الرئيس الأسد..

نعم.. بكل تأكيد..

الميادين.. هل هذا يعني قطيعة دائمة ثابتة مع المملكة العربية السعودية وهي قوة محورية مركزية في المنطقة العربية...

الرئيس الأسد..

القوة المحورية يجب أن تكون في البناء وليس في التخريب.. هذا إذا أردنا أن نقول عن دولة انها محورية.. يجب أن تكون محورية في خلق الاستقرار.. وليس في نشر الإرهاب والتطرف والتدخل في شؤون الدول الداخلية. أما موضوع القطيعة فبالمحصلة الدول تبحث عن مصالحها ومصالح شعوبها.. أي علاقة تخدم مصالح الشعوب يجب ألا نتلافاها عندما تتراجع تلك الدول عن أخطائها وتغير سياساتها.. أما أن تكون عودة العلاقات من ناحية مزاجية أو تشبيهها بعلاقة شخصين صديقين كل واحد في منصب يتحكم بمصير الشعبين.. فهذا الكلام غير مقبول.. القضية قضية مؤسسات ومصالح شعوب.. فإذا أردنا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال.. هل تعود أو لا تعود.. الجواب.. هل هناك مصلحة أم لا توجد مصلحة في هذا الشيء.

الميادين.. هل أستنتج سيادة الرئيس أن هذه السياسة السعودية التي تتهمها صراحة وبشكل مباشر بأنها تتدخل في سورية.. وهي جزء من منظومة تخريب.. ربما تتغير إذا حصلت تسوية ما وتغير الموقف الأمريكي أم سيبقى هذا الموقف السعودي ثابتا...

الرئيس الأسد..

بما أنه جزء من منظومة لا يمكن أن يبقى ثابتا.. لا بد أن يتغير معها.. هو خاضع لها بشكل كلي فلا بد أن يكون جزءا من هذا التحول وإلا يعزل نفسه ويبقى خارجا.

الميادين.. إذن أنتم لستم معنيين بالسعودية.. أنتم ربما معنيون بالأمريكيين وبالأطراف الأخرى صاحبة ربما القول الفصل فيما يتعلق بسورية...

الرئيس الأسد..

تماما.. إذا كان عليك أن تفاوض أو أن تبحث مع طرف.. فلتبحث عن المدير.. مدير العملية أو قائد العملية.. ولا تتفاوض مع منفذين.

الميادين.. كنا نعتقد أن هذا الكلام ينسجم عندما تشيرون إلى المعارضة التي تصفونها بأنها مدارة من الخارج.. لكن تتحدثون عن هذه الدول كأنها كلها أدوات بيد الراعي الأمريكي أو المدير الأمريكي...

الرئيس الأسد..

هو ليس اتهاما.. كثير من الدول العربية..التي كما قلت لك قبل قليل.. تقف في قلبها مع سورية ولكنها لا تجرؤ على المجاهرة بهذا الشيء.. تقول لنا نحن معكم ولكن لا نجرؤ.. هم يعلنون ضعفهم في بعض الحالات والبعض الآخر يعلن بشكل غير مباشر تبعيته.. هم لا يخفون هذا الشيء.. لا يوجد حياء في هذا الموضوع بالنسبة لكثير من الدول العربية أو لكثير من المسؤولين العرب.

الميادين.. سيادة الرئيس.. المملكة العربية السعودية.. أكثر من مسؤول صرح بشكل واضح أن هناك تناقضا في السياسات.. تناقضات لأنكم تقمعون شعبكم.. تناقضات لأنكم تدعمون إيران التي تهيمن على المنطقة.. تناقضات لأنكم تتدخلون في الشأن اللبناني وأنتم الذين تورطتم في كثير من الأحداث داخل لبنان.. تناقضات أيضا لأنكم تدعمون الجماعة الإرهابية المسماة حزب الله.. تناقضات لأنكم في العراق أيضا لكم موقف.. هناك تناقضات معينة.. فكيف يمكن أن تردوا على هذه النقاط...

الرئيس الأسد..

لا يحق للمملكة أو الدول المشابهة أن تتحدث بكل هذه النقاط.. أولا في الشأن الداخلي.. هذه الدول من أكثر الدول تخلفا من ناحية الإصلاح السياسي على مستوى العالم.. على مستوى العالم قاطبة.. هم من أكثر الدول تخلفا في هذا المجال وأقل مواطنين لديهم حقوق هم مواطنو تلك الدول وخاصة السعودية التي تأتي في مقدمة هذه الدول.. القمع.. الاستعباد.. وغيرها من الأمور.. لا يعرفون الديمقراطية.. لا يعرفون ماذا تعني انتخابات.. لم يساهم المواطن في تلك الدول بوضع دستور يحدد ما هو شكل الحكم الذي يريده.. فلا يحق لهم أن يتحدثوا في هذا الموضوع. أما العلاقة مع إيران.. إذا كانوا يغضبون من سورية لأنها تفتح العلاقات مع إيران وتطورها وتمتنها وتعمقها.. لماذا يهرولون للمسك بيد الرئيس الإيراني في مناسبة وبدعوته للحج في مناسبة أخرى.. أنت تغضب من سورية بسبب إيران وتقوم بالهرولة من أجل فتح علاقات مع إيران. هذا هو النفاق.. هذا غير مقبول وليس له وزن بالنسبة لنا.

الميادين.. وفيما يتعلق بلبنان.. وفيما يتعلق بحزب الله.. وفيما يتعلق بضرب حلفائهم في لبنان وفي كل المنطقة...

الرئيس الأسد..

هل لبنان محمية سعودية أو محمية سورية.. لبنان بلد مستقل فيه شعب.. هل طالب الشعب اللبناني السعودية بأن تقوم بالدفاع عنه لكي تتنطح هذه الدولة وتضع نفسها محل الشعب اللبناني.. هناك دولة وهناك شعب.. هو يحدد.

الميادين.. طالما أن هذا الأمر يتعلق بلبنان.. سياسة ما سمي النأي بالنفس التي اتبعت على مدى العامين الماضيين.. هل كانت سياسة جدية حقيقية وهل ساعدتكم...

الرئيس الاسد..

ما المقصود بالنأي بالنفس...

الميادين.. بمعنى أن لبنان لا يتدخل بشكل مباشر كحكومة.. كدولة.. كأطراف في الأزمة السورية.

الرئيس الأسد..

الحقيقة لبنان لم ينأ بنفسه.. الواقع أن لبنان ساهم بشكل مباشر من خلال السماح للإرهابيين بالمرور عبر أراضيه.. السماح بمرور السلاح.. السماح بالتحريض.. سمح لكل ذلك عبر الحدود السورية اللبنانية للمساهمة في إشعال النار في سورية.. فعمليا لم يكن هناك نأي بالنفس.. وإذا افترضنا بأنه يريد أن ينأى بنفسه فماذا يفعل عندما تمتد النار.. وهذا ما رأيناه خلال العام الماضي.. بدأت تأثيرات الأزمة السورية تؤثر بشكل مباشر على الوضع في لبنان.

الميادين.. وحليفكم حزب الله يتدخل أيضا في سورية...

الرئيس الأسد..

هو يقوم بالدفاع عن المقاومة وهذا واجب.. المقاومة ليست فقط باتجاه العدو.. المقاومة هي أن تحمي المقاومة بكل الاتجاهات عندما تتعرض المقاومة لأي عدوان.. والعدوان على سورية كان عدوانا على نهج سورية.. ماذا تعني الدولة السورية بالنسبة لهم... تعني النهج.. النهج السياسي للدولة السورية.. فهذا النهج هو نهج مقاوم سواء كانت سورية أو إيران أو المقاومة.. المقاومات الصادقة في المنطقة.. هذا يعني أن هذه الأطراف كلها معنية بالدفاع عن بعضها البعض لأن المستهدف هو النهج.. فضرب أي طرف من هذه الأطراف يؤدي إلى ضرب الأطراف الأخرى. في هذا الاتجاه تستطيع أن تفهم الدور الذي يقوم به حزب الله في سورية.. وفي هذا الإطار تستطيع أن تفهم الدور الإيراني الداعم لسورية.

الميادين.. هذا ربما عن حزب الله كحزب مقاومة وهو يدافع عن مقاومته ونهجه.. ولكن هناك أطراف أخرى رأيناها كأنها ضد هذا الحراك الشعبي.. وكأنها معكم بشكل كبير.. دعني.. إذا سمحت لي مثلا.. أن أتحدث عن العماد ميشيل عون.. العماد ميشيل عون كان خصما قويا وبات حليفا كبيرا أو على الأقل صديقا كبيرا.. وحتى في هذه الأزمة كانت مواقفه منذ اللحظة الأولى واضحة ولا تزال ثابتة.. كيف تنظر إلى هذا الأمر...

الرئيس الأسد..

العماد ميشيل عون عندما اختلف مع سورية اختلف معها عن قناعة.. لم يختلف معها ويصطدم معها لأن هناك دولة طلبت منه ذلك.. لم يأته توجيه من أمريكا بأن يختلف مع سورية.. كانت لديه قناعات.. نتفق معها نختلف معها.. كان صادقا فيها واختلف مع الكثير من اللبنانيين حول هذه القناعات.. هذا الشيء يجب أن نحترمه ونحن نحترمه بشكل كبير وعندما اتفق مع سورية بناء على زوال الأسباب كان صادقا في مواقفه.. هذا بشكل عام بالنسبة للعلاقة بين سورية وميشيل عون قبل الأزمة.. علاقة العماد ميشيل عون أو مواقفه المرتبطة بهذه الأزمة تنطلق من قناعاته كمواطن لبناني.. هو لديه نفس القناعات بأن النار في سورية لا بد أن تمتد إلى لبنان.. فانطلاقا من وطنيته لا يمكن أن يقبل بأن يرى فوضى وإرهابا وقطع أعناق في سورية لأنها ستمتد إلى لبنان وستصيب كل مواطن لبناني وستؤثر سلبا على المصالح اللبنانية.. هكذا نرى مواقف العماد ميشيل عون.

الميادين.. سيادة الرئيس أنا لا أريد أن اذكر أسماء كثيرة.. وخصوصا في لبنان هناك عدد كبير من الأسماء.. نتحدث عن رمزية ميشيل عون لأنه يعبر عن حالة معينة ولأنني لا أريد أن أدخلك سيادة الرئيس في لعبة الأسماء.. ولكن الرئيس ميشيل سليمان ينتظر اتصالا منكم منذ عام سيادة الرئيس.. منذ قضية ميشيل سماحة.. ويقول إنه ينتظر اتصالا منكم...

الرئيس الأسد..

ونحن ننتظر منه دليلا على تورط سورية في قضية ميشيل سماحة التي اتهمت بها سورية زورا.

مواقفنا من المقاومة معلنة وكل أنواع الدعم الممكن تقديمها للمقاومة سوف تقدم من قبل سورية

الميادين.. السيد حسن نصر الله قال بشكل صريح ان سورية كانت شريكا كبيرا في صمود وانتصار عام 2006 بل ذهب أبعد من ذلك وقال انكم لستم شركاء في الموقف فقط بل حتى ميدانيا وعمليا.. انتم من قدمتم السلاح والصواريخ.. صواريخ الكورنيت.. وحتى صواريخ أخرى.. هل العلاقة مع حزب الله متينة وقوية ومستمرة بهذا الشكل حتى هناك في مواجهة اسرائيل طبعا...

الرئيس الأسد..

مواقفنا من المقاومة معلنة.. لا يوجد شيء مخبأ بالنسبة لنا.. كل أنواع الدعم الممكن تقديمها للمقاومة سوف تقدم من قبل سورية.. سابقا وحاضرا ولاحقا.. هذا يختصر كل شيء.

الميادين.. بوضوح...

الرئيس الأسد..

بوضوح.

الميادين.. ونحن نتحدث عن المقاومة وعن حزب الله وكل هذه النقاط سيادة الرئيس.. فيما يتعلق بجبهة الجولان.. أعلن عن إمكانية فتحها.. هل هذا الأمر ثابت... قرار.. وناجز...

الرئيس الأسد..

المقاومات في أي مكان من العالم لا تعلن ولا تقرر.. هي ليست قرارا حكوميا.. وليست إنتاج دولة.. هي إنتاج شعبي. ظهور المقاومة بحاجة لظروف موضوعية هي التي تجعله أمرا واقعا.. أولها هي سياسة الدولة.. عندما تتخلى الدولة عن سياساتها من أجل تحرير الأراضي على سبيل المثال.. فلا بد أن يكون التيار الشعبي باتجاه تحرير هذه الأراضي ويبحث عن أدوات. عندما تكون القوات المسلحة في تلك الدولة موجهة باتجاه آخر غير تحرير الأراضي.. أيضا يبحث المواطنون عن تشكيل جيشهم الخاص المعني بتحرير تلك الأراضي والذي يسمى المقاومة. هناك الكثير من اللغط حول هذا الموضوع بالنسبة لسورية.. كأن يقال بأن سورية تدعم المقاومات وتغلق جبهة الجولان. على جبهة الجولان هناك جيش سوري مهمته تحرير الأرض والدفاع عن هذه الأرض.. لذلك لم تكن هناك ظروف موضوعية وشروط موضوعية لنشوء مقاومة في سورية.. ولم تنشأ مقاومة ومنعتها الدولة وقمعتها. من الناحية الواقعية معروف هذا الشيء. أما في الدول الأخرى كلبنان وفلسطين فلم يكن هناك في وقت من الأوقات دولة تقوم بهذا الواجب.. وكانت إسرائيل تعتدي بشكل مستمر.. هذا أيضا أحد العوامل المهمة وهي الاعتداء المستمر.. كل هذا شكل ضرورة لنشوء المقاومة. عندما طرح هذا الموضوع على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة كان انطلاقا من هذه العوامل. الجيش السوري الآن متفرغ لمقاومة الإرهابيين في الداخل بالدرجة الأولى. العدوان الإسرائيلي تكرر أكثر من مرة وهناك نقمة شعبية على الإسرائيليين.. فكانت هناك رغبة شعبية عارمة في هذا الإطار. فالقضية ليست أن نقبل أو لا نقبل.. أو نوافق أو لا نوافق.. عندما تتوفر الظروف الموضوعية للمقاومة سوف تنشأ رغما عن الدولة.. أي دولة.. لكي أكون واضحا حول هذه النقطة.

الميادين.. ولكنكم لم تقمعوها...

الرئيس الأسد..

هي حركة شعبية لا يمكن أن تقمعها.. هي تعبر عن تيار شعبي. لا تنجح المقاومة إلا إذا كانت حالة شعبية.. لا يمكن أن تنجح إذا كانت من اختراع دول.

الميادين.. إذن الأمر وارد أن تفتح جبهة الجولان وتتشكل مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي...

الرئيس الأسد..

كما قلت.. كلامي واضح حول هذا الموضوع.. عندما تتوفر الظروف الموضوعية ستكون هناك جبهة مقاومة شاءت الدولة أم أبت.

الميادين.. طالما نتحدث عن حزب الله والمقاومة.. ما سر التدهور الدراماتيكي في علاقتكم مع حماس...

الرئيس الأسد..

جزء من هذا السؤال يجب أن يطرح على حماس.. لا نستطيع أن نجيب عن كل هذا الموضوع وخاصة أن هناك أشياء تخص حماس نحن لم نطلع عليها ربما.. ولكن نحن نستطيع أن نجيب عن جزء يتعلق ببداية الأزمة في سورية عندما شبه القرضاوي تدخل الجيش لحماية المدنيين في درعا بحصار غزة.. ونحن أكثر دولة دفعنا ثمنا من أجل حماس ومن أجل المقاومة بشكل عام بما فيها موقفنا من حصار غزة.. كان موقف سورية يكاد يتقدم على موقف حماس بالنسبة للعدوان الإسرائيلي على غزة في القمة التي عقدت في قطر في بداية عام 2009 هناك الكثير من السوريين لاموا حماس لأنها صمتت لمجرد أن القرضاوي هو شيخ الاخوان المسلمين.. نحن اعتبرنا أن هذا فيه تخل عن واجب معنوي ووفاء تجاه سورية.. هل من الممكن أن تشبه سورية التي دافعت عن الفلسطينيين على مدى عقود من الزمن ودفعت ثمن ذلك من قوت شعبها وأمانها وغير ذلك أن تبخل حماس عليها برد على القرضاوي... هذا بكل بساطة.. هذه كانت بداية تدهور العلاقة وفقدان الثقة بيننا وبين حماس وفقدان مصداقية حماس بالنسبة للمواطنين السوريين.. عندما اعتبرت أن الجماعة أكبر من المقاومة.. بالنسبة لنا المقاومة أكبر من أي شيء.. المقاومة أكبر من الدولة.. أكبر من الحدود ومن كل الأشياء الجزئية الأخرى.. بالنسبة لهم كانت جماعة الاخوان أكبر من المقاومة.. هنا بدأ الانفصال.

الميادين.. في الآونة الأخيرة بدا كأن هناك مراجعة تقويمية مع خالد مشعل الذي قال بوضوح نحن وإن كنا مع حرية الشعوب لكن لا نريد أن يتم هذا الأمر بالعنف والتدمير.. والبوصلة يجب أن تكون موجهة لتحرير فلسطين وضد العدو الإسرائيلي.. موسى أبو مرزوق تحدث على شاشة الميادين مع سامي كليب وقال بوضوح.. لسنا متورطين في الشأن السوري وما يقال عن اننا دعمنا المعارضة المسلحة غير صحيح وغير دقيق ونحن اضطررنا للخروج.. واسماعيل هنية تحدث قبل يومين وكان واضحا.. تقريبا المواقف ذاتها مع موسى أبو مرزوق ومع خالد مشعل.. هل تعتبر أن هذه المواقف المستجدة.. إذ صح التعبير.. لحركة حماس قد تعيد الصلة بينكم وبين حركة حماس...

الرئيس الأسد..

لا يكفي أن نأخذ المواقف كما هي بشكل منعزل عن توقيتها.. ما هو السر في توقيت هذه المواقف... لماذا لم تعلن قبل أشهر... هناك من يربطها بسقوط مرسي.. هذا شيء سيئ.. هذا يدل على انتهازية.. لا يدل على مصداقية.. هذا يذكرني بموقف الإخوان المسلمين السوريين الذين أعلنوا في العام 2009 الهدنة مع الدولة السورية على خلفية موقفها من غزة.. أي انهم يكافئوننا على ذلك الموقف.. لماذا لم يعلنوا نفس الموقف على خلفية موقفنا من العدوان على لبنان عام 2006 نفس العدو ونفس المبدأ.. المقاومة وكل شيء كان متشابها.. هذا يعني أنهم وقفوا مع الجماعة.. لم يقفوا مع مبدأ المقاومة.. إن لم يحدد سبب التوقيت لا نستطيع أن نعتبر أن هذه المواقف هي مواقف صادقة.

الميادين.. لنعتبر سيادة الرئيس أن هناك تحولات وتغييرات في المنطقة حصلت وأن هذا يفرض على حركة المقاومة أن تحصن نفسها.. ربما في البداية قد تكون قرأت الأمور بطريقة أخرى.. ما الذي يمنع الآن عودة حركة المقاومة إذا البعض أعرب عن رغبته بأن يعود إلى سورية.. هل هذا الأمر غير وارد...

الرئيس الأسد..

أعتقد أن الشيء المنطقي لأي مقاومة أن تكون مقيمة على أراضيها.. أراضيها الوطنية.. كان هناك ظرف لمجيء حماس.. عندما طردوا من الأراضي الفلسطينية ولاحقا من الأردن.. أما أن يكونوا قادرين على الإقامة في أرضهم فلا أعتقد أن هناك مبررا للخروج لأي دولة أخرى بغض النظر عن الافتراق بيننا وبينهم.. كانت القيادات موجودة في الأراضي الفلسطينية.. لماذا تخرج... حسب المبرر.. لا يوجد مبرر.. من يرد أن يقاوم يسعى قدر المستطاع أن يكون على أرض الوطن وليس العكس. خذ نموذج لبنان.. هل سمعت بأن المقاومة اللبنانية تسعى لقيادة المقاومة من خارج لبنان.. هذا الكلام غير منطقي.. إن لم تكن هناك ظروف قاهرة تخرج هؤلاء الأشخاص.. لا يجوز أن يخرجوا.

الميادين.. لكن هذا سينسحب على حلفاء آخرين لكم كالجهاد الإسلامي والقيادة العامة وغيرها.. هؤلاء أيضا موجودون في دمشق ولا يستطيعون العودة إلى الداخل...

الرئيس الأسد..

أي مقاومة يجب أن تكون على أرضها.. فأي مقاومة تأتي إلى سورية لأن هناك ظروفا قاهرة منعتها من العودة إلى أراضيها الوطنية.. أما إذا كانت هناك ظروف ستأتي بحماس إلى سورية.. وهذا هو جوهر سؤالك.. أعرف تماما ما الذي تقصده إذا كانت هناك ظروف ستأتي بحماس إلى سورية.. السؤال هو.. هل سيقبل الشعب السوري باحتضان حماس كما احتضنها في السابق... فالأهم من احتضان الدولة السورية لحماس في العقد الماضي هو احتضان الشعب السوري الذي فتح بيوته لحماس وقدم التبرعات ووضع مصالح الشعب الفلسطيني أمام مصالحه.. السؤال هل سيقبل الشعب السوري بهذا الاحتضان.. فإذا احتضنا نحن مجموعة.. كدولة.. والشعب السوري لا يقبل بهذا الاحتضان فلا قيمة لهذا الاحتضان.. لن يؤدي إلى النتائج المأمولة منه.

الميادين.. بكل صراحة سيادة الرئيس.. هل المشكلة مع كل حركة حماس بما فيها الجناح العسكري أو مع بعض القيادات التي تعتبرون بأنها ربما أخطأت أو كما يقول بعضكم هنا تورطت...

الرئيس الأسد..

لا توجد مشكلة.. نحن دعمنا حماس انطلاقا من كونها مقاومة.. فإذا قررت حماس أن تكون مقاومة حقيقية وصادقة فنحن معها.. إذا قررت أن تكون /إخوان مسلمين/ فلا داعي لهذه العلاقة بكل وضوح.

الميادين.. ما الذي حصل بينكم وبين قطر... إن كانت هناك إشكالات وتناقضات وغيرها مع المملكة العربية السعودية.. في اللحظة الأخيرة أنتم حلفاء.. أنتم أصدقاء.. أصدقاء على كل المستويات الشخصية والعائلية والسياسية والتحالفات. ما الذي حصل مع قطر...

الرئيس الأسد..

هناك عدة نقاط..

ولكن الأهم بأن ما حصل في تونس وفي مصر جعل قطر تعتقد أنها قادرة على إعادة صياغة الدول العربية بالشكل الذي يناسبها.. وإذا تم هذا الشيء فهذا يعني أن قطر ستصبح الوكيل الحصري للسياسات الأمريكية في المنطقة بدلا من دول كبرى أخرى كانت منافسة في ذلك الوقت.. ما بين قطر ومصر من جانب وما بين قطر والسعودية من جانب آخر.. فهذا الشعور بالعظمة وبالقدرات الكبيرة اللامحدودة جعلهم يفكرون أن حسم الموضوع في سورية سيكون هو الجائزة الأكبر التي تقدم للولايات المتحدة والغرب لكي يرضى عن قطر ويعتمدها كوكيل.. ولكن كانت هناك عدة نقاط أيضا يأتي جانب منها في إطار المنافسة عندما رضيت السعودية بأن يكون الرئيس نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة بدلا من سعد الحريري.

الميادين.. في كانون الثاني 2011