أنيس منصور

2 ـ من تورينو (إيطاليا)..
كانت المحاضرة التي ألقاها العالم المصري د. زاهي حواس إجابة عن كثير من الأسئلة.. إلا أهمها: فقد ولدت مع فتح مقبرة الملك توت عنخ آمون أسطورة أو حقيقة (لعنة الفراعنة).. هذه اللعنة ظهرت على شكل موت غريب لكل من دخل المقبرة أو لمس التابوت أو سرق محتويات المقبرة التي كانت ولا تزال بالألوف.. والتي هربت إلى كثير من المتاحف العالمية. أما اللعنة فكانت موتا مفاجئا. ويسبق الموت نوع من الحمى والهلوسة والعرق ثم الموت. لقد أصاب عشرين. ثلاثين من الذين اقتحموا المقبرة وفي مقدمتهم هوارد كارتر الذي فتح المقبرة، والممول البريطاني لورد كارنرفون، وكل الذين حفروا ونبشوا الحرم المقدس للملك توت من العمال المصريين..

وقد شجع على انتشار هذه الخرافة أو الحقيقة أن بعض المقابر ظهرت على مداخلها عبارات تحذر من يتجرأ على سلام وجلال الموت الملكي. كأن يقال: يا داخل هذا المكان الموت لك.. أو لا تتجاوز هذه العتبة وإلا كان موتك محققا.. أو لا تحاول أن تذهب إلى أبعد وأعمق.. حتى رئيس وزراء بريطانيا توني بلير عندما وجد انه من الضروري أن يزور مقابر العمال الذين بنوا الهرم أطلعه د. حواس على هذا التحذير ولكنه كزعيم لحزب العمال رأى أن من الواجب ألا يتجاهل هذه المناسبة السياسية. ودخل ووقف وسمع.. ونحن ننتظر ماذا ستفعل له لعنة الفراعنة؟

وقيل الكثير جدا عن لعنة الفراعنة.. قيل إن الباخرة تيتانيك قد غرقت لأن أحد ركابها قام بتهريب مومياء من بريطانيا إلى أميركا.
وقيل أيضا إن مثلث برمودة ـ تلك المنطقة البحرية الشهيرة بموت كل من يقترب منها بحرا أو جوا ـ يقال إن السبب هو اتفاق بين عفاريت الفراعنة وعفاريت هذه الجزر على هلاك كل من يتطاول على هذه الأماكن المقدسة؟!

ود. زاهي حواس قد روى لنا انه هو أيضا رغم جرأته واستخفافه بأسطورة الفراعنة قد أصابه منها شيء كثير. فالجهاز الإلكتروني الحديث الذي أهدته مؤسسة «ناشونال جيوغرافيك» إلى مصر قد توقف بلا سبب واضح ساعة كاملة! وكما توقف من تلقاء نفسه فقد استأنف التصوير من تلقاء نفسه أيضا. وفي مكالمة هاتفية عاجلة سمع د. حواس أخته تبكي، فقد مات زوجها! واعجب من ذلك أيضا أن هبت عاصفة رملية رعدية ممطرة!! وأغرقت المنطقة كلها. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ.. فالمنطقة جافة تماما وبلا أمطار من ألوف السنين!
وقبل ذلك عندما ذهبنا نتفرج على معرض آثار توت عنخ آمون في سويسرا تأخرت الطائرة عن موعدها. وتعطلت بنا السيارة طويلا وانقطع التيار الكهربائي ـ وكلها حوادث لا تقع في سويسرا بلاد الساعات الدقيقة الانضباط!!

وعندي تجربة شخصية. فقد كنت أتناول غدائي مع العالم الأثري كمال الملاخ عندما جاءته مكالمة هاتفية تقول له: إن حمارا قد نزلت إحدى سيقانه في فتحة في الأرض أمام الهرم الأكبر. وذهبنا نرى. واحترقت سيارتي في الطريق. ولما عاد كمال الملاخ إلى بيته وجد حريقا في المطبخ. أما الذي كشفه كمال الملاخ في سنة 1958 فهي «مراكب الشمس» التي هزت عالم الآثار الفرعونية. ولا بد أن الوفاة الغامضة المفاجئة لكمال الملاخ كانت لعنة فرعونية.. فقد مات وحيدا.. لقد انفردت به الحمى والسخونة والعرق والصراخ. يرحمه الله ويرحمنا من لعنة الفراعنة!