آخـــر الــمــواضــيــع

جامعة إيرانية تقدم منحاً دراسية للطلاب والأساتذة المطرودين من جامعات أمريكا وأوروبا على إثر الاحتجاج بقلم أبو ربيع :: المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية: عبارة "حرروا فلسطين" أصبحت اليوم مطلبا عالميا بقلم النسر :: هنغاري نجى من مذبحة الهولوكوست يتظاهر ضد إسرائيل ويقول إنها تستخدم الهولوكوست لتنفيذ مذبحة غزة بقلم لن انثني :: كولونيل أمريكي ودبلوماسي سابق "يشعر بالخجل" من تصرفات واشنطن تجاه غزه بقلم لن انثني :: كلمة الدكتور كورنل فايري الأستاذ في جامعة كولومبيا حول مجزرة غزة بقلم ياولداه :: سنبيعكم لكن لمن ؟ ... الشاعرة جويرية عدوان بقلم بو عجاج :: هكذا تشيع الملياردير الايطالي ادواردو أنييلي وهكذا قُتل بقلم افلاطون :: الخامنئي : أمريكا تفقد مكانتها التي إكتسبتها خلال 200 عام الماضية .. ونحن لا نتبع سياساتها المهزومة بقلم الناصع الحسب :: لواء في احتياط جيش الاحتلال: نتنياهو تائه وكمين إستراتيجي ينتظره برفح بقلم لطيفة :: إشراقة قدسية ... بشفافي كلمات تهزني مشاعرها ... باسم الكربلائي بقلم تيمور ::
صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 62

الموضوع: مقتل رفيق الحريرى فى عملية إنتحارية فى بيروت

  1. Top | #1

    مقتل رفيق الحريرى فى عملية إنتحارية فى بيروت

    قتل رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبنانى السابق فى انفجار انتحاري ضخم استهدف موكبه وهو متوجه إلى منزله ، وقد قتل 9 اشخاص من مرافقيه فى هذا الحادث المروع الذى اعلنت بعض المنظمات التكفيرية عن مسؤليتها عن هذا الحادث ، وهناك جدل عن جدية هذا الإعلان وعما إذا كان غطاء للجهة الحقيقية التى قامت بهذا العمل الشنيع .

    رحم الله الفقيد فقد قدم لدولة لبنان أفضل إمكانياته فى الوقت الذى كان الاخرون يمارسون هواية إطلاق الشعارات الفارغة وذم النجاح الذى كان يحققه الحريري .

    الفاتحة على روح الفقيد الكبير

  2. Top | #2
    الله يرحمه ، الصراحة ما يستاهل

  3. Top | #3
    صورة الرئيس الحريري بعد الحادثة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. Top | #4
    الحريري... ملياردير ورئيس وزراء سابق

    رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي قتل امس، في انفجار في بيروت، هو ابرز السياسيين في الطائفة السنية والوجوه المعارضة منذ استقالته من رئاسة الحكومة الخريف الماضي.
    والحريري البالغ من العمر 60 عاما جمع ثروته في السعودية قبل ان يتملكه شغف الحياة السياسية ويشكل خمس حكومات اعتبارا من العام 1992.
    شغل منصب رئيس الوزراء في لبنان من 1992 الى 1998 ومن 2000 الى 2004. واستقال في اكتوبر 2004 وانتقل الى صفوف المعارضة, وكان الفائز الاكبر مع حلفائه في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي شهدها لبنان العام 2000 حيث حصد نسبة كبيرة من المقاعد.

    والحريري الذي شكل خمس حكومات عرف كيف يتكيف نسبيا مع قواعد اللعبة التي تفرضها دمشق التي تمارس نفوذا كبيرا جدا على جارها الصغير ولا تزال تنشر فيه اكثر من 14 الف جندي.
    ولد الحريري الممتلئ الجسم الذي غزا الشيب شعره في صيدا (جنوب) من اب يعمل في القطاع الزارعي.

    عمل محاسباً حتى يستطيع اتمام دراسته الجامعية في كلية التجارة في جامعة بيروت العربية قبل ان ينتقل (بفعل اعلان في جريدة يومية) الى السعودية حيث عمل في التدريس، ثم عاد الى تدقيق الحسابات مجدداً، جامعاً هذه المرحلة في 6 سنوات، معيلاً لنفسه ومعيناً لعائلته، قبل ان يضع قدمه عام 1970 في عالم المال والأعمال مؤسساً شركة صغيرة سماها «سيكونيست», وينطلق بقوة عام 1977 عبر قبول تحد فيه الكثير من المغامرة من خلال اشتراكه مع شركة «اوجيه» الفرنسية في انشاء فندق في الطائف، في فترة تسعة اشهر، بعدما اعتذرت شركات كبرى عن قبول هذا التحدي في حينه، ليلاقي اول انجازاته الكبرى ويؤسس بعدها «سعودي اوجيه» المولودة من دمج «سيكونيست» مع «اوجيه» وليكسب بعدها في عام 1987 شرف الجنسية السعودية التي يعتبرها من اهم العلامات المضيئة في سيرته الذاتية.

    قد يكون لقب «رجل الدولة» او «الرئيس» افضل الألقاب بالنسبة الى الحريري، الذي يتجاهل عمداً خلفيته كأحد كبار رجال الأعمال في العالم, ويبدو ذلك جلياً من خلال انغماسه في تفاصيل الحركة السياسية في لبنان والمنطقة امتداداً الى نفوذه وعلاقاته الدولية، مما يجعل الغوص في حجم ثروته واستثماراته مهمة صعبة يمكن الركون فيها على التقديرات لكن يستحيل تكوين صورة متكاملة وحقيقية, وهذه المعادلة تنطبق على جميع الثروات الكبرى التي يحتفظ اصحابها بخصوصيات تجعل الرؤية احياناً كرؤية جبل الجليد.

    وتقدر ثروة الحريري بنحو عشرة مليارات دولار, وقد استثمر كثيرا في القطاعات المصرفية والعقارية والصناعة ووسائل الاتصالات والاعلام, ويملك الحريري محطة تلفزيون خاصة «المستقبل» و صحيفة «المستقبل», كما يملك «اذاعة الشرق» ومقرها باريس.
    وخلال الحكومات التي شكلها، عمد الحريري الى وضع اتصالاته الشخصية في خدمة بلده, فالى جانب العائلة الملكية في السعودية، يقيم علاقات شخصية مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يعتبره «صديقا».

    وراح الحريري يجول في العالم لنيل ثقة المستثمرين الاجانب واللبنانيين المهاجرين يحضهم على العودة الى لبنان بعد الحرب (1975 ـ1990)، وذلك رغم استمرار النزاع في الشرق الاوسط, وفي الوقت ذاته، قاد عملية اعادة اعمار مؤسسات الدولة والبنى التحتية في وقت شغلت فيه جرافاته وسط العاصمة اللبنانية التي اوكلت الى شركة «سوليدير» الخاصة التي اسسها وباتت اسهمها مطروحة في بورصة بيروت.

    وفي نوفمبر 2002، حصل على موافقة المجتمع الدولي خلال لقاء في باريس لنجدة لبنان الذي كان على شفير الاختناق المالي في مقابل اصلاحات اقتصادية تشمل خصخصة عدة قطاعات من الاقتصاد.
    لكن خلافاته مع الرئيس اميل لحود ادت الى شلل السلطة التنفيذية ومنعت تطبيق الاصلاحات, ويرزح لبنان اليوم تحت عبء دين يقارب الخمسة والثلاثين مليار دولار اي نحو ضعفي اجمالي ناتجه الداخلي.

    وتزوج الحريري مرتين وله خمسة اولاد.
    وفي خط مواز للاعمال والاستثمارات، انشأ الحريري عام 1979 «مؤسسة الحريري» وهي منظمة لا تبغي الربح ساهمت في تعليم اكثر من 30 الف طالب لبناني في الجامعات الرسمية والخاصة في لبنان وفي جامعات اوروبا واميركا، كما تؤمن المؤسسة ايضاً خدمات صحية واجتماعية وثقافية.

    ومع تغليب شخصية السياسي على شخصية رجل الأعمال، بدأ التحول في شخصية الحريري والاهتمام بالشؤون اللبنانية مبكراً ايضاً, وبدأ ظهوره «السياسي» على ساحة الاحداث عام 1982 لكن من الباب الاقتصادي، حيث يتذكره اللبنانيون جيداً «كفاعل خير» وضع امكاناته بتصرف الدولة اللبنانية وساهم في ازالة الآثار الناجمة عن الاجتياح الاسرائيلي للبنان ووصوله الى العاصمة بيروت.

  5. Top | #5
    الحريري ... دولة الشهيد

    بيروت ـ من وسام أبو حرفوش:

    في عملية اجرامية تشبه الاعصار، اغتيل امس في بيروت، رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عبر انفجار سيارة مفخخة على مقربة من فندق «السان جورج»، على الكورنيش البحري في عين المريسة، استهدف موكبه «المحصن».

    ولم يكن جف دم الحريري، الذي تفحمت جثته من جراء الانفجار الكبير الذي استهدف موكبه، حتى تداعت المعارضة بكل اطرافها الى لقاء عقد في دارته، اصدرت على اثره بياناً حمّل في شكل واضح السلطة اللبنانية و«سلطة الوصاية» السورية مسؤولية اغتياله, ودعت المجتمع الدولي الى «تحمل مسؤولياته»، والى تشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف ملابسات الجريمة «في ظل انعدام الثقة بهذه السلطة واجهزتها كافة».

    وطالبت المعارضة بخروج كامل للجيش السوري من لبنان قبل الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، مطالبة «برحيل السلطة الفاقدة شرعيتها الدستورية والشعبية والدولية وقيام حكومة انتقالية».

    كما اتهم النائب المعارض والوزير السابق مروان حماده سورية بالوقوف وراء الاغتيال, وقال حماده الذي كان نجا من محاولة اغتيال في الاول من اكتوبر 2004 «انها جريمة بشعة والمسؤوليات عنها معروفة : فهي تبدأ في دمشق وتمر في بعبدا (حيث القصر الرئاسي اللبناني) والحكومة اللبنانية واجهزة الاستخبارات اللبنانية, هذا كل ما عندي لاقوله».
    وتحدث العماد ميشال عون صراحة عن «مسؤولية سورية» في «الجريمة الشنيعة, وقال: «انهم مسؤولون, انهم هم الذين يمسكون بالامن والاجهزة المخابراتية (في بيروت)»، مشيرا الى «دلائل عدة» مثل «الوسائل المستخدمة لـ (تنفيذ) هذا الاعتداء في وسط المدينة», واضاف: «نحن تعودنا منذ قرابة 30 سنة، خلال الحقبة السورية، على سلسلة من الجرائم لم يكشف اي منها»، مذكرا بالاعتداء على الزعيم الدرزي كمال جنبلاط والمفتي السني الشيخ حسن خالد والسفير الفرنسي السابق لوي ديلامار وعلى الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل والرئيس رينه معوض,
    وكان لافتاً ان الزعيم المعارض وليد جنبلاط تلقى امس اتصالاً من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، طالباً منه اتخاذ الحيطة والحذر، فيما اعلنت كتلة الحريري البرلمانية رفضها مشاركة اركان السلطة في مأتمه بعدما حملتها مسؤولية قتله.

    وعلم من مصادر امنية موثوقة اجرت تحقيقاً اولياً حسياً، ان الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة تزن بين 250 و300 كيلو غرام من مادة «تي ان تي» شديدة الانفجار، وان العبوة كانت موضوعة على الارجح داخل سيارة من نوع «مرسيدس»، لكن لم يتم حسم نوعها ومواصفاتها بعد، ولا يزال العمل الجنائي جارياً عليها بعد التحقق من السيارات المتضررة في الحادث، بغية معرفتها اذ قد يؤدي ذلك الى كشف خيوط حول هذه الجريمة.
    واحدثت قوة الانفجار حفرة بلغ عمقها ثلاثة امتار وقطرها نحو 15 متراً مما يدل على عنف الانفجار.

    وتحدثت معلومات امنية ليلاً عن دهم منزل الشخص الظاهر في شريط الفيديو الذي بثته محطة «الجزيرة» وأذاع خلاله بياناً صادراً عن جماعة تعلن عن نفسها للمرة الاولى تدعى «النصر والجهاد في بلاد الشام»، وهو فلسطيني يدعى احمد تيسير ابو عدس (والدته نهاد) من مواليد 1982 ويسكن في محلة الطريق الجديدة قرب الجامعة العربية، وينتمي الى احد التيارات الارهابية وتم ضبط اسلحة وأعتدة منه.

    وعُلم ان التحقيقات تجري لمعرفة اذا كان ابو عدس فجّر نفسه ام انه فجّر السيارة المفخخة.
    وليلا، حاول عشرات من الشبان تخريب واحراق مقر الفرع اللبناني لحزب البعث الحاكم في سورية, وحطم الشبان واجهات المحال التجارية الواقعة في الطابق السفلي لمبنى من 12 طبقة يضم الاول منها مقر حزب البعث في بيروت في احد الاحياء السنية في جنوب العاصمة اللبنانية.
    وفي مدينة صيدا، مسقط رأس الحريري، نزل المئات الى الشارع واغلقوا بإطارات السيارات المشتعلة الطريق الساحلية التي تربط هذه المدينة الجنوبية بالعاصمة.

    من ناحيتها، وجهت فرنسا تلميحا «اصابع الاتهام» الى النظامين السوري واللبناني، من خلال دعوتها الى فتح تحقيق دولي وملاحقة ومحاسبة المسؤولين,,, فدعوتها تعني عدم ثقتها بالتحقيقات اللبنانية والسورية من جهة، وعزمها على رفع القضية الى مجلس الامن من جهة ثانية.

    واعلنت الولايات المتحدة امس انها تريد التعاون مع مجلس الامن ومع حلفائها «لمعاقبة المسؤولين» عن الاعتداء.
    وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان «سنبحث مع مجلس الامن ومع آخرين كيفية معاقبة المسؤولين» عن هذا الاعتداء من دون ان يذكر سورية.
    وكان ذكر قبلا في تعليق اولي على الاغتيال «ان الجريمة هي عامل تذكير مريع بأن الشعب اللبناني يجب ان يكون قادرا على تحقيق تطلعاته وتقرير مستقبله السياسي بعيدا عن العنف والترهيب وبحرية من دون الاحتلال السوري».

    وفي موقف لافت على سرعة صدوره، ومن مستوى اعلى الهرم، «دان» الرئيس بشار الاسد اغتيال الحريري واصفا العملية بـ «العمل الاجرامي الرهيب», وقال في بيان له بثته وكالة «سانا»، ان «سورية حكومة وشعبا تعلن وقوفها الى جانب لبنان الشقيق في هذه الاوضاع الخطيرة وتتوجه الى اسرة السيد رفيق الحريري وعائلات الضحايا بمواساتها وتعازيها الحارة».

    واستنكرت الكويت عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، معربة عن تأييدها وتضامنها مع كل ما يتخذه لبنان من إجراءات «لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية» وبعث سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد برقية تعزية ومواساة إلى الرئيس اميل لحود، معربا سموه عن تعازي الكويت قيادة وشعباً للشعب اللبناني الشقيق وقيادته بهذا الحادث المؤلم واستنكارها لهذه الأعمال الخارجة عن الأعراف والأخلاق، كما بعث سموه برقية تعزية أخرى إلى أسرة الفقيد.

    وبعث سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله برقيات مماثلة استنكر فيها هذه الأعمال الإجرامية التي تزعزع الأمن والاستقرار وتروع الآمنين، كما نعى رئىس مجلس الأمة جاسم الخرافي رئىس وزراء لبنان السابق، معربا عن ادانته الشديدة «للعمل الإجرامي الذي أسفر عن مقتل أحد رجالات الأمة العربية» لافتا إلى ان «هذا الحادث المؤسف إن دل على شيء فهو يدل على جهل من قام به».

    وعبر سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد في برقية تعزية إلى رئىس الوزراء اللبناني عمر كرامي، عن وقوف الكويت وتضامنها مع البلد الشقيق في كل ما يتخذه من إجراءات لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية للحفاظ على أمنه وسلامته.

  6. Top | #6
    عمل مدان بكل المقاييس والغريب إن قتله تم فى عيد الحب أو الفالنتين

  7. Top | #7
    اللحظات الأخيرة للحريري: جلسة مع الرفاق حول فنجان قهوة

    تحدث مع السبع وبويز في مجلس النواب ثم غادر بعد 7 دقائق قائلا «لا شيء لدي لأقوله»


    جلسة حول فنجان قهوة مع بعض نواب كتلته واصدقائه في مقهى في مواجهة مبنى مجلس النواب وفي قلب مشروع «سوليدير»، ابرز انجازاته في بيروت، كانت آخر ما قام به رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري قبل اغتياله امس.

    سبع دقائق امضاها قبل ذلك في جلسة اللجان النيابية المشتركة التي اجتمعت امس للبحث في قانون الانتخابات. وقد حرص الحريري على الحضور، كما فعل في وقت سابق، لمناقشة مشروع القانون الذي كان يوليه اهمية بالغة خصوصاً في ما يتعلق بتقسيمات بيروت الانتخابية. لكن كثرة طالبي الكلام (17 نائباً) وعدم الدخول في تفاصيل القانون وتقسيمات بيروت، جعلته يعدل عن ذلك مفضلاً فنجان القهوة والعودة بسيارته الى... حيث لاقى حتفه. في الجلسة، فضَّل الحريري الانزواء في حديث جانبي مع عضو كتلة النائب وليد جنبلاط النائب باسم السبع، رفيق درب الحريري في السياسة، ثم غادر الجلسة حيث التقى عند الباب الوزير السابق النائب فارس بويز. وانغمسا في حوار سريع انتهى بتربيتة من يد الحريري على كتف بويز ووداع. وفيما رفض الوزيران السابقان السبع وبويز الخوض في تفاصيل النقاش الاخير «احتراماً للحظة» قال النائب عدنان عرقجي، عضو كتلة الحريري السابق، ان مرافق الحريري الشخصي يحيى العرب (الذي قضى في الانفجار ايضاً) قلل أمامه من أهمية ما تردد عن استبعاده من لائحة الترشيحات في بيروت، قائلاً له: «معليش طوِّل بالك مع الريس كل شيء بيكون مليح».

    الحريري رفض لدى مغادرته المجلس النيابي التحدث للصحافيين «لا شيء لدي لأقوله». لكنه كان أدلى بحديث قصير لصحيفة «السفير» هو آخر ما قاله، دافع فيه عن أعضاء في جمعية خيرية تابعة له حقق معهم القضاء في قضية توزيع زيت اعتُبر رشوة انتخابية. الحريري قال انه في صفوف المعارضة، لكنه رفض ان يوضع في خانة «المعادي للثوابت الكبرى».

  8. Top | #8
    الحريري غادر البرلمان ملوحاً بيده .. وأحذية وبقايا ملابس شكلت الدليل على هوية الجثث بعد الانفجار

    بيروت: سناء الجاك

    لحظات قليلة كانت كافية لينقلب محيط فندق الفينيسيا الى ساحة دمار، ويستعيد تاريخه قبل ربع قرن كمحور من محاور الحرب اللبنانية البغيضة. دوي انفجار هائل غيَّر معالمه وزرع الموت فيه، ومحا صورة الحياة التي عرفها خلال السنوات الماضية. عادت اليه رائحة لم يستطع اللبنانيون نسيانها حتى الآن: رائحة الموت.

    جثث ممزقة وحطام سيارات محترقة وركام ووحل وماء يتفجر من أنابيب مكسورة وزجاج مشظى تساقط على الأرض. ووسط كل ذلك أشلاء وبقع دم عند أشجار جذوع أشجار النخيل على الرصيف البحري لوسط بيروت... هذا الوسط الذي أعاده الرئيس الراحل رفيق الحريري جوهرة على خاصرة لبنان، أراده القدر تصبح تخومه مقبرة له ولرفاقه صباح أمس.
    متابعة المشهد بدت كالانتقال من الواقع الى عالم الكوابيس.

    عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني وصلوا بعد دقائق قليلة، كذلك الصحافيون والمصورون والفضوليون. لم يكن التجول في مسرح الجريمة صعباً في بداية الأمر، مع أن رجل الأمن أوقفني بقوله: «أين تذهبين؟ الموت أمامك. ربما هناك عبوة أخرى. اعملي معروف وعودي الى الوراء. لا توجعوا قلوبنا». لكني اقتربت. كذلك فعل غيري. دخلت في زحمة الناس. أكثرهم كان من العمال في الورش المحيطة بفندق السان جورج. لم اصدق أني أسير على الطريق نفسها التي عبرتها قبل ساعتين، اذ لم يكن قد مر اكثر من ربع ساعة على دوي الانفجار. ولا احد عرف من استهدف.

    قال احد الجرحى: «طارت الكراسي بنا. وسقط لوح زجاج علي». وقال آخر: «أحسست في بادئ الأمر انه اختراق قوي لجدار الصوت تسببت به طائرة حربية إسرائيلية. وبعد لحظات بدأنا نفهم ماذا حصل».

    لكن من عايش سنوات الحرب الأهلية وسمع دوي انفجارات مماثلة، منها السفارتان العراقية الاميركية ومقرا المارينز والجنود الفرنسيين، عرف فوراً ما حصل، حتى قبل ان ينظر الى السماء ويرى الدخان الأسود الكثيف الذي ابتلع الطبقات العليا من الأبنية المحيطة، وحتى قبل أن تنقطع خطوط الهاتف الجوال، ويصبح الاتصال مستحيلاً، يزيد من فظاعة المشهد وقسوته.
    لم تنفع محاولات العناصر الأمنية في أبعاد الناس الذين توافدوا الى مكان الانفجار. معظمهم كان يريد الاطمئنان على أخ أو قريب أو صديق يعمل في الفنادق أو المؤسسات المحيطة، لاسيما في البنك البريطاني (HSBC) وفندق الفينيسيا وفندق السان جورج الذي يعيد العمال ترميمه حيث تحول المدخل الى حفرة اكبر من غرفة. على الجانب المقابل سيارة جيب خضراء من طراز شيفروليه، لم يتحطم هيكلها، قال النائب باسم يموت إنها في عداد موكب الرئيس الراحل وهز رأسه أسفاً وهاجم المعارضة في تصريح لقناة تلفزيونية ثم انصرف.

    في هذه اللحظة خرج احد أبناء يحيى العرب (أبو طارق)، مرافق الرئيس الحريري، من دائرة الجحيم المزنرة بشريط اصفر. ضرب رأسه بيديه وصرخ باكياً «راحوا». انتقلت عدوى البكاء الى مجموعة شبان التفوا حوله، بينهم عناصر من الدفاع المدني والجيش.

    توافد بعض نواب كتلة الحريري. ولعل المشهد الأكثر تأثيراً في النفوس عكسه النائب محمد الحجار، الذي اقترب من السيارات المحترقة خلال سحب الجثث وكاد أن يتهاوى تحت وطأة الصدمة. النائب ميشال فرعون بدا متماسكاً أكثر، لكن الحزن أخرسه لتعبر دمعة محبوسة في عينه عن فظاعة ما حصل.

    واصل عناصر الصليب الأحمر والدفاع المدني سحب الجثث. حاولوا سترها بأغطية خلال نقلها الى سيارات الإسعاف، لكن الركام على الطريق كان يؤدي الى كشف «المستور» لتظهر على الحمالات رؤوس محترقة حمراء وسوداء وأطراف مشعلة وأحذية وبقايا ملابس شكلت الدليل على هوية الجثث.
    احدهم عرف قريبه من حذائه وصرخ «هذا هو». التف حوله الصحافيون، فأبعد عناصر الجيش الجميع.

    سارع احد رجال الأمن الى التقاط لوحة سيارة سوداء كالفحم، غسلها بماء أنبوب مكسور. سألته «ما رقمها؟» أجاب: «لم يعد واضحاً» لكني قرأت: «ثمانية وواحد» قبل ان يبتعد بها.
    اقتربت امرأة وهي ترجو عناصر قوى الأمن ليسمحوا لها بالدخول والتفتيش عن ابنتها. قالت: «اسمها راغدة مقداد وتعمل في «بيت المحترف» الملاصق لفندق السان جورج، ويفترض ان تكون قد عبرت لحظة الانفجار. لم تصل الى عملها. دخيلكم دعوني امر».
    لم يسمحوا لها بالطبع، خوفاً عليها، لكنهم ساعدوها، لتجد طريقاً أخرى تقودها الى «بيت المحترف». وطمأنوها الى أن الاتصالات المقطوعة هي سبب جهلها مصير ابنتها، متمنين لها أن تكون بخير.

    فندق الفينيسيا المواجه لمكان الانفجار خسر معظم واجهاته الزجاجية وأقفل مدخله بشريط اصفر. منع من ليس له عمل من الدخول إليه.
    المصور الصحافي سامي عياد بدا مذهولاً. وقال: «شاهدته يخرج من البرلمان. رفع يده بالتحية وغادر ليتوجه الى حتفه».

    ضاعف عناصر الأمن إجراءاتهم ومنعوا الجميع من الاقتراب. انتهت مواكبة الموت، فابتعد الصحافيون والمصورون. سألتني صحافية إسبانية: «لماذا حصل هذا. ألم يكن رفيق الحريري الزعيم الأشهر في بلادكم؟» لم اجبها، فالكلام يبدو تافهاً حيال رهبة الموت. لكني تذكرت كمال جنبلاط والمفتي حسن خالد والرئيس رينيه معوض وغيرهم وغيرهم. وتذكرت الحرب، ولا سيما أن شاحنات الجيش باتت أكثر من السيارات المدنية على الطرق. وجوه الجنود فيها بدت واجمة، كذلك وجوه الناس، حتى أصبحت رؤية ابتسامة ما أمرا مستحيلاً.

    «لا بد من المغادرة» قال احدهم لرفيقه محذراً إياه من السير تحت الأبنية، مضيفاً «ما زال الزجاج يتساقط، كذلك ألواح الانترنت التي قد يقلبها الهواء على رؤوسنا». فأجابه الآخر: «انقلب البلد رأساً على عقب. وحده الله يعرف مقدار الأذى الذي سيطيح بمستقبل لبنان».

  9. Top | #9
    محطات في حياة الحريري


    * رئاسته للحكومة ساعدت في زيادة النمو
    * بعد أيام على توليه رئاسة الوزراء اللبنانية عام 1992، ارتفعت قيمة الليرة اللبنانية بنسبة 15 في المائة، وازدادت ثقة الدول الأجنبية في لبنان، نسبة للعلاقات الواسعة التي كان يحظى بها الحريري في الولايات المتحدة وأوروبا ومنطقة الخليج.

    وخلال فترة رئاسته للحكومة استقرت الليرة اللبنانية، وارتفعت نسبة النمو حتى وصلت الى 8 في المائة عام 1994، كما انخفضت نسبة التضخم حتى وصلت الى 29 في المائة بعد ان كانت 131 في المائة.

    * إعادة إعمار وسط العاصمة
    * ربما كانت إحدى البصمات التي تركها الحريري في بيروت هي دوره في إعادة إعمار الوسط التجاري للعاصمة اللبنانية، حيث شغلت فيه جرافاته التي أوكلت إلى شركة «سوليدير» الخاصة التي أسسها وباتت أسهمها مطروحة في بورصة بيروت.

    وتحول الوسط التجاري في بيروت بعد إعادة إعماره إلى رمز للعاصمة الموحدة التي كانت مقسمة إلى شطر غربي وآخر شرقي طيلة الحرب الأهلية اللبنانية، ويلتقي فيها اليوم اللبنانيون من كل أطياف المجتمع.

    * «مؤسسة الحريري»
    * في عام 1979 أسس الحريري «المعهد الإسلامي للتعليم العالي» في مسقط رأسه بصيدا، قبل ان يؤسس في نفس السنة «مؤسسة الحريري للثقافة والتعليم العالي» التي وفرت فرص التعليم لأكثر من 33 ألف طالب من مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية بينهم حملة درجة الدكتوراه في مختلف العلوم والتخصصات.

    وفي عام 1983، شيد الحريري مستشفى، وثانوية، وجامعة، ومركزا رياضيا كبيرا في منطقة كفر فالوس بلبنان. ويجمع اللبنانيون وغيرهم ان «مؤسسة الحريري» كانت أهم إنجازات الفقيد.

    * دور بارز في «مؤتمر الطائف»
    * في عام 1983 قام الحريري بجهود حوارية وتفاوضية مع قيادات سياسية لبنانية بهدف إنهاء الحرب الأهلية. وفي العام التالي، 1984، شارك في مؤتمري الحوار الوطني اللذين عقدا في مدينتي جنيف ولوزان بسويسرا وحضرهما ابرز ممثلي القوى السياسية والطائفية اللبنانية. وأطلق كذلك عدة مبادرات لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 1975، وأثمرت جهوده في الأخير في عقد «مؤتمر الطائف» عام 1989، بالسعودية تحت رعاية المملكة، وهو المؤتمر الذي ابرم فيه «اتفاق الوفاق الوطني» وأنهى فعليا ودستوريا الحرب اللبنانية نهائيا.
    * توجه للسعودية بعد قراءته خبرا عن حاجتها لمدرسين

    * ولد الحريري عام 1944 في صيدا بجنوب لبنان من أب يعمل في القطاع الزراعي. وبعد ان أنهى تعليمه الثانوي عام 1964، سجل في جامعة بيروت العربية لدراسة المحاسبة، وكان في تلك المرحلة نشطا في الحركة الوطنية العربية.

    وفي عام 1965، توقف عن دراسته (تردد انه فعل ذلك بسبب عجزه عن تسديد متطلبات الدراسة المالية) وتوجه إلى السعودية بعد ان قرأ إعلانا في صحيفة يشير إلى حاجة المملكة إلى مدرسين. عمل في السعودية مدرسا ومحاسبا قبل ان يؤسس شركة خاصة أطلقت شهرته في عالم البناء.
    * بناؤه فندقا في الطائف كان بداية نجاحه

    * حالفه الحظ عام 1977 عندما كلفت الحكومة السعودية هذا المقاول بناء فندق في الطائف لاستضافة احد المؤتمرات، وقد وعد بتشييده في فترة قياسية لم تتجاوز ستة أشهر. وبالفعل، نجح في رهانه وفاز تاليا بثقة المسؤولين السعوديين. وفي 1978 حصل على الجنسية السعودية.

    * باريس ـ 1 و2
    * استخدم الحريري علاقاته الشخصية والسياسية ونجح في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002 في الحصول على موافقة المجتمع الدولي خلال لقاء «باريس ـ 1» وفي مطلع 2003 «باريس ـ 2» لنجدة لبنان الذي كان على شفير الاختناق المالي في مقابل إصلاحات اقتصادية تشمل خصخصة قطاعات عدة من الاقتصاد.

    لكن خلافاته مع رئيس الجمهورية إميل لحود أدت إلى شلل السلطة التنفيذية ومنعت تطبيق الإصلاحات. ويرزح لبنان اليوم تحت عبء دين يقارب 35 مليار دولار أي ضعفي إجمالي ناتجه الداخلي.

  10. Top | #10
    رفيق الحريري بدأ رجل أعمال عصاميا من عائلة غير سياسية واستقطب الزعامة السنية في لبنان ووظف رصيده في إعادة إعماره


    نجح رفيق الحريري، رجل الأعمال الثري، في أن يحقق انجازاً عجز عنه كل الساسة السنة في لبنان المستقل منذ رئيس حكومة الاستقلال الأولى رياض الصلح: احتكار الزعامة الفعلية للمسلمين السنة في البلاد. والمفارقة مع زعامة الحريري أنه لا يتحدر من بيت سياسة وزعامة عريق، بل نبع بروزه السياسي من عصاميته وحرصه على ان يساعد ثراؤه (تقدر ثروته الشخصية بأكثر من 4 مليارات دولار أميركي) في مسيرة النهوض والتنمية في لبنان الخارج من حرب أهلية مدمرة قتل فيها وفقد أكثر من 200 الف شخص.

    * البداية
    * ولد رفيق الحريري عام 1944 في عائلة مسلمة سنية من الطبقة من دون المتوسطة في مدينة صيدا عاصمة محافظة لبنان الجنوبي. والده بهاء الدين كان مزارعا. اشقاؤه شفيق، وهو حائز اجازة من كلية التجارة في جامعة بيروت العربية، وبهية، وهي نائبة في البرلمان اللبناني منذ 1992 . تلقى رفيق الحريري علومه الابتدائية في مدرسة فيصل الاول المجانية التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية والثانوية في ثانوية المقاصد في صيدا. ونال شهادة التوجيهية المصرية عام1964 . بدأ الحريري الشاب حياته المهنية قاطفاً للحمضيات (البرتقال والليمون) في بساتين صيدا ثم في قطاف التفاح في البقاع. ثم عمل مصحّحاً صحافياً في العاصمة اللبنانية بيروت. وفي بيروت التحق بكلية التجارة في جامعة بيروت العربية، وباشر العمل في ميدان المحاسبة للتكلف بنفقات تعليمه الجامعي. غير أنه وجد صعوبة في مواصلة مشواره الجامعي. وفي يوم من الأيام قرأ اعلاناً لوظيفة في المملكة العربية السعودية، وسافر الى المملكة، عام 1966، حيث عمل مدرّسا للرياضيات في «ليسيه جدة» لمدة سنتين، ثم عاد الى المحاسبة وتدقيق الحسابات على امتداد ست سنوات.

    * الصعود المالي
    * عام 1970 خطا الحريري خطواته الأولى في عالم الأعمال الحرة عندما أسس شركة صغيرة هي «سيكونيست». ثم حقق قفزة جبارة عام 1977 عندما قبل تحدياً لا يخلو من مجازفة عبر مشاركته مع شركة «أوجيه» الفرنسية للانشاءات في تشييد فندق فاخر بمدينة الطائف فرغ من تشييده خلال تسعة أشهر، بعدما جبنت شركات كبيرة عن النهوض بالمشروع. وبعدها دمج شركته الصغيرة «سيكونيست» بشركة «أوجيه» التي اشتراها وأطلق على الشركة المدمجة الجديدة اسم «سعودي أوجيه» التي تعد اليوم إحدى أكبر شركات المقاولات والانشاءات في العالم العربي، وقد امتلكها بالكامل عام 1979 .

    وبين المشاريع الانشائية الضخمة التي نفذتها الشركة: فندق «انتركونتيننتال» في مكة المكرمة، ومركز الشروق الحكومي في الظهران، ومجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، والمركز الحكومي في الرياض (بتكلفة 3 مليارات ريال سعودي)، ومشروع «الفا» في الرياض الذي يضم مجلس الشورى والديوان الملكي، وفندق «المسرة» (انتركونتيننتال) في الطائف، والمدينة الحكومية في الدمام، وقصر الامويين في العاصمة السورية دمشق.

    وبعد «سعودي أوجيه»، سرعان ما عزز الحريري نجاحاته ونمّى ثروته عبر استثماراته الناجحة في مختلف المجالات الاقتصادية بما فيها العقارات والقطاع المصرفي، داخل العالم العربي وخارجه، عبر الملكية التامة لمجموعة البحر المتوسط ـ التي تضم «بنك البحر المتوسط» و«البنك اللبناني السعودي» ـ وملكية بنسب متفاوتة لأسهم في بنوك عربية واوروبية منها «البنك العربي» و«اندوسويز»، واستثمارات موازية في القطاع المالي والاوراق المالية المصدرة في البورصات العالمية والعائدة لمؤسسات تعمل في حقول مختلفة.

    يضاف اليها استثمارات سياحية على غرار فنادق «شيراتون» في المملكة العربية السعودية، ثم الاستثمارات الاعلامية التي بدأت بتأسيس شبكة تلفزيون «المستقبل» وشراء «اذاعة الشرق» التي تبث من العاصمة الفرنسية باريس منذ عام 1981، وامتلاك امتياز مجلة «المستقبل» وجريدة «صوت العروبة» واصدار جريدة «المستقبل»، وامتلاك نسبة اسهم في دار «النهار» (باع حصته فيها لاحقاً). وبين الاستثمارات المعلنة الأخرى الاسهام بتأسيس الشركة العربية القابضة في سورية برأس مال قدره 100 مليون دولار بالاشتراك مع ثلاث مجموعات سعودية كبرى. وفي خط مواز للاعمال والاستثمارات، أطلق رفيق الحريري عام 1979 «مؤسسة الحريري»، وهي منظمة لا ربحية ساهمت في تعليم اكثر من 30 الف طالب لبناني في جامعات لبنان واوروبا واميركا، إضافة إلى تأمين خدمات صحية واجتماعية وثقافية. وجعلت المؤسسة لها مراكز في كل من بيروت وباريس وواشنطن.

    * دخول عالم السياسة
    * كان الحريري، وفق من عرفوه في شبابه، مثالاً للشاب المسلم الصيداوي المؤمن بشدة بالقومية العربية. ويؤكد بعض هؤلاء أنه ظل متحمساً لهذه الهوية رغم انغماسه في عالم المال والأعمال غير أنه صار أكثر «براغماتية»، وانفتح على تيارات عديدة في العديد من الدول العربية والأجنبية، وأنشأ شبكة علاقات وطيدة مع طيف واسع من رجال السياسة في عواصم القرار الدولي. وهذا بالذات ما أهله لدخول ساحة السياسة اللبنانية في مرحلة ما بعد الحرب من الباب الواسع وأن يشغل منصب رئاسة الحكومة للمرة الاولى في تاريخه. والواقع أن الظهور «السياسي» على ساحة الاحداث جاء عام 1982 من الباب الاقتصادي، عندما اطل متبرعاً ومغيثاً وواضعا امكاناته المالية وشبكة علاقاته الواسعة بتصرف الدولة اللبنانية، بالاضافة طبعاً الى استثماره بجيل الشباب الذي أنفق على تعليمه. وقد ساهمت أموال الحريري وطواقم مؤسساته في ازالة آثار الاجتياح الاسرائيلي للبنان الذي بلغ العاصمة بيروت.

    بعدها، عام 1983 نشط في مهام حوارية وتفاوضية مع القيادات والزعامات السياسية اللبنانية ساهمت في إخراج لبنان من نفق النزاع الأهلي المظلم. وفي العام التالي 1984 شارك في مؤتمري الحوار الوطني اللذين عقدا في مدينتي جنيف ولوزان بسويسرا وحضرهما أبرز ممثلي القوى السياسية والطائفية اللبنانية، وأطلق عدة مبادرات عملية لانهاء الحرب الأهلية اللبنانية المستمرة منذ 1975 . وأثمرت جهود الحريري عام 1989 في عقد «مؤتمر الطائف» بالمملكة العربية السعودية تحت رعاية المملكة، وهو المؤتمر الذي أبرم فيه «اتفاق الوفاق الوطني» وأنهى فعلياً ودستورياً الحرب اللبنانية نهائياً.

    * في الواجهة السياسية
    * وفي اكتوبر (تشرين الأول) من عام 1992 أولاه الزعماء والقادة اللبنانيون ثقتهم وكلفه رئيس الجمهورية ـ يومذاك ـ الرئيس الياس الهراوي بتشكيل أول حكومة يترأسها وكانت عملياً أول حكومة «وفاقية» في لبنان ما بعد الطائف. وفي العام نفسه انتخب نائباً في البرلمان عن بيروت واحتفظ بمقعده حتى اليوم. وألف الحريري حكومته الثانية في مايو (أيار) 1995. ثم بعد انتخابات سبتمبر (ايلول) 1996 التي فاز بها على رأس قائمته التي ضمت 13 مرشحاً في بيروت، ألف حكومته الثالثة في أكتوبر من العام نفسه.

    وفي عهد هذه الحكومة أجريت في لبنان أول انتخابات بلدية منذ عام 1963، كما أعيد افتتاح مطار بيروت الدولي الموسع الجديد عام 1998. ومما يذكر أن الحريري أطلق من خلال مشاركته غير المنقطعة في الحكم على امتداد 6 سنوات (بين 1992 و1998) أضخم عملية إعمار وبناء في تاريخ البلاد، من علاماتها البارزة إعادة إعمار وتأهيل وسط بيروت التجاري ومرافقها الحيوية الذي بدأ عام 1994 عبر شركة «سوليدير». كما أنشأ عام 1993 وزارة للمهجرين نشطت في تأمين عودة عشرات الآلاف من مهجري الحرب ومشرديه الى مدنهم وقراهم.

    في نوفمبر (تشرين الثاني) 1998، وسط تنافر واضح بين الحريري ورئيس الجمهورية الجديد اميل لحود حول صلاحيات الرئيسين، ومن منهما الرأس الفعلي للسلطة التنفيذية، أحجم الحريري عن ترؤس الحكومة، فكلف لحود بتشكيلها رئيس الوزراء السابق سليم الحص المعروف بأنه من منتقدي الحريري وخصومه السياسيين في العاصمة اللبنانية.

    أشرفت حكومة الحص على انتخابات نيابية عام 2000 شابتها حملات اعلامية حكومية منظمة ضد الحريري عبر عدد من السياسيين وأجهزة الاعلام الرسمية. الا أن هذا العداء من قبل الرئيس لحود والاستهداف المباشر للحريري أوجد حالة تعاطف اسلامية غير مسبوقة له في الشارع البيروتي كانت نتيجتها، في سبتمبر (أيلول) 2000 اكتساح قوائم الحريري الثلاث العاصمة مجدداً حاصدا المقاعد الـ18 المخصصة للمدينة، وسقوط الرئيس الحص نفسه في هذه الانتخابات. وكانت تلك أول حالة سقوط لرئيس وزراء في السلطة في انتخابات برلمانية في لبنان. وعلى الأثر، ونتيجة المشاورات النيابية اضطر الرئيس لحود، في اكتوبر لتكليف الحريري مجدداً بتشكيل حكومته الرابعة بعد ما سماه لرئاستها 103 نواب من أصل مجموع نواب البرلمان الـ128. ثم عاد الحريري فشكل حكومته الخامسة في ابريل (نيسان) 2003 بعدما رشحه للمنصب 93 نائباً (من الـ128)، الا ان علاقاته برئيس الجمهورية ظلت على حالها من السلبية.

    * نهاية الطريق مع لحود...ودمشق
    * وفي صيف عام 2004 اشتد التجاذب في الساحة السياسية، وازدادت الضغوط السورية لتعديل الدستور لكي يتسنى تمديد فترة حكم الرئيس لحود أمام تردد الحريري ومعارضة حليفه القوي الزعيم الاشتراكي الدرزي وليد جنبلاط، وكذلك الرفض المعلن من جانب الولايات المتحدة وفرنسا. وفي نهاية المطاف، وتجاوبا مع الضغوط السورية وافقت حكومة الحريري على التمديد.

    وفيما امتنع معظم اعضاء كتلته عن تأييد القرار لدى احالته في مجلس النواب، صوتت كتلة جنبلاط علناً ضد التمديد. وبعدها شعر الحريري أنه لم يعد قادرا على البقاء في الحكم في وجه تأييد دمشق الواضح للرئيس لحود فاستقال. وقاطع نواب كتلته ونواب حليفه جنبلاط الحكومة البديلة التي كلف لحود بتشكيلها رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي، أحد خصوم الحريري المزمنين. وجاء تشكيل الحكومة بمثابة اعلان حرب على حلف الحريري ـ جنبلاط، اذ ضمت عدداً من ألد خصومهما السياسيين إلى جانب حلفاء للحود وممثلين عن الأحزاب المؤيدة أو التابعة لدمشق.

    غير أن هذا «السيناريو» ساهم في استحصال واشنطن وباريس على قرار من مجلس الأمن الدولي (رقم 1559) يطالب بانسحاب القوات السورية من لبنان وتجريد كل القوى غير الشرعية (بما فيها المقاومة اللبنانية) من أسلحتها وارسال الجيش اللبناني الى الجنوب. كذلك ساعد على تنامي صفوف المعارضة، اذ طوى جنبلاط صفحة عداوته القديمة مع قوى اليمين المسيحي، بما في ذلك جماعتا الجنرال ميشال عون قائد الجيش السابق المقيم في فرنسا، والقائد السابق لميليشيا «القوات اللبنانية» سمير جعجع السجين في مقر وزارة الدفاع اللبنانية بضواحي بيروت.

    وبالتدريج أخذ نواب كتلة الحريري يعمّقون تنسيقهم مع تحالف جنبلاط والمعارضة المسيحية في وجه الرئيس لحود وداعميه من القوى المؤيدة لدمشق وعلى رأسها القوتان الشيعيتان الرئيسيتان «حزب الله» وحركة «أمل».
    * وضعه الشخصي ـ متزوج مرتين. زوجته الثانية الحالية نازك عودة الحريري.
    ـ تقدر ثروته وفق مسح مجلة «فوربز» الأميركية لأغنى أغنياء العالم بـ4.3 مليار دولار محتلاً بذلك المرتبة الـ108 بين أغنى الأغنياء لعام 2004 . ـ يحمل الجنسية السعودية منذ عام 1987 الى جانب جنسيته اللبنانية.

    ـ تشغل شقيقته النائب بهية الحريري أحد المقعدين البرلمانيين لمدينة صيدا (مسقط رأسه) في البرلمان اللبناني، وهي حالياً رئيسة لجنة التربية في البرلمان.

  11. Top | #11
    السيارة... أداة القتل «المفضلة» في لبنان


    ينحاز تاريخ الاغتيالات السياسية في لبنان الى السيارة كأداة مفضلة للقتل، في الاغتيالات السياسية العديدة التي شهدها هذا البلد منذ استقلاله وحتى اليوم. ذلك ان تسع عمليات اغتيال من اصل 16 عملية بارزة استهدفت شخصيات لبنانية في سياراتهم، عدا عن المحاولات الفاشلة كتلك التي استهدفت النائب مروان حمادة في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، او محاولة اغتيال النائب وليد جنبلاط عام 1982 .
    وفي ما يأتي ابرز الاغتيالات السياسية التي شهدها لبنان:
    *16 يوليو (تموز) 1951: اغتيال رئيس الحكومة رياض الصلح خلال زيارة كان يقوم بها للاردن على يد ثلاثة مسلحين (فلسطينيين ولبناني)، انتقاماً لاعدام مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي انطون سعادة.
    * 1958: اغتيال نسيب المتني صاحب جريدة «التلغراف».
    * 10 ابريل (نيسان) 1969: كوماندوز اسرائيلي يغتال 3 قادة فلسطينيين في بيروت.
    * 17 فبراير (شباط) 1975: اغتيال النائب معروف سعد بينما كان يقود مظاهرة لصيادي السمك في مدينة صيدا.
    * 16 مارس (اذار) 1977: اغتيال مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط (والد النائب وليد جنبلاط)، في مكمن نصب له قرب بلدة دير دوريت في الشوف اللبناني.
    * 13 يونيو (حزيران) 1978: اغتيال النائب طوني فرنجية (نجل الرئيس الراحل سليمان فرنجية) مع زوجته وابنته في هجوم شن على قصره في اهدن، بينما نجا ابنه وزير الداخلية الحالي سليمان فرنجية.
    * 23 فبراير 1980: مقتل الطفلة مايا الجميل (سنة ونصف السنة) ابنة الرئيس اللبناني الراحل بشير الجميل بتفجير سيارة مفخخة كانت تستهدفه في محلة الاشرفية ببيروت.
    * 4 مارس (آذار) 1980: اغتيال سليم اللوزي رئيس تحرير مجلة «الحوادث» أثناء زيارة له الى لبنان.
    * 20 يوليو 1980: اغتيال نقيب الصحافة اللبنانية رياض طه بالرصاص على يد مسلحين مجهولين.
    * 14 سبتمبر (ايلول) 1982: اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل بتفجير مقر حزب «الكتائب اللبنانية» في الاشرفية قبل تسلمه مقاليد الحكم.
    * 4 مارس 1985: اغتيال اثنين من قادة حركة «امل»، هما محمد سعد وخليل جرادي بتفجير عبوة ناسفة في حسينية بلدة معركة الجنوبية.
    * 7 اكتوبر (تشرين الاول) 1986: اغتيال رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الشيخ صبحي الصالح باطلاق الرصاص عليه في بيروت.
    * اول يونيو (حزيران) 1987: اغتيال رئيس الحكومة رشيد كرامي بتفجير عبوة زرعت تحت مقعده في طائرة هليكوبتر كانت تقله من طرابلس الى بيروت.
    * 16 مايو (ايار) 1989: اغتيال مفتي لبنان الشيخ حسن خالد بتفجير عبوة ناسفة لدى مرور موكبه في محلة عائشة بكار في بيروت.
    * 31 اغسطس (آب) 1989: اغتيال ثلاثة قادة من حركة «امل» بتفجير سيارة مفخخة لدى مرور موكبهم عند مدخل بيروت الجنوبي.
    * 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989: اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب رينيه معوض بتفجير عبوة استهدفت موكبه لدى مغادرته القصر الحكومي بعد مشاركته في احتفالات ذكرى الاستقلال.
    * 21 اكتوبر 1990: اغتيال رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» داني شيمعون على يد مسلحين اقتحموا منزله بعد ايام على اطاحة حكومة العماد ميشال عون.
    * 20 نوفمبر 1991: اغتيال عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب الياس الزايك برصاص مسلحين.
    * 16 فبراير 1992: اغتيال الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ عباس الموسوي بهجوم شنته طائرات اسرائيلية على موكبه.
    * 24 يناير (كانون الثاني) 2002: اغتيال الوزير والنائب السابق ايلي حبيقة بتفجير استهدف سيارته في محلة الحازمية في بيروت.
    19 يوليو 2004: اغتيال مسؤول ملف فلسطين في «حزب الله» غالب عوالي بتفجير عبوة ناسفة في سيارته.
    اللهم إنتقم من علماء الجور

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. Top | #12
    جنبلاط : النظام اللبناني والسوري والمخابرات وراء اغتيال الحريري ومحاولة اغتيال حمادة

    اتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط «النظام اللبناني والسوري المدعوم من الاستخبارات» بأنهما «وراء جريمة اغتيال الرئيس (رفيق) الحريري، ومحاولة اغتيال (النائب) مروان حمادة» ، مشيراً الى ان السلطة اللبنانية «حللت دم المعارضة»، عندما اتهم رئيس مجلس الوزراء عمر كرامي والوزراء، جنبلاط والحريري وغيرهما من المعارضين بـ «الارتباط بإسرائيل».

    ودعا جنبلاط ، في تصريحات ادلى بها امس خلال وجوده في دارة الرئيس الحريري في قريطم الى «اخراج لبنان من الدائرة الأمنية التي تمسكه». وطالب بـ «حماية دولية».
    وتساءل: «لما لا تدخل الى لبنان قوات عربية كما دخلته القوات السورية بتفويض عربي؟».
    وقال: «عندما تقوم السلطة اللبنانية وعلى لسان رئيس وزرائها ومجمل وزرائها ورسمييها باتهام المعارضة ورفيق الحريري ووليد جنبلاط بالارتباط باسرائيل واميركا وفرنسا، نعتبر ان هذه السلطة المدعومة من سورية، مع الاسف، حللت دم المعارضة. فكان بالأمس اغتيال الشهيد الصديق رفيق الحريري. بعدما حاولوا بالامس القريب اغتيال مروان حمادة».
    واضاف: «ليس هناك تفسير آخر لما حدث. وجميعنا سائرون لبناء لبنان حر ديمقراطي سيد مستقل، فالتضحيات ترخص عندما نرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري».

    واعتبر جنبلاط «ان النظام اللبناني والسوري مدعوم من الاستخبارات السورية ، والفريق المحيط بهم عاملونا كأننا خونة وعملاء لاسرائيل وفرنسا واميركا. وانا اتهمهم مباشرة بأنهم كانوا وراء جريمة اغتيال الرئيس الحريري ومحاولة اغتيال مروان حمادة. والحريري لا يمكن لأحد ان يملأ مكانه».

    وأفاد: «اذا قال المرء في قلب وطنه «لا» يقتل، فأي حماية واي قضاء يتحدثون عنه؟ انه بلد ممسوك أمنياً. فعندما تعارض تقتل وتغتال. لذلك لا بد من اخراج لبنان من هذه الحلقة الجهنمية، وعليه، فإذا كانت هناك حماية دولية وانتداب دولي فلا مانع لدي. لقد انهار حائط برلين والمنظومة الاشتراكية ولم يعد هناك بلد ممسوك مثل لبنان. واذا عدنا الى التاريخ فقد دخلت القوات السورية بتفويض عربي. واذا أتت قوات عربية اليوم فلم لا؟ لكن لا نستطيع البقاء في دوامة الارهاب. لا بد من حماية دولية وتطبيق القانون الدولي، فهناك جريمة بحق الانسانية ارتكبت بالامس. ولا بد لمحكمة العدل الدولية والقانون الدولي ان يأخذا مجراهما وكفانا».
    ولفت جنبلاط الى «ان اتفاق الطائف كان واضحاً جداً، فقد ساعدتنا سورية رسمياً وعسكرياً لمنع التقسيم وتحرير الجنوب من اسرائيل. المهمة الرسمية لسورية انتهت. ولا بد من علاقات مختلفة بين الدولتين اللبنانية والسورية. ولا نستطيع ان نبقى ككيان وكأمة مصادرة. هذا غير مقبول».
    من جهة اخرى، قال جنبلاط عن مصافحته لنائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام خلال التعزية بأن الاخير «صديق قديم».

  13. Top | #13
    سيارة الرئيس الحريري المصفحة دُمرت بالكامل رغم التقنيات المتطورة لتعطيل المتفجرات
    3 فرضيات لكيفية تنفيذ عملية الاغتيال


    فشلت الاجراءات الأمنية والاحتياطات الوقائية التي كان الرئيس الراحل رفيق الحريري يعتمدها خلال تنقلاته في منع التفجير الاجرامي الذي اودى بحياته. ولم تنجح عمليات التشويش على اجهزة الاتصال التي كان يستخدمها موكبه ولا السيارة المصفحة في الحيلولة دون انضمامه الى قائمة شهداء لبنان.

    وتتعدد الروايات والتخمينات حول حقيقة ما جرى وتفاصيل الجريمة والتقنيات المعتمدة في تنفيذها وخلفياتها والمستفيدين منها. وكان موكب الرئيس الراحل الذي تم استهدافه وتدميره بالكامل بواسطة عبوة قدرت زنتها بـ 350 كيلوغراماً من المتفجرات، يتألف عادة من 4 سيارات من نوع مرسيدس طراز 600، اضافة الى سيارتي دفع رباعي من نوع تويوتا «لاند كروزر» وسيارة اسعاف من نوع «جي. ام. سي».

    ويقول مصدر ملم بالترتيبات الأمنية التي كان الرئيس الراحل يعتمدها انه كان يستقل سيارته المصفحة والتي غالباً ما تكون الرابعة في الموكب، اذ تكون سيارة «لاند كروزر» في المقدمة تليها السيارة المجهزة لتعطيل الاتصالات اللاسلكية والتي تشوش على اجهزة الاتصال على مسافة الف متر، ثم سيارة المرافقين فسيارة الرئيس الحريري (مرسيدس 600 ـ شبح) وخلفها سيارة اخرى مجهزة لتعطيل الارسال اللاسلكي والتشويش عليه. وتأتي بعدها سيارة دفع رباعي، فسيارة الاسعاف. والى جانب هذا هناك دراجة نارية يستقلها رجلان ترافق الموكب وتؤمن مروره عند التقاطعات.

    وذكر المصدر ان الموكب تم تدميره بالكامل. ورجح 3 فرضيات لامكانية تخطي الاحتياطات التي كان الرئيس الحريري يتخذها في تنقلاته. وهي: اولاً، فرضية العملية الانتحارية عبر اقتحام الموكب بسيارة وتفجيرها. ثانياً، فرضية استقدام اجهزة اكثر تطوراً، تعطل عمل اجهزة موكب الحريري اللاسلكية، وهذا امر يتطلب تقنيات عالية لا تتوافر الا للدول وليس للجماعات الصغيرة. اما الفرضية الثالثة، فهي امكانية ان يكون قد تم الاعتماد على تقنية بسيطة وهي أجهزة إنذار السيارات. وهذه الاجهزة يشغِّلها مرور موكب الحريري بسبب اجهزة الرصد الموجودة فيه. ويمكن بالتالي ان تكون اجهزة الانذار هذه استخدمت لاحداث التفجير لدى مرور الموكب.

  14. Top | #14
    خبراء أمن مصريون وبريطانيون يرجحون تنفيذ مخابرات دولة للعملية

    تساؤلات حول سرعة وصول شريط المسؤولية المزعوم وظهور المتحدث مكشوف الوجه

    قال خبراء أمنيون لـ«الشرق الأوسط»، إن المرجح ان مسؤولية اغتيال الحريري تقع على عاتق «مخابرات أجهزة دولة»، أو أجهزة أمنية تستطيع رصد واستطلاع موكب رئيس الوزراء اللبناني وتفجيره. وقال اللواء فؤاد علام الرئيس السابق لمباحث أمن الدولة في مصر في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، إن تفجير موكب رئيس الحكومة اللبناني السابق الحريري كان بإمكانيات عالية للغاية وسبقها رصد واستطلاع لخط سير موكبه وتدريب على العملية قبل فترة طويلة من تنفيذها.

    وقال علام الخبير الأمني البارز، الذي عرف بتتبع الجماعات المتطرفة المسلحة في مصر: «من الواضح أن الحفرة الكبيرة التي خلفها الحادث الإرهابي، تكشف عن نوعية جيدة وغير تقليدية وكبيرة من المتفجرات التي استخدمت في التنفيذ». وأعرب اللواء علام عن اعتقاده باستخدام المنفذين لأكثر من سيارة في تنفيذ التفجير. وقال: «كان من المفترض صدور بيان أمني مبدئي من الداخلية اللبنانية يتعرض لظروف ارتكاب الحادث البشع». وأضاف: «كل هذه الأمور تدعونا الى تصور الإمكانيات العالية لمنفذي العملية». وأشار إلى ان «ما حدث يشابه العمليات الارهابية التي ترتكب في العراق، ولكن تنفيذ العملية في قلب بيروت، يترك علامات استفهام كبيرة، لأنه يحتاج الى إمكانيات ضخمة، خاصة أن الحريري كان يخشى من وقوع خطر على حياته الشخصية، مما يصعب مهمة المنفذين». وقال: «إن المنفذين لا بد انهم راقبوا موكب الحريري لأيام طويلة بحثا عن ثغرة لتفجير موكبه، خصوصا أنه كان، حسبما تردد، يستخدم أجهزة إلكترونية للرصد والتشويش على أجهزة التفجير». وأضاف: «ان تنفيذ العملية لشخص يشعر انه مستهدف ربما كان صعبا، ولكن يحتاج تنفيذ العملية إلى جهود منظمة أو أجهزة تتوافر لديها امكانات غير عادية».

    وأفاد اللواء علام: لا يجب استبعاد بيان المدعو (أبو عدس) الذي بثته قناة «الجزيرة»، وأعلن فيه مسؤولية منظمة غير معروفة تدعى «النصر والجهاد في بلاد الشام» عن العملية، فمن الواضح أن شريط إعلان المسؤولية كان معدا سلفا قبل التنفيذ».

    وأوضح ان المدعو «أبو عدس» الذي داهمت السلطات اللبنانية منزله أول من أمس، ربما هو الآخر مع عناصر لبنانية وفلسطينية، استخدم من قبل «أجهزة مخابرات»، لم يسمها علام، في تنفيذ العملية. وكشف اللواء علام من واقع خبرته الأمنية، عن «وجود سيارات استكشاف في المواكب الرسمية لرؤساء الحكومات». إلا أنه أشار إلى أن «قدرات سيارات الاستكشاف غير فعالة في معظم الأحوال، وربما عطلت تلك الأجهزة في موكب الحريري». وقال انه شاهد ذات مرة موكب الرئيس الحريري في بيروت، وكان به سيارات مصفحة، وتغلب عليه الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت عند سير موكبه. واستطرد علام قوله ان الصراع الأمني في استخدام تقنية الأمن يجابه على الطرف الآخر من قبل المنظمات الارهابية وعصابات المافيا، بتطور علمي آخر في مجال استخدام أجهزة الرصد والتشويش. ومن جهته قال تشارلز شوبردج الخبير الأمني البريطاني في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، عن اعتقاده بأن الإسلاميين المتطرفين ليس لهم علاقة بحادث تفجير السيارة الملغومة الذي أودى بحياة الحريري و12 شخصا آخرين على الأقل في بيروت.

    وأضاف: «على الأرجح ان تفجير موكب الحريري شأن داخلي لبناني بمساعدة قوى خارجية، ربما تكون سورية أو إسرائيل». واستغرب تصريحات سليمان فرنجية وزير الداخلية اللبناني أمس حول شبهة قيام انتحاري بتنفيذ العملية، وقال «إن ذلك يحتاج الى تحقيقات خبراء الطب الشرعي، وقد يستغرق ذلك عدة أيام».

    واستبعد أن يكون التفجير قد تم لاسلكيا نظرا الى التقنيات الحديثة والمتطورة التي تعتمدها مواكب رؤساء الحكومات في الشرق الأوسط، وقال: «إذا كان التفجير ناجما عن سيارة مفخخة فإن تفجيرها قد تم يدويا وليس عن بعد». ولفت إلى أن موكب الحريري على الأرجح كان مزودا بأجهزة انذار متطورة تستطيع ان تكشف وجود عبوات أو متفجرات عن بعد فتعمل على تعطيلها وإبطال مفعولها، وهو ما لم يحصل.

    ولم تتوصل التحقيقات الاولية غداة مقتل رفيق الحريري، الى تحديد طبيعة التفجير الهائل الذي استهدف موكبه وسط بيروت، ولا تزال الفرضيات تتراوح بين ان يكون منفذها سائق انتحاري، أو أن تكون ناجمة عن سيارة مفخخة تركت في المكان، أو عبوات تفجيرية زرعت في الطريق.
    ومن جهتها استبعدت الدكتورة مها عزام، المحللة من المعهد الملكي البريطاني، تشلتنهام هوس، بلندن في اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط»، تورط منظمات أصولية أو جهادية في العملية التي أودت بحياة رئيس الحكومة اللبناني السابق أول من أمس في تفجير هائل استهدف موكبه في وسط بيروت التجاري، وقالت:

    «على الأرجح ان المنفذين لهم علاقة بالأوضاع في لبنان والوجود السوري في بيروت». من جانبه علق الأصولي المصري الدكتور هاني السباعي، مدير مركز المقريزي للدراسات في لندن، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» على البيان المنسوب لتنظيم «القاعدة»، مشيرا إلى ان البيان شدد على عدم صلتهم بهذه العملية، لأن لهم أولويات، وهي محاربة الأميركان. واضاف: «ورغم هذا النفي يجب ألا نستبعد أن تكون وراء الحادث جماعة إسلامية لا علاقة لها بـ«القاعدة» تنظيمياً». إلا انه أشار إلى وجود قرائن تدل على أن هناك جهة دولية وراء هذا الحادث ولها مصلحة في اغتيال الحريري.

    وكانت «القاعدة » أشارت في بيانها أمس على الإنترنت إلى أن «ما حدث في بيروت، ثم محاولة الجهة المنفذة إلقاء التهمة على التيارات الجهادية والسلفية في بلاد الشام، هو محض افتراء عظيم». وقال البيان «إن التنظيمات الجهادية في بلاد الشام لها أولويات تعمل على أساسها وليس من أولوياتها تفجير السيارات في مدن البلاد».

    وزعم البيان ان التفجير من صناع جهاز المخابرات في أسرائيل أو سورية أو لبنان. وقال: «نحن نتهم بصراحة أحد ثلاثة أجهزة بذلك، هي جهاز الموساد، أو استخبارات النظام في سورية، أو استخبارات النظام اللبناني».

    وقالت الجماعة «لقد وضح جليا أن أكبر مستفيد من إعادة إشعال الفتنة في لبنان هو الصهيونية العالمية تمهيدا للوصاية الأميركية عليها والاجتياح الأميركي المفترض لسورية». وكانت جماعة أصولية غير معروفة قالت في تسجيل بالفيديو أذاعته قناة «الجزيرة» الفضائية، إنها قتلت الحريري في هجوم انتحاري أول من أمس، مدعية أن السبب في ذلك علاقته بالسعودية.

    وقال رجل ملتح يعتمر عمامة بيضاء ويرتدي لباسا أسود في الشريط: «نصرة لاخواننا المجاهدين في بلاد الشام وثأرا للشهداء الأبرياء الذين قتلتهم قوات الأمن التابعة للنظام السعودي في بلاد الحرمين، عزمنا على إنزال القصاص العادل بعميل هذا النظام وأدواته الرخيصة في بلاد الشام... رفيق الحريري».

    وكان الرجل يجلس أمام علم أسود يحمل اسم «جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام».
    الى ذلك تحفظت دبلوماسية بريطانية على مزاعم المنظمة الاسلامية المجهولة التي تبنت الاغتيال، كما انتقدت إفساح الوقت لاذاعة هذا الشريط.

    ومن جهة اخرى استغرب اصوليون في لندن سرعة وصول شريط المنظمة التي اعلنت مسؤوليتها وتدعى «النصر والجهاد في بلاد الشام» الى فضائية «الجزيرة» في العاصمة القطرية.
    وقال اسلاميون في لندن إن الامر ظهر كمحاولة يائسة لربط الاصوليين بالتفجير، ما يثير الشكوك حول جدية هذا الشريط، وانه مجرد شيء مفتعل للتشويش على الفاعل الحقيقي للجريمة وتضليل جهات التحقيق.

  15. Top | #15
    رفيق درب الحريري «في الحلوة والمرة» يحيى العرب سيدفن إلى جانبه بجامع الأمين في مراسم جنازة واحدة

    بيروت: سناء الجاك

    «وحدة المسار والمصير» كانت عنواناً فعلياً لعلاقة الراحلين الرئيس رفيق الحريري ورفيق دربه يحيى العرب، او ابو طارق كما يعرفه الجميع.

    فالانفجار الآثم قضى عليهما معاً، كانا جنباً الى جنب في سيارة واحدة، وفي بقية سيارات الموكب كان المرافقون الآخرون الذين شاركوهما درب الموت وهم: طلال ناصر واياد طراف وعمر المصري ومحمد سعد الدين درويش ومحمد رياض غلاييني.
    «الشرق الأوسط» زارت منزل ابي طارق في منطقة الرملة البيضاء قرب السفارة المصرية، غرب بيروت. تعرفت الى ام طارق وطارق ووائل وعليا، والاحفاد الاربعة الذين يسألون عن «جدو» لا سيما ياسمين ابنة طارق. كانت تريد ان تعطي جدها حبة الدواء ونظارتيه والصحيفة ليقرأ. اما اولاد عليا فكانوا يريدون ان يصطحبهم كالعادة «ليفسدهم» بالهدايا والالعاب والمحبة المتدفقة كالسيل.

    كذلك تعرفت «الشرق الأوسط» الى حميمية العلاقة التي جمعت الراحلين، اثر دخول سعد الدين رفيق الحريري الى المنزل ليواسي «ست البيت» بمصابها الاليم ويطلب اليها ان توافق على مراسم جنازة واحدة لرفيقي الدرب في جامع الامين، على ان يدفنا معاً، كما كانا معاً. وفوراً ألغيت ترتيبات دفنه في مقبرة الشهداء. قال سعد الدين لها:

    «من منا سيعزي الآخر؟". فردت: «راحوا الابطال يا ضيعانهم». اختنق سعد الدين الحريري بدموعه. اخفى وجهه وادار ظهره للجميع الذين لم تكن حالهم افضل على رغم وصية كان يرددها ابو طارق، ربما ليحضّر عائلته لما كان يتوقعه. كان يقول لهم: «اجمدوا وتوكلوا». «الراحلان كانا على الوعد. استشهدا معاً» قال طارق نجل يحيى العرب لـ«الشرق الأوسط» وهو يغالب دموعه في غرفة جانبية في منزل ابي طارق. واضاف: «كان والدي يقول لنا: «اتفقت مع الرئيس الحريري اننا لن ننفصل الا اذا مات قبلي او مت قبله. والارجح اننا سنموت معاً. الخيار الثالث اصاب. وكنا نعرف ان والدي لن يموت في فراشه. لكن علينا ان نجمد ونتوكل على الله. هكذا كان يطلب الينا في حياته، وهكذا سنفعل كرمى له وللرئيس».

    كيف تلقى طارق يحيى العرب خبر الانفجار؟ قال: «سمعت الانفجار. لم يرن هاتفي عندئذ عرفت انه هو. عادة عندما يحصل اي خلل أمني او يقع خطر، كان والدي يتصل بي ليطمئن علي. وكنت اعرف فاذهب فوراً الى قصر قريطم (دارة الرئيس الحريري) او الى اوجيه لبنان (الشركة التي يملكها). لم يرن الهاتف، فخرجت ولحقت بالدخان ووصلت وعرفت ان الاثنين استشهدا. ألم اخبِرك بالامس ان مقتل والدي يعني مقتل الحريري؟». اما كيف تلقت ام طارق خبر الفاجعة، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخسارة خسارتان. خسرت زوجي وخسرت الرئيس.الاثنان لا يسهل تعويضهما. نحتاج سنوات طويلة قبل ان يأتينا امثالهما».

    تقاطعها ابنتها عليا بقولها: «والدي كان يقول انه طالما النساء تنجب طالما الابطال يولدون». وتضيف ام طارق: «كنت دائماً اشعر بالرعب. اخاف عليه ولكنه كان يشجعني ويدفعني الى التسلح بالايمان. قبل اسبوع انتابني شعور حاد بالاكتئاب. سألني عن السبب. للمرة الاولى اخفيت الامر، واكدت له انني بخير. لم ارد ان اشغل باله، لكن عدم ابتعاد زوجي عن الحريري اثار قلقي. كأنهما شعرا بخطر من دون ان يفهما حقيقة شعورهما».

    تدخل عليا على الخط وتقول: «الجبناء لم يستطيعوا مواجهتهما الا بالاغتيال. ما هكذا يتقاتل الرجال». وتضيف: «لم اشاهده في الامس. كان قد وعدني ان يأخذنا لنتعشى خارجاً. لا اعرف كيف سأخبر اولادي. ماذا اقول لاحفاده؟».

    عن لقاء الراحلين يقول طارق: «تعرف والدي الى الرئيس (الحريري) عام 1982. حينها كان يعمل في بلدية بيروت. تعاون معه الوزير السابق، رئيس مجلس الانماء والاعمار الحالي الفضل شلق، لازالة الركام من بيروت بتكليف من الحريري. بدأ يعمل ليل نهار، لان بيروت كانت حبيبته. وحدث في احد الايام ان كلفه شلق احضار تسعة ملايين ليرة لبنانية من احد المصارف. امين الصندوق اخطأ في الحساب، اعطاه عشرة ملايين. جن جنون والدي وقال لشلق: يجب ان اعيد المبلغ فوراً الى الرجل. لا استطيع ان انتظر الى الغد. قد يتضرر واخرب له بيته (المليون آنذاك كان يساوي حوالي 200 الف دولار على سعر صرف الليرة اللبنانية) لم ينتبه والدي خلال حديثه الى رجل كان يراقب ما يجري. سأل الرجل الفضل شلق: من هذا؟ اجابه: انه البولدوزر الذي اخبرتك عنه. فقال الرجل: لم يعد يعمل معك. بعد الآن سيعمل معي».

    الرجل كان رفيق الحريري الذي اصبح الاب الثاني لعائلة ابي طارق. «كان الرئيس يتابع تفاصيلنا اليومية. كان يريد ان يريح ابي ليستطيع التفرغ له ولهمومه. عندما مرض اخي، احضر له الدواء من الخارج بطائرته الخاصة. وعندما نويت ان اتزوج، اشترط علي مقابلة العروس والتعرف اليها حتى يوافق على الزواج. مصابنا كبير، لاننا كنا نعتبر ان فقدان والدي يعوضه الرئيس، وفقدان الرئيس يعوضه والدي. الآن اشعر بفراغ مخيف. لا اعرف كيف اعزي سعد الدين (نجل الحريري) او كيف يعزيني».

    *هل كان ابو طارق يشعر بالخطر المتربص بالرئيس الحريري؟
    ـ ليس عشية الجريمة، لكنه جمعنا قبل شهرين وقال لنا ان الايام صعبة وعلي ان الازم الرئيس بشكل مكثف. كنت معه في الايام الحلوة وسأبقى في الايام المرة. احس بالخطر، لكنه لم يكن يخاف. كذلك الرئيس لم يعرف الخوف. وغالباً ما كان يقول لنا: الرب واحد والعمر واحد.
    وعن سبب تعلق يحيى العرب الى هذه الدرجة برفيق الحريري، يقول طارق: «والدي كان يعتبر الرئيس ولياً من اولياء الله ببذلة رسمية وشخصية عصرية. كان يعرف اسراره في عمل الخير ومساعدة الناس. ولم يكن يفشي اياً منها. لكن وجهه كان يعبر عن مدى رغبة الرئيس في عمل الخير، الى درجة تستحيل على الوصف. من هنا كان مستعداً ليفديه بحياته. وقد تعرضنا لاخطار كبيرة معاً، بعضها لم يصل الى وسائل الاعلام. وبعضها خلال الحرب عندما كانا ينتقلان تحت القذائف».

    وابو طارق المولود في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1943، اي تاريخ استقلال لبنان، وهو اكبر من الرئيس الحريري بسنة واحدة، كان يعتبر الحريري الامل الوحيد لانقاذ البلد لذا كان قريباً من اذن الرئيس، ينقل اليه الخبر الصحيح من دون مواربة او ممالقة. وكان حريصاً على سره وموضع ثقته، يتولى مهمات خاصة ليعرف الحقيقة وينقلها. لذا عاشت اسرة ابي طارق ظروف الرئيس حتى بات صعباً فصل الروابط. ويقول طارق: «تعرضنا الى التهديد بالخطف والابتزاز عام 1987. ودفعنا فدية وقصف بيتنا لم يتغير ولاؤنا للرئيس الحريري ولن يتغير شيء بعد وفاتهما».

صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. السعودي أكبر يعترف بتفاصيل التفخيخ والاستطلاع وتنفيذ اغتيال رفيق الحريري
    بواسطة فاتن في المنتدى السعودية واليمن في صدارة الأحداث
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-30-2010, 02:05 PM
  2. حديث مع نازك الحريري عن ذكرياتها وحياتها مع زوجها رفيق الحريري
    بواسطة زوربا في المنتدى السعودية واليمن في صدارة الأحداث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-15-2006, 12:32 AM
  3. ميليس: هؤلاء قتلوا رفيق الحريري
    بواسطة yasmeen في المنتدى السعودية واليمن في صدارة الأحداث
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10-23-2005, 03:09 AM
  4. هل قتلت الولايات المتحدة وإسرائيل رفيق الحريري؟
    بواسطة مجاهدون في المنتدى السعودية واليمن في صدارة الأحداث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-30-2005, 04:28 PM
  5. إستقالة رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان
    بواسطة سياسى في المنتدى السعودية واليمن في صدارة الأحداث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-20-2004, 05:35 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
منتدى منار هو منتدى أمريكي يشارك فيه عرب وعجم من كل مكان