مسفر الدوسري - الجريده




نشر في 24, May 2012

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



كل فرحة تزرعها في قلب آخر ثق أنك ستتفيأها يوماً، وكذلك كل ألم!
فاحرص على أن تزرع ما يقيك هجير العمر.


املأ ما استطعت صحارى القلوب الجافة بالشجر المورق وبالورد، لأنك حتما ستبحث لقلبك يوما ما عن ملجأ، عن شبح ظل، عن بارقة زهر وستجد ما زرعته في قلوب الآخرين مثمرا كبيرا بعطائك الذي استصغرته ذات يوم.

عمّر قلب غيرك بما تود أن يأويك عند الاحتياج، ضع لك بين أضلعه موطئ ودّ، أثّث قلبه بما تحب من المشاعر الجميلة، لأنك أنت من سيستفيد منها في نهاية المطاف.

إذا آمنت أنك لربما ستحتاج قلباً ما يحتضن ضعفك يوما، ستحرص ما استطعت على أن تترك لك في قلوب كثيرة ما يجعل ذلك ممكناً، وستحرص على أن يمرّ نهر عطائك بأكبر قدر من القلوب ليروي عشبة هنا، ونبتة هناك، وعطشا متلهفا في الجهة الأخرى، ويطفئ رمضاء قلب آخر.
لن يقف نهرك عند قلب حتى لا يخذلك، ولا عند شجرة وحيدة مخافة أن تهب ريح على حين غرّة فتقتلعها وإذا بعطاء نهرك يذهب سدى،


أسعد أكبر عدد من القلوب لتضمن ولو قلبا واحداً… واحدا فقط يحمل لك الجميل ويردّه ذات فاقة فرح.

لا تخشى ضياع جميلك.

لا تجعل ذلك الهاجس يمنعك من أن تبني عشّا آمنا لعصافير همك التي ستولد في يوم قادم حتما، مهما وثقت بأن ذلك لن يكون.

اترك لنفسك مساحة محبة ولو صغيرة في أكبر عدد من الصدور، وزينها بكل ما هو مبهج.
اترك لك في أسوأ الأحوال ما يكفي لكرسيّ مريح في نفوس الآخرين، لربما فاجأك الزمن لحظة في منتصف الطريق وأوهنك، حينها ستحتاج لذلك الكرسي حتى تلتقط أنفاسك وتشد من عزم ذاتك لتعاود المسير.


أضئ مصباحاً ولو قليل الضوء في عتمة الآخرين، ستجده شمسا وهاجة بعد حين، وسيقود قبسها خُطاك إن إدلهّم الكون في عينيك، واستوطن الدجى بؤبؤهما، وظننت أن العمى أصبح قدرك المحتوم.

اعط ما دمت قادرا على العطاء، وادّخر هذا العطاء ليوم ستبحث فيه عمّن يعطيك،
إن أعطيت فرحاً ستأخذه مضاعفاً، وإن أعطيت ألما ستأخذه وربما مضاعفاً أيضا.
الألم الذي ستعطيه الآن ستجده أمامك في قادم أيامك،


ستطئُ قدماك ذات الشوك الذي زَرَعته يداك فيما مضى، وسيذيقك قادم الأيام الحنظل الذي جرّعته قلباً فيما سبق.

لن تنجو بفعلتك أبداً، ولا تراهن على ذلك، كثرٌ هم الذين خسروا هذا الرهان.
لذا احرص على رسم ما ينتظرك في قادم حياتك.


وتأكد أن الألوان التي تتركها في لوحة الآخرين الآن، هي ذاتها الألوان التي ستكون عنوان لوحتك غدا،
فاختر فرشاتك التي تستخدمها وألوانك بعناية فائقة وبحرص شديد.