آخـــر الــمــواضــيــع

تحذير مخيف لبريطانيا من تهديد استراتيجي لجزر فوكلاند بعد زيارة بوتين لبكين بقلم وليم :: استشهاد الإمام الرضا (ع) مسموما على يد المأمون أسبابه ودلائله بقلم وليم :: فضيحة النشيد الوطني الكويتي ... كتبه سوري وتمت نسبته إلى كويتي ! بقلم ياولداه :: الرئاسة السورية تعلن عن إصابة السيدة الأولى بسرطان الدم لوكيميا بقلم ياولداه :: باقري يتلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الكويتي بقلم رستم باشا :: السيد نصر الله يتحدث الجمعة بالاحتفال التكريمي للشهيد رئيسي ورفاقه بقلم رستم باشا :: تشييع جثمان آية الله رئيسي ورفاقه في تبريز بحضور شعبي مهيب بقلم هايل :: السيد نصرالله للإمام الخامنئي: نشارككم مشاعر ‫فقد هؤلاء القادة والأمل بوجودكم وقياداتكم المسددة بقلم هايل :: موحدي كرماني رئيساً لمجلس خبراء القيادة في إيران بقلم الحاج مؤمن :: الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي يبكي على الامام الحسين (ع) ويشارك بالمشاية ... فيديو بقلم لن انثني ::
النتائج 1 إلى 15 من 35

الموضوع: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. Top | #1

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    السفيرُ الخامس

    استعراض لحياة ومرجعية الإمام الصدر
    والعلاقة بين الحوزة والجماهير





    تأليف
    عباس الزيدي المياحي








    بسم الله الرحمن الرحيم
    قُلْ يَـا أَيُّهَا الْكَـافِـرُونَ
    لا أَعْبـُدُ مـَـا تَعْبُـدُونَ
    وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
    وَلا أَنـَا عَابِدٌ مَـا عَبَدْتُمْ
    وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
    لَكُـمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ.







    هدمتُ مخططات ألف سنة.
    الامام الصدر (رض).

    إننا لا نريد انتفاضة بأسم محمد الصدر.
    محمد باقر الحكيم / بعد شهادة الامام الصدر (رض).

    إننا لا نريد انتفاضة بأسم محمد الصدر.
    محمد باقر الحكيم / بعد شهادة الامام الصدر (رض).








    تقديم لأبي سيف الوائلي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللّهمّ إنّي أفتتح القول بحمدك
    وأنطق بالثّناء عليك، الحمد لله الذي
    هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
    والصلاة والسلام على خير الانام محمد وآله الطيبين الطاهرين الكرام
    تاريخ وسيرة الامام الصدر المقدس(رض) أكبر تجربة أسلامية تمر بالعراق والعالم الاسلامي، ولا يمكنني وغيري أعطاء حصة ولو يسيرة من التقييم له ولأخلاقه ولتقواه ولشجاعته وغيرها من الصفات التي تحلى بها ولم نكن نعرفها في الواقع المعاش وإنما مجرد كلمات تسمع من على المنابر أو في الكتب الأخلاقية. فالامام الصدر المقدس(رض) مثالي بكل ما في الكلمة من مضامين ولا أظن أمثاله يتعدون أصابع اليد الواحدة في التأريخ الاسلامي اذا ما استثنينا المعصومين الاربعة عشر(عليهم السلام).
    وبحكم قربي منه(رض) فقد أغترفت من معينه الكثير الكثير، فلا مبالغة إذا قلت أنني رأيت فيه نبي الأسلام(ص) أو أمير المؤمنين(ع) أو الحسين(ع)، وقد أدركتني أيدي الرحمة حينما تعلقت به وقلدته وأخيراً حين أناط بي مسؤولية
    Aشؤون مرجعيته خارج العراق@.
    ولا أريد أن أطيل على سيدي القارئ لذلك فسوف أبدأ رحلتي معه بأختصار بدأت علاقتي معه(رض) ببعض الأسئلة التي كنت أطرحها عليه، ونقلي مبالغ من جهة الخمس وباقي الموارد الشرعية، وحينما رآني كثير الحركة بينه وبين فئة من فئات المجتمع أوعز ألي بالمسؤولية السالفة وذلك بأنني كنت على موعد معه في منزله في Aالحنان@ فقال: أريدك أن تنشر مرجعيتي خارج العراق. وتدعمها أعلامياً، وعملك هذا أريده سرياً، حتى لا تتعرض لمخاطر وخصوصاً أنك لست رجل دين وتستطيع التحرك بحرية أكبر.
    عندها شرعت بأرسال مؤلفات الامام الصدر المقدس(رض) والاستفتاءات والنشرات التي كانت تصدر من النجف الاشرف بخصوص مرجعية الامام الصدر المقدس(رض) وغيرها الى خارج العراق، كلبنان وسوريا ودول الخليج وأيران. وبعد سفر الشيخ محمد النعماني(رحمه الله) الى الأمارات أمرني الامام الصدر المقدس(رض) في أن أكون الواسطة في الاتصال بينهما، وكان من ضمن الأمور التي طرحها الشيخ النعماني وهو في الأمارات أن يبعث اليه الامام الصدر المقدس(رض) بعدد من نسخ الوكالات لبعض الشخصيات الموجوده خارج العراق. فذهبت الى منزله(رض) فقال لي: أريد منك الذهاب الى ايران لغرض فتح مكتب والدعوة لي، ففي أيران يسيئون الظن بي، وبعض الشخصيات تتناولني على المنابر، وأنا أرى أنه لا يستطيع أحد القيام بهذه المهمة غيرك.
    فقلت: سيدنا أنا في خدمتك ولكن هل تراني أستطيع القيام بهذه المهمة. وأنا لا يوجد عندي أي شخص أعرفه في ايران ولست برجل دين ولا أعرف الفارسية.
    فقال: أنا أعتقد أنه لا يستطيع غيرك ذلك. فلبيت أمره.
    فقال: توقع كل شيء فأن سفرك فيه خطورة ولعلك تقتل في الطريق أو تعتقل من قبل الدولتين. فماذا تقول؟ هل تقبل الذهاب؟ فقلت: وماذا ترى سيدنا هل أستطيع كل ذلك.
    قال: نعم أنك تستطيع اكثر من ذلك. ثم قال: إتصل بالشيخ محمد النعماني وأخبره أن يتصل بالأخوه في ايران، ليخبرهم بأن السيد محمد الصدر سوف يرسل أحد وكلائه وخاصته، ويخبرهم بأسمك.
    ويتصل بأحدى نساء أسرتنا هناك في ايران لتوثقك.
    وبعد هذا الكلام بحوالي خمسة عشر يوماً تيسر الطريق، وقبل السفر كنت عند الامام الصدر فأمرني بأخذ أشرطة افلام الفيديو واشرطة المسجل لصلوات الجمعة مع صور وكتب كهدايا للسيد كاظم الحائري والسيد محمود
    ا لهاشـمي والشيخ محمد رضا النعماني ونشرها في ايران، ثم وضع(رض) يده الشريفه على رأسي وأخذ يدعو لي بدعاء ما سمعت منه الا Aإن الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد@.
    فقدمت الى ايران وذلك بعد الجمعة السابعة التي أقامها شهيدنا المقدس في الكوفة. وعند وصولي الى قم أستضفت عند أحد الأصدقاء القدماء وهو الاخ Aأبو زهراء@وفي نفس اليوم توجهت الى مكتب السيد Aكاظم الحائري@ فألتقيت السيد Aأبا مصطفى@ محمد حسين الحائري وهو أخو السيد كاظم الحائري، فأتصلت ببيت السيد الحائري من المكتب وتواعدنا في المكتب بعد صلاة المغرب، ثم أتصلت مباشرة بالشيخ محمد رضا النعماني فتواعدت معه في مكتب السيد الحائري أيضاً بعد المغرب. وعند الموعد ألتقيت بالسيد الحائري ومعه عدد من رجال الدين من موظفي المكتب، فقدمت اليهم صور صلاة الجمعة في الكوفة. فأخذوا ينظرون أليها بتعجب فقلت سيدنا هذه الكتب هدية من سماحة السيد الصدر، وعندي رسالة خاصة منه اليك ألقيها عليك سراً فقال: ليست عندي لقاءات خاصة، وأنما لقاءاتي معلنة، فقلت: لكن السيد الصدر أوصاني أن تكون سرية. فقال: أنا لا توجد عندي أية أتصالات سرية مع سيد محمد. فكررت عليه فقال: كل من يتواجد عندي من ثقاتي وهم كأولادي. فسكت فأنبرى أحد الشيوخ وهو ينظر الى أحدى الصور قائلاً: هذا التجمع اكيد وراءه السيد محمد سعيد الحكيم لأنه ثوري من أسرة ثورية.فقلت له: لا، ان سعيد الحكيم حرم صلاة الجمعة. فقال: هذا كذب. فقلت له: أنت كاذب. أنا في العراق أعيش فيه وأعرف ما فيه. فقال: منذ متى أصبح العراقيون يصلون بهذا العدد. فقلت وأنا اشير بأصبعي أليهم جميعاً: عند ما خرجت Aالزبالة@ من النجف.
    فألتفت أخيراً الى السيد الحائري فقلت له: سيدنا هل تعطيني موعداً خاصاً أم ما زلت مصراً. فقال: أنا ما عندي أية لقاءات خاصة. فقلت: الظاهر أن السيد ليس أهلاً لهذه الرسالة. ثم نهضت وخرجت وعند باب المكتب ألتقيت بالشيخ محمد رضا النعماني وهو داخل فسلمت عليه ودخلنا الى سرداب المكتب وكان مرحباً بي أفضل من الآخرين، فسألني عن أحوال وأوضاع الامام الصدر المقدس، وبعد ذلك أخبرته بالرسالة أذ كانت موجهة أليه مع الحائري، وكان فحواها افتتاح مكتب للامام الصدر المقدس في قم ودعمه إعلامياً. فأعتذر بأنه مريض لا يتمكن من ذلك، وأعتذر عن السيد الحائري بأنه رجل مريض وكبير في السن وهذه طبيعته في التعامل مع الناس، وأخبرني أن الامام الصدر المقدس قد بعث إليه في وقت سابق بنفس الأمر وقدَّم طلباً لهذا الغرض الى الدوائر المختصة فلم يأتِ الرد بالموافقة. فأعطيته الأمانات التي أرسلها بيدي الامام الصدر المقدس وخرجت من المكتب.
    وفي صباح اليوم التالي توجهت الى مكتب السيد محمود ا لهاشـمي، فعرَّفت مسؤول تشريفات المكتب بنفسي فرحب بي ترحيباً كبيراً ومشكوراً، فطلبت لقاء السيد محمود ا لهاشـمي لكوني أحمل رسالة من الامام الصدر المقدس إليه. فأخبرني أن السيد ا لهاشـمي متواجد حالياً في خراسان لزيارة الامام الرضا (ع)، وبعدها تجمع أعضاء المكتب وفرحوا بأخبار الأمام الصدر المقدس والعراق وأخذوا بالدعاء له بطول العمر، وأن يحفظه الله من الطاغية ومن المنافقين.
    أتصل بعد ذلك مسؤول التشريفات بالسيد ا لهاشـمي في خراسان، وأخبره بقدومي والغرض الذي جئت من أجله فكلمني السيد ا لهاشـمي با لهاتف. وبدأ بالسؤال عن أحوال الامام الصدر المقدس وعن أوضاعه، وبلغته برسالة الامام الصدر المقدس.
    ولكنني أحسست باليأس من الجميع، فأتخذت منزل الاخ Aابي زهراء@ كمركز للدعوة الى مرجعية الامام الصدر المقدس، فكنت ألتقي بالأخوة العراقيين وأتحدث إليهم عن الوضع الحالي في العراق، وأوزع صور صلاة الجمعة وأشرطة الفيديو وغيرها. وبدأ العراقيون بالتوافد الى البيت بكثرة و لهفة، وطلبت من الأخ Aأبي زهراء@ وبعض الأخوة أن يستمروا في الدعوة لأني كنت على وشك العودة الى العراق. وهكذا بقيت في ايران حوالي شهر واحد. ووجدت تجاوباً كبيراً من العراقيين في إيران، وكانت أنفعالاتهم واضحة بعد أن رأوا اشرطة الفيديو. فأصبحت هذه الرحلة بمثابة النواة الأولى لمرجعية الامام الصدر المقدس في ايران.
    وقبل يومين من عودتي الى العراق أتصلت بالشيخ محمد رضا النعماني لأسمع الكلام الأخير على طلب الأمام الصدر المقدس فذهبت الى منزله ومعي أثنان أحدهما Aأبو زهراء@ فسألت النعماني عن الأمل في أفتتاح مكتب فأجاب: أستبعد أن تحصل موافقة عليه. وأنا أريد أن أوصيك وصية توصلها الى السيد محمد. لماذا هذا الضغط على النساء السافرات ليحرم ركوبهن في سيارات الأجرة، ويحرم البيع والشراء معهن. اننا لا نريد ضغطاً على النساء فتأتي النتيجة عكسية مثلما حصل هنا. وأخبره أن الشيخ محمد رضا النعماني يسلم عليك ويقول لك: Aما هكذا تورد يا سعد الأبل@
    وبعد ذلك بيومين عدت الى عراق الاسلام، وفي أول يوم من وصولي الى عراق الاسلام توجهت الى منزل مولى المؤمنين الامام الصدر المقدس(رض) في النجف الأشرف، فألتقيت به في منزله وبرفقتي الشيخ الشهيد محمد النعماني(رحمه الله)، وكان لتوه قادماً من لبنان فأخبرني الشيخ الشهيد النعماني بأن الامام الصدر المقدس اخبره البارحة بأن أبا سيف سوف يأتي عن قريب وكان الوقت بعد صلاة العشاء. فدخلت عليه(رض) فأعتنقني بحرارة وبعد الجلوس حدثته بكل شيء حدث في ايران، وكلام السيد الحائري و السيد
    ا لهاشـمي والشيخ محمد رضا النعماني فأنزعج من كلام محمد رضا النعماني، وقال: الآن دعني أفكر في الأمر. وأنت أرجع الى عملك في التغطية الاعلامية لصلاة الجمعة هنا لأنه أوعز لي بمهمة التغطية الاعلامية لصلاة الجمعة في بداية صلاة الجمعة في الكوفة.
    وبعد شهرين تقريباً ألتقيت به (رض) فقال: سوف أبعث معك أمانة الى أيران وهي أمانة غالية السيد جعفر الصدر ولكن أذا مسكوه فسوف يساومونني على الكثير حتى على صلاة الجمعة، وأنا أرى أنك ستنجح في إنجاز هذه المهمة وسيكون قلبي معكم.
    وبعد أربعة أيام من هذا اللقاء توجهت وبرفقتي السيد جعفر الصدر، فدخلنا الى الاراضي الأيرانية بعد رحلة متعبة وشاقة ومخاطر. فوصلنا الأهواز فأتجهنا الى منزل الشيخ حسن فرج الله، الذي كان الوحيد في رحلتي الأولى موافقاً على مساندة الامام الصدر المقدس، وأعطيته وكالة في ذلك الوقت. فرحب بنا وخرج وبكى للقاءنا. فأتصلنا بالشيخ محمد رضا النعماني وهو في قم فجاء في نفس اليوم الى الأهواز وأخذ السيد جعفر الصدر وأنا رجعت في اليوم التالي الى العراق لأمر الامام الصدر المقدس بذلك، فأوصلني الشيخ حسن فرج الله الى الحدود حيث كان ينتظرني المهربون. وفي نفس يوم وصولي الى عراق الاسلام ذهبت مباشرةً الى النجف فألتقيت الامام الصدر المقدس(رض) فأخبرته بوصول السيد جعفر، ففرح كثيراً وذكر كلاماً كثيراً يمدحني فيه أتحاشى ذكره الآن.
    وبعد أسبوع ألتقيت به(رض) فقال: هيأ نفسك لنقل العلوية زوجة السيد جعفر الصدر الى أيران. وبعد أكثر من شهر من هذا اللقاء، قمت بنقل العلوية الى أيران، وبعد وصولنا الى عبادان في بيت أقارب الشيخ محمد رضا النعماني تركت العلوية عندهم، وفي عبادان أخذتني نقطة تفتيش في أحد شوارعها لعدم وجود مستمسك رسمي. فبقيت في السجن ثمانية أيام. فتدخل الشيخ محمد رضا النعماني والسيد جعفر الصدر فأطلق سراحي. فتوجهت الى قم وكان النعماني قبل ذلك قد أوصل العلوية الى السيد جعفر. فبقيت حوالي أسبوع بعد ذلك ورجعت الى عراق الاسلام و أيضاً ذهبت الى النجف وإلتقيت بالامام الصدر المقدس وبلغته كافة الأحداث ووصول العلوية فأستأنس كثيراً.

    يتبع في الحلقة القادمة

  2. Top | #2

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    السفير الخامس الحلقة 2

    وبعد حوالي شهر أي بعد الخطبة السابعة والعشرين للأمام الصدر في مسجد الكوفة المعظم، أمرني(رض) بالسفر الى أيران وأفتتاح المكتب في مدينة قم، وأعطاني والسيد جعفر صلاحيات واسعة منها اعطاء وكالات خارج ايران، والتصرف في الحقوق بما تقتضيه المصلحة، وغيرها من الاعلام والدعوة لمرجعيته(رض)، فسافرت الى أيران للمرة الرابعة عبر الحدود فأبلغت السيد جعفر الصدر بأوامر الامام الصدر المقدس بالمباشرة بافتتاح المكتب، وفي ليلة ولادة أمير المؤمنين(ع) 13رجب 1419هـ أفتتحنا المكتب بعد صلاة المغرب، وفي اليوم التالي أتصل بنا مكتب لبنان بأن لنا رسالة جاءت من الامام الصدر المقدس عن طريقهم بالفاكس. وكانت الرسالة عبارة عن كلمة موجهة الى طلبة السيد الشهيد والعراقيين في المهجر فأتصلنا بالعراق وكان على ا لهاتف الشيخ الشهيد محمد النعماني(رحمه الله) فأبلغنا بأن الامام الصدر المقدس يأمر بأقامة حفل أفتتاح المكتب، وألقاء هذه الكلمة نيابةً عنه، وفي اليوم الخامس لأفتتاح المكتب ذهبت والسيد محمد جعفر الى منزل الشيخ محمد رضا النعماني لكي يلقي الكلمة نيابة عن الامام الصدر المقدس فرفض إلقاء الكلمة، وقال للسيد محمد جعفر: أترك المكتب وأترك الدعوة للسيد محمد واتجه الى الدرس. فرد عليه السيد جعفر وأشتد الكلام بينهما فقال النعماني: إن محمد الصدر لم يثبت اجتهاده وليس عنده أجازة بالأجتهاد ولا تلوث سمعة أبيك لأن محمد الصدر لا يساوي أظفر أبيك. فخرجنا منه. وفي نفس اليوم عصراً ذهب السيد محمد جعفر الصدر الى مكتب السيد كاظم الحائري لكي يدعوه لحضور حفل الافتتاح. فرفض السيد الحائري قبول الدعوة وقال: ماذا يفعل محمد الصدر بالمكتب هنا، الا تكفيه النجف؟ وذكر اموراً أخرى نحن في غنى عنها الآن. فخرج السيد محمد جعفر وهو غير راضٍ، وفي اليوم السابع من أفتتاح المكتب بُلغنا بالمنع من إقامة الحفل، وفي اليوم الثامن أغلق المكتب وختم بالشمع. وبعد أغلاقه بحوالي شهر عدت الى عراق الاسلام فأبلغت الامام الصدر بما حدث وكانت حينها مناسبة ولادة الامام المهدي(عج) في شعبان 1419والأزمة في قمتها مع النظام فأخبرته بما يلي: موقف الشيخ محمد رضا النعماني، وموقف السيد كاظم الحائري وأخبرته ان الشيخ حسين المؤيد قد أنزل صورة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) من مكتبه، وقال: إنني لا أريد أن أنسب الى هؤلاء المشبوهين كمحمد الصدر وأمثاله وأن السيد محمد الصدر سفيه وأنا أعلم من محمد باقر الصدر. والمؤيد اخواله آل الصدر. فقال الامام الصدر(رض) عجيب لقد دخل المؤيد الى أيران بأسم آل الصدر. ثم شرحت له كيف أن هناك من إستنكر زعل بسبب إشارته الى السيد كاظم الحائري بالأعلمية من بعده، وعليه إنقلب حاله من التأييد إلى العداء، فقال (رض): أنا لا أنافق، وقد قرأت مؤلفاتهم فوجدت أن الحائري أعلمهم، فقلت: إن السيد الحائري كان خائفاً ولم يدعمك بكلمة واحدة فقال: نعم أنا أعلم أنه جبان… جبان. ثم قال لي: انني سوف لن اراك ثانية (يعني بعد ما أشوفك) وأوصاني وصايا خاصة بي وتوجيهات ووصايا تخصنا أنا والسيد محمد جعفر الصدر ثم قال: يجب عليك العودة الى إيران في أسرع وقت، وتطالب جميع المسلمين بدعمي أعلامياً لأني الآن في خطورة من النظام، وأن تتصل بشبكات الاعلام الصوتية والمرئية الاسلامية ليوضحوا جانباً من صلاة الجمعة حتى يستخير النظام ألف أستخارة قبل أن يأتي الي.
    وأخذ يملي عليَّ أحداث شعبان، وأمرني بنشرها في كافة أنحاء العالم، وقد ذكر الشيخ الزيدي نص البيان في هذا الكتاب وهو من لسان الامام الصدر المقدس(رض) حرفياً (راجع فصل التدرج في الموجهة صفحة 129.) فأتجهت الى الحدود في الرحلة الخامسة والاخيرة، ودخلت الاراضي الايرانية في 23شعبان 1419هـ وكنت في كافة رحلاتي أحمل بجعبتي أشرطة تسجيل وأفلام الفيديو وصور لصلاة الجمعة المقدسة في مسجد الكوفة الاعظم بأمامة الامام الصدر المقدس(رض) ومؤلفاته ومنشورات صدرت من مكتبه(رض) وغيرها.
    وعند وصولي الى قم قمت بنشر أحداث شعبان كما أوصاني شهيدنا المقدس من منزل الشيخ مرتضى الساعدي عن طريق الفاكس، وبعثت بها الى كل من لبنان والاردن وسوريا والدنمارك والسويد وهولندا والنرويج وبريطانيا وفنلندا وأستراليا والولايات المتحدة الامريكية والكويت والامارات، أذ في هذه البلدان توجد مكاتب وممثليات ومقلدي الامام الصدر المقدس. وأوصيت بنشرها على الانترنيت والصحف والمجلات. وإخبار المجتمعات والمنظمات كافة بأن الامام الصدر المقدس في خطر، ويحتاج الى دعم أعلامي. وفي يوم الأحد الموافق 30 شعبان 1419هـ دخلت السجن في ايران وذلك قبل أستشهاد الامام الصدر المقدس(رض) بأكثر من شهرين وبعد قضاء مدة سنة وأربعة أشهر تقريباً أطلق سراحي.
    وبدأت المهزلة الجديدة، إذ ما أن خرجت من السجن حتى سكنت في منزل مقلدي الامام الصدر المقدس في قم، والذي كان يرعاه السيد كاظم الحائري أذ كان يدفع الايجار والكهرباء والماء والحمد لله. فأستقبلني السيد محمد جعفر الصدر (حفظه الله) أستقبالاً حميماً، وقد كان السيد جعفر يرسل ألي بمبلغ شهري وأنا في السجن. وأخذني الى خراسان لزيارة الامام الرضا(ع)، فبقينا مدة ثلاثة أيام وعدنا بعد ذلك. فأمر سماحة السيد الحائري (دام ظله) بطردي من البيت وحرَّم (دام ظله) عليَّ أخذ الدروس في البيت كذلك. وكانت مواقف الأخوة القادمين من النجف تميل نحو الاساءة أليَّ يوماً فيوم، فعلمت أن سماحة السيد الحائري وجهات أخرى قد حرضت عليَّ الجميع، ويتهمني السيد الحائري بأنني عميل للمخابرات العراقية.
    المهم أنني أضطررت لأيام الى المنام في حرم السيدة فاطمة بنت الامام الكاظم(ع)، وكنت أقضي أياماً لا أشبع من نوم أو طعام، وقضيت في أحدى المرات أسبوعاً كاملاً بدون أن أغتسل. وبعد ذلك علمت أن هناك مؤامرة ضدي أشترك فيها عدد ممن كنت أحسن الظن به، وآخرون غرر بهم غفر الله لنا، وقد كانوا يظنون أنهم بذلك سوف يسقطوني في قم فأهرب منها. ولكن ربك بالمرصاد، أذ وقف أخوتي الشرفاء معي حتى هذه اللحظة وهم بطبيعة الحال من مقلدي شهيدنا المقدس والمستضعفين أينما حلّوا، وأنا حينما ذكرت هذه الأحداث الأخيرة لم أكن أبتغي أن أشتكي الى أحد بل هي حقائق للتأريخ حتى لا يعلو هؤلاء بأسم الامام الصدر المقدس كما حدث مع السيد الشهيد(قدس) إذ كما تاجر البعض ممن يحسب على السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) بأسمه ودمه، فهؤلاء يريدون أن يتاجروا بأسم شهيدنا المقدس حتى أدعى الكثير منهم الوكالة عنه(رض) كذباً وزوراً، من أجل الاستجداء من المكاتب والحصول على الشهرة والمكانة الاجتماعية، وقد حصلوا الى الآن على ما أرادوا ولكن ليقف هذا الكتاب ليبين زيفهم وكذبهم.
    وهذا الكتاب الذي بين ايدينا جامع لكثير من الحقائق الخافية، والغامضة على اذهان الآخرين وخصوصاً التي تعرض لها شهيدنا المقدس، وهي مظلومية ذات ابعاد عالمية واقليمية فان فاتنا ان ندفع تلك الرصاصات التي توجهت الى قلب سيدنا الشريف وجبهته الشريفه فبأمكاننا ان نرفع عنه اسنة الأقلام والألسن الحاقدة التي ما انفكت يوماً ما الا وعرضت بشهيدنا المقدس.
    وتأييداً لقول ماجد العراق الشاعر العقابي الذي استطاع ان يكون صوتاً معبراً ومدوياً في عراق الجراح مندداً بقاتلي شهيدنا السعيد المقدس الأمام الصدر(رض)، ويزول العجب اطلاقاً اذ ما علمنا ان الشاعر صوت الأمة المنطلق من صميم كيانها ووجدانها حاملاً هموم شعبه على يديه. فكما قال العقابي.
    اذن ما مات اسد كوفان سبع الطف ابو مؤمل
    نعم يا ماجد. الأمام الصدر المقدس لم يمت فقد انجب ابطالاً، وهذا الشيخ الزيدي يطل علينا من نافذة جديدة ويضع العناوين بأماكنها الصحيحة والواضحة، ولا يخفى على أبناء عراق الاسلام أن سماحة الشيخ الزيدي قد كان اماماً للجمعة في اكثر من مدينة في عراق الاسلام اذ كان اماماً للجمعة في قضاء (قلعة سكر) في محافظة الناصرية وفي محافظة الكوت (المركز) وامام الجمعة الدائم في قضاء (الحي) في محافظة الكوت، ووكيل الامام الصدر المقدس (رض)، وكما عرفناه من قبل في (دفاع عن المرجعية وحوار حول المرجعية بقسميه الأول والثاني) هذه الكراسات او النشرات قامت بدور كبير في نصرة الأمام الصدر(رض) وانا شخصياً كلفت بأستنساخها وتكثيرها من قبل الأمام الصدر المقدس(رض)، ولمست مدى تأثيرها على ساحتنا الجريحة بل حتى خارج العراق وكم سررت عندما اخبرني الشيخ الشهيد محمد النعماني(رحمه الله) بأن الأمام الصدر المقدس قد اثنى على (حوار حول المرجعية) ببيت من الشعر يستحقه مؤلفنا الشجاع وهي شهادة شرف خطت بأنامل الأمام الصدر المقدس(رض) يفتخر بها المؤلف الجليل وهو هذا البيت:
    هكـذا هكـذا والا فـلا لا ليس كل الرجال تدعى رجالا
    وما اروع الحقيقة عندما تؤرخ من قبل اديب وباحث تأريخي وقائد ميداني كالكتاب الذي بين يدي سيدي القارئ، ولا ابالغ حينما اقول ان نشرات المؤلف قد فجرت الطاقات في وقتها فقد فتح المجال للأدباء والكتاب والشعراء ان يعبروا عما في داخلهم ويكرسوا جهودهم في سبيل نصرة الأمام الصدر المقدس(رض) وخصوصاً ان شهيدنا المقدس(رض) كان يشيد ويقدر كل ما يقدم له من ابحاث ونشرات من هذه الفئة في المجتمع تشجيعاً منه لتسخيرها لخدمة الحوزة الشريفة.
    وفي الوقت الحاضر ونحن نمر بأضطراب بسبب عدم تمييز العدو من الصديق والعميل من المخلص، فان الشيخ جزاه الله خير جزاء المحسنين قد أفرغ ذمته واراح ضميره وعمل بتكليفه الشرعي بأيضاح الحقيقة لمرجعية الأمام الصدر المقدس، واعتقد ان الكتاب سيُنتقد من قبل الذين سيضر بمصالحهم الدنيوية، وسوف يكيلون للمؤلف شبل الأمام الصدر المقدس التهم التي انسبوها من قبل الى الامام الصدر المقدس، وانا قلت من قبل لأحد منتسبي ما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق، وهو رجل مؤمن وله موقف جيد تجاه الأمام الصدر المقدس وكان ثالثنا السيد محمد جعفر الصدر، بأن الأتهامات التي يتهمون بها السيد الصدر بأنه عميل لصدام سيقولونها حتى لو تمكن السيد الصدر من القيام بثورة وقيادة العراق بنظام اسلامي شريف فسيقولون بأنه عميل لأمريكا واسرائيل، وهما اللتان نصبتاه على العراق، ولو بعد ذلك قام بتحرير العالم وحكم العالم بنظام اسلامي شريف، فسوف يقولون انه متعامل مع الشيطان بل يقولون هو الشيطان الأكبر وحاشاه.
    فأن الشخص كلما وقف مع الحق ودافع عنه سوف يحصل العكس من الشياطين فيقفون ضده، ويكيلون له التهم ولكن هذه الورقة اصبحت خاسرة فلا تنجح مع ابناء شعبنا الأبي الواعي الذي اصبح يدرك ما يدور حوله من مسرحيات، ويدرك ان ا لهدف من محاربة القادة العظام المخلصين ومن يتعلق بهم والقضاء على حركاتهم هو النجف الأشرف، حوزة امير المؤمنين(ع)، وان عودة النجف الأشرف مناراً للعلم تضر بمصالح دنيوية كثيرة ومخططات اسرائيلية مشترك بها كل من يريد بالنجف الأشرف والعراق والعراقيين الدمار والذل، وا لهدف الرئيسي من ذلك هو وقف عجلة مسيرة انماء القاعدة الشعبية للأمام المهدي (عج)، والتعتيم الاعلامي الذي كان ولا زال على حركة وفكر الأمام الصدر المقدس بحيث لم تطبع مؤلفاته لحد الآن، ونرى بعض الصور الموجودة الآن خارج العراق ما هي الا ترويج الى من يريد ان ينسب الأمام الصدر المقدس وحركته اليه، وترويج احاديث للامام الصدر المقدس تفي بالغرض الشخصي اذا صحت هذه الأحاديث والعبارات من كلمات منسوبة اليه(رض) وهي غير موثقة وعدم دعمه اعلامياً في حياته. فقد اوصاني كما ذكرت سالفاً بأن يدعم اعلامياً من جميع وسائل الأعلام، حيث لم نرَ الا بياناً بسيطاً في صحيفة القبس الكويتية الذي نشره السيد محمد باقر المهري احد وكلاء الأمام الصدر المقدس في الكويت، بعد ان ارسلت له احداث شعبان الأخيرة بالفاكس، اما باقي وسائل الأعلام فلم نجد منها تجاوباً، بل في بعض الأحيان عند ما نطلب من بعض من يدعي الأسلام ان يدعموا الأمام الصدر المقدس اعلامياً نجد الرد غير متوقع وعكسي.
    يتبع في الحلقة القادمة

  3. Top | #3

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 3
    وهكذا تعود فاجعة يوسف(ع) من جديد ولكن فاجعة يوسف عصرنا اكبر فيوسف(ع) رُمي في غياهب الجب من قبل اخوته لتلتقطه السيارة، ولم يقتلوه فقد كان في قلب بعضهم خوف من الله سبحانه وتعالى، اما يوسف عصرنا(رض) قتله اخوته وشربوا من دمه واكلوا من لحمه، ويحاولون ان يمحوا فكره، وان يجتثوا شجرته، وهم يعلمون جيداً بأن الأساس هو الإخلاص. والشجرة التي زرعها الأمام الصدر المقدس شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء، وشجرتهم خبيثة لأنها زرع اليهود. فاعدوا العدة ضد شهيدنا المقدس في سقيفة ثانية، واتفق اهل الباطل على باطلهم، ونسأل الباري عز وجل ان لا نتفرق عن حقنا لكي تفشل مخططات الدولة البيزنطية الحديثة، وحوزتها المشئومة ضد امير المؤمنين(ع)، ونجفه وكوفته وصدره المقدس الذي انجب ملايين الأشبال ونقف بوجه الظالم يداً واحدة، وبدون خذلان او تراجع وضعف، لتستمر حركة شهيدنا المقدس الأ لهية وحوزته المحمدية الشريفة بأذن الله تعالى، ويبقى املنا بالله جل جلاله. واتذكر كلمات شهيدنا المقدس التي قا لها عندما سئل من للحوزة بعدك فقال: للحوزة رب يحميها، وليس بيد عبدالمطلب، او السيد محمد الصدر حفظها وحمايتها.
    وأسأل الباري عز وجل ان يحرك هذا الكتاب اقلام اشبال الصدر المقدس لتدوين تأريخ حركة شهيدنا المقدس، وايضاح ثمرة صلاة الجمعة المقدسة، وهذه المسؤولية تقع على عاتق جميع ائمة الجمعة ووكلاءه(رض) وتحليلها من قبل الشرفاء من ادبائنا بأصنافهم من كتاب وشعراء وباحثين. ونرفع ايدينا بالدعاء لمؤلف هذا الكتاب Aمختار القلم@ الشيخ عباس الزيدي المياحي ونسئل الباري عز وجل ان يدفع عنه كيد الكائدين وغدر الغادرين والله المستعان على ذلك:
    اللّهمّ إنّا نرغب إليك في دولةٍ كريمةٍ تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النّفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدّعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدّنيا والآخرة.
    وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
    وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
    24جمادى الأولى 1421هـ
    ابو سيف الوائلي
    وكيل الامام الصدر المقدس (رض)






    المقدمة
    الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين
    اللهم صلّ وسلم. وبارك وترحم، على محمد نبيك ورسولك الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين.
    قدّم أهل بيت العصمة، صلوات الله وسلامه عليهم، كل ما يمتلكون من نفس ونفيس من أجل اعلاء كلمة الله وقد سارت ثلة من ذريتهم وشيعتهم على طريقهم. ولا تخلو صفحة من صفحات التاريخ الاسلامي من بقعة من دمائهم الزكية وقد كانت هذه الدماء وما تزال المداد الصارخ في سطور هذه الصفحات. وهاهم آل الصدر يواكبون السير بخطى حثيثة على هذا الدرب وهذا البيت الكريم على قلّة عددهم أبوا إلاّ أن يكونوا الأضاحي والقادة لشعب العراق، الذي بدوره اختارهم وهتف بأسمائهم وسار بركبهم. وبعد مأساة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) الذي ظل القمر الأوحد في سماء العراق حتى جاء الامام الصدر ليقطع مع شعبه مسافات خيالية ويتجاوز من الخطوط الحمراء ما عجز الأولون عن الاقتراب منها.
    وأجزم ان الكلام حول شخصيّة الامام الصدر(رض) ومحاولة الأحاطة بها.. بصورة تامة دونه خرط القتاد فلا الشاهد والشهيد ولا مرجعيّة الميدان ولا هذا الكتاب بقادر على اعطاء أقل قسط من حق هذه الشخصيّة الجبارة.
    ولكن الفوارق بين هذا الكتاب وما كتبه الآخرون كثيرة ومهمة لست بصدد سردها جميعاً ولكن أهمها انني عاصرت وسمعت ورأيت الكثير منه(رض) عن قرب، والآخرون بعيدون وكذلك فأني وأخواني من أئمة الجمعة وطلبة النجف الذين قلّدوه كنا وما زلنا لا نرى أحداً غيره في عمقه وشجاعته وايمانه وأبوته.. وأنا حين كتبت ما سوف تقرأ لم انطلق من أهداف حركية سياسية وحزبية معيّنة وغير مهتم أو متأثر بأحدها بل انطلق من ولائي للامام الصدر لا غير. أسال الله الثبات على هذا الولاء وحسن العاقبة به إن الله على ما يشاء قدير.
    ولا اُسرف في القول إذا قلت انه لم يحدث في العالم الاسلامي حدث اهم من حركة الامام الصدر منذ خلافة أمير المؤمنين(ع) لما اثبتت من استطاعة رجل بمفرده ان يقلب الموازين رأساً على عقب.
    وإني ليزداد استغرابي كلما مر الزمن إذ ما هو السبب وراء عدم الاهتمام بفكر الامام الصدر أو بحركته من قبل المفكرين أو الدارسين الاسلاميين؟ وما بال الاعلام الاسلامي نسي أو تناسى معطيات هذه الحركة؟
    فهل ان مؤلفات الصدر لا تحتوي على فكر جديد؟ أم ان المصالح الشخصية أو الحزبية لن تستفيد شيئاً من اظهار عظمة هذا العملاق الاسلامي وعلى أية حال فسؤالي هنا ليس للاستفهام بل للأعلام فتفكر!!!
    ودع عنك نهباً صيح في حجراته وهات حديثاً ما حديث الرواحل
    وأخيراً فان كل ما ذكرته في هذا الكتاب جاء نتيجة مشاهداتي وسماعي لكثير من هذه التصريحات من قبل الامام الصدر(رض) وأولاده والشيخ محمد النعماني(رحمه الله)، الذي أعتمدت عليه بصورة كبيرة نظراً لعلاقتي الشخصيّة معه.
    وكذلك اعتمدت على معلومات الكثير من الاخوة الأجلّة من طلبة النجف وأئمة الجمعة ووكلاء الامام الصدر(رض) ولا أجد كلمات مناسبه تفي هؤلاء الاخوة (الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه) حقهم من الشكر والثناء.

    23/ ربيع الآخر / 1421هـ
    عباس الزيدي
    امام جمعة مدينة الحيً ووكيل الامام الصدر (رض)
    يتبع في الحلقة القادمة

  4. Top | #4

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 4
    كلمة لابد منها
    رغم كل سنوات الضياع وعدم الالتزام بالشريعة الاسلامية فقد كان العراقيون ومازالوا عاشقين لآل محمد(ص) وبمجرّد أن يسمع الانسان المنحرف اسم أمير المؤمنين(ع) فهو يزهو ويفتخر بأنه موالٍ له ويذكر من مناقب الامام(ع) ما توارثه عن آبائه وأجداده. مع العلم أن أكثر الناس ذوباناً في آل محمد(عليهم السلام) هم الناس الآمّيون وهذا ما نجده حيّاً في أقصى نقطة من ريف العراق سواء في الأهوار أو في الصحراء.
    وكنا نعتبر الحوزة العلمية في النجف الاشرف الجنّة التي نتطهر بها بين فترة وأخرى ومجرّد رؤية رجل الدين فان الشياطين تفر من قلوبنا يميناً وشـمالاً ومجرّد سماح رجل الدين بتقبيل يده الشريفة فهذا يعني غاية الفخر في الدنيا والآخرة. وهكذا حافظت الحوزة على قدسيتها الى سنة وفاة الخوئي وكان الأمر كالصاعقة على رؤوسنا ومع ذلك كنا نأمل المزيد فالحوزة ستبقى مهما خسرنا من أعلام وقادة. ولأول مرّة نسمع ان هناك في النجف رجل دين عميل يتسلّط على رؤوس المساكين من علماء الشيعة وهذا الرجل جبار وقاتل وصديق حميم لرأس النظام!!!
    وكان الفضل كل الفضل في نشر هذه الحقائق Aالتي تبيّن انها أكاذيب@ يعود الى الحوزة والى ابن زعيم الحوزة. فبدأنا نلعن هذا الرجل العميل والبراءة منه لاننا رغم جهلنا كنّا نكره النظام.
    وكذلك لن نسمح لرجل دين وإن كان عراقياً بان يتعاون مع النظام ويدمر مرجعيّة الآيات العظام اذ لا توجد في قواعدنا قاعدة اسمها مرجع عراقي!!! وهذا ما اصبح من البديهيات مع أننا كنا نؤمن كل الايمان بأنه لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى. وهناك عامل آخر هو المهم ان الآيات العظام معصومون ولكن ليس بالعصمة الواجبة بل بالعصمة الثانوية!!! ومن هذا الكثير.
    وشاءت أرادة الحق ان نقترب من الحوزة أو انها اقتربت منّا وهذا ما فعله العميل!!! فبدأنا معه صراعاً شديداً ولكنه سريع ومسابق للزمن بشكل لا يمكن لسنن التاريخ ان تتسابق معه.
    فكان يصرّح وكنا نستنكر مرّة ونستفهم أخرى فمن هو هذا الذي قد قدم الينا من المجهول ليحاول تدنيس قدسيّة الآيات العظام.
    كان يقول تأكدوا من قولي اسألوهم كذا وكذا وطالبوهم بكذا وكذا.. وأحببناه رغم عدم تصديقنا بما قال بشكل كامل إذ بقينا مترددين وبمرور الزمن بدأت خيوط الحقائق تقترب مرّة وتبتعد أخرى.. فاذا هي كالسراب ونحن نركض ونهلث لعلنا نجده ماءً أو وهماً وجاءت Aسنوات المحنة وأيام الحصار@ في منتصف هذا الصراع لتعلن ان نصف ما قاله ذلك العميل حق محض. وعادت دماء محمد باقر الصدر الى الغليان من جديد فصدام هو الذي طعن الصدر وقتله ولكن من أعطى له السكين ومن افتى له بالطعن؟ هذا ما اجابته بوضوح ًمحنة النعمانيً فحصل الرجل على نقاط قوة وتأييد واصبحت صفة العمالة منتفية. واصبح محمد الصدر هو السيد محمد الصدر!!! ماذا لديك أيّها السيد؟ وما هو الفرق بينك وبين قتلة استاذك هل عندك شيء جديد أم هو السكوت والركون واكل الحقوق والكذب والاحتيال والخداع!!؟
    نعم وجدنا عنده الجديد والكثير والعجيب وكل العجب.
    وجرَّد سيفه ومضى يصارع العالم اجمع والجبهات متعددة فاليهود من جهة والنصارى من جهة والمسلمون من جهة ولأول مرّة في تاريخ البشرية تجتمع كلمة الشيعة والسنة واليهود والنصارى والسيخ وا لهندوس والبوذيين والشيخية واليزيديين ووو. على عدو واحد بدأ صوته يرتفع بدون خشية والكل ينادي أقتلوه اقتلوه. والسهام تتوالي عليه حتى اصبح ظهره كظهر القنفذ.
    وفي كل يوم جديد تتجدد المعركة.
    وبدأ العراقيون يسيئون الظن وهذه أول خطوة مع التردد هل الكل على باطل؟ والسيد محمد الصدر على حق.
    هل عصى اًلله؟ كلا. هل جاء بدين جديد؟ كلا. هل امرنا بطاعة الشريعة؟ نعم. هل امرنا وعلمنا كيف نعرف ونحب الله؟ نعم. هل وجدناه في العمل كما سمعناه في القول؟ نعم.. فلماذا يحاربونه باسم الاسلام هل يوجد اسلامان أو أكثر؟ والعراقيون يموجون ويتحيرون الى ان تثبتوا وثتبوا فألتفوا حوله وأصبح السيد محمد الصدر هو الامام الصدر وكفروا بكل دين إلاّ دين الأمام الصدر. فاجمع العالم إجماعاً منقولاً ومحصلاً باهدار دمه وتمزيق اشلاءه وحرق كفنه وكسر سيفه وتشريد ايتامه.
    وعاد معاوية بكل قوته يصرخ }سحقاً سحقاً... دفناً دفنا{ لا تبقوا لآهل هذا البيت باقية أفتوا بان الجمعة فتنة والذي افتى بها من اصحاب الفتن أفتوا بأن كتبه كتب ضلال ولا تجوز قراءتها.
    امنعوا صوره في المكتبات والشوارع...
    كمموا الافواه التي تنادي عاش عاش.. عاش الصدر فهذا الصوت قد اخترق الآذان فارتجت الادمغة.
    ولكن هيهات هيهات سيبقى اسم الامام الصدر اللعنة التي تطاردكم في دروسكم وفي بيوتكم وفي احلامكم وان يتامى العراق ونساءه وشيبته وشبابه وجباله وسهوله يلعنونكم ويبصقون في وجوهكم يا قتلة الصدر.
    فلعن الله امة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.
    والسلام عليك يا نائب الامام سلام من أسود قلبه من الحقد الى أن يأخذ ثارك مع امام حق بأذن الله ورحمة الله وبركاته.











    الحوزة وشيعة العراق
    لا يمكن لأحد ان ينكر دور أهل العراق في الاسلام، ونشره والدفاع عنه على طول تاريخ الاسلام، وهنا لابد أن الفت النظر الى مسألة ان أهل العراق يكادون أن يكونوا الامة الوحيدة التي دخلت الاسلام طوعاً وقامت سيوفهم بطرد الفرس من أرض العراق تحت راية الاسلام. ويمكن القول ان العراقيين هم قادة الحملات الاسلامية في الفترات الأولى للفتوحات الاسلاميةوكذلك فان الفكر الاسلامي الأصيل ظهر على ارض العراق سواء على الصعيد العقائدي او الفلسفي أو العلوم الطبيعية أو الانسانية عموماً، ويكفي في هذا المقام أن اقول ان ائمة أهل البيت(عليهم السلام) قد أتخذوا جميعهم ارض العراق كمنطلق وقاعدة لبث الاسلام ومذهب آل محمد(عليهم السلام) وذلك لما لأهل العراق من امتياز بالذكاء والثبات على المعتقد الصحيح، ومعروف ان اهل العراق في الأعم الأغلب من الشيعة الموالين لأهل البيت(عليهم السلام) ومع كل ما تعرّضوا له من اضطهاد، وقتل وتشريد إلاّ انهم ثبتوا على ولائهم حتى اعجزوا السلطات الحاكمة سواء في فترة الحكم الأموي أو العباسي أو العثماني الى هذا الوقت مما اضطر السلطات الى الوقوف بعجز تام امام صمود أهل العراق، وفشلت كل محاولات صرفهم عن المذهب الحق. ولا يمكن التغاضي عن دور أهل العراق في الثورات الاسلامية على طول الخط اذ لا تذكر ثورة اسلامية إلاّ وكان العراقيون قادتها أو اصحاب الدور الأهم فيها ـ وهذا مادعى الى شن الحملات الاعلامية ضدهم حتى لصقت بهم سمة اهل الشقاق والنفاق، وأهل الفتن وقد أجاد المعتزلي ابن أبي الحديد في الرد على هذه التهمة قائلاً ما مؤداه:
    }إن السبب في خروج أهل العراق المستمر وتذمرهم من السلطات أو الاتجاهات العقائدية المختلفة هو أن أهل العراق إذا ما طرح عليهم فكر جديد أو فلسفة معيّنة فانهم يسألون لماذا وكيف، ويناقشون، ولا يسلّمون بكل ما يسمعون أو يلقى عليهم وهذا ما يفتقده الأعم الاغلب من المسلمين وهذا هو الذي دعى الى نشوب الثورات أو ما يسمّى بالفتن{
    ويمكن ان نستشف من قول القائل انهم اهل شقاق. أي انهم يشقون عصا الطاعة.
    ولكن أليست هي عصا الأنظمة الجائرة؟ وهل مرّت فترة على العراق لم يحكمه فيها غير الطغاة المستبدين إلاّ فترة الأمامين أمير المؤمنين والحسن(عليهم السلام) وهذا ادعى الى تسمية اهل العراق بأنهم ثوار الأمة الاسلامية وإذا كانت وصمة قتل الامام الحسين(ع) تلاحق اهل العراق الى الآن فلنا ان نقول قبل كل شيء اين هو المكان الذي كان بالامكان ان ينصر الامام الحسين غير العراق وكذلك نسأل مَن هم انصار الامام الحسين غير العراقيين كحبيب، وزهير، ونافع، وبرير، ومسلم بن عوسجة وباقي الأصحاب أليسوا من أهل العراق؟ أليس أن السجون الأموية كانت ممتلئة في ذلك الوقت بالالاف من الشيعة الذين أرادوا الوثوب مع الامام(ع)؟ ومن هم الذين ثاروا للطلب بثأر الامام سواء في حركة المختار أو التوابين؟ ومن هم أنصار زيد الشهيد؟ ومن هم أنصار ثورة محمد وأبراهيم؟ غير اهل العراق هذا مع التخاذل المتواصل من قبل باقي المسلمين واذا كان أهل العراق أهل نفاق فماذا يفعل الائمة الاثنا عشر في العراق وقد اتخذوه قاعدة ومدرسة سواء في الكوفة أو بغداد ولنا أن نقول ان اهل العراق ثبتوا على تشيعهم مع كل انواع الظلم بينما نجد بعض الامم الاخرى قد تبرأت من التشيع بمجرد ان شهر عليها السيف كما حدث في المغرب العربي، ومصر وغيرها من البلدان.
    مع هذا وغيره نجد أن اهل العراق قد تفاعلوا بشكل كبير مع اهل البيت وأصبحت السمة المعروفة عنهم انهم اصحاب تشيّع أو رفض كما يحب متعصبوا العامة أو صنائع السلطات في كل وقت ان يسمّوهم بذلك، وقد ورث علماء الشيعة مدارس آل محمد(ص) في العراق سواء في الكوفة }النجف الأشرف{ أو بغداد أو الحلة وكذلك كان العراق وما يزال المرجعيّة العليا للشيعة وان حدث ما أدى الى تحوّل المرجعيّة الى قم فمما لا شك فيه ان ابرز مراجع التقليد، وعباقرة المذهب ما هم إلاّ تلامذة النجف الأشرف وقد تخرجوا من مدرسته وحوزته العملاقة، وإن اضطرتهم الاحداث الى الانتقال الى قم فهذا لا يعني انتسابهم الى غير حوزة النجف مع الأخذ بنظر الاعتبار المكانة المرموقة لحوزة قم، وفوق كل ذلك فان الحوزات وان تعددت فان الغاية واحدة والفخر يعود الى المسلمين كافة مادمنا أصحاب عقيدة واحدة.
    على أية حال فان اهل العراق بقوا على تماس مع الحوزة، والمرجعيّة في النجف، ومن ينسى التفاف عشائر العراق حول المرجعيّة في ثورة العشرين بقيادة الحوزة، وفي انتفاضة شعبان المباركة، وحول المرجع الديني الأعلى الامام الصدر(رض) وكذلك فان بقاء الحوزة كان مرتهناً بالتفاف الجماهير حول المرجعيّة من خلال ممارسات، وشعائر اسلامية عديدة من أهمها اداء الحقوق الشرعيّة التي تعتبر عماد المذهب.
    والآن يمكن طرح مدى تأثر وتأثير الحوزة في الشارع الاسلامي في العراق فالمتتبع يجد أن الحوزة والمرجعيّة مقدسة عند العراقيين ومع ذلك كان المجتمع يغط في جهل عميق فهل ان السبب يعود باللائمة على الجماهير أم لا؟ وقبل الخوض في هذه المسألة الحساسة علينا أن نأخد بالحسبان ان العصمة محصورة في الامام فحسب وأما باقي الخلق فمعرّضون للسهو، والنسيان، والخطأ، وحب الدنيا وألخ من اوساخ هذه الدنيا الحقيرة. وان النقد الموضوعي ينال الجميع بدون استثناء سواء كان موجهاً إلى كاسب أو مهندس أو مجتهد.
    على هذا الاساس نجد ان الحوزة مرت خلال التاريخ المعاصر بمشاكل وبتيارات عديدة فمع وجود التيار التقليدي الذي يفضل الجمود والاستكانة يوجد بين مدة وأخرى تيار ثوري يؤثر في مجرى الاحداث ويغير ولو بنسبة ما من شكل المجتمع فمثلاً عندما قامت حركة المشروطة التي طالبت بالدستور في ايران ايّدها عدد من العلماء، وعلى رأسهم الشيخ الآخند والسيد محمد مهدي الصدر وعارضها آخرون كالسيد محمد كاظم اليزدي وفي الاحتلال الانكليزي للعراق ثار عدد من العلماء وفضل آخرون عدم التدخل وبعد ذلك في فترة الستينات التي شهدت تحركاً ثورياً ناهضاً للامة الاسلامية خصوصاً في النجف الاشرف اذ حدث انقلاب في توجه الحوزة في النجف الاشرف بسبب انتشار المد الالحادي وزاد كل من الطرفين من حدة توجهاته فبينما وجد شباب الحوزة وعلماءها الواعون في وجود السيد الشهيد باعثاً ومحرّكاً لنهضة اسلامية وولادة فكرة اقامة حكومة اسلامية، تطرف الجانب الآخر في توجهه بل أدى الأمر الى نشوب حالة عدائية بين الطرفين.

    يتبع في الحلقة القادمة

  5. Top | #5

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 5
    فبينما سعى السيد الشهيد ومن ناصره الى توعية الجماهير الاسلامية وغض الطرف عن اي اساءة أو جمود في الرأي أخذ الاتجاه الآخر في التطرف ومحاربة الحركة الفكرية الجديدة وقد قاموا بأساليب عديدة لتحجيم دور الفكر الجديد ولكن بدون جدوى فما دام الشباب هم العنصر الذي يغير من معالم التاريخ ومادام هؤلاء الشباب ملتفين حول الحركة الاسلامية الناهضة لم تجد محاولات فرض العزلة من قبل الجهة التقليدية وإن كان يجب علينا للامانة التاريخية ان نذكر ان السلطات الحاكمة الى هذا الوقت قد استعانت بصورة كبيرة بالفكر التقليدي ان صح تسميته فكراً وذلك للتأثر الذي يمكن ان يمارسه هذا التيار فعلى صعيد العشائر العراقية والتي كانت تمتلك الكثير من المؤهلات في ذلك الوقت مع أنها تسود فيها روح العشائرية، والأميّة، والجهل فقد التفت هذه العشائر حول المرجعيّة التقليدية وكانت تنتظر كلمة واحدة من المرجعية لتقلب النظام ولكن النتيجة كانت سالبة دائماً فقد حاول السيد الخميني(قدس) ان يثير هذا الامر عند المرجعيّة وعرض خدمته للحوزة وانه جندي من جنود المرجعيّة وان العشائر العراقية تنتظر كلمة واحدة منها: إلاّ ان الجواب كالمعتاد هو الرفض لاي تحرك وهذا ما حدث في مرجعيّة السيد الحكيم فمع كل ما يمتلك الحكيم من شعبية وحب من قبل المجتمع العراقي إلاّ انه فضّل سلوك المسلك التقليدي ونسمعه يصف العراقيين بأنهم اصحاب شهوات وانهم سوف يخذلوننا وغريب جداً أن يصدر هذا الكلام من السيد الحكيم فقد كان ميدانياً وعملياً يعرف هذه العشائر وقد قاتلت في ثورة العشرين بمرأى وبمسمع منه وانما سمي السيد الحكيم مجاهداً بفضل هذه العشائر ليس الاّ !!! و لهذا السبب تعرضت الحركة الاسلامية في العراق لضربة مؤلمة.
    ومن جهة أخرى فان الشباب الناهض بقيادة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) لم يكن يستطيع الحركة على صعيد المرجعيّة اذ أن تصدي الشهيد في ذلك الوقت معناه شن الحرب عليه من قبل الحوزة التقليدية وكما يعلم الجميع فانه اضطر الى كتابة رسالته العملية بخط يده ونشرها بين اصحابه فقط، الى سنة 1970م اي عندما توفي الحكيم ولكن استطاع الشهيد ان ينزل الى المجتمع المثقف فحسب من خلال الفكر الحديث ومواجهة التيارات الملحدة والمادية التي كانت سائدة في ذلك الوقت وكتابة مؤلفات تعتبر بمثابة طفرة في الفكر الاسلامي فلم يكن معروفاً في الحوزة ان تدخل في خضم الدراسة والفكر الاكاديميين او مناقشة النظريات الحديثة إلاّ بنطاق ضيق، وقد لاقت مؤلفات الشهيد اقبالاً كبيراً من قبل شباب الامة الواعين في الوقت الذي اكتفت فيه الحوزة بالافتاء فقط.. فمثلاً إكتفت الحوزة التقليدية لمواجهة الشيوعية بالفتوى المشهورة بأن الشيوعية كفر وإلحاد، والحق ان الشيوعية كانت مستحكمة في العراق وتلاقي اقبالاً جماهيرياً بسبب الضغط الاستعماري والاقطاعي فلم تجد ما يواجه هذا الظلم غير الفكر الشيوعي مع العلم ان الغالبية العظمى ممن انتسب الى الشيوعية من جهال الناس ولا يفهمون شيئاً عن الشيوعية إلاّ أنها تساوي بين الافراد وانه لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالانتاج والمضحك المبكي ان اكثر الشيوعيين في العراق كان يصلّي الفرض ثم يذهب للاجتماع مع باقي الماركسيين واما الماركسيون في العراق فلا يفهمون شيئاً عن الاسلام إلاّ ما كان يوصله بعض الملالي من المحتالين الذين لا يستطيعون ان يوصلوا فكرة ما بصورة مستقيمة وهمهم الأوحد هو البكاء، وجمع الاموال لذلك نجد المثقف الماركسي يتفاجأ حينما يجد نظرية اسلامية متكاملة تجاه الكون ولكن عندما طرح السيد الشهيد فلسفتنا، واقتصادنا أثار عاصفة في المجتمع الاسلامي عموماً والعراقي خصوصاً ومع كل هذه الخدمات الجليلة للسيد الشهيد إلاّ أن المسلك التقليدي للحوزة كان يسمي هذه المؤلفات كلام جرائد مع العلم ان اكبر عبقري من هؤلاء لا يستطيع ان يؤلف بهذا المستوى فضلاً عما هو أفضل اما الاستهزاء بشخصيته فحدث ولا حرج إذ انه بات يشكل خطراً على المرجعية من حيث الخوف من التوجه الجماهيري الى تقليده والنفس الانسانية مجبولة على حب الذات مالم تتجه لله باخلاص فمثلاً صار التهديد لمن يحضر بحث السيد الشهيد موجوداً في اية لحظه بقطع الراتب الشهري الذي كان لا يسمن ولا يغني من جوع والتهديد بتشويه السمعة حاضر في أي وقت وعليه يتهدد المستقبل الحوزوي لمن ينضوي تحت لواء الشهيد الصدر وبعد وفاة السيد الحكيم تصدى السيد الشهيد بطبع رسالته العملية على شكل تعليقة على منهاج الصالحين فقامت الدنيا ولم تقعد حتى تم تهديده ويكفي مراجعة كتاب الشيخ النعماني لمعرفة مدى الضغط والنهج الذي واجهه الشهيد نتيجة طبعه لرسالته العملية مما اضطره الى الاعتراف بان مرجعيته هي في طول }مرجعية الخوئي{ مع ان علمية السيد الشهيد قد بلغت حداً ورقياً لا يملك الانسان أمامها إلاّ ان ينحني معترفاً بأعلميته وأحقيته بمرجعية المسلمين، ولكن الأمر بقى محصوراً داخل الحوزة، ولم يكن الشارع يعلم ما يدور في الحوزة إلاّ ما خرج بشكل منمق مع اعطاء اعذار واهية وبقى الشارع العراقي يعيش بمثالية لا وجود لها إلاّ في مخيلته البريئة اذ ان العلماء كلهم مقدسون ومعصومون وان روح الاخاء موجودة عند جميع العلماء وهذا لا أساس له إذ ان الطريق الذي يمشي فيه احدهم لا يمشي فيه الآخر إلاّ ما كان من السيد الشهيد اذ انه كان يحاول ان يصلح ما افسده الآخرون.
    ولكن هذه النتيجة جاءت على حسابه، وعلى حساب الشعب العراقي المظلوم، ولا يمكن ان ننسى ان احد اولاد المراجع وقف امام مدير الامن العام فاضل البراك في ذلك الوقت واشار اليه بضرورة التخلص من محمد باقر الصدر( وهو احد اولاد الخوئي).
    كما ذكر النعماني في كتابه مع انه تحاشى ذكر الاسماء وكانه يتحدث عن بيت العصمة خشية من وقوع الفتنة والنتيجة ابقاء الامة في غياهب الجهل واعطاء القداسة والعظمة للهيكل المنخور الذي مازال يسيطر على مقدرات الشيعة في كافة انحاء العالم وبناء القصور من عرق الفقراء الذين يقدمون الحقوق وا لهدايا لامبراطورية النجف ظناً منهم انهم يقدّمونها الى وصي من الأوصياء.
    ان طبيعة المجتمع العراقي تقديس رجل الدين كائناً من يكون ولم تكشف الاوراق إلاّ في عهد المرجع المظلوم السيد الأمام الصدر كما سوف يتضح في مستقبل البحث.
    ان هذه ا لهالة ادت الى تأخر المجتمع العراقي سواء على مستوى الفهم السياسي أو الديني فلو تفحصنا المدة التي تزعم الخوئي فيها المرجعية لوجدنا ان الشارع كان فارغاً تماماً من اي محتوى اسلامي فالتقية هي الدرع التي كان يتصحن به دعاتها. وإن الحجة التي يتذرعون بها هي الحفاظ على دماء الشيعة مع ان هذه الدماء في كل الاحوال لم تكن مصانة ابداً فهي تسفك على طول الخط سواء تمَّت مواجهة الظلم أو لا.
    والملفت للنظر ان الحكم كان بالامكان ان يكون بيد الحوزة خصوصاً في عهد الحكيم حينما كانت الحكومة ضعيفة جداً في الستينات ويكفي اي مجموعة ان تقوم بانقلاب وتسيطر على الحكم فكيف بالحكيم الذي كان بامكانه ان يقود العالم الاسلامي بأسره في ذلك الوقت وعندما كانت عشائر العراق تنتظر كلمة واحدة منه! إلا أنها النظرة الضيقة والمحدودة داخل قوقعة التعالي واحتقار الامة حتى تمكن البعثيون من السيطرة على الحكم ومحاصرة الحوزة والقضاء على شبابها ومفكريها الواحد تلو الآخر والحوزة تتفرج.
    وكل ذلك بعد ان خدعوا الحوزة واية خدعة والملاحظ ان الحوزة لم تكن تعتني بمشاكل الامة بصورة عملية واحياناً تندد مكتفية بالتنديد واحياناً أخرى تصمت وهذا هو الغالب وهذا ما حدث عند اعتقال السيد الشهيد اكثر من مرّة حتى تم اعدامه مع أخته والحوزة تغرق في صمت رهيب والشعب يقدم عشرات الالاف من الضحايا. كل هذا (وهم صامتون كصمت القبور) كما قال الأمام الصدر. ان فترة المرجعية للسيد الشهيد تمثل مأساة، ومظلومية الشعب العراقي فقد دخل الشعب العراقي الحرب ضد الشعب الايراني، وغالبية الشعب لا يفقه شيئاً ولا يعي ما يفعل اذ ان الحوزة لم تكرس مجهوداً عملياً لازاحة الجهل عن كاهل الامة، وقد يقول البعض أنه في عهد الحكيم تم انشاء مكتبات عديدة في كل انحاء العراق.
    اقول هذا صحيح ولكن هذا لا يكفي إذ ما فائدة المكتبات اذا لم يكن هناك صوت يوجه، ويواجه. إن الامة ليست بحاجة الى كتاب بقدر ما تحتاج الى توجيه ورمز وان عامل الخوف كان مسيطراً على الجماهير الى ان جاء الأمام الصدر فازاله الى يوم القيامة.
    وأطرح هنا سؤالاً ماذا تفعل الجماهير اذا كان المرجع يقول إني اخاف ومن اين تستمد الجماهير الشجاعة إذا كان القائد جباناً. وهذا يلقي بظلاله على محاولة المقارنة بين قم والنجف... فما هو الفرق بين الشعب العراقي والشعب الايراني؟ ان العراقيين كانوا دائماً اصحاب المبادرة في الحركات الثورية، والاسلامية ونجد ان الحركة الاسلامية حتى فى ايران كان لحوزة النجف الدور الريادي والقيادي والمؤثر فيها، فمثلاً في عهد السيد المجدد الشيرازي حدثت ازمة التنباك عندما اصدر المجدد فتواه المشهورة بتحريم التدخين مجبراً الشركات الانكليزية على الانسحاب، وبعد ذلك حركة المشروطة التي كان لعلماء النجف دور مهم فيها وحتى الثورة الاسلامية في ايران تمت بمساندة كبيرة من قبل السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) والشعب العراقي ككل الى ان انتصرت الثورة، فما هو الذي جعل ايران تنتصر والعراق يفشل ويضمحل دوره الاسلامي؟
    يمكن ايعاز ذلك الى عدة اسباب منها:
    1 ـ ان التفكك في القيادات الحوزوية في النجف كان على اشده والتناحر قائم بينهم والحرب مستمرة. وهذا وإن وجد في قم إلاّ انه ليس بالمستوى الذي في النجف إذ لم يكن في النجف سوى صوت واحد هو صوت السيد محمد باقر الصدر(قدس) وطلبته بينما في قم كان هناك الكثير ممن يؤيد ويساند الثورة من علماء قم البارزين، وحتى الذين عندهم خلاف مع القادة لم يتركوا شعبهم وقت الأزمة.
    2 ـ تقديم علماء النجف واقصد الجهات المسيطرة على زعامة الحوزة لمصالحها الشخصية على المصلحة العامة.
    3 ـ تبلور فكرة الولاية العامة وظهورها بشكلها العصري العملي بينما النجف غارقة في لجة الولاية الخاصة: إلاّ ما كان من السيد الشهيد ومدرسته التي كانت لا حول لها ولا قوة.
    4 ـ طرح حوزة قم لمشاكل المجتمع بصورة مستمرة وعدم السماح لأي تجاوزات على الاسلام والتداخل مع الشارع بصورة شعبية ادى الى التقارب بين الشعب والحوزة.
    بينما في النجف بقيت العمامة في برجها العاجي لا يكاد أحدهم يتكلّم كما يتكلّم العوام إلاّ من شذ عن القاعدة.
    5 ـ خلو حوزة النجف من المنبر المرجعي واعني به ترقي المراجع على المنابر ومخاطبة الجماهير إذ ان الطابع المأخوذ في حوزة النجف هو الاستخفاف بمن يرتقي المنبر. وعلى اعتبار انه مستوى متدني في العلمية وكذلك عدم القدرة على التكلّم بصورة خالية من الاخطاء مما قد يؤدي الى الحط واهانة العالم بينما نجد العلماء في قم وعلى رأسهم السيد الخميني يخاطب الامة حتى وهو خارج ايران من خلال الكاسيت.
    وقد يقول القائل ان في العراق خطباء مشهورين وقد كانوا على استمرارية في اقامة المجالس.
    اقول... ان كل الخطباء إلاّ القلة القليلة، من الذين يحرصون على ارضاء الحوزة وعدم التدخل في الشؤون السياسية فان التدخل في السياسة معناه الارتباط بخط السيد الشهيد وهذا معناه التضاد مع الجهة الاخرى وعبور الخط الاحمر، والويل لمن يفعل ذلك.
    6 ـ
    يتبع في الحلقة القادمة

  6. Top | #6

    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.04
    المشاركات
    264

    مشاركة: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    كتاب السفير الخامس الحلقة 6
    6 ـ عدم نضوج الوعي الجماهيري كما هو عليه في مرحلة الأمام الصدر إذ أن المستوى الثقافي عموماً كان بمستوى جيد إلاّ ان اعطاء صبغة العصمة لكل رجل دين اوقع المجتمع في مشاكل عديدة وعدم تحديد القيادة المخلصة والناضجة والمتحضرة.. وهذا السببب راجع ايضاً الى تراجع مفكري الاسلام المجددين عن تبيين زيف العديد من الاتجاهات وان كانت هناك محاولة أو اثنتان ولكنها بقيت في اطار التقليدية في الطرح، واعطاء سمة الاحقية للغير في ابداء رأيه مع مصادرة رأي الاتجاه الواعي ولو بصورة غير مباشرة. وذلك من خلال إجازة تقليد العديد من المراجع الذين يقبعون في واد والامة في واد آخر.
    ويكفي في هذا الاطار ان نشير الى ان مستوى الفهم عند الامة متدني في ابسط المفاهيم الاسلامية ناهيك عن الجهل بالاحكام الابتلائية الشخصية ودخول الكثير من المغالطات والخرافات واستقرارها الى حين انبعاث الثائر الاسلامي الاكبر الأمام الصدر(رض).
    ومع كل ذلك فان تلك المفاهيم كان لها اثر كبير في مواجهة الامام الصدر فليس من السهل اجتثاث الجدور التاريخية لتلك المفاهيم في الحوزة فضلاً عن الشارع الاسلامي وهذا ما سوف نحاول استعراضه ان شاء الله في هذا الكتاب.

    نشوء العبقرية
    ولد السيد محمد الصدر بدعاء والديه عند بيت الله الحرام وذلك سنة 1361للهجرة الموافق 1943ميلادية وكان ينشأ بصورة غير معتادة كما هو الحال عند استاذه السيد الشهيد وأدخله والده الحجة السيد محمد صادق الصدر(قدس) الى مدارس منتدى النشر الابتدائية فالمتوسطة فالاعدادية وبعد ذلك دخل الى كلية الفقه الى ان تخرج حوالي سنة 1963 ـ 62م وقد رجع في التقليد حسب وصيّة والده الى الشيخ علم ا لهدى مرتضى آل ياسين(قدس) الذي هو عم والدة السيد الشهيد حيث ان والدته كريمة الشيخ محمد رضا آل ياسين(قدس) ولكن شهيدنا يقول انه بعد ذلك وعندما حضر بحث الخوئي وجد الفرق شاسعاً بينهما فرجع الى الخوئي في تلك الفترة ولكن عدل بعد ذلك الى السيد الشهيد وحسب الظاهر أن شهيدنا انما يشير الى مدى علمية كل من هؤلاء وترجيحه لاحد على الآخر اذ يبدو أنه كان مطمئناً باجتهاده منذ فترة بعيدة حتى انه قال ان زوجته رجعت اليه في التقليد بعد الزواج مباشرة وزواجه كان سنة 1963 ـ 62وعليه فهو حاصل على مرتبة الاجتهاد في فترة مبكرة ولكنه آثر السكوت على هذا الامر لاسباب عديدة منها انه لم يكن يفكر في يوم ان يكون مرجعاً للتقليد حسب قوله(رض). كذلك فهو قد يرى في الامر تنازعاً دنيوياً فعليه كتم هذا الامر ولم يعتنِ بنشره، والدليل على ذلك انه الى حد سنة 1970كان قد صدر الجزء الأول من موسوعته القيّمة حول الامام المهدي(ع) والموسوعة فيها من سعة الأفق وطول النفس وقوة الاستدلال ما قد تكون قرينة على اجتهاد صاحبها( وقد تأكد اجتهاد الامام الصدر قبل دخوله بحث السيد الشهيد وقد ذكرت عائلته انه ناقش استاذه في اول يوم لحضوره بحثه ).
    وقد كتب خلال هذه الفترة ما قبل سن العشرين اشعة على اصول الدين، ونظرات اسلامية في اعلان حقوق الانسان، وفي هذا الأخير مناقشة لكبار فلاسفة الغرب في العصور الوسطى وما بعدها مثل جان جاك روسو وتوماس هوبز وجون لوك وبعد ذلك يقول انه وقع في يده كتاب للسيد صدر الدين الصدر(قدس) حول الامام المهدي(ع) فأراد أن يخرّج رواياته وشرح بعض مطالبه وادراج بعض الاجوبة على بعض الأسئلة التي يمكن ان تطرح، فرأى ان الامر يحتاج الى وقت وجهد كبير فترك كتاب عمه واتجه لتأليف الموسوعة وقد صدر منها أربعة اجزاء، والجزء الخامس والسادس مازالا مخطوطين الى ما بعد الاستشهاد وخلال هذه الفترة أيضاً كان شهيدنا لا يتدخل في أية مسألة صغيرة أو كبيرة بل يقول انه كان يرى ويسمع ويطبق بينه وبين الله وكان يشاهد معاناة أستاذه السيد الشهيد ويدرس ما يحدث ليشاء الله ان تخرج النتائج بعد ثلاثة عقود حيث تصديه المبارك للمرجعيّة وعندما صدر كتاب فلسفتنا للسيد الشهيد رد عليه عدد من كبار الماركسية فعزم على رد الاشكالات فتناو لها في الجزء الرابع من الموسوعة}اليوم الموعود{ وأتم كتاب فلسفتنا بادلة ومناقشات يجدر بنا ان نطالعها فلطالما تحدث الكثير عن عدم امكانية شهيدنا وهم لم يقرأوا له صفحة واحدة والحمد لله رب العالمين( وتجدر الأشارة الى أن الكثير من الذين قرأوا فلسفتنا Aواليوم الموعود@ قيموا مستوى
    Aاليوم الموعود@ بأنه مرحلة أعلى من فلسفتنا وأستدلا لها أقوى بكثير.).
    وفي اواسط السبعينات أي حوالي سنة 1977م طلب عدد من الفضلاء منه القاء البحث الخارج فعرض الأمر على استاذه السيد الشهيد فبارك هذا الامر فشرع ببحثه على كتاب المختصر للمحقق الحلي ولمدة أشهر بعد ذلك توقف بسبب الاوضاع السياسية والاعتقالات.
    ويوجد عدد من طلبته في ذلك البحث مازالوا على قيد الحياة حال كتابة هذا الكتاب: ويقول شهيدنا انه طُلب منه هذا البحث على الرغم من وجود عدد محترم من طلبة السيد الشهيد. إلاّ انهم اختاروه دون سواه.
    وهنا أسأل: هل ان هؤلاء الطلبة اختاروه اعتباطاً ام انهم يعلمون امكانيته؟.
    والسوال الثاني: هل ان السيد الشهيد كان يجامل وهو المعروف بدقته العلمية؟ وعلى هذا فهو يضل الطلبة بأختيار استاذ غير كفؤ.
    أقول: حاشا السيد الشهيد محمد باقر الصدر عن المجاملة في العلم ولو كان هناك من هو اهل للبحث لما تركه الطلبة الى سواه( أجتمع في ذلك الوقت عدد من طلبة السيد محمد باقر الصدر فتناقشوا فيما بينهم، حول الأعلم هل هو السيد محمود ا لهاشـمي أو السيد محمد الصدر فكان الجميع يقولون بأن الامام الصدر أعلم من ا لهاشـمي إلا واحداً منهم@ نقلا عن عبد الجبار الرفاعي).
    وكان شهيدنا يمثل أستاذه في مناسبات عديدة سواء في النجف أو المحافظات اذ كان يلقي كلمة نيابة عنه أو غير ذلك.
    وكان(رض) قد اعتقل عدة مرات مابين 1974 ـ 1991 وكانت مدة اعتقالاته حوالي شهرين لا أكثر ومن جملة هذه الاعتقالات ما تحدث به احد طلبة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) قال كنت مع السيد محمد الصدر في مكان فسألته عن مسألة فما كاد يجيبني عليها حتى داهمنا رجال الأمن وألقوا القبض علينا وأخذونا الى مديرية الامن فوضعوني في وعاء كبير أظنه معداً }للمزبلة{ ووضعوا السيد محمد الصدر في آخر وهو مواجه لي وبعد برهة قليلة توجه إليّ السيد محمد الصدر وقال: يا سيد فلان جواب مسألتك هو كذا وكذا.
    قال: فانفجرت ضاحكاً فتبسم السيد محمد الصدر قائلاً: ها تستدعي الضحك؟ نعم تستدعي الضحك.
    ومع ذلك فان شهيدنا كان عازلاً نفسه اجتماعياً إلاّ بشكل بسيط لا يخلو من الرسمية وهذا كان أحد أهم أسباب تنامي شخصيته ليس من الناحية العلمية فقط بل من الناحية المعنوية والروحية حيث انه اعتكف على الدرس والعبادة الى درجة يروى ان السيد محمد صادق الصدر(قدس) اشتكى ذلك الى استاذه السيد الشهيد.
    وقد تعرف خلال هذه الفترة بالحاج عبد الزهرة الكرعاوي، ولكن قبلها كان شهيدنا هو الذي قام بتبليغ الطلبة حرمة الانتماء الى حزب الدعوة بأمر من السيد الشهيد محمد باقر الصدر واتجه الاتجاه العرفاني وشهيدنا لم يكن مؤمناً بالخط والمنهج الذي اتخذه استاذه في أنشاء الحزب ومنهجه بصورة عامة كما سوف يتضح.
    لذلك نجد ان رفاق الشهيد وغيرهم استغربوا من تصديه للمرجعيّة ليس لشك فيه بل لان محمد الصدر الذي يعرفونه، في الحقيقة لا يعرفونه، نعم هو عالم ولكن ليس قائداً، هذا معتقدهم الى حين الاستشهاد والبعض الآخر نظر بمنظار آخر سوف أتناوله بفصل مستقل.
    تزوج شهيدنا ابنة عمه السيد محمد جعفر الصدر ما بين سنة 1963 ـ 62م وولد السيد مصطفى اكبر اولاده سنة 1964م في أواخر هذه السنة لذلك أرّخوه في ا لهوية سنة1965م.












    ما بعد الصدر(قدس)
    بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر(قدس) فرض على شهيدنا ما يشابه الاقامة الجبرية من جهتين:
    الأولى من جهة النظام ولو انهم لم يقولوا ذلك بصراحة إلاّ ان مراقبة البيت مستمرة. وكان بالقرب من بيته محل وقد جعل منه ازلام النظام وكراً للمراقبة ليلاً ونهاراً فكان من النادر أن يصل اليهم احد وكان شهيدنا اذا خرج من منزله لا يسلّم عليه احد خوفاً من النظام لذلك بقي في منزله حوالي عشر سنوات لا يخرج إلاّ للتسوق أو استلام الراتب من مكتب الخوئي وكان الراتب لا يسد رمق العائلة لمدة وجيزة لذلك مرّت بهذه العائلة الكريمة أيام عسيرة ومع ذلك فان الامام الصدر لم يرضخ للحوزة ولم يرضخ للنظام كما فعل غيره ولا بكلمة واحدة، وقد اعلن في هذه الفترة تصديه للمرجعية لعدد من الناس، وهم الخواص لذلك كان السيد مهدي الصدر(رحمه الله) أول وكيل للامام الصدر(رض) وذلك سنة 1981م، وقد راجعه عدد من الفضلاء سنة 1982وقلّدوه وكان السبب في ذلك ان هؤلاء الفضلاء رأوا تصرفات مخالفة للشريعة وتخل بالعدالة في مكتب زعيم الحوزة لذلك التجاءوا الى الأمام الصدر وأعلنوا تقليدهم له ولكن كان تقليداً بدائياً اذا لم تكن توجد رسالة عملية لذلك قام بكتابة تعلقية على منهاج الصالحين وقد كتبها بيده السيد حسين الكظماوي (الصدر) في تلك الفترة ايام كان السيد حسين الكظماوي الصدر من المتحمسين للأمام الصدر(رض).
    ومع ذلك فان الحقوق الشرعية لم تكن على مستوى بحيث يتاح له التوسع وكان السيد حسين الصدر في تلك الفترة العصيبة وكيلاً عن السيد محمد الصدر ويؤكّد على ضرورة الخروج للصلاة وكان يجلّه لدرجة انه حاول مراراً تقبيل يد شهيدنا، ولكن الافتراق حصل بسبب الخلاف بينهما حول طريقة التصدي للمرجعيّة فحسين الصدر كان يقترح على شهيدنا الابتداء التقليدي لطرح مرجعيته وهو القاء البحث الخارج وجمع دعاة وبعد ذلك يطرح نفسه مرجعاً للتقليد بينما كان شهيدنا يرى خلاف ذلك، وانسحب حسين الصدر بعد ذلك من دعوته للامام الصدر فكان مثلاً يوصل مبلغاً كبيراً من الحقوق الشرعية للسيد السبزواري ومبلغاً أقل منه للسيستاني ومبلغاً أقل من الاثنين للامام الصدر وبعد أن واجهه شهيدنا بمسألة الاجتهاد }وكان حسين الصدر وما يزال يدّعي الاجتهاد{ حصلت المقاطعة ذلك ان السيد الشهيد عنفه يوماً امام الملأ حول مدّعاه وأخيراً صرّح بأن حسين الصدر لا يصلح لتدريس اللمعة بصورة متكاملة.
    نعود الى تلك الايام العصيبة كان شهيدنا يضطر أحياناً للمسير على قدميه من البيت الى الحضرة المطهرة وخلال هذه المدة كتب رسالته المختصرة الصراط القويم واعطاها للشيخ شريف آل كاشف الغطاء وذلك ليتوسط عند معارفه للموافقة على طبعها فعاد الشيخ شريف بعد مدة وقال: رفضوا طبعها بحجة ان فيها تشريع زواج المتعة، والثانية الشهادة الثالثة في }الاذان والاقامة{ بالولاية لأمير المؤمنين(ع)
    المهم ان شهيدنا كان يشعر بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه لهداية الامة واخراجها من الظلام الذي كانت تعيش فيه ولما يراه من انحراف المؤسسة الحوزوية أذ كان اول المتضررين بسببها وكان يمكنه بسهولة تامة التعايش معهم وتكون حالته المادية والاعلامية جديدة، ولكن ذلك يحدث على حساب الاسلام، فقرر المثابرة والمواجهة معهم حتى آخر نفس ولم يختبىء في بيته كما يحاول البعض ان يصوّر حاله بل كان يداوم الحضور في مجالسهم ولكنه يناقش قدر الامكان ويرد ما يستطيع رده من مظالم، ويروي شهيدنا حادثة خطيرة في بابها يقول(رض):
    دخلت يوماً على الخوئي وكان عنده كبار طلبته كالسيستاني، والشيخ الفياض والشيخ البروجردي والسيد عز الدين آل بحر العلوم والشيخ الغروي والخلخالي وغيرهم فلما رآني الخوئي قال:
    بجانبي سيد محمد، فجلست بجانبه وبعد سؤال عن الصحة والأحوال جاء أحد الاشخاص ومعه قضية طلاق فقال الخوئي: نعم نجري الصيغة فرفع رأسه ونظر حوله ثم أطرق برأسه. عندها علمت انه سوف تقع مشكلة على رأسي فقلت:
    بأذنك، وقمت فقال: اجلس سيد محمد. ثم اجرى صيغة الطلاق وقال تفضل سيد محمد عندها قمت وخرجت وفي اثناء الخروج نظرت الى الجالسين من طلبة الخوئي فاذا هم ينظرون الي بحقد واحتقار.
    ودلالة ذلك دلالة مهمة وخطيرة فهذه الرواية تصرّح ان الخوئي لم ير في الجالسين واحداً منهم يصلح ان يكون شاهداً على طلاق بأستثناء شهيدنا.
    يتبع في الحلقة القادمة

  7. Top | #7

    تاريخ التسجيل
    May 2010
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.00
    المشاركات
    7

    رد: كتاب السفير الخامس الحلقة 1

    اللهم العن الضالمين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
منتدى منار هو منتدى أمريكي يشارك فيه عرب وعجم من كل مكان