامر بين الناس يلزم منه ان يتعجل الناس بقتله. ومتى ما قتل فلن يستنكر احد.
    لانه متى ما قتل فسوف يظهر الامام(ع) فشاء الله أن يكذبهم ويكونوا اعواناً للكافرين في نشر هذه القضية التي استفحلت في الاسابيع الأخيرة لمقتله(قدس).
    وحتى على فرض صحة ادعاءهم في ان الامام الصدر هو النفس الزكية أو غيرها فان مجرّد براءة الامام الصدر من هذه الدعاوى ومن مدعيها واصرار هؤلاء عليها يكفي في حد ذاته ان يعدوا من اعداءه ومخالفيه اذ عصوه بعد ان بلّغهم بكذب هذه الدعاوى.
    لذلك قال شهيدنا:
    ان نشر هذا الادعاء هو مشروع ـ لقتلي ونشره هو دعم لقتلي ـ وجمع عدداً من القائلين بذلك واقسم بالقرآن العظيم انه ليس النفس الزكية التي تسبق ظهور الامام(ع) بخمسة عشر يوماً وحسب الظاهر ان كلام الامام الصدر لم ينفع معهم فقال لخواصه من اهل البصرة: اقضوا على هذه الفتنة ولو ادى ذلك الى سفك الدماء فانتشارها بين الناس هو اعطاء ذريعة للنظام البعثي لقتلي.
    وكان السالكون يقولون ان الامام الصدر يخالفنا في الظاهر وفي كلامه ولكنه يوافقنا في الباطن فأعلن الامام الصدر عن فسق السالكين وأوجب عليهم اعلان التوبة فمنهم من تاب ورجع ومنهم من اصر واستكبر عن اعلان التوبة، وكان شهيدنا قد منعهم من ايصال افكار السلوك الى الناس ولكنهم كانوا لا يطيعون في الغالب والظاهر ان هناك ايدي خفية تتلاعب بهؤلاء اذ ان بعضهم انحرف انحرافاً خطيراً وارتكبوا المحرّمات والكبائر بفلسفة عجيبة ويدعون ان ذلك يقربهم من الله.
    وقد امر الامام الصدر بطرد عدد منهم من المدارس كما في مدرسة البغدادي والآخند واللبنانية وغيرها، والسالكون يعتقدون بالتناسخ كما طالعت بنفسي محاضرات لمنتظر الخفاجي وهناك عدد منهم في الديوانية ادعوا حلول ارواح بعض المعصومين او العظماء من اولاد الائمة(عليهم السلام) والاصحاب(رحمهم الله).
    ومما يلفت النظر ان هؤلاء هم الوحيدون ممن لم يواجه النظام في ذلك الوقت بل انهم مقبولون عند السلطة، ولم يذكر احد ان واحداً منهم قد اعتقلته السلطات في يوم حتى بعد استشهاد الامام الصدر وبعضهم كان مقبولاً وتصرّ الجهات الحكومية على تواجده في بعض المدن وتصديه لصلاة الجماعة وبعضهم كان يطلب منه اقامة صلاة الجمعة مكان الامام الذي ينصبه الامام الصدر كما حدث في الديوانية مع السالك المعروف ـ السيد فرقد القزويني الذي انحرف ولم يتب على يد شهيدنا وكان اماماً للجمعة فعزله شهيدنا ونصّب مكانه اماماً آخر ولكنه عاند بشدة واستعان بالسلطة فلم يفلح الى يومنا هذا. ولكن هذا لا يعني ان السالكين جميعاً من المنحرفين بل يوجد فيهم الذين استقاموا ولم ينجرفوا مع التيار المشبوه بل ان شهيدنا قد اعدّ نخبة من الطلبة الورعين والذين لا يعلم بهم إلاّ الله والقلّة القليلة من خواصه.
    ومن طبيعة السلوك هو الخفاء وعدم الافصاح عنه وكما رأينا فأن اولئك المنحرفين بالاضافة الى انحرافهم فأنهم صاروا ذوي شهرة وهم يتبجحون بأنهم من العرفاء.
    وقد استفاد النظام من هذه الحركة على عدة محاور:
    المحور الاول: تشويه الاسلام والاحكام الشرعية حتى ان هؤلاء يرون ان الصلاة والصيام وباقي الواجبات ليست الزامية وينطلقون من تفسيرهم الخاص لقوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فاذا وصل الانسان الى مرحلة اليقين فلا حاجة الى العبادة اذ ان اليقين هو الغاية من العبادة والعبادة ماهي إلاّ مقدمة للوصول الى اليقين فاذا حصلت النتيجة أو الغاية فالمقدمات تصبح غير ضرورية أو منتفية.
    وهم قد ارتكبوا المحرّمات بشكل كبير كشرب الخمر واللواط والزنا والغناء ومشاهدة الأفلام الخليعة وكان بعضهم(والعياذ بالله) يبصق على شباك أمير المؤمنين(ع) وذلك حسب منظور منحرف كما ذكرت وهو ان الانسان حينما يرتكب المحرّم يحصل عنده ندم وهذا الندم عبارة عن الاحساس بالاثم عندها يكون قريباً من الله، وكذلك فان تمكين الآخرين من انفسهم كاللواط فان ذلك اذلال للنفس التي جبلت وبالفطرة على كراهة هذه العملية واذا حصل الاذلال فهو قمع للنفس الامارة، وعندهم ايضاً تبادل الزوجات وذلك ان الزوجة تعتبر ملكية خاصة لفرد من بين البشر والسلوك يقتضي عدم امتلاك شيء في هذه الدنيا فعندها يمكّن الآخر من زوجته فهو يقضي على حب الدنيا والتملك في نفسه الامارة.
    ومن هنا استغلت السلطات هذه الفئة المنحرفة الضالة لتشويه الاسلام ولضرب حركة الامام الصدر إلاّ أن...
    يتبع في الحلقة القادمة...

  6. Top | #21

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 21

    ومن هنا استغلت السلطات هذه الفئة المنحرفة الضالة لتشويه الاسلام ولضرب حركة الامام الصدر إلاّ أن ذلك لم ينتج سوى المزيد من السخط على النظام وهذه الفئة، وايضاً المزيد من الالتفاف حول السيد وقد استجابت الجماهير لأمر الشهيد الصدر بمحاربة هؤلاء وعز لهم.
    والمحور الآخر: ان النظام استفاد من بعض هؤلاء المنحرفين الذين طردوا من الحوزة لغرض الصاق بعض التهم بالامام الصدر وذلك ما حدث في محاولة الصاق تهمة قتل البروجردي والغروي(قدس) فان من ضمن المتهمين المدعو الشيخ محمد الكربلائي وهو من الطلبة الساكنين في مدرسة اللبنانية وقد ضبطت في غرفته قناني خمر وبعض الاشياء المحرمة فطرد من المدرسة والحوزة وقد القت السلطة القبض عليه والظاهر ان الحدث كلّه مجرّد مسرحية وظهر على شاشات التلفزيون وهو يتحدث عن عملياته التي قام بها وحسب وجودنا في الحوزة في ذلك الوقت ومشاهداتنا للاحداث وما نقله الثقات فان ما رووه عن الحوادث مخالف للواقع والكذب واضح (بأستثناء ما ذكره حول معاملة المكاتب الأخرى للطلبة فأن ما ذكره صحيح ).
    وهنا اذكر خطبة الامام الصدر بخصوصهم وهناك التفاته مهمة ذكرها شهيدنا وهي (انهم لن يتوبوا) اي انهم حتى لو قالوا انا تائبون فهذا فقط حسب الظاهر وفي الواقع انهم يجارون الحدث لا أكثر.
    وفي الجمعة رقم 16 بتاريخ 6 جمادى الآخرة 1419 الخطبة الثانية قال(رض): في هذه الخطبة اودّ ان اذكر واتعرض الى ما يسمّى بالسلوكيين الذين اصبح امرهم مشهوراً وعلناً لكي احذر المجتمع منهم واحذر المؤمنين منهم وأحذر المسلمين منهم.
    هل تعلم نواياهم؟ هل تعلم اهدافهم؟ هل تعلم عقائدهم؟ هل تعلم دينهم؟ لكي تركن اليهم وتأخذ بقولهم.
    مجرّد انك تجده ظاهر الوثاقة والصلاح ويتكلّم معك بعدة مفاهيم ملفتة للنظر ومعجبة لك، حينئذ تركن اليه وتصدقه ولكن هذا اولها وأنت لا تعلم آخرها.. انا اقول ان أولها بديع وآخرها شنيع هل تعلم انه يريد مصلحتك أو لعله يقصد اخراجك عن ايمانك وعن اسلامك وان يجعلك لقمة لجهنم وبئس المصير انا اقول أتبعوا حوزتكم وأتبعوا علماءكم وأتبعوا القرآن واتبعوا كلام المعصومين(عليهم السلام) (لم يغشّكم واحد من هؤلاء) اما واحد مبشوه يتكلّم بأمور اخرى لا تفهمها ولا تعلم نتائجها فهذا ما ينبغي الحذر منه والبعد عنه وكل ذلك اي كلام الكتاب الكريم والسنة الشريفة بعيد كل البعد عن كلام هؤلاء الشذاذ المبطلين السائرين في غير طريق الله سبحانه وتعالى.
    لو كان الله تعالى يريد للمجتمع ذلك لبيّنه في كتابه الكريم ولو اراده النبي(ص) أو المعصومون(عليهم السلام) لقالوه للناس ولربّوا الناس عليه وسلّكوا الناس عليه كما يعبّر هؤلاء.. اذا كان التسليك واسعاً كما يدّعي هؤلاء فلماذا لم يسلّك المعصومون اصحابهم ولماذا لم يأمروهم بتسليك الآخرين.. خذوا بقول المعصومين وقول علماءكم وقول ثقاتكم وأهل الحل والعقد فيكم فأحذروا هؤلاء وابتعدوا عنهم فانهم يخرجونكم عن دينكم ويبذورن فيكم بذور العقائد الفاسدة ويصوّرون لكم الباطل بصورة الحق ويبعدونكم عن رضا الله سبحانه وتعالى وعن الجنّة، واذا كانوا يعتقدون برأيي كما يزعمون ويأخذون بقولي كما يدّعون وأنا المفروض (اذا لم تسيطر عليّ نفسي الامارة بالسوء) أنا لا اريد لأي فرد إلاّ الصلاح والفلاح فليغيّروا حالهم وليبدّلوا حالتهم ومقالهم فانهم عصوني (واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلاّ خساراً) هم عصوني في كثير من الامور المهمة واساءوا فهمي في عدد آخر منها واضافوا من عند انفسهم عدداً آخر منها وكل ذلك انا منه برىء في الدنيا والآخرة.
    وأسفاً على سوء العاقبة على هذه المجموعة التي كنا نتوقع منهم الخير والصلاح فانقلب الى الشر والفساد والضلال، وسوف يقولون لكم وقد قالوا فعلاً لكم ان السيد محمد الصدر لا يقصد ما يقول وانما يريد حفظ الظاهر وانما يعمل بالتقية وان لنا اتصالاً باطنياً به واننا نفهم مقاصده الواقعية وانه عميق بحيث لا تستطيعون ان تفهموا كلامه وكل ذلك استطيع ان اسميها حيل شرعية وهي كذب محض وانا منهم برىء وأنا منهم بعيد واصبحوا كلما انهاهم وأردعهم فانهم يزدادون عتواً ونفوراً فأنا أخاطب المجتمع المؤمن ذوي العقول الصافية والنفوس البرئية ان يقاطعوا هؤلاء ويتبرأوا منهم ويبتعدوا عنهم بعد السليم من الاجرب... ومالم يتب هؤلاء (ولن يفعلوا) لانهم غير مستحقين للتوبة.
    صحيح ان الزهد مستحب وحب الدنيا رأس كل خطيئة ورين القلب ودغله مذموم إلاّ ان هذه هي تعاليم ديننا الحينف ولا دخل له بالتفاصيل والعقائد الفاسدة التي ذكرها هؤلاء.
    هم زهدوا في الدنيا وابتعدوا عنها؟ صحيح هم زهاد؟ لا ليسوا بزهاد دنيويون صرف وانما يريدون بأعمالهم هذه وأقوالهم هذه الشهرة والسيطرة والمال وتكوين تكتلات وقلاقل في المجتمع وأنا من كل ذلك برىء أعاذنا الله من كل مكروه وأما هذا الذي يحتج به البعض عليّ من انك قلت في الجزء الثاني من فقه الاخلاق هذه العبارة القديمة التي هي موجودة في بعض كتب ابناء العامة (من لا شيخ له فشيخه الشيطان) فكأنه اذن لابد أن يكون للفرد شيخ مثل هؤلاء لكي يربيه ويدربه ويسلكه كأن هذه الرواية تشير الى هذه المجموعة بالذات أسفاً على العقول القاصرة والتأويلات الفاسدة.
    اولاً: انها ليست رواية أصلاً وانما هي من موضوعات بعض الصوفية.
    ثانياً: انني اذكر كثيراً من الاشياء والمفاهيم بصفتها اطروحة لا بصفتها امراً جزمياً وهذه الفكرة منها.
    ثالثاً: انها على تقدير وجودها كرواية فهي رواية ضعيفة جداً ومرسلة ولا حجية فيها... ولو كنا في الفقه والتفسير لرفضناها بالكلية.
    رابعاً: انه من الواضح اننا ان صدّقناها فانما يراد بالشيخ حينما يقال (من لا شيخ له فشيخه الشيطان) أي من لا مربي له فمربيه الشيطان... ليس المربي هو المربي الذي يدعو اليه هؤلاء وانما كل شخص يهديه ويوجهه ويعلّمه الخير والصلاح.
    طبعاً اذا واحد لا يوجد من يعلمه الخير والصلاح فشيخه الشيطان لأنه تتسلط عليه النفس الامارة بالسوء والشيطان ويذهب الى حيث لا رجعة.
    لكن من قال ان الشيخ هو الشيخ الباطني؟ كلا بل هو الشيخ الظاهري الذي يدلك على طاعة الله وعلى ولاية أميرالمؤمنين وأهل البيت(عليهما السلام) ولا موجب ان نفهم من الشيخ هو الشيخ في علم السلوك وعلم الباطن أو على الطريقة الصوفية... كلا ثم كلا... وأريد الآن ان أذكر لكم جانباً من عقائدهم الفاسدة بأختصار.
    اولاً: انهم تاركون لتعاليم الشريعة كالصلاة والصيام وغيرها تأويلاً للآية (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) وقد جاءهم اليقين بزعمهم.
    ثانياً: انهم يرون انفسهم اعظم من النبي والقرآن اذن فلا موجب لطاعة النبي(ص) وطاعة القرآن.
    ثالثاً: انهم ينكرون يوم القيامة والثواب والعقاب والنار وانما الثواب و العقاب في نظرهم نفسي وباطني وليس كما يقول الدين الاسلامي الحنيف من ان هناك حشراً ونشراً وقيامة وثواباً وعقاباً وجنّة وجهنم. كل ذلك خطأ اي في نظرهم الفاسد.
    رابعاً: انهم يأمرون الناس بالتخلي عن عقولهم وعزل تفكيرهم والطاعة العمياء لهم، اي لهم بصفتهم شيوخ سلوك وطريقة. مع ان النتيجة الصريحة والاولية لذلك (اي للتخلي عن العقل) هو الكفر والالحاد لأن العقل هو الدليل او الدال الرئيسي على وجود الله سبحانه فاذا زال العقل او زال الاعتماد عليه انسد باب الاستدلال بالخالق فيصبح الفرد في لحظة من حيث يعلم أولا يعلم ملحداً... الله خلق العقل وخاطبه [ بك أُعبد وبك أُثيب وبك أعاقب ] فاذا رفضناه كنا من الخاسرين بطبيعة الحال وكذلك في الرواية ان العقل نبي من الباطن والانبياء انبياء من الخارج يعني كل واحد، الله جعل له نبياً في باطنه عليه اتباعه فاذا ابعدونا وفرغونا من عقولنا معناه قتل النبي الذي (بعثه الله لنا) وعلينا ان نطيعهم صرفاً على شهواتهم وانحرافاتهم.
    خامساً: انهم يؤمنون بالحلول وان روح علي(ع) حلّت بفلان وروح سلمان حلّت بفلان وروح أبي ذر حلّت بفلان وروح الزهراء حلّت بفلانة وهكذا يقسّمون الوظائف بينهم وهذا من المضحكات المبكيات والذي ترفضه الشريعة بصراحة وتوجد هناك اخبار عن قضية الشلمغاني والحلاج وغير ذلك.
    الائمة شنّوا حرباً شعواء ضد هذه المقولات وامثالها وهم يعدّون انفسهم ويظنون انهم أعلى من النبي اذاً فهم أعلى من علي وسلمان وكل البشر فما معنى لتلبسيهم؟ إلاّ لمجرّد الدعاية لأنفسهم وجلب قلوب البسطاء اليهم وإنا لله وانا اليه راجعون.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    تبّت يدا ابي لهبٍ وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى ناراً ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبلٌ من مسدّ.











    حسن الكوفي
    هناك العشرات من اعداء الشهيد الصدر في حوزة النجف ومنهم من كان يظهر العداء ومنهم من كان يدفع للآخرين لينحرفوا عنه وفئة أخرى ساكنة ساكتة لا تؤيد اية جهة وفئة أخيرة تتخبط يميناً ويساراً ومن هؤلاء الشيخ حسن الكوفي أو حسن الجراح وهو شاب في حوالي الأربعين من العمر والكوفي من اساتذة مواد السطوح ومستواه عادي وهو خطيب وقارئ منبر حسيني وكثيراً ما كان يقرأ في المواسم في محافظة البصرة وعنده في هذه المحافظة مجموعة من الاصدقاء أو الاتباع مثل الشيخ محمد فلك المالكي (وكيل السيستاني) في البصرة وقرأ في الشطرة في السنوات الأخيرة مرة واحدة مع حادثة سوف أذكرها.
    كان حسن الكوفي قد حضر بحث الامام الصدر لمدة وجيزة ثم انقطع وذلك ان كل من لديه مصالح عند مكتب السيستاني كان يقاطع اولاً بحث الامام الصدر اساساً وإلاّ تعرضت مصالحه للتلف ويحضر بحث السيستاني كالمعتاد والبروجردي والغروي والفياض.
    وكان مقلّداً للسيستاني حسب الظاهر ولكنه كان يميل الى ولاية الفقيه وكان يدعي ان السيستاني يقول بولاية الفقيه خلافاً للضرورة في وراثة الحوزة التقليدية وكان يهاجم الشيخ علي الغروي بشدة ويعتبره لا يفهم شيئاً وذلك انه ادعى انه ناقشه حول ولاية الفقيه وان الغروي نفاها وكان الكوفي من سماسرة الحوزة التي تعادي الامام الصدر اذ كان يوزّع اموالاً طائلة على اتباعه المراهقين وكان زعيم العصابة التي تلتف حول عدد من مقلّدي الامام الصدر لثنيهم عن تقليده.
    وقبل تسارع الاحداث كان الكوفي يحضر الى مسجد الكوفة للصلاة خلف الامام الصدر(رض) ولكنه انقطع بعد مدّة ويظهر انه قد جاءت اليه اشارة او ان الامر مجرّد لعبة فهو يحضر مدّعياً عدم التعصب وبعد ذلك تبين له ان هذه الصلاة لا تهدف إلاّ الى هدم الاسلام وكان وبحضوري يقول ان تقليد الامام الصدر أصلح ومرّة يقول انفع ومرة يقول أعلم ومرّة يقول هو متساوي مع السيستاني في الأعلمية.
    وكان بذيء اللسان جداً بالخصوص كما ذكرت مع الشيخ الغروي وأخيراً تجرأ وسب الامام الصدر سبّاً فاحشاً وحدثت مشاجرة مع احد طلبة مدرسة اليزدي حيث كانت غرفة الكوفي وسبب تطور الاحداث كالتالي:
    امر الامام الصدر بأخلاء المدارس ممن يمتلك بيتاً في النجف والسبب هو ان الاعداد المتزايدة التي كانت تقدم الى النجف لم تكن تجد مكاناً لها في المدارس مما اضطر عدداً منهم الى المبيت في بعض المساجد أو المقابر التابعة للاسر العلمية كمقبرة آل كاشف الغطاء ومقبرة القزويني وغيرهما وكان الامر عادلاً وطبيعياً فلا موجب لاشغال غرف الكثير من المدارس بطلبة وشخصيات علمية وهم يمتلكون بيوتاً قرب هذه المدارس وكانوا لا يشغلون هذه الغرف إلاّ لأوقات من النهار قليلة لا تتجاوز الساعتين لذلك شكّل الامام الصدر لجنة من موظفي المكتب لمتابعة الأمر وقد عاند عدد من الطلبة ورفضوا اخلاء الغرف مما اضطر اللجنة الى الكلام معهم والبعض كان قد اقفل غرفته وذهب الى بيته فحصلت اللجنة على امر بكسر الاقفال فشمل الامر عدداً من الفضلاء مثل رضي المرعشي الذي استاء من هذا التصرّف وعده تجاوزاً لا يغتفر.
    وكان من ضمن هؤلاء حسن الكوفي حيث أنه يشغل غرفة في مدرسة اليزدي ومعه احد الطلبة من محافظة البصرة فساءه هذا الامر فحدثت المشاجرة مع أحد الطلبة فسب الامام الصدر كما ذكرت.
    فرفعت هذه القضية الى الامام الصدر باستفتاء وذكروا له تجاوزه فكان جوابه(رض) وانقله بالمعنى (ان هذا الرجل مجهول الاتجاه ولا نعلم لأي جهة
    يعمل وكلامه وعمله لا يخدم إلاّ الاعداء وأظنه قال إلاّ اسرائيل) فجاءوا بالاستفتاء وعلّقوه في لوحة الاعلانات في مدرسة اليزدي الكبرى وقرر الطلبة منع حسن الكوفي من دخول المدرسة فقام بعض الطلبة بأبلاغ حسن الكوفي بهذا الاستفتاء وقرار الطلبة فكان يومها يمشي كالميت من شدة الخوف وكذلك الخوف من انتشار الاستفتاء فذهب بتوسط بعض الطلبة الى مكتب الامام الصدر وعندما جلس حاول اظهار شيء من الشجاعة فقال:
    سيّدنا سوف نؤخرك وأنت الآن جائع.
    فأجابه الامام الصدر(رض): أنا جائع الى رحمة الله.
    فتحدّث بالامر ومعه احد طلبة اليزدي وأخيراً قال له شهيدنا: انما مثلي ومثلك مثل خباز وقف الناس بصف امام فرنه لشراء الخبز وجاء أحد من الشارع ووقف قرب الباب وتجاوز الصف فناوشه رغيف خبز تكرماً على اية حال اذهب والغرفة لك بالاشتراك مع احد طلبة المحافظات والاستفتاء سوف لن ينشر.
    ثم قام وخرج وعاد الى المدرسة، ولكنه بعد فترة وجيزة تعدى مرّة أخرى على الامام الصدر مع زمرته من مدرسة اليزدي وكان فيها عدد من اصحابه وتجاوز اكثر من المرة السابقة فراجعوا الامام الصدر بهذا الخصوص فتكلّم فيه وذكره في احدى اللقاءات المسجلة المنتشرة وقال فيه كلمته المشهورة (انه يحفر قبره بيده) وقرر طلبة اليزدي من مقلّدي الامام الصدر عدم السماح له بدخول المدرسة (فلم تطأ قدماه بعد ذلك بابها حتى قتله النظام بحادثة مشهورة) المهم انه بقي على تجاوزاته وبعث بأخوته أو أحدهم مع بعض سفلة الكوفة وهدّدوا بعض مقلّدي الامام الصدر من الطلبة.
    وفي تلك السنة في شهر رمضان كان يريد الذهاب الى البصرة لإقامة مجالس تعزية هناك فكان يأخذ مبالغ عالية ويقول (انا لا أُقيم المجالس قربة لله وإلاّ فسوف اموت جوعاً) ولكن اهل البصرة توعدوه ان هو جاء الى البصرة فذهب الى قضاء الشطرة في محافظة الناصرية لمجلس اقامه حسين بن خيون آل عبيد شيخ عشيرة (عبودة) ولكن بعد وقت قليل جاءه عدد من أهالي الشطرة وهددوه ان هو بقي في الشطرة ان يبعثوا برأسه الى الامام الصدر قبل حلول العيد فهرب في الليل وعاد الى النجف فقام الكوفي بنشر شريط تسجيل يتحدّث فيه ضد الامام الصدر وكان يسخر من السيد ويقدح فيه فأدى ذلك الى سخط الناس عليه وبعد استشهاد الامام الصدر أخذته السلطات واستغلّت هذا الشريط المسجل واتهمته باغتيال الامام الصدر مع عدد من الاشخاص وتم اعدامه.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  7. Top | #22

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 22

    وكان قد ظهر من على شاشات التلفزيون وهو يعترف بقتل الامام الصدر وآثار التعذيب ظاهرة عليه وكان من ضمن الذين ظهروا مع الكوفي المدعو السيد احمد الاردبيلي وهذا الرجل قد ظهر على الساحة فجأة حوالي سنة 1997وقد ادعى بأنه كان معتقلاً منذ عشر سنين وانه يؤيد السيد في مرجعيته وعندما راجع عدد من الطلبة مكتب الامام الصدر حول شخصية هذا الرجل تبيّن ان الامام الصدر يرى ان هذا الرجل مشبوه ولا يثق به ولا يعتني بدعواه والتأييد له.
    وقد رحل الى كربلاء فحدثت معه حادثة غامضة حول قضية اخلاقية. استطاع الاردبيلي التغرير ببعض الحمقى ودعاهم للعمل معه ولكن الى الآن لم يُعرف كنه العمل الذي أراده منهم.
    النتيجة انه ظهر على شاشة التلفزيون وأعلن انه احد المشاركين في عملية اغتيال الامام الصدر والمؤكد ان الكوفي لا علاقة له بحادثة القتل بصورة مباشرة وانما هو احد الحمقى الذين استغلهم النظام بصورة أو بأخرى ولو من حيث لا يعلم لغرض ارتكاب الجريمة العظمى بحق الامام الصدر(رض).
    ولكن الكوفي ومن وراءه يتحمّلون دماء آل الصدر والعراقيين الذين سقطوا تحت رصاص النظام وكذلك محاولة اجهاض النهضة الاسلامية المباركة التي قامت في العراق لان ا لهدف الرئيسي لسادة الكوفي هو القضاء على الصدر لانه ضمير الاسلام الحي الذي اسقط العروش الخاوية والمافيا المتسلطة على رقاب الشيعة.

    ثعلب الصحراء
    اشتدت المواجهة بين النظام وبين قوات التحالف في الفترة التي سبقت شهر رمضان1419هـ وهذا ما كان ظاهراً امام العالم وعندما بدأت العمليات الجوية تصاعد الاعلام الدولي بأن الولايات المتحدة عازمة على اسقاط النظام وعند حلول شهر رمضان اعلن (بيل كلينتون) رئيس الولايات المتحدة انه: احتراماً لشهر رمضان سوف يوقف العمليات أو يخفف منها وهكذا استمر القصف المتقطع للايام التالية وهنا يطرح سؤال وهو هل ان قرب حلول شهر رمضان كان غائباً عن ذهنية التخطيط الأمريكي والساسة الامريكيين؟
    بالتأكيد ان الامر ليس كذلك بل هناك اسباب وراء ذلك:
    الاول: عدم تشديد الضربات العسكرية بحيث يفقد النظام السيطرة ويكون بالامكان حدوث انقلاب أو ثورة شعبية.
    الثاني: عدم اعطاء فرصة للمجاهدين من ابناء الداخل الذين يرتبطون بالمعارضة الخارجية للقيام بأعمال كبيرة لاسقاط النظام وان كانت هذه النقطة محل للمناقشة اذ لم يقم اي طرف من اطراف المعارضة الاسلامية وغيرها بأي عمل عسكري ضد النظام مما يؤكد وجود تواطيء أو تهديد كما سوف نرى.
    الثالث: ان الولايات المتحدة تريد أن تعزف على وتر شهر رمضان واحترام شعائر الامم الاسلامية وغيرها لابعاد الرأي العام عموماً والاسلامي خصوصاً عما يحدث في هذا البلد.
    وقد ذكر الامام الصدر في احدى خطبه خلال مدة القصف اشارات مهمة لم اجد الى الآن من استطاع ان يعطي التفسير المناسب لتصريحاته(رض) فقد أعلن ان هذا القصف يستهدف الحوزة العلمية لا غير.
    وان هذا القصف عقوبة ا لهية بسبب المنع الذي حصل لزيارة سيد الشهداء(ع) في الخامس عشر من شعبان من نفس السنة.
    وأعلن ان الظالم سيفي انتقم به وانتقم منه: اي ان الولايات المتحدة ظالمة انتقم بها من الظلمة وأنتقم منها.
    وخلاصة ما يهمنا هنا ان الامام الشهيد قد أعلن ان ا لهدف من القصف هو حوزة النجف ولم يتضح الامر بجلاء إلاّ بعد استشهاده وذلك ان القصف الجوي هو ايحاء امريكي الى العالم بأنه ضد النظام مع انهما يخططان لجريمة قريبة اذ قبل استشهاده سافر نائب رئيس وزراء النظام طارق عزيز الى تركيا وعاد قبل الجريمة بأربعة أيام وقد تواتر النقل عن الامام الشهيد انه كان يقول: اذا عاد هذا اليهودي(طارق عزيز) من تركيا فأنه يعود بأذن لقتلي.
    ومما يزيد من قوة هذا الاحتمال ان هذه الزيارة كانت مفاجأة ولم يكشف عن مضمونها إلاّ ما ذكره الأعلام من قضايا روتينية وإلاّ فهل من قبيل المصادفة ان تحدث هذه الجريمة بعد هذه الزيارة مباشرة؟
    والاحتمال الاقرب هو ان النظام بعث بطارق عزيز ليوضح للامريكيين المتواجدين في تركيا أو تكون الوساطة تركية (بأن الامر قد استفحل في العراق وان حركة الامام الصدر قد وصلت الى حد يوشك على الانفجار وانه قادم على عملية اغتيال الامام الصدر وان عواقب هذا الامر قد تعود با لهلاك على هذا النظام وحدوث انتفاضة جماهيرية لا يمكن السيطرة عليها).
    لذلك فان النظام أراد ضمان امور من الامريكيين ليقوم بالمهمة وهي:
    1 ـ اعطاء اشارة الى الجهات الاسلامية بعدم التحرك بأي رد فعل تجاه العراق وهذا ما يمكن به تفسير الصواريخ التي اطلقها الامريكيون في ثعلب الصحراء وسقطت على المناطق الحدودية لايران وهذا بحد ذاته رسالة مقصودة بأن الولايات المتحدة لن تتهاون في الرد على اي تحرك وقد حصل المطلب تماماً كما اراده الامريكيون.
    2 ـ مراقبة الاوضاع داخل العراق في حال فقدان السيطرة من قبل النظام وهذا ما اطلقته وسائل الاعلام الغربية اذ اعلنت بأن الولايات المتحدة وبريطانيا تراقبان الاوضاع عن قرب وهذا ما حدث في اليوم التالي للجريمة وقد تضاعف عمل الاقمار الصناعية في سماء العراق بشكل ملحوظ، وقد كان من المقرر ان تحدث انتفاضة اثناء القصف الامريكي في عملية ثعلب الصحراء وكان المجاهدون في الاهوار والداخل قد اتصلوا ببعض ائمة الجمعة وأخبروهم بقرب حدوث انتفاضة وانهم يحتاجون مساعدة فقام هؤلاء الائمة بالاتصال بالامام الصدر وكان الجواب كالاتي:
    عليكم بالصبر والوقوف على التل، وذلك لأن جميع الأطراف تريد القضاء علينا.
    وكان ما حلله شهيدنا هو ما حدث فعلاً اذ ان القيادات التي تقود المجاهدين قد امرت بأيقاف كل الاعمال العسكرية ضد النظام في تلك المرحلة مع العلم ان النظام قد فقد سيطرته تماماً على كافة المحافظات وعادت الى الاذهان الاوضاع التي سادت اثناء اندلاع حرب الخليج الثانية.
    النتيجة ان هذه العملية كانت تهدف مرجعية الامام الصدر(رض) والتمهيد لاغتياله وقد تعاون مع الامريكيين والبريطانيين جهات اسلامية حسب الظاهر وبشكل أو بآخر.
    وكان حدس شهيدنا في محلّه لذلك قام بأرسال أحد الطلبة بنداء استغاثة سوف اتعرض له في فصل مستقل وقد اثيرت في تلك الايام الكثير من التخمينات حول مستقبل العراق فكان رأي شهيدنا حيث قال(رض): ان الجنوب سوف يقتطع من العراق وهذا الاحتمال بنسبة خمس وتسعين بالمائة ولكن ليحكمكم كل رجل إلا السيد محمد باقر الحكيم فان الرجل عميل.
    وقد ساعدت الجهات الاسلامية في القضاء على حركة شهيدنا وذلك بالتعتيم الاعلامي الذي نوهت عنه اكثر من مرّة.. لذلك قال(رض) اذا لم ادعم اعلامياً فهذا معناه اعطاء الضوء الاخضر لصدام بقتلي!!!
    ومعلوم من خلال مراجعة خطب الامام الصدر ان المواجهة في شهر رمضان هذا قد وصلت الى مستوى اصبح السكوت عنه فيه دلالة واضحة على ان هذه الحركة مصدر خطر على الغرب والمنتفعين من طلاب الكراسي.

    نداء الاستغاثة
    بعد ان تأزم الامر مع النظام وهُدد الامام الصدر بالقتل وأعتقل عدد من ائمة الجمعة والمضايقة المستمرة للصلاة بعث الامام لصدر بأحد ثقاته الى خارج العراق ليقوم بألقاء الحجة الاخيرة على الامة الاسلامية في العالم وكان(رض) يقول (اذا لم يدعموني اعلامياً فهذا معناه اعطاء الضوء الأخضر لصدام بقتلي) وهذا ما حدث اذ بعد ان تم تبليغ كل الجهات الاسلامية بالكارثة القادمة سكت الجميع منتظراً الحدث ويتحمل كل من وصله هذا النداء ولم يتحرك بمقدار ما يستطيع دماء الشهداء من آل الصدر واتباعهم من ابناء هذا الشعب المظلوم وسيكون حسابه عسيراً امام الله وامام التاريخ.
    وكانت العلامة بين الامام الصدر وبين مبعوثه هي هتاف (نريد نريد نريد ـ فوراً فوراً فوراً ـ يا الله يا الله يا الله) فأذا سمع بهذا ا لهتاف وهو في الخارج بلغ ما يستطيع ابلاغه من حركة او حزب أو منظمة او دولة او اشخاص مهمين بأن الامام الصدر في خطر وان العراق والاسلام في خطر.
    ولا يمكن ان يخطر في ذهن احد ان الامام الصدر كان خائفاً من الموت بل هو الذي اثبت انه الوريث الشرعي الوحيد في العصر الحديث لشجاعة أمير المؤمنين(ع) وولده المعصومين(عليهم السلام).
    ولكنه اراد ان يلقي الحجة الاخيرة كما ذكرت كما القاها على الحوزة والغجر في خطبته الأخيرة ولكن الفارق بين هؤلاء ان عدداً من الغجر استجابوا له وتابوا عن سلوكهم المنحرف بينما الباقون اصرّوا واستكبروا والغريب انني قد سمعت بأذني أحدى وكالات الانباء الاسلامية وهي تقول بان الامام الصدر كان قد بعث بنداء استغاثة الى الشيعة في العالم.
    ولكنها اوردت النبأ بعد الشهادة بيوم أو يومين وهذا يعني بأن النداء قد قرع اسماعهم فالويل لمن سمعه أو قرأه ولم ينصر هذا الثائر العظيم. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون وكان مضمون النداء أن الأمام الصدر سوف يقتل إن لم تقم الجهات الاسلامية بدعمه أعلامياً. فوصل النداء الى كل الاطراف ولم يستجب أحد. وقد صدر بيان من طلبة النجف في تلك الفترة وكان البيان بأسم جمع من علماء الحوزة العلمية وهو مكوّن من قسمين القسم الأول:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره الكافرون صدق الله العلي العظيم
    أيّها المؤمنون في كل مكان...
    ان ابناء شعبنا المظلوم في عراق المقدسات، وعلى راسهم الامام السيد محمد الصدردام ظله يقفون الآن في وجه الطغاة على الرغم من المصائب العظيمة التي يعانون منها، ولاجل ذلك فان الواجب الشرعي والوطني يفرض علينا التلاحم والتكاتف من اجل رد كيد الكائدين ومكر الماكرين واليكم حوادث الاسابيع الاخيرة حول صلاة الجمعة في عدد من المدن.
    1 ـ توجه عدد من افواج الجيش ورجال الامن وعلى رأسهم المدعو محمد حمزة الزبيدي عضو القيادة القطرية ورئيس تنظيم الفرات الاوسط توجه الى مسجد الكوفة والذي تقام فيه صلاة الجمعة من قبل الامام السيد محمد الصدر ـ دام ظله ـ وحاولوا منعه من اقامة الصلاة وشهروا اسلحتهم بوجه آلاف الناس وابى الامام الصدر إلاّ ان تقام الصلاة وامر الناس بالثبات وعدم مغادرة المسجد وفعلاً اصرّ الناس على البقاء رغم التهديد والتخويف، وارتقى الامام الصدر المنبر والمسجد يضج با لهتافات والتدافع بين قوات الجيش والناس وخطب الناس وشجعهم على مواصلة الصلاة في الاسابيع القادمة وفي كل مدن العراق، واتم صلاته بهم بعزيمة تحكي عزيمة جده ابي الاحرار الامام الحسين(ع) فسقط مافي ايدي الطغاة وفشل امرهم وغادر المدعو محمد حمزة الزبيدي المكان خائباً خاسراً.
    2 ـ اعتقال (العلامة الشيخ أوس الخفاجي) امام جمعة الناصرية في منتصف شهر رمضان، وظل المصلّون ينتظرون وصوله للصلاة، وبعد ان وصل لهم الخبر قام القاضي الجعفري لمدينة الناصرية (العلامة الشيخ اسعد الناصري) يهتف بالناس احتجاجاً على اعتقال (العلامة الشيخ الخفاجي) والاف المصلّين يهتفون معه ثم صلّوا الظهر وتوجهوا الى مديرية امن الناصرية والتي تبعد عن مركز المدينة بما يقارب ستة كيلو مترات رجالاً ونساء با لهتافات
    وا لهوسات، فاحاط بهم رجال الامن والحزب على جانبي الطريق وبدأوا باطلاق العيارات النارية الى الأعلى، ولم يبال الناس بذلك بل زاد حماسهم واصرارهم للوصول الى دائرة الامن، وعندها تغير اتجاه الرمي الى الاسفل بالقرب من اقدام الناس، ومع ذلك لم يكترثوا بذلك بل اخذت النساء تنادي وجهوا بنادقكم الى صدورنا ياظلمة، حتى وصلوا امام مديرية الامن واخذوا يهتفون فقامت السلطات بالرمي فوق رؤوسهم (بالدوشكات الاحادية) ولم يتفرق الناس حتى صلى الجميع امام مديرية الامن صلاة العصر.
    وقد اعتقل(العلامة الشيخ الناصري) القاضي الجعفري، فضج الناس من جديد فقامت السلطات برمي المصلّين بالقنابل المسيلة للدموع فتفرق الناس.
    كما اعتقلت السلطات جميع اعضاء مكتب الامام الصدر ـ دام ظله ـ في الناصرية وعلى رأسهم مدير المكتب (العلامة السيد عقيل الموسوي) و(العلامة الشيخ احمد شـمخي)، كما اعتقلت مجاميع من المصلّين وانقطعت الصلاة في مدينة الناصرية.
    3 ـ وفي جمعة الكوت حاولت السلطات منع امامها(العلامة السيد كاظم الصافي) من اقامة الجمعة لانه رفض الدعاء للنظام في خطبة الجمعة، ولكن آلاف المؤمنين تصدّوا لرجال الامن وأصروا على اقامة الصلاة با لهتافات المنددة بذلك وفعلاً اقيمت الصلاة.
    4 ـ وفي جمعة (البياع ـ بغداد) مُنع (العلامة الشيخ مؤيد الخزرجي) من الصلاة لعدم دعاءه للنظام.
    5 ـ وفي جمعة (حي أور ـ بغداد) منعت السلطات المصلّين من اقامة الصلاة واغلقت المسجد واحاطته بالمدرعات وحصلت اشتباكات كبيرة، وكان ضحيتها تسعة شهداء.
    6 ـ اعتقال (العلامة الشيخ عدنان الشحماني) احد خطباء الجمعة وقاضي في احدى المحاكم الجعفرية مع مجموعة من طلبة العلوم الدينية بطريقة وحشية.
    7 ـ وفي مدينة العمارة قامت السلطات بغلق مكتب سماحة الامام الصدر ـ دام ظله وقد اعتقل( العلامة الشيخ حسين المحمداوي والعلامة القاضي الشيخ نديم الساعدي) وباقي اعضاء المكتب وقد قامت العشائر والوجهاء بموقف مشرّف بالضغط على السلطات المعينة والاصرار على ذلك حتى تم الافراج عن (العلامة الشيخ حسين المحمداوي).
    8 ـ وفي مدينة (الشعب ـ بغداد) منعت السلطات الصلاة وسيطرت على المسجد واعطته للوهابيين فثار غضب الناس وتحدوا السلطات واعادوا الصلاة فيه، واشتد الصراع حول التولي على المسجد الى ان وصل الامر الى مرافعة قضائية وبحمد الله ربحت الشيعة القضية، ولكن مديرية الاوقاف وضعت يدها عليه وعينت اماماً من قبلها، مما اثار غضب الناس من جديد وكان امام الجمعة المعيّن هو (العلامة الشيخ علي الكعبي) وتجمع الناس للصلاة ومنعت السلطات اقامتها إلاّ بالامام المعيّن من قبلها فقام (العلامة الشيخ علي الكعبي) معلناً امام الناس بأن هذا الشيخ موظف من قبل الدولة ولا تصح الصلاة خلفه فثار الناس واشتبكوا مع السلطات، واستشهد في تلك الواقعة عشرة شهداء ووقع عدد كبير من الجرحى، واعتقلوا مجاميع من المصلّين، فأمر سماحة الامام السيد محمد الصدر ـ دام ظله ـ بايقاف الصلاة هناك الى وقت آخر.
    9 ـ في شهر شعبان امر سماحة الامام السيد محمد الصدر ـ دام ظله ـ (العلامة السيد علي الشوكي) باقامة الجمعة في حسينة (مدينة الشعب بغداد) فمنعته السلطات وغلقت ابواب الحسينية، فصلّى بالناس في الشارع لعدة اسابيع.
    10 ـ وفي باقي المدن تقوم السلطات بقطع الطرق المؤدية الى صلوات الجمعة بتوزيع رجالاتها في الشوارع المؤدية الى المساجد، مع قطع الكهرباء، ولكن المصلّين يجلبون معهم المولدات الكهربائية ومكبرات الصوت المتنقلة ويقيمون صلاة الجمعة على الرغم من كل ذلك.
    فنصر الله المؤمنين وحفظ سيدنا الامام الصدر ـ دام ظله ـ من كل سوء
    (وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين)
    جمع من علماء الحوزة العلمية
    10 شوال 1419هـ


    القسم الثاني
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا على المنكر صدق الله العلي العظيم.
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
    أيّها المؤمنون الكرام.
    ان العالم الاسلامي يمر اليوم باحلك الظروف واشد الصعاب وذلك بتكالب دول الاستكبار العالمي عليه من جميع الجهات ولم يدخروا جهداً في سبيل اطفاء نور الله في ارضه ويأبى الله إلاّ ان يتم نوره ولو كره الكافرون، وما يحصل في ارض العراق الحبيب هو صورة واضحة المعالم الدنيئة عليه لاذلال هذا الشعب الحي واشغاله عن قضاياه المصيرية وذلك بالتجويع تارة وبتسليط الطغاة عليه تارة أخرى، وقد تصدى احد اعلام الاسلام (المرجع الديني الكبير الامام السيد محمد الصدر) ـ دام ظله ـ لمواجهة هذه المؤامرة وردّها على اعقابها وقد التف حوله شعبنا المظلوم رجالاً ونساءاً من كافة الطبقات، فسعى بهم هذا السيد الجليل الى الصدارة في الدفاع عن هذه الامة والذود عنها واعادة تاريخها المجيد بعد ان جثم الطغاة على صدرها لسنين طوال، وكان من عظيم انجاز سيدنا المعظم ان اوجد صلاة الجمعة في كل المدن والقرى والارياف من جنوب العراق الى شـماله، وقد عانى هو وخطباء الجُمع ما عانوا من المضايقة والتشديد وانتهاك الحرمة، بل واعتقال عدد كبير من ائمة الجمعة، وعلى الرغم من هذه الصعاب ابى السيد ـ حفظه الله ـ إلاّ أن تدوم صلاة الجمعة ولو كلّفه ذلك حياته الشريفة وفعلاً أستمد هذا العمل الرباني بمشيئة الله وحوله وقوته، وبعزم واصرار من قبل ملايين المؤمنين ممن نذروا انفسهم للحق والدين، وفي نفس الوقت انشأ الامام الصدر ـ دام ظله ـ المحكمة الشرعية الجعفرية في كافة المدن العراقية ورشّح لهذه المحكمة عدداً من الفضلاء كقضاة شرعيين في جميع المدن حتى يكون الاحتكام الى الشرع المقدس لا الى الطغاة وكانت معركة المحكمة الجعفرية في العراق على اشدها وقد دفعت الحوزة الشريفة الثمن باهضاً من اجل استمرارها والمحافظة عليها وفعلاً شاء الله جلّ اسمه ان يستمر هذا المشروع الرباني بعد ان ساور النفوس الشك في ذلك.
    وفي الختام ندعوا المولى العزيز ان يحفظ سيّدنا الامام الصدر من كل كيد وسوء وان ينصر شعبنا المظلوم ويفرّج عنه هذه الغمة انه سميع مجيب.
    وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
    وهذان البيانان لا يخلوان من أخطاء وأشتباه في بعض المعلومات الواردة فيهما، إلا أنهما صدرا في وقت حرج وكانا يكفيان في دعم الامام الصدر فيما لو تجاوبت معهما الجهات المختلفة.
    ولكن ذلك لم يحصل.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  8. Top | #23

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 23

    ليلة الدم
    قام النظام قبل حوالي ثلاثة أشهر من يوم الجريمة بتبديل أمين العاصمة في بغداد، وقد يكون هذا الأمر ليس بذي أهمية أبتداءً، ولكن حسب معلومات أكيدة تم تأكيدها أكثر بعد الاستشهاد أن هذا الرجل مهندس من أهالي تكريت، وقد قام بحملة ضد الباعة المتجولين، ونظف شوارع العاصمة منهم حسب تعبيرهم، وقام بأزالة الاكشاك المرخصة وغير المرخصة، وأعتنى بالحدائق والجزر الوسطية، وقد رأيت بنفسي في مدينة بغداد الجديدة حي المشتل أن الجزر الوسطية قد شكلوا فيها أشكال هندسية جميلة، ولكنها كانت على هيئة نجمة سداسيه كنجمة إسرائيل ـ فلفت الأمر نظري إذ مالذي يدعو النظام الى حملة ضد الناس، وهم في وضع الحصار الذي أنهكهم فلا يوجد عاقل يفعل مثل هذا الأمر، ولكني بعد ذلك، وحسب مصادر مطلعة علمت أن أزالة العربات والاكشاك من الأماكن المزدحمة جاء خشية من حدوث حرب شوارع فتستغل هذه العربات والاكشاك كسواتر أو تسد بها الشوارع.
    وفي نفس الوقت تقريباً تأكدت من أحد العاملين في التصنيع العسكري، أن النظام أمر أحد المصانع الرئيسية في التصنيع، أن تهيء في اسرع وقت مائة وخمسين ألف تابوت. فشعرت حينها بوجود خطر أكيد على حياة الامام الصدر فأوصلت الخبر أليه عن طريق أحد الثقات.
    وبعد ذلك أخذت الأحداث تتسارع، وتتأزم بشكل ملحوظ، فبالأضافة الى حدوث العديد من المصادمات بين أئمة ومصلي الجمعة من جهة وبين أجهزة النظام من جهة أخرى كما حدث في الناصرية، وكذلك في النعمانية، وقلعة سكر، والحي، والبصرة، وغيرها.
    فقد تصاعد الموقف في الحوزة بشكل غريب فقد أعترت المتصدين وأتباعهم في المدارس حالة هستيرية غريبة، وقد وصل الأمر الى التضارب بالأحذيه في أحدى المدارس، وكانت تصريحات مكاتب السيستاني ومحمد سعيد الحكيم وغيرهما تشتد ضد الأمام الصدر وضد صلاة الجمعة.
    وبعد مطالبة الامام الصدر بأطلاق سراح المعتقلين في الاسبوعين الأخيرين، شاع في كافة الأوساط أن رأس النظام قد أتصل بالأمام الشهيد، وأمره بسحب كلامه علانية، وأن يعلن في الجمعة الأخيرة عن إلغاء صلاة الجمعة، فرفض، وفي الجمعة الأخيرة الموافقة 3من شهر ذي القعدة 1419هـ والموافقة 19 / 2 / 1999م تم ايعاز الأوامر بتنفيذ الجريمة بعد الساعة التاسعة ليلاً.
    والجدير بالذكر أن خطة الأغتيال كانت من تخطيط أحد ضباط مديرية الأمن العام وهو المدعو (حجي عزيز)، وهو مسؤول الشعبة الخامسة في المديرية وهي خاصة بشؤون الحوزة.
    وفي صباح هذا اليوم كان المصور يرافق السيد بشكل لم يسبق حدوثه، فقد رافقه في صلاة الجمعة، وبعد ذلك الى المنزل، ثم الى ضريح امير المؤمنين(ع) حيث تم تصوير صلاة المغرب وبعد ذلك الى المكتب وعند خروج الأمام الصدر من المكتب وهو يريد الذهاب الى البيت، حيث وجود الكمين يروى أن المصور أراد أن يركب معه فمنعه وقال: الى هنا يكفي.
    وكان الامام الصدر عندما أنتهى من صلاة الجمعة في هذا اليوم وخرج من المسجد، عندما وصل الى سلم الباب سقط على وجهه، فألتفت بشكل غريب وهو يبتسم وينظر في الفراغ تجاه المحراب.
    بعد أن خرج(رض) من المكتب حوالي التاسعة ليلاً، ونزل من الدرجات التي تقابل باب القبلة فتحوا له باب السيارة فوقف يناجي امير المؤمنين(ع)، وكان قبل ذلك لا يفعل هذا بل يسلم على الأمام من فوق الدرجات ولا يطيل ثم ألتفت الى الطلبة وأبتسم على خلاف المعتاد(رض) وهزَّ رأسه وأطال الوقوف وكان نادراً ما يفعل ذلك.
    ثم إلتفت قبل صعوده بأتجاه شارع الصادق(ع) وأخذ ينظر في الفراغ ثم ألتفت الى جهة صافي صفا وفعل مثل الاول، وكان السيد مصطفى قد صعد ونزل مرتين. وكان السائق السيد مؤمل.
    ثم سارت سيارتهم بأتجاه ساحة (ثورة العشرين).
    وقد تحدث أحد الطلبة أنه مر في سيارة ومعه بعض الركاب في نفس الشارع الذي حدثت فيه الجريمة، ولكن من الجهة المعاكسة فأستوقفتهم سيارة (أولدزموبيل) ونزل منها مسلحون فنظروا في داخل السيارة، ثم سمحوا لهم بالمرور، وبعد مسافة أستوقفتهم سيارة أخرى قد اعترضت الطريق، ومن نفس الموديل ففعلوا مثل الاول. فيكون الشارع الذي يرتقبون مرور سيارة السيد فيه قد طوق تماماً.
    وهذا الشارع يقع بالقرب من دائرة البريد، وبقرب البريد تقع بناية الأوقاف، وبالقرب من هذه الأخيرة تقع (جامعة الصدر الدينية) الفرع الثاني (مدرسة البغدادي سابقاً).
    وبعد أن تجاوزت سيارة الامام الصدر ساحة ثورة العشرين، ودخلت في هذا الشارع كان الكمين مستحكماً إذ أن الشارع كان مظلماً طيلة أيام السنة لعدم وجود مصابيح فيه، ويوجد في هذا الشارع بناية قديمة تخص دائرة الجوازات قد أستغلت لتكون غرفة العمليات، وأخفاء مجموعة من المسلحين للطواريء.
    وعندما وصلت السيارة الى الكمين الأول خرج من الظلام أحد القناصين ووجه سلاحه الى السيد مؤمل (السائق) فأستدار بكل سرعة السيارة، ولكن الأطلاقة كانت أسرع فأصابت جبهة السيد مؤمل فأرتطمت السيارة بشجرة على الرصيف.
    فأسرعت مجموعة الكمين الى السيارة، وأمطرتها بالرصاص، وكان السيد مصطفى جالساً خلف أبيه وعندما أُطلق الرصاص أرتمى عليه ليحميه من الرصاص، فقطعت أصابع كفه اليمنى وجزء من باقي الكف، وأصيب بأطلاقتين تحت الأضلاع. أما أصابات الامام الصدر فكانت واحدة في كتفه، وأخرى في فخذه، والقاتلة قد أخترقت جبهته، وخرجت من خلف رأسه ًويروى أن هذه الأطلاقة الأخيرة كانت في المستشفى.اي أن الامام الصدر كان حياً الى وقت نقله الى المستشفى، وكذلك كان السيد مصطفى أذ عندما دخل عليه الشيخ محمد النعماني شاهده حياً ولكن للحظات ثم فارق الحياة.
    وكان في مكان الجريمة بالأضافة الى السيارتين سيارة مظللة وحسب أغلب المصادر أن قصي نجل الطاغية كان موجوداً فيها يراقب العملية بنفسه، وكذلك سيارة إسعاف، وحسب مصادر موثقة فأن أسماء الذين شاركوا في العملية قد تم كشفها، وهم من مدراء الأمن ومن كافة أنحاء العراق، ومنهم ًالمقدم سعد الذي كان مدير أمن صدام ثم انتقل الى مديرية أمن الناصرية وبعد مقتل مقدم فلاح مدير أمن صدام أعيد الى الثورة.
    وكذلك مقدم ًطالب الفياضً الذي كان مدير أمن قضاء الحي، وقد نقل الى النجف قبل الحادث بحوالي شهر ونصف بمنصب معاون مدير النجف السياسي.
    وكان من ضمن الموجودين نقيب طبيب وغيرهم.
    وبعد مدة وجيزه تجمع عدد كبير من الطلبة أذ أن الخبر قد شاع بسرعة، وبما أن اليوم كان يوم المحافظة فقد كان أنتشار قوات الطوارىء في المحافظة أمراً معتاداً سنوياً، لذلك تم أختيار هذا اليوم لتكون ا لهدية التي تقدمها المحافظة في هذا اليوم هو رأس الامام الصدر.
    ولم يسمحوا لأحد بالدخول إلا الشيخ النعماني كما أسلفت، وبعد منتصف الليل طلب الطلبة أن يدفنوا الأمام الصدر وولديه فرفضوا إلا أن يحضر أحد العلماء ليسلموهم، فذهب عدد من الطلبة الى السيد محمد كلانتر فأعتذر بأنه مريض لا يستطيع الخروج، فتوجهوا الى منزل السيد علي البغدادي فتعلل بأنه لا يستطيع أن يترك المنزل في هذا الوقت لأنه يخاف على أطفاله. فتوجهوا الى منزل السيد حسين بحر العلوم فأعتذر بأنه مريض ـ فذهبوا أخيراً الى مكتب ومنزل السيستاني فخرج الخادم وقال إن السيد نائم، فقالوا أيقظه وقل له إن السيد محمد الصدر قد قتل. فدخل ثم خرج، وقال إن السيد نائم ولا أستطيع إيقاظه، فألحوا عليه فدخل فمكث قليلاً وخرج قائلاً. إن السيد نائم فيأسوا.
    ورجعوا الى المستشفى وفي حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل سلموا الشهداء الى الطلبة الموجودين فأتجهوا الى مغتسل ًبئر عليويً ليغسلوهم.
    وقد وصف أحد اللذين كانوا في المغتسل أن السيدين مصطفى ومؤمل كان وضع أبدانهم كباقي الموتى أما الأمام الصدر فكان بدنه طرياً لم يتشنج وكان كالنائم(رض).
    وكان مدير أمن النجف معهم في المغتسل فقال هازئاً: لماذا تغسلونه أليس شهيداً؟!.
    وكانت المقبرة حينها قد أكتظت برجال أمن النظام.
    وقد صلى على أجساد الشهداء الشيخ محمد اليعقوبي وتولى الدفن بعض أئمة الجمعة أحدهم الشيخ الشهيد علي الكعبي، وقد فقد ختمه الشريف وكذلك (العصا) التي كان يتوكأ عليها.
    وهناك تفاصيل أخرى سوف تذكر في الوقت المناسب أذا بقيت الحياة وإذا لم تبق فهناك من سوف يكمل بأذن الله.

    ما بعد الشهادة
    كان يوم السبت الذي تلا جمعة الشهادة يوماً مظلماً ممطراً كليلته السابقة ويبدو ان نبأ الشهادة قد وصل الى بعض الاماكن في نفس الليلة ومع تأكد الخبر نهار السبت كان العراق في حالة اضطراب والأحساس بالضياع يعم الاجواء والرغبة في الانتقام كانت الهاجس الاول في الاذهان وهذا ما حصل ففي صباح يوم السبت احتشدت مجاميع من شباب بغداد في مسجد المحسن(ع) في مدينة (الصدر) الثورة وعندما تأكد الخبر عندهم خرجوا من المسجد وحصلت مصادمة مع جلاوزة النظام سقط على اثرها عدد من الشهداء وقتل كذلك عدد من المجرمين.
    وكانت المحافظات جنوباً ووسطاً في حالة انتظار اللحظة المؤاتية للقيام بأنتفاضة جماهيرية وقد كان هذا الشعور موجوداً كذلك عند الجيش بضباطه وجنوده حسب معلوماتي الأكيدة.
    وقد اوعز رأس النظام في اليوم التالي بنزع اسلحة ضباط الأمن الذين ينتمون الى اسر شيعية. وحدث خلال الاسبوع الاول بعد الشهادة عدة عمليات غير منظّمة وكل العمليات قام بها شباب غير منضمين الى أية جهة أو حزب أو حركة كما ادعى الكثير من المعارضة مسؤوليتهم عن تلك العمليات وانما كان يجتمع الثلاثة والاربعة ويحاولون الحصول على مبالغ بسيطة اما بتجميعها من عدة اطراف او ببيع سلعة من سلع البيت.
    وذلك لشراء قطع من السلاح أو بأستخدام أموال الحقوق الشرعية لهذا الغرض وهذا ماحدث في كل المحافظات إلاّ اذا استثنينا انتفاضة البصرة التي كانت شبه منظّمة.
    وحسب المعلومات الموثّقة فان اجهزة النظام منعت اقامة الفاتحة في النجف في أول يوم ولكنها عادت فسمحت بذلك في اليوم التالي وقد صدرت من المكتب وصيّة قيل انها وصية الامام الصدر(رض) وكان مضمونها: (عليكم بالهدوء والحفاظ على صلاة الجمعة والمذهب) وقد انتشرت بسرعة في كافة المحافظات وبعد ذلك تأكد لدينا انها لم تكن وصية للسيد(رض) بل مجموعة توصيات جمعت من كلماته وخطبه ولم تظهر الى الآن وصية خاصة منه(رض) وقد اقيمت صلاة الجمعة في معظم المناطق في الجمعة التالية وكانت الحالة السائدة هي انتظار المطلوب وقد كانت كلمات الخطباء مليئة بالشجاعة والايصاء بالصبر والحفاظ على المذهب بل وصل الأمر في بعض الاماكن بأتهام النظام بالجريمة بشكل مباشر وقال بعضهم ان دم الشهيد لن يضيع وقد كان جلاوزة النظام كمدراء الامن في المحافظات وامناء سر الحزب العفلقي يتخضعون للناس ولا يجيبون على بعض الكلمات التي تحتوي على طابع التهديد الواضح وكان اعضاء الحزب والأمن متخفين ولم يستطع احد منهم أن يبيت ليلة في منزله وحدثت حالات موت فجائي عند الكثير منهم بسبب الخوف وأغلقت الشعب والفرق الحزبية وصاروا يجتمعون في اماكن مجهولة.
    وقد قتل العشرات منهم وبشكل علني في المدن ومع ذلك كان راس النظام في حالة خوف مستمر ولم يستطع حماية أحد من جلاوزته بل كان هدفه حماية نفسه فحسب، المهم ان ابناء الشعب العراقي كانوا متأهبين للانتفاضة وحسب معلوماتي الأكيدة فان العديد من قادة المعارضة داخل العراق قد اتفقوا مع الكثير من ابناء المحافظات حول مساعدتهم في الانتفاضة ولكن حدث ان بعض المناطق حينما ثارت وهاجمت مقرّات النظام تم خذلانهم بشكل تام وبعد ذلك اكتشفنا ان الامر كان مقصوداً وحسب الظاهر ان ا لهدف كان هو انه في حالة انتصار الشعب فان هؤلاء يأتون ليستلموا الامور بشكل مريح وفي حالة الفشل فانهم يتخلصون بذلك من عدو خطر وهو خط السيد محمد الصدر وقد اتضح ذلك بشكل علني في عدد من المحافظات بعد ذلك اذ قد احبطوا محاولات عديدة في الجنوب كانت على وشك الثورة وقد امتصّوا غضب الجماهير بالوعود الكاذبة وبعد ذلك اعلنوا عدم استعدادهم للدخول في هذا الامر بذرائع واهية من اهمها ان الولايات المتحدة الامريكية سوف تقوم بمهاجمة المعارضة والقضاء على المد الاسلامي ولو انهم طرحوا هذه الذريعة في بادىء الامر لسارت الامور بشكل آخر.. ولكن يريد الله سبحانه ان يبصر هذا الشعب بأن هؤلاء مجرّد طلاب مناصب وكانوا يقولون ويرددون بأن لنا سابق خبرة مع الشعب وانه سوف يخذلنا كما فعل سابقاً ولم يثبتوا الى الآن هذه الاسبقية فالانتفاضة الشعبانية قامت بالجماهير ولم يساعدهم احد إلاّ في بعض الاماكن التي اشعل المجاهدون فيها الانتفاضة وانسحبوا بعد ذلك وحسب الوعود التي ابدوها فأنهم قد اتفقوا مع الجماهير فقد ثارت عدة مدن ولكنها تركت عزلاء تواجه النظام الكافر فأين كانت المعارضة عن الكوت والبصرة وبعض مناطق الناصرية والسماوة وبغداد وهذا لا يعني ان افراد المجاهدين كلّهم كذلك بل كانت هناك فئات عديدة وهي الغالبية مستعدة للموت والشهادة ولكن القادة في الخارج اتخذوا سياسية المماطلة والسبب كما ذكرته آنفاً فان حركة الشهيد كانت خطراً على مستقبلهم السياسي وهي بالفعل كذلك اذ لا مكان بعد اليوم في العراق لعبيد الدنيا الانهزاميين فكانوا يسعون جاهدين للقضاء على هذه الحركة ووأدها حتى بعد الشهادة والتشكيك ما زال مستمراً حتى ساعة كتابة هذه الكلمات.
    واستمر الحال على هذا المنوال وحالة الاضطراب على ماهي عليه الى ان حدثت انتفاضة مسجد الحكمة في الثورة اذ توجه آلالاف من الشباب الى هذا المسجد وقد كان الوضيع قصي نجل الطاغية متواجداً هناك حسب معلوماتي المؤكدة وحصلت المصادمة وسقط العديد من جلاوزة النظام اذ ان الكثير من الشباب كانوا مستعدين وقد اخفوا اسلحتهم كالبنادق والقنابل اليدوية وشهروها عندما استفزوهم وحدثت حالة استنفار قصوى في بغداد والمحافظات وفي هذه الليلة تمت مهاجمة الفرق الحزبية وبيوت العفالقة وقتل العديد منهم وقوات النظام مختفية من على الساحة وفي صباح اليوم التالي اعتقل المئات في بغداد وقبل حادثة مسجد الحكمة كانت مناسبة اربعينية الشهيد الصدر حيث توجهت الجماهير الى قبره الشريف وجددوا الولاء وهناك علت الاصوات بشكل صريح ضد النظام وكانت الوفود قد اقبلت من كافة المحافظات وفي الجنوب والوسط واحاطت بمرقده الطاهر رجالاً ونساء واما موقف الحوزة فقد كان لا يقل خزياً عما كان عليه في السابق فبالرغم من تصدي السيد حسين بحر العلوم للامر والتفاف الجماهير حوله وقد اصدر في باديء الامر فتاوى جريئة منها ضرورة المحافظة على صلاة الجمعة وحثه على زيارة الشهيد الصدر في اربعينيّته إلاّ انه عاد فتراجع عندما هدده احد المكاتب بقو لهم: اننا لم نعترف بمن هو اكبر منك فهل نعترف بك وكان هذا المكتب يساعد بحر العلوم بمبلغ شهري يوزعه على شكل رواتب للطلبة فهددوه بقطع المبلغ فتراجع بحر العلوم عن مواقفه السابقة وعاد الى سابق عهده(والمكتب الذي هدده هو مكتب السيستاني على لسان محمد رضا السيستاني وقال له إننا لم نعترف بمن هو أكبر منك فهل نعترف بك .

    ولكنه صرّح بتصريحات مهمة تدل على مظلومية الشهيد الصدر(رض) وعلى جبن الآخرين منها: قيل له سيدنا إن الناس يسبونكم في الشوارع.
    فقال: لهم الحق يريدون رجلاً كالصدر ولا نمتلك واحداً مثله.
    وقد قام النظام خلال هذه الفترة بأغلاق مسجد الكوفة وملئه بمواد البناء وقد كانت هناك معلومات تؤكد ان النظام عنده خطة لتعمير مسجد الكوفة في حياة الامام الصدر وعندما تعرض للامر في خطبته المشهورة وان الامر مجرّد فكرة خبيثة ا لهدف منها منع صلاة الجمعة تراجع النظام وحسب معلومات مؤكدة ايضاً فان السيد علي السيستاني كان قد تبرّع بمبلغ طائل للدولة لغرض تعمير المسجد وا لهدف واضح.
    ولكن عندما كشف السيد ا لصدر هذه المؤامرة تأجلت الى ما بعد الشهادة واستلم النظام المبلغ وبقي المسجد على حاله الى هذا اليوم.
    اما مكاتب العلماء في النجف فقد اغلقت ولكن ليس حداداً أو احتجاجاً بل خوفاً من ردود فعل الجماهير نتيجة وقوف هذه المكاتب ضد الامام الصدر في حياته مع العلم ان العديد من هؤلاء لم يحضروا حتى للتعزية التي اُقيمت في مسجد (صافي صفا) وكان رد الفعل الجماهيري صريحاً تجاه هؤلاء فالسب والتنكيل بهم على قدم وساق وخصوصاً الثلاثي الذي وقف علانية ضد شهيدنا والمكوّن من (السيستاني ومحمد سعيد الحكيم والباكستاني) وقد جاءت مجاميع عديدة الى مكاتب هؤلاء وخصوصاً السيستاني وهاجموه بالكلام مرّة والشعر أخرى ومن اشهرها عندما وقفت مجموعة من شباب مدينة الثورة امام باب المكتب المغلق ونادوا بأعلى اصواتهم (اطلع اطلع ياسيستاني هذا فندق لو براني)... الخ(هذا وقد تزوج أحد ابناء آل الحكيم في اليوم السابع لشهادة الأمام الصدر.

    شهداء على طريق الصدر
    السيدان الشهيدان
    للشهيد الصدر اربعة اولاد وقد استشهد معه اثنان منهم وهما السيد مصطفى الصدر والسيد مؤمّل وقد كان هاذان السيدان من اشد الناس اخلاصاً لوالدهما وطاعة ولم اعرف شخصياً من هو أقوى قلباً واشجع من السيد مصطفى الصدر بعد والده(رض) وله مواقف كثيرة بهذا الشأن كما سوف اذكر:
    مصطفى الصدر
    ولد السيد مصطفى الصدر سنة 1964م تزوج احدى بنات السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) وله أطفال منها اضطر الى الدخول في الجيش بعد ان رفض محمد تقي الخوئي تأجيله ( هذا وقد تزوج أحد ابناء آل الحكيم في اليوم السابع لشهادة الأمام الصدر.
    وعاش الحياة الطبيعية التي يعيشها المستضعفون ورأى ما يراه طبيعي الناس على عكس غيره من ابناء العلماء ممن تربوا على الترف والميوعة.
    كان السيد مصطفى موظفاً في المكتب ولم يعطه الامام الصدر صلاحيات مطلقة بل بقي الاشراف العام بيد الامام الصدر(رض)
    كان السيد مصطفى يمثّل الامام الصدر في مناسبات عديدة في بعض المحافظات وقد ذهب مرّة الى البصرة لافتتاح حسينية (الغدير) في مدينة العشار وارسل الامام الصدر معه اثنين من موظفي المكتب وذلك بتاريخ 28ذي الحجة 1418هـ واثناء زيارته للبصرة تفقد مناطق صلاة الجمعة ثم ذهب الى زيارة مسجد امير المؤمنين(ع) ثم ذهب بعد ذلك الى العشار حيث افتتح الحسينية وكان هناك حفل افتتاح فصلّى السيد مصطفى صلاة المغرب ثم قدم امام الجماعة في الحسينية الشيخ(عبد الستار البهادلي) لصلاة العشاء وبعد الصلاة القى كلمة افتتاح هذه الحسينية وبعده تكلّم الشيخ (علي النعماني) وبعد انتهاء الحفل كانت الجموع قد اكتظت بها الشوارع فعندما اراد الخروج من الحسينية تجمع الناس حوله وخرج بصعوبة بالغة الى درجة انه لم يتمكن من رفع حذائه أو لبسه فخرج حافياً وصعد السيارة فلما ركب السيارة ارادت الجماهير حمل السيارة على الأيدي.
    وقد قام النظام بهدم هذه الحسينية لان الجماهير كانت تزورها وتتجمع عندها وذلك بعد الشهادة.
    وكان السيد مصطفى يصلّي في حضرة سيد الشهداء(ع) صلاة المغرب في ليلة الجمعة. وعندما وجبت صلاة الجمعة أمره والده(رض) بالصلاة اماماً للجمعة في كربلاء فبقي اماماً للجمعة حوالي أربعة اشهر.
    كان يجلس في المكتب ويتصدّى للاجابة عن الاستفتاءات الشفوية وكان يناقش طلبة البحث الخارج بحذاقة.
    وكما ذكرت فانه كان يمتلك من قوة القلب مالا يضاهيه فيها احد وتذكر له حوادث كثيرة تشهد بذلك منها:
    عندما خرج السيد جعفر الى ايران حدثت ضجة في العراق فأتصل مدير أمن النجف بمكتب الامام الصدر وكلّمه السيد مصطفى: وطلب منه القدوم الى مديرية امن النجف.
    فقال له: اذا اردت شيئاً فعليك انت المجيء وليس أنا.
    فجاء مدير الأمن ودار الحوار التالي:
    مدير الامن: سيد جعفر منذ اسبوعين غير موجود فأين ذهب؟
    السيد(رحمه الله): ذهب الى ايران.
    مدير الامن: ومن ارسله الى ايران؟
    السيد(رحمه الله): السيد أرسله ـ ويقصد الامام الصدر(رض).
    مدير الامن: خرج بطريقة رسمية أم لا؟
    السيد(رحمه الله): بصورة غير رسمية ولكن شرعية.
    مديرة الامن: كيف ومن أي طريق؟
    السيد(رحمه الله): خرج بطريق أو بآخر.
    مدير الامن: لماذا لم يخرج بطريقة قانونية؟
    السيد(رحمه الله): كنتم ستمنعونه أكيداً.
    مدير الامن: وما هي اسباب خروجه؟
    السيد(رحمه الله): عدة اسباب منها مضايقة الدولة له ومنعه من صلاة الجماعة في مسجد الكوفة، ومنعه من الصلاة في أحد مساجد الكوفة، وانتم تصادمتم معه فتضايق من ذلك فرأى الامام الصدر ان الاولى خروجه.
    مدير الامن: الا يسبب هذا خلاف بين الدولة وبين السيد؟
    السيد(رحمه الله): فليكن ما يكون.
    مدير الامن: من المفروض ان يكون عندنا علم مسبق لان السيد جعفر ليس شخصاً عادياً.
    السيد(رحمه الله): اننا اذا أردنا التحرك لاي أمر فليس من الوارد أن نخبركم.
    وبعد هذه الحادثة سأله احد الثقاة قائلاً: لماذا لم يذهبوا الى الامام الصدر يسألوه عن سيد جعفر؟
    فاجاب السيد(رحمه الله): انهم يعلمون ان السيد سوف يطردهم وهم على أية حال يخافون منه ومن جوابه.
    وبعد محاولة اغتيال السيد مؤمل جاء خبر أكيد ان هناك محاولة لاغتيال السيد مصطفى ومؤمل وذلك بعد الزيارة الشعبانية سنة1419هـ فجاءه أحد الوكلاء المعتمدين فأخبره بذلك فقال السيد مصطفى: فليكن.
    وفي تلك الاوضاع المضطربة كان السيد مصطفى يوم الجمعة الذي وافق 14من شهر شعبان 1419هـ يتجول بين المصلّين خارج مسجد الكوفة حيث ان الشوارع قد امتلأت بالمصلّين فشاهد حدوث قيام لعدد من المصلّين الذين كانوا جالسين في احد الشوارع فجاء اليهم فسأل عن السبب فقيل له ان سيارة الطوارئ تريد المرور وكان عدد من الضباط يأمرون الناس بالتنحي عن الطريق فأمرهم السيد مصطفى بالجلوس فوراً وبغضب فجلسوا جميعاً وبعد برهة قال الآن قوموا( أراد(رض) أن يثبت طاعة الناس للحوزة وليس للنظام.
    فقاموا ومرت سيارات الطوارئ، وفي اليوم التالي حيث ان مدينة النجف الاشرف كانت تضج بالزائرين كان(رحمه الله) جالساً على ما قلت في المكتب وكان الباب مغلقاً فجاء الخادم وقال: ان في الباب رجلاً يقول انه معاون مدير امن النجف ويريد مقابلتك فقال: فليدخل فدخل وهو المقدّم (سعد راضي) وبيده اوارق فسلم سلاماً حاراً على الجميع والتملق واضح على اسلوبه ثم جلس وقال: سيّدنا رأيت ما حدث في صلاة الجمعة.
    السيد(رحمه الله): وماذا حدث؟ انتم لا تعرفون كيف تتصرفون بشكل جيد فمجرد ان سمعتم امريكا تقول ان هذا الرجل (الامام الصدر) يريد ان يقوم بثورة ذهلتم.
    المعاون: سيدّنا الامر ليس بأيدينا وانما هي اوامر تأتي من الأعلى.
    وعاد الضابط قائلاً سيدنا أرأيت ما حدث في صلاة الجمعة امس وهذه الجموع التي لم نشهد لها مثيل وفقدان السيطرة.
    فقال(رحمه الله): بسبب تصرفكم وعدم مراعاة الناس الم تر ما حدث معي.
    المعاون: سيدنا نحن اين وأنتم اين.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  9. Top | #24

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 24

    ثم دار الحديث حول الزيارة الشعبانية فكان السيد يكرر بلا مبالاة: وماذا حدث؟ مالذي اطار صوابكم؟ وهل جننتم.
    ثم قال الضابط: سيدنا سمعنا من مصادرنا الموثّقة ان هناك وفوداً سوف تقدم الى هنا لمبايعة الامام الصدر ويقومون بتظاهرة وهتافات تأييد للامام الصدر وقد بلغت من قبل القيادة بمتابعة هذا الامر والتقصي منه.
    فقال(رحمه الله): أنت تقول هذه مصادرنا ونحن لا نعلم شيئاً عنها وحتى لو حدث حقاً ما قلت فنحن سوف نستقبل الناس ونحييهم ثم يذهبون الى بيوتهم فماذا سيحصل؟
    فقال: سيّدنا هذا لو حدث فهو تظاهرة.
    قال: قلت لك ان هذا الامر لا أصل له ولكن لو حدث فنحن نعرف كيف نتصرف ثم قام الضابط وخرج.
    تعرض السيد مصطفى لهجوم كبير كأبيه بل ماهو اشد وذلك ان هناك من كان يشكك في الامام الصدر ولكنه كان يقطع بعدم نزاهة السيد مصطفى بل كان هناك ممن يعتبر من ضمن المؤيدين لمرجعية الامام الصدر إلاّ انه لم يتورع عن اولاده وعلى رأسهم هذا السيد المظلوم.
    لم اعثر على شخص واحد طيلة ست سنوات قد تضرر بسببه إلاّ ان هناك امراً دعى هؤلاء الى عداءه وهو قوة قلبه وعدم مجاملته على حساب الحق ومرجعية ابيه(رض) ويكفي شاهد ما كان يكنّه الامام الصدر من احترام لابنه على الرغم من شدته ومحاسبته كل انسان مخطئ فقد كان من النادر أن يسمع الامام الصدر يسميه باسمه بل يكنيه بأبي احمد وقد روى احد الثقات قال ذهبت الى بيت الامام الصدر فلما جلست همّ (رض) بالقيام لاداء حق الضيافة فدخل السيد مصطفى وهو يحمل قدحين من الشاي فقال له الامام الصدر وقد رفع كلتا يديه مقابل وجهه الشريف عفواً سيدنا زاحمناكم... متفضلين.
    وروى احد وكلاء الامام الصدر (رض) قال: كنت جالساً في مكتب الامام الصدر بجانب السيد مصطفى والسيد جعفر الصدر فجاء رجل اعرفه يبيع الشاي فقال للسيد مصطفى: السيد عصبي ويجب عليه ان يغير اخلاقه وإلاّ فسوف يخسرني.
    فأجابه السيد مصطفى عذراً ان الامام الصدر لن يتأثر بخسارتك.
    فقال الرجل: انت لا تساوي امامي جناح بعوضة فضحك السيد مصطفى.
    مؤمل الصدر
    اما السيد مؤمل الصدر(رحمه الله) من مواليد 1971م متزوج من احدى بنات السيد الشهيد محمد باقر الصدر وله منها أطفال.
    مثّل الامام الصدر في بعض المناسبات مثل احتفال الناصرية بمناسبة مولد الامام الحسين(ع) وكان المرافق الدائم للامام الصدر وهو الذي يباشر بقضاء حوائجه ويقود سيارته باستمرار إلاّ في حالات نادرة وكانت مهمته الرئيسية بالاضافة الى ما سبق توزيع الرواتب على الطلبة وكان مجدّاً في عمله مثابراً لم أره هازلاً قط. وكانت هناك معلومات مؤكّدة عن محاولة لاغتياله وقد وصلت عن طريق بعض المتنفذين الذين لهم علاقة ببعض ضباط قصر الطاغية. وكان السيد مؤمّل قبل ذلك يدرس الدروس الحوزوية ولكن من دون عمامة فقام الامام الصدر بتعميمه وكان الغرض من ذلك انه في حال حصول الحادث فأنه يصبح قضية حوزوية وليس غير ذلك، وكان السيد مؤمّل في تلك الايام رابط الجأش مسلّماً لامر والده ولا يحتج طرفة عين عليه ولم يفكر احد منهم في تهريبه، وكان غرض النظام من قتل السيد مؤمّل توجيه ضربة للامام الصدر(رض) بعد ان وصلت صلاة الجمعة الى حدود لم يكن يتصوّرها القاصي والداني.
    وفي الجمعة التالية قال الامام الصدر بعد الدعاء (ولدي… ولدي) وهي رسالة واضحة للجماهير اولاً وللنظام ثانياً بأن الامر قد كشف، فحدثت اعتقالات ونقل بعض الضباط الذين كانوا على علم بالأمر وتم الغاء العملية.
    تولى السيد مؤمّل مسؤولية الاشراف على ائمة الجُمع في العراق فكان على مستوى هذه المهمة فقد كان يؤكد على عدم الخضوع لاجهزة النظام وعلى فعل المناسب او ما يراه امام الجمعة من المصلحة مما فيه عزّ للمذهب وفي يوم الشهادة كان(رحمه الله) هو السائق وبجانبه يجلس والده ووالد العراق والسيد مصطفى خلفهما في الساعة الأخيرة فصعدت روحاهما الطاهرتان مع ابيهما الى عليين ودفنا بجانبه كما كانا في الحياة بجانبه ولم يفارقاه فسلام الله عليهما اذ كانا نعم الولدان الباران المؤمنان الصابران.
    الشهيد الشيخ محمد النعماني
    هو محمد ناجي ياسر الشحماني المياحي ولد في مدينة النعمانية عام 1971م نشأ وسط أُسرة معروفة بمحافظتها ومن عشيرة معروفة بشجاعتها في محافظة الكوت.
    بعد التحاقه بالنجف الاشرف في الحوزة ابتدأ العمل في مكتب السيد الشهيد الصدر سنة1416هـ وكان أول عمل له هو الاشراف على استلام الاستفتاءات حول المسائل الشرعية وغيرها، وكانت قبل ذلك تسلّم الى الامام الصدر مباشرة ونظراً لكثرتها اصبحت مهمة مستقلة وكان خير من يتحمّل هذه المسؤولية والتي تعد من المهام الحساسة نظراً لاطلاع صاحب هذه المسؤولية على الكثير من الخفايا والاسرار الشخصية والاجتماعية والسياسية فكان(رحمه الله) أهلاً لهذه المسؤولية.
    كان وجهاً محبوباً من قبل الجميع في حوزة النجف وذا صدر رحب والابتسامة لا تفارق ثغره وفي احلك الظروف، وكان يحسن الظن بالجميع إلاّ اعداء الامام الصدر(رض).
    توسعت مهامه في مكتب السيد وخارجه فكان يستنسخ الاستفتاءات المهمة الضرورية ويوزّعها على الوكلاء.
    وكانت هناك العديد من الأوامر الخاصة من قبل السيد تصل عن طريقه وكان يتولى طباعة الكراسات والمنشورات التي لا يمكن طباعتها بصورة توافق عليها الدولة ومنها كراس ـ دفاع عن المرجعية ـ وحوار حول المرجعية وغيرهما.
    ومن كلمات الأمام الشهيد بحقه: حبيبي انت تقضي تسعون بالمئة من وقتك في سبيلي.
    تزوج العلوية كريمة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) الصغرى في 18ذي الحجة1417هـ وكان الامام الصدر مشرفاً على زواجه وذهب بنفسه الشريفة الى البيت الذي استأجره الشيخ النعماني لكي يتم به الزواج.
    اذ ان شهيدنا كان مهتماً برعاية اسرة استاذه وأخيه(قدس سرهما) الى ابعد الحدود. وكان شهيدنا قد قال كلمة للنعماني في الزواج: اما ان تكون اسعد الناس حظاً أو أسوأهم حظاً فأن اردت بهذا الزواج الآخرة فأنت اسعد الناس وان أردت به الدنيا نلتها ولكنك تكون اسوأ الناس.
    كان كثيراً ما يسافر الى المحافظات لقضاء امور تتعلق بالمرجعية وكان خير ممثل عن الامام الصدر وله ارتباطات وثيقة وعلاقات واسعة في كافة انحاء جنوب العراق ووسطه وبالأخص في بغداد.
    تعرض لمضايقات من قبل حبيب الخطيب اذ ان الشيخ النعماني مع رفيقيه النعمانيين كانوا قد سحبوا البساط من تحت اقدام هذا المجرم في مدينة النعمانية والتف شباب المدينة حو لهم فاتهمهم بالعمالة لايران فاضطروا الى المكوث فترة طويلة والاختفاء في النجف الاشرف.
    ورافقته مرة الى مدينة الحي حيث توفي احد اقاربه فوجدت عشيرته تكن له حباً واحتراماً كبيرين وكان تأثيره واضحاً عليهم.
    في رجب 1418هـ سافر بأمر من الامام الصدر الى الأمارات لغرض افتتاح مكتب وطباعة المؤلفات فمر برحلته هذه بالأردن وبقي فيها حوالي شهرين وكان خلال هذه الفترة الوجيزة يعمل ليلاً ونهاراً ويدعو لمرجعية شهيدنا وبشكل دؤوب في الاردن وبعد ان تم سفره الى الامارات واستقر نسبياً في امارة الفجيرة ومنها الى امارة دبي فقدم للسلطات طلب اقامة في هذا البلد ولكن الطلب رفض فحاول مرات عديدة ولكنه لم يستطع وبعد ذلك اكتشف ان هناك ايدي خفية وراء عدم السماح له بالاقامة اذ ان وكلاء الحوزة التقليدية كانوا قد رفعوا تقارير الى ما يسمى (بالاوقاف الجعفرية) وكان مضمون هذه التقارير ان هذا الشخص غريب ويعمل لصالح اجهزة المخابرات العراقية بل ثبت عنده ضلوع جماعة ممن يدعون التحرر الفكري في هذه القضية وقد اجتمعوا على مسألة واحدة وهي خطورة محمد الصدر عليهم جميعاً.
    فقامت دائرة الاوقاف برفع الأمر الى (ادارة ا لهجرة) فقطعت الطريق على الشيخ(رحمه الله)
    ومع ذلك فانه استمر على دعوته للامام الصدر ولم يثنه ما فعله الآخرون عن الاستمرار في الدعوة للامام الصدر. وكانت مؤلفات شهيدنا تصل عن طريق البواخر مهربة من البصرة الى الامارات.
    التقى هناك بالسيد كمال الحيدري الذي كان يحمل الكثير من الاشكالات ضد شهيدنا من قبيل ان الدولة لماذا هي ساكتة الى الآن على محمد الصدر ولم تقتله وهناك بطبيعة الحال ادعاءه للولاية وتوجد على محمد الصدر اشكالات وشبهات كثيرة... الخ.
    مكث في الامارات اكثر من ثلاثة اشهر ثم سافر الى لبنان فالتقى بالسيد محمد الغروي الذي يعتبر من دعاة السيستاني في لبنان واكثر الناس تهجماً على شهيدنا وكان اول كلام تفوه به: محمد الصدر عميل للدولة العراقية.
    ولم يقتنع بأي كلام من قبل الشيخ وأصرّ على رأيه حتى بعدما استشهد الامام الصدر والى كتابة هذه السطور.
    وحسب تقييم الشيخ النعماني(رحمه الله): فان الغروي قد تسلّم مبلغاً محترماً يستحق من أجله سحق محمد الصدر.
    وكان الشيخ محمد مهدي شـمس الدين(رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان) لا يقل موقفه خزياً عن موقف الغروي ويروج الأباطيل ضد شهيدنا في لبنان.
    كان الشيخ مقيماً في لبنان من خلال أحد العراقيين المخلصين للامام الصدر وهو علي الصبيح، الذي كان قائماً على خدمته طيلة تواجده في لبنان الى يوم السفر (يجدر الذكر (بأن) زوج رباب الصدر كان قد أستقبل الشيخ النعماني في بادي‏ء الأمر ولكنه كان حاقداً على الامام الشهيد لذلك طرد النعماني بعد يومين مما حدا به الى المبيت في أحدى الحسينيات الى حين لقاءه بعلي الصبيح..
    بقي في لبنان حوالي شهر واحد. وعاد بعدها الى الوطن ماراً بالاردن بطبيعة الحال وعاد مرّة اخرى الى عمله ودعوته للامام الصدر الى يوم الاستشهاد فكان يتحرّق ولا يستقر له حال وقد جاءه احد ثقاتي في مجلس التعزية الذي أقيم في مسجد(صافي صفا) قال له: ماذا فعلتم؟ قال: وماذا تريد أن نفعل؟ قال الشيخ: هل ذهب دم السيد هدراً.
    بعد الاحداث والاعمال الانتقاميّة التي قامت في انحاء العراق من قبل الجماهير الصدرية الثائرة ضد النظام اعتقل الشيخ النعماني وأجبر على القاء خطبتي صلاة الجمعة في مركز محافظة الكوت وذلك بعد اعتقال امام الجمعة هناك واتهامه بالمسؤولية عن الاحداث فأعلن الشيخ في الخطبة عدم مسؤولية الحوزة عن تلك الاعمال الانتقامية فعادوا به الى النجف واطلقوا سراحه فاختفى عن الانظار مدة من الزمن وكان في هذا الوقت يهيأ نفسه للخروج من العراق فكان الوسيط المدعو (أبو علاء) وكان من ضمن التنظيمات التابعة (لفيلق بدر) وهو من اهالي محافظة الكوت مكلّفاً بتهيأة طريق ا لهروب.
    فاتصل هذا الرجل بمديرية الامن العامة وأبلغهم مادار بينه وبين الطرف الذي كلّفه الشيخ بهذه المهمة فأرسلوا معه اثنين من ضباط الامن الاول: هو المقدم عزيز النعيمي والثاني: الرائد علي.. وهما من منتسبي مديرية الامن العامة وقد اشرفا على التحقيق مع الشيخ بعد ذلك.
    وكان هاذان قد التقيا بالشيخ في النجف بعد ذلك بصفتهما ادلاء للعبور الى شمال العراق.
    في اليوم الاول من محرم 1420هـ صباحاً استقلوا سيارة كان فيها، السائق المقدم عزيز النعيمي وبجانبه الرائد علي وفي المقعد الخلفي كان يجلس الشيخ النعماني وزوجته العلوية وفي الطريق الى كركوك كانت هناك العديد من السيطرات إلاّ انها لم تتعرض لهم وفق اتفاق مسبق بينهم وفي اثناء الطريق كان الضابطان قد هيئا جهاز تسجيل وابتدأت المحاورة منذ الخروج من النجف فأدلى الشيخ خلال هذه المحاورة بتصريحات خطيرة وكانا قد اتخذا اسلوب الانفعال والتأثر لشهادة الامام الصدر وكان محور الحديث حول امور تكفي لاعدام الشيخ من دون حاجة الى تحقيق.
    وعندما وصلوا الى كركوك توجهوا الى مديرية امن كركوك مباشرة فقاموا بتقييده وبات ليلته تلك في هذه المديرية وفي اليوم الثاني نقلوه الى مديرية الامن العامة في بغداد وبرفقته العلوية وحبسوه في زنزانة انفرادية تحمل رقم 3ـ والعلوية في الزنزانة المجاورة له رقم 2ـ وكان المحجران يشتملان على اجهزة تنصت وبقي على هذا الوضع خمسة عشر يوماً ولم يتعرضوا لهما بأي أذى لان التصريحات المسجلة لم تترك شيئاً للامن لكي يحققوا فيه باستثناء ما قاموا به من تعليق الشيخ مرتين في السقف ولكن من دون ضرب وبعد اكمال خمسة عشر يوماً سلّموا العلوية الى حسين الكظماوي (الصدر) فبقي اشهراً على هذه الحال وكان قد طلب من احد ضباط الأمن ان يأتيه بمصحف فكان يقرأ القرآن ويكثر من الصلاة وكان كثير البكاء وعندما سُئل عن سبب بكاءه قال: تذكرت كلمة قا لها الامام الصدر: هناك اشخاص خُلقوا من اجلي ومن ضمنهم جناب الشيخ... وأشار ألي.
    وفي الشهر العاشر من عام 1999 تم اعدامه بالكرسي الكهربائي وسلموه الى عائلته وكان برفقتهم ضباط امن فأخذوه الى النجف الاشرف وبعد ان تمت زيارة امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام كان هناك عدد كبير من الطلبة موجودين عنده وعند المقبرة أرادت اسرة الشيخ دفنه قرب الامام الصدر وولديه ولكن ضباط الامن رفضوا ذلك فدفن في مقبرة عائلته.
    أول شهيد من ائمة الجمعة
    في مدينة المعامل التي تعد من المناطق البائسة في بغداد حيث الخدمات سيئة للغاية فلا مياه للشرب متوفرة ولا الكهرباء منتظمة وكانت اغلب العوائل مهددة في اية ساعة بتهديم البيت والطرد الى الشوارع.
    وكان سكان هذه المدينة من الطبقة الفقيرة وغالبيتها العظمى من الشيعة المستضعفين من جنوب العراق وكانت طرق هذه المدينة وعرة ولم تقم الدولة بتعبيد الطرق، هذا فضلاً عن الجهاز الحزبي البعثي الشرس فيها الذي كان يعد أنفاس الناس.
    وقد اقيمت الجمعة في الاسابيع الأولى وكان امام الجمعة الشيخ الشهيد حسين السويعدي مواليد1971م من مدينة الثورة البطلة وكان السويعدي من شباب الحوزة المساندين بشدة لمرجعية الامام الصدر وكان يعد من الطلبة الكفوئين والمتدينين وكان ذا اخلاق عالية جداً يشهد بذلك المؤالف والمخالف.
    ومن الحوادث التي تذكر انه كان يلقي درساً على مجموعة من الشباب في منطقة الفضيلية وفي احد الايام توفيت طفلته فقام وذهب الى درسه وترك اهله ليقوموا بتجهيز الطفلة ودفنها. وهذا مما يدل على تقواه والتزامه وبعد إقامته للجمعة بمدة أقل من شهرين اعتقل بسبب قيامه مع مجموعة من المؤمنين بقتل عدد من البعثيين وكانوا قد أخذوا الفتوى بذلك من الامام الصدر وفي المرافعة الاخيرة كان السيد مصطفى الصدر قد استدعي لكون الاتهام موجهاً الى الشيخ السويعدي بتهمة قتل البعثيين بفتوى واجازة من الامام الصدر فلما سأل القاضي هل أن الامام الصدر هو الذي افتى لكم بقتل البعثيين؟
    قال الشهيد السعيد: كلا.
    فحكم عليه بالأعدام فقام السيد مصطفى وسلّم عليه... وكان السويعدي حين القاء الحكم عليه مبتسماً وقد تأثر الامام الصدر بشهادته بشكل واضح وقد كفن في ثوب اهداه اليه شهيدنا الأعظم فكان السويعدي رائد ركب الشهداء(شهداء الجمعة) الذي لن ينقطع الى يوم الظهور المقدس.

    كرامات الامام الصدر
    اعطى الله لخاصة اوليائه من الكرامات ما يجعل اصحاب الايمان يزدادون ايماناً بعظمة وأهمية هؤلاء وكذلك فان هذه الكرامات تثقل الحمل على اولئك المعاندين الذين لا يتبعون الحق ويلهثون وراء شهواتهم وانما جعل الله عز وجل المعجزة أو الكرامة عزاً لصاحبها ولأتباعه وحجة على من سواهم وأنا اقطع بأن للامام الصدر شأناً لا يعلمه إلاّ الله ولا شك ان المستقبل سوف يظهر لنا الكثير من مختصات واهمية هذا العملاق وسأذكر نزراً يسيراً مما اسعفني به المولى جل وعلا من عظمة وجلالة قدر الامام الصدر المظلوم، وهذه الكرامات التي سأذكرها مثبتة وموثّقة وأكثرها مشهور في العراق وبين طلبة الحوزة والمقرّبين من شهيدنا (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
    حديث الولادة:
    شهيدنا كما قلت كان خارقاً للعادة في كل شيء حتى في ولادته وقصة ولادته معروفة مشهورة اذ بقي الأبوان لسنوات طوال يتأملان ان يرزقا بولد الى ان منّ الله عليهما بزيارة بيته الحرام فدعيا هناك فما ان عادا حتى رزقهما الله بخير مولود على وجه الارض بعد الامام المهدي(ع)
    وكان عمل والدة السيد هاشم المخراقي توليد النساء وخصوصاً نساء العلماء فأشرفت على ولادة سيدنا فتروي، انه عندما رأى النور في اللحظات الأولى كان مغلّفاً بكيس طبيعي(وهذا معناه انه لم يتلوّث بدم) وبعد ان شقت الكيس اخذته ووضعته على ظهره فانقلب على وجهه فعادت فأرجعته على ظهره فقلب نفسه وتكرر الامر مرات ومعلوم ان الطفل في مثل هذا العمر عاجز عن ان ينقلب على احد جانبيه فضلاً عن وجهه أو ظهره. ولا شك ان شهيدنا أبى إلاّ ان يكون ساجداً لربه لحظة خروجه الى هذه الدنيا وهذه الرواية رويت من أكثر من مصدر من عائلته وغيرها.
    * * *
    كان شهيدنا اذا خرج من حرم أمير المؤمنين(ع) بعد اداء الصلاة فيه يقف ويستدير تجاه الضريح المطهر ويضع يده على صدره وينحني قليلاً مسلّماً على أمير المؤمنين(ع) وكان احد الطلبة يراقبه في احدى المرّات، فلاحظ ان السيد ابتسم اثناء سلامه على جده فسأله بعد ذلك عن سبب ابتسامته الملفتة للنظر فأجابه(رض) اذا قلت لك تصدّقني؟
    قال: نعم سيدنا ان شاء الله.
    فقال(رض): رأيت الملائكة تهبط لخدمة أمير المؤمنين(ع) فأحتقرت نفسي... لماذا لا أخدم أمير المؤمنين(ع)؟
    * * *
    وعن احد الطلبة الثقات قال كنت جالساً عند الامام الصدر في بيته في (الحنانة) واثناء الحديث دخل رجل يرتدي الزي العربي(الكوفية والعقال) وجلس، بعد ذلك شرع هذا الرجل بالتحدث عن تفاصيل خروج السيد جعفر الى ايران (ولم اكن اعلم بذلك) فقلت في نفسي.. لقد اوقعت نفسي في ورطة فياليتني لم احضر هذا اليوم اذ قد يظهر الخبر من غيري فيظن السيد بأني قد افشيت الامر فالتفت اليّ(رض) وقال: هذا رزق ساقه الله اليك.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  10. Top | #25

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 25

    أرسل احد وكلاءه بمهمة خارج العراق وقال له سوف تذهب ولن اراك بعد الآن وسوف تتأذى كثيراً ولكن اصبر فسكت قليلاً ثم قال: اذن لن اراك بعد الآن. وسافر وكيله الى خارج العراق فاستشهد الامام الصدر(رض) بعد ذلك بمدة، واما هذا الوكيل فقد لقى من البلاء مالقي.
    * * *
    وعن احد الاخوة الثقات انه جاء زائراً لامير المؤمنين(ع) فزار ودعا للامام الصدر بطول العمر وبعد ذلك خرج وتوجه الى مكتبه(رض) فوجد في مكتبه ازدحاماً شديداً منعه من الدخول فوقف امام المكتب في الخارج حيث توجد مكتبة عامة لبيع الكتب وبعد برهة خرج الامام الصدر ويحيط به الناس من كل جانب فألتفت الي وقال: أسألك الدعاء لا تنساني في الدعاء.
    * * *
    يوجد عدد من الروايات في كتب الحديث أو كتب الادعية ان من كانت له حاجة من أمام العصر(عجل الله مخرجه الشريف) يريد قضاءها فليكتب حاجته على ورقة ويلقيها في الصحراء أو الأرض الخالية او في النهر فعمل بهذه الرواية عدد من الطلبة في النجف ووضعوا الاوراق في قناني وكان فيها أسئلة خاصة بالامام(ع) والقوا هذه القناني في الفرات وبعد ذلك بمدة من الزمن كانوا متواجدين في مكتب الامام الصدر فطلب منهم الشيخ محمد النعماني الحضور عنده وكان مسؤول الاستفتاءات فاعطاهم مجموعة استفتاءات فقالوا ولكننا لم نقدّم استفتاءات الى الامام الصدر!!
    فقال: لا أدري هذه اسماءكم عليها، فأخذوها ووجودها نفس الاوراق التي القوها في الفرات وعليها خاتم الامام الصدر وتوقيعه فأمر الامام الصدر بعدم نشر هذه الحادثة بين الناس وبقيت سراً من الاسرار الكثيرة التي لم تعرف الى الآن.
    * * *
    كان اثنان من محافظة البصرة احدهما صديق لبشير الباكستاني وهو بائع للسمك في مدينة (العشار) والآخر صديقه، سافر الاثنان لزيارة امير المؤمنين(ع) في النجف الاشرف وبعد الزيارة توجها الى منزل بشير الباكستاني وباتا ليلتهما هناك وكان الثلاثة قد قضوا الليل بالحديث عن الأمام الصدر والسخرية منه وفي الصباح توجه الاثنان الى البصرة بسيارتهما وكانا يتحدثان كذلك عن السيد وثلبه والطعن فيه.. وعندما توسطوا الطريق بين الناصرية والبصرة حدث اصطدام مع احدى السيارات فتحطمت سيارتهما ونقلا الى المستشفى فكان احدهما مقطوع اللسان والآخر تهشمت اسنانه وفمه فزارهما عدد من الطلبة والوكلاء فأخبراهم بهذه الرواية وانهما قد اعلنا التوبة واعتذرا من الامام الصدر(رض).
    * * *
    يوجد في مكتب الامام الصدر موظف وهو احد الشيوخ المشهور بتدينه وطيبته يقول انه خرج يوماً الى مكتب الامام الصدر وعندما وصل من جهة شارع الصادق(ع) رأى الامام الصدر بهيئة رجل لابساً (كوفية وعقال) فبقي مبهوراً مستغرباً فحدّث الامام الصدر بهذه الحادثة فأجابه(رض) ألا تعلم ان روح المؤمن تتجوّل.
    * * *
    وعن احد الطلبة المعروفين والمجاهدين قال: رأيت ليلة في المنام كأني أُقبّل قدم الامام الصدر فلما كان اليوم التالي ذهبت الى مكتبه(رض) فرويت له هذه الرؤيا فقال: خير ان شاء الله وبعد دقائق نظرت الى قدمه ففكرت في أن أُقبّلها فلما حدثت نفسي بذلك نظر اليّ بحدة وقال بغضب: اياك ان تفعلها فبكى الشيخ.
    * * *
    كان المقرر بعد اعتقال امام جمعة الناصرية ان يبعث الامام الصدر مجموعة من الطلبة اليها لغرض اقامة الصلاة فحدثه احد ائمة الجمعة المعروفين بهذا الخصوص فقال: استخير فأخذ مسبحته وقبض قبضة ثم قال: ليست جيدة يظهر انها غداً سوف تمطر وبالفعل في يوم الجمعة مطرت من الصباح الى المساء وفي الناصرية فقط .
    * * *
    بعد الخطبة السادسة عشر التي ذكر فيها السدنة قام حيدر الكليدار مسؤول السدنة في حرم أمير المؤمنين(ع) بقطع التيار الكهربائي عن مكتب الامام الصدر وتحامل عليه ومنع ادخال الفراش بعد اقامة الصلاة في الحرم بعد المغرب فما ان انتهت الصلاة حتى جاءوا الى الكليدار ليخبروه بأن منزله احترق ومن دون معرفة السبب.
    * * *
    كان من ضمن طلبة جامعة النجف الدينية احد الطلبة قد اشتهر بكونه من اصحاب الباطن يقول كنت جالساً عند الامام الصدر فدخل رجل فأنكشف لي وجهه الحقيقي وكان مخزياً فقلت في نفسي ساعدك الله ياسيدنا.
    فألتفت الي(رض) وقال وساعدك شيخنا.
    * * *
    عن احد المجاهدين الثقات قال: دخلت الى مكتب الامام الصدر في بداية تصديه للمرجعية ومعي احد الاصدقاء فسبقني صديقي في الدخول فلم يعره السيد اهتماماً وأشار اليّ بأن ضرب الفراش الذي بجانبه ثلاث مرات وفي كل مرّة يقول هنا فجلست بقربه.
    وما ان انقضت الايام حتى تشبثت بشكل غريب بتقليده وحبه وأصبح صديقي من الحاقدين عليه ويسبه بشكل مقزز.
    * * *
    جاء اليه يوماً أحد الاشخاص وفي نيته ا لهروب الى ايران عبر الحدود فقال سيدنا خذلي استخارة فقال: اصبر وبعد قليل كرر عليه الطلب فقال(رض) اصبر وفي الثالثة قال له: هل تريد ان اقول لك انهم سوف يمسكون بك عند الحدود.. فبقي الرجل باهتاً لا يحير كلاماً.
    * * *
    جاء احد الطلبة يوماً برجل مسيحي يريد ان يعلن اسلامه فأخذه الى مكتب احد المتصدين فأعلن اسلامه هناك ثم جاء به الى مكتب الامام الصدر وقال له في الطريق لا تقل للامام الصدر بأنك قد اعلنت اسلامك عند فلان فلما دخلا قال المسيحي للامام الصدر: سيّدنا انا مسيحي وجئت لأعلن اسلامي بين يديك فقال(رض): كيف تسلم وأنا أرى نور الاسلام بين عينيك.
    * * *
    عن أحد الخواص قال تعرفت على الامام الصدر سنة 1988م وذلك انني من سكنة النجف وكان لي صديق متدين فجاءني الى البيت وكان مطارداً من قبل الامن فقال لي كلمة واحدة: اليوم يصلّي في حضرة أمير المؤمنين(ع) عالم من آل الصدر فلا تفوتنك الصلاة خلفه.
    ثم ذهب وكنت اعرف غالبية علماء النجف ولم أكن اعرف الامام الصدر فجلست في مكان خارج الحرم فرأيت عدداً من المعممين يدخلون الواحد بعد الآخر الى ان جاء سيد عليه المهابة فقمت بشكل لا ارادي فسلّمت عليه وحاولت تقبيل يده فلم يسمح لي بذلك وكنت لا اعرف ان هذا الرجل هو الامام الصدر فدخل الى الحرم المطهر فدخلت خلفه وبعد ان زار جلس في مكان كان يجلس فيه ويصلي السيد محمد تقي الخلخالي(وكان هذا المكان يصلّي فيه الشيخ محمد رضا آل ياسين(قدس) وبعده الشيخ علم ا لهدى مرتضى آل ياسين(قدس) وبعده السيد محمد صادق الصدر(قدس) وبعد فرض العزلة على الأمام الصدر استغل المكان وصلّى فيه آخرون الى هذا اليوم المبارك) وذلك قبل صلاة الظهر وجلس خلفه السيد مقتدى الصدر وعمره اربعة عشر سنة والسيد مرتضى الصدر وعمره عشرون سنة وجلست بجانب السيد مقتدى الصدر وبعد فترة قصيرة التفت اليّ الامام الصدر ودقق الي النظر ثم عاد الى وضعه وحك يده اليسرى ثم التفت اليّ ودقق النظر ثم عاد الى حاله الأولى وحك يده اليمنى وفي المرّة الثالثة نظر اليّ مبتسماً وهزّ راسه ثم قام وصلى الفرضين وبعد اربعة ايام انضم الينا السيد الشهيد مؤمل محمد محمد صادق الصدر(قدس سرهم) ولم يكن معمماً وفي اليوم الخامس انقطع السيد مقتدى الصدر لسبب اجهله وانضم الينا اثنان من العوام أحدهم رجل كبير في السن فقال لي: أنت السيد يريد خاطرك وهو قد كتب عن الامام الحجة(ع) فأريد منك ان تطلبها منه لكي أقرأها.
    فقلت: ان شاء الله فذهبت الى السيد وقلت له ما قال لي الرجل فقال: لا ولكنها سوف يأتي يوم تطبع فيه الموسوعة وتنشر.
    وبعد انتهاء الصلاة خرجت الى مطعم كنا نمتلكه في الحويش تحت فندق الكرار مقابل باب القبلة وجلست على كرسي في داخل المطعم فرأيت في الخارج الامام الصدر مع ولده السيد مرتضى قد جاءا باتجاه المطعم وعندما رأيت انه قادم اليّ نهضت لتصوري أنه يريد الدخول الى المطعم فلما رأني قمت اليه غيّر من طريقه وابتعد بحيث لم اره فجلست في مكاني واذا به فوق راسي فعلمت انه بعد ما رآني اريد القيام له اتجه الى مكان بقربنا وجاء ملاصقاً للحائط حتى لا اراه وأقوم له.
    فقلت له هنا هنا سيدنا اجلس في مكاني، فرآني مرتبكاً فقال مهلاً لا ترتبك فقلت سيّدنا لو شرفت عندنا في البيت لكان افضل فقال: لا، هنا افضل، وبعد ذلك رأيت والدي وهو يبكي فقال سيّدنا انت اليوم ضيفنا فقال له جزاك الله خيراً. وشاهدني وانا اعمل وأرش الملح على اللحم وكان الملح يتناثر على الارض فانتهرني وقال: لا تفعل هكذا فالملح من افضل نعم الله.
    وبعد ذلك وضع يده على راسي وقال لوالدي: هذا ليس بولدك انه من اولادنا المخلصين أو المطيعين (الشك من الراوي) وبعد ذلك خرج وتوجه الى منزله.
    وفي أحد الايام جاءني رجل الى المطعم وعرض عليّ مسألة شرعية فقلت له لنتوجه الى السيد محمد تقي خلخالي... وذلك قبل تواجد الامام الصدر في الحرم فأجابنا السيد خلخالي على المسألة.
    وبعد سنة من هذا التاريخ سألت الامام الصدر عن نفس المسألة فقال لي بحدة: حبيبي لديك الجواب قبل عام فتعجبت من اين عرف ولكن انقضى العجب بعد نهضته الشريفة.
    وفي أحد الايام بعد صلاة العشاء وذلك قبل الانتفاضة بثلاثة ايام وكان الوضع في العراق مضطرباً اردت الالتحاق الى الجيش فقلت له سيدنا اريد استخارة. وكنت قد اضمرت في نفسي ان الاستخارة اذا كانت جيدة فسوف التحق وإلاّ فلن التحق... فقال لي: تريد الاستخارة بالقرآن أو بالسبحة، فقلت: بالسبحة سيدنا. فأخذ قبضة بالسبحة فقرب وجهه الشريف من وجهي وقال: لا تروح. فغيرت من نيتي في ان تغيب يومين ثم التحق فقلت سيدنا اريد استخارة مرى أخرى فقال من دون ان يمس مسبحته ـ لا تروح لا تروح فنويت أن اتغيب ثلاثة ايام وطلبت استخارة أخرى فقال مباشرة ـ لا تروح لا تروح لا تروح وبعد ثلاثة أيام تفجرت الانتفاضة الشعبانية وبعدها علمت ان وحدتي العسكرية قد دمرت تماماً في الانتفاضة في شـمال العراق.
    * * *
    كان احد الطلبة الذي اصبح قاضياً في محكمة النجف الحوزوية معادياً للامام الصدر ولكنه تاب عن هذ الأمر فاراد اعلان التوبة امام الامام الصدر ولم يعلم به احد فدخل الى مكتبه (رض) وما ان رآه الامام الصدر حتى قال: جاء الشيخ فلان تائباً.
    * * *
    وعن احد الثقات من طلبة النجف قال: كنت واقفاً مع عدد من الطلبة خارج مسجد الرأس بأنتظار خروج الامام الصدر منه حيث كان يلقي احد الدروس وكان هناك جمع من مقلّديه ينتظرونه فخرج (رض) ولم يسلّم على احد... فقلت في نفسي لماذا لم يسلّم على الناس سوف يقولون ويتقولون ونحتار في الرد عليهم... فلما صار قريباً منّي التفت الي وقال: السلام عليكم.
    * * *
    قام احد وكلاء الامام الصدر بأعداد وليمة ودعاه اليها مع عدد من موظفي المكتب وبعض العوام الذين جاءوا مع الوكيل وبعد أن انتهوا من الأكل قاموا ليغتسلوا وقام الامام الصدر ومشى قليلاً ثم التفت والغضب ظاهر في وجهه وهو ينظر بحدّة الى احد العوام الحضور وبعد ذلك لم يتجرأ احد ان يسأل السيد عن السبب فسألوا ذلك الرجل عن حاله فقال: لما قام الامام الصدر قلت في نفسي لماذا لم يقرأ السيد سورة الفاتحة وهو امر معتاد بعد كل وجبة طعام، فألتفت اليّ حينها ونظر إليّ بتلك النظرة.
    * * *
    وعن احد الطلبة الثقات قال: دخلت حرم أمير المؤمنين(ع) فوجدت الامام الصدر جالساً وذلك قبل صلاة المغرب فقلت له: سيّدنا أسالكم الدعاء فمسكني من يدي وقال: لخير الدنيا أو لخير الآخرة.
    فقلت: فيه شيء من خير الدنيا وشيء من خير الآخرة.
    فقال: واذا قلت لك ان بلاء الدنيا هو خير الآخرة.
    فلم أعرف ما اقول فقال(رض) اذن نسأل الله سبحانه ان يزيد علينا بلاء الدنيا لننتفع في الآخرة فما اتت عليّ مدة حتى أعتقلت لحادثة مسجد الرشاد في الثورة وبقيت في السجن اكثر من سنتين.
    * * *
    اعتقلت اجهزة الامن احد موظفي المكتب وحوّلوه الى مديرية الامن العامة فى بغداد فآذوه وأهانوه كثيراً، وبعد ثلاثة ايام حدثت ضجة وارتباك في المديرية يقول فأخرجوني وأخذوني الى معاون مدير الأمن فأعتذر منّي وقال ان الأمر كان خطأ ثم اطلقوني.
    وبعد ذلك ذهبت الى النجف وما ان رآني الامام الصدر حتى مدّ يده الى صدري ودفعني الى احد الغرف وقال ابتداءاً: ألا تعلم ان قلوب الظالمين بأيدينا نقلبها كيف نشاء.










    متفرقات
    هذه مجموعة من الاحداث والتصريحات التي استدرك بها ما قد يكون فات في محلّه ولعلّي اضعها في محلّها المناسب إن بقيّت الحياة بعد طباعة هذا الكتاب في طبعة أخرى.
    يروي لي أحد الوكلاء قال كنّا جالسين يوماً عند الامام الصدر سنة 1993م في الغرفة الصغيرة التي كان يستقبل بها الزائرين فجلس رجل مقابل الامام الصدر وقال له: سيّدنا: عرف لي الشرك تعريفاً يفهمه العالم والجاهل.
    فقبض(رض) على لحيته وأطرق قليلاً ثم قال: كل ما تقع عليه عيناك فهو من الشرك حتى محمد الصدر.
    فقال الرجل: سيّدنا انا اردت تعريفاً يعرفه العالم والجاهل وهذا التعريف حتى العالم لا يعرفه.
    فقال(رض): اسمع، كل شي يتعلّق به قلبك غير الله فهو شرك حتى لو كان محمد الصدر.
    قال الراوي: ثم خرجت أنا والشيخ محسن الحسناوي والشيخ ماجد الكرعاوي وتوجهنا الى مكتب بشير الباكستاني فقال له الحسناوي ما تقول في ان الشرك هو كذا وكذا وروى له ما سمع من الامام الصدر من دون ان يذكر اسم السيد: فقال بشير: ماهذا الكلام ان هذا ليس بصحيح، فجادله الحسناوي وعلت اصواتهما فخرجنا فقال الحسناوي ان الباكستاني لا يفهم شيئاً.
    * * *
    عندما صدر استفتاء بعدم ثبوت وجود ذرية للعباس بن أمير المؤمنين(عليهم السلام) وان المرقد الذي يزوره الكثير من الناس في المحاويل هو مرقد (علي بن الحسين) المنتسب الى سيّدنا العباس(ع) حدثت ردود افعال كثيرة ومتفاوتة ومختلفة وكان ا لهدف الملاحظ من الاعلام المكثّف لزيارة هذا المرقد الموهوم هو صرف الناس عن زيارة سيد الشهداء(ع) ليلة الجمعة اذ ان الكثير من الناس يتوجهون الى هذا المرقد في ليلة الجمعة وعندما صدر استفتاء من الامام الصدر بهذا الخصوص قلّ الزوار فذهبت يوماً مع الشيخ محمد كاظم الناصري والشيخ هادي من أهالي الحمزة في الديوانية الى مكتب السيستاني فعرض المسألة على السيستاني وقال: سيدنا ما تقولون في علي بن الحسين وهل هو ثابت النسب فرفع السيستاني يده وقال: أنا لم احقق في المسألة ولو حققت لتوصلت الى الحقيقة ولكن راجع كتاب المراقد.
    وبعد هذا الجواب تناقشنا في المسألة وذلك ان كتاب المراقد ليس كتاباً متخصصاً في الأنساب بل هو مجرّد كتاب جمعي ا لهدف منه الاحاطة بالمراقد الموجودة في العالم الاسلامي.
    والجهة الأخرى التي اشكلنا فيها على السيستاني هي ان السيستاني مادام لم يحقق فكيف يحيل الى الغير مما هو ليس محلاً للكلام، وحسب الظاهر ان استفتاء الامام الصدر قد وصل اليهم والمهم في ذلك الوقت هو تكذيب محمد الصدر لا أكثر.
    * * *
    أراد احد الطلبة مبلغاً من المال لاجراء عملية جراحية فطلب من السيد استخارة فكانت حسنة فقال: سيّدنا احتاج مبلغ لاجراء عملية جراحية.
    فقال له بغضب: أهذه تستوجب استخارة؟! وصرف له المبلغ.
    * * *
    جيء له بشريط تسجيل فيه كلمة لمحمد باقر الحكيم يقول ما مضمونه: لم نشهد في تاريخ التشيع ان احد المراجع يمنع المسير الى كربلاء ولكن النظام استطاع عن طريق عملاءه في الحوزة ان يمنع الزيارة الى الحسين(ع).
    فقال(رض) عجيب عجيب إلاّ يوجد ورع؟ إلاّ يعطوني مجال؟ لماذا هذا الاستعجال؟ ثم التفت الى هذا الطالب وقال: حبيبي هذا عميل.
    * * *
    جاءه رجل وطلب مساعدة فصرف له مبلغ ثلاثة آلاف دينار فعاد اليه وقال سيدنا اريد مساعدة وهو يغمزه بيده فكرر ذلك فضحك السيد وقال: ابتلي رسول الله(ص) بمثل هذا الرجل فقال لعلي(ع) يا علي قم واقطع لسانه من اين آتي بعلي لكي يقطع لسانك. ثم صرف له مبلغاً آخر. وكان(رض) يعني بقطع لسانه بالعطاء ليس الاّ.
    * * *
    كان هناك تنظيم سري باسم(ثار الله) ينسب نفسه للامام الصدر فسئل عن ذلك فقال: نعم اعطيتهم اذناً ولكني لست قائداً لهم واذا صرّحوا باسمي فلن آذن لهم مرّة أخرى.
    * * *
    دخل عليه احد الطلبة الذين نجحوا في اختبار القبول في الحوزة وكان شاباً في مقتبل العمر وبيده عمامته ينتظر من الامام الصدر ان يعممه تبركاً. وكان بقرب شهيدنا قد جلس احد خطباء بغداد المشهورين فقال هذا الخطيب للشاب: هل ترى ان الحوزة سوف تفلح بك؟ فسمعه شهيدنا فأعتدل في جلسته وقال: نعم تفلح به. فهل افلحت بك قبل ذلك.
    * * *
    وكان(رض) يؤكّد على بناء النفس وتقويمها وقد قال في يوم ما:
    يقول الناس نعوذ بالله من الفتن، وهذا ليس صحيحاً بل قولوا نعوذ بالله من سوء الفتن ماظهر منها وما بطن، فالانسان في كلامه فتنة، ومأكله فتنة، وكلّه فتنة واستلام الحقوق فتنة، وأنا اضمن لكم اذا ربيتم انفسكم فأنكم خلال خمس سنوات سوف تصبحون من فضلاء الحوزة.
    * * *
    وقال له احدهم سيدي رقبتي أمامك وفداء لك... فقال: كلا ولكن للدين.
    * * *
    عرض عليه ان يأتوه بدرع واقي من الرصاص فرفض رفضاً قاطعاً وقال: وانه لن يصيبني إلاّ ما كتب الله لي وان الذي حفظني كل هذا العمر قادر على ان يحفظني الى اي مدى شاء.
    * * *
    وكان لا يتختّم إلاّ في مرّة واحدة كان الغرض منها حسب الظاهر انه يرى في التختم استحباباً شرعياً وبعد ذلك لم اشاهده الى يوم استشهاده يتختم وكذلك لا يحمل مسبحته امام احد مطلقاً إلاّ لغرض الاستخارة وكان يعقب بعد الصلاة بأصابع يديه.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  11. Top | #26

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 26

    وفي احدى المناسبات أقامت الجامعة التي يديرها السيد كلانتر(رض) تعزية فحضر الامام الشهيد الى هذه المناسبة وكان من ضمن الجالسين السيد علي السيستاني، قام الجميع باستثناء السيستاني، وبعد برهة قام الامام الشهيد ليخرج واتجه نحو السيستاني الذي لم يتحرّك من مكانه فمد الامام الشهيد يده اليه يصافحه فمد السيستاني يده بتثاقل وهو جالس.
    * * *
    وفي يوم عندما كان ذاهباً للصلاة في الحضرة عند الغروب وعندما وصل الى(الكيشوانية) كان الاذان قد وصل الى قوله (حي على الصلاة) وفي هذه الاثناء خرج شاب من الحضرة فاوقفه(رض) وقال: حبيبي الى اين؟ ألا تسمع الاذان يقول حي على الصلاة فأعتذر الشاب ورجع لاداء الصلاة.
    * * *
    كان السدنة الموجودون في الحضرة العلوية يهربون من امامه لانه كان يوبخهم وخصوصاً بعد ان صرّح عن فسقهم وتجاوزاتهم في احدى خطب صلاة الجمعة وقد كانت هذه الخطبة بمثابة القنبلة في سماء النجف.
    وقد حاول احد السدنة ان يتقرّب له وذلك بأن تناول مداس شهيدنا ليضعه امامه قال له(رض) يا هذا لا تلمس المداس اني اكرهك.
    * * *
    كان(رض) يقول: ان مرجعيتي شعبية وذلك في صدد الجواب على سؤال ان سماحة السيد يتكلّم ويتصرف بصورة تخالف المألوف عند العلماء.
    * * *
    حاول شهيدنا شراء بناية كلية الفقه في النجف الاشرف حيث عرضت بالمزاد وذلك لأعادة الحياة اليها ولكن المبلغ كان مرتفعاً فلم يستطع شراءها لقلة المال المتوفر لديه.
    * * *
    قال له احد المؤمنين سيدنا بالامكان ان اجلب لك علاجاً من الخارج لهذا المرض فقال: انه لا يعيقني عن عبادة أو كتابة وأنا احب ان القى الله على هذه الحال.
    * * *
    وسأله احدهم ان يدعو له لمرض كان به فقال(رض): هل ان المرض رحمة.. فأجاب: نعم قال: فاذا كان رحمة فكيف تسألني ان ادعو لك.
    * * *
    وعندما يأتي للحضرة العلوية كان يأتيه كثير من الناس ويقولون سيّدنا نسألك الدعاء فيجيب كيف تسألوني الدعاء وانتم قرب أمير المؤمنين(ع).
    * * *
    زار(رض) يوماً احدى المدارس وعندما خرج فقد مداسه فرفض ان يأخذ من الطلبة فسار حافياً الى سيارته ولكن الطلبة وجدوا مداسه فأتوه به.
    * * *
    وكان اذا جلس الى مائدة الطعام لا يأكل اكثر من نوع او نوعين وكان يترك الذّ الطعام ويأكل الاردأ. اذ كان يجلب من السوق لعياله ما يأكلون ويجلس معهم إلاّ انه كان يأكل اللبن والخبز مثلاً فقط جهاداً للنفس.
    * * *
    قال الشيخ حسين المحمداوي إمام جمعة العمارة سيدنا آل الحكيم يقولون ان كتاب ما وراء الفقه ليس من تأليف الصدر بل هو تأليف السيد محمد باقر الصدر.
    فقال: حبيبي أنعم وأكرم بآل الحكيم.
    * * *
    وعن الشيخ قال في أحدى الجُمع في الكوفة وبعد انتهاء الصلاة عندما خرج الامام الصدر من المسجد أخذ احد الشباب يهتف بأسم الامام الصدر فأحاط به عدد من جلاوزة النظام وامسكوه فرآهم الامام الصدر فجاء اليهم ودفعهم عنه ومسكه من يده وقال:
    حبيبي مليونين ما يخلصونك( ). ودفعه بين الحشود بعيداً عن أعين الأمن.
    * * *
    ارسلت السلطة القارىء المعروف علاء الدين القيسي الى الامام الصدر وعندما دخل عليه قال سيدنا تعرف ان الدولة وضعها مربك هذه الايام ونريد منك تحريم صور الأئمة التي تباع في الاسواق فقال له: ليس هناك دليل على الحرمة.
    فقال: ولكن سيدنا هذه الصور فيها ما فيها ونحن نحتاج الى التحريم.
    فأنتهره شهيدنا وقال: من اين أاتي لك بالحرمة من جيب الصفحة( ).
    ثم حان وقت الصلاة فقام وخرج. وحسب الظاهر ان الدولة ارادت جس نبض الامام الصدر والا فلا قيمة للصور ولا تأثير لها عند الدولة ولكن أرادت أن تثبت ان الصدر معها ولو بمثل هذه الفتوى فلم تفلح.
    والمهم ان علاء الدين القيسي قد سجنه النظام بعد ذلك اذ اختلس الملايين من المبالغ التي خصصت للحج سنة 1419هـ.
    * * *
    جلس عنده احد ائمة الجمعة وقال باكياً: سيدنا اسال الله ان لا يحرمنا منك.
    فقال(رض): اذا اراد الله ابقاء المذهب فسوف يبقيني واذا لم يرد فمحمد الصدر الى القير.
    * * *
    قال له عدد من الطلبة اذا حدث لك حادث فانا سوف نترك الدرس والحوزة فقال: هذا ليس صحيحاً بل اني عندها سوف اذهب الى ربي وأنتم تبقون لقيادة المجتمع.
    * * *
    وقد كان يأتي اليه الكثير من الناس ممن وقعوا به وسبوه فكان يجيبيهم: انتم بريئوا الذمة وانتم مثابون امام الله لانكم انما تسبّون سيد محمد الصدر لأنه حسب ظنكم عميل (موخوش آدمي) ولكن انصح الجميع بالتريث والتفحص عن حال اي انسان قبل الوقوع به.
    * * *
    ودخل عليه احدهم وقال بأعلى صوته: يا محمد الصدر ان تريد إلاّ ان تكون جباراً في الارض.. فلم يجبه(رض) وقام أليه أحد أئمة الجمعة وأخرجه من المكتب بهدوء.
    * * *
    وجاء احدهم وسبه سباً شديداً فنظر اليه مبتسماً ولم يقل شيئاً بل التفت الى مَن بجانبه ليرى حاجته.
    * * *
    وعندما حرّم القاء النقود في الاضرحة المطهرة شاهد احدهم وهو يهم بالقاء مبلغ في الشباك فمسكه من يده وقال: لا تفعل هذا حرام. فهمّ مرّة اخرى بالقاءها فقال: ان فعلت فلعنة الله عليك.
    * * *
    عن السيد الحائري قال قلت للامام الصدر يوماً: هل اكلت الكبّني فقال وما هو الكبّني فقلت: هي اكلة لبنانية يؤتى باللحم ويستخرج منه العصب ثم يدق ويجمع على شكل كريات ويعلّق في ا لهواء فتجففه الشمس فيؤكل فأجاب الامام الصدر: حبيبي أنا لا آكل اللحم المطبوخ فكيف بالني.
    * * *
    ذكر احد الطلبة: انه رأى الامام الصدر في المنام فقال له: سيّدنا لقد قلدتك فقال: الآن قد طهر جسدك. فحدّث بها الامام الصدر فقال(رض):وأنا أقول أنك الآن فعلاً قد طهرت.
    * * *
    ذكر احدهم عنده تقليد سماحته فقال(رض):حبيبي ان تقليدي صعب وان مقلديي لهم نور من الله.
    * * *
    كان(رض) عندما يدخل الى مسجد الكوفة لاقامة صلاة الجمعة يمشي الى احد زوايا المسجد ويلقي عصاه جانباً ثم يتوجه الى محراب أمير المؤمنين(ع) فينظر داخل المحراب بشكل غريب ثم ينحني فيأخذ تربتين وهو لا يزيل نظره عن داخل المحراب ثم يتقدم خطوات فيكون قريباً من المحراب ثم يتراجع القهقهري ونظره ثابت. الى نفس النقطة ويكرر عملية التقدم والتأخر لمرات عديدة. ولم يعرف الى الآن السر في ذلك.
    * * *
    عن احد ائمة الجمعة قال دخلت انا واحد الطلبة الى الحرم المطهر فقال له أحدنا سيّدنا كيف خرجت للصلاة في الحرم.
    فقال(رض): احدى بناتنا رأت في الرؤيا كأني اصلّي في الحضرة وورائي الكثير من فرش المصلّين ولا يوجد احد فعلمت منذ تلك اللحظة بأنكم ستأتون وتصلّون خلفي.
    * * *
    اعتقل احد وكلاء الامام الصدر فأتهموه بأنه عميل لإيران وله علاقة مع محمد باقر الحكيم فأطلقوه بعد ذلك فراجع الامام الصدر وأخبره بهذه الاتهامات فقال له (رض) عجيب يتهمون الناس به وهو معهم
    * * *
    بعد اول صلاة جمعة أقيمت في العراق اجتمعت به مجموعة من موظفي المكتب فقالوا له:
    سيدنا نحن نخاف عليك من الدولة. فروى لهم(رض) رواية عن الامام العسكري(ع) حول الرجل الذي اعطوه درة تخص زوجة أحد الظلمة فأنكسرت نصفين فخاف من السلطان فطمأنه الامام(ع) وحل مسألته فرجع الى الامام(ع) فقال له: ألا تعلم ان قلوب الظالمين بأيدينا.. ثم قال(رض) لا زالت بأيدينا، لازالت بأيدينا، لازالت بأيدينا.
    * * *
    وعن احد الثقات: سيدنا تذكرون في كتابكم ملامح واوصاف الامام(عج) أفلا يعد هذا الامر مساعدة للغرب في كشف شخصيته(ع) اليس في هذا نوع من الاثم فأجاب(رض) حبيبي انا سابقاً كنت أقول أو (عندي) هذا الرأي اما الآن فأنا قد تأكدت بان الامام الحجة يستطيع ان يغيّر شكله وملامح وجهه وقال: حتى لو عرفوا شكله فأن الله يحفظه.
    * * *
    جاء محمد رضا السيستاني الى الامام الشهيد وطرح عليه مسألة وهي اذا كان في رحم امرأة واحدة اكثر من نطفة فهل نستطيع ان نلحقه بأبيه عن طريق الاساليب الحديثة من خلال الجينات الوراثية فأجابه السيد: كلا بل تتمسك بدليل القرعة. ثم قام وخرج فقال(رض): محمد رضا السيستاني منطيق وقد كان محمد تقي الخوئي منطيقاً كذلك.
    فقال أحد الطلبة الجالسين: سيدنا ان أخاه محمد باقر السيستاني يفهم اكثر منه فأجابه(رض): أنا لم أقل يفهم ولكن قلت منطيقاً.
    * * *
    وقد جاء بعد هذه الحادثة كل من علي السيستاني ورضيّ المرعشي ومحمد رضا السيستاني وقد وافق ذلك في رمضان 1417هـ فقال(رض) موجهاً كلامه الى السيستاني: ما تقول في ثلاثة مياه في رحم امرأة واحدة فأجاب السيستاني نعمل بالقرعة. فقال(رض) احسنت ولكن ولدك يقول ان هناك اجهزة حديثة يمكن ان تشخص من خلالها والد ذلك الجنين.
    ثم قال(رض) البعض يتهمني بأني اريد ان احجم من قراءة القرآن وذلك بسبب فتواي بالاحتياط الوجوبي فاجاب السيستاني: ولكني ارى الاحتياط استحبابي فقال(رض) كلا بل هو وجوبي. عندها تصدى المرعشي للدفاع عن رأي السيستاني فرده الامام الصدر وأفحمه في الجواب فظل المرعشي فاغراً فاه وقد اشتهرت هذه الحادثة في النجف.
    الامام الصدر والتيجاني
    لا يخفى الدور المهم الذي لعبه التيجاني السماوي في نشر مذهب آل محمد وقد رفعت مؤلفاته من معنويات الكثير من اتباع هذا المذهب وزيادة الثقافة الدينية وادخال ادلة جديدة على احقيّة الشيعة.
    ولكن يبدو ان التيجاني قد بدأ يدخل نفسه في موارد هو ليس بمستواها وأعني التدخل في بعض الموارد الشرعية التي تحتاج الى اجتهاد ومن المقطوع به ان التيجاني ليس مجتهداً لذلك ورّط نفسه في هذه المشكلة وقد رفعت قضية بخصوصه الى شهيدنا الذي كان يقول بحقه: أننا لو عملنا للتيجاني تمثالاً من ذهب لكان قليلاً في حقه.
    والقضية التي رفعت بخصوص الشهادة الثالثة لولاية أمير المؤمنين(ع) حيث اعتبرها التيجاني بدعة ما انزل الله بها من سلطان فكان مايلي:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سماحة المرجع الديني الأعلى السيد الصدر (دام ظله العالي).
    في هذه الفترة نزل الى الاسواق المؤلف الأخير (كل الحلول عند آل الرسول) للدكتور التيجاني وقد تعرض المؤلف الى الشهادة الثالثة وأنكرها باعتبارها من الزوائد على المذهب الذي يجب تنقيته من هكذا أمور فما رأي سماحتكم بذلك.
    بسمه تعالى: ملحض الحال فيها انها ليست جزءاً من الاذان جزماً ولم تكن موجودة في ردح طويل من عصر المعصومين: وان من قصد الجزئية للاذان أو الاقامة أو لغيرها فهو كاذب على الله ورسوله وهو من التشريع المحرم كما انه ليس عليها الآن آية ولا رواية بعينها تدلنا على استحبابها.
    كل مافي الامر انها مع عدم نيّة الجزئية لا تكون حراماً جزماً. وان كان التيجاني يرى حرمتها فهو خاطىء، باعتبار انها بمنزلة الكلام المستقل عن الاذان في داخل الاذان، وغير قاطع للموالاة فيه. اذن فهي على اسوء تقدير من المباحات ويكون القائل بحرمتها محتاجاً الى دليل وهو مفقود.
    ولكننا مع ذلك يمكن أن نستدل على استحبابها بعدة وجوه: اهمها ما اشار اليه الشيخ الصدوق(راجع وسائل الشيعة) من وجود روايات مفقودة فعلاً تأمر بذلك، وهو وان كان قد انتقدها وأتهمها بالوضع والكذب إلاّ انها تثبت صغروياً بشهادته وتثبت كبروياً بضم اخبار (من بلغ) اليها فيثبت الاستحباب فان قلنا بان المستحب جزء امكن قصد الجزئية الاستحبابية ويبقى قصد الجزئية اللزومية حراماً.
    هذا اضافة الى ادلة اخرى: منها: ما ورد بمضمون (عن النبي(ص) انكم كلما ذكرتموني فاذكروا علياً ونحن قد ذكرنا رسول الله(ص) في الاذان أكيداً اذن يستحب لنا ذكر علي(ع) أيضاً بعد ضم الاخبار (من بلغ).
    ومنها استحباب ذكر الامام واحترامه والصلاة عليه في المناسبات ولا شك ان الاذان من المناسبات العرفية والمتشرعية لذلك
    ومنها نصرة المذهب حيث اصبح الجمع بين الصلاتين والشهادة الثالثة، من شعاراته ومن مختصاته. فيكون في الالتزام بها نصرة له بكل تأكيد ونصرته مستحبة بل واجبة أكيداً بكل وقت.
    واذا كان فيها نصرة المذهب اذن فلا توجد اية مصلحة في الردع عنها وان الحق مع العلماء في الابقاء عليها والامر بها لأنه ثبت عندهم ان الامر بها صادر عن الله سبحانه وتعالى، فهم يأمرون بما أمر به الله سبحانه. ومن الصحيح ان اذان بلال لم تكن فيه الشهادة الثالثة إلاّ انه لم يكن فيه أيضاً (الصلاة خير من النوم) وقد كان فيه، (حيّ على خير العمل) فان قبل العامة بتطبيق اذانهم على آذان بلال قبلنا نحن ذلك أيضاً.
    مضافاً الى انه ينبغي الالتفات الى ان اخفاء العلماء ليس جريمة ولا مخل بعدالتهم بل الواحد منهم ابصر بالأمر وأعلم بالمصالح فقد تقتضي المصلحة القول وقد تقتضي المصلحة الاخفاء والسكوت حول اي شيء من الامور.
    ويكونون معذورين في ذلك حسب تشخيصهم للمصلحة والمفسدة الدينية والمذهبية والاجتماعية.
    ويكفي ان تلتفت الى ان عدداً من الافكار تعتبر من اسرار آل محمد: يحرّم افشاؤها ممن يعلم بها او ببعضها ومما نسب الى الامام السجاد(ع) قوله:
    يارب جوهر علم لو ابوح بـه لقيل لي انت ممن يعبد الوثنا
    ولأستحل رجال مسلمون دمي يرون اقبح ما يأتونه حسناً
    وانا كنت اقول الى عهد قريب باننا لو عملنا للتيجاني تمثالاً من ذهب لكان قليلاً في حقه ولكنني استطيع الآن ان اسحب هذه المبالغة من كلامي. غفر الله لنا وله. إلاّ ان خدمته للدين والمذهب من كثير من الجهات الأخرى محرزة وجليلة جزاه الله خير جزاء المحسنين.
    * * *
    وقد ورد سؤالان يرتبطان بنفس القضية أو ردهما زيادة بالفائدة:
    نرجو من سماحتكم الردّ على من يقول بان الشهادة الثالثة بدعة لانه ادخال ما ليس في الدين في الدين وذلك لانها لم تكن موجودة في عصر النبي والأئمة والاذان كما يعلم توقيفي.
    بسمه تعالى: هذا سؤال عاطل أكيداً بعد الذي قلناه من الادلة على مشروعية الشهادة الثالثة يعني انها من الدين وليست خارجة عنه فلا تكون بدعة ولا ينحصر وجودها في عصر النبي لتكون من الدين فان اغلب السنّة الشريفة ورادة عن الصادقين(عليهما السلام) وليست عن النبي(ص).
    ونأمل ان يرد سماحتكم على القائل بأنه لو كان فيها خير لاحق للمذهب (كما يدعي علماء المذهب) لورد عن الأئمة وهم العالمون بحقائق الأمور. او قالوا انها ستكون من رموز التشيع وشعاراً للمذهب الحق فاذكروها عندما يكون المذهب بحاجة الى ذلك.
    بسمه تعالى: هذا أيضاً سؤال عاطل بعد الذي قلناه من انها واردة عن الأئمة: كل مافي الامر انها تالفة خلال ما تلف من الكتب وربما كانت مخالفة للتقية ومحرجة بالنسبة الى علمائنا السابقين(قدس سرهم) كالشيخ الصدوق والطوسي والمفيد وحذفوها من كتب الحديث وطعنوا في صحتها وقلنا انه يكفينا منها مسألة التسامح في ادلة السنن.
    وقد كان الائمة: أيضا في تقية مكثفة هم وأصحابهم ولم يكن في مصلحة التشيع في ذلك الحين اعلان امثال هذه الامور حتى ضعفت الخلافة العباسية وسيطر البويهيون على المجتمع المسلم.
    محمد الصدر

    الامام الصدر مع فضل الله
    توجد عوامل مشتركة بين شهيدنا والسيد فضل الله فكلاهما تعرّض لهجوم شرس من قبل الحوزة ومن كافة الاطراف وكان ا لهجوم على السيد فضل الله قد أخذ طابع التفريط الذي جاء من ناحية عدم مناقشته بصورة علمية فيما اذا كان الغير غير مقتنع بآراءه وأفكاره كما كان شهيدنا غير مقتنع بجملة منها ولكنه(رض) قد ناقشها بصورة موضوعية واما الآخرون فاكتفوا في معظم الأحوال بالتفسيق والتضليل إلاّ ما كان من محاولة السيد جعفر مرتضى العاملي في المناقشة التي أخذت طابع المبالغة في ا لهجوم والتضخيم وعدم السير في المناقشة بصورة نزيهة.
    وقد افتى الكثير من العلماء بضلال السيد فضل الله كالشيخ جواد التبريزي والشيخ الوحيد الخراساني والشيخ ا لهمداني وغيرهم.. اما شهيدنا فقد كان مقرراً في حوزة قم بالاتفاق مع حوزة النجف ان يصدر بحقه بيان(تحفظ) تعتبر فيه مرجعية الامام الصدر مرجعية عميلة لولا ان الشهادة قد قطعت الطريق عليهم وكذلك الزخم الجماهيري الذي كانت تتحلى به مرجعية شهيدنا وقد كان هناك بيان ادرج فيه اسم الامام الصدر ضمن‏العلماء الذين فسّقوا السيد فضل الله ولكن شهيدنا انبرى ليكذّب هذا المدعى بعد ان رفعت اليه اسئلة بخصوص فضل الله ومن ضمنها اسئلة موجهة الى العلماء في النجف ومن ضمنهم الامام الصدر وقد افتوا فيها بضلال فضل الله وكانت هذه الاجوبة قد وردت من قبل جهات مستفيدة مغرضة على لسان العلماء في النجف الاشرف فأجاب شهيدنا:
    في حدود قناعتي فأن كل هؤلاء العلماء بريئون من هذه الاقاويل وأنا قريب منهم في النجف وقد رفضوا الجواب على مثل هذه الأسئلة.
    واما أنا فلا اقصد شخص السيد فضل الله وانما من يتبنى آراءه التي تمت مناقشتها في (المسائل البيروتية) فأن كان جناب السيد بريئاً منها كما نتمناه اذن يبقى كلامي هذا بدون تطبيق.
    ومن المؤكّد أيضاً ان ا لهجوم المستمر على فضل الله لم يكن خالصاً لوجه الله وإلاّ فلماذا خرجت هذه الآراء ا لهجومية في اوقات متأخرة عن وقت صدورها منه وكان الأجدر ان يجاب عليها في وقتها ولكن في الأمر علّة وهي علّة مشتركة مع الامام الصدر(رض) وهي انه في السابق لم يكن ينافس احداً على مرجعية او غيرها وعندما تصدّى بصورة رسمية انبرت الاقلام والافواه العنصرية ضده.
    كما فعل مع الامام الصدر وكما فُعل قبل عقدين من الزمن مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) فالويل كل الويل لمن كان من غير الفلانيين ويتصدى لزعامة بل عليه ان يبقى ذيلاً من الذيول والسلام.
    اجاب سيدنا على جملة من الآراء التي نسبت الى السيد فضل الله بكراس سمّي (المسائل البيروتية) فراسله احدا اصدقاءه من لبنان أو سوريا مستوضحاً عن هذه الاجوبة وا لهدف منها فأجاب شهيدنا.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه سيّدنا الأعظم نبي الاسلام وآله الميامين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين.
    أخي في الله جناب السيد الأجل العلامة الأعز رعاه الله برعايته وبعد التحية والسلام فأني قد تسلّمت الكتاب الذي أرسلتموه بيد جناب الأخ الاجل رعاه الله. وأنا شاكر جداً لجهودكم وفضلكم زاد الله شرفكم، واما بالنسبة الى جناب العلامة السيد محمد حسين فضل الله فاني أود أن أُبين بعض النقاط فيمايلي لرفع الاشتباه عسى الله أن يجعل فيه الخير.
    اولاً: اني وان لم اجتمع به منذ أكثر من ثلاثين سنة تقريباً إلاّ ان المسموعات عن لبنان متواترة وانا اعتبره شخصاً فاضلاً متفقها واعياً مضافاً الى كونه متصدّياً لقضاء حاجات الآلاف من المحتاجين ومواجهاً للكيان اليهودي الظالم. إلاّ ان هذا لا يعني عدم المناقشة في بعض وجهات النظر التي نقلت عنه. فأن الحق لابد ان يثبت وكانت ومازالت حرية المناقشة مكفولة لدى الجميع.
    ثانياً: انني قليل الاطلاع على كتبه إلاّ أن آراءه التي هي محل الاشكال دينيّاً نقلت بالاستفاضة عنه وأهمها كتاب السيد ياسين ومطبوعات عن خطاباته وهي وان كانت محتملة التزوير إلاّ ان تنصله منها من المحتمل ان يكون ظاهرياً لا واقعياً بعد ان رأى المفسدة التي حصلت حولها وهي آراء يرتبط جملة منها بالفقه ومنها بأصول الدين ومنها بالتاريخ الاسلامي وغير ذلك.
    ثالثاً: ان ما يسمى بالمسائل البيروتية انا كتبتها ووقعتها وقد شرح لي الزائر اللبناني الحال عن ذلك. وقال: تكتب في ذلك شيئاً. قلت: نعم، قال: فتفند آراءه واحداً واحداً، قلت: كلا، قال: فتفنّذ الرأي مستقلاً عن النسبة اليه، قلت: نعم.
    وكذلك صدور هذه المسائل لا يرتبط منها بجناب فضل الله إلاّ السؤال الأول فقط. فان كان لا يتبنّى كل الآراء وكانت مزوّرة عليه إذن فهي تبقى بدون مصداق بما فيها السؤال الأخير.
    رابعاً: انني قلت في تلك المسائل: انني قرأت كتابه في المسائل الفقهيّة واعتبرته كتاب ضلال (وهذا لا يحتمل ان يكون مزوّراً عنه) لأنه يحتوي على كثير من الفتاوى المخالفة للمشهور، وليس مقصودي ما هو ظاهر العبارة وليس عيباً على المجتهد أن يخالف المشهور وكل العلماء خالفوا المشهور في بعض فتاواهم إلاّ ان المراد أمران احدهما: ان المؤلّف خالف المشهور في كثير من فتاواه وليس بنسبة قليلة كما هو الحال في غيره.
    ثانيهما: ان الكتاب يحتوي على بعض الفتاوى التي اعتبرتها مخالفة لضرورة الفقه. مثل: الحكم بطهارة كل البشر. والحكم بجواز تقليد الميت ابتداءاً. والحكم بجواز تقليد غير الأعلم فاننا اذا ضممنا هذين الحكمين الأخيرين لزم جواز تقليد اي واحد من أجيال علماءنا السابقين وهو خلاف ضرورة الفقه قطعاً.
    خامساً: انه على ما يبدو متصدٍ للتقليد في حين لا دليل على اجتهاده والمهم انه لا دليل على اعلميته بل هو باليقين ليس بأعلم ويوجد في العراق وايران العديد ممن هو أعلم منه وأنا أجد انه يشترط في التقليد والولاية العامة: الاعلميّة.. ولا يجوز تقليد غيرالأعلم مع الالتفات الى انه يصعب في جوٍ مثل لبنان تشخيص هذه الجهات خارج عواصم العلم النجف وقم.
    سادساً: في حدود فهمي فان هدفه انه يريد تبسيط الشريعة وافتاءهم بأسهل فتوى ممكنة تسهيلاً عليهم ولأجل ان لا يشعروا في تصرفاتهم بمزيد من الذنوب التي لا مناص منها. وهذا اتجاه معقول وطيب. إلاّ انه ليس بالأختيار مالم يساعد عليه الدليل مضافاً على نقطة اهم هي انا من الناحية النظرية نجد ان الافضل تصعيد المجتمع الى مستوى الدين وليس تنزيل الدين الى مستوى المجتمع.. وما يريده ـ حسب فهمي ـ هو الثاني، وهو خاطىء.
    سابعاً: ان هناك من الافكار مهما كانت قيمتها الدليلية. فانها فعلاً قد شاركت في بناء الدين واليقين في نفوس الملايين خلال الاجيال وكانت ومازالت مصباح نور يستضى به الشيعة. فليس من المصلحة ان نقوم بأطفائه بمعنى شجب وتكذيب هذه الافكار، بل ينبغي ان نسكت عنها حفظاً للمصلح العامة مالم يكن لدينا البديل الصالح لها ولن يكون؟!
    مثل حرق باب الدار للزهراء (عليها السلام) وحرق الخيام لنساء الحسين(ع) وغير ذلك كثير. فالذي فعلته في تلك المسائل هو اني دافعت عن صلاحية تلك الافكار علينا وبغض النظر عن دليليتها. لان وجودها ضروري لحفظ دين الناس من ناحية، وعدم تنصلنا من تأريخنا وجهاد قادتنا من ناحية أخرى لا لشيء سوى اننا نريد ان نسير بالاتجاه المادي الدنيوي الذي خطته لنا اوربا الاستعمارية.
    اذن فلماذا نحارب اسرائيل وغير اسرائيل من شرار الناس إذا كنا نحارب ايضاً هذه الافكار.
    ثامناً: انه في هذه الايام الاخيرة جائني من يسأل حول هذه الامور أيضاً ومن جملتها جواز مهاجمة السيد فضل الله. فقلت له: انني أعلم انه يقوم بقضاء حاجة المحتاجين فاذا هاجمناه واسقطناه اذن فقد حرمنا المحتاجين من لقمة عيشهم. ولماذا نستنكر منه كل كيانه. وانما نأسف فقط لما قد يكون قد صدر منه من أفكار قابلة للمناقشة بوضوح. والافكار انما تتلاقح دائماً ولا حاجة الى التعقيب الزائد والتطرف في القول.
    فانه من هنا يخرج قرن الشيطان، والمثل يقول أنا وأبن عمي ضد عدوي ونحن في حاجة للتكاتف ضد العدو المشترك وأنا اعتقد ان العدو المشترك هو كل القوى في العالم بمختلف اصنافها، الامر الذي يزيدنا حاجة الى التكاتف والاتفاق حتى لو كان واحد منّا أو اكثر له شيء من نقاط الضعف والمصاعب. ولنا احسن مثال في الحوزة الشريفة، فانها لا تخلو في داخلها من اغتشاش ومصاعب إلاّ ان الجميع يحاول ان يبدوا بل أن يكونوا يداً واحدة ضد العدو المشترك الكائد للأسلام والتشيع وان نبدوا كجبهة متراصّة متكاتفة في رضاء الله ونصرة المعصومين:. وليت شعري انّا اذا لم نكن كذلك فعلينا أن نكون كذلك. وإلاّ فقد برأت الذمة منا وأصبحنا انصاراً لأعدائنا.
    دعوا كل واحد من القادة يربي الجيل بالشكل الذي يحلو له. بدلاً من التصدي للحرب الباردة. مالم نجد في أي واحد ميلاً للعدو وابتعاداً حقيقياً عن الدين حاشاهم جميعاً عن ذلك. ولا ينبغي ان نكون كما قال المثل: أجتمعوا على باطلهم واختلفنا في حقنا.
    واذا كان هدفنا واسعاً وكبيراً. فلنسأل انفسنا: اننا اذا كنا اعداء ومتحاربين ونحن في هذا المجال الضيق، فكيف سنكون اذا اتسع لنا المجال اكثر وأكثر.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  12. Top | #27

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 27

    استعيذوا بالله من نزغات الشيطان واتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاّ وانتم مسلمون. واحذروا الدس ماظهر منه وما بطن وكونوا واعين لدينكم وطالبين لرضا ربكم يحسن حالكم في الدارين.. ويريكم الله سبحانه كل ما تقرّ به العين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على عباده الذين اصطفى. الله خير أمّا يشركون.
    23صفر الخير 1418هـ
    كتبه بيده الجانية
    محمد الصدر



    احداث مدرسة اليزدي
    تعتبر هذه المدرسة من أقدم المدارس في النجف الاشرف وقد سكن ودرس فيها العشرات من فطاحل علماء الامامية والفضلاء والمؤلّفين وغيرهم.
    وكانت هذه المدرسة أحد الاوكار الرئيسية لضرب مرجعية الامام الصدر اذ تم فيها انشاء مركز ينطلق منه اعداء الصدر كتوزيع الأموال للخواص وشراء الذمم ونشر الشائعات وكان قادة العمل فيها هم:
    1ـ السيد محمد زبيبه الموسوي. 2ـ الشيخ حسن الكوفي. 3ـ الشيخ طارق محمد، ويعتبر مكتب السيستاني ومكتب سعيد الحكيم المموّل الرئيسي لهم.
    وكان العمل يبتدأ باعطاء مواعظ ودروس اخلاقية يقوم بها الشيخ طارق محمد الذي كانت له كلمة مشهورة (ان هناك علماء يستحقون ان يشنقوا بعمائمهم ومحمد الصدر يستحق ان يشنق بعمامته) وكان هذا الرجل على الرغم من جهله وضحالة مستواه العلمي إلاّ انه كان يتقمص شخصية الروحاني والعارف وبعد ان يتم ذوبان الطلبة في شخصية هذا الشيخ يقوم بتوزيع مساعدات كبيرة بالاشتراك مع الاثنين السابقين فأذا ما تم هذا الامر دعوا الطلبة الذين استجابوا لهم للصلاة في مسجد الانصاري(الترك) خلف السيد رضي المرعشي(الزعيم الروحي عندهم) فيبارك مسعاهم ويمسح على رؤوس المهتدين الى تقليد السيستاني!!!
    وبعد ان يتأكدوا من ولاء الشخص يعطونه مبلغاً كبيراً لاستيجار منزل وشراء الاثاث والتزويج وكانت لهم ثلة يعتبرون من ذيو لهم المشهورين وهم:
    1 ـ الشيخ علي أيوب البصري.
    2 ـ الشيخ منذر من أهل الناصرية.
    3 ـ اخوه الشيخ غزوان.
    4 ـ الشيخ مؤيد من أهل الناصرية(الجبايش).
    5 ـ الشيخ عبد الحسين التركماني.
    6 ـ السيد محمد عبد الحسين غنتاب(واسط).
    7 ـ الشيخ احمد العوادي. كان مقلّداً للسيد الصدر فتم شراءه بمبلغ كبير.
    8 ـ الشيخ الطرفي كالسابق.
    9 ـ سيد أياد المبرقع كسابقيه.
    10 ـ الشيخ حسين العبودي (من اهل الشطرة).
    11 ـ فاضل الساعدي. وغيرهم كانوا يعتبرون الأدوات الفعالة في مناطقهم وقد تكالب هؤلاء علينا بعد استشهاد الامام الصدر(رض) وحاولوا بشتى الطرق ان يستولوا على المدرسة وقد ساعدهم آخرون كالسيد منعم ابو طبيخ الموسوي.
    وحدثت مشادات كلامية وتجاوزات كثيرة. وكانت هذه المجموعة قد استعملت كافة طرق التورية في بادىء الامر حتى استطاعت ان تثبت نفسها في المدارس ويظهر ان التوجيهات كانت تختلف باختلاف الظروف فبعد ان اصبحت مرجعية الامام الصدر مستوعبة كافة انحاء الجنوب والوسط بدأ عمل هذه المجموعة بأخذ طابع المواجهة والتصريحات. وقد ساندوا بشكل فعال الشيخ حسن الكوفي وأعانوه في حركته ضد شهيدنا.


    تعتيم ودس
    لاحظنا ان الاعلام الا سلامي قد اتجه بخصوص الامام الصدر اتجاهين:
    الاتجاه الاول: اتخذ اسلوب التعتيم سواء على مرجعيته أو على منجزاته.
    ومن الأمثلة عليه ما كتبه (عبد الجبار شرارة) شرحاً على ـ بحث حول المهدي (ع) ـ للسيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس).
    حيث ان شرارة حذف من آخر الكتيب ما كتبه السيد الشهيد في مدح شهيدنا وموسوعته ولا يمكن التماس عذر اذ أن هذا الكتاب صدر في وقت يعد حرجاً بالنسبة لمرجعيّة شهيدنا والتعتيم عليه واضح لا لبس فيه.
    اما الاتجاه الثاني: فمن أمثلته: المنشورات التابعة لمؤسسات الخوئي في العالم حيث كرّست هذه المؤسسات منشوراتها كالمجلات والكتب لتثبيت عمالة الامام الصدر واذكر كنموذج ما كتب عن مقتل محمد تقي الخوئي وهو كتاب صادر عن (مؤسسة الخوئي الخيريّة) في جمادى الآخرة 1415هـ تشرين الاول 1994م فقد ذكر في هذا الكتاب صفحة 66 كلمة للدكتور ليث كبة.. جاء فيها:
    الكلمة التالية تحت عنوات(الحادث المدبّر).
    استمرت المضايقات وأزدادت في الأشهر الاخيرة بعد ان استمرّت المؤسسة في نشاطها من جهة واستمرت السلطة في حملتها ضد العلماء والحوزة من جهة أخرى فتولت السلطة مؤخراً ادارة كل اوقاف المسلمين الشيعة خلافاً لتاريخ وتقليد ألف سنة واستملكت مدارسهم وحاولت مجدداً فرض مرجع ديني لهم.
    وفي الصفحة 74 من نفس الكتاب من كلمة للسيد (محمد بحر العلوم) مخاطباً رأس النظام (لنقو لها صريحة دون لبس أو غموض انّا نرفض كل انواع التطبيع معك، بل ان الجهة التي تتقدم لك بغية التطبيع معك ليس لها محل معنا).
    وهكذا الكلام كما ذكرت سنة 1994م ولكن هل غيّر بحر العلوم من رأيه؟ لا أظن ذلك فقد استمعت اليه وهو يلقي كلمة عبر احدى أذاعات المعارضة فتحدث عن الشهداء }وهذا بعد شهادة الامام الصدر(رض) {فلم يذكر ان هناك من ضمن الشهداء من اسمه محمد الصدر!!!
    وفي الصفحة 86 ما نسب الى المقرر الخاص لحقوق الانسان:
    ويقال ايضاً انه تكرر تدخل الحكومة في عملية اختيار الزعيم الروحي للطائفة الشيعية (المرجع) بقيامها حسبما تفيد التقارير، بتأييد مرشحها والقضاء على فرص اكبر المراجع الباقين، آية الله العظمى علي السيستاني.
    ولست ادري هل ان هذا كلام المقرر الخاص أو مؤسسة الخوئي ومن هو الذي رفع التقارير الى هذا المقرر؟!! وذكر صاحب (مرجعية الميدان) ص 65 (أعتبر السيد مجيد الخوئي في تصريح الى ـ الحياة ـ أن أغتيال البروجردي تم في أطار تصفية المنافسين المحتملين لمرشح السلطة مرجعاً دينياً أعلى وقال إن مرشح السلطة هو السيد محمد الصدر الذي رأى الخوئي أنه متعاون مع السلطة التي تستغل أسم عائلة الصدر لفرضه مرجعاً مع أنه غير مؤهل لذلك).
    وهناك اتجاه آخر اتخذ اسلوباً معيّناً يختلف عن هذين ففي العدد الخاص مجلة(قضايا اسلاميّة) التي يرأس تحريرها الشيخ مهدي العطار وعبد الجبار الرفاعي. نٌشرت وثيقة تقدح في شهيدنا وهذه الوثيقة يمتلكها الشيخ علي الكوراني وارسلها الى هذه المجلة لنشرها.
    ولا يخفى ان الشيخ العطار وعبد الجبار الرفاعي كان لهما موقف أيجابي تجاه شهيدنا في حياته وبعد شهادته ومن هنا رأيت أن استفسر بنفسي عن الغرض من نشر هذه الوثيقة التي صدرت عام 1996م وقد وصلت النجف فسببت اشكالات عديدة وعندما طرحت المسألة على الرفاعي قال: بأنه لم يكن يعلم بالكلام الموجود فيها، ولم يكن يعلم ان كلمة(السيد محمد) تعني شهيدنا وكذلك لم يكن يعلم بأن محمد حسن آل ياسين هو خال شهيدنا.
    المهم انها كانت ورقة خاسرة حاولت بعض الجهات ان تجربها عسى ان تلحق ا لهزيمة بشهيدنا وأظن ان العطار والرفاعي قد تورطا فيها بشكل او باخر والله العالم بالجهات التي دفعت بهما لذلك!!!
    ومما يلفت النظر ايضاً كتاب السيد حسين بركة الشاميى (المرجعيّة الدينيّة من الذات الى المؤسسة) اذ ان السيد الشامي لم يترك شاردة ولا واردة إلاّ وحاول ادراجها في كتابه الذي صدر عام 1419هـ – 1999م ولكنه لم يتعرّض او يشير باشارة ولو صغيرة الى حركة مرجعيّة الامام الصدر وفي الوقت الذي تصاعدت الازمة مع النظام وهو نفس الوقت الذي صدر فيه الكتاب وقد ذكر في الصفحة (472) وفجأة صدر بيان يحمل اسماء عدد من مراجع النجف الاشرف يتهجم على آراء السيد فضل الله والبيان في حقيقته كان ورقة مزوّرة افتراها هؤلاء المتصيدون في الماء العكر.
    وقد انكشفت المؤامرة عندما اصدر سماحة السيد السيستاني حفظه الله، بياناً يكذّب فيه ما نسب اليه، وذكر في ا لهامش (راجع الملحق الوثائقي في نهاية الكتاب).
    وقد راجعت الملحق الوثائقي فلم اجد البيان المذكور. ولكنه ليس هذا بيت القصيد بل ان شهيدنا كان أول من سارع الى تكذيب البيان كما ذكرت فهل ان البيان لم يصل الى يد الشامي ام ان هناك من يخاف من اغضابه فيما لو ذكر شهيدنا، واللطيف ان السيد الشامي يعتبر نفسه من تلامذة شهيدنا، فما عدا مما بدا عرفتني في الحجاز وأنكرتني في العراق!!











    اسماء ومواقف
    في هذا الفصل سوف أذكر اهم الاسماء والشخصيات التي وقفت ضد حركة شهيدنا ولا ريب ان ما سأذكره موثّق ومعايش من قبل ابناء الأمة في العراق والذين عانوا ما عانوا بسبب هؤلاء الانتفاعيين والذين باعوا ذممهم مقابل (ثمن بخس... دراهم معدودة) وسوف اذكر لكل شخص مواقفه باختصار.
    1ـ محمد تقي الخوئي:
    ولا يخفى لما لهذا الرجل من دور مهم في حوزة النجف ومدى تأثيره في اتخاذ قرارات الحوزة فالخوئي كان في سنواته الأخيرة قد شاخ ولم يستطع اتخاذ قرار فترك الأمر لاولاده ليعبثوا في قيادة الشيعة والتصرّف بالأموال حسب اهواءهم.
    وكان هذا الرجل قد اتخذ اماكن مشهورة للهو في داخل العراق وخارجه ومنها حسب معلوماتي مزرعة بين النجف وكربلاء اتخذها مع اخوانه وأصدقاءه لقضاء الليالي الحمراء.
    وكانت جميع الحوزة تهابه وتخاف من لسانه وسطوته وكان بأمكانه ان يسب ويلعن أي مجتهد فضلاً عن سائر الطلبة وقد واجه شهيدنا منذ بداية التصدي وقد ساهمت مجلة النور التي تصدر عن مؤسسات اولاد الخوئي دوراً مهماً في تسقيط شهيدنا ودعم السيستاني بعد وفاة الخوئي مباشرةً.
    ولا ننسى المساومة القذرة التي قام بها هذا الرجل فبعد وفاة ابيه اتصل بالسيد محمد الروحاني في ايران وعرض عليه امر المرجعية وانه سوف يدعمه وينشر البينات الشرعية التي كانت في جيبه يضعها حيث يشاء مقابل الموافقة على بقاء المؤسسات الخيرية في العالم بأيديهم وان تكون واردات هذه المؤسسات والحقوق الشرعية مناصفة فرفض الروحاني هذا العرض وعرضوا الامر بعد ذلك على كل من السيد الكلبايكاني والشيخ الآراكي فرفضا فعرض الامر على السيد محمد السبزواري ليتوسط عند والده وذلك عن طريق اتصال من تركيا او من طريق آخر فلم يجبه السيد محمد السبزواري بل احاله على والده في النجف وهذه المقايضه كانت في الفترة التي قضاها محمد السبزواري قبل مقتله في ايران... فاتجه محمد تقي الخوئي الى النجف وعرض الأمر على السيد عبد الأعلى السبزواري فطرده شر طردة... وقد توثقنا من الخبر من السيد علي السبزواري نجل السيد عبد الأعلى السبزواري وعرضها على الشيخ الفياض فرفض أيضاً.
    وبعد ذلك عرض الأمر على السيستاني فوافق هذا الأخير على المساومة فأعلن محمد تقي الخوئي مرجعية السيستاني ونشر البينات الشرعية التي تقول بأعلمية السيستاني وقد تم التوثق من كذب هذه البينات واتضح الامر في النجف فأنك اذا راجعت اسماء البينات تجد مثلاً:
    أ ـ السيد علي البهشتي: وقد سألناه فتبرأ الى الله من هذا القول.
    ب ـ مرتضى البروجردي: وقد سألناه فقال كيف يقول بأعلمية غيره من يقول بأعلمية نفسه.
    جـ ـ الشيخ محمد اسحق الفياض: وقد تبرأ من هذا القول وأول دليل على كذب محمد تقي الخوئي ان الفياض قد تصدى للمرجعية في الوقت الحالي.
    د ـ السيد محمد حسين فضل الله ـ وقد كذّب هذا المدعى علانية وذكر في كتاب ـ المرجعية وحركة الواقع صراحة: انني لا أرى اعلمية السيستاني ـ وهكذا باقي الاسماء فهي بين مكذّب للمدعى وبين من هو خارج العراق منذ ثلاثين أو عشرين سنه، وبعد ذلك أخذ في نشر الاكاذيب ضد السيد السبزواري اذ اذاع في مختلف البلدان الاسلامية ان السبزواري قد فقد عقله وهذا ما تراه واضحاً في فتوى السيستاني: اذ ان اغلب العراقيين قد قلّدوا السبزواري بعد وفاة الخوئي ولما توفي السبزواري أعلن السيستاني ان تقليد السبزواري باطل وعليهم الرجوع اما الى الخوئي!!! أو الرجوع اليه.
    2ـ علي السيستاني:
    من عائلة معروفة فجده السيد علي السيستاني أحد تلامذة السيد اسماعيل الصدر(قدس) واما سلسلة نسبه فهناك كلام فيها والله العالم. وهو احد طلبة الخوئي مكث سنوات في عقد الثمانينات في الخليج ولم يعرف الى الآن عن ماهية عمله خلال هذه المدة. ولم يكن معروفاً او منافساً لطبقة تلامذة الخوئي الأولى كالشيخ الفياض والبروجردي والغروي.
    أوعز اليه محمد تقي الخوئي بالصلاة في مسجد الخضراء بعد عدم قدرة الخوئي على الاستمرار في الصلاة لمرضه وشيخوخته ولقد علمنا ان الامام الصدر ذهب الى الخوئي وسأله عن هذا الامر فنفى الخوئي مسؤوليته وعلمه بصلاته في هذ المسجد.
    تصدى للمرجعية بعد وفاة الخوئي ودُعم اعلامياً من قبل مؤسسات الخوئي في العالم ولكنه لم يستطع ان يستوعب مقلّداً واحداً طيلة وجود السيد السبزواري الذي بقي حياً كمرجع أعلى لمدة سنة واحدة لا أكثر.
    لم يشهد احد بمستواه العلمي وكتابه الرافد في علم الأصول كان محطا للسخرية من قبل فضلاء الحوزة ولم يتصدّ لبحث الأصول نهائياً خلال مدة تصديه الى حال كتابة هذه السطور.
    كان يتحاشى اي مناقشة وقد حاول شهيدنا اكثر من مرّة استدراجه للمناقشة فكان يفلت منها بشكل ملفت للنظر. وكان الشيخ الغروي قد حاول كذلك ولم ينجح، ودخل السيد المروّج في مناقشة معه فأهانه، وكان بعد القاء بحثه في الفقه صباحاً يقوم فينسحب ولا يقبل اي مناقشة من قبل الطلبة بل يترك الامر لولديه محمد رضا ومحمد باقر.
    حارب الامام الصدر حرباً لا هوادة فيها وكان قائد الجمع في العالم ضد شهيدنا، وقد شكّل مع محمد سعيد الحكيم وبشير الباكستاني الثلاثي المعروف لتسقيط شهيدنا، ولم يعرف عنه موقف شريف أو استنكاري واحد تجاه أي حدث في العالم الاسلامي، وكان قد رفع اليه استفتاء يقول لو ان الولي الفقيه مبسوط اليد افتى بالجهاد فما هو الحكم فرفض الاجابة فأجاب ولده محمد رضا قائلاً: لا قيمة لهذه الفتوى.
    وقد رفع اليه استفتاء حول البوسنة وا لهرسك وهل يجوز الجهاد معهم فرفض الاجابة.
    له دور خطير في سحق حركة الشهيد الصدر وكان يبذل الأموال الطائلة لشراء الذمم فكان فضلاء الحوزة إلاّ ما ندر يصرّحون في المجالس الخاصة انهم لو ايّدوا الصدر وهو حق لماتوا جوعاً، ولم يعرف عن احد من الافغان انه يقلد السيستاني بل كانوا متعاطفين الى أبعد الحدود مع الامام الصدر(رض) وكانوا يحضرون صلاة الجمعة بأستمرار فكان مكتب السيستاني يحتقرهم دائماً.
    يجلس السيستاني يومياً لاستقبال الزوار حوالي ساعة قبل صلاة الظهر ولم يكن يسمح لأحد بسؤاله إلاّ قليلاً فعليك ان تسأل الذي على اليمين وهو محمد حسن الانصاري والذي على الشمال وهو هادي الأسدي، والسيستاني واضع يده على ركبته فعليك ان تقبّلها وتنصرف لا غير، واعضاء مكتبه هم بالاضافة الى الانصاري والاسدي كل من محمد رضا السيستاني ولده والذي كان له دور في تسقيط شهيدنا وهو معروف بلسانه الوسخ حيث لا يمتلك ابسط الاخلاق العرفية فضلاً عن الاسلامية وكان يسب شهيدنا، اما من حيث سلطته فهو كمحمد تقي الخوئي في عنجهيته وهجومه على العلماء وبالأخص شهيدنا ومن قبله السبزواري حيث وقف بشدة ضد العالم الرباني الجليل ويقول ان تقليده باطل.
    محمد طاهر الكربلائي (ابو جعفر) وهو احياناً يشرف على توزيع الرواتب على الطلبة وهو لا يقل عداءً عن الآخرين لشهيدنا واحتقاراً للطلبة.
    الشيخ علي اليعقوبي: وهو معروف في النجف بلسانه البذيء تجاه الطلبة وقد حدثت مشاكل عديدة بسببه وشكاه الطلبة عدة مرات الى مكتب السيستاني فلم يتغيّر شيء.
    السيد حليم الافغاني: وكان مسؤولاً عن استلام الحقوق وقد راجع شهيدنا مرّة حول تجديد الاقامة فقال له(رض) هذه آخر سنة لك في مناصرة الظالم.
    وهناك آخرون غيرهم.
    وكان الخدم الذين يعملون في مكتبه يعاملون الطلبة العراقيين بأحتقار.
    وحدث ان قاموا بطرد العديد منهم والاعتداء عليهم اكثر من مرّة وفي احداها سلّموا احدهم الى ضابط الأمن الذي كان يحرس السيستاني.
    كان هذا المكتب يوزّع الرواتب على الجميع وهم في البيوت والمدارس باستثناء الطلبة العراقيين حيث يقفون صفاً وفي الشارع بشكل مذل.
    وحدث ان قطعوا رواتب العديد من الطلبة لاسباب منها: اذا علموا ان احد الطلبة قد اعتقله النظام فانهم يبادرون الى قطع راتبه واذا راجع احد بخصوص عائلة هذا الطالب فانهم يطردونه.
    وعرض مكتب السيستاني مبلغ 000/300دينار ومصلاة صناعة كاشان مع مصحف وكتاب مفاتيح الجنان على احد ائمة الجمعة على أن يترك الجمعة وتقليد الصدر فرفض فعرضت على آخر فأخذها وذهب الى الامام الصدر متأثراً فقال له(رض) خذ الاموال اليك والحاجيات الأخرى باجازة منّي... حبيبي غيرهم مثلهم( ).!!!
    جاءه احد الاشخاص وهو معروف اجتماعياً وذلك بعد استشهاد الامام الصدر قال له: سيدنا ان مقلدي السيد الصدر حملوا ارواحهم على اكفهم فعليك بالتصدي لأمورهم وقيادتهم فالتفت السيستاني الى ولده محمد رضا وقال: ولدي محمد اشعر التعب وأريد ان انام.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  13. Top | #28

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 28

    3 ـ محمد سعيد الحكيم:
    بن محمد علي الحكيم الذي كان من بذيئي اللسان ضد السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) والى هذا الوقت، واما محمد سعيد الحكيم فهو ذو الباع الطويل والمرتبة العليا في الطعن بمرجعيّة الامام الصدر بل قد اخترع من السباب مالم تشهده الحوزة العملية في تأريخها الطويل ضد شهيدنا كان أول خروجه من السجن قد ظهر من على شاشة التلفزيون العراقي وأعلن البراءة من محمد باقر الحكيم واشار الى ان باقر الحكيم شاذ من أسرة آل الحكيم.
    وظهر محمد سعيد مرّة أخرى بعد اصابة عدي نجل رأس النظام وهو يعوده ومعه حسين الصدر.
    في بداية مرجعية شهيدنا أرسل محمد سعيد بعضاً من كتبه اليه فلما قرأها قال له: هذه ليست آراؤك.
    وكان يقول في حقّه: (لو تعرض لدرس اللمعة لكان خيراً له) حرّم شهيدنا على الطلبة استلام رواتب من عدد من المتصدين وهم:
    1 ـ بشير الباكستاني.
    2 ـ حسين بحر العلوم.
    3 ـ محمد سعيد الحكيم.
    بسبب قطعه بعدم اجتهادهم فالتزم بهذا التحريم مقلّدوه من الطلبة.
    كان آل الحكيم على تنازع فيما بينهم حول (المدرسة الباكستانية) وقصّة هذة المدرسة ان احد تجار الباكستان قد بنى هذه المدرسة فنصّب الحكيم متولياً وقد كتب في وصيته ان تولية المدرسة تكون لأولادي الأصلح فالأصلح فان لم يكن احد منهم في الحياة أو كانوا في خارج العراق فأن التولية تكون لأحد اولاد بنتي.
    فتنازع في هذه المدرسة محمد سعيد الحكيم وجواد كاظم الحكيم فرفعوا امرهم الى محاكم النظام فحكمت لمحمد سعيد فأراد افتتاحها وأدخال طلبة من مقلديه فيها فوقف شهيدنا بوجه هذه المحاولة وافتتحها وعمّرها وجعلها جامعة الصدر الدينية ولنا حول هذه المسألة ايضاحات:
    أولاً: السيد محسن الحكيم كان يقول بالولاية الخاصة وبمقتضى فتواه ان المتولي ينعزل بموت المجتهد الذي نصّبه فكيف يجوّز لنفسه ان ينصّب متولّياً ويعيّنه بعد موته بالوصيّة.
    ثانياً: ان المدرسة بُنيت للطلبة وهذا يعني انها تحت تصرّف الحوزة ولو ان كل مرجع بنى مدرسة وجعلها للحوزة وكانت تحت تصرّف ورثته فأن المرجع القادم يجد نفسه زعيماً للحوزة مع وقف التنفيذ. ومع ذلك فأن كانت من ماله الخاص فلا كلام ولكنه من مال متبرّع أو من أموال الحوزة فمن اين جاءت أحقية آل الحكيم بهذه المدرسة.
    ثالثاً: ان السيد الشهيد محمد الصدر كان يقول انهم لو افتتحوها لجيّشوا فيها الجيوش ضدي. وهذا ما حدث في المدرسة المهدية التي استولى عليها آل كاشف الغطاء.
    رابعاً: ان آل الحكيم التجأوا الى الظالم للاستيلاء عليها بتوسط من السيد حسين الصدر وحصلوا على أمر من الطاغية بذلك. بينما الامام الصدر عرض عليهم منذ البداية مايلي:
    ان يأتيه أي واحد من آل الحكيم عندها سوف يعطيها له أو اذا أرادوا منه ان يذهب اليهم أو يبعث لهم بسيد مصطفى فرفضوا كل هذه الحلول وفضّلوا التحاكم الى صدام.
    وهنا اشكال اطرحه على محمد سعيد وهو ان كل علماء الطائفة يقولون بعدم جواز الترافع الى الحاكم غير الجامع للشرائط والمال المأخوذ بحكمه حرام وان كان الآخذ محقاً إلاّ اذا انحصر استنقاذ الحق المعلوم به وهذه المسألة يقول بها محمد سعيد في رسالته وأعلن الامام الصدر منذ البداية انه مستعد لاعطاء المدرسة لآل الحكيم اذا جاءه احد منهم فمحمد سعيد قد خالف المشهور بل خالف نفس فتواه وآثر التحاكم الى الظالم على ان يبعث بأحد من أهل بيته الى الامام الصدر وما عشت آراك الدهر عجباً( ).
    كان لمحمد سعيد الحكيم قصب السبق في محاربة الجمعة وكان يجيب على أسئلة بخصوصها بأجوبة مشهورة أهونها: نعوذ بالله من مضلات الفتن.
    وكان يقول: ائمة الجمعة أولاد زنا.
    وجاء اليه بعض طلبة جامعة الصدر الدينية فقالوا له: ما تقول في صلاة الجمعة، فقال صلاة الجمعة فتنة والذي أمر بها صاحب فتن(يامدس يا اولاد المدس) وقام بوجوههم فخرجوا وكانوا يحملون معهم ألة تسجيل فسجّلوا هذا الحوار ا لهادىء!!!
    ودخل عليه احد الطلبة فقال له سيدنا ما تقول فيمن يقول: أنا أعلم فقال (حتى المطي) يقول أنا أعلم. فسكت الطالب برهة ثم قال: سيدنا حسب فهمي الذي يقول انا أعلم نوعان لفظي وغير لفظي اما اللفظي الذي يقول بلسانه أنا أعلم وأما غير اللفظي فهو الذي يطبع رسالته العملية ويوجب تقليد الأعلم وعلى كلامك كلاهما(مطايا) وأنت طبعت رسالتك العملية وتوجب تقليد الأعلم فأنت أيضاً (مطي)( ) ثم قام وخرج.
    فذهب هذا الطالب الى الامام الصدر(رض) وعرض هذه الحادثة فأستغرب الامام الصدر من جواب الحكيم الفاحش ولكن كل إناء بالذي فيه ينضح.
    كان محمد سعيد يصلّي في مسجد ا لهندي وبعد الصلاة يجلس في مصلاه للرد على الأسئلة فسأله أحد الطلبة عن مسألة تخص الوضوء في مقطوع اليد وكانت المسألة دقيقة فقال له: تريد ان تختبرني؟
    قال: سيّدنا انما هي مسألة أريد جوابها فقال بغضب: أذهب الى حرم أمير المؤمنين(ع) لترى أناس لا يعرفون كيف يتوضأون بدلاً من ان تختبر العلماء، أذهب.
    وفي نفس المكان سأله احد الطلبة عن مشكلة حدثت في ناحية الغراف التابعة لمحافظة الناصرية وهي انه توجد قطعة ارض ليتامى قاصرين فبني عليها مسجد بأموال يتامى اموات لا وريث لهم حسب الظاهر.
    فقال له: هذه المسألة دقيقة فراجعني غداً.
    فجاءه في اليوم التالي فقال له: لم أجد الجواب واحتاج الى مراجعة فتعال غداً. فذهب هذا الطالب وكان يدرس الكفاية فراجع الكتب الفقهيّة فوجد في المسألة أحتمالين فراجع الحكيم في اليوم التالي فقال له الحكيم لم اجد جواباً الى الآن.
    فقال له: سيّدنا انا وجدت في المسألة احتمالين الاول هو كذا وكذا فقال له الحكيم: نعم نعم هذا راجح وأنا أجيز لكم الصلاة فيه وفق هذا الأحتمال.
    فقال له: سيّدنا الاحتمال الثاني كذا وكذا فقال له: وهذا أيضاً راجح ولكن الاول ارجح.. فذهب هذا الطالب الى الامام الصدر باكياً وقال له سيدنا ما نفعل بعدك فسأله شهيدنا عن الخبر فأخبره بالتفصيل فأجابه الامام على مسألته وقال: اذهبوا الى الآخرين لتجدوا أن محمد الصدر لم يكن كاذباً في دعواه حيث قال: ان هؤلاء ليسوا مجتهدين.
    وبعد استشهاد الامام الصدر(رض) جاء اثنان من طلبة جامعة الصدر الدينية الى محمد سعيد الحكيم فقالا له:
    سيّدنا هذه الجامعة جامعتكم ونريد منكم ان تعتنوا بها:
    فقال أية جامعة؟ اية جامعة دينية؟ انما هي الجامعة ا لهمجية.
    4 ـ بشير الباكستاني:
    هذا الشيخ يعد من أغرب رجال الدين في النجف وهو منبوذ من قبل الجميع حتى الذين يرتزقون من موائده المشبوهة.
    افتتح مكتباً بعد وفاة الخوئي في النجف حي(الجبل) وعيّن لمكتبه رجلاً يدعى (محمد السعودي) وهو مجهول الماضي أيضاً وسمحت له الدولة باستنساخ الكتب الحوزوية على اختلاف انواعها فكان يستقطب الطلبة باسعاره الزهيدة لهذه الكتب وأوعز الى بعض الفضلاء في الحوزة بتدريس منهج يعد من أصعب وأطول المناهج الحوزوية وكان السبب في اتباع هؤلاء الفضلاء له الاموال الكثيرة التي كان يغدقها عليهم.
    وكان على الطالب الذي يلتزم بمنهجه ان يمكث في المقدمات مالا يقل عن خمس سنين وأما السطوح (فالله العالم) بعد أي تاريخ يستطيع الطالب ان يتمها هذا فيما لو أستطاع هضم تلك المطالب القديمة جداً فهو على سبيل المثال قرر في المنطق:
    1 ـ ميزان المنطق.
    2 ـ حاشية ملا عبدالله.
    3 ـ شرح الشمسيّة. وهكذا باقي المناهج.
    كان يحث الشباب القادمين لأجل الدراسة في النجف على ترك النجف وعدم الالتجاء الى الدرس فاذا لم يفلح في ذلك الزمه بالمناهج سالفة الذكر.
    اشتهرت عنه قضايا لا أخلاقية كثيرة وكان يرافقه اينما ذهب ضابط أمن لحراسته خصوصاً بعد محاولة قتله التي لم يعرف مصدرها الى الآن.
    اتهمه شهيدنا بالعمالة لجهات لم يذكرها شهيدنا خوفاً من مفسدة لا يعلمها إلاّ هو(رض).
    افتى الباكستاني بحرمة اقامة صلاة الجمعة. وان كانت النجف بعلماءها قد اطبقت على عدم اجتهاده. ليست له نسبة تقليد تذكر في العراق. رفض الامام الصدر امضاء اقامته فسحبت الدولة امضاء الاقامات من الامام الصدر لهذا السبب وأُنيطت بالمحافظ (قائد العوادي) كانت للباكستاني علاقة مع السيد محمد الروحاني وكان يوزّع مساعدات باسم الروحاني في النجف.
    واقام عند وفاة الروحاني تعزية حضرتها كافة الشخصيات العلمية في النجف إلاّ شهيدنا الذي رفض الحضور بشكل قطعي.
    افتتح الباكستاني مدرستين في النجف الاولى دار المتقين والثانية دار الابرار فكانتا داري الفساد حيث أمرهما اشهر من ان يذكر فاجازته الدولة لذلك.
    حدثت مشكلة مشهورة مع الشيخ معين الكوفي فطلق زوجة الأخير على ما يدعي بالولاية، فطارده معين الكوفي في كل مكان حتى عثر عليه فلطمه على وجهه، وكان الباكستاني يهرب من أي شارع أو مكان يوجد فيه معين الكوفي وهذا الأخير لا يقل شذوذاً عن الباكستاني اذ تم طرده من قبل طلبة مدرسة السيد اليزدي الكبرى لتصرفاته اللاأخلاقية.
    كان للباكستاني بعض الوكلاء في الجنوب وكانوا يوزّعون الاموال والمواد الغذائية وهؤلاء لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة وهم منبوذون اينما ذهبوا من قبل الشعب العراقي الأبي.
    امواله تصل من مصادر مجهولة الى الآن وهي كثيرة جداً ولمساعده (محمد السعودي) يد في الخليج بشكل أو بآخر فهو يعد أحد الطرق التي تصل عن طريقها الأموال.
    يوزّع الباكستاني رسالته العملية مجاناً وهي بعدة لغات بالعربية والفارسية والاردية واسمها(الدين القيّم) وهي متكدسة عنده لاتجد طريقاً الى الناس ويوزّع صورّه مجاناً وقد كتب عليها(مجدد الحوزة العلميّة).
    يتواجد في ليلة الجمعة في كربلاء المقدسة لجذب الزوار البسطاء الذين لا يعرفون حقيقته وهذا كان في بادىء الأمر وكان يطلق عبارات واضحة التملق مثل (اهلاً بابناء الزهراء مرحباً بجند المنتظر) وهكذا مما أصبح تجارة كاسدة في عراق الصدر.
    نصب النظام امام داره ما يشابه (دائرة أمن) واشترى البيوت التي تحيط بداره.
    فشل تماماً حوزوياً وجماهيرياً وخصوصاً بعد استشهاد الامام الصدر(رض).
    5 ـ محمد حسن الانصاري:
    الساعد الايمن للسيستاني في مكتبه وثقته الى درجة انه يمد يده الى جيب السيستاني فيخرج ختمه ويختم على ما يشاء.
    متزوّج من احدى بنات السيد كلانتر(رحمه الله) كان في بادىء أمره ينصح شهيدنا بالاعتماد على (محمد تقي الخوئي) فتكون المرجعيّة في جيبه فرفض شهيدنا رفضاً قاطعاً.
    كان محمد حسن المخطط الرئيسي ضد شهيدنا في محافظة العمارة حيث ان والده عبد الغفار الأنصاري الوكيل المطلق في هذه المحافظة ولكنهما باءا بالفشل كأمثا لهم في العراق وخارجه وهو من الدعاة الأوائل ضد مرجعية السيد السبزواري وكان قد قال لي شخصياً بعد وفاة السبزواري يجب العدول من السبزواري الى الخوئي وهذا طعن واضح في السبزواري(قدس) وذلك انهم كانوا يقدحون بعقله(قدس) كما ذكرت سابقاً.

    6 ـ محمد مهدي شمس الدين:
    رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان وحامل لواء جيش العداء لشهيدنا في لبنان، شّن حملة أعلامية ضد شهيدنا في حياته ولا يعرف موقفه الحقيقي بعد الشهادة.
    7 ـ السيد محمد الغروي:
    وكيل السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) في لبنان، واعدى اعداء الامام الصدر في حياته وبعد شهادته وقد ذكرت موقفه عند لقاءه الشيخ الشهيد محمد النعماني وبعد الشهادة اكتفي بذكر ما كتبه في كتابه (مع علماء النجف الاشرف)( ) حيث قال:
    ولد السيد محمد بن السيد محمد صادق الصدر عام 1362في النجف الأشرف وهو الوحيد لوالديه ونشأ في الحوزة ودرس على يد السيد الخوئي والامام الخميني والسيد الشهيد الصدر وبلغ مستوى رفيعاً في العلم والفقه.
    وبعد استشهاد المرجع الكبير السيد محمد باقر الصدر، دب الخوف في نفسه واستغل من قبل السلطة الظالمة في العراق فكان ساكتاً على ظلم البعثيين ويجاريهم في بعض الأحيان اذا لم يجد ـ حسب تصوره ـ حرمة شرعية في ذلك.
    ونتيجة لهذا الضعف النفسي سمحت له الحكومة الدموية في العراق بالتصدي للمرجعيّة من اقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة وتعيين وكلاء في مدن العراق لتوجيه الناس الى تقليده وادارة الحوزة النجفيّة.
    وبعد ان ذكر الغروي جملة من مؤلفات شهيدنا قال في ا لهامش:
    نعينا باستشهاده مع ولديه السيد مصطفى والسيد مومّل غيلة على يد زمرة صدام مساء الجمعة 2/11/1419هـ والموافق 19/2/1999م والظاهر انه اغاض النظام.
    انتهى كلام السيد الغروي الذي يعبّر عن حقد وحسد يشاركه فيه الكثير من رفاق الأمس اذ كان الصدر وكان العراق بينما هؤلاء تراجعوا حتى اصبحوا ذيولاً لأعداء السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودة( ).
    8 ـ السيد علي البعاج:
    رجل دين معروف في العراق وهو امام جماعة مسجد جامعة النجف الدينية وله تأثير كبير في محافظتي الديوانية والحلّة.
    حرّم الامام الصدر الصلاة خلفه وعندما سُئل عن السبب قال: سبحان الله، هو عندما كان الخوئي حيّاً أتاني البعاج وقال لي: سيّدنا يجب عليك طرح مرجعيتك، لأن اموال الحقوق الشرعية يلعب بها محمد تقي الخوئي وعائلته، وعندما طرحت مرجعيتي لم يريني وجهه، بل صار يدعو الى تقليد السيستاني، وهو يعلم ان السيستاني صنم جاء به محمد تقي الخوئي.
    وقد كان في الجامعة مجموعة من الطلبة يقودها الشيخ فاضل العمشاني قد اصدرت منشوراً ضد شهيدنا بعنوان(دفاع عن بيضة الاسلام).
    وكانت هذه المجموعة ممن يساند البعاج ومن هؤلاء الشيخ مهند الشيباني والشيخ ظاهر والشيخ عمار الاسدي والشيخ مكي والشيخ عمار الخفاجي... وعندما علم السيد كلانتر بهذا المنشور استدعى عمار الخفاجي الذي كان يشرف على توزيعه ولكن البعاج قلب الأمر وكان السيد كلانتر سريع التأثر به ومعروف عن كلانتر البساطة وطيبة القلب.
    عندها بدأ البعاج بالتحريض ضد الطلبة الذين يقلّدون الامام الصدر(رض) فتم طرد عدد من هؤلاء الطلبة المؤيّدين للأمام الصدر لأنهم لا يصلّون خلف البعاج، فأشتكى الطلبة عند الامام الصدر فقال: عجيب ان كلانتر يعرف الحقيقة لماذا يتصرّف هذا التصرف؟ ويعرف البعاج ويعرف حقيقته.
    فأضطر السيد الى ايواءهم في مدارس الحوزة.
    وبقي عدد من الطلبة المقلّدين للامام الصدر الذين لا يمكن الاستغناء عنهم عندها اصدر كلانتر امراً بجواز الصلاة في غرف الجامعة لهولاء الطلبة وبعد ذلك عمل البعاج على قبول طلبة مؤيدين له في الجامعة حتى كادت الجامعة تصبح من اتباعه بشكل تام.
    ولكن البعاج الذي له تأثير في الديوانية كما ذكرت فشل في هذه المحافظة خصوصاً بعد اقامة صلاة الجمعة وتوجه الجماهير أليها.
    وكانت جامعة كلانتر تضم فئة تعمل ضد شهيدنا كنشر المنشورات ضده والاكاذيب وتثبيط الناس عن صلاة الجمعة وعلى رأس هؤلاء عقيل الرحيماوي وكاظم الناجي وعباس الفتلاوي.
    9 ـ الشيخ عبد اللطيف البغدادي:
    هو الخطيب المشهور وأحد وكلاء الحوزة التقليدية وآخرها السيستاني وله مؤلفات نقلية وله مجالس في أيام المناسبات يقيمها في بغداد في أماكن متعددة من العاصمة وكان يتردد كثيراً على مكتب الامام الصدر(رض) وكان يرحب به غاية الترحيب وكان كثيراً ما يأتي بكتبه الجديدة ليرى رأي شهيد فيها.
    ولكن الأمور تغيرت بمجرد اقامة صلاة الجمعة فقد ارتقى الشيخ المنبر ايام شهر رمضان 1418هـ وألقى محاضرات يثبت فيها حرمة اقامة صلاة الجمعة وشن حرباً ضد الامام الصدر الى يوم الشهادة.
    10 ـ السيد عقيل الخطيب:
    أحد وكلاء الامام الصدر في بداية تصديه للمرجعيّة والداعي اليه بشدة، ولكنه كان محباً للمال فكان قد حصل على وكالات متعددة من باقي المتصدين وعندما حرّم الامام الصدر تعدد الوكالات انسحب من سيّدنا، وأخذ يدعو لتقليد السيستاني وهاجم صلاة الجمعة حتى انه كان يقيم الظهرين يوم الجمعة في جامع ـ العباس(ع) في بغداد الجديدة وقد كتب منشوراً يتهم فيه الامام الصدر بأنه هو المسؤول عن اغتيال البروجردي وان الامام الصدر تحت أمرته فرقة من قوات الطوارىء... الخ مما لا حاجة الى الاطالة فيه وهو صديق حميم لحسين الكظماوي (الصدر) وتوسط له ليحصل على بطاقة انتماء الى وزارة الاوقاف فكان ما أراد.
    11 ـ الشيخ عبد الرزاق الواعظ:
    أحد (الملالي) المعروفين في بغداد ويصلّي في حسينية الرسول(ص) في بغداد الجديدة وأحد وكلاء الخوئي ومن بعده السيستاني كان يقيم صلاة الجمعة في عقد الثمانينات بأمر من وزارة الاوقاف وبأذن من الخوئي ولما تصدّى الامام الصدر جاء للحصول على وكالة فأختبروه فكان مستواه ضحلاً فخرج من المكتب عازماً على العداء للامام الصدر وعندما أقام شهيدنا الجمعة قطع الواعظ الجمعة واصبح يصلّي الظهرين.
    12 ـ الشيخ جميل القريشي:
    أحد قدماء رجال الدين في بغداد يسكن في مدينة الكمالية، ويصلّي في جامع العلوي في مدينة العبيدي في بغداد، وهو احد وكلاء السيستاني، وكان في وقت من وكلاء الامام الصدر لكنه سحب وكالته منه عندما كان السيد جعفر مسؤولاً عن الوكالات بسبب وجود وكالات متعددة، وكذلك كذبه في قوله انه يدعو للامام الصدر.
    أقيمت الجمعة في مسجده رغماً عنه وقد حدثت مصادمة مع الأمن بسببه في مدينة العبيدي، وكان قبل ذلك يقيم الظهرين وقت اقامة صلاة الجمعة وكان بعد ذلك يجلس في بيته وقت اقامة صلاة الجمعة من قبل امام الجمعة المنصّب من قبل الامام الصدر(رض).
    13 ـ الشيخ علي البهادلي:
    صاحب كتاب ـ فلسفة الشهادة ـ وهو امام مسجد في مدينة البياع وكان يدعو في بادىء أمره لتقليد السيد محمد علي الحمامي فلما توفي دعا الى السيد حسين بحر العلوم.
    له مواقف سيئة جداً مع الامام الصدر، وكان يشنّع على شهيدنا في كل مناسبة، وكان يقيم الظهرين وقت اقامة صلاة الجمعة عناداً لها.
    14 ـ الشيخ حسين القسام:
    وكان رجلاً جباناً، ويخاف السلطة الى درجة أن أي ذكر فيه للسلطة كان يخفي رأسه، أقيمت الجمعة في مدينة الحي وهو وكيل للسيستاني فيها فعارضها بشكل خفي، وكان يشير على اصحابه بعدم الحضور الى الصلاة وكان قد ذهب الى الامام الصدر بعد ذلك للحصول على وكالة فرفض الامام الصدر ذلك.
    كان يقيم الجماعة أحياناً في جامع الحي الكبير، ولمرضه كان يتخلف أحياناً كثيرة.
    لا يمتلك أي مستوى علمي حتى على مستوى المقدمات.
    والده الشيخ عبد الأمير القسام(رحمه الله) من وكلاء السيد محسن الحكيم والخوئي، وكان محبوباً عند أهالي الحي، وقد حاولت السلطات القاء القبض عليه في زمان خلا فمنعه أهل الحي، ووقفوا معه موقفاً بطولياً لا ينسى.
    أخوه الشيخ حسن القسام نجل الشيخ عبد الأمير القسام، وهو من تلامذة الامام الصدر في جامعة النجف وهاجر الى ايران بعد الانتفاضة. وهو من دعاة الامام الصدر، تعرض لأذى كثير من قبل آل الحكيم في قم ويسكن حال كتابة هذه السطور فيها.
    15 ـ الشيخ ربيع:
    أحد وكلاء الحوزة التقليدية في مدينة (قلعة سكر) التابعة لمحافظة الناصرية، وقد عارض صلاة الجمعة في المدينة ووقف ضدهاً، وكان يقيم الظهر وقت اقامة صلاة الجمعة.
    16 ـ السيد صالح الحيدري:
    احد وكلاء الحوزة التقليدية، يقيم الجماعة في مسجد الخلاني في منتصف بغداد، وعندما أمر الامام الصدر أحد وكلاءه بأقامة الجمعة في هذا المسجد قام الحيدري بأبلاغ السلطات وكادت تحدث مجزرة.
    وكان رجال الامن يقفون لحمايته في تلك الفترة.
    17 ـ السيد هاشم المخراقي:
    احد رجال الدين في النجف الاشرف، ويدعي الاجتهاد، وكان في باديء أمره متواجداً في مكتب الامام الصدر، وعندما علم الامام الصدر بأدعاءه للأجتهاد عرض عليه مسألة استدلالية: فقال: سيّدنا ولكني لست مجتهداً فهرب من لقاء السيد بعد ذلك.
    وكان يشنّع عليه. وكان يتواجد في الحرم العلوي، ويقيم الجماعة وقت الظهرين ولكنه امتنع بعد ذلك، وكان يستقبل الزوار على انه آية الله العظمى هاشم الشيرازي، وكان يترصّد اي اجنبي في الحرم ليحاول الحصول على أي مبلغ ممكن، وقد حدثت مشاجرة مع السدنة بسبب ذلك.
    كان يوزّع على الزوار بطاقة مكتوب عليها بالعربية والانكليزية (مكتب آية الله العظمى السيد هاشم المخراقي) وأعطى يوماً تزكية لأحد الطلبة فلم يوافق الامام الصدر على قبول الطالب فرجع الى المخراقي فأخبره فقال: حتى ترون انه مرجع للدولة.!!!
    وقد حدثت مع الزوار الايرانيين حادثة مشهورة أذكرها بأختصار، دخل وفد من الزوار الايرانيين الى حرم أمير المؤمنين(ع) فكلّمهم وكان يجيد الفارسيّة، وكانوا قد ذهبوا الى الامام الصدر قبل ذلك واعطوه مبلغاً من جهة الخمس، فقال لهم المخراقي: انكم لا تعرفون هذا الرجل انه عميل للدولة.
    وبعد ذلك في مدينة كربلاء التقوا بأحد رجال الدين من معارفهم فحدّثوه بكلام المخراقي وقالوا اردنا العودة الى الامام الصدر لنستعيد المبلغ فمنعتنا هيبته فأفهمهم الرجل بالحقيقة.
    كان المخراقي يتهم محمد تقي الخوئي بأنه قد دس السم الى السيد عبد الأعلى السبزواري.
    18 ـ السيد محمد حسين النوري:
    رجل دين في مدينة العزيزية التابعة لمحافظة الكوت، كان أول أمره يحاول التقرب من الامام الصدر(رض) ولكنه ما برح أن انخرط في الخط المعادي لشهيدنا، وكان يردد لا يجوز تقليد الأجرب يعرض بمرض بسيدنا المفدّى(رض).
    19 ـ الشيخ عبد الأمير الجابري:
    رجل دين في النجف، كان أول أمره وكيلاً للامام الصدر(رض) ولكنه زوّر ختم شهيدنا على وصولات للحقوق الشرعية وبعد ذلك اكتشف الأمر، فأفتى الامام الصدر بفسقه، وبعد مدة عاد الى شهيدنا تائباً، ولكن شهيدنا لم يكن يثق به، أدعى الاجتهاد بعد شهادة الامام الصدر وتصدّى للمرجعيّة في الوقت الحالي في النجف وهو ليس أهلاً أن يكون استاذاً لمواد السطوح فضلاً عن البحث الخارج.
    20 ـ آل البغدادي:
    وهم السيد احمد البغدادي والسيد علي البغدادي وأخوتهم، وهم عائلة معروفة من احفاد السيد المجاهد الحسني البغدادي، وقد كانوا معادين للخوئي في زمانه وكانوا يجاهرون بعدائهم للحوزة التقليدية كانوا في بادىء الامر من المعادين لخط شهيدنا ولكن تصريحاتهم كانت خفية نوعاً ما، ولكن في الأيام الأخيرة تركوا نظرتهم لشهيدنا ولم يدركوا مدة كافية معه، وكان السبب في
    تحو لهم رسالة بعثها السيد أحمد البغدادي بعد خروجه الى ايران وسوريا وكان مضمونها انه بحث بين علماء الاسلام فلم يجد احرص على الاسلام من الامام الصدر فأوصى بأتباعه ونصرته، فمازالوا بعد الشهادة يشيدون بحركة الامام الصدر ويعضّون أصابع الندم على مخالفته للسيد علي البغدادي موقف مخزي ذكرته في ليلة الدم أذ رفض وخاف أن يستلم الشهداء من آل الصدر من المستشفى.
    21 ـ الشيخ محسن الحسناوي:
    وهو أيضاً من رجال الدين المعروفين في النجف، واستاذ في مواد السطوح.
    كان مع شهيدنا منذ بداية تصديه للمرجعيّة، ولكنه انحرف عنه ورافق بشير الباكستاني سنوات عديدة، فأطلع على حقيقة الباكستاني فتركه وعاد لنصرة شهيدنا في الاشهر الأخيرة.
    22 ـ الشيخ صادق الناصري:
    وهو أيضاً من رجال الدين المعروفين في النجف،واستاذ في مواد السطوح، وقد كان كسابقه الحسناوي، ولكنه انحرف عن شهيدنا ولم يعد اليه.
    23 ـ الشيخ فاضل العمشاني:
    من طلبة جامعة النجف، وقد أُعدم على يد النظام بعد اكتشاف صلته ببعض الحركات الاسلامية. كان له موقف سيء مع شهيدنا وكان مع اصحابه ممن يروجون ضده الأكاذيب وقد نشروا منشورات كثيرة تقدح بالامام الصدر منها:
    1 ـ دفاع عن بيضة الاسلام.
    2 ـ الا ستكبار العالمي يلعب بورقة المرجعيّة، وغيرها وكان لهم نشاط في مدينة الثورة إلاّ ان حركة شهيدنا جمّدت عملهم.


    يتبع انشاء الله في الحلقة القادمة

  14. Top | #29

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 29

    24 ـ السيد رضي المرعشي:
    من الشخصيات العلمية المعروفة في النجف ومن طلبة الخوئي المشهورين إلاّ انه اثبت ضحالة مستواه لانسحاب أغلب الطلبة الذين كانوا يدرسون عنده كتاب(كفاية الاصول) له موقف مخزي مع شهيدنا وكان يتّهمه بالعمالة للنظام صراحة وقد ذهبت اليه مع خمسة من طلبة النجف وهم: 1 ـ الشيخ البغدادي.
    2 ـ الشيخ المالكي. 3 ـ الشيخ الناصري. 4 ـ الشيخ السعدي. 5 ـ السيد النوري. وناقشناه حول مسألة الأعلمية والتقليد فكان يتخبط في جوابه حتى الزم نفسه أخيراً بعدم القول بأعلمية السيستاني بل شاركه مع الميرزا علي فلسفي في المستوى مع الكثير من التناقضات، وكان يموّل الحركة الاعلامية ضد شهيدنا عن طريق الاموال التي جعلها له السيستاني من خلال رصيد مفتوح فكان يشتري ذمم البعض ممن ضعفوا امام هذه الاموال.
    25 ـ آل الغريفي:
    وعلى رأسهم السيد علاء الغريفي الذي ادّعى الاجتهاد إلاّ ان شهيدنا نفى ذلك بشدّة كانت لهم علاقات في بغداد فاستغلوها ضد شهيدنا وكان علاء الغريفي يقول لبعض زائريه: أنشروا بين الناس أن الدولة أغلقت كل المكاتب إلا مكتب محمد الصدر.
    26 ـ الشيخ مهدي الآصفي:
    في الوقت الذي كان العراق يمرّ بمحنة وفي أوج المواجهة مع النظام وذلك بعد احداث محافظة الناصرية، كان الآصفي وعبر جهاز الراديو يصرّح في محاضراته ان هناك ولاية غير شرعية تدّعي ما تدّعي الخ مما يدل بشكل واضح انه يهاجم الامام الصدر(رض).
    27 ـ آل الحمامي:
    المتمثّلون بالسيد محمد علي الحمامي وأخيه السيد محسن الحمامي وأولادهما، وهم من اعداء الامام الصدر منذ بداية التصدّي وكلمة الامام الصدر مشهورة بخصوص عدم ثبوت اجتهادهما.
    بل قال ان محسن الحمامي شخصيّة مجهولة أو مشبوهة.
    28 ـ آل كاشف الغطاء:
    بالأخص منهم أولاد الشيخ علي آل كاشف الغطاء صاحب الموقف المشهور في مؤتمر بغداد، حيث كان الاكبر من أولاده محمد رضا متعاون مع النظام، وصديقاً خاصاً لعلي حسن المجيّد، وقد كان يتواجد في بغداد في أماكن مشبوهة ويتملك أراضي ومزارع كثيرة.
    استحوذ على مدرسة المهدية التي تقع خلف مسجد الطوسي وجاء محمد رضا الى مكتب الامام الصدر وقال للسيد مصطفى الصدر:
    المدرسة اعطانيها السيد الرئيس ولا يمكن لأي شخص ان يأخذها منّي.
    فأجابه السيد مصطفى: استهدي بالرحمان.
    وبالفعل جاءوا في اليوم التالي بمجموعة مسلّحة من رجال الأمن وسيطروا على المدرسة وقد ساعدهم في ذلك بشير الباكستاني وأعطاهم أموالاً على ان توضع صورّه في كل غرفة من غرف المدرسة.
    و لهذه العائلة سمعة أخلاقية سيئة جداً في النجف، وكان منهم من يعمل مع الأمن وكان يتواجد في الحرم المطهر ليتصيّد الطلبة المطلوبين للنظام وهذا ما حدث معي بالذات.
    29 ـ السيد حسين العلاك:
    أحد قدماء الحوزة التقليدية في مدينة الثورة، ومن وكلاء السيستاني المعتمدين في بغداد، ولم يعرف عنه موقف مشرّف تجاه حركة شهيدنا وصلاة الجمعة.
    30 ـ الشيخ رعد الخالدي:
    من رجال الدين البارزين في محافظة الحلّة، ومن وكلاء السيستاني المعتمدين هناك، وقد شارك في الحملة الاعلاميّة ضد صلاة الجمعة، وكان أحد الأركان الرئيسيّة في التقليل من مشاركة هذه المحافظة في تلك الصلاة المباركة.
    31 ـ السيد علي المدني:
    نجل السيد عبد الكريم المدني العالم المعروف في محافظة ديالى، حيث كان علي المدني من أعوان النظام المعروفين، وكانت له سيطرة مطلقة على هذه المحافظة، وكانت له اليد الطولى في منع صلاة الجمعة في مركز المحافظة، إلاّ ان سيّدنا اصرّ على اقامة الصلاة في هذه المحافظة فأقيمت في الخالص وخرنابات وغيرهما، مع التضييق المستمر من قبل هذا الرجل.
    وقد ذهب الى ديالى أحد الطلبة للصلاة في أحد المساجد والوعظ فبعث اليه وقال له:
    اذا اردت البقاء في ديالى فعليك ان تنسى شيئاً اسمه النجف، وان تراجعني في كل شيء فاذا رفضت فالأفضل لك ان ترحل فوراً.
    32 ـ عبد الغفار الأنصاري:
    من اقدم رجال الدين في محافظة العمارة في حي السراي امام جماعة مسجد الأنصاري، وكيل سابق للسيد محسن الحكيم ومن بعده الخوئي ومن بعده الوكيل المعتمد للسيستاني، أصبح الرجل الوحيد المسيطر في العمارة بعد اغتيال الشيخ علي العبادي، الذي يعدّ من الشخصيات الجهادية المهمّة وقد تم اغتياله بالسم في نهاية عقد السبعينات، وتولّى شؤون مسجد النجارين بعد وفاة الشيخ علي أبنه الشيخ أحمد العبادي (الذي كان بينه وبين عبد الغفار الأنصاري جفوة بسبب التفاف الناس وخصوصاً الشباب حول الشيخ أحمد وكان سبب التفاف الناس حوله ونفرتهم من عبد الغفار الأنصاري كون الأخير اوقافياً أي موظّفاً في وزارة الاوقاف).
    وعندما انتفض الشعب في شعبان كان الشيخ أحمد قائداً للجماهير في العمارة بينما كان الأنصاري جالساً في بيته، ولم يصرّح بكلمة واحد، وبعد دخول الجيش وخروج الشيخ أحمد الى ايران ووفاته فيها انفرد الانصاري بالعمارة فأصبح له التصرف المطلق فيها نفوساً وأموالاً. ومارس الصلاة على طبيعة المسلك التقليدي ولم يتدخل في أي شأن عدا الاستخارة وصلاة الجماعة وقبض الاموال. ولم يوصل اي وصل مختوم من قبل النجف بالأموال التي قبضها.
    وكان يحضر مناسبات الدولة كالاحتفالات وهو طوع بنان الأجهزة الحزبية والامنية، وبقي على هذه الحال الى ظهور الامام الصدر فدخل في مرحلة جديدة اذ شهر سيفه ضد الامام الصدر وضد صلاة الجمعة وكان يقول:
    من صلاّها من العلماء من قبل وانها لا تجزي عن صلاة الظهر. وكان يقيم الظهرين في مسجده في الوقت الذي تقام فيه الجمعة، وكان بالقرب من مسجده حسينيّة قديمة فارغة ومهملة فصلّى فيها الشيخ حسين المحمداوي، فأتجه الشباب اليها، وفرغ مسجد الانصاري من المصلّين وذلك لان الغالبية العظمى من أهل العمارة يقلّدون الامام الصدر، فتحرّك اصحاب الجباه السود من اصحاب الانصاري، وأتصلوا بالاوقاف فجاء الامر بمنع الشيخ المحمداوي من الصلاة وتم غلق الحسينيّة.
    والجدير بالذكر ان عبد الغفار كان له وجود محترم عند السيستاني، وذلك لان ولده محمد حسن الانصاري الساعد الايمن للسيستاني كما لا يخفى.
    كان في العمارة تاجر سلاح دولي عميل للمخابرات العراقية اسمه(عبد الرزاق مسلّم) وكان يمتلك حانات لبيع الخمور، وملاهي، وصالة عرض سينمائي، فقامت المخابرات العراقية بتصفيته سنة 1998م لأنه كان يحمل اسراراً ومطلوباً من قبل لجان التفتيش التابعة للامم المتحدة، وبعد مقتله قسّمت امواله على الورثة، فقاموا بجمع مبلغ كبير لغرض تعمير احد المساجد من الاموال المورّثة (ولم يقوموا بتنظيف هذه الأموال التي مصادرها محرّمة قطعاً) وأعطوا الاموال لعبد الغفار الانصاري الذي قام بهدم المسجد، وبناءه بهذه الاموال في الوقت الذي كان المسجد لا يستوجب اعادة بناء، وكان الوضع الاقتصادي مزرياً جداً بسبب الحصار كما هو معلوم.
    وعندما رفع استفتاء الى الامام الصدر حول جواز الصلاة في هذا المسجد أجاب(رض): (أنه لا يجوز الصلاة فيه إلاّ بعد تحليل الأموال أمام الحاكم الشرعي).
    فأمر عبد الغفار الأنصاري بكتابة مايلي: (تم تشييد هذا المسجد على نفقة الحاج عبد الرزاق مسلّم) على الحجر فوق الباب الخارجي للمسجد، وبعد استشهاد الامام الصدر(رض) لم يتغيّر حاله بمقدار أنملة ولم يقم بأي مجلس تعزية، وكان يومه طبيعياً وأقام الصلاة ولم يتحدّث عن الشهادة أصلاً.
    بل ذهب لحضور فاتحة والدة (عزيز صالح النومان) المجرم المعروف، والمسؤول الحزبي في الكوت والعمارة، وقراءة سورة الفاتحة وتعزية المجرم عزيز النومان.
    كان مشتركاً مع احد الاثرياء المدعو ـ حاج ستار الفيتر وكان سبب غناه الأموال التي تصل اليه من جهة الحقوق الشرعية من حيث اعطاه السيستاني وكالة مع العلم انه من الجهلة وحالق اللحيّة.
    ومن الحوادث انه جاءه احد الاشخاص وقال له هناك عائلة فقيرة جداً فقال: لا أظن انه يوجد فقير في العمارة.!!
    فقال: هلم معي بسيارتك فذهب ومعه ولده فرأوا حال العائلة بأسوأ حال فعرفهم ولده فقال له: ان ولدهم يصلّي الجمعة فتركوهم وأنصرفوا ولم يعطوهم شيئاً.
    كان اي انسان من العمارة يحتاج الى مساعدة عند مكتب السيستاني لابد له ان يأتي بتوثيق من عبد الغفار وإلاّ فلا شيء.
    33 ـ السيد هاشم الدنيناوي:
    أحد وكلاء الامام الصدر(رض) في باديء الأمر، ومن اول الدعاة لمرجعيته، وهو أمام مسجد النجارين في منطقة (السرية)، وكان رجلاً دنيوياً وبدرت منه العديد من المخالفات ورفع امره الى الامام الصدر فهاجم أولاد الامام الصدر وأغلظ بالسب لهم. فسحبت منه الوكالة فانقلب عن الامام الصدر وهاجمه بشدة وأنزل صورة الامام الصدر من مسجده وعلّق صورة السيد الحمامي وأخذ يدعو له.
    وبعد اقامة صلاة الجمعة شن عليها حملة اعلامية فاشلة الى حال استشهاد الامام الصدر(رض) وهو الآن منبوذ في العمارة من قبل الجماهير.
    34 ـ محمد فلك المالكي:
    وهو احد وكلاء السيستاني في مدينة البصرة / الزبير، ودعاته النشطين وكان من الد اعداء الامام الصدر وكذلك كان يتحامل على السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) ويقول انه ألقى نفسه في التهلكة ولم يعمل بالتقية.
    وكان يعارض صلاة الجمعة، وهو الذي منع اقامتها في الزبير، وقوله مشهور عندما اراد الشيخ احمد المالكي الصلاة في الزبير قال محمد فلك: اذا اقاموا الجمعة في الزبير فسوف اجعل الأمن والوهابيين يسفكون دماءهم في الشوارع.
    وحسب معلومات مؤكّدة فقد سلّمه الوهابيون مبلغاً كبيراً لقاء عدم السماح بأقامة الجمعة من قبل وكلاء الامام الصدر.
    وكانت علاقته جيدة مع رجال الامن، ويقيم لهم الولائم، بالاضافة الى كون المحافظ صديقه، وكان ارتباطه المباشر بحسن الكوفي وعلاقته حميمة اذ كان يزوره في مدرسة اليزدي بأستمرار.
    وقد ذُكر محمد فلك عند الامام الصدر فقال عنه بأنه: يخدم امريكا واسرائيل من حيث يعلم.
    وحينما شاعت علاقته بالوهابيين، واستلامه مبالغ طائلة منهم لغرض منع صلاة الجمعة ساءت سمعته في البصرة، فأخذ عدداً من اهالي الزبير، وأدخلهم على السيستاني فقال لهم: هنيئاً لكم بمحمد فلك فانه ملاك يمشي على الارض، محمد فلك ولدي الواصل اليه واصل الينا.
    35 ـ ياسر الركابي:
    وهو من مقلّدي السيد حسين بحر العلوم، ووكيله المطلق، وكان يأتي الى البصرة، ويطعن بالامام الصدر ويقول هو مع الدولة، وكان يحارب صلاة الجمعة في البصرة، ويقول هي حرام وباطلة.
    36 ـ علي عبد الحكيم الصافي:
    وهو اكبر الشخصيات الدينية والاجتماعية في البصرة، ووكيل سابق للخوئي، وحالياً للسيستاني، وكان من المضادين لحركة الامام الصدر، ويصلّي الظهر يوم الجمعة في الوقت الذي تقام فيه صلاة الجمعة بأمامة الشيخ صالح الجيزاني وعلى مسافة قريبة، وتصل اليه أموال طائلة، وكان يشغلها لدعم مكانته والدعوة للسيستاني، وقد حدثت حادثة اشتهرت في البصرة، وهي ان امرأة وابنتها جاءتا اليه لغرض صرف راتب لكونهما من غير معيل، وكان الأب لهذه الاسرة قد استشهد على يد النظام: فخلا بالبنت وعرض عليها ان يساعدها ولكن بشرط ان يتمتع بها، فخرجت هاربة من دون عباءة.
    ويتملك علي عبد الحكيم العديد من البيوت الفارهة مقابل ميناء المعقل.
    37 ـ محمد رضا الخفاجي:
    وهو خطيب مشهور، وقد سافر في الثمانينات الى لبنان في حين كان السفر ممنوعاً، وكان من المحاربين لحركة الامام الصدر، ومن المقرّبين لمحمد سعيد الحكيم، وفي شهر رمضان 1418هـ في محافظة البصرة في حي الجمهورية حسينية الامام المجتبى قام بألقاء محاضرات و مجالس تعزية.
    وكان سبب قدومه الى البصرة، انه بعد اقامة صلاة الجمعة في البصرة، وحدوث توجه جماهيري لصلاة الجمعة وتقليد الامام الصدر(رض)، اجتمعت مجموعة من الشخصيات المعادية للامام الصدر، وهم علي عبد الحكيم ومحمد فلك وعبد الكريم البطاط ونوري دكسن وشيخ رشاد المظفر.
    وتدارسوا الوضع المتأزم بالنسبة لهم ولسحب البساط من تحت اقدامهم، فقرروا استغلال شهر رمضان واستدعاء أحد الخطباء خلال هذا الشهر لاقامة مجالس والتنويه فيها عن بطلان صلاة الجمعة وتشويه حركة الامام الصدر.
    وعندما ذهبوا الى النجف التقوا بمحمد سعيد الحكيم ومحمد رضا السيستاني نجل علي السيستاني فأقترحا ان يأخذوا معهم الشيخ محمد رضا الخفاجي.
    وعندما شرع في مجالسه في اول يوم من شهر رمضان، ذكر في محاضرته أن صلاة الجمعة بدعة والذي افتى بها صاحب بدع وغيرها من هذا النمط، وفي اليوم التالي أي الليلة الثالثة قرر مقلّدوا الامام الصدر عدم السماح له بالتمادي حتى لو ادّى الأمر الى سفك الدماء، فحاول الشيخ صالح الجيزاني اصلاح الأمر وتحدّث مع الخفاجي ان الامر وصل الى مرحلة خطرة عندها، قال الخفاجي بأعلى صوته: اخوان مداس السيد الصدر على رأسي، وسوف أحضر صلاة الجمعة في الجمعة التالية وكل انسان يغلط والله يغفر ألا تغفرون؟ وبعد ذلك ارتقى المنبر واعتذر عن كلامه السابق، وبكى خوفاً، وتم الاتصال بالنجف فبارك السيد الصدر هذا العمل، فلم يحضر الخفاجي أي مجلس بعد هذه الليلة وتعهد بعدم دخول البصرة أبداً.
    وفي اليوم الثالث ترقى المنبر الشيخ محمد فلك المالكي وقال: انا بريء من كل واحد يطعن في الامام الصدر وكذلك فعل السيد علي عبد الحكيم وكما هو واضح طابع الخوف على هذه التصريحات.
    وفي السنة التالية اي شهر رمضان لعام 1419هـ جاءوا به بعد ان تعهد بعدم التطاول على الامام الصدر أو صلاة الجمعة، فأقام مجلسه في مدينة التنومة في احدى الحسينيات، وفي اليوم الثاني ذكر في مجلسه، ان هناك البعض ممن يعتبرون التدخين غير مفطر للصوم، وهذه الفكرة اصلها وهابيّة فقاطعه احد مقلّدي الامام الصدر وقال له: يبدو انك لم تتأدب من العام الماضي، ألم نقل لك ان لا تتعرض للامام الصدر.
    فنهض اثنان وثلاثة وحدثت ضجّة فأنتهى المجلس، وخرج شباب الصدر راكضين الى بيوتهم ليأتوا بعصيَّ لتأديبه وكاد الخفاجي أن يسفك دمه، فأخرجوه راكضاً من الحسينية بعد ان سقطت عمامته وهرب من الحسينية، وفي اليوم التالي عاد الى نفس الحسينية متحدياً، وبعد خروجه تم اطلاق النار عليه من قبل اثنين وهما على دراجة وكاد ان يقتل.
    وفي اليوم التالي عاد ومعه حماية من الشرطة والامن ومقلّدي السيستاني، فأكمل باقي الشهر في جامع الملاك في العشار الذي يصلّي فيه الشيخ رشاد المظفر، وبعد ذلك فهمنا ان الخفاجي قد دفعت له الشخصيات السابقة علي عبد الحكيم ومحمد فلك والآخرون مبلغاً مقداره مليون دينار.
    38 ـ الشيخ رشاد المظفر:
    وهو رجل متعمم، ولكنه لم يصل الى الحوزة، ومستواه كباقي الملالي الذين مهمتهم الضحك على الناس من اجل الاموال. وهو أعمى العينين، وكان في بادىء الأمر وكيلاً للامام الصدر ولكن السيد جعفر الصدر (وكان مسؤولاً عن الوكالات) رفض تجديد الوكالة ذلك ان الامام الصدر يرفض اعطاء الوكالة في حال كون الشخص يمتلك اكثر من وكالة لأكثر من مرجع.
    وكان السبب في ارتداده عن الامام الصدر اضافة الى سحب الوكالة ان مقلّدي الامام الصدر اعطوه مبالغ من الحقوق فأخذ الاموال وشرطوا عليه توصيلها الى الامام الصدر، فجاء الى مكتب الامام الصدر ورمى بالمبلغ امام السيد فأخذ الاموال ورمى بها اليه وقال له، أعمى الله بصيرتك كما أعمى بصرك فكان بعد ذلك المنطلق لكل عمل ضد الامام الصدر في البصرة.
    39 ـ الشيخ يونس المظفر:
    وهو وكيل سابق للخوئي في مدينة القرنة، وبعد ذلك وكيل للسيستاني، وبعده لبشير الباكستاني، وكانت تصل اليه اموال طائلة من الباكستاني، وكان يوزّع هذه الاموال بشرط تقليد الباكستاني، ويتبرع للمساجد باسم الباكستاني أيضاً، وكان ولده تاجراً معروفاً من تجار الخمور، والمسؤول الأول عن توزيعها في القرنة وكالمعتاد كان من الذين يشنعون على الامام الصدر، ويهاجم صلاة الجمعة، وكانت له علاقات واسعة ووطيدة مع رجال الامن، ومن المنظمين في تنظيمات حزب البعث، وكانت التقارير ترفع ضد وكلاء الامام الصدر من قبله، وقد جاء بعد ذلك الى مكتب الامام الصدر، وطلب منه ان يقيم الجمعة بنفسه نظراً لتوجه الجماهير الى صلاة الجمعة وفرغ مسجده من المصلّين، وهو مسجد القرنة المركزي فأحاله الامام الصدر الى امام جمعة القرنة الشيخ عدنان السيلاوي، فحصل رفض عام من اهالي القرنة لمعرفتهم بفسقه.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  15. Top | #30

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 30

    ـ السيد احمد نور الدين شبّر:
    وهو المشهور بسيد نور شبر ووالده السيد عباس شبر أحد رجال الدين في البصرة وتولى مهمة القضاء الشرعي في أحدى محاكم الدولة وذلك في فترة ما قبل تولي البعثيين السلطة.
    وسيد نور وكيل السيستاني، غير معمم وليس متفقهاً، ولم يدرس في الحوزة، وكان موظّفاً في احدى الدوائر الرسميّة، والقي القبض عليه في بداية الثمانينات بتهمة الرشوة وسجن على اثرها مدة.
    امام جماعة مسجد آل شبر في محلة أبي الحسن في البصرة القديمة.
    تحامل على مرجعيّة الامام الصدر منذ أول يوم تصدى فيه السيد للمرجعيّة ويتهم السيد بالعمالة وكان من المعتمدين عند السيستاني ويمتلك بيوتاً كثيرة وفارهة في حي الجزائر وحدث ان اشترى سيد نور عدة خلايا نحل في سنة 1995م وفي اشد حالات الحصار على الشعب العراقي بقيمة 000/1000 دينار.
    وكان يحضر النساء داخل المسجد في غرفة في الطابق العلوي ويدّعي انه يحل مشاكلهن والله العالم
    هاجم صلاة الجمعة منذ بداية تأسيسها، لان مسجد الفقير الذي كان الشيخ المالكي يقيم الجمعة فيه قريب من مسجده، فكانت جموع المصلّين خارج المسجد تجتاز باب مسجده، فجن جنونه، فكان يؤخر الاذان الى منتصف خطبة الشيخ المالكي ويطيل في الاذان لغرض التشويش على الخطبة.
    41 ـ حبيب الخطيب:
    احد رجال الدين في محافظة الكوت / مدينة النعمانية، القدماء وهو السند المعوّل عليه من قبل النظام في المحافظة وكان صديقاً حميماً لروكان عبد الغفار أبن عم الطاغية وحسين الصدر.
    كان يمثل الدولة في عدة مناسبات، ويحضر احتفالاتهم التي تشتمل على الغناء والرقص كما هو مشهور، وقد ظهر اكثر من مرّة من على شاشة التلفزيون خلال هذه الحفلات.
    احد وكلاء السيستاني في الكوت، والشخصيّة الأولى فيها هاجم الامام الصدر بكل قوته وطارد مقلّديه مع أجهزة النظام، وقد كتب تقريراً مفاده ان هؤلاء المقلّدين وعلى رأسهم الشيخ الشهيد محمد النعماني والشيخ علي النعماني والشيخ نذير النعماني عملاء لايران، ومنظمون في احد الاحزاب الاسلامية، فتمت مهاجمة مناز لهم وأختفى الشيوخ لفترة في النجف بعد ملاحقة من قبل أجهزة النظام، وحاصر صلاة الجمعة بشدة مما اضطر الامام الصدر الى ابدال ائمة الجمعة عدة مرات في مدينة النعمانية نظراً للضغوط التي كانت تمارس عليهم، والقاء القبض عليهم اكثر من مرة من قبل مديرية امن الكوت.
    42 ـ الشيخ جواد الغراوي:
    احد أهم وكلاء الخوئي والسيستاني في مركز محافظة الكوت، منزله في حي الزهراء، ومسجده في مركز المدينة، وله دور كبير في محاربة صلاة الجمعة ومرجعيّة الامام الصدر، وقد استعان باجهزة النظام من اجل الاستيلاء على مسجد العزة القديمة بعد ان اراد احد وكلاء الامام الصدر الصلاة فيه، وحدثت مصادمة مع الحزبيين في هذا المسجد الذي اغلق بعد ذلك ووضعوا نقطة حراسة فيه، وقد كان الغراوي صاحب الدور الريادي في هذه القضية من خلال بذل الاموال والولائم العديدة الى رجال الامن والحزب، فتم ما أراد.
    43 ـ السيد عبد الكريم البطاط:
    أحد وكلاء السيستاني وبشير الباكستاني وامام جماعة مسجد الامام موسى الكاظم(ع) في حي الحسين(ع) في الحيانية، وله تاريخ مشهور اذ اعتقل في السبعينات اكثر من مرة لكونه وكيلاً للسيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس)، وتذكر له حادثة مشهورة: بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر تعاون مع النظام بشكل سافر، وفي منتصف الثمانينات أرسل مع بعثة وزارة الاوقاف الى الحج، فجاءوا بخبر وفاته في الحجاز، ولكنه كان متفقاً مع المخابرات العراقية حول خطة لكشف التنظيمات السرية للاحزاب الاسلامية، وقيل لأغتيال السيد الخميني فسافر بشكل أو بآخر الى ايران بحجة انه معارض للنظام، وعندما وصل الى ايران اجتمع مع اقطاب المعارضة وحصل على بعض المعلومات، وقد قابل السيد الخميني ويظهر ان مهمته باءت بالفشل اثناء الحصول على معلومات تخص المعارضة العراقية في ايران، فسافر بعد ذلك الى سوريا واجتمع مع بعض اطراف المعارضة هناك، ثم سافر الى المغرب والتقى السفير العراقي آنذاك، فأصدر النظام عفواً شكلياً لمدة 24ساعة لغرض ادخال البطاط الى العراق، وتم ذلك لكي يستمر في عمله كرجل دين في داخل العراق بصورة سليمة، واستقبله في المطار المجرم علي حسن المجيّد.
    وبعد تصدي الامام الصدر للمرجعيّة كان من مناوئيه، وهاجم صلاة الجمعة مع ولده عماد البطاط وهو معمم في النجف.
    وكان هذا الأخير يهاجم السيد الخميني في مجالسه الخاصة والعامة.
    وكان (لعنه الله) يطعن في نسب السيد الخميني، وكان عبد الكريم البطاط يهدد شباب البصرة بالاعتقال في حال الاستمرار بنصرة الامام الصدر(رض).
    وعندما يأس منهم، صار يرفع التقارير الى الجهات الامنيّة باسماء العشرات من الشباب بتهمة انهم منضمون الى احزاب محظورة.
    اصيب بمرض في القلب، فأعطاه السيستاني مبلغاً كبيراً لكي يعالج في الخارج فسافر للعلاج، وحسب المعلومات من أحد المقرّبين له قال ان السيستاني قال له هذا المبلغ لك بشرط ان تصرّح بأن الأعلميّة في النجف الاشرف للسيد السيستاني، وعندما عاد الى البصرة صرّح بهذا التصريح ولكن بدون فائدة والحمد لله.
    44 ـ محمد حسن عليوي الخضري ًأبو عفاف الناصريً:
    كان وكيلاً للسيد الصدر وكذلك للسيستاني والغروي وبحر العلوم وسعيد الحكيم وكان في باديء أمره معلماً في أحدى المدارس الأبتدائيه ودرس في كلية الفقه لمدة سنتين وترك الدراسة.
    كان امام جماعة مسجد (أهل البيت) وله تأثير كبير على شباب المحافظة في الناصرية وكان قد أوعز الى كافة المساجد والحسينيات بعدم السماح لأي شخص بالصلاة أماماً الا بأذن منه وكان يسمى (مرجع الناصرية).
    وحدثت حادثة في منتصف التسعينات اذ أخذ أموالاً من أحد مقلدي الامام الصدر بعنوان أن يوصلها الى الامام الصدر فأخذها أبو عفاف وأعطى قسماً منها للامام الصدر وآخر للسيستاني وآخر للغروي وآخر لبحر العلوم.
    وفرق الباقي على محتاجين حسب ادعاءه فرفع الامر الى الامام الصدر وكان موجوداً في المكتب بعد أن استدعاه الامام الصدر فحدث كلام شديد وتهجم على الامام الصدر بكلام لا يليق.
    فسحبت منه الوكالة فعاد الى الناصرية فأعلن أن الاعلمية محصورة بين السيستاني والغروي وكان اليوم يوم جمعة فأعلن ذلك بين صلاتي الظهرين فأنسحب من المسجد المئات من مقلدي الامام الصدر.
    وبعد أقامة صلاة الجمعة أصدر كراساً تعليقاً على بحث للسيد هبة الدين الشهرستاني وذكر فيه حرمة أقامة صلاة الجمعة ودعم هذا الكتاب من مكتب السيستاني بمليون دينار عراقي وألقى محاضرةً في يوم الجمعه قال فيها: أن صلاة الجمعة محرمة بأفتاء ثلاثة عشر مرجعاً في النجف منهم نعمة الله الجزائري وعلي البهشتي.
    فراجع أهل الناصرية هذين السيدين فكذبا هذا الادعاء.
    قام بعد ذلك بنصب لافتة كبيرة داخل المسجد كتب عليها: صلاة الجمعة فتنة فتنة فتنة وكل من قال بوجوبها كاذب كاذب كاذب.
    وبقيت هذه اللافتة ثلاثة أيام فأنز لها بعد أن كان مقلدوا الامام الصدر قد هددوه.
    فرفع أستفتاء الى الامام الصدر ذكروا فيه كل هذه الامور فكان(رض) يجيب: هذا رأيه غفر الله لي وله.
    فكرروا الاستفتاء مرتين فكان يجيب بنفس الجواب ولكن أبا عفاف لم يرتدع وكان يزداد عتواً فرفع بشأنه أستفتاء أخير فأجاب(رض) فيه: هذا رجل كنا نُحسن الظن فيه ثم أنكشف على أنه شيطان جساس فلذا نهيب بالأخوة المؤمنين أن يحذروا منه ومن كان على شاكلته.
    فأدعى أبو عفاف بعدها بأنهُ أعلم من الامام الصدر فأجاب(رض) حينها: بأن الرجل حتى لم يكمل كلية الفقه فكيف يكون مجتهداً فضلاً عن كونه أعلم.
    وأبو عفاف كما هو معروفٌ عنه لم يدرس في الحوزة وحتى لو درس فلمدة لا يحتمل فيه الأجتهاد أصلاً.
    وأدعى بعد ذلك أن الأمام الصدر يريد تحريف القرآن فجاء أحدهم فذكر ذلك له فقال(رض): أبو عفاف تربية محمد تقي الخوئي فألى الجحيم هو ومحمد تقي الخوئي.
    بعد أستشهاد الامام الصدر بقي أبو عفاف على عدائه وغيه.
    45 ـ السيد مجيد جاسم الطالبي الموسوي:
    رجل دين من اهل الناصرية وامام جماعة مسجد أبي الفضل العباس (ع) ومسجد الامام الجواد (ع) وكان وكيلاً للامام الصدر وكذلك يحمل ست وكالات اخرى.
    وكان يوزع نسخ من رسالة الامام الصدر.
    فحدثت مشكلة بخصوص صلاة الجمعة فدخل في قلبه شيءٌ.
    وذلك أن أمام الجمعة نقل صلاة الجمعة من مسجد الجواد(ع) الذي يصلي فيه السيد مجيد الى مسجد الامام فأستعظم ذلك.
    وبنا في بيته قبة ومنارتين فقال له الامام الصدر(رض): هل تريد أن نعمل لك زيارة السلام عليك يا صاحب القبة البيضاء.
    فأعلن أنهُ قلد السيستاني وتولى توزيع كراس أبي عفاف عن حرمة أقامة صلاة الجمعة عرض عليه الامام الصدر قبل هذه الحادثة أن يقيم صلاة الجمعة في البطحاء فقال أنا لست خطيباً فقال له(رض): أكتبها مثلي في ورقة فقال سيدنا فيها الكثير من الوهابيين.
    وبعد ذلك سألهُ أحدهم عن السبب فقال سوف يقتلني الوهابيون فأرسل اليه الامام الصدر وقال له: وكالتك متوقفة على أقامة الجمعة في البطحاء. فرفض
    46 ـ الشيخ عامر الخطيب:
    أحد طلبة جامعة النجف الدينية وأحد وكلاء الامام الصدر سابقاً في الناصرية وكان من دعاة صلاة الجمعة بشدة بعد أقامتها ذهب الى الامام الصدر وطلب منه اقامة صلاة الجمعة بأمامته فرفض الامام الصدر وذلك لأمور أخلاقية لا يقتضي المقام ذكرها.
    فبدأ حملتهُ بتسقيط شهيدنا وأعلن أن الأعلمية للسيستاني فحصل على مبلغ مليون ونصف دينار عراقي من مكتب السيستاني.
    أستقر في مسجد الرسول الأعظم (ص) في حي أريدو وبعد استشهاد الامام الصدر جاء الى الناصرية بأستفتاء فحواه أقامة صلاة الجمعة بأمر من السيستاني وبحر العلوم وأعلن ذلك في مسجده وتبين بعد ذلك كذبهُ وتزويرهُ لهذا الاستفتاء.
    وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين















    الملاحق
    كتبت الرد على (محمد الغروي) في وقت سابق على أنهاء الكتاب، وقد كان من المقرر نشره في ذلك الوقت إلاّ أنني تريثت بالأمر لطلب أحد الأخوة، وذلك من منطلق أن لا نجعل منهجنا هو الرد والدفاع بوجه كل هجوم. ولكن بدا لي أن أنشره ضمن الكتاب لأنه على أية حال يشكل جزءاً مهماً منه، وذلك أن الغروي أتهم الامام الشهيد بالتعاون مع السلطة، ولو كان هذا الكلام مقتصراً على حياته(رض) لكان ما ذكرته في متن الكتاب كفاية إلا أن الرجل كما لاحظنا مستمر على رأيه على الرغم من أعترافه من أن الامام الشهيد قد أغاظ النظام، وأنه أستشهد، فها هو يعترف له بالشهادة ولست أدري إن كان العملاء يستشهدون؟!!
    وأما بالنسبة لـ (دفاع عن المرجعية) فقد كتبته قبل حوالي أربع سنين، وكانت أول محاولة للرد على ا لهجوم المستمر ضد شهيدنا، ولم أكن أتصور أن يأخذ هذا الحيز من الأهمية. فقد كتبته في الحقيقة رداً على بعض المنشورات التي كانت تطبع في مدينة الثورة مثل (دفاعاً عن بيضة الاسلام) و (الاستكبار العالمي يلعب بورقة المرجعية) وقد كتبته في حينها لطلب بعض الأخوة في بغداد، ولكن بعد أن أكملته أرتأيت أن أعرضه على الامام الصدر وبعد أن اعاده أليَّ أكَّد (رض) على طباعته، فطبعت منه آلاف النسخ ولاقى أقبالاً واسعاً وكان له أثر كبير في العراق، وقد كانت أول محاولة حوزوية للدفاع عن مرجعية الامام الصدر (رض).
    وبعد ذلك وفي نفس العام كتبت (حوار حول المرجعية) وعرضته على الامام الشهيد، فنال أشد الاعجاب منه، فطبع وكان المشرف على طباعة الدفاع والحوار هو الشيخ الشهيد محمد النعماني (رحمه الله).
    وبعد أن أقيمت صلاة الجمعة المقدسة في العراق كتبت القسم الثاني من حوار حول المرجعية، وقد كان هذا القسم أكثر وضوحاً في مهاجمة النظام والحوزة التقليدية كما سوف تقرأ: وقد كتبت في ذلك الحين بحوثاً عديدة، وكان أغلبها لا يوافق عليها الامام الشهيد بسبب مخالفتها للتقية بصورة ملفتة للنظر، وكان مما كتبت في ذلك الوقت هو المرجعية الصالحة وقد وافق على طباعته الامام الشهيد، فقام بهذه المهمة سماحة العلامة الشيخ علي النعماني القاضي في محكمة النجف الشرعية، ولكن الشهادة داهمتنا، وقد قام عدد من الأخوة بطباعته على هيئة كراس في العراق، مع أضافات من عندهم.
    وكانت الاسباب في نشر هذه الكراسات مع هذا الكتاب:
    1 ـ أنها تشكل مرحلة تأريخية مهمة من حركة الامام الشهيد.
    2 ـ فيها من الحقائق والأدلة ما يسد الطريق على من كان يدعي تواطيء الامام الصدر مع النظام.
    3 ـ فيها تصريحات واضحة أن حركة وحياة الامام الصدر(رض) في خطر وأنه متعرض للقتل وهذا ما تجده في الدفاع والحوار القسم الثاني جلياً.
    4 ـ أنها صدرت من مكتب الامام الصدر وبموافقته وبمباركته وهذا يكفي في أن نعيد طباعتها.
    5 ـ أنني كتبتها في ذلك الوقت الحرج من دون ذكر الاسم، بل كانت تنسب الى مجموعة من الطلبة بل إن الدفاع نسب الى كاتب في لبنان.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (الصدر والأذناب)
    كذبت ثمود بطغواها أذ أنبعث أشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها
    أستشهد الأمام الصدر ولم تنته المسرحية بل بدأت فصول جديدة وأدوار جديدة وأن كان الممثلون أنفسهم بأستثناء ان الجمهور استفاق ولم يعد يصفق لكل داخل وخارج. الان وبعد ان أرتاحوا (أو هكذا يظنون) من الأمام الصدر وحركته التي أقضت مضاجع الكفار والمنافقين ابتداءً من واشنطن ومروراً بلندن فتل أبيب الى بيروت وهكذا ما حول الكرة الارضية، دخلت اللعبة في فصل جديد وهذا الفصل أصعب وأخطر من سابقه فالتحرك الآن ينشط بتسقيط الأمام الصدر وحركته والقضاء على نهجه وفكره.
    أولاً: هناك تعتيم اعلامي في كل الاوساط الاسلامية وغيرها على شخصية الأمام الصدر.
    ثانياً: هناك دس يمارسه الكثير من المتضررين من حركة الأمام الصدر كالطعن في عدد من تصريحاته كما فعل أحدهم في الحج سنة ( 1420هـ) في مكة المكرمة.
    ثالثاً: ابراز الشخصيات التي وقفت في وجه الأمام الصدر وفي وجه تطلعات الجماهير العراقية على أنها من الشخصيات المحترمة والمقدسة كما سيأتي.
    ولو أردت ان أعدد لما انتهيت ألا بعد صفحات ولكن الاختصار المفيد هو المطلوب فها هو أحد أعداء الأمام الصدر يجرب حظه العاثر في منازلة خاسرة مع الأمام الصدر وهذه المرة من لبنان السيد محمد الغروي وهذا الرجل أحد طلبة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) وهو كما يقال الوكيل المطلق للسيد الشهيد في لبنان وقد وقف الغروي في وجه الأمام الصدر منذ بداية تصديه المبارك للمرجعية وصار يشاغب عليه من لبنان ولكن صوته لم يتعد أكثر من باب مكتبه أو غرفة نومه والغريب هنا ان الغروي يشترك مع رفاق الدرب في خصلة واحدة وهي العداء لمحمد الصدر ولابد ان في الأمر سراً فلماذا يتحامل رفاق محمد الصدر عليه ولماذا ينتقصون منه والاغرب من هذا أنهم في ما بينهم كذلك فلا يوجد ثلاثة منهم على رأي واحد او بينهم مودة والاغرب من كل ذلك أن تعلن مدرسة السيد الشهيد(قدس) أفلاسها الا من الأمام الصدر.
    وهذا حسب الواقع ليس غريباً ففي الوقت الذي لاذ فيه بالفرار كل طلبة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) وتركوه وحيداً كان محمد الصدر مع والده السيد محمد صادق الصدر(قدس) مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) ينتظرون الموت ساعة بعد اخرى ولم يتركاه وعائلته الى يوم استشهاد الأمام الصدر.
    والان نعود الى مولانا الغروي فهو كما قلت تحامل على شهيدنا في حياته وها هو اليوم يعود بحلة جديدة وبأسلوب جديد فقد ألَّف (وهو مؤلف كبير جدا جداً!!) كتاباً أسماه (مع علماء النجف الاشرف) وذكر في الجزء الثاني صفحة (445) ما نصه:
    محمد الصدر:
    ولد السيد محمد بن السيد محمد صادق الصدر عام 1362في النجف الاشرف وهو الوحيد لوالديه ونشأ في الحوزة ودرس على السيد الخوئي والامام الخميني والسيد الشهيد الصدر وبلغ مستوى رفيعاً في العلم والفقه.
    وبعد أستشهاد المرجع الكبير السيد محمد باقر الصدر دبَّ الخوف في نفسه وأستغل من قبل السلطة الظالمة في العراق فكان ساكتاً على ظلم البعثيين ويجاريهم في بعض الاحيان اذا لم يجد (حسب تصوره) حرمة شرعية في ذلك... ونتيجة لهذا الضعف النفسي سمحت له الحكومة الدموية في العراق بالتصدي للمرجعية من أقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة وتعيين وكلاء في المدن العراقية لتوجيه الناس الى تقليده وأدارة الحوزة النجفية.
    له تأريخ الغيبة الصغرى، تأريخ الغيبة الكبرى، أشعة من عقائد الاسلام، نظرات أسلامية في اعلان حقوق الانسان، اليوم الموعود، القانون الاسلامي وجوده صعوباته منهجه، ما وراء الفقه عشرة اجزاء، فقه الاخلاق، فقه القضاء، حديث حول الكذب، بحث حول الرجعة، كلمة في البداء، منهج الصالحين، مناسك الحج، كتاب الصلاة، كتاب الصوم، اضواء على ثورة الحسين، منة المنان في الدفاع عن القرآن، منهج الاصول، التنجيم والسحر، مسائل في حرمة الغناء، ثم قال في ا لهامش نُعينا باستشهاده مع ولديه السيد مصطفى والسيد مؤمل غيلةً على يد زمرة صدام مساء الجمعه 1419/11/3هـ الموافق 1999/2/19م والظاهر أنه أغاض النظام. انتهى كلام حجة الاسلام ومعجزة الانام الغروي
    ا لهمام.
    ولي تعليقةٌ على كلامه بأختصار لان الرجل وكتابه في الحقيقة لا يستحقان طول نظر ولكنني تحملت وتنزلت لأرد عليه أعلاءً لكلمة الحق وتحذيراً لمن تسول له نفسه مثل ذلك والا:
    لوكل كلب عوى ألقمته حجراً لصار مثقال الحجارة ديناراً
    ذكر هذا الرجل ان الامام الصدر(قدس) ولد سنة 1362هـ وهذا ليس بصحيح فقد ولد ًرضوان الله تعالى عليهً سنة 1361هـ وهذه ليست مثلبة على الغروي ولكن تصحيح لمعلومة حتى يستفيد منها في الطبعة اللاحقة إن لم يزهق ملك الموت عمره بأذن الله. وذكر ان الامام الصدر درس على أساتذة عدد منهم ثلاثة ونسي ان الامام الصدر حضر بحث السيد محسن الحكيم لمدة شهرين ثم أنقطع والسبب كما يقول(رض): حضرت بحث الحكيم فلم أستفد كلمة واحدة من بحثه فأنقطعت، وقال الغروي (بعد استشهاد المرجع الكبير السيد محمد باقر الصدر دب الخوف في نفسه) اي في نفس الأمام الصدر أقول: هذا الدبيب الذي دب في نفس الأمام الصدر(رض) كما يدعي الغروي كيف عرفهُ؟ هل ان جناب الغروي رأى ذلك الخوف بأم عينيه أو أستشعرهُ بقواه العرفانية الخارقة أو أي شكل من اشكال ما وراء الطبيعة فأذا قال أنهُ رآه فقد كذب لان الخوف لا يٌرى وان قال بل هناك ما يدل عليه قلت كيف علمت ولم تكن موجوداً حينما قتل النظام السيد الشهيد(قدس) فأن قلت اخبرني الثقة فقد كذب عليك الثقة وذلك أن الأمام الصدر كان محجوراً عليه مع والده في بيته وان قلت انك وبحكم علاقتك الوطيدة من خلال العرفان فقد كذبت لانك لست من أهل العرفان ولا أظنك توفق في يوم لذلك. ولكني أخبرك من الذي دبَّ في نفسه الخوف فهناك أسماء ذكرتها في كتابك إختبأت في جحرها من دون أي سبب وذلك ان معظم تلك الاسماء ممن عادى السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) فلا موجب لقلقها إلا انها مع ذلك ارتعدت عندما رأت السيف مشهوراً وقولك عن السيد الشهيد ًالمرجع الكبيرً فمَنْ من الأسماء التي قد مجدتها يعترف بمرجعية السيد الشهيد محمد باقر الصدر هل هو ذلك الرجل الذي قيل له ارفع صوتك وتعال لنرفع الحصار عن بيت السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) حتى لا يقتلهُ النظام فرفض؟ كما حدثنا النعماني في محنته أم هو ذلك الذي قال لفاضل البراك مدير الأمن العام أقتلوا محمد باقر الصدر قبل أن يكون خمينياً ثانياً ألم تقرأ يا غروي في المحنة أن الوحيد الذي ساند السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) هو السيد عبد الاعلى السبزواري(قدس) بالاضافه الى الأمام الصدر ووالده ولكني أقول لك من الذي اعترف بمرجعية السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) أو لهم الأمام الصدر وبعد ذلك الشعب العراقي المظلوم الذي ظلمه النظام وانت يا غروي ومن يمولك من لندن أو غيرها. واقول لك الى الآن توجد كلاب كثيرة تطعن وتقدح بمرجعيته بل وباجتهاد السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) وما أنت والصدر ايها الذنب انما الصدر اعوانه أهل العراق واهله أهل العراق وبعد ذلك فلا شيء فانت ورفاقك أول من دفن محمد باقر الصدر وخذلتموه وتركتموه وحيداً يواجه القتل مع أخته الشهيدة الفاضلة وأسألك يا غروي ماذا قدمت للسيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) وها أنت تمجد قتلته اليس آل الحكيم كانوا ينعتونه باليهودي اليس أول من قاتله آل الخوئي واول من أشار الى النظام بقتله، وما أخفاه النعماني اعظم، ثم قال الغروي: (واستغل من قبل السلطة الظالة في العراق فكان ساكتاً على ظلم البعثيين ويجاريهم في بعض الاحيان اذ لم يجد ـ حسب تصوره ـ حرمة شرعية لذلك).
    أما قوله (وأستغل) فليعدد لنا الغروي المواقع التي عناها فأن كان الأمام الصدر ساكتاً طيلة الثمانينات فهو معذور قطعاً فذلك أنه سئل لماذا لم تفعل هذه الافاعيل في زمن الثمانينات قال: لقد كنت وحيداً ولا أجد مناصراً واحداً وفي حينها لم أكن أملك ما أتقوت به مع عيالي.
    وأسئل الغروي ماذا فعلت الاسماء التي أشدت بذكرها في كتابك خلال تلك المدة وما قبلها وما بعدها والى الآن وبصراحة قلت (كان محمد الصدر ساكتاً على ظلم البعثيين) فأقول أن الأمام الصدر لم يكن له وجود في حوزة النجف فماذا فعل الخوئي في تلك الفترة وكان زعيماً للعالم الاسلامي ألم يكن ساكتاً. ماذا فعل السيستاني ألم يكن ساكتاً ماذا فعل الشيخ على الغروي الم يكن ساكتاً ماذا فعل السيد على البهشتي ألم يكن ساكتاً.
    مع أن هؤلاء لم يعتقلوا ولم يعذبوا كما فعل بالأمام الصدر فأن قلت أن هؤلاء الاعلام كانوا في حال تقية أقول:
    قبحك الله فهل تجوز التقية لهؤلاء وهم غير مقيدين ولا تجوزها للسيد محمد الصدر الذي كان النظام ضده والحوزة ضده ففي الوقت الذي كانت العديد من الأسر العلمية تعيش حالة البذخ كان الأمام الصدر واسرته واسرة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) تكابد ضنك العيش حتى أنهم كانوا لا يشبعون بطونهم من الخبز ولو تنزلنا عن كل ذلك قل لي من الذي تصدى لأمر المجتمع ابان الأنتفاضة الشعبانية المباركة. ألم تقبع الحوزة في سراديبها خشية الموت وكان الأمام الصدر مع السيد السبزواري يصولان ويجولان ألم يذهب الأمام الصدر الى زعيم الحوزة وقال له: أما أن تتصدى او تتركنا نتصدى. ومع ذلك لم يفد النصح ومن الذي أصدر بياناً شديد اللهجة بالجهاد ضد البعثيين اليس الأمام الصدر وحده لا شريك له فاين كان السيستاني والغروي والبهشتي وما هو دورهم؟ أما قول الغروي (ويجاريهم في بعض الاحيان) فليحدد لنا الغروي موضعاً وشاهداً واحداً على ذلك وعندنا اليقين على خلاف ما افترى فهل المجاراة افتاء الأمام الصدر بجواز الاستحواذ على أموال الدولة او حرمته التعامل مع البعثيين بأي شكل من أشكال المعاملة او حرمته السلام على المنافقين واعوان الظالم او حرمة الدخول الى ملاعب الدولة مقابل أموال او حرمة القاء النذور والاموال في الأضرحة المطهرة والتي كانت تذهب لجيب النظام او وجوب التوبة على موظفي الدولة من الوزراء فما دون او كلمتة الصارخة بتفسيق السدنة الكلاب او حرمة الدعاء للنظام في خطبة الجمعة حتى لو أدى الى القتل او حرمة التعامل مع المحلات التي تضع صوراً للمطربين والمطربات والمحلات التي تعلو منها أصوات الغناء او حرمة التعامل مع الحلاق الذي يحلق اللحية للآخرين او حرمة السكوت على سائق السيارة الذي تعلو من مذياعه الاغاني او حرمة التعامل مع منظمة منافقي خلق الأرهابية. او ذكره للسيد الخميني والسيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) في كل حين وذكره لآراءهم في مؤلفاته ان كان الغروي قد قرأ هذه المؤلفات كما وراء الفقه. او طرده لموظفي الدولة ابتداءً من مدير أمن النجف الى محافظ النجف فصاعداً او طرده جلاوزة أمن النظام من مسجد الكوفة في صلاة الجمعة وهكذا المئات من التصريحات المعادية للكفر. والآن أقول للغروي ما هي المجاراة:
    1ـ ظهورالخوئي وولده محمد تقي من على شاشات التلفزيون بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة وإشادتهما بالنظام والتنديد بالانتفاضة والثوار.
    يتبع في الحلقة القادمة...

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
منتدى منار هو منتدى أمريكي يشارك فيه عرب وعجم من كل مكان