نمير سعد - بنت جبيل.اورغ - 22/10/2013م



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



مرةً تلو المرة ولقاءً بعد لقاء وخطاباً إثر خطاب ، يفرض الأسد على من يستمع إليه حسن الإصغاء ، ويجبر الذهن على إتخاذ قرار الإستنفار ساعة يحجز صالاته لمفردات الأسد وتعابيره وصوره و رسائله المباشرة وغير المباشرة لهذا الخصم وذاك العدو . مرةً تلو المرة يتنامى الشعور بالرضى عن مواقف الأسد وتعابيره ليرتقي هذا الرضى سلالم اللغة وليلقي التحية على الإقتناع والقبول والتبني والإعتزاز وليتربع أخيراً حاملاً تلك المواقف والمفردات على أعلى السلالم ، على قمة الفخر ، فخر هذا أو ذاك المستمع بحقيقة أن مدرسةً واحدة تجمعه والرئيس الأسد .. مدرسة الكرامة التي لا يعرف عنها شيئاً أبو متعب الآل سعودي ،

ومدرسة الشرف الذي لم تتنجس يداه يوماً بمصافحة حمد الطويل وحمد الثخين أو الهبيل ، مدرسة المقاومة الحقة التي سرعان ما أسقطت أقنعة " المقاومين الخونة " فكان من ضحاياها أردوغان نجم مسرحية " تعال نقاوم من دافوس " وأحد ابطال فيلم " مزادات أرواح ضحايا مرمرة " ونجم فيلم " الدمع الرقراق على إبنة المرشد " . وخالد مشعل أشهر من إستخدم رصاص المقاومة في ملاحم خيانة الأصدقاء والحلفاء ، ورفيق دربه إسماعيل هنية صاحب شعار " تقبيل مؤخرة و يدي مولانا .. طريقنا لتحرير أقصانا " ...

عامل التحفيز على الكتابة كان حاضراً وبقوة أثناء وبعد إطلالة الأسد ، كان لزاماً علي أن أطلق سراح القلم وأن أقوم بتنشيط الأصابع ، فالكتابة في المناسبات المميزة تستحضر السعادة للروح والعقل والنفس في آن .

الرئيس الأسد كان كاشفاً لحاضر الأمة وواقعها المزري وأسرارها المخجلة ، وكان يعطي عناوين المستقبل القريب ، لأن فمه كان ينطق بالحقيقة ،، الحقيقة التي لا يعترف بها غير " زعماء " ولا هي تعترف بهم ، والحقيقة اليوم كانت تقول ما شعر به الإعلامي غسان بن جدو ..

الأسد يستند في هجومه إلى ثقته بالإنتصار . أعلم علم اليقين بأن أعداء الأسد تسمروا خلف شاشات التلفزة يتابعون مجبرين صاغرين لقاء الميادين مع الأسد الذي أصابهم صموده بالعته والجنون ، إن كان هذا هو حال الأعداء فكيف كان الحال مع المحبين والأصدقاء ، لا شك أنكم تابعتم اللقاء المميز جداً والهام جداً بالتوقيت وبالمضمون ،ولهذا فأنا سأكتفي بالتطرق لهذا اللقاء المميز اللافت في المجمل . لم يسبق أن فاتني لقاءٌ أو خطاب للرئيس المقاوم بشار حافظ الأسد تماماً كما لم يفتني خطابٌ لسماحة السيد ، لكن لقاء اليوم كان الأكثر دفئاً وجاذبيةً و متعةً وروعة ، كان حديث الواثق من نفسه بلا حدود ، الصادق مع نفسه وشعبه بلا حدود ، العازم على إكمال المسيرة حتى تطهير الوطن من الحدود إلى الحدود ... .

من يراقب ويتابع إطلالات الرئيس الأسد الصحفية أو التلفزيونية يرصد دونما عناء حرص الأسد على توجيه رسائله للكون قبيل إستحقاقات معينة تخص الأزمة السورية ، رسائل اليوم كانت تسقط في محيط شارع " داونينغ ستريت " وفي ساحات لندن وفنادقها ذات النجوم الخمس ، هناك حيث يلتقي في الغد خصوم وأعداء سوريا في حفلة تنكرية يرتدي جميعهم خلالها قناعاً باسماً رسم عليه غصن زيتون وكتب عليه عبارة " مؤتمر أصدقاء سوريا " ،

انها الرسائل التي توائم القداسة بالثوابت ، الثوابت التي بات المساس بها من المحرمات ، المحرمات التي لم ولن ترتضيها ثلاثية الشعب والجيش والقيادة ، الثلاثية التي واجهت أعتى الحروب على مر العصور ، العصور التي يصر حاضرها على أرشفة و توثيق ما يرسمه الأسد بريشته من اللوحات ، اللوحات التي باتت تشكل أساسات لوحة يحضر فيها جنيف 2 أو تسافر دونه نحو غير عناوين !! ... .

قائمة عناوين اللقاء كانت أكثر من طويلة ، بعضٌ كلام الأسد كان للتاريخ ، و أقول بعض لأننا بتنا نعيش زمناً يحارب بعض التاريخ بعضه الآخر ، ولا عجب وقد أصبح الإرهابي الوهابي التكفيري بندر بن سلطان مؤرخاً مميزاً في عالم الجريمة وسفك الدماء . لكن كل كلام الأسد كان لروح المواطنة في صدور السوريين ، وهنا نقول أيضاً أن بعض من يدعي إنتماءً للوطن السوري لن تعرف مفردات الأسد طريقها إلى عقله .. لأنه ببساطة قام بتأجيره لمعاهد الحرية والديموقراطية في شريعة آل سعود ، نذكر هنا على سبيل الذكر لا الحصر الشيخ ميشيل خالد الكيلو ، والداعية جورج سيف الله صبرا ، ورفاق دربهما في " ملحمة النضال إنطلاقاً من أرض الجمال و البغال " .. .

حرص أسد سوريا على تظهير المتغيرات على الأرض وتحديداً في ميدان المعركة فركز على تغيير موازين القوة لصالح المؤسسة العسكرية وأغلبية الشعب التي تساندها . أصابت سهام الأسد صدور ضباع البادية وشريكهم العثماني وأصابت القلب الصهيوني في مقتل ساعة أصابت قلوب حلفائه وخدمه وأجرائه ، ذات السهام التي إخترقت قبل هذا وذاك كتلاً على شكل " عقول " قابعة في رؤوس أشاوس المعارضة السورية الخارجية . أعطى الأسد للتاريخ حقه ، فكان جانب من لقائه يحمل عنوان " المختصر في الصراع ..

وإستخلاص العبر " ، كان له مرور العابر للسبيل الذي يفتح الأبواب القذرة للملفات القذرة و أصحابها القذرين ، الأبواب التي سرعان ما يسارع إلى إغلاقها رأفةً بالمشاهد أو المستمع . بعض الأبواب كانت مفتوحة مفضوحة كبيوت الدعارة ، كباب مهلكة آل سعود ، وباب السلجوق العثماني ، وباب حركة " المقاومة " الإخونجية حماس .. .

بعضٌ مما كان لافتاً وحاسماً وقوياً من عناوين اللقاء ، وهي الصفات التي تنطبق على كل محطاته .. عن السعودية : هي دولة تنفذ السياسة الأمريكية ، وهي جزء من منظومة تحارب سوريا ،هي الدولة الأكثر تخلفاً في مجال الديمقراطية والأشد تعسفاً وقمعاً للحريات في العالم بأسره ، أخيراً .. هل هناك من يجروء على اعتبارها بلداً مستقلاً ؟ .

للأخضر الإبراهيمي : عليه أن يلتزم الحياد وحدود مهامه وأن يعرف كيفية التعامل مع سوريا . عن الإخوان : هم في عرف الدستور والقانون السوريين جماعة إرهابية ، والدستور لا يسمح بتشكيل الأحزاب على أساس ديني أو عرقي . عن المبادرة الروسية والهرولة : لو اردنا الهرولة لإحتجنا لأسبوع بأكمله ، لكن الأمر كان محضر ومعداً مسبقاً .

لأردوغان : هو إخونجي قبل أن يكون تركياً ، حاله حال أوغلوه .

للرئيس اللبناني : ننتظر منه تقديم الأدلة على تورط سوريا في قضية ميشال سماحة ... .

أكثر ما كان مدعاةً للفخر بين مفردات الرئيس الأسد هو تأكيده مراراً على مبدأ وطني مؤداه أن الشعب هو من يمتلك الحق في قبول أو رفض توجهات القيادة ، وأن شخص الرئيس لا يمكن له أن يختزل الإرادة الشعبية ورغبات المواطنين ، سيما إن كان الأمر يتعلق بإعادة العلاقات مع حكوماتٍ وأنظمةٍ وهيئات وحركات غرقت بحمام الدم السوري وعملت على تدمير الوطن السوري و سعت لتحقيق ما عجز عن تحقيقه كيان العدو والغرب الإستعماري على مدار عقود ، لأن التعاطي مع هذه الجهات من جديد يتطلب قبولاً شعبياً ، كان للثلاثي السعودي القطري التركي نصيبه في هذا الخصوص كما للجامعة الأعرابية التي عملت خلال العقد الأخير على تحقيق وتمرير وإنجاز كل ما يصبو له الغرب و " إسرائيل " ، وكان لقادة الخيانة الحمساوية نصيبهم الذي إستحقوه عن جدارة ... .

يعود الرئيس الأسد مرةً أخرى لإيقاظ العقول النائمة أو الهائمة أو التائهة أو البلهاء ليضع أمامها مرةً أخرى ذات الخارطة التي سبق له أن رسمها وقدمها للحلفاء والأعداء طريقاً للحل ونهجاً لإنهاء الأزمة وحقناً لدماء السوريين وجدنا أسد اليوم كما أبداً ، واثقاً من نفسه ، دقيقاً وواضحاً ومباشراً و صريحاً ومكاشفاً في ملفات عديدة ، كانت الحكمة والبداهة والفكاهة ودماثة الخلق حاضرةً جميعها ساعة حضر الرئيس الأسد ، وكان كما أبداً يستند إلى قاسيون الصمود ، قاسيون الشعب ، وقاسيون الجيش .

الرئيس الأسد نطق اليوم مرةً أخرى كما عهده بلسان حال المواطن السوري سمعناه يقول :

لن نمل إنتظار موعدنا مع النصر ، لن نتركه يتوه عنا ، وإن هو فعل قمنا باختطافه وتعليقه على سوارينا ليعانق أعلامنا الخفاقة ، رمز كرامتنا وعزتنا وشرفنا ، ليلقي التحية من الأعالي على كل وطني شريف من الأهالي ، نصرٌ يلقي التحية كل صباح على قاسيون ويقول له .. لا لن يكون لهم مكانٌ على سفحك أو قمتك ، زمرة الضباع والأتباع والأزلام فليس زمن الضباع زماننا ، هو زمن الأسود والكرام من الأنام ، هو زمنك يا قاسيون الكرامة .. وأنت الشامخ على الدوام .

نمير سعد - بنت جبيل.اورغ