آخـــر الــمــواضــيــع

البحرية الأوروبية: لم نعد قادرين على البقاء في البحر الأحمر بقلم قمبيز :: ​​طلاب كامبريدج يواصلون اعتصامهم للمطالبة بسحب الاستثمارات في الشركات المرتبطة بإسرائيل بقلم grand canyon :: الناشطة الحقوقية الأمريكية ماديا بنيامين تتظاهر في الكونغرس ضد الحرب في غزة ... هكذا يعاملونها ! بقلم لطيفة :: المستشار الإعلامي لإسماعيل هنية: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق والمقاومة قادرة على مواصلة القتال بقلم مطيع :: كيف ضربت البحرين عبر السرايا إيلات الإسرائيلية بدرون محلي ؟ ..ويبقى اللغز في الإعلام العبري ! بقلم مطيع :: رئيسي: ايران القوية قادرة على ازالة الخيار العسكري من على طاولة العدو بقلم كناري :: السيدة زينب تخاطب أخاها الحسين .. أنا وياك واحد .... الرادود باسم الكربلائي بقلم فاطمي :: نظرة في كتاب «الاجتماع الديني الشيعي» للدكتور علي المؤمن بقلم الحاجه :: مغرد صهيوني يكشف الدور المصري في التمهيد لإسرائيل للهجوم على رفح بقلم الخبير :: أمير الكويت يمشي بصعوبة أثناء إستقبال أردوغان له ... والرئيس التركي يساعده بالمشي بقلم ديك الجن ::
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 31 إلى 43 من 43

الموضوع: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

  1. Top | #31

    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.12
    الدولة
    بريطانيا
    المشاركات
    921

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الثاني)

    لكي لا ننسي

  2. Top | #32

    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.12
    الدولة
    بريطانيا
    المشاركات
    921

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

    للرفع

    مع محبتي

  3. Top | #33

    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.12
    الدولة
    بريطانيا
    المشاركات
    921

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

    في أواخر الستينات , أجتمع عدد من العراقيين في أحد بيوت كربلاء , مع الشهيد الصدرالاول , و كان البيت يستخدم كمضافة عند زيارة كربلاء من قبل السيد محمد باقر الصدر و من يعمل معه أنذاك , و كان الشهيد الصدر رحمة الله عليه, ينام علي فراش مكسور, بفراش من الليف الخشن , و باقي العراقيين الذين معه كانوا ينامون علي الحصير , في الصالة المجاورة للباب الرئيسي , و في أغلب الاحيان , هو الاخر كان ينام علي الحصير في الغرفة المجاورة للصالة الرئيسية.

    كانوا هؤلاء من النخبة ومن الدائرة المحيطة التي عملت مع السيد محمد باقر الصدر في ذلك الحين , و كان بينهم المسلم الشيعي و المسلم السني , و الملحد و الشيوعي , و كانت تلك النخبة مخترقة بأثنان من الامن العام.

    و أنضم الي هذه النخبة فيما بعد عدد من المسيحيين , لا أعرفهم شخصيا , و لكن للتأريخ أقول:

    أن السيد محمد باقر الصدر لم يكن يمنع أحد يريد العمل معه من العمل , فكان الدخول الي الدوائر التي حوله متاحا للجميع , فمن يريد الانضمام يدخل ضمن الدائرة و الدوائر المحيطة و يعمل , بغض النظر من أي دين و مذهب و أنتماء سياسي أخر ينتمي اليه.

    ألي هؤلاء النخبة التي نامت علي الحصير في تلك الايام , و الي السيد محمد باقر الصدر, أهدي هذه المقالة, ما عدا الاثنان الخونة من الامن العام.

    منذ حادثة جسر الائمة أُصبتُ بأحباط شديد , و حزن عميق , ضارب في الاعماق , علي كبر حجم المأساة , و لعلها المصيبة و الفاجعة التي فجرت قنبلة الاحزان المتراكمة في صدري , نتيجة لما يحصل من تأمر علي قتل و أذلال العراقيين , هذا القتل و الاذلال المستمر و المبرمج , و المخطط له, بشيطانية أستخباراتية , منذ بداية الاحتلال الأجنبي القديم الجديد للعراق الجريح.


    الاحتلال الأجنبي القديم, كان أحتلالا غير مباشر, يتم بواسطة النظام السابق.


    و الاحتلال الأجنبي الجديد , هو الان أحتلال مباشر , عسكريا و أستخباراتيا و أقتصاديا , بواجهة من الصداميين الجدد , الذين كانوا يبررون مشاركتهم في المشروع الأجنبي , من باب أنهم يستطيعون تغييره من الداخل من خلال المشاركة مع الاحتلال الأجنبي الجديد المباشر.

    و الجدير بالذكر أن عدد من هؤلاء الاشخاص ممن فاتحوا كاتب هذه السطور بذلك التبرير المبني علي أنهم دخلوا ضمن اللعبة الأجنبية من أجل تغيير ذلك المشروع من الداخل لصالح المشروع الاسلامي الثوري!!!!؟؟

    و من أجل مصلحة العراقيين!!!!!! و من باب تجربة شيء جديد من العمل الحركي الساعي الي السلطة من أجل تطبيق الفكر و من أجل الناس , و من باب:

    أنه أذا تركنا المجال السياسي خاليا , فغيرنا من غير المخلصين للأسلام و للعراق , سيأخذون المواقع السلطوية بدلا منا , فالافضل أن نسبقهم ألي التعاون مع الاجنبي , لنأخذ تلك المواقع السلطوية بدلا منهم , لأننا مخلصين و هم ليسوا كذلك , و علي أساس أننا نمثل المظلومية التأريخية للشعب العراقي.

    و لست أريد نقاش تلك المسألة , و هي مسألة جدلية لها أخذ و رد ضمن النقاش السياسي, و لكن أقول:

    أن العديد من تحركوا في وجهة النظر تلك تم أغتيالهم بظروف غامضة علي مدي الثلاث السنين الماضية , ضمن عمليات تصفيات داخلية يفعلها الصداميون الجدد بين بعضهم البعض , و هو نفس الاسلوب الصدامي القديم الذي كان يتحرك به صدام حسين في السبعينات بكثرة , لتصفية المناوئين له و المعارضين المحتملين لصعوده.

    و أيضا نقول:

    أن وجهة النظر هذه الي حد علمي ليس لها غطاء شرعي و أستناد فكري , فيما عدا تحريك العواطف , و طرح نظرية جديدة في العمل السياسي علي المستوي العراقي , و هي نظرية كما أسلفنا ليس لها غطاء شرعي قرأني و الكثير ممن تحركوا بها بالتنظير علي المستوي الاعلامي , أشخاص مشبوهين , ليس لهم تأريخ مشرف , و لهم أرتباطات بعثية سابقة , و أجنبية حالية, مما يثير الكثير من علامات الاستفهام و الحذر كذلك .

    و علي العموم من تحركوا من هذا الباب الي الان , لم يثبت نجاحهم علي الساحة العراقية في كل المجالات السياسية و الخدمية و الاقتصادية...الخ , و هذا أمر يقوله الواقع المعاش علي الارض و ليس نحن من نتقول علي الاخرين بل أن ما هو موجود علي الارض هو من يتكلم( اذا صح التعبير).

    و لكن هناك رأي مخالف يقول:

    أن من قبل الدخول ضمن المشروع الأجنبي , قد تعدي الخط الاحمر فيما يخص بالمبدأ الاسلامي الحقيقي, بقبوله الدخول في تنازلات مبادئية تخترق الخطوط الحمراء , بما يتعلق بما هو مبد أ, و ما هو فكر أسلامي أصيل لا نقاش عليه , هذا من ناحية , و من ناحية أخري من تحرك في خط التنازل لم يقف عند خط أحمر واحد , من التنازل و الالغاء الفكري للمباديء , بل تم التنازل عن خطوط حمراء أخري( اذا صح التعبير) , أي أن هناك تراجعا أخلاقيا مستمرا منذ القبول بالتعاون مع الغازي القديم الجديد علي أرض العراق الجريح.

    أن من بدأ التنازل لم يتوقف عن التنازل هذه من ناحية, و من ناحية أخري فشل من تنازل عن تقديم أساسيات الحياة من ماء و كهرباء و مجاري و امن شخصي و عام الي الشعب العراقي الجريح .


    و يضيف هذا الرأي:

    أن من تحرك في خط التبرير في الدخول ضمن المشروع الأجنبي , لم يقدم شيئا الي الناس و المحرومين الحقيقيين علي أرض السواد , ما عدا أستمرار القتل و السرقات بمئات الملايين من الدولارات و التأمر علي أغتيالات هنا و تصفية تيارات شعبية مليونية هناك , و صدامية جديدة بأسم المذاهب و القوميات هنالك.

    حتي أن أحد أقدم المعارضين للنظام السابق في العراق قال كلمة مؤلمة :

    أن ممارسات حزب البعث التي حاربناها طيلة الخمس و الثلاثين عاما , قام هؤلاء القادمين مع المشروع الأجنبي, بعملها جميعا في ثلاث سنين فقط.


    و ما كان يثير الغضب مع مرور الايام , هو أكتشاف أن الاغلب الاعم من كتاب المقالات الاستكبارية , و ممن يظهرون علي شاشات الفضائيات, المتحركين بالتنظير للمشروع الأجنبي , هم بالاصل بعثيون و من أتباع النظام السابق , و هم ممن تحركوا بالدعم الاعلامي و العسكري و الاستخباراتي , و ممن قدموا كل شيء حتي من أجل أثبات ولائهم للنظام السابق.


    و هؤلاء منهم ضباط أستخبارات بعثيون , و مسئولين فرق حزبية, وأشبال حزبيين, وأعلاميين , و الان أصبحوا بقدرة قادر يتحركون بأسم أبناء المقابر الجماعية!!!!!! و هم من ساهم بقتل شهداء تلك المقابر , بصورة مباشرة أو غير مباشرة .

    أن هؤلاء بعد أن أدركوا أن سفينة النظام السابق ستغرق , ما قاموا به هو أنهم أنتقلوا من السفينة القديمة , الي السفينة الجديدة.

    و يتحرك هؤلاء المنظرون للمشروع الامريكي الجديد , من منطلق أنهم يدافعون عن ضحايا النظام السابق , و من خلال هذا الدفاع يحاولون تمرير الخطط الأجنبية الموضوعة للتنفيذ علي أرض العراق الجريح .

    أن هؤلاء يمررون السم التنظيري للاحتلال الجديد القديم للعراق الجريح , أن هناك محاولة لخلط السم بالعسل , من أجل تمرير السم علي عوائل و أبناء و بنات شهداء المقابر الجماعية مرورا بباقي العراقيين.

    أن هناك محاولات مستمرة لأستغلال عذابات الناس و مأسيهم , و التسلق عليها, لتنفيذ مخططات الاخرين من أهل الاستكبار العالمي , تلك المخططات التي تصب في خدمة من ساند و دعم النظام السابق , في قتل أهل تلك المقابر الجماعية.

    أن من يقول أنه يتحرك في خط الدفاع عن ضحايا النظام السابق , هو من كان يدعم ذلك النظام في ذلك الوقت هذا من ناحية, و من ناحية أخري الاستكبار العالمي هو من دعم و ساند و غض الطرف عن ذلك القتل المليوني للأنسان العراقي , و هو نفس الاستكبار الذي يأتي الان و يقول:

    أننا ندافع عن مظلوميتكم , فتعالوا الينا و نفذوا خططنا نحن أتيناكم بالحرية و الديمقراطية فنفذوا ما نريد.

    طبعا التنفيذ لما يريده الاستكبار العالمي فقط لا غير , و أي شخصية أو تيار أو حزب يخرج عن ما يريده الاستكبار العالمي , يتحرك المنظرون للمشروع الاجنبي ضدهم بالتشويه و محاولات الاسقاط و التسقيط الاعلامي.

    و أقل شيء يقال لمن يرفض تنفيذ ما يريده الاستكبار و الصداميين الجدد , هو الاتهام بالدعم للنظام القديم!!!!!!!!و هذا ما يُضحك و يثير الغضب بنفس الوقت.

    و هو أن يأتي عفلقي ساقط و مجرم قاتل , و يتهمك بالبعثية و الصدامية .


    أن هؤلاء المنظرين و المبررين للمشروع الأجنبي, لا يستحون و لا يخجلون, و يحاولون ألغاء الطرف عن تأريخهم الاسود,اذ كان هؤلاء في الثمانينات من أبناء النظام السابق, من الدرجات الثالثة والرابعة ( اذا صح التعبير) و من أدوات حكمه , و ألان يتحركون بأستغلال مأسي العراقيين الذين عاشوا المصائب و القتل و التعذيب و التهجير و التصفية الجماعية علي يد النظام السابق.

    ماذا كان البديل عن المشروع الأجنبي أنذاك ؟


    أن البديل كان موجودا , و هو ما صرح به التيار الصدري في أوائل الاحتلال , من أن المرجعية هي المشروع السياسي البديل المطلوب في المرحلة القادمة لما بعد سقوط النظام الصدامي القديم.

    أن هذا الكلام يذكرني بما حدث في نهاية السبعينات , عندما عاد الامام روح الله الخميني الي أرض أيران , ليقول أنه هو من يشكل الحكومة.

    أن الامام روح الله الخميني بأعتقادي , تحرك من واقع تكليفه الشرعي و نظرته الواعية البصيرة , في حين تخلف الاخرون عن تكاليفهم الشرعية عداءاً للثورة أو ولاءاً للاستكبارالعالمي.

    فقام الامام روح الله الخميني بالأعلان عن حكومة مؤقتة أدارت أجهزة الدولة القديمة.

    و ما حدث لمن كان يتبع النظام الشاهنشاهي المقبور من أفراد و شخصيات قيادية , فهؤلاء من أنفسهم تراجعوا عن العودة ألي هياكل الدولة من باب الخوف, ومن باب التسليم أنه ليس لهم مكان ضمن النظام الجديد بطبيعة الحال.

    أو أنهم كانوا يهربون الي خارج البلد أنذاك, هربا من محاكمات تدينهم بأنتهاك حقوق الانسان و العمالة و نهب ثروات البلد.

    لذلك أن ما قام به التيار الصدري بالاعلان من أن المرجعية هي المشروع السياسي, كان بأعتقادي ينصب في تلك الناحية من المطالبة للأخرين في المرجعية الدينية العليا , بتحمل مسئولياتهم الشرعية, كما تحملها الرجل العظيم و الروحاني العاشق للخالق الامام روح الله الخميني, و التي ترتب عليها أنذاك بعد أسبوعين فقط , انتخابات و كتابة دستور, و من ثم أنتخابات أخري لتشكيل حكومة منتخبة , و سارت المسيرة علي أرض ايران منذ ذلك الحين الي الان .

    و لم يقم أحد علي أرض أيران, بألغاء كل مؤسسات الدولة القديمة و أداراتها و بيروقراطيتها , و تسريح جيوش موظفيها و رميهم في الشارع , و لم يقم أحد بحل كل أجهزة الشرطة و الجيش, و حرس الحدود و الاستخبارات, و سلاح البحرية و الطيران, و الاستخبارات و باقي الوزارات , لقد تمت أدارة الدولة القديمة لأسبوعين من قبل حكومة تحمل شرعية ثورية , و بعد الانتخابات تم تشكيل حكومة ثورية دستورية.

    هذا علي العكس مما حدث علي أرض العراق الجريح بعد سقوط الاحتلال الأجنبي الغير مباشر, بأنتهاء حكم النظام السابق , و بداية الحكم الأجنبي المباشر منذ التاسع من أبريل.

    أن المشكلة أن المرجعية في النجف لم تقم بواجباتها الشرعية بتشكيل حكومة مؤقتة , تمثل الواجهة التي يمكن من خلالها أدارة الدولة العراقية بمؤسساتها القديمة , الي حين أقامة الانتخابات و كتابة الدستور , كما جري في ايران.

    أن المرجعية كان بأمكانها أن تقلب الطاولة علي المشروع الأجنبي برمته و لكن للأسف الشديد , نقول:

    أن المرجعية الدينية العليا في النجف هي مرجعية خادمة للأجانب و الاستكبار العالمي , أكثر من كونها مرجعية دينية تعيش التكليف الشرعي و المسئولية القرأنية.

    و مادام الاجانب راضيين علي المرجعية الدينية العليا في النجف ,فلابد أن يكون هناك شئ خاطيء , و لا بد أن نراجع مواقفنا تجاه المرجعية الدينية العليا , فأما هي مرجعية جاهلة و لا تملك الوعي السياسي و الشرعي , أو أنها مرجعية تتحرك في خدمة المشروع الأجنبي علي أرض السواد , و هي ما كانت تقوم به منذ سقوط بغداد , و ما الدعم الاعلامي الاستكباري لمرجعية من هذا النوع ألا دليل أخر علي ما نقول.

    أن من تحرك بالدعم الاعلامي للمشروع الأجنبي علي أرض السواد هو من يدعم مرجعية من هذا النوع , فلماذا يا تري؟

    الا لأن هذه المرجعية تتحرك في خط خدمة الأجانب و الحرب علي العراقيين الحقيقيين , بل أنها حرب علي الاسلام , لأنها المرجعية المفترض بها أنها قائدة للمشروع الاسلامي الي حين أنتهاء الانتظار للمهدي المنتظر( اذا صح التعبير) , فاذا من يفترض أن يكون قائدا للمشروع الاسلامي حسب النظرية التي تقول بالمرجعية , اذا كان من يفترض به أن يكون قائدا للأسلام أصبح خادما لأعدائه, فعلي الاسلام السلام.

    أن المرجعية الدينية العليا قد تم تفريغها من محتواها , مادامت قد تخلت عن تكليفها الشرعي و واجباتها الدينية , و ما دامت المرجعية قد تحركت ضمن أدوات مشروع أستكباري معادي للعراق و مضاد للأسلام.


    الدكتور عادل رضا

  4. Top | #34

    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.12
    الدولة
    بريطانيا
    المشاركات
    921

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

    بناء على طلبات الأخوة القراء الأعزاء وإدارة هذا الموقع الشريف ( كتابات) من خلال رسائلهم التي تطالبني أن انشر تكملة البحث ,وكان كثير منهم ذوي اختصاصات ثقافية وعلمية عالية, ومنهم من يعاتبني على عدم التكملة, وطبعاً هناك من اعترض وهم قلة قليلة لا يتجاوز عددهم أصابع الكف الواحدة, قمت بتغيير بعض الفقرات , لكي لا يفهم البعض منها غايات بعيدة عن القصد , وقررت أن انشر هذه الحلقة ( الثالثة) بهذه الصورة . وكنت اتمنى على الذين كتبوا نقداً لموضوعي في ( كتابات) أن يذكروا انجازا ًمادياً واحدة أو أكثر قامت به مرجعية السيستاني من خزينة المرجعية ( وهي مليارات)لأجل العراقيين نحو المجمعات السكنية أو المستشفيات أو نحو ذلك و ولكنهم للأسف لم يفعلوا.



    المواقف السياسية



    إن من يتابع مواقف السيستاني السياسية بمعزل عن مواقفه الفقهية لا بد أن يصاب الذهول - ولا أقول المرارة والخيبة- لما يراه من تناقض واضح في مواقفه المعلنة, فهو يطالب بشيء ونقيضه في آن وأحيانا يظهر مواقف لا يبدو أنها شرعية ولا تليق بفقيه مثله ابداً , ولكن الوطأة تخف على اللبيب الذي يطلع على رسالته العملية وما فيها من الاحتياطات الكثيرة , وبالذات في عمود الدين ( الصلاة) حيث نجد 113 احتياط في مسائل الصلاة أما في مجمل الرسالة فهي أكثر بكثير , ليستنتج بعدئذ أن التردد وعدم اليقين (الاحتياط) هو السبب.

    ولما كان الاحتياط يعني تردد الفقيه أمام المسألة التي يبحثها وعدم يقينه بمعرفة الحكم المؤكد فيها وإلا أظهره كحكم مؤكد وما لجأ إلى الاحتياط , ويعني أيضاً عدم جرأته على اتخاذ القرار الحازم في المسألة التي يناقشها فيحكم بالاحتياط ريثما يظهر له اليقين ليجزم به, فإن ذات الأسباب هي التي تجعل الفقيه يظهر الشيء ونقيضه أو يظهر تردده أو صمته إزاء قضايا الأمة السياسية .

    فإذا كان السيستاني محتاطاً (متردداً) في أهم المسائل الشرعية على الإطلاق وهي مسائل الصلاة , ولديه فيها 113احتياط فلا عجب ان يظهر نفس السلوك ( الاحتياط) في مسائل اقل أهمية من الصلاة -من وجهة نظره هو على الأقل -وهي المسائل السياسية , فالشخصية التي لم تستطع أن تحسم أمر مسائل الصلاة وجعلت فيها 113 احتياط هي ذات الشخصية التي تظهر المواقف السياسية وتناقش مسائلها أمام المعنيين وتظهر للأمة وجهة نظرها, ولما كانت 113 مواقف غير يقينية في صلاة السيستاني التي يقدمها للأمة وهي أهم شيء بالنسبة له كمسلم وكفقيه متخصص بالفقه قضى جل عمره في ميدانه , فإننا نتوقع أن نجد ما يفوق ذلك العدد من أحكام غير يقينية في المسائل السياسية التي يتعاطى معها السيستاني الذي لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتبر أن من مسؤوليته التعاطي في الشؤون السياسية .

    وعلى هذا فإننا من خلال رسالته العملية التي قدمها للأمة التي تخلو من فريضة واجبة( الجهاد) صرحت بها عشرات الآيات القرآنية ومارسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ومن خلال وجود 113 احتياط بأهم المسائل الشرعية ( الصلاة), ومن خلال سلوكه ( المنزوي) غير القيادة ولا الجماهيري , لا نستطيع أن نطمئن بأن هذا الرجل قادر على التعاطي بالأمور السياسية ومؤهل للإفتاء بمسائلها بأحكام ومواقف يقينية, باعتباره لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتبر أن من مسؤوليته التعاطي بشؤون السياسة ولم ينشأ علاقة جماهيرية مع الرعية ولم يخطب لهم خطبة واحدة ولا حتى أقام لهم صلاة جمعة واحدة لأنه لا يؤمن بإقامتها في زمان الغيبة , و من وجهة نظرنا كما لم يستطع السيستاني أن يحسم لنا مسائل الصلاة (عمود الدين) وقدم لنا من خلال رسالته العملية 113 موقفاً غير يقيني , كذلك الحال في مسائل السياسة قدّم لنا مواقف وفتاوى كثيرة غير يقينية سوف نستعرض نماذج منها .

    1- انه قبل أيام من شن العدوان على العراق واحتلال أراضيه أفتى السيستاني بالجهاد , وقد عرض تلفزيون بغداد السيد عدنان البكاء وهو يقرأ نص الفتوى , ان هذه الفتوى من المفترض أن تمثل حكم شرعي مقدس يجب احترامه والعمل به, ولكنه تجاهله تماماً بعد سقوط النظام الظالم ( صدام حسين) واحتلال بغداد , ولم تظهر له أي فتوى أو بيان لفترة الثمانية الشهور الأولى , وكأنه هنا في وضع (على الأحوط ) كما في الصلاة ومسائل اخرى .

    2- بعد (مرحلة الاحتياط ) الأولى وثمانية شهور من احتلال العراق , طالب السيستاني من موقعه كفقيه بالانتخابات, ثم ألغى طلبه ومكانته الشرعية في آن حينما ربط مطلبه ليس بمصدر ديني أو بشخصه كفقيه شرعي بل بجهة خارجية وطلب أن تكون الأمم المتحدة حكماً يقرر إذا كان بالإمكان إجراء الانتخابات أو عدمها , إنه هنا يظهر موقفاً متناقضاً , يقول بالشيء ونقيضه في آن, بل هو من خلال ربط مطالبه كفقيه بموافقة جهات خارجية ينقض المبادئ الشرعية كلها التي تسمح له من خلالها كفقيه مجتهد أن يقول راية في مصير الأمة أو أن يفتي بشؤونهم العامة , فهو بذلك السلوك يلغي دوره كمجتهد يعمل برأيه الاجتهادي-الذي يخوله أن يقول كلمته بأهم الشؤون التي تخص الفرد والجماعة في الأمة الإسلامية- ويعطي الآخر حق تقرير المصير في المسألة التي يريد تعميمها على الأمة , ويا ليت الآخر كان من المجتهدين أو حتى من المسلمين بل هو الأمم المتحدة التي تميل لصف العدو في الكثير من القضايا المصيرية للمسلمين نحو أصوات الظلم الأمريكي (الفيتو) فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وغيرها, فكيف فاتته تلك الحقائق واخذ يعطي للظالم حق أقامة انتخابات أو عدمها وهو يعلم أن الظلم الأمريكي يمر من خلال الأمم المتحدة ؟؟ ولماذا لم يجعل الحاكم هو الشرع (الله أو رسوله الأمين (ص)) من خلال نص قرآني أو حديث شريف يستنبط منه حكم شرعي فيما يخص الانتخابات أو تقرير المصير ويصر على أنه هو الحق الذي يجب أن نطالب به , ويتوكل على الله ويعتمد على جماهير الأمة, لا على أعداء الله و أعداء الأمة (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..) (الطلاق3)

    أقول : بما أن المطالبة بالانتخابات حق طبيعي مشروع , فإنها بالتأكيد ذات ارتباط سببي بالحق تعالى مجده باعتباره هو الحق ولا يصدر عنه إلا الحق ( حاشاه من الباطل ), وعلى هذا فإن الجهة التي تتولى مظاهر الحق التي تعيّن مصير الأمة ومستقبلها يجب ان ترتبط بالله تعالى مجده وما انزله من حق مبين, ولا يمكن أن يرتبط الحق ومظاهره بمصادر غير شرعية ( الأحتلال أو الأمم المتحدة أو غيرها) ثبت مراراً أنها دوائر لتمرير الباطل بحق الكثير من قضايانا المصيرية ضمنها احتلال العراق وفلسطين وتكريس حق الفتيو ونحو ذلك , فالأمم المتحدة وكما هو بين لها توجهاتها الخاصة ، التي تتجنب الاصطدام بإرادة القوة المستكبرة (أمريكا) ، التي تستضيف الهيئة العامة بكل موظفيها على أرضها ، وهذا مصدر تأثير على موظفيها وصانعي القرار ظاهر للعيان يجب ان ينتبه له كل من يريد ان يتعامل مع الأمم المتحدة.

    وعلى هذا فإن الفقيه الذي يتقن عمله ويريد مصلحة الأمة يجب عليه أن لا يربط مطالبه- من موقعه كفقيه- بأي صورة من صور التبعية أو السيطرة أو الوصاية الأجنبية , فكما المسائل الشرعية ( الصلاة, الصوم , الزكاة ,الحج ,..الخ ) تكون مستقلة عن أي وصاية أو ولاية أجنبية وتتبع ولاية الله ورسوله (ص) كذلك المسائل التي تخص مصير الأمة والأفراد نحو الانتخابات والإشراف والتحكيم, يجب أن ترتبط بولاية الله ورسوله لا بأعداءه والتبعية لهم.

    ومن هنا نستطيع القول إن الانتخابات إذا لم ترتبط بولاية الله وتستمد شرعيتها منه وبقيت تابعة للاحتلال وإذنابه فإنها باطلة من الناحية الشرعية والقانونية . وأن توكيل أمرها إلى جهة خارجية (خارجة عن ولاية الله ورسوله) هي اقرب للخصم من المناصر , ينم عن عجز عن إدراك الحق ومشروعية المطلب , وهذا لا ينسجم مع مباديء الشريعة ولا مع مباديء الاجتهاد التي تعطي للفقيه حق الكلمة العليا دونما الاعتماد ( الركون) إلى جهات خارجية.

    3- ارتكب السيستاني نفس الخطأ أزاء ما سموه بـ (قانون الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية) الذي صرح السيد عبد العزيز الحكيم والجلبي وآخرون ، بأن هذا القانون فُرض عليهم فرضا وقد جاءتهم صيغته جاهزة ومعلبّة من اميركا دون ان يكون لأي عراقي دور في كتابته او اقتراح البعض من فقراته , فبدلاً من أن يمارس السيستاني وظيفته كفقيه مجتهد له كلمته في أهم القضايا التي تهم الأمة والأفراد ويصدر فتوى يبين فيها بطلان ذلك القانون ويكوّن قوة جماهيرية واعية ببطلانه تعمل على مناهضته أو عدم القبول به , ترك الامة و أرسل برقية شكوى إلى كوفي عنان يطالبه بعدم تأييد القانون أو تكريسه , وكأنه يشكوا إلى جهة عادلة أو ذات مكانة أعلى من مكانة فقيه يستمد قديسته من السماء , لقد جعل كلمة العدو أعلى من كلمة الله الواجب على الفقيه أن يظهرها ويجعلها هي العليا من خلال الفتوى التي تحرّم الباطل الذي اعترض عليه .

    وبعمله هذا لم يظهر كلمه الله بل طالب أن تكون كلمة عنان هي العليا وهي التي تحكم الأمة وتقرر نعم أولا , وها هنا خطأ كبير , كانت النتيجة المترتبة عليه أنهم تجاهلوا شكواه وعملوا بالقانون , ولا يزال القانون الذي اعترض عليه يعمل ولم يصدر الفتوى التي تحرّمه وتحصن الناس من قبوله بل زاد على ذلك وصار يحث الناس على الانتخابات في ظل الاحتلال وضل ذلك القانون, وهنا هنا تقصير واضح بحق الأمة عليه كمرجع مسؤول عن أظهار حكم الله للعامة .

    4- عندما حصلت التفجيرات الإجرامية في العاشر من محرم ( عاشوراء) في كربلاء والكاظمية , لم تصدر من السيستاني فتوى تحرّم الفعل ألأجرامي وتدين الفاعل ذاته ليضع حاجزاً شرعيا يحول دون تكراره أو على الأقل , ليظهر كلمه الله ( حكم الله ) للناس, بل أصدر فتوى بحرمة دخول الأراضي العراقية دون أذن السلطات , والسلطات هم الأحتلال بالطبع , وها هنا خطأ شرعي وقانوني كبير أكبر من ذلك الذي اشرنا إليه في الفقرة السابقة ,إنها فتوى تعطي الشرعية للاحتلال بكل وضوح وكأنه هو صاحب الحق والسيادة في العراق يجب على الناس احترام إرادتهم وقوانينهم وعدم مخالفتهم, وفي نفس الوقت تخفف عن الأحتلال الضغوط الخارجية التي تأتي من الجوار وتحاربه , وما أدرانا لعل الاحتلال هو الذي قام بتلك التفجيرات , وصوّر للسيستاني وللناس من خلال أبواق الإعلام إنها من فعل الغرباء الوافدون من الخارج , ليصدر السيستاني تلك الفتوى التي تصب لصالح الأحتلال . كان الأولى به أن يحرم الأحتلال ذاته , ويحرّم فعل التفجيرات الإجرامية ذاتها , لا أن يقدم خدماته للاحتلال بتلك الفتوى .

    5- حينما ارتكب الاحتلال جرائمه الأخلاقية بحق السجناء المسلمين في أبو غريب ثارت ثائرة كل الشرفاء والخيرين في العالم بل وحتى العاهرات في الكثير من دول العالم وأدانوها بشدة, إلا السيستاني صمت وكأن شيء لم يكن, لم يحرّم هذا الفعل ولم يطالب بمعاقبة الفاعلين , ولم يدين ولم يشجب كما فعل الآخرون , إن موقعه كفقيه مرجع يدعي انه نائب للمعصوم عليه السلام يحتم عليه أن يمارس دور المعصوم بالنيابة ويقوم بواجبه بالدفاع عن المسلمين ولو عن طريق الرفض والاستنكار, وأن الصمت في مثل تلك المناسبات يعطي إيحاءات خطير في جميع الاتجاهات , وقد يفسرها العدو والصديق بتفسيرات كثيرة تحط من منزلة الإسلام كدين حضاري يرفض تلك الممارسات الإجرامية الشاذة البشعة وتحط من منزلة المرجع نفسه باعتباره لا يكترث بمثل تلك الأمور, فإذا كان الأمريكيون أنفسهم هم الذين كشفوها للعالم وأدانوها وطالبوا بمعاقبة المذنبين وحاكموهم, فماذا كان سيخسر السيستاني لو اصدر بياناً لا يكلف سوى بضع سطور و ختم المرجعية ؟؟ وما السبب يا ترى من وراء صمته ؟؟

    يبدو أنه يريد أن يظهر انضباطه التام أمام الأحتلال وهذه فرصة مناسبة ليظهر لهم تفرده المميز عن الآخرين ,حيث كل العالم تشاغبوا ونغصّوا على الأحتلال فعلته وأحرجوه بما فيهم الأمريكيون أنفسهم ما سوى السيستاني الذي اظهر انضباطه وحسن سيره وسلوكه في حضرتهم .( إن الله أولى من الأحتلال بذلك ).

    6- بعد تنصيب قوات الأحتلال العميل أياد علاوي الذي يتفاخر أمام وسائل الإعلام بكل وقاحة أنه يتعاطى مع الكثير من أجهزة الاستخبارات العالمية( يقال أن عددها 16) وكان بعثي سابق مشهور بجرائمه, بدل أن يحرّم السيستاني التعاون مع هذه الحكومة ورئيسها سارع إلى تأييده وحكومته بأسرع ما يمكن, وهذا لا يليق بفقيه مثله أبداً بل هو محرم عليه شرعاً بنص قراني واضح وصريح يهدد المخالف بعذاب النار والخروج من ولاية الله (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) ( هود113) أي لا تعتمدوا على الظالمين في شؤون حياتكم ومن يفعل ذلك يخرج عن ولاية الله وله عذاب النار .

    أقول : إن تأييد السيستاني من موقعه كفقيه لرجل لم يصلِ بحياته ركعة واحدة لله تعالى مجده بل مشهور بالفسق يركع ويسجد لـ 16صنم من أصنام الاستخبارات العالمية, يعطي إيحاءات خطيرة تفسد على العامة والمقلدين النسب والمفاهيم الثابتة التي كرستها الشريعة الإسلامية من خلال القرآن والأحاديث الشريفة وسيرة المعصومين عليهم السلام , إنه تأييد يشرعن الباطل على حساب الحق الواجب على الفقيه إظهاره للعامة .

    7 - إثناء التحرشات الأمريكية بالنجف وأبناء النجف وقبل الاقتراب منها اعتبر السيستاني النجف خطاً احمراً لا يجوز تجاوزه من قبل قوات الأحتلال , و لكنه لم يحفظ كلمته تلك من موقعه كمرجع أمام الأمة ولا أمام الاحتلال وصمت على تجاوزات خطوطه الحمراء بل وعلى جرح قدسية قبة الإمام علي عليه السلام من قبل قوات الاحتلال دون أن يعلن موقفا ًواضحاً إزاء ذلك سوى أنه طالب الجهات المتحاربة ( الطرفين) أن تخرج من النجف, هل هذه مسألة في الصلاة كي يبنى حكمه على الاحتياط أم مسالة واضحة وضوح الشمس فيها طرفان حق وباطل , يجب عليه ان يقف مع الحق مهما كلف الأمر , ويجب عليه ان يتمسك بالدفاع عن خطوطه الحمراء ولو ببيان شجب أو إدانة ولكنه للأسف لم يفعل.

    انه من خلال تلك الممارسات يثبت للناس انه لا يصلح أن يكون مرجعاً أو قائداً لمجموعة مهما كانت صغيره لأنه يخذلهم ولا يدافع عنهم, ولا حتى يظهر تعاطفه معهم بفتوى أو بيان أو كلمة موجهة, وهذا الموقف لا يزال يتكرر إزاء التفجيرات والاعتداءات التي ضحيتها من العراقيين وأطراف اخرى, فإذا أراد أن يقنعنا أن آراءه السياسية صائبة في مسالة الانتخابات أو غيرها فليحسم لنا أولاً مسائل الصلاة التي هي في صميم اختصاصه كفقيه قضى جل عمره فيه, ومن بعد ذلك يحاول إقناعنا انه قادر على التعاطي بمسائل السياسة التي هي طارئة عليه وليست من ضمن اختصاصه ولا حتى ضمن مسؤوليته باعتباره لا يؤمن بولاية الفقيه ويرى ضرورة عزل الدين عن السياسة .

    ملاحظة : كان من المفترض ان أضع هنا نموذجاً عن الاتفاق الذي جرى بين السيد مقتدى الصدر وبين السيستاني بعد أحداث النجف الثانية الذي كان يتضمن إطلاق سراح جميع منتسبي جيش المهدي وعدم ملاحقتهم والسماح لهم بالصلاة في مسجد الكوفة وممارسة فعالياتهم كقوة جماهيرية فاعلة, ولكنني لن أفعل بسبب حساسية الموضوع الذي يجعل الناس ما بين مؤيد ومعارض .

    ( اللهم عجل لنا بظهور وليك المهدي عليه السلام ليظهر كلمتك ويجعلها هي العليا ويدحض كلمة الباطل ويجعلها السفلى واجعلنا أول المؤمنين به والناصرين له أنك سميع مجيب )


    زهير الاسدي

  5. Top | #35

    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.12
    الدولة
    بريطانيا
    المشاركات
    921

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

    عندما سقط الجميع في وحل التأمر علي أبناء "لا"

    --------------------------------------------------------------------------------

    أن نتحدث الي الاخرين فهو حديث لاجل ما نعتقده حقيقة من أجل كشف الانحراف عن خط الاسلام الثوري الحقيقي , من أجل سعادة الانسان و صناعة الحضارة الحقيقية للمجتمع.
    أن الدم يسيل في النجف و الارواح تزهق بالعشرات في ارض العراق الجريح , و كأن هؤلاء العراقيون ليسوا بشرا , و كأن ليست هناك أية قدسية للمؤمنين , أو أليست للانسان العراقي كرامة , أو اليست للانسان العراقي حقوق؟
    أن ما يجري الان في العراق الجريح , شيء كبير جدا جدا , كما ذكرنا في مقالات سابقة , ان العراق الجريح قدر له أن يكون محور الصراع العالمي , و قدر له أن يكون وجه المدفع للشر العالمي كله.

    و هاهم العراقيون الحقيقيون صدموا العالم ,,,,كل العالم , عندما بزغوا من قمة الالم و قمة الحرمان و من أعمق مدي للمعاناة .

    تفجر العراقيون الحقيقيون و قالوا "لا" عالية و مدوية.
    أن التيار الصدري قد اعاد الحياة و الامل للامة كل الامة الانسانية , و لقد كشف أن الثورة الاسلامية العالمية و أن أصحاب المباديء و الضمير لا زالوا موجودين و أن من يتحركون من أجل المبدا و من أجل أتمام مسئوليتهم الاجتماعية العبادية لا زالوا موجودين و يتحركون علي ساحة الصراع العالمي حتي الاستشهاد من أجل الضمير و المبدأ و المسئولية الاجتماعية الالهية.

    أن تلك ال "لآ" التي قالها العراقيون الحقيقيون في وجه الشيطان الاكبر , و ما حملته تلك ال "لا" من نشر للوعي و للبصيرة .

    ان تلك ال "لا" قد كان عقابها عن المجرمين الامريكان و من معهم من أحزاب و تنظيمات و مراجع تقليد يزيدية للشيطان الامريكي.
    لقد كان العقاب هو القتل و الابادة و الامحاء لتلك ال "لا".
    أن هناك مؤامرة كبيرة من الكثيرين( أحزاب ,تنظيمات, شخصيات, رموز) , و منهم كذلك مراجع التقليد الصفويون , ضمن مؤامرة تصفية و قتل ال "لا" العراقية النبيلة الصافية المتحركة من أجل الله.
    أن هناك خيانة من المراجع الدينيون المزيفون , أن هذه حقيقة يجب أن نسلم بها , و لا ينفع تبرير هنا و تقديم الاعذار الواهية هناك .


    لذلك ما قاله السيد حسن نصر الله ليس صحيحا , من ان كل المراجع ضد أجتياح النجف , هذا ألامر ليس صحيحا , أن السيد حسن نصر الله يريد أن يكذب علي نفسه , ليصدق نفسه بعد ذلك ,و من معه كذلك, ممن يريدون تصديق التبرير و تقديم الاعذار للخيانة و العمالة و الاجرام بحق ال "لا" التي قالها العراقيون الحقيقيون .



    أن التبرير و تقديم الاعذار , هما أشياء من باب الكذب علي الذات و من ثم تصديقها , هما أشياء تبريرية و ليست أمور واقعية .

    أن محاولة تبرير الجريمة أمر غير مقبول .

    و أن محاولة صم الاذان عن خيانة و سقوط من هو في مواقع المسئولية , مواقع مرجعية كانت أو حتي للاحزاب و تنظيمات سياسية , أن محاولة كتلك هي محاولة للكذب علي الذات ( أذا صح التعبير ) و هي أيضا خوف من الحقيقة التي يكشفها الواقع المعاش و المكشوف بأحداثه امام الجميع.

    و هي كذلك محاولة للتبرير عن طريق السكوت و عن طريق الامتناع عن التفكير بمواقف هؤلاء المراجع و الاحزاب الذين تركوا الساحة , عندما أحتاجتهم الامة .



    أذا أردنا التخفيف و الحركة في مجال التبرير فأن جل ما نستطيع قوله هو :

    أن كل مراجع النجف قد هربوا و لزموا الصمت أمام قتل الناس و محاولة ابادتهم.

    أن العبارة السابقة هي أقصي ما يمكننا قوله , من باب تخفيف الحقيقة قدر الامكان.

    هل المطلوب منا تغييب عقولنا عن التحليل و التفكير ؟
    هل المطلوب منا السكوت و أبعاد النظر عن الحقيقة؟
    و لكن فلنتحرك في التحليل العميق كما تعودنا و عودنا القاري و القارئة الكريمة , لنفكر معا في صوت عالي , لنكشف الحقيقة لانفسنا أولا و من ثم الي من يريد الحقيقة ثانيا , و ليس الي أصحاب نظرية التبرير و تقديم الاعذار , و ايضا ليس الي العملاء الاستخباراتيون و الخونة .
    يقولون في مكتب المرجعية:

    أن السيد السيستاني عنده مشاكل في القلب.
    و قالوا أيضا أنه تم عمل قسطرة للقلب و عملية أخري لماء العين.
    اذن بناء علي تصريحات المكتب السيستاني هناك تشخيص طبي بضيق الشرايين و ليس أنسدادها( أنسداد الشريان يعتبر حالة طارئة تؤدي الي الذبحة الصدرية Mi )
    اذا كان الامر كذلك ( ضيق في الشرايين فقط) فلماذا السفر العاجل ؟
    أن هذا النوع من ألالام القلب يمكن التحكم بها عن طريق حبوب الاسبرين و حبوب الgtn عند اللزوم مع تغيير نمط الحياة الشخصي .

    و يستطيع الفرد المصاب أنتظار عملية القسطرة الي فترة من الزمن.

    و في لندن المرضي المصابون بضيق الشريان ينتظرون الي ستة أشهر أنتظارا لعملية القسطرة , التي تجري في غضون النصف ساعة الي الساعة تقريبا بدون بنج عام , أي أن المريض يكون مستيقظا.

    فلماذا كانت العجلة , الي السفر الي لندن , و التشخيص المذكور لا يتطلب تلك العجلة.

    و لكن لنستمر و نقول أن الحالة طارئة و هي ليست كذلك طبعا , و لكن لنستمر في التفكير , و لنقول أن الحالة طارئة.

    لماذا الذهاب الي لندن ؟

    هناك دولة الكويت و هي اقرب بكثير جدا , و هناك الجمهورية الاسلامية و هي ايضا قريبة , و هناك الاردن و هناك المستشفي الامريكي في لبنان .

    و المستشفي الامريكي بالخصوص , مستشفي معروف و ممتاز , و تم علاج شخصيات كبيرة و ذات وزن سياسي و مجتمعي من أمثال نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام و سماحة المرجع الحقيقي للعراقيون!!!!؟؟؟؟؟ محمد حسين فضل الله.
    اذا كانت الحالة طارئة و مستعجلة حسب ما أعلن مكتب المرجعية .
    فلماذا الذهاب الي أقاصي الدنيا ؟
    مع أن العلاج التشخيصي المطلوب و هو القسطرة القلبية , متوافر علي مسافات اقرب كثيرا و بنفس الكفاءة العلمية ؟؟؟!!!
    في العام 1963 في المدرسة الفيضية , في بداية أنطلاق الثورة الاسلامية , كان الامام الخميني يخطب في الجماهير الثورية و هو كان يعاني من ضيق في الشرايين , و الالام الصدر الحادة تداهمه من حين الي أخر, و كان الامام العظيم يناهز من العمر أنذاك الثالثة و الستين , و يعاني من ضيق في شرايين القلب , مع هذا كان يفجر ثورة استمرت في النضال ألي أن انتصرت في العام 1979 .
    ( راجع نص الخطبة الاولي للامام الراحل روح الله الخميني في كتاب الكوثر)

    فلماذا الحالة المرضية عند الامام الخميني لم تمنعه من اداء واجبه الالهي في الثورة علي الظالم و نصرة المظلوم , و منعت السيد علي السيستاني من اداء الواجب من نصرة المظلومين من ابناء " لا " في العراق الجريح؟؟!!!

    و اسئلة أخري تتفجر امامنا , و لا يوجد لها أجابة .
    و هي أنه في البداية عند وصول السيد السيستاني الي لندن , تم الاعلان أنه لا يحتاج الي قسطرة , و بعد ذلك تم الاعلان أنه يحتاج اليها!!!!؟؟؟؟
    و ايضا أذا كانت الحالة طارئة , كيف تم الاجتماع مع الاستاذ نبيه بري لاكثر من سبعين دقيقة في لبنان ؟
    و ايضا كيف تم عمل الاقامات في اقل من يوم واحد , مع أن السواح العاديين القادمون من البلدان الغنية المعروفة بمجيئهم المتكرر الي بريطانيا للسياحة , تستغرق عمل الاقامة لهم اقل شيء فترة أسبوعين للمحظوظين طبعا.

    فما بالك بأنسان أيراني الجنسية قادم من العراق( كالسيد علي السيستاني) , كيف تم عمل الاقامات له و للوفد المرافق في أقل من يوم؟

    و لماذا هذه الصدفة الغير سعيدة!!!!!؟؟؟ , بخروج كل ( و نقول كل) مراجع التقليد من النجف في نفس اليوم , و في نفس الوقت يتم الهجوم فيه علي أبناء العراق الحقيقيون , لابادتهم و القضاء عليهم و تصفيتهم .
    و لماذا هذه البيانات المتأخرة التي لا تنصر المظلوم و تصب في خدمة الظالم , و لا تسند أحد من ابناء الضحايا و عوائل الشهداء الذين ذهب أبنائهم؟
    و هي بيانات مبهمةغير مفهومة , و غير صريحة و ايضا متأخرة.

    و الفقرة السابقة تنطبق علي مراجع النجف و قم و مرجع كربلاء المدرسي.

    نريد جواب علي أسئلتنا و تساؤلاتنا.


    أن باقي المرجعيات في النجف و قم و كربلاء
    و من ضمنهم السيد علي السيستاني
    و محمد سعيد الحكيم
    و أسحاق الفياض
    و بشير النجفي
    في العراق نيام و شعبهم يقتل و يسحل في مدينةالنجف؟

    من دون أي تحرك , أو مطالبة واقعية تتحرك في خط النصرة لهؤلاء الابرياء الذين يقتلون .

    فأما أنهم متأمرون علي قتل هؤلاء؟

    و أما أنهم لا يهمهم أمر الناس التي تقتل, أو اي سبب أخر لا أعرفه.


    لهذا قلنا أن المرجعية الوحيدة للعراقيون هو السيد فضل الله , لانه هو من ساندهم في حين غاب الاخرون و هربوا جميعا من العراق في وقت واحد و نقول جميعا؟؟!!!!

    و تركوا الناس يقتلون في العراق.


    لماذا لا يحترق قلب أحد من الخونة العملاء علي أبناء العراق الجريح؟
    لماذا ليس لدي أدعياء التدين من أحزاب تدعي الاسلام و مراجع صفوية الحرقة علي المؤمنين الذي يعتبرهم الله كما هو معروف في الحديث المأثور حرمتهم أكبر من الكعبة و أعظم منها.


    أن التسنن الاموي يقدس الصحابة , و التشيع الصفوي يقدس المراجع , فما هو الفرق بين المذهبين ؟

    فلندافع عن كرامة الانسان و لنتحرك في خط النقد و التفكير العلمي لمن أنحرف عن الاسلام العلوي الحقيقي و أن كان في موقع مرجعي, يقدسه البعض , نتيجة لموروث يعيش الخرافة ,و يقدس البشر من دون الله .


    أن المسألة ليست نتظيرا لمرجعية ضد مرجعية أخري , و ليست المسألة محاولة أرغام أحد المرجعيات علي تبني رأي خاص بي شخصيا أو بأحد التيارات , هذه المسألة الاخيرة اشدد عليها , و اضع علي العبارة السابقة أكثر من خط للتأكيد عليها.

    أن هناك واقعا دمويا يجري الي الان , و هناك واقع أخر بخروج كل ( و نقول كل) من يحتلون مواقع المرجعية في نفس الوقت من العراق , مع السكوت المريب , و حتي مع أنطلاق البيانات المتأخرة , فأن تلك البيانات ليست بيانات علي مستوي الحدث الاليم من قتل شعب عاني و يعاني منذ أكثر من خمسة و ثلاثين سنة , سابقا من أبن امريكا صدام اللعين و الان من أباء صدام الامريكان المجرمون القتلة.


    فلنتحرك مع علي أبن أبي طالب بالتفكير و استقلال الراي عندما يتعلق الموقف بأنسان يحتل موقع مسئولية دينية له قداسة و هيبة طبيعية عند الكثير من الناس.
    و هو موقع المرجعية أو أي موقع أخر.


    قال علي بن أبي طالب

    أعرف الحق تعرف أهله .

    أن علينا أن لا ننظر الي الاشخاص كأشخاص بل الي الموقف للشخص الذي يترجم الحق من الباطل.

    أن الموقف هو ما يكشف لنا الحق من الباطل و ليس الشخص كشخص.

    علي سبيل المثال لا الحصر:


    أبو بكر هو الصديق الشخصي للرسول محمد و أحد قادة الاسلام , و أحد انسباء النبي.

    و عمر بن الخطاب أحد قيادات التي ساهمت في قيام الاسلام كدولة , و ايضا احد انسباء الرسول.

    و عائشة هي زوجة الرسول.

    أن هؤلاء يحتلون مواقع مهمة و غيرهم من العشرة المتأمرين.

    أن نفس الكلام كان يقال لعلي بن أبي طالب :

    كيف مستحيل أن يخون ابو بكر
    من المستحيل أن ينحرف عمر

    كيف يكون عثمان بن عفان من السراق و هو ذو النورين و لقد ناسب الرسول مرتين.


    قال لهم علي بن أبي طالب الكلمة المشهورة :

    أعرف الحق تعرف اهله.

    ليس بالموقع أيها الاحبة نعرف الحق .

    أن الحق نعرفه من التحليل للموقف و دراسة التاريخ و كشف التناقض و التحليل الاجتماعي و الصراحة في القول ,,,, و منطقية الاحداث,,,,,,ألخ


    أن الحقيقة هي من تكشف أهل الحق و ليس الموقع أو الانتماء العشائري , أو المواقف الجيدةالقديمة للانسان.

    أن الموقف هو ما يكشف حقيقة الشخص و ليس الموقع هو ما يمثل الحقيقة.

    الدكتور عادل رضا
    dradelreda@yahoo.com

  6. Top | #36

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.00
    المشاركات
    17

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

    باسمه جلت ألاؤه
    هل يدعي الأسدي هذا أنه يتمكن من تقييم السيستاني ؟ وهل يستطيع أن يعلق على العروة الوثقى ؟؟

  7. Top | #37

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    47

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

    نحن نقدس السيدالسيستاني شاء من شاء وأبى من أبى "واللي ما يعجبه يشرب من البحر" فالسيد لا يطمع في دنيا.
    .. اذهبوا إلى بيته في النجف سترونه من الطين، وسنبقى من مقلديه ومن محبيه ومن المتفانين فيه... ليس هذا انفعالا، هذه حقيقة، ليس عندنا خطاب معلن وغير معلن. نحن نقدس المراجع لأنهم صمام الأمان لديننا ودنيانا ولا نملي على أحد كاتبا كان أو مثقفا أو نائبا، ولا نسمح بهذا التطاول على مراجعنا لأن السفه وقلة الذوق وصلا إلى مستوى لا يطاق وإذا كان هناك من عضلات حميمية وحمية كبرى فها هي الانظمة بينكم والوثائق والعلائق تجرى امامكم ارونا بطولات نقدكم. الآن أصبح السيدالسيستاني هو الذي يريد الاستعمار وصمت عن الظلم؟
    اين نخوتكم أيها القوميون والمراجع تذبح وتتساقط يوميا طيلة حكم صدام؟ هل جف دم الصدر؟ هل ننسى تعذيب بنت الهدى؟ من قتل مراجعنا؟ اين انتم في ذلك الزمن الكئيب... اين انتم من قتل 20 عالما من عائلة الحكيم؟ أين انتم من مذبحة حلبجة... كلامي ليس لكل اصحاب التيار القومي ولكن لبعضهم لبعض المهووسين في حب صدام والآن اخذوا يضربون على أوتار طائفية عبر القنوات وعبر الصحف وبدأوا يتطاولون على المراجع وعلى السيدالسيستاني، السيدالسيستاني موقفه واضح دعا إلى انتخابات عامة. هذا رأيه ولك أن تختلف معه، اما ان تخونه، ان تسبه فهذا لا نقبل به، واذا كنتم تحبون صداما فشمروا عن سواعدكم واذهبوا لنصرته... تزايدون على الشعب العراقي بأنه متواطئ مع الاميركان... هذه اجمل نكتة قرأتها فما هذه الانتقائية؟ 22 دولة عربية كلها مع علاقات مع الاميركان ولدي هنا اسئلة اريدكم ان تجيبوا عليها. 1- هل الطائرات التي تخرج لضرب العراقيين هي من قواعد عسكرية ملك للسيستاني؟ اين كتاباتكم وصراخكم طيلة هذه السنين؟ لم نر ولا مقالا واحدا ام انكم ترون بعين واحدة؟ هذا الخليج كله وهذا العالم العربي كله مليء بالعلاقات الكبرى مع الاميركان بل بعضهم حتى مع "اسرائيل" فلماذا لا تبدأون بالنقد هنا، اين هي شجاعتكم؟ اين هي نخوتكم؟ حتى سقوط صدام هل سقط بيد السيستاني ام بيد هذه القواعد؟ سؤال آخر: هل السيستاني هو وراء العلاقات الحميمية بين صدام والاميركان عندما دفعوه لحرب الخليج الأولى... اين كانت النخوة عندما كان الخط الساخن ممتدا بين بغداد وواشنطن؟ هل السيستاني وراء الحرب المتهورة الثانية؟ هل هو الذي قاد الاتفاقات الامنية مع الاميركان؟ هل هو وراء العلاقات الاسرائيلية التي زرع بعضها عبر مكاتب ولقاءات في الخليج والعالم العربي؟ لماذا لم تنجسوا النفط ذا الرائحة الاميركية عندما كانت تؤسس عليه جمعيات التوعية؟ هناك الباء تجر وهنا الباء لا تجر.
    هل السيستاني وأتباعه هم وراء صفقات التحالف ما بين الاميركان والمجاهدين العرب أيام الغزو السوفياتي للأفغان؟ لماذا تزايدون على السيد؟ هل السيد السيستاني هو وراء اتفاق اوسلو للسلام؟ هل هو وراء الصفقات التجارية السرية منها والمعلنة مع الاسرائيليين في العالم العربي؟ هل هو الذي دعا الرؤساء إلى أن يجتمعوا في شرم الشيخ في منتصف التسعينات والآن ها هم العرب يجتمعون وكان موقفهم مع اجراء الانتخابات العامة في العراق، معظمهم يرى ذلك. أرونا الآن نخوتكم وانتقاداتكم الصريحة وبالاسماء لا بالغمز لنرى شطارتكم فلماذا تذهبون للعراق والتناقضات التي "ترفضونها" بين أظهركم؟
    وأخاطب هنا بعض مثقفينا الشجعان ومن كل الاطراف ممن تعدوا على السيستاني بالكلام الهابط والبذيء اقول لهم: اذا كنتم شجعانا فأرسلوا ابناءكم إلى العراق للقتال، تريدون من السيستاني الافتاء بالحرب المسلحة من دون النظر الى عواقبها وتوفرون أبناءكم في الجامعات للدراسة، ويا للمفارقة تطالبون السيستاني بالفتوى وابناؤكم يدرسون في الجامعات الاميركية والبريطانية ورحم الله المتنبي اذ يقول:
    وإذا ما خلا الجبان بأرض
    طلب الطعن عنده والنزالا
    ثم ما هذه المزايدات؟ تتهموننا بالتعاطي مع الاميركان؟ ما اعجب هذا الزمان 50 عاما والمنطقة كلها ترضع من ثدي اميركا والآن أصبح الثدي الآخر من "اسرائيل" وعلى الملأ وبالمكشوف لم نر احدا عمم الحكم على أمة بكاملها أو علماء بل هناك علماء دين وفروا غطاء الشرعية للسادات ولعرفات وأفتوا بعدم جواز العمليات الاستشهادية بل الآن هناك من راح يفتي بعدم جواز الذهاب إلى الحرب في العراق... اين هؤلاء الكتاب والمثقفات خصوصا العجائز منهم من كل ذلك؟ الآن فجأة راحت تلقى علينا القمامات بل وصل الأمر إلى أن تلقى على مراجعنا؟ ما هذا المنطق. ابدأوا بدياركم أولا ثم زايدوا على مراجعنا، من الذي افتى بجواز الاستعانة بالاميركان ايام حرب الخليج الثانية هل هو السيستاني؟ مع العلم ان السيد اختار المواجهة السلمية لعدم وجود توازن في القوى ودعا إلى انتخابات شرعية من الشعب لأن العراق مازال يحصد الدمار والحرق والقتل بالأمس من صدام والآن من الأميركان.
    ما حدث في الفلوجة جريمة نكراء ضد الانسانية لأنه سقط فيها ابرياء وهي ستبقى في ذاكرة التاريخ، والاميركان ما جاءوا الا للسيطرة على كل عالمنا العربي... فيجب ألا يستدرجنا الاميركان إلى أن ننسى معركتنا معهم ونذهب لنحمل آخرين او مراجع خطيئة تاريخ دموي متكامل شارك في صنعه كل المتمصلحين من كل الاطراف من انظمة ودول وشعوب واحزاب وتيارات، فلما تعقدت القضية ذهبنا في تحليل تبسيطي انتقائي لنضع على السيد فلان او السيد علان. هذا ظلم، فجريمة الاحتلال في العراق كانت خطيئة العرب والمسلمين.
    أيها السيد السيستاني عذرنا إليك كبير، سر ونحن من ورائك نحو وحدة وطنية اسلامية لصالح جميع المسلمين علينا ان ندفع عبر خطاباتنا بما يوحد العراق فالعراقيون كانوا بخير في وحدتهم الاسلامية والوطنية لولا هذه القنوات وأولئك الذين يقودون المعارك في الفضائيات فيحصد العراقيون الموت والقتل على الساحة... إنهم بذلك أصبحوا شركاء مع الاميركان في زرع الفتنة.
    ختاما بإمكان هذه العجوز "القومية" الشمطاء أن تجز شعرها وأن تخمش خدها عبر القنوات الفضائية وأن تنال من مذهب عظيم وفقهاء عظماء ولكنها لن تغير من الحقيقة شيئا!


    (( للامانة هذا مقال لسيد ضياء الموسوي ))

  8. Top | #38
    سؤال الى ضياء الموسوي

    كم قرآنا اهدى السيستاني البلوشي لصدام ايام حكمه ؟

    ولماذا تخلى ضياء الموسوي نفسه عن العمامة ؟
    قائد الحوثيين الحاج المجاهد عبدالملك الحوثي حفظه الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. Top | #39

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    47

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

    السيستاني: لن أسمح بتوقيع اتفاق أمني مع المحتلين




    26/05/2008 أعلن المرجع الديني سماحة آية الله العظمي السيد علي السيستاني معارضته الشديدة للاتفاق الامني بين العراق و الولايات المتحدة الامريكية و أكد أنه لن يسمح بالاتفاق الامني مع امريكا مادام حيا .ووفقاً لما نقل موقع «الجوار» الالكتروني، فان سماحته اعلن ذلك خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الخميس الماضي.

    و أفاد مصدر مقرب من بيت المرجع السيستاني في النجف الاشرف أن سماحته اكد للمالكي أنه لن يسمح بانعقاد مثل هذا الاتفاق بين الادارة الامريكية المحتلة، و العراق المسلم مادام على قيد الحياة ، مجددا دعمه لحكومة نوري المالكى في السعي لاقرار الامن والثبات في البلاد.

    و كان المرجع الديني آية الله السيد كاظم الحائري اصدر هو الاخر بيانا اكد فيه رفض الحوزة العلمية العراقية الاعتراف بشرعيّة اتّفاق امني مع الولايات المتحدة الامريكية .


    (( المصدر قناة المنار ))

  10. Top | #40

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    47

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذا لمقال منقول للرد على فيدراليه ومن حذا حذوه اللذين يقلبون الحقائق
    مرحلة جديدة من تطور الفكر السياسي الشيعي …التجربة العراقية والإمام السيستاني


    الشيخ حبيب آل جميع 1


    n من النائيني الى السيستاني:

    في بداية القرن الماضي وعندما انطلقت أهم حركة سياسية عرفتها إيران، والتي أطلق عليها اسم "المشروطة" للمطالبة بوضع دستور للبلد وإقامة نظام نيابي للحد من استبداد الشاه، كان الشيخ النائيني الذي استلم مقاليد المرجعية بعد ذلك، من أهم وأكبر الدعاة الذين ساندوا هذه الحركة ودعموها ليس بالمواقف والفتاوى بل بكتابة اهم كتاب أصّل للمشروطة ودافع عن الحكم الدستوري، ونعني به (تنبيه الأمة وتنزيه الملة). في هذا الكتاب الذي اعتبره عدد من الكتاب والمؤرخين اللبنة الأولى التي انطلق منها وتأسس عليها الفكر السياسي الشيعي الحديث والمعاصر نجد تحليلاً دقيقاً للاستبداد وكشفاً لمساوئه. ودفاعاً عن حقوق الأمة السياسية.

    لقد اكتشف الشيخ النائيني تجذر الاستبداد السياسي في وجدان الأمة ومفاصلها الاجتماعية والثقافية والدينية. وصعوبة اقتلاعه بين عشية وضحاها، لذلك جاء دفاعه عن الحكم المشروط والمقيد إيماناً منه بأن تقييد الاستبداد بالدستور والبرلمان ومراقبة الشعب للحكومة ومشاركته في انتخاب نوابه هو مرحلة ومحطة أولى وأساسية للقضاء على الاستبداد من حياة الأمة.

    إنّ الحاكم المطلق (أي الشاه) وغيره من المستبدين يغتصبون في آن معاً منصب الإمام الغائب عليه السلام وحقوق الناس والشعب، وإذا كان إنهاء اغتصاب منصب الإمام الغائب، مرتبطاً بظهوره يوماً ما ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وهذا اليوم في علم وحكمة الله عز وجل، فإن إنهاء اغتصاب حقوق الناس والشعب موكول اليهم (فبإمكانهم لو أرادوا) ان يتحرروا من هذا الاستعباد الذي فرض عليهم الظلمة عبر العصور حتى ظنوا (لجهلهم) أنه قضاء وقدر وهو ليس كذلك.

    من هنا انطلق الشيخ النائيني ليصب جام غضبه على جهل الناس وليرفع صوته عالياً منادياً بضرورة التحرر من الاستبداد السياسي، عن طريق إيجاد دستور مكتوب على غرار المسائل والفتاوى الشرعية، ينص فيه كاتبوه وواضعوه على جميع حقوق الرعية وخصوصاً السياسية منها، لكي يعرف الكل حقوق الحاكم والسلطات السياسية الأخرى وصلاحيات هذه السلطات في مجالات التشريع والتنفيذ والحكم، ويكون الشعب وأفراده على بيّنة من حقوقهم كافة.

    لقد تحدث الشيخ النائيني مطولاً عن مشروعية النظام النيابي، وضرورة إحكام المراقبة والمحاسبة من طرف مندوبي الشعب على السلطات الحاكمة، وقدم تأصيلاً شرعياً متميزاً لتحديد السلطة، وأهمية الشورى في الحكم، وردّ على جميع المغالطات التي كان يروج لها الشاه وأتباعه من المفكرين ورجال الدين المستفيدين من الاستبداد، لتشويه صورة الحكم المشروط أو المقيد، وخصوصاً مغالطة الجميع بين التحرر من الاستبداد السياسي والتحرر من أحكام الشريعة، أو الإدعاء بأن المطالبة بإيجاد دستور يتنافى مع وجود القرآن الكريم والسنة النبوية لدى المسلمين وهما دستورهما الشرعي، وكذلك الشبهة المتعلقة بعمل النواب وصلاحيتهم التشريعية، وكما قلنا فند الشيخ النائيني كل هذه المغالطات والشبهات وقدم خطة متكاملة لعلاج الاستبداد السياسي والقضاء عليه، ولم يكتف بالتنظير بل شارك في دعم حركة المشروطة بكل ما أوتي من جهد وقوة. وإذا حالت الظروف والملابسات التي أحاطت معركة المشروطة دون نجاح هذه التجربة السياسية كما نظّر لها الشيخ النائيني، إلا أن جهوده التنظيرية لم تذهب سدى، لأن التراكمات على المستويين الفكري والواقائعي أسفرت عن تطور مهم ومرحلة جديدة، بل محطة أساسية في تطور الفكر السياسي الشيعي، فإذا كانت مطالب الشيخ النائيني في بداية القرن الماضي لم تتجاوز الدعوة والمطالبة بتقييد الاستبداد بالدستور والمجلس النيابي، واكتفاء الفقيه أو الفقهاء بمراقبة السلطة التشريعية كي لا تخالف تشريعاتها الأحكام والمبادئ الإسلامية، فإن الفقيه والمرجع روح الله الموسوي الخميني، سيطالب بإلغاء الاستبداد السياسي جملة وتفصيلاً وإقامة نظام إسلامي يتولى فيه الفقيه المرجع، السلطة والولاية السياسية ويشرف على تطبيق الشريعة الإسلامية وإدارة الحكم، وبذلك أنهى الإمام السيد الخميني قدّس سرّه حقبة طويلة من الانتظار السلبي، لينقلب على النظرية التقليدية التي لا تعتقد بشريعة أي عمل أو تحرك سياسي من أجل إقامة دولة إسلامية زمن الغيبة. وبذلك (وسع نجاح الثورة الإسلامية في إيران) كان الفكر السياسي الشيعي على موعد مع محطة جديدة ونقلة نوعية أخرى، من المطالبة بتقييد الاستبداد الى القضاء عليه، ومن المشاركة المحدودة للفقهاء في البرلمان لصفة مراقب، الى استلام الحكم وإدارة الدولة مباشرة ولا تزال التجربة قيد المراقبة والاختبار، وقد حققت الكثير من الإنجازات وسط بحر من التحديات الداخلية والخارجية، والتاريخ كفيل بالحكم عليها.

    n العراق الجريح وموقف المرجعية:

    لن نخوض في تفاصيل الشأن العراقي، قبل صدّام وبعد الإطاحة به واحتلال العراق فهي معروفة لدى الكل. فالفضائيات العربية والغربية تنقل أخبار العراق لحظة بلحظة، لكن ما يهمنا هنا هو موقف المرجعية الشيعية وبالخصوص موقف المرجع الديني الأعلى الإمام السيد علي السيستاني الذي تربع على كرسي المرجعية في النجف الأشرف بعد وفاة الإمام السيد الخوئي قدّس سرّه وفي ظروف سياسية بالغة التعقيد، حيث خرج العراق من حربه ضد إيران منهكاً ومدمراً اقتصادياً ليتورط في حرب أخرى مع الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، زادته إنهاكاً وتدميراً، ثم تلتها سنوات من الحصار الاقتصادي أكلت الأخضر واليابس في العراق لتنتهي باستعماره واحتلال أراضيه.

    على طول هذه السنوات ورغم ما شهده العراق من أحداث جسام كان صوت المرجعية خافتاً باستثناء شهرة الإمام السيد الخوئي ومرجعيته التي بلغت الآفاق، وقد وجهت للنجف الكثير من الانتقادات واتهم علماؤها (البعض منهم وليس كلهم) بالسلبية وقلة الفاعلية، لكن المطلع على حقائق الأمور يعرف أن صدام لم يترك للحوزة العلمية أي مجال للتحرك، بل كان يتعامل مع علمائها وطلبتها تعامل الحجاج بن يوسف الثقفي مع أعداء بني أمية، فقد كان يقتل على الظن ويتهم القلوب وما تخفي الصدور، بل إن صدام كان مستعداً لإبادة المناطق الشيعية برمتها وهدم النجف الأشرف على رؤوس ساكنيها، علماء وعامة، وهذا ما ظهر بوضوح في ثورة الجنوب سنة (1991 م).

    لذلك تصرفت الحوزة العلمية وعلماؤها حسب ما تمليه عليهم ظروفهم القاسية، حفاظاً على النفس من جهة وحفاظاً على الحوزة العلمية وتراثها العلمي ومآثرها ومراقد الأئمة الأطهار ، ومع ذلك كله فإن مسلسل الاغتيالات للعلماء والمراجع لم يتوقف أبداً، فقد استشهد عدد من كبار العلماء وهجّر البعض الآخر، ودمّرت البيوت والحسينيات بل قصفت مراقد الأئمة الأطهار كذلك.

    هذا الموقف السلبي للمرجعية من الأحداث الداخلية والخارجية سرعان ما بدأ يتغير بعد سقوط نظام صدام واحتلال العراق، حيث توجه الكل صوب المرجعية الدينية الأهلية ومواجهة الاستعمار الأمريكي، مما كان من المرجعية (ممثلة في الإمام السيد علي السيستاني) إلا ان لبّت نداء الجموع التي تقاطرت على ذلك البيت المتواضع في النجف الأشرف مطالبة بالمساعدة والتدخل، وخلافاً لكل التوقعات كان رد فعل المرجعية إيجابياً الى حد كبير، فقد أخذ السيستاني زمام المبادرة وبدأ فعلاً في توجيه الرأي العام العراقي، بفتاواه وآرائه الحكيمة التي ساعدت العراقيين على الخروج من صدمة الانتقال من فترة الاضطهاد الصدامي الى فترة الحرية المقيدة والمشروطة في ظل الاحتلال الامريكي.

    لقد كان لتدخل المرجعية والتفاف العراقيين حولها دلالات عدة، يمكن الإشارة الى أهمها:

    فاستنجاد العراقيين بالمرجعية وثقتهم المطلقة بها، وحرصهم على الرجوع إليها والخضوع لآرائها، يؤكد المكانة التي لا تزال تحظى بها المرجعية الدينية في العراق، رغم ما تعرض له من تهميش ومضايقات لفصلها عن الواقع والقضاء على روابطها الاجتماعية والتخفيف من تأثيرها وقدرتها على التوجيه، وهذا بدوره يؤكد ان المرجعية الدينية لا يمكن القضاء عليها أو إسكات صوتها الى الأبد، بل أنها تتحين الفرصة فقط للإدلاء بدلوها في كل ما يتعلق بمجتمعها وقضاياه المصيرية، من جهة أخرى أثبتت المرجعية الدينية ومن خلال تعاطي السيد السيستاني مع الأحداث المحلية أن الموقف التقليدي للمرجعية من العمل السياسي هو موقف مرن، فعندما تتعرض الأمة للخطر تتصرف المرجعية بمسؤولية وبما يمليه عليها الواجب الشرعي، وهكذا كان موقف أئمة أهل البيت ، رغم موقفهم من السلطة غير الشرعية والمغتصبة لحقهم، لذلك فالذين تفاجؤوا بموقف المرجعية الرائد لا يقرؤون التاريخ، فالمرجعية لم تغير رأيها بل هي منسجمة مع مبادئها وقيمها وهذا ما كشف عنه الإمام السيستاني.

    الأمر الآخر الذي فاجأ المراقبين والمحللين سواء داخل العراق أو خارجه وحتى في الأوساط الدولية، سرعة تعاطي المرجعية الدينية مع الشأن السياسي بحكمة وواقعية، كشف عن انفتاحها على قضايا العصر ومعرفتها الدقيقة بملابسات الشأن الداخلي وعلى جميع المستويات، وكذلك إطلاعها على الوضع العالمي وتعقيداته، في الوقت الذي كان البعض يعتقد أن المرجعية تعيش في برجها العالي و أن لا علاقة لها بالواقع.

    n تحرك المرجعية على أرض الواقع:

    تحرك آية الله العظمى الإمام السيد السيستاني بأناة وحكمة ورويّة، نأت به من تأييد الاحتلال الأمريكي ناهيك بالتعاون والتنسيق، حتى أنه رفض مقابلة أي مسؤول أمريكي ما دام الاحتلال قائماً، ولكن في الوقت نفسه أعلن ان المقاومة يجب ان تكون سلمية، وأبى ان يدفع الشيعة لحمل السلاح في معركة يجني أعداؤهم ثمارها، كما فعل غيره، لم تحكمه عقدة "الشعارات" ولا انخدع باللافتات والعناوين الوهمية، ولا انبهر بتسليط الأضواء والظهور على شاشات التلفزة والإعلام، ولا اختزل الآخرين في شخصيته ليصبح بطل الخط وخط البطل، ولا سعى لبطولات فارغة تطرى شجاعته وجهاده وما الى ذلك بل عاش المسؤولية فكان خيمة تظلل على الجميع ومارس الحس الأبوي بتمام معناه... فدماء الأبناء أغلى ما يكون، ولا يجوز تسخيرها في معارك وجهات وهمية لا مردود من ورائها إلا ثناء الفضائيات العربية ورضا بعض التيارات المتشددة! فـ "المؤمن" وحرمته أعظم ما يهم الإمام السيستاني، وهو ينظر الى كل مسلم على أنه ابن له، يحرص على سلامته لا الجسدية فقط، بل حتى الروحية والأخلاقية، فلا يذهب بولائه شرقاً ولا غرباً. لذا لم يتاجر بدماء المؤمنين ولم يسمح لنفسه ان يجعل من معارك وحروب تراق فيها الدماء، أوراقاً تلقى على مائدة اللعبة السياسية.

    لم يلج الإمام السيستاني الميدان السياسي إلا بهمّة العظيم المتعالي على صغائر الأمور وجزئياتها، حيث اكتفى بالكليات والخطاب العام الذي لا تتجاوز محاوره: رفض الاحتلال عبر المقاومة السلمية، والدعوة للانتخابات، وصياغة دستور إدارة الدولة العراقية، وبين هذا وذاك دعوة علماء الدين للابتعاد عن الخوض في الشأن السياسي، وترك هذا الميدان لغيرهم فالتجربة الإيرانية تلقي بظلالها، وتداعيات الموقف الدولي تحتم تحركاً يفصل شيعة العراق فصلاً تاماً عن النظام الإيراني على مختلف الأصعدة، بدءً من الارتباط التنظيمي، وانتهاءً بالجانب التنظيري والفكري الذي يستلهم التجربة الإيرانية.

    وعندما دعاه الداعي وألحّ في طلبه حتى شكّل واجباً متعيناً... مضى آية الله الإمام السيد السيستاني بثبات ووقار، كالجبل الأشم لا تهزه العواصف، وراح يقود المعركة من داره المتواضعة، كربّان خبير، يدير دفة سفينة في بحر متلاطم، ويصارع أعتى الأمواج، ينشر شراعاً هنا، ويطوي آخر هناك، يلقي ببعض الحمولة تارة ليقي سفينته ريحاً هوجاء، ويسرع تارة أخرى ليقطع طريق العصيان والهلاك على بعض البحارة حيث يصرون على أن ترسو السفينة في جزيرة لاحت لهم أو ميناء خادع مرّوا به!

    ولم تكن الأحداث قد كشفت حقيقة الدور الذي ينهض به هذا السيد الجليل حين قارب نهاياته، فلا حب ظهور هنا، ولا عقد شهرة كالتي تحكم بعض السياسيين والدنيويين! عندما نزلت به الأزمة القلبية واقتضى الأمر سفره الى الخارج للعلاج وقعت أزمة حصار النجف الأشرف من قبل القوات الأمريكية والحكومية، إثر تمادي التيار الصدري وتحصنه في الصحن الحيدري الشريف، فقطع السيد دام ظله فترة نقاهته وراحته بعد العلاج وعاد مسرعاً الى العراق، ولكن بتكتيك أربك من كان يبيّت الشر بالنجف الأشرف عامداً أو جاهلاً، وأزعج غيرهم ممن لم يكن يعبأ بالدماء والمقدسات.

    نزل البصرة قادماً من الكويت، وعبئ العشائر ودعاهم للإلتحاق بركبه، وأعلن أنه سيزحف بجموع الجماهير باتجاه النجف الأشرف ليفك حصارها، ويخرج المتمردين منها.. ورغم السعي الحثيث لثنيه عن هذا الموقف بشتى الذرائع والأعذار ومنها الخطر الذي يتهدّده، تقدّم بإصرار لم يملك أمامه كلا الطرفين المتصارعين إلا القبول والنزول على رأي السيد.

    دخل النجف الأشرف، بل فتحها، وأنهى الأزمة وحال دون مجزرة كانت ستردي بالآلاف، وستدمر أشرف العتبات الشيعية، مرقد أمير المؤمنين عليه السلام، وعاد ليخوض المعركة السياسية من جديد، وكان فصلها التالي تحديد موعد الانتخابات للجمعية الوطنية التي ستدون الدستور العراقي، وتشكيل الحكومة المنتخبة التي ستجلي الاحتلال، وهنا بدأ السعي المعاكس مرة أخرى لتأجيل موعد الانتخابات، وراحت الضغوط لتبلغ حداً خيالياً زعزع الجميع فكاد يثنيهم، الا ان سماحة الامام السيستاني أصر، ودفع في هذا الطريق، حتى لم تجد الحكومة المؤقتة وقوات الاحتلال بداً من العمل بالموعد المقرر، وعندما أصدر حكمه التاريخي بوجوب المشاركة في الانتخابات وإلزام كل مكلف بها، حتى النساء، وعاد من جديد، حين وجد ان الأمر في طريقه للفلتان والضياع، وان تضحيات القبور الجماعية، ودماء الشهداء، وما لا يحصى من المعاناة ستضيع في معترك الصراع الحزبي والفئوي.. ليأمر بلجنة للتنسيق والتآلف، ثم تدخل بكلمات مقتضبة، أنارت الطريق للأمة الملتزمة ولم تترك المؤمنين في تيه: "التصويت لقائمة الائتلاف العراقي مبرئ للذمة".

    وكانت الاستجابة الشعبية رقماً أذهل العدو والصديق، وعلى امتداد هذه الخطوات المصيرية، كابد الإمام السيستاني وجاهد بصبر وتحمّل أذهل الجميع، وهو يأبى على الجماعات والعشائر الشيعية الرد على الاستفزازات الطائفية التي بلغت حد القتل على الهوية، وكان يحرم الانتقام! فأنجى البلاد من الفتنة والحرب الأهلية، وحصّن ذمم الشيعة من الخوض في دماء أهل السنة، فالانتقام لم يكن ليتوجه الى القتلة بطبيعة الحال، بل كان سيأخذ منحاً طائفياً وعشائرياً ظالماً، وظل مصراً على الصيغة الحضارية والعقلائية المتمثلة بترك الأمر للدولة والسلطات المختصة حتى تأخذ إجراءاتها.

    بعد هذا التحرك الواعي والمتزن وهذه المواقف الحكيمة يحق لنا أن نتساءل: كيف ملك هذا الرجل القلوب؟ ماذا كان الشعب سيفعل لو كانت الأمور بيد غيره؟ إلى أين كان سينتهي الصراع السياسي الداخلي؟

    إنه نموذج لمن تربّى في مدرسة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، فنهل من علوم الحوزة العلمية، فقهاً، وأصولاً، وفكراً، مكنته وهيأته لفهم أدق الحركات الاجتماعية، والتحركات السياسية المعقدة... وتزوّد من التقوى والورع ما ألهمه بصيرة نافذة، وحباه حنكة وحكمة، فأصبح إماماً للحرية والمحبة والتسامح والحوار والسلام.

    n أساسيات المشروع السياسي لدى الإمام السيستاني:

    لا يمكن الحديث الآن عن مشروع سياسي متكامل قدمته المرجعية إلا أن مواقفها وفتاواها وتعاطيها الإيجابي مع الواقع كشف عن ملامح مشروع سياسي في طريقه للتبلور. فعلى مستوى شخص المرجع نرى أن الإمام السيستاني كما يقول الكاتب الأستاذ عمار البغدادي: ينتمي الى المرجعيات المتحركة التي تستجيب لمتطلبات العصر وأسئلته الاستثنائية وضغطه المتواصل، كما مقتضيات الزمان والمكان، وتلاحق المستجدات والمتغيرات، وتلك هي المهمة الحقيقية الملقاة على عاتق المرجعيات المرجعيات الدينية القيادية الكبيرة 2 .
    v الحرص على مصلحة الشعب العراقي أولاً وأخيراً، والتشخيص الدقيق لاحتياجات المرحلة، لذلك نجده يحرص على قيام الدولة ومؤسساتها، باعتبار ذلك يحقق استمرارية الشعب وبقائه موحداً.
    v الحرص على الانتخابات الشعبية النزيهة، ليتمكن الشعب من انتخاب حكامه وبذلك يتجاوز مشاكل وأزمات الشرعية السياسية التي عانى منها النظام السابق، وهذه الحكومة المنتخبة والشرعية هي التي ستنجز الاستقلال الكامل وتجنب البلاد كل المشاكل التي قد تترتب عن عدم وجود حكومة شرعية يعترف بها الشعب ويدعمها، وتستطيع أن تجعل الاستعمار الغربي يستمع لها، باعتبارها حكومة شرعية.
    v موقفه الحكيم من الصراعات المحلية، فهو لم يقف مع طرف ضد طرف سياسي او طائفي وانما احتفظ بنفس المسافة تجاه التيارات العراقية المختلقة، وهذا الموقف لا ينطلق من فراغ او مجرد موقف سياسي يواكب المرحلة الحرجة من تاريخ العراق، وانما ينطلق من إيمانه بالاختلاف والتعددية سواء داخل الوسط الشيعي أو خارجه.
    v موقفه المتميز من الطائفية، فقد حرص منذ البداية على حماية الشيعة والسنة من أخطار الفتن الطائفية التي تحاول بعض الجهات الخارجية تأصيلها وتكريسها في أواسطهم ومما قاله المرجع الإمام السيستاني للدكتور عبد الحميد أنه لو تم اغتياله في النجف الأشرف على يد رجل سني، فلا يفترض ان يعلن هذا الخبر على الملأ ويستفيد منه أعداء الوحدة الإسلامية وأعداء الشيعة والسنة في العراق 3 .
    لذلك فقد حافظ على هدوئه وطالب بضبط النفس وعدم الانجرار وراء القتل والانتقام وهو يسمع ويشاهد المجازر اليومية التي يتعرض لها الشيعة وقياداتهم الدينية والسياسية، وقد طالت هذه الاغتيالات بعض المقربين منه، لكن ذلك لم يغير من رأيه في مواجهة الطائفية البغيضة وعدم السقوط في أوحالها، لأن أي حرب أهلية ستعطي للمستعمر المبررات للبقاء أطول.
    v إيمانه بالحوار الموضوعي الصادق والواقعي كوسيلة لحل جميع الخلافات بين العراقيين السياسية منها وغير السياسية، وان يلامس ويعالج هذا الحوار كافة القضايا والمشكلات العقلية، وطي صفحة الماضي وأساليبه التي كان يستخدمها ضد المخالفين له في الرأي، أي الإقصاء والاغتيالات.
    v دعوته الى ان يكون الانتماء السياسي انتماء للوطن ولقضايا المجتمع والدولة، والى ترسيخ الوحدة الوطنية على قاعدة القيم والأخلاق والمبادئ، وليس على قاعدة الحصص والمكاسب الفئوية، على قاعدة التزام كل فريق بالآخر، بما له من مخاوف وآلام، والتزام الكل بالكل، بالحقوق المتساوية للجميع، والواجبات المتساوية للجميع، والكرامة للجميع.
    هذه بعض ملامح المشروع السياسي للمرجعية الدينية في العراق، وقد كشفته النتائج الأولية لتطبيق بنوده عن صوابية آرائه وصحة تشخيصه للوضع العراقي واحتياجاته، فقد تمت الانتخابات بكثافة وإقبال حيّر المراقبين، كل ذلك بفضل دعوات الإمام السيستاني الشعب للمشاركة في هذه الانتخابات واختيار مندوبيهم في المجلس الوطني، كما انبثقت عن هذه الانتخابات حكومة شرعية تمثل العراقيين جميعاً، وقد بدأت بمعالجة الملفات الشائكة التي ورثها عن النظام البائد، كما بدأت مفاوضاتها مع المستعمر لجدولة خروجه من العراق...

  11. Top | #41


    يالحبيب من صجك ؟



    اذا تبي مقالات تمدح صدام ترى موجوده لكن المنطق يضربها

    تبي تقارن بين النائيني والسيستاني البلوشي تقدر تكتب مقالات وتنقل بس هل سالت نفسك ،

    النائيني كان عايش وسط الناس ويشوفهم ويشوفونه ويخطب فيهم ويصلي فيهم ويسألونه

    مو واحد مثل البلوشي مو معروف حي ولا ميت قاعد ببيته

    بعدين وين الفكر اللي تتكلم عنه موجود عند البلوشي ، في أي خطبة وفي اي كتاب موجود ؟

    نبي توثيق لو سمحت
    قائد الحوثيين الحاج المجاهد عبدالملك الحوثي حفظه الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. Top | #42

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    47

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

    وحفظ الله النجم الازهر سماحة المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد السيستاني

    من شر الحاسدين والحاقدين

  13. Top | #43

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    اللقب
    عضو
    معدل المشاركات
    0.01
    المشاركات
    47

    رد: السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)

    الاخ مجاهدون

    احترم نفسك وحسن اخلاقك واعرف كيف تختار كلماتك عندما تتكلم عن العظماء كالمرجع السيستاني

    والا سوف نرد عليك بالمثل والبادئ اظلم !!!!

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. العراق من أين و الي أين(الجزء الاول)
    بواسطة الدكتور عادل رضا في المنتدى منتدى العراق الحديث
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-17-2006, 01:11 PM
  2. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-08-2005, 02:55 PM
  3. الميزان لمن وضع السيستاني في الميزان / تعليق على مقال زهير الاسدي
    بواسطة سيد مرحوم في المنتدى منتدى الخطباء والعلماء
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-01-2005, 04:11 AM
  4. المواقف السياسية للسيستاني مقال لزهير الاسدي
    بواسطة الدكتور عادل رضا في المنتدى منتدى الخطباء والعلماء
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-28-2004, 12:43 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
منتدى منار هو منتدى أمريكي يشارك فيه عرب وعجم من كل مكان